Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

طلب من كارتر رعاية عملية السلام

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الرئيس ووفد الكونجرس
خطاب الرئيس بالكنيسيت
كلمة الرئيس لليكود
كلمة الرئيس للأسرائيليين
خطاب الرئيس لمجلس الشعب
خطاب آخر لمجلس الشعب
الوثائق السرية البريطانية1

 

حديث الرئيس أنور السادات، مع وفد يمثل الأكثرية الديموقراطية فى مجلس النواب الأمريكى
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت مج 13، ص 418 -421"

حديث الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر
العربية، مع وفد يمثل الأكثرية الديمقراطية في مجلس
النواب الاميركي.
القاهرة، 15 / 11 / 1977
(الأهرام، القاهرة، 16 / 11 / 1977)
س - ( لجيمس رايت، زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس النواب الاميركي) سيدي الرئيس، لقد جئنا هنا لكي نعبر لك عن مدى اهتمامنا بالانجازات التي قمت بها، وما تحاولون القيام به من جهود للعمل على استئناف المفاوضات، ونتمنى لك التوفيق.
ج - انني انتهز هذه الفرصة للترحيب بكم هنا، ولأعبر لكم عن امتنان شعبي للتفاهم الذي يتسم بالرقى، وللمساعدات التي نتلقاها منكم. لقد جئتم اليوم الى هذه المنطقة في لحظة حاسمة، فمنذ بدأنا معا عملية السلام، مباشرة بعد حرب اكتوبر[ تشرين الاول ]، فان قوة الدفع لعملية السلام ينتابها احيانا بطء في الحركة، وأحيانا تتوقف. ولكننا نأمل ان نعطي من خلال جهود صديقي العزيز الرئيس كارتر، وأيضا من خلال جهود الدول المحبة للسلام، قوة دفع مرة اخرى لعملية السلام. وفي هذا الصدد، لا بد ان أقول لكم انني احمل ثقة كاملة في الرئيس كارتر، فهو رجل امين يحترم كلمته، وقد عكس، بشكل واقعي، الصورة الحقيقية للشعب الاميركي. فلنأمل التوصل الى اعطاء قوة دفع جديدة لعملية السلام هذه، وان نقيم السلام في اخطر منطقة من العالم الان، وأعني بذلك منطقة الشرق الاوسط، منطقة الصراع العربي - الاسرائيلي. انني لا اريد ان اخوض في القاء محاضرة، واريد ان يكون حديثنا حوارا، واني على استعداد للرد على اي اسئلة تلقونها علي.

س - (لجيمس رايت): سيدي الرئيس، لقد اتخذت خطوة هائلة في اطار مبادرتكم للتوصل الى السلام والبحث عنه، وذلك عندما اعلنتم عن استعدادكم للذهاب الى الكنيست، ولتتحدث هناك مع جميع اعضائه، وذلك اذا تم توجيه الدعوة اليكم للذهاب، وعلمت ان مستر بيغن يعكف، منذ الامس، على توجيه الدعوة اليكم من خلال سفير الولايات المتحدة في اسرائيل، ليرسلها الى مستر ايلتس سفير اميركا في مصر، يدعوكم فيها رسميا، ونحن بالتالي مهتمون بمعرفة أي ردود فعل على هذا، واذا كنتم ستوافقون على قبول هذه الدعوة.
ج - حسنا، لا بد انكم قد تابعتم الخطوات الاخيرة التي تم اتخاذها، فهذه الخطوات تهدف الى انعقاد مؤتمر جنيف حتى يتمكن جميع الاطراف المعنية من الجلوس معا، والتوقيع على اتفاقية السلام، والتي ستقيم السلام الدائم في المنطقة. ولكنني توصلت الى ما يأتي، وكما قلت في حديثي الى مجلس الشعب، انه في وقت ما عندما كان د. كيسنجر يقوم برحلته المكوكية بين هنا وتل ابيب ، لاتمام

