مقدمــــة
الأنبا كيرلس مطران إثيوبيا ورئيس أساقفة أثيوبيا القبطى
رسم مطراناً فى حبرية البابا يوأنس التاسع
شخصية الأنبا كيرلس آخر مطران قبطى لأثيوبيا شخصية جديرة بالدراسة فالكلمات تتراجع أمام أعماله وخدماته للكنيسة القبطية وصموده وإيمانه وغيرها من صفاته التى جعلته قديساً وننقل هنا كلمات إستهل بها بعض أبنائه الروحيين كتابهم عنه قالوا : " سفر خالد لقديس بار ، ولست أظن أن عشرات من مثل هذا الكتيب تتسع لتستوعب مناحى الخلود فى هذا السفر .. لقد سجل أسمه كيرلس ، بحروف عريضة ملؤها النور على من أفتتن