Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

ولاية مسلمة بن مخلد الأنصارى على مصر 51/ 6 خ. م

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
جدول ولاة الأمويين
بن العاص 9/ 1 خ. ع
عبدالله 10/ 2 خ.م
بن حديج
عتبه 11/ 3 خ.م
الوردان12/ 4 خ.م
الجهنى13/ 5 خ.م
الأنصارى 14/ 6 خ.م
الأزدى 15/ 7 خ.م
جحدم 16/ 8 خ.م
عبد العزيز 17/ 9 خ.م
زياد  18/ 10 خ.م
عبدالله 19/ 11 خ.م
بن مخزوم 20/ 12 خ.م
بن شريك 21/ 13 خ.م
عبد الملك 22/ 14 خ.م
بن شرحبيل 22/ 15 خ.م
بشر 23/ 16 خ.م
حنظلة24/ 17 خ.م
عقبة 25/ 18 خ. م
محمد 26/ 19 خ.م
الحر 27/ 20 خ.م
حفص 28/ 21 خ.م
عبد الملك 29/ 22 خ.م
الوليد 30/ 23خ زم
بن الحبحاب 31/ 24 خ.م
بن خالد 32/ 25 خ.م
حنظلة 33/ 26 خ.م
حفص 34/ 27 خ.م
بن عتاهيه 35/ 28 خ.م
حفص 36/ 29 م.خ
الحوثرة 37/ 30م.خ
أبا الجراح 38/ 31 خ.م
المغيرة 39/ 32 خ.م
الوليد 40/ 33 خ.م
مروان 41/ 34 خ.م

Hit Counter

*******************************************************************************

15/ 6 خ.م - ولاية مسلمة بن مخلد الأنصارى على مصر ربيع الأول 48 هـ -  62 هـ
هو مسلمة بن مخلد بن صامت بن نيار بن لوذان بن عبدود بن زيد بن ثعلبة ابن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة أبو معن وقيل أبو سعيد الصحابي الأنصاري ومسلمة بفتح الميم وسكون السين المهملة ومخلد بضم الميم وتشديد اللام‏.‏

عاصر مسلمة خلافة معاوية أبن ابى سفيان وأبنه الخليفة يزيد بن معاوية  - وكانت ولايته على مصر خمس عشرة سنة وأربعة أشهر‏.
ولاه معاوية بن أبي سفيان مصر بعد عزل عقبة بن عامر الجهني في سنة سبع وأربعين حسبما تقدم ذكره في أخر ترجمة عقبة وجمع له معاوية الصلاة والخراج وبلاد المغرب‏.‏
فلما ولي مسلمة مصر انتظمت غزواته في البر والبحر ‏:‏ منها غزوة القسطنطينية الآتي ذكرها ولم يحضرها غير أنه حسن لمعاوية غزوها‏.‏
وفي أيام ولايته على مصر نزلت الروم البرلس في سنة ثلاث وخمسين فاستشهد في الوقعة وردان مولى عمرو بن العاص في جمع من المسلمين‏ .‏
 هدم ما كان عمرو بن العاص بناه في سنة ثلاث وخمسين من المسجد بمصر وبناه هو وأمر ببناء منار المسجد وهو أول من أحدث المنار بالمساجد والجوامع مقلداً كنائس الأقباط ‏.‏
وخرج مسلمة إلى الإسكندرية في سنة ستين واستخلف على مصر عابس بن سعيد فجاءه الخبر بموت معاوية بن أبي سفيان في شهر رجب منها واستخلاف يزيد بن معاوية بعد أبيه وكتب إليه يزيد بن معاوية وأقره على عمل مصر وكتب إليه أيضًا بأخذ البيعة له فندب مسلمة عابسًا وكتب إليه من الإسكندرية بذلك فطلب عابس أهل مصر وبايع ليزيد فبايعه الجند والناس إلا عبد الله بن عمرو بن العاص فدعا عابس بالنار ليحرق عليه بابه فحينئذ بايع عبد الله بن عمرو ليزيد على كره منه‏.‏
ثم قدم مسلمة من الإسكندرية فجمع لعابس مع الشرطة القضاء في أول سنة إحدى وستين‏.‏
وقد ولي مسلمة بن مخلد مصر وهو أول من جمع له مصر والمغرب وتوفي سنة اثنتين وستين وكان يكنى أبا سعيد‏.‏
انتهى كلام ابن عبد الحكم‏.‏
وكان - مسلمة كثير العبادة‏
وقال الحافظ أبو سعيد عبد الرحمن بن يونس على ما أخبرنا‏:‏ شهد مسلمة فتح مصر واختط بها وولي الجند لمعاوية بن أبي سفيان ولابنه يزيد بن معاوية وروى عنه من أهل مصر‏:‏ علي بن رباح وهشام بن أبي رقية وأبو قبيل وهلال بن عبد الرحمن ومحمد بن كعب وغيرهم توفي بالإسكندرية سنة اثنتين وستين في ذي القعدة

