Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

مغارة الصليب - بكنيسة القيامة بمدينة إلهنا أورشليم 19

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
أبواب أورشليم
كنيسة السريان بكنيسة القيامة 2
المرحلة الثالثة عشر :حجر المغسل المقدس6
المرحلة الحادية عشر: دق المسامير12
المرحلةالثانية عشر :مكان الصليب12
حجر الثلاث مريمات24 و25
المرحلة الرابعة عشر : دفن يسوع داخل القبر3و4و5
مغارة الصليب المقدس19
المرحلة 10 ك تجريد يسوع من ثوبه الرداء35
دير السلطان 21
كنيسة القديسة هيلانة15, 16
29 كنيسة سجن المسيح
كنيسة الأربعة حيوانات
عمود الجلد
كنيسة نص الدنيا
الخانقاة الصلاحية
Untitled 7594
Untitled 7595
محطات طريق الألام
Untitled 7596

مغارة الصليب بكنيسة القيامة

مغارة الصليب المقدس بكنيسة القيامة بمدينة إلهنا أورشليم

Finding of the Cross Chapel :

Place where the three Crosses were discovered

Stairs down to the Chapel of the Invention of the Cross

Cave of the discovery of the Cross (Church of St. Helena Armenian Orthodox and Catholics Latin) - Church of the Holy Sepulchre (Resurrection) - Jerusalem


الدخول من باب كنيسة القيامة (10) ثم نتجة على اليمين حتى نجد درجات (سلم) تقودنا إلى كنيسة القديسة هيلانة (16) ونستمر المسير على اليمين أيضا سنجد سلما آخر ينزل إلى معارة الصليب (19)

مغارة الصليب أو كهف الصليب 

وعلى يمين كنيسة القديسة هيلانة توجد 13 درجات (سلّم) أخرى تقود  إلى "مغارة الصليب"، أو كهف يسمى "كهف العثور على الصليب" وهو تابع للآباء الفرنسيسكان اللاتين حيث تم العثور فيه على خشبة الصليب المقدس  ومكان العثور على الصليب موضوع فوقه مسطح رخامى رُسم عليه علامة الصليب، للإشارة إليه وإلى جواره مذبح باسم الصليب.

وإن أقدم شهادة عن وجود خشبة الصليب المقدس في أورشليم جاءتنا في خطبة للقديس كيرلس الأورشليمي الذي ذكر في سنة 347 بأن ذخائر خشبة الصليب المقدس وجدت الآن في العالم. ومن قوله هذا يمكن الاستنتاج بأن خشبة الصليب اكتشفت في الفترة بين 335ـ 347 م.
 وذكرت ايجيرية الراهبة الأفرنجية في أخبار رحلاتها الى فلسطين بأن تذكار اكتشاف الصليب تعلق بعيد التكريس وبأن العيد كان لمدة 7 ايام يجري خلالها تقديم الصليب المقدس لتسجد الناس له اكراماً وتشفعاً.  ومن التقليد الكنسي عيّن تاريخ هذا العيد في 14 أيلول من كل عام وذلك منذ القرن السادس الميلادي.
 عثرت القديسة الملكة هيلانة على خشبة الصليب المقدسة – فى مغارة تقع فى أبعد واسفل مكان بالنسبة لقبر المقدس ( أى أبعد نقطة وأوطى مكان فى كنيسة القيامة) التى تعتبر بدورها واحدة من اهم واعظم كنائس العالم واقدمها والتى ترجع فى انشاؤها للقديسة الملكة هيلانة والدة الامبراطور قسطنطين الكبير – ويتم النزول الى هذه المغارة بواسطة درجات سلم تؤدى اليها –