اتفاقية الفصل الثانية للقوات، فأنني اتذكر ان هنري كان يأتى احيانا من اجل تغيير كلمة واحدة، أو فصلة، وما هو الى آخر ذلك، وكان ذلك، حقيقة، امرا مضحكا، وقلت له أن هذا لا يساوي الوقود من تل ابيب الى الاسكندرية من اجل تغيير كلمة هنا أو فصلة هناك، قلت له في ذلك الوقت؛ انني دائما اتجه الى الهدف الذي نعمل من اجله، فكلمة هنا أو هناك لا تهمني على الاطلاق، ووجدت اخيرا انه، كما تعلمون، كانت هناك ورقة اميركية اولى لانعقاد مؤتمر جنيف، ثم جاء بعد ذلك ما هو معروف باسم الورقة الاميركية - الاسرائيلية، فان مجلس الوزراء في اسرائيل اجتمع وناقشها لساعات طويلة، قلت من قبل، ان علينا ألا نضيع الوقت لمناقشة المسائل الاجرائية، فلنذهب الى مضمون المسألة برمتها، والمضمون هو احتلال الاراضي العربية بعد 1967، وحل المشكلة الفلسطينية، حسنا. ولكن المناقشات بدأت وقيل ان الورقة الاميركية الاولى أفضل من الورقة الاميركية - الاسرائيلية الثانية، وان هناك كلمة هنا وكلمة هناك، ولكني قلت انني على استعداد للذهاب الى جنيف دون اعطاء اي اهتمام لما هو هنا أو هناك، ذلك لانني، كما قلت لكم، اننا نريد الجلوس معا، وحل المشكلة عن طريق تحقيق اتفاقية سلام تقيم السلام الدائم في المنطقة.
ويبدو مما قيل لي انه - كما يقول صديقي هنا - انهم يعدون دعوة من خلال السفارة الاميركية. لقد كان هذا اقتراحي بالامس الى وولتر كرونكايت، وقد اذيع هذا الحديث على الهواء مباشرة، وسألنى: كيف يمكن ان تصلك هذه الدعوة ؟ قلت له: انه من الممكن ان تصلنا من خلال صديقنا المشترك الولايات المتحدة. ويبدو انهم سيسلمون هذه الدعوة، كما قال صديقنا هنا، (ويقصد الرئيس جيمس رايت)، الى السفارة الاميركية في تل ابيب، والتي ستسلم بدورها الى هيرمان (السفير الاميركي بالقاهرة) هنا في السفارة الاميركية، وعندما تصل هذه الدعوة فسوف اكون على استعداد للذهاب، لانه لا يجب اضاعة الوقت في الاتفاق على المسائل الاجرائية، واريد ان اقول لكم ان هذا الصراع العربي - الاسرائيلي ينطوي على 70% من المشاكل النفسية، و30% فقط من مشاكل المضمون. وعلى هذا، فلنتغلب على هذه المشاكل النفسية، ولننصرف الى معالجة المضمون. ولهذا السبب، سوف اذهب اليهم في الكنيست، واذا لزم الامر سوف افتح المناقشة مع الـ 120 نائبا في الكنيست لكي اعطي لهم الحقائق الجوهرية في المنطقة هنا، ليس من وجهة نظرهم، بل من وجهة النظر المقابلة لهم، ويستطيعون هم بعد ذلك اتخاذ قرارهم.