وفى السنة العاشرة من ولاية مسلمة 57 هـ ‏ وجه معاوية حسان بن النعمان الغساني إلى إفريقية فصالحوه من يليه من البربر وضرب عليهم الخراج وبقي عليها حتى توفي معاوية وتخلف ابنه يزيد‏.‏

السنة الثالثة عشرة من ولاية مسلمة بن مخلد على مصر وهي سنة ستين‏:‏ فيها توفي الخليفة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان - وكانت وفاة معاوية في شهر رجب وله سبع وسبعون سنة وتولى ابنه يزيد الخلافة من بعده‏

قتل الحسين بن على

وفى السنة الرابعة عشرة من ولاية مسلمة بن مخلد على مصر وهي سنة 61 هـ :‏ فيها كانت مقتلة السيد الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ريحانة النبي صلى الله عليه وسلم وابن بنته فاطمة بكربلاء في يوم عاشوراء

وهو أنه لما ولي يزيد بن معاوية الخلافة بعد موت أبيه بايع الناس السيد الحسين بالخلافة وخرج في جموعه بعد أن خلع الفاسق يزيد المذكور من الخلافة فانتدب لقتاله بأمر يزيد ابن مرجانة أعني عبيد الله بن زياد وقاتله حتى ظفر به وقتله بعد أمور وحروب قتله بكربلاء‏.‏

ولما جيء برأس الحسين إلى عبيد الله بن زياد جعل ينكت بقضيب على ثناياه وقال‏:‏ إن كان لحسن الثغر‏!‏ فقال له أنس‏:‏ لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل موضع قضيبك من فيه‏.‏

ثم بعث بالرأس إلى يزيد بن معاوية فلما حضروا برأس الحسين عند يزيد أنشد شعرا قال فيه ‏

‏ الطويل نففق هامًا من أناس أعزةٍ علينا وهم كانوا أعق وأظلما

 ومات مسلمة بن مخلد الأنصارى فى مصر فى السنة الخامسة عشرة من ولايته فى سنة62 هـ ‏

وفي سنة 62 هـ  ولد محمد بن علي بن عبد الله بن عباس والد السفاح والمنصور‏ (أصل وبداية الخلافة العباسية)

*** وكان أول من بدأ ببناء المآذن فى الجوامع والمساجد مخلد الأنصارى ( الأصح أبنه مسلمه أبن مخلد والى مصر فى أثناء حكم معاوية 668 - 682 كما ذكر أنه أضاف ورمم جامع عمرو بن العاص )  مخطوط تاريخ أبو المكارم - تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن "12" بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها 1999م  ص 51

****************************

وقال المقريزى فى  المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 60 من 167 ) : " ثم وفد مسلمة بن محمد الأنصاري على معاوية فولاه مصر وأمره أن يكتم ذلك عن عقبة بن عامر وجعل عقبة على البحر وأمره أن يسير إلى رودس فقدم مسلمة فلم يعلم بإمارته وخرج مع عقبة إلى الإسكندرية فلما توجه سائرًا استوى مسلمة على سرير إمارته فبلغ ذلك عقبة فقال‏:‏ أخلعًا وغربة وكان صرفه فولى مسلمة بن مخلد بن صامت بن نيار الأنصاري من قبل معاوية وجمع له الصلات والخراج والغزو فانتظمت غزواته في البر والبحر وفي إمارته نزلت الروم البرلس في سنة ثلاث وخمسين فاستشهد يومئذ‏:‏