هذا هو المكان الذي عثرت فيه القديسة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين الثلاث صلبان (على الجانب الأيمن) أثنان للصين اللذان على اليمين واليسار والثالث الذى صلب عليه يسوع المسيح كما عثرت على المسامير واللوحة التى أمر بوضعها  بيلاطس البنطى  مغارة «العثور على الصلبان». كان هذا المكان بئرا مهجورة من العصر الروماني وتقول رواية أوسيبيوس أن هيلانة أمرت بالتنقيب في المكان بحثا عن صليب يسوع فوجدت في هذه البئر الصلبان الثلاثة ومن بينها صليب يسوع.  
كنيسة إكتشاف أو العثور على للصليب، تقع أسفل كنيسة القديسة هيلانة بـ 13 درجة ، هي أعمق نقطة في كنيسة القيامة، حيث، وفقا للتقاليد، وجدت الإمبراطورة هيلانة صليب  يسوع المسيح، جنبا إلى جنب مع المسامير ونقش الخشبة التى كانت فوق الصليب ومكتوب عليها بثلاث لغات "ملك اليهود" وفى هذا المكان يمكن لألاف من المقدسين الذين يصلون في الكنيسة كل يوم لرؤية جزء من جدارية القرن ال12 وعليها رسوم أثرية تم الاحتفاظ بها وراء جدار من الزجاج  ، وهذه الرسومات ألأثرية مرسومة على جص وضع على صخور الكهف   هذه اللوحات الجدارية التي تضررت بشدة من جراء الرطوبة، والدخان من الشموع طوال قرون. في عام 1970 تم إجراء بعض الأعمال الوقائية لتجنب المزيد من الضرر التي لحقت اللوحات الجدارية  مع ذلك، فإن هذه الحماية ليست فعالة، كما أنها أظهرت مشكلتين رئيسيتين: لم يكن هناك تهوية كافية من الجدران وجعلت من الصعب لتنظيف منطقة ما وراء الجدار. وتلقى المكتب الفني الحراسة العديد من المقترحات، وبعد النظر في الخيارات المختلفة، فقد نظمت تنفيذ المشروع الذي اقترحه السيد فيليبو Stoppa، وهو مهندس من بادوفا، ، ووضع إضاءة متكاملة، مع هيكل في الفولاذ المقاوم للصدأ من قبل الشركة الألمانية Q-سور، وتم تثبيت من قبل الفنيين المكتب الفني لحراسة ومتطوعون من جمعية رومانو Gelmini. وقد تم تقديم الجدران الزجاجية  من الحرفيين المحليين، عامر القواسمي، الذي كان يتعاون لفترة من الوقت مع أنشطة مشروع "القدس الأحجار الذاكرة"، وبدعم من الموالين رابطة تيرا سانتا ووضع نظام بتهوية أفضل من اللوحات الجدارية وجعلها أكثر سهولة لتنظيف والحفاظ على المنطقة كلها .
جزء من الصليب المقدس الذي صُلب عليه المسيح موجود بجبل أثوس باليونان موضوع داخل علبة من الفضة وقد تم حمله في طائرة لكنائس اليونان وظل هناك مدة أسبوعين والمؤمنين شاهدوه وتباركوا منه
وقد جاء في كتاب الجبل المقدس للراهب الكاهن جيراسميوس سميرناكس من دير الاسفيغمينو، أثينا، 1903م الآتي:
"حتى الآن معظم الأجزاء الباقية من الصليب الحقيقي تعود إلى جبل آتوس، حيث يصل مجموعها معا إلى 870.760 ملليمتر مكعب.
بينما في روما هناك 537.587 مليمتر مكعب،
و في بروكسل هناك 516.090 مليمتر مكعب،
وفي البندقية هناك 445.582 مليمتر مكعب،
و في غنت (المنطقة الفلمنكية من بلجيكا في فلاندرز الشرقية) هناك 436.456 مليمتر مكعب،
و في باريس 237.731 مليمتر مكعب،
وأقل كمية في انكلترا وهي بحوزة أيدي أعضاء الكنيسة الرومانية
قبرص دير استفارسوني دير الصليب اكبر جزء من الصليب موجود في قبرص
 توجد قطعتين فى مصر واحده منهم مع الأنبا بيشوى
وجود دليل تاريخى على حدوث ظلمة على الأرض أثناء صلب السيد المسيح كما ذكر الإنجيل يؤكد حادث الصلب