س - (لعضو الكونغرس كويلون): سيدي الرئيس، اتذكر رسالتكم العظيمة التي وجهتموها الى الجلسة المشتركة لمجلس الشيوخ والنواب الاميركيين، عندما قمت بزيارة اميركا، وانني سعيد حقيقة بهذا التطور، ولكنك بعد ان تصل الى جنيف، هل تعتقد ان اشتراك الاتحاد السوفياتي سيؤدي الى خلق المشاكل؟
ج - حسنا، انني اعتبر زيارتي للكنيست جزءا من الاعداد لجنيف، ولعلك استمعت الى ما قلته من قبل انه علينا الا نذهب الى جنيف بدون اعداد جيد، ذلك لاننا لن نتوصل الى شيء على الاطلاق ما لم يكن هناك اعداد جيد لجنيف. فكما قلت لكم، فسوف نجلس دائما، ونختلف حول هذه المسألة وغيرها قبل معالجة مضمون المشكلة، ولهذا السبب، اعتقد انه من الضروري ان يكون الاعداد لجنيف كاملا، وعندما نصل الى جنيف، فمن المؤكد، وكما قال صديقي هنا، ان علاقتي بالاتحاد السوفياتي علاقة تتسم بالتوتر فحتى هذه اللحظة، يضع الاتحاد السوفياتي حظرا علي منذ ان بدأنا عملية السلام معا في 1973، اي منذ حوالى 4 سنوات، ووصل الى درجة انه الغى الاتفاقيات القديمة للسلاح معي، وأيضا بالنسبة لقطع الغيار، ورفض ان يبيع لي ما يمكن ان أعوض به السلاح الذي فقدته في حرب اكتوبر [تشرين الاول]، في الوقت الذي عوض فيه سورية كل ما فقدته في حرب اكتوبر [تشرين الاول]، واكثر من ذلك تم بينهما ابرام ثلاث أو اربع اتفاقيات للسلاح، وقمتم انتم بنفس العملية مع اسرائيل، وقمتم بتعويضها عن كل خسائرها في السلاح، وفوق ذلك، فقد بعثتم اليها بمزيد من الاسلحة المتطورة. و ذلك، فموقفي هو انني آمل الا يتبنى الاتحاد السوفياتى في جنيف اتجاها مماثلا لما يتبناه في مجال العلاقات الثنائية، وان يحاول خلق المشاكل لنا. لابد ان اذكر لكم انني لا اخشى الاتحاد السوفياتي، وانني لا اخشى اي قوة كبرى حقيقة ذلك انني اشعر انني على حق. وكلما استطعنا التوصل الى اتفاق في جنيف، فان الاتحاد السوفياتي، أو اي قوة اخرى لا يمكنها منعنا عن قبول هذه الاتفاقية، طالما ان هذه الاتفاقية تنطوي على سلام قائم على العدل. اننا لا نوافق الا على الشيء الذي يتطابق مع امانينا القومية وعلى ما يمكن ان يؤدى الى تحقيق السلام. وفي هذا المجال، فان الاتحاد السوفياتي لا يمكنه عرقلة أو منع التوصل الى حل.

س - (لجيمس رايت): سيدي الرئيس، لقد قلت انه لابد من الاعداد الجيد بشكل يركز على المضمون قبل انعقاد جنيف، وهناك مشكلتان تمسان المضمون:
الاولى: استعادة المناطق التي احتلت من جانب الاسرائيليين؛ والثانية: هي المشكلة الفلسطينية. وفيما يتعلق بالمشكلة الفلسطينية، هل ترون طريقة يمكن، من خلالها، ترضية الفلسطينيين دون اقامة كيان على حدود اسرائيل يكون بمثابة تهديد لاستمرار السلام، وسلامة اراضي الاسرائيليين، أو بتعبير آخر: هل من الممكن التوصل الى منهج يمكن، من خلاله، تحقيق اماني الفلسطينيين بشكل لا يؤدي الى اقامة دولة مستقلة ينظر اليها انها تكريس لتدمير اسرائيل؟ يبدو لي ان هذا هو جوهر المسألة، اذا تمكنا بطريقة ما الى تحقيق نوع من الاعتراف بالفلسطينيين بطريقة لا يصبحون فيها خطرا على اسرائيل، فبالتالي يمكننا التغلب على احدى المشاكل الرئيسية.
ج - حسنا، ان المشكلة الفلسطينية، التي يجب ان نحلها لكي نتمكن من التوصل الى السلام الدائم في المنطقة، تتضمن بندين اساسيين:

البند الاول : الجانب السياسي، وهو يتضمن الاعتراف بالفلسطينيين الان كحركة سياسية من جانب الامم المتحدة، وجميع دول العالم، بما في ذلك الرئيس كارتر نفسة، الذي ينصح بضرورة قيام وطن لهم لحل الزاوية السياسية من المشكلة؛

البند الثاني : وهو الجانب الانساني، ويتعلق هذا الجانب باللاجئين.