000وقال المقريزى فى  المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 60 من 167 ) : " ومات معاوية بن أبي سفيان في رجب منها واستخلف ابنه يزيد بن معاوية فإقر مسلمة وكتب إليه بأخذ البيعة فبايعه الجند إلا عبد الله بن عمرو بن العاص فدعا عابس بالنار ليحق عليه بابه‏!‏ فحينئذ بايع ليزيد وقدم مسلمة من الإسكندرية فجمع لعابس مع الشرط القضاء في سنة إحدى وستين وقال مجاهد‏:‏ صليت خلف مسلمة بن مخلد فقرأ سورة البقرة فما ترك ألفًا ولا واوًا وقال ابن لهيعة عن الحرث بن يزيد‏:‏ كان مسلمة بن مخلد يصلي بنا فيقوم في الظهر فربما قرأ الرجل البقرة وتوفي مسلمة وهو وال لخمس بقين من رجب سنة اثنتين وستين فكانت ولايته خمس عشرة سنة وأربعة أشهر واستخلف عابس بن سعيد‏.‏ " أنتهى
*****************************************************************************

مسلمة يصرح بالآذان ويمنع دق نواقيس الكنائس

المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الرابع ( 143 من 167 )  : " عند تجديد الأذان بمصر وما كان فيه من الإختلاف اعلم أن أول من أذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم بلال بن رباح مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه عنهما بالمدينة الشريفة وفي الأسفار وكان ابن أم مكتوم واسمه عمرو بن قيس بن شريح من بني عامر بن لؤي وقيل اسمه عبد الله وأمه أم مكتوم واسمها عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة من بني مخزوم ربما أذن بالمدينة وأذن أبو محذورة واسمه أوس وقيل سمرة بن معير بن لوذان بن ربيعة بن معير بن عريج بن سعد بن جمح وكان استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن يؤذن بلال فأذن له وكان يؤذن في المسجد الحرام وأقام بمكة ومات بها ولم يأت المدينة‏.‏
قال ابن الكلبي كان أبو محذرة لايؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم بمكة إلا في الفجر ولم يهاجر وأقام بمكة‏.‏
وقال ابن جريج‏:‏ علم النبي صلى الله عليه وسلم أبا محذرة الأذان بالجعرانة حين قسم غنائم حنين ثم جعله مؤذنًا في المسجد الحرام‏.‏
وقال الشعبي أذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم بلال وأبو محذورة وابن أم كلتوم وقد جاء أن عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يؤذن بين يدي رسول صلى الله عليه وسلم عند المنبر وقال محمد بن سعد عن الشعبي كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة مؤذنين بلال وأبو محذرة وعمرو بن أم مكتوم فإذا غاب بلال أذن أبو محذرة وإذا غاب أبو محذرة أذن ابن أم مكتوم‏.‏
قلت لعل هذا كان بمكة وذكر ابن سعد أن بلالًا أذن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه وأن عمر رضي الله عنه أراده أن يؤذن له فأبى عليه فقال له‏:‏ إلى من ترى أن أجعل النداء فقال إليه وإلى عقبة من بعده وقد ذكر أن سعد القرظ كان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء‏.‏
وذكر أبو داود في مراسيلة والدار قطني في سننه قال بكير بن عبد الله الأشج كانت مساجد المدينة تسعة سوى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يصلون بأذان بلال رضي الله عنه‏.‏
وقد كان عند فتح مصر الأذان إنما هو بالمسجد الجامع المعروف بجامع عمرو وبه صلاة الناس بأسرهم وكان من هدى الصحابة والتابعين رضي الله عنه عنهم المحافظة على الجماعة وتشديد النكير على من تخلف عن صلاة الجماعة‏.‏
