| Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history بقلم المؤرخ / عزت اندراوس بعض الأقباط يهاجمون الأنبا كيرلس فإنفصلت الكنيسة الأثيوبية عن القبطية |
+إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعاتأنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm |
وإستجابة لرغبة الإمبراطور إختار البابا المرقسى مكاريوس الثالث الـ 114 بالإتفاق مع وزاة الخارجية وفداً قبطياً ليرافق الأنبا كيرلس مطران أثيوبيا وعاد المطران البطل مكرماً معززاً ومنحته العناية الإلهية فترة من الهدوء لإلتقاط أنفاسه مرة أخرى تسلحاً له لما سيأتى عليه مرة أخرى فأعطاه الرب كرامه بعوده الأمراء للخضوع وأخذ بركته وصلواته . على أن الهدوء لم يدم غير سنتين فقط حيث أن العالم كان فى حالة قلق بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية وبعض الدول التى إنسحبت منها قوات الإحتلال تطلعت للثورة وإعلان الجمهورية والآخر كان ما زال تحت الإحتلال أراد الإستقلال وإعلان الجمهورية أما بالنسبة للأثيوبيين فقد حققت الكنيسة القبطية مطالبهم قبل الحرب برسامة ثلاثة أساقفة أثيوبيين مع الأنبا كيرلس المطران القبطى ولكن بعد الحرب فكان لهم مطالب ورغبات أخرى من الكنيسة القبطية وطالبوا بها المرة تلو المرة فى إلحاح متعب عودة الأنبا كيرلس لمصر مرة ثانية ونياحتـــه وفى يونيو 1944م أرسل البابا مكاريوس الثالث الأنبا تيموثيئوس مطران الدقهلية على رأس وفد لمقابلة الإمبراطور هيلاسيلاسى والتفاوض معه بشان المطالب الأثيوبية (1) وبينما البابا يسعى للتفاهم مع الأثيوبيين لإيجاد حل يرضى الجميع ، عاود المغرضون ترويج إدعائاتهم وطنينهم زعما منهم أنهم إن أسقطوه يستطيعون إحلال واحد من أتباعهم مكانه . ولكن بينما تكون هناك صراع على السلطات يؤدى فى النهاية إلى فقدان سلطة الكنيسة نفسها وهيبتها ووقاراها أمام الآخرين فقد أدى مسلكهم فى النهاية إلى إنفصال الكنيسة الأثيوبية عن الكنيسة القبطية ، فقد نتج عن مسلكهم الشائن أن عاد المطران القبطى الأنبا كيرلس إلى مصر مرة أخرى . عاد الشهيد بدون سفك دم وقد ظل فى الوطن وأصيب المناوشون له بخيبة أمل شديدة حينما رفض الأثيوبين بديلاً قبطياً له .. لا فى حياته أو بعد مماته .. وقفل الباب للأقباط نهائيا لرياسة الكنيسة الأثيوبية . وحينما وجد أنه مضطر إلى البقاء فى مصر فكان يعيش فى القاهرة لبعض الوقت والبعض الآخر كان يمضيه فى قريته بين أهله وعشيرته البسطاء الذين أحبوه حباً خالصاً فكانت محبتهم الصافية بلسماً لجراحاته التى تنوعت فكلما كان يشفى جرحاً يصاب مرة أخرى فتعود جراحه لتنفتح وتقطر حزناً وفى ألأسبوع الأخير من حياته تقرر إدخاله المستشفى القبطى لوضعه تحت العلاج والملاحظة الطبية فلم يوافق فى البداية إلا أنه نزل على رغبة أحباؤه وذهب ، على أن العناي الإلهية قد شائت أن تقصر أيامه ولفظ آخر أنفاسه فى مصر ، وإنتقل من هذا العالم إلى ألخدار السمائية فى صباح ألأحد 22 أكتوبر سنة 1950م وإن كل من تعزى قلبه برؤيته وهو راقد رقدته الأخيرة رأى إبتسامه مشرقة تضئ وجه هذه النفس التى ظلت صابرة وصامته إلى المنتهى (2) رسامة مطران أثيوبى لرئاسة الكنيسة الأثيوبية وخلفة أثيوبى جاء إلى القاهرة ليرسمه البابا السكندرى - وتدهورت العلاقات بين الكنيستين ووصلت إلى الدرجة أنهم إستغنوا حتى عن نوال الرسامة من يد اجالس على كرسى مار مرقس الرسول . وتقول المؤرخة أيريس حبيب المصرى : " لقد فشل الإيطاليون فى أن يفصلوا بين الكنيستين الأثيوبية والقبطية لأن بطلاً كان لا يرهب الموت جعل من نفسه الدرع الواقى لهذه الصلة الضاربة فى القدم بين الكنيستين الأثيوبية والقبطية ، فلما إندفع أصحاب المصلحة واللذين يلهثون وراء الرياسة فأزالوا المثل العليا القبطية وصلابة الدره الواقى فإخترقته سهامهم فأصابت شخصيته ولكنها لم تستقر فيه بل تعدته ليفصموا العروة والعلاقة التى حرص على توثيقها الآباء من عهد أثناسيوس الرسولى إلى عهد البابا مكاريوس الثالث فجاء قول الشاعر : كانت لنا من كرام الناس أجداد *** شادوا ولكنا هدمنا كل ما شادوا وكان هذا البيت من الشعر وصفاً موجعاً لما أصاب كنيسة مصر بسببهم .. *************************************** المراجع (1) قالت المؤرخة أيريس حبيب المصرى أنه قبل أن يغادر الوفد أديس البابا فى طريق العودة إلتقى معه الأنبا كيرلس وسلمه خطاب سرى للبابا وأطلعه على الواقع الذى يعيش فيه الأثيوبيين ورفع البابا تقريره وأرفق به الخطاب السرى الذى أرسله الأنبا كيرلس مطران أثيوبيا القبطى وكان إبراهيم لوقا وكيل البطريركية وكان يريد السيطرة على البطريرك وتمكن من الإطلاع على الخطاب السرى فأراد أن يحرج البابا فإستغل الوكيل منصبه ونشره فى صفحات الجرائد فقامت أزمة خطيرة بين الكنيسة القبطية والكنيسة الأثيوبية ، لأن الخطاب كان يتضمن أسراراً عن العلاقات بين ألسرة المالكة والكنيسة من جهة وبينها وبين الشعب الأثيوبى من جهة أخرى . المصدر : قصة الكنيسة القبطية أيريس حبيب المصرى - وهى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية المصرية التى أسسها مار مرقس البشير - الكتاب السادس أ (2) من كتاب " الأنبا كيرلس رئيس أساقفة الكنيسة الأثيوبية" لأسرة مدارس الأحد بمهمشة لإشترك فى كتابته كل من : جورج شحاته - نصحى القمص (القس جاورجى الجبلى فيما بعد) وأخوه صبحى القمص جرجس - إدوار فرج - ميخائيل مطر , وهؤلاء خدام كنيسة العذراء بمهمشة أما ألاخرين الذين شاركوا فى الكتاب فهم : متواضع يعقوب شنودة من أعيان بهجورة - وأحد كهنة مصر القديمة وكان كثيراً ما يلازمه إلى بهجورة وقد رفض ذكر أسمه - والمؤرخة أيريس حبيب المصرى وقد تضمن الكتاب التقرير الذى رفعه الأنبا كيرلس إلى البابا طبع بالمطبعة التجارية الحديثة بالسكاكينى - القاهرة 1951م
|
This site was last updated 01/26/15