سجل الإنجيل حدوث ظلام على الأرض أثناء صلب السيد المسيح : “و كان نحو الساعة السادسة فكانت ظلمة على الارض كلها الى الساعة التاسعة، و أظلمت الشمس و انشق حجاب الهيكل من وسطه، و نادى يسوع بصوت عظيم و قال يا ابتاه في يديك استودع روحي و لما قال هذا اسلم الروح” (لو 23 : 44 – 45) .. و لكن هل هناك أى دليل بخلاف الإنجيل يثبت حدوث هذه الظلمة على الأرض ؟ – نعم هناك أكثر من دليل:الدليل الأول هو1 :
حوالى سنة 52 م ، كتب المؤرخ ( ثالوس ) تاريخ أمم شرق البحر المتوسط من حرب طروادة حتى هذا التاريخ، هذا المجلد الذى دون فيه التاريخ قد فُقد ، و لكن هناك أجزاء من عمله ظلت باقية إلى اليوم فى صورة أقتباسات و ضعها العديد من المؤرخين فى أعمالهم، منهم المؤرخ ( يوليوس أفريكانوس ) أحد المؤرخين الذى عاش سنة 221 م … ، أثناء كلامه عن صلب السيد المسيح و الظلام الذى غطى الأرض وجد مصدراً في كتابات ثالوس الذي تعامل مع هذا الحدث الكوني الفريد ، يذكر فيها ” غطى الظلام العالم بأكمله، و الصخور تشققت بفعل زلزال، و العديد من الأماكن فى اليهودية (Judea) ومناطق أخرى طرحوا و أندثروا بفعل الزلزال” قد ذكُر هذا فى كتاب ثالوس رقم ثلاثة فى سلسلة مجلداته التاريخية .

الدليل الثانى هو2 :
يحدثنا التاريخ فى سيرة ديوناسيوس الآريوباغى القاضى ، أنه حين حدث كسوف فى الشمس وقت صلب السيد المسيح كان ديوناسيوس يدرس فى جامعة عين شمس (أحدى الجامعات اليونانية القديمة فى مصر) علوم الفلك و الهندسة و القانون و الطب … إلخ. و هذا هو منهج من يتولى سلطان القاضى و هو أن يكون ملماً بجميع العلوم ، و حين حدث كسوف الشمس حدث تساؤل .. فكانت الإجابة أن هناك إحتمالاً من ثلاث إحتمالات :