بالنسبة للبند الاول، فلا بد من ان يكون هناك وطن لهم بعد 30 سنة في الخيام، ومشتتين هنا وهناك، فلا بد ان يكون لهم وطن، والعالم اجمع يتفق على هذا الرأي كما قلت لكم، والرئيس كارتر نفسه عبر عن ذلك ايضا. اعتقد أنه فيما يتعلق بهذا، فاننا في حاجة الى قدر من التفهم منكم في الولايات المتحدة.

كيف يمكن تحقيق هذا الجانب السياسي، وهذه المسألة السياسية الخاصة بالفلسطينيين، الذين يمثلون جوهر المشكلة برمتها، فان جوهر المشكلة ليس سيناء أو مرتفعات الجولان، ولكن لب وجوهر المشكلة هو المسألة الفلسطينية، فكيف يمكن تحقيق امانيهم دون اعطائهم حق ان يكون لهم دولة، وبصفة خاصة عندما يكون لدينا الضفة الغربية وقطاع غزة اللذان احتلا بعد حرب 1967، واللذان يمكن إن يحققا لهم امانيهم ؟ وفي هذا الصدد، انني ارى سوء فهم تغرسه اسرائيل عن قصد. ربما استمعتم الي عندما قلت ان هذه الدولة الفلسطينية عليها ان تكون مرتبطة بالاردن، وان يتخذ هذا الارتباط شكل، على سبيل المثال، اتحاد كونفدرالي أو فدرالي، أو حتى ولايات متحدة عربية، يتفق عليها الطرفان، وانه لا بد من الاعلان عنها قبل الذهاب الى جنيف، وانني اقول لكم ان الرأي الاسرائيلي في امكان ان تخلق هذه الدولة مشاكل، فان هذا سوء فهم تريد ان تغرسه اسرائيل عن عمد. كيف يمكن لدولة فلسطينية، تحتاج الى سنوات وسنوات لمساعداتنا جميعا في العالم العربي، كيف يمكن ان تمثل خطرا على اسرائيل ؟ انهم يبالغون في هذا. ففي خلال السنوات الثلاثين الماضية كانت هناك اربع حروب، ثلاث منها شنتها اسرائيل ضدنا جميعا في العالم العربي. [ كيف] يمكن لدولة صغيرة مثل الدولة الفلسطينية ان تكون خطرا أو تهديدا لاسرائيل، انهم يبالغون، لانهم يهدفون دائما الى التوسع. انني لا اتفق مع هذا الرأي الذي يطرحه الجانب الاسرائيلي. واذا اردنا تحقيق السلام الدائم في المنطقة، فلا بد من اعطاء الفلسطينيين وطنا وحق تقرير المصير، وان يكون لهم دولة، ولا اتفق اطلاقا مع ما تقوله اسرائيل. انهم مسلحون بكثافة، وليست الدولة الفلسطينية التي ستقام ستكون التهديد أو الخطر ضدهم، بل بالعكس انهم بكل ما يملكونه من سلاح، وبترسانة الاسلحة الضخمة التي قمتم بارسالها اليهم، هم يمثلون