قال أبو عمرو الكندي في ذكر من عرف على المؤذنين بجامع عمرو بن العاص بفسطاط مصر وكان أول من عرف علي المؤذنين أبو مسلم سالم بن عامر بن عبد المرادي وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أذن لعمر بن الخطاب سار إلى مصر مع عمرو بن العاص يؤذن له حتى افتتحت مصر فأقام على الأذان وضم إليه عمرو بن العاص تسعة رجال يؤذنون هو عاشرهم وكان الأذان في ولده حتى انقرضوا‏.‏
قال أبو الخير‏:‏ حدثني أبو مسلم وكان مؤذنًا لعمرو بن العاص أن الأذان كان أوله لاإله إلا الله وآخره لاإله إلا الله وكان أبو مسلم يوصي بذلك حتى مات ويقول هكذا كان الأذان ثم عرف عليهم أخوه شرحبيل بن عامر وكانت له صحبة وفي عرافته زاد مسلمة بن مخلد في المسجد الجامع وجعل له المنار ولم يكن قبل ذلك وكان شرحبيل أول من رقي منارة مصر للأذان وأن مسلمة بن مخلد اعتكف في منارة الجامع فسمع أصوات النواقيس عالية بالفسطاط فدعا شرحبيل بن عامر فأخبره بما ساءه من ذلك‏.‏
فقال شرحبيل فإني أمدد بالأذان من نصف الليل إلى قرب الفجر فانههم أيها الأمير أن ينقسوا إذا أذنت فنهاهم مسلمة عن ضرب النواقيس وقت الأذان ومدد شرحبيل سنة خمس وستين‏.‏
وذكر عن عثمان رضي الله عنه أنه أول من رزق الؤذنين فلما كثرت مساجد الخطبة أمر مسلمة بن مخلد الأنصاري في إمارته على مصر ببناء المنار في جميع المساجد خلا مساجد تجيب وخولان فكانوا يؤذنون في الجامع أولًا فإذا فرغوا أذن كل مؤذن في الفسطاط في وقت واحد فكان لأذانهم دوي شديد وكان الأذان أولًا بمصر كأذان أهل المدينة وهو الله أكبر الله أكبر وباقية كما هو اليوم فلم يزل الأمر بمصر على ذلك في جامع عمرو بالفسطاط وفي جامع العسكر وفي جامع أحمد بن طولون وبقية المساجد إلى أن قدم القائد جوهر بجيوش المعز لدين الله وبنيي القاهرة فلما كان في يوم الجمعة الثامن من جمادي الأولى سنة تسع وخمسين وثلاثمائة صلى القائد جوهر الجمعة في جامع أحمد بن طولون وخطب به عبد السميع بن عمر العباسي بقلنسوة وسبني وطيلسان دبسي وأذن المؤذن حي على خير العمل وهو أول ما أذن به بمصر وصلى به عبد السميع الجمعة فقرأ سورة الجمعة ‏"‏إذا جاءك المنافقون ‏"‏ وقنت في الركعة الثانية وانحط إلى السجود ونسي الركوع فصاح به علي بن الوليد قاضي عسكر جوهر بطلت الصلاة أعد ظهرًا أربع ركعات ثم أذن بحي على خير العمل في سائر مساجد العسكر إلى حدود مسجد عبد الله وأنكر جوهر على عبد السميع أنه لم يقرأ بسم اله الرحمن الرحيم في كل سورة ولا قرأها في الخطبة فأنكر جوهر ومنعه من ذلك‏.‏
ولأربع بقين من جمادى الأولى المذكور أذن في الجامع العتيق بحي على خير العمل وجهروا في الجامع بالبسملة في الصلاة فلم يزل الأمر على ذلك طول مدة الخلفاء الفاطميين إلا أن الحاكم بأمر الله سنة أربعمائة أمر بجمع مؤذني القصر وسائر الجوامع وحضر قاضي القضاة مالك بن سعيد الفارقي وقرأ أبو العباسي سجلًا فيه الأمر بترك حي على خير العمل في الأذان وأن يقال في صلاة الصبح الصلاة خير من النوم وأن يكون ذلك من مؤذني القصر عند قولهم السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله فامتثل ذلك‏.‏
ثم عاد المؤذنون إلى قول حي على خير العمل في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعمائة ومنع في سنة خمس وأربعمائة مؤذني جامع القاهرة ومؤذني القصر من قولهم بعد الأذان السلام على أمير المؤمنين وأمرهم أن يقولوا بعد الأذان الصلاة رحمك الله ولهذا الفعل أصل قال الواقدي كان بلال رضي الله عنه يقف على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول‏:‏ السلام عليك يا رسول الله وربما قال‏:‏ السلام عليك بأبي أنت وأمي يا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة السلام عليك يا رسول الله‏.‏