1- أن يكون العالم أوشك على النهاية و هذا الكسوف من أحدى الدلالات .
2- أن تكون كل قواعد علم الفلك خاطئة من أساسها .
3- أن يكون إله الكون متألماً.
و ظلت هذه الواقعة فى ذاكرة ديوناسويس إلى أن بشره القديس بولس فى أريوس بأغوس، متأكذاً بأن لإحتمال الثالث هو الأوقع و الأصح و هو أن يكون إله الكون كان متألماً .. لان حادث الكسوف الذى حدث للشمس الذى أستمر ثلاثة ساعات ليس بأمراً عادياً بل هو فوق مقدور البشر و فوق القواعد و التحاليل العلمية .
كورنيليوس تاسيوس (55ب.م.) مؤرخ روماني ملحد، ويعتبر من أعظم مؤرخي روما القديمة . سجل قصة صليب المسيح بالتفصيل في مجلداته التي وصل عددها الى الثمانية عشر مجلداًجوزيفس (37 – 97 ب.م. ) مؤرخ يهودي كتب عن تاريخ شعبه في عشرين مجلداً . حيث سجل قصة حياة المسيح وتعاليمه ، ومعجزاته ، وقصة صلبه بالتفصيل ، بأمر من بيلاطس البنطي . ثم أشار ايضاً الى ظهور المسيح لتلاميذه حياً في اليوم الثالث
لوسيان الإغريقي مؤرخ بارز كتب عن صلب المسيح وعن المسيحيين الذين كانوا قد قبلوا الموت لأجل ايمانهم بالمسيح .
بيلاطس البنطي الحاكم الروماني الذي أرسل الى طباريوس قيصر ، تقريراً كاملاً عن صلب المسيح ذلك التقرير الذي استخدمه تورتيليانوس ، كاحدى الوثائق في دفاعه الشهير عن المسيحيين
اكتشف العلماء الفرنسيون في إيطاليا عام 1280 بمدينة نابولي أيام زحف فيليب الرابع ملك فرنسا صورة الحكم بصلب السيد المسيح، مدوَّن فيها الأسباب التي أدَّت إلى هذا الحكم وأسماء الشهود الذين حضروا المحاكمة
عثر العلماء الألمان في روما على رسالة مرفوعة من بيلاطس البنطي إلى طيباريوس قيصر يحكي له فيها عن صلب السيد المسيح وملابسات الحادث. وقد حُفظت هذه الرسالة في الفاتيكان، وكانت معروفة عند القدماء، وأشار إليها الفيلسوف يوستينوس عام 139م و العلامة ترتليان عام 199م
وجود صور ونقوش توضح الصلب في القرنين الأول والثاني(كتاب الاكتشافات الحديثة وصدق وقائع العهد الجديد تأليف السير وليم رمزي) فلو لم يكن الصليب قد حدث فعلاً ، إلاما تشير هذه النقوش؟!!
جميع الكنائس الأثرية في القرون الأولى بها أماكن للمعمودية وصور العشاء الرباني، ومعلق فيها الصليب. فان لم يكن الصليب قد حدث، ولو أن يسوع الذي يؤمن به المسيحيون لم يُصلب فعلاً، فلماذا اتَّخذ المسيحيون الصليب شعاراً لهم، وما معنى وجود كل هذا في الكنائس الأولى؟!