التهديد الحقيقي لكل العالم العربي، ليس للدولة الفلسطينية فقط، ولكن لنا جميعا، هم تهديد حقيقي لنا. وانتم تتذكرون قبل حرب اكتوبر [تشرين الاول] انهم قالوا ان لديهم اليد الطولى للوصول الى اى منطقة في العالم العربي، وذلك لانكم زودتموهم بالفانتوم. انني لا اتفق على الاطلاق مع سوء الفهم هذا الذي يحاول الاسرائيليون غرسه، ليس لغرض الا لتوسيع جدودهم. ان الامن الحقيقي لاسرائيل هو ان نتفق على ان نعيش معا في هذه المنطقة، ولهذا السبب سأذهب الى الكنيست لاقول لهم هذا. ليست بضعة الكيلومترات في الجولان أو في سيناء أو الضفة الغربية التي ستخلق الامن لهم، ان الامن يمكن خلقة فقط من خلال ارادتنا جميعا للعيش معا في هذه المنطقة.

س ـ ( جميس رايت ) : سيدي الرئيس، اعتقد انه اذا كان السلام الحقيقي يعني اكثر من عدم وجود الصراع المسلح، فأنه لابد ان يعتمد على التفاهم المتبادل حول اهتمامات كل طرف. وقد عبرتم عن اهتمام اصيل في العالم العربي، وهو ان اسرئيل تمثل تهديدا لدول اخري.. ان اسرئيل تشعر حقيقة انها مهددة، واعتقد ان هذا الشعور اصيل ايضا. فهل من الممكن، من خلال الافكار التي طرحتموها ببلاغة كبيرة، بأنه في حالة اقامة مثل هذه الدولة الفلسطينية، فانه سيكون هناك اعلان واضح عن شعور والتزام هؤلاء الذين سيحكمون هذا الوطن، في استمرار بقاء اسرائيل في سلام، في مقابل اعتراف اسرائيل بحقهم في البقاء ؟
ج - وهذه ايضا نقطة اخرى من سوء التفاهم الذي تحاول اسرائيل غرسه. عندما نجلس معا حول المائدة في جنيف، كل الاطراف المعنية بما في ذلك مصر وسورية، الاردن، لبنان، الفلسطينييون، اسرئيل، عندما نجلس معا حول مائدة في جنيف، أليس هذا اعترافا من الجانب الفلسطينيي عندما نجلس للتفاوض حول اتفاقية سلام، ونوقع هذه الاتفاقية؟
اكثر من ذلك، اسرئيل تسيطر على الارض، ولها الدولة، ولديها اعتراف الامم المتحدة، 140 دولة ، وتؤيدها الولايات المتحدة، اي انتم، يؤيدها ايضا السوفيات، فموقف السوفيات من اسرئيل واضح جدا، ويذكرونه لنا جميعا في العالم العربي، وهو ان اسرئيل حقيقة، وهذا هو موقف السوفيات من اسرائيل، لديهم كل هذا: الارض الاعتراف، الولايات المتحدة، لديهم كل شئ: المساعدات من اكبر قوة في العالم. اما الفلسطينييون، فقد انكرت عليهم منذ 30 سنة، وحتي الحقوق الانسانية، ليس فقط انكار كل شئ لهم، ولكن ايضا عدم الوفاء بحقوقهم الانسانية، وترون ما يحدث للاجئين، وهو ما يمكن وصفة بأنة "مأساة انسانية" فاذا توصلنا الى اتفاق، فان بوسع اسرائيل ان تحصل على كل ما تريده من ضمانات.

س - (عضوالكونغرس واكسمان): فهمت انه سينعقد موتمر قمة عربي في فبراير [ شباط ]، نتيجة لاجتماع تونس، هل تعتبر هذا آخر موعد للذهاب الى جنيف؟ وثانيا: افهم انك ستجتمع بالرئيس الاسد في سورية، فما الذي تأمل في انجازه في خلال هذا اللقاء؟
ج - ان مؤتمر القمة العربي عليه ان يجتمع مرة واحدة في السنة، كما تقرر ذلك في مؤتمر قمة الرباط، فليس لهذا اي علاقة بموعد محدد لجنيف على الاطلاق، فهذا مختلف تماما، كما قلت لك. بالنسبة للقائي بالرئيس الاسد، فقد تم الاتفاق عليه قبل القاء خطابي. فمن وقت الى آخر، كما تعلم، يتم لقاء بين دول المواجهة، سورية والاردن. الملك حسين كان معي منذ عشرة ايام، كما زرت اخيرا الملك خالد في السعودية. لقد اتصل بي الاسد واتفقنا على هذه الزيارة، قبل القاء خطابي وقبل الاعلان عن مبادرتي، فهذا ليس علاقة اطلاقا بما طرحته. ومن الطبيعي جدا أن نجلس معا من وقت لآخر لمناقشة كل جوانب المشكلة.