قال البلاذري وقال غيره كان يقول السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته حي على الصلاة حي على الفلاح الصلاة يا رسول اله فلما ولي أبو بكر رضي الله عنه الخلافة كان سعد القرظ فيقول السلام عليك يا خليفة رسول الله ورحمة الله وبركاته حي على الصلاة حي على الفلاح الصلاة يا خليفة رسول الله‏.‏
فلما استخلف عمر رضي الله عنه كان سعد يقف على بابه فيقول السلام عليك يا خليفة خليفة رسول الله ورحمة الله حي على الصلاة حي على الصلاة يا خليفة خليفة رسول الله فلما قال عمر رضي الله عنه للناس أنتم وأنا أميركم فدعي أمير المؤمنين استطالة لقول القائل يا خليفة خليفة رسول الله ولمن بعده خليفة خليفة رسول الله‏.‏
كان المؤذن يقول السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته حي على الصلاة حي على الفلاح الصلاة يا أمير المؤمنين‏.‏
ثم إن عمر رضي الله عنه أمر المؤذن فزاد فيها رحمك الله‏.‏
ويقال أن عثمان رضي الله عنه زادها وما زال المؤذنون إذا أذنوا سلموا على الخلفاء وأمراء الأعمال ثم يقيمون الصلاة بعد السلام فيخرج الخليفة أو الأمير فيصلى بالناس هكذا كان العمل مدة أيام بني أمية ثم مدة بني العباس أيام كانت الخلفاء وأمراء الأعمال تصلي بالناس‏.‏
فلما استولى العجم وترك خلفاء بني العباس بالناس ترك ذلك كما ترك غيره من سنن الإسلام ولم يكن أحد من الخلفاء الفاطميين بالناس الصلوات الخمس في كل يوم فسلم المؤذنون في أيامهم على الخليفة بعد الأذان للفجر فوق المنارات فلما انقضت أيامهم وغير السلطان صلاح الدين رسومهم لم يتجاسر المؤذنون على السلام عليه احترامًا للخليفة العباسي ببغداد فجعلوا عوض السلام على الخليفة السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم واستمر ذلك قبل الأذان للفجر في كل ليلة بمصر والشام والحجاز وزيد فيه بأمر المحتسب صلاح الدين عبد الله البرلسي الصلاة ولما تغلب أبو علي بن كتيفات بن الأفضل شاهنشاه بن أمير الجيوش بدر الجمالي على رتبة الوزارة في أيام الحافظ ل دين الله أبي الميمون عبد المجيد بن الأمير أبي القاسم محمد بن المستنصر بالله في سادس عشر ذي القعدة سنة أربع وعشرين وخمسمائة وسجن الحافظ وقيده واستولى على ما القصر من الأموال والذخائر وحملها إلى دار الوزارة وكان إماميًا متشدد في ذلك خالف ما عليه الدولة من مذهب الإسماعيلية وأظهر الدعاء للإمام المنتصر وأزال من الأذان حي على خير العمل وقولهم محمد وعلي خير البشر وأسقط ذكر إسماعيل بن جعفر الذي تنتسب إليه الإسماعيلية فلما قتل في سادس عشر المحرم سنة ست وعشرين وخمسمائة عاد الأمر إلى الخليفة الحافظ وأعيد إلى الأذان ما كان أسقط منه‏.‏
وأول من قال في الأذان بالليل محمد وعلي خير البشر الحسين المعروف بأمير كابن شكنبة ويقال أشكنبة وهو اسم أعجمي معناه الكرش وهو علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب وكان أول تأذينة بذلك في أيام سيف الدولة بن حمدان بحلب في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة‏.‏
قاله الشريف محمد بن أسعد الجواني النسابة ولم يزل الأذان بحلب يزاد فيه حي على خير العمل ومحمد وعلي خير البشر إلى أيام نور الدين محمود‏.‏
فلما فتح المدرسة الكبيرة المعروفة بالحلاوية استدعى أبا الحسن علي بن الحسن بن محمد البلخي الحنفي إليها فجاء ومعه جماعة من الفقهاء وألقي بها الدروس فلما سمع الأذان أمر الفقهاء فصعدوا المنارة وقت الأذان وقال لهم مر وهم يؤذنون الأذان المشروع ومن امتنع كبوه على رأسه فصعدوا وفعلوا ما أمرهم به واستمر الأمر على ذلك‏.‏