القديسة هيلانه وقصة العثور على الصليب
======================
بعد صلب وموت السيد المسيح على جبل الجلجثة اختفت آثار الصليب الذي صُلِبَ عليه السيد المسيح، فعندما رأى رؤساءاليهود كثرة العجائب التي تظهر من قبر المخلص من إقامة الموتى عجائب اخرى،غضبوا ونادوا في جميع اليهودية وأورشليم " كل من كنس داره أو كان عنده تراب ، فلايلقيه إلا على مقبرة يسوع الناصري" ، واستمر الحال على ذلك أكثر من مائتي سنة حتىصار كوما عظيما ، وأقام الرومان بالقرب منه معبداً للإله الروماني فينوس ليمنعوا المسيحيين الأوائل من زيارة المكان وتكريم الصليب المقدس.
وفي مطلع القرن الرابع ظهر الصليب في السماء لقسطنطين الكبير (القائد الروماني) قبل احد معاركه، محاطاً بهذه الكلمات باحرف بارزة من النور: "بهذه العلامة تغلب" فوضع علامة الصليب على كل راية وعَلَم، وخاض المعركة وانتصر على عدوه، فآمن بالمسيح هو وجنوده. ولما اصبح قسطنطين امبراطوراً على اوروبا امر بهدم معابد الاصنام وشيد مكانها الكنائس حيث تلاشت الوثنية .
وقسطنطين هذا هو ابن القديسة هيلانه التي وُلدت بمدينة الرُها من أبوين مسيحيين نحو سنة 247م، فربّياها تربية مسيحية وأدّباها بالآداب الدينية. وكانت حسنة الصورة جميلة النفس، وحصل ان ملك بيزنطية نزل بمدينة الرُها وسمع بخبر هذه القديسة وجمال منظرها، فطلبها وتزوجها حوالي عام 270م. فرزقت منه بقسطنطين فربّته أحسن تربية وعلّمته الحكمة والآداب. هيأت الملكة هيلانة قلب ابنها قسطنطين ليقبل الإيمان بالسيد المسيح. ولما ظهرت له علامة الصليب في السماء محاطاً بهذه الكلمات باحرف بارزة من النور: "بهذه العلامة تغلب". بالفعل انتصر، وآمن بالمصلوب، وصار أول إمبراطور روماني مسيحي.
وفي عام326 م, ارادت الملكة هيلانـة أن تعرف مصير الصليب المقـدس , الذي صلب عليه المسيح له المجد , حيث رأت في منامها حلماً , أنبأها بأنها هي التي ستكشف عن الصليب وقد شجعها ابنها الإمبراطور قسطنطين , على رحلتها إلى اورشليم, وأرسل معها قوة من الجند قوامها ثلاثة آلاف جندي ليكونوا في خدمتها , وتحت طلبها , وهناك في أورشليم اجتمعت بالبطريرك مكاريوس, البالغ من العمر ثمانين عاماً وأبدت له وللشعب رغبتها , فأرشدها إلى رجل طاعن في السن , من أشراف اليهود ويسمى يهوذا , وكان خبيراً بالتاريخ والأحداث , والأشخاص , وبالأماكن فاستحضرته الملكة وسألته عن صليب المسيح فأنكر في مبدأ الأمر , معرفته به , وبمكانه فلما شددت عليه الطلب وهددته ثم توعدته إن لم يكاشفها بالحقيقة , فاضطر إلى أن يرشدها إلى الموضع الحقيقي للصليب , وهو كوم الجلجثة بالقرب من معبد فينوس, وهو بعينه المكان الذي تقوم علية الآن كنيسة القيامة في
اورشليم
أمرت الملكة هيلانة في الحال بإزالة التل , فانكشفت المغارة وعثروا فيها على ثلاثة صلبان , وكان لابد لهم أن يتوقعوا أن تكون الصلبان الثلاثة : هي صليب المسيح يسوع , وصليب اللص الذي صلب عن يمينه , وصليب اللص الذي صلب عن يساره وقد عثروا كذلك على المسامير , وعلى بعض أدوات الصلب , كما عثروا على اللوحة التي كانت موضوعة فوق صليب المخلص , ومكتوب عليها – يسوع الناصري ملك اليهود – ويبدو أن هذه الصلبان الثلاثة كانت في حجم واحد , وشكل واحد , أو متشابهة , حتى أن الملكة ومن معها عجزوا عن التعرف على صليب المسيح يسوع من بينها
وبعد ذلك استطاعت الملكة بمشورة البطريرك مكاريوس أن تميز صليب المسيح بعد أن وضعت الصلبان الثلاثة , الواحد بعد الآخر , على جثمان ميت , فعندما وضع الصليب الأول والثاني لم يحدث شيء، وعندما وضع الصليب الثالث، عادت للميت الحياة بأعجوبة باهرة، وبعد ذلك وضعوا الصليب على إمراة مريضة فشفيت في الحال، عندئذ رفع البطريرك مكاريوس خشبة الصليب ليراها جميع الحاضرين وهم يرتلون ودموع الفرح تنهمر من عيونهم، ثم رفعت القديسة هيلانه الصليب المقدس على جبل الجلجلة