س - (عضو الكونغرس واكسمان ): تردد انك لن تذهب الى سورية إلا عندما يغير الرئيس الاسد موقفه من الذهاب الى جنيف؟
ج - ليس هناك بيني وبين الرئيس الاسد ما يمكن وصفه بفرض الشروط من جانبي أو من جانبه. اننا نلتقي كأخوة، وكشركاء، ولم افكر على الاطلاق في فرض اي شيء على الرئيس الاسد، ولا يفكر هو ايضا في فرض اي شيء علي.

س - (عضوالكونغرس بلانشارد): يبدو من الواضح انك ستفقد الكثير اذا لم تمض المفاوضات بشكل سليم، وهذا ايضا ينطبق على الرئيس كارتر، وقد ذكر لنا انه يشعر نحوك بقدر كبير من ثقة، ويشعر انك ورئيس وزراء اسرائيل تثقان به، فما هو شعورك انت نحو الرئيس كارتر، هل تشعر نحوه بثقة عميقة؟
ج - لابد ان أقول لكم صراحة، انني اثق ثقة كاملة بالرئيس كارتر. اننى اثق به، ولكنني اختلف معك في مسألة واحدة، انني آمل ان يكون لدى بيغن نفس الثقة التي احملها انا للرئيس كارتر. فهم يتحدئون الان عن تحديهم للولايات المتحدة، لانهم تلقوا السلاح مما يكفيهم للقتال ثلاثة شهور أو ستة اشهر، وليس كما حدث في الحرب الاخيرة. اقول لك بشكل واضح اني اثق ثقة كاملة في كارتر، فانه امين، وايضا محل ثقة، ورجل يحترم كلمته، وانني فخور بهذه العلاقة الشخصية، واكرر اننى آمل ان يحمل بيغن نفس الثقة التي احملها لكارتر.

س - (واكسمان) بالاشارة الى تصريحكم الخاص بالثقة في الرئيس كارتر، فهل انتم على استعداد للذهاب الى جنيف على اساس اقتراح الرئيس كارتر، اي على اساس اوراق العمل التي وصلت القادة العرب؟
ج - لقد اسأت فهمي. انني على استعداد للذهاب في اطار أي اجراءات، وذلك لانني لا اريد اضاعة الوقت في المشاكل الاجرائية، بينما علينا ان نعالج المضمون. على

هذا، انني على استعداد للذهاب الى جنيف، وقد اعربت عن هذا الرأي امام برلماني.

س - (واكسمان): هل تذهب الى جنيف على اساس قراري الامم المتحدة رقمي 242 و338، بدون تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية؟
ج - ليس بدون تمثيل لمنظمة التحرير الفلسطينية.

س - (واكسمان) اذن انك تضع شرطا ؟
ج - أرجو ألا تكون في موقف تردد فيه ما يقوله بيغن والاسرائيليون. اننى لا اضع شرطا على الاطلاق، ولكنني اقول هذا: كيف يمكننا التوصل الى سلام دائم في جنيف دون الفلسطينيين الذين يمثلون جوهر ولب المشكلة، كيف يمكننا التوصل الى السلام الدائم؟ اذا لم تحل المشكلة الفلسطينية، فلن يكون هناك سلام في المنطقة. المسألة ليست احتلال سيناء أو مرتفعات الجولان. لقد كانت المشكلة الفلسطينية هي التي بدأت كل شيء منذ 30 سنة. اذن انا لا اضع شروطا، وأرى انه يجب الا تتبنى اتجاه اسرائيل أو مستر بيغن.