وأما مصر فلم يزل الأذان بها على مذهب القوم إلى أن استبد السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب بسلطنة ديار مصر وأزال الدولة الفاطمية في سنة سبع وستين وخمسمائة وكان ينتحل مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه وعقيدة الشيخ أبي الحسن الأشعري رحمه الله فأبطل من الأذان قول حي على خير العمل وصار يؤذن في سائر إقليم مصر والشام بأذان أهل مكة وفيه تربيع التكبير وترجيع الشهادتين فاستمر الأمر على ذلك إلى أن بنت الأتراك المدارس بديار مصر وانتشر مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه في مصر فصار يؤذن في بعض المدارس التي للحنفية بأذان أهل الكوفة وتقام الصلاة أيضًا على رأيهم وما عدا ذلك فعلى ما قلنا إلا أنه في ليلة الجمعة إذا فرغ المؤذنون من التأذين سلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو شىء أحدثه محتسب القاهرة صلاح الدين عبد الله بن عبد الله البرلسي بعد سنة ستين وسبعمائة ومتولى الأمر بديار مصر الأمير منطاش القائم بدولة الملك الصالح المنصور أمير حاج المعروف بحاجي بن شعبان بن حسين بن محمد بن قلاون‏.‏
فسمع بعض الفقراء الخلاطين سلام المؤذنين على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة جمعة وقد استحسن ذلك طائفة من إخوانه فقال لهم أتحبون أن يكون هذا السلام في كل أذان قالوا نعم فبات تلك الليلة وأصبح متواجدًا يزعم أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه وأنه أمره أن يذهب إلى المحتسب فيبلغه عنه أن يأمر المؤذنين بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أذان فمضى إلى محتسب القاهرة وهو يومئذ نجم الدين محمد الطنبدي وكان شيخًا جهولًا وبلهانًا مهولًا سيء السيرة في الحبسة والقضاء متهافتًا على الدرهم ولو قاده إلى البلاء لايحتشم من أخذ البراطيل والرشوة ولا يراعي في مؤمن إلا ولا ذمة قد ضرى على الآثام وتجسد من أكل الحرام يرى أن العلم إرخاء العذبة ولبس الجبة ويحسب أن رضي الله سبحانه في ضرب العباد بالدرة وولاية الحسبة لم تحمد الناس قط أياديه ولا شكرت أبدًا مساعيه بل جهالاته شائعة وقبائح أفعاله ذائعة أشخص غير مرة إلى مجلس المظالم وأوقف مع من أوقف للمحكمة بين يدي السلطان من أجل عيوب فوادح حقق فيها شكاته عليه القوادح وما زال في السيرة مذمومًا ومن العامة ملومًا وقال له يأمرك أن تتقدم لسائر المؤذنين بان يزيدوا في كل أذان قولهم الصلاة والسلام عليك يا رسول الله كما يفعل في ليالي الجمع فأعجب الجاهل هذا القول وجهل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لايأمر بعد وفاته إلا بما يوافق ما شرعه الله عى لسانه في حياته وقد نهى الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز عن الزيادة فيما شرعه حيث يقول‏:‏ ‏"‏ أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ‏"‏ الشورى‏.‏
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إياكم ومحدثات الأمور ‏"‏ فأمر بذلك في شعبان من السنة المذكورة وتمت هذه البدعة واستمرت إلى يومنا هذا في جميع ديار مصر وبلاد الشام وصارت العامة وأهل الجهالة ترى أن ذلك من جملة الأذان الذي لايحل تركه وأدى ذلك إلى أن زاد بعض أهل الإلحاد في الأذان ببعض القرى السلام بعد الأذان على شخص من المعتقدين الذين ماتوا فلا حول ولا قوة إلا بالله وإن لله وأن إليه راجعون‏.‏
وأما التسبيح في الليل على المآذن فإنه لم يكن من فعل سلف الأمة وأول ما عرف من ذلك أن موسى بن عمران صلوات الله عليه لما كان ببني إسرائيل في التيه بعد غرق فرعون وقومه اتخذ بوقين من فضة مع رجلين من بني إسرائيل ينفخان فيهما وقت الرحيل ووقت النزول وفي أيام الأعياد وعند ثلث الليل الأخير من كل ليلة فتقوم عند ذلك طائفة من بني لاوي سبط موسى عليه السلام ويقولون نشيدًا منزلًا بالوحي فيه تخويف وتحذير وتعظيم لله تعالى وتنزيله له تعالى إلى وقت طلوع الفجر واستمر الحال على هذا كل ليلة مدة حياة موسى عليه السلام وبعده أيام يوشع بن نون ومن قام في بني إسرائيل من القضاة إلى أن قام بأمرهم داود عليه السلام وشرع في عمارة بيت المقدس فرتب في كل ليلة عدة من بني لاوي يقومون عند ثلث الليل الأخر فنهم من يضرب بالآلات كالعود والسطير والبربط والدف والمزمار‏.‏