وتكريماً للصليب المقدس , غلفته بالذهب الخالص , ولفته بالحرير , ووضعته في خزانة من الفضة في أورشليم وشهد بذلك أيضاً أمبروسيوس رئيس أساقفة ميلانو في سنة القديس يوحنا ذهبي الفم وغيرها من أباء الكنيسة، وايضا أرسلت القديسة هيلانة قسماً من الصليب والمسامير إلى قسطنطين وأبقت القسم الباقي في كنيسة القيامة التي امر الملك قسطنطين ببناءها في نفس موضع الصليب على جبل الجلجثة، وسميت بكنيسة القيامة (وتسمى كنيسة القبر ايضا) ووضع فيها الصليب المجيد، وهي لا تزال موجودة الى يومنا هذا. (وقد عمل احتفال التدشين لمدة يومين متتاليين في 13 و 14 ايلول سنة 335 في نفس ايام اكتشاف الصليب).الصليب المقدس.
وفور عثور الملكة على الصليب أمرت القديسة هيلانه بأشعال النار من قمة جبل إلى آخر لكي توصل خبر وجدانها للصليب لابنها الأمبراطور قسطنطين في القسطنطينية، إذ كانت النار هي وسيلة التواصل السريع في ذلك الزمان عندما كانت وسائل المواصلات والاتصالات بدائية وبطيئة. وهذا هو السبب في اشعالنا النار في هذا العيد.
وأمر الملك قسطنطين بتوزيع خشبة الصليب المقدس , على كافة كنائس العالم آنذاك , وقد احتفظت كنيسة القسطنطينية بالجزء المتبقي , في حين حصلت كنيسة روما على قطعة كبيرة منه
وذكر القديس كيرلس بطريرك أورشليم أن أساقفة أورشليم كانوا يوزعون من عود الصليب المقدس علي الزائرين, حتى أن الدنيا امتلأت من أجزاء الصليب في زمن قليل ومع ذلك لم ينقص منه شيء , بسبب النشوء والنمو , وبسبب القوة التي اكتسبها من جسد الرب يسوع الإلهي الذي علق فوقه. اما القديسة هيلانة فتوفيت سنة 327 وهي قرابة 80 عاماً.
وفي سنة 614م اجتاح كسرى ملك الفرس اورشليمَ، وتم اسر الإلوف من المسيحيين وفي مقدمتهم البطريرك زكريا، حيث دمر وهدم واضرم النار في كنيسة القيامة والكنائس الاخرى بتحريض من اليهود القاطنين في اورشليم ونجا الصليب المكرم من النار بهمة المؤمن يزدين، لكنهم اخذوا الصليب كغنيمة مع جملة ما اخذوا من اموال وذهب ونفائس الى الخزانة الملكية. وبقي عندهم مدة 14 سنة.
حين اصبح هرقل امبراطور الروم استرد الروم هيبتهم: وسعى هرقل الى الصلح مع الملك كسرى لكن الاخير لم يرض ان يعقد صلحا مع هرقل مهما تساهل في الشروط. فهاجم هرقل جيوش الفرس الثلاثة بجيش جبار وهزمها الواحد تلو الآخر وفر كسرى طالبا النجاة فقتله ابنه سيراوس (شيروه) واسرع الاخير في مفاوضة هرقل وكان اول شرط في عقد الصلح استرجاع خشبة الصليب المقدس فتسلمها هرقل سنة 628م واُطلق سراح الاسرى ومنهم البطريرك زكريا بعد ان قضوا في الاسر 14 عاما. فأتى هرقل بخشبة الصليب الى القسطنطينية التي خرجت بكل ما فيها الى استقباله بالمصابيح وتراتيل النصر والابتهاج.
وفي سنة 629م أراد الامبراطور هرقل أن يرد الصليب إلي كنيسة القيامة , وأن يحمله , إليها بنفسه فجاء به إلى أورشليم ليعيد عود الصليب الى موضعه على جبل الجلجلة وهو لابس حلته الملكية , ومتوشح بوشاحه الإمبراطوري , وواضع على رأسه تاجه الذهبي , المرصع بالأحجار الكريمة ثم حمل الصليب على كتفه. فخرج لملاقاته الشعب وعلى رأسهم البطريرك زكريا، فاستقبلوه بأبهى مظاهر الفرح والبهجة بالمشاعل والترانيم وساروا حتى طريق الجلجلة.
وعند اقترابه من كنيسة القيامة توقف الملك بغتة بقوة خفية وما أمكنه أن يخطو خطوة واحدة حيث ثقل عليه الصليب الى درجة كبيرة، فتقدم البطريرك وقال للملك: "إن السيد المسيح مشى هذه الطريق حاملاً صليبه، مكللاً بالشوك، لابساً ثوب السخرية والهوان، وأنت لابس أثوابك الأرجوانية وعلى رأسك التاج المرصع بالجواهر، فعليك أن تشابه المسيح بتواضعه وفقره". فأصغى الملك إلى كلام البطريرك، وارتدى ثوباً حقيراً ومشى مكشوف الرأس، حافي القدمين، فوصل إلى الجلجلة، حيث ركز الصليب في الموضع الذي كان فيه قبلاً.
ومنذ ذلك الوقت ونحن نحتفل بعيد الصليب المقدس على يد القديسة هيلانه واسترجاع خشبة الصليب المقدس من الفرس على يد الأمبراطور هرقل