س - (واكسمان) انني لا احاول تبني اتجاه اسرائيل. انني فقط اشير الى ان قراري الامم المتحدة، والبيان السوفياتي - الاميركي تشير الى الحقوق الفلسطينية، وضرورة ان تناقش في المؤتمر، ويبدو لي ان هناك الآن احتمال عدم انعقاد المؤتمر، وأيضا هل يتم تمثيل منظمة التحرير أو لا يتم، هل يمكن ان تجلس الاطراف معا في جنيف دون تعقيد. المسائل الاجرائية، والتي يمكن ان تناقش فى اطار كل المسائل، بما فى ذلك المسالة الفلسطينية؟
ج - كما قلت لك، ردي هو نفس الرد. هل سنذهب الى جنيف من اجل عقد اتفاق جزئي كما يقول دايان، اي انهاء حالة الحرب، وتأجيل جميع المسائل بعد ذلك؟ اقول لك: لا. اننا سنذهب الى جنيف لتحقيق اتفاقية سلام تقيم سلاما دائما في المنطقة. ولهذا، يجب ان يمثل هناك جميع الاطراف [ ومنهم ] الفلسطينيون.
س - (جيمس رايت) سيدي الرئيس، حسب فهمي، فان مستر بيغن قد أبدى استعداده لتمثيل الفلسطينيين في مؤتمر السلام، فهل من المرضي لك ان يكون هؤلاء الممثلون ضمن وفد عربي موحد، بدلا من مجموعة وطنية محددة، اي بالتحديد منظمة التحرير الفلسطينية ؟ هل يغير هذا في شيء طالما ان المصالح الفلسطينية ممثلة؟
ج - رائع، رائع، هذه معالجة جيدة جدا للمشكلة برمتها، لا بد أن أقول لك بصراحة: عندما زرت الرئيس كارتر في ابريل [ نيسان ] الماضي في الولايات المتحدة، لم اكن مؤيدا لفكرة وفد عربي موحد، كنت ضد هذا، وبحثنا هذا باسهاب في البيت الابيض، ولكني من اجل تخفيف التوتر، ومن اجل التوصل الى مخرج، فقد وافقت على وفد عربى موحد، ان يكون الفلسطينيون ضمن هذا الوفد،

وفي هذا الصدد وافقت على وجهة نظر الرئيس كارتر عندما ارسل لي بشأن هذه المسألة اخيرا، وافقت على وفد عربي موحد، وما يقوله صديقي هنا هو معالجة جيدة جدا للمشكلة.
س - (زعيم الاغلبية رأيت) سيدي الرئيس، نشكرك على هذا، ونشكرك لانك داعية للسلام ونأمل في نجاح تحركك الحالي.
ج - تذكروا دائما، عندما تكونون عازمين في الولايات المتحدة على تحقيق السلام في المنطقة، فان السلام سيتحقق. ومن جانبي، فتأكدوا ان مبادرتي الاخيرة كانت لانتهاز هذه الفرصة، وعلينا الا نضيع هذه الفرصة. وانقلوا الى الشعب الاميركي امتنانى العميق وامتنان شعبي، لانكم فعلتم الكثير، فبعد وقف اطلاق النار مباشرة قدمتم لنا المساعدة لاعداد القناة مرة اخرى للملاحة الدولية، وهذه هي الطريقة الاميركية الاصيلة، ولن ننساها ابدا، كما اننا لن ننسى المشاعر الدافئة التي شعرنا بها وقت زيارتنا للولايات المتحدة. ارجو ان تنقلوا هذا لشعبكم ولصديقي العزيز الرئيس كارتر.
 =====================

المصدر: موسوعه مقاتل من الصحراء على شبكه الانترنت

This site was last updated 08/25/12