ونحو ذلك ومنهم من يرفع عقيرته بالنشائد المنزلة بالوحي على نبي الله موسى عليه السلام ويقال أن عدد بني لاوي هذا كان ثمانين وثلاثين ألف رجل قد ذكر تفصيلهم في كتاب الزبور فإذا قام هؤلاء ببيت المقدس قام في كل محلة من محال بيت المقدس رجال يرفعون أصواتهم بذكر الله سبحانه من غير آلات فإن الآلات كانت مما يختص في ببيت المقدس فقط وقد نهوا عن ضربها في غير البيت فيتسامع من قرية بيت المقدس فيقوم في كل قريبة رجال يرفعون أصواتهم بذكر الله تعالى حتى يهم الصوت بالذكر جميع قرى بنى إسرائيل ومدنهم وما زال الأمر عى ذلك في كل ليلة إلى أن جرب بخت نصر بيت المقدس وجلى بنى إسرائيل إلى بابل فبطل هذا العمل وغيره من بلاد بني إسرائيل مدة جلائهم في بابل سبعين سنة فلما أعاد بنوا إسرائيل من بابل وعمروا البيت العمارة الثانية أقاموا شرائعهم وعاد قيام بنى لاوي بالبيت في الليل وقيام أهل محال القدس وأهل القرى والمدن على ما كان العمل عليه أيام عمارة البيت الأولى واستمر ذلك إلى أن جرب القدس بعد قتل نبي الله يحيى بن زكريا وقيام اليهود على روح الله ورسوله عيسى ابن مريم صلوات الله عليهم على يد طيطش فبطلت شرائع بني إسرائيل من حينئذ وبطل هذا القيام فيما بطل من بلاد بني إسرائيل‏.‏
وأما في الملة الإسلامية فكان ابتداء هذا العمل بمصر وسببه أن مسلمة بن مخلد أمير مصر بنى منارًا لجامع عمرو بن العاص واعتكف فيه فسمع أصوات النواقيس عالية فشكا ذلك إلى شرحبيل بن عامر عريف المؤذنين فقال‏:‏ إني أمدد الأذان من نصف الليل إلى قرب الفجر فإنهم أيها الأمير أن ينقسوا إذا أذنت‏.‏
فنهاهم مسلمة عن ضرب النواقيس وقت الأذان ومدد شرحبيل ومطط أكثر الليل ثم إن الأمير أبا العباس أحمد بن طولون كان قد جعل في حجرة تقرب منه رجالًا تعرف بالمكبرين عدتهم اثنا عشر رجلًا يبيت في هذه الحجرة كل ليلة أربعة يجعلون الليل بينهم عقبا فكانوا يكبرون ويسبحون ويحمدون الله سبحانه في كل وقت ويقرأون القرآن بألحان ويتوسلون ويقولون قصائد زهية ويؤذنون في أوقات الأذان وجعل لهم أرزاقًا واسعة تجري عليهم‏.‏
فلما مات أحمد بن طولون وقام من بعده ابنه أبو الجيش خماروية أقرهم بحالهم وأجراهم على رسمهم مع أبيه ومن حينئذ اتخذ الناس قيام المؤذنين في الليل على المآذن وصار يعرف ذلك بالتسبيح‏.‏
فلما ولي السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب سلطنة مصر وولى القضاء صدر الدين عبد الملك بن درباس الهدباني الماراني الشافعي كان من رأيه ورأي السلطان اعتقاد مذهب الشيخ أبي الحسن الأشعري في الأصول فحمل الناس إلى اليوم على اعتقاده حتى يكفر من خالفه وتقدم الأمر إلى المؤذنين أن يعلنوا في وقت التسبيح على المآذن بالليل بذكر العقيدة التي تعرف بالرشدة فواظب المؤذنون على ذكرها في كل ليلة بسائر جوامع مصر والقاهرة إلى وقتنا هذا‏.‏
ومما أحث أيضًا التذكير في يوم الجمعة من أثناء النهار بأنواع من الذكر على المآذن ليتهيأ الناس لصلاة الجمعة وكان ذلك بعد السبعمائة من سني الهجرة‏.‏
قال ابن كثير رحمه الله في يوم الجمعة سادس ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وسبعمائة رسم بأن يذكر بالصلاة يوم الجمعة في سائر مآذن الجامع الأموي ففعل ذلك‏.‏

 

This site was last updated 06/13/11