************************************
ويروى السنكسار القبطى عن هذا المكان الاتى :-
السنكسار القبطى يوم 27 سبتمبر - تذكار الإحتفال بالصليب المجيد بكنيسة القيامة
سنة 43 ش في عهد الملك قسطنطين البار
نعيد في هذا اليوم بتذكار ظهور الصليب المجيد الذي لمخلصنا يسوع المسيح . هذا الذي أظهرته الملكة المحبة للمسيح القديسة هيلانة أم قسطنطين من تحت كوم الجلجثة الذي أمرت بإزالته ، أما سبب وجود هذا الكوم فهو أنه لما رأى رؤساء اليهود كثرة العجائب التي تظهر من قبر المخلص من إقامة الموتى وإبراء المقعدين ، غضبوا ونادوا في جميع اليهودية وأورشليم " كل من كنس داره أو كان عنده تراب ، فلا يلقيه إلا على مقبرة يسوع الناصري" ، واستمر الحال على ذلك أكثر من مائتي سنة حتى صار كوما عظيما . ولما حضرت القديسة هيلانة وسألت اليهود عن موضع الصليب لم يفيدوها . وأخيرا أرشدها بعضهم عن رجل يهودي مسن يسمى يهوذا يعرف مكانه ، فاستدعته فأنكر أولا ، ولما شددت عليه اعلمها مكان الكوم . فأزالته وأخرجت منه الصليب المقدس وبنت كنيسة وكرست عيد له في السابع عشر من شهر توت . وصارت الشعوب المسيحية تحج إليها مثل عيد القيامة .
واتفق ان كان إنسان مسافرا هو وجماعته مع الشعب إلى أورشليم يدعى إسحق السامري ، هذا كان يبكت الناس على تكبدهم المتاعب في الذهاب إلى أورشليم .ليسجدوا لخشبه . وكان مع الشعب قسا يسمى أوخيدس ، وفيما هم سائرون في الطريق عطشوا ، ولم يجدوا ماء فأتوا إلى بئر فوجدوا ماءها نتنا مرا ، فضاق صدر الشعب جدا . وابتدأ إسحق السامري يهزأ بهم ويقول ان أنا شاهدت قوة باسم الصليب! آمنت بالمسيح . فغار القس أوخيدس غيرة إلهية وصلى على الماء النتن ورشمه بعلامة الصليب فصار حلوا . وشرب منه كل الشعب ودوابهم . أما إسحق فانه لما تناول وعاءه ليشرب وجده نتنا مدودا . فندم وبكى وأتى إلى القديس القس أوخيدس وخر عند قدميه أمن بالسيد المسيح . وشرب من الماء فوجده حلوا . وصار في ماء هذه البئر قوة ان يكون حلوا للمؤمنين ، ومرا لغيرهم . كما ظهر فيه صليب من نور . وبنوا هناك كنيسة .
ولما وصل إسحق السامري إلى مدينة القدس ذهب إلى أسقفها واعتمد منه هو وأهل بيته .
أما ظهور الصليب المجيد على يد الملكة هيلانة فكان في اليوم ا العاشر من برمهات . ولأنه دائمًا يكون في الصوم الكبير فقد استبدله الآباء بيوم 17 توت الذي هو تكريس كنيسته . والمجد والسجود لربنا يسوع المسيح إلى أبد الآبدين . آمين .
ملاحظة طقسية :
+ طقس عيد الصليب شعانيني 3 أيام
+ تقرأ فصول عيد الصليب في الثلاثة أيام العيد حتى أيام الآحاد
+ يقال تى شورى والهيتنيات وفاى إيتاف إنف الخاصة بعيد الصليب كما تقال القسمة السريانية
+ يعامل عيد الصليب معاملة الأعياد السيدية .

This site was last updated 06/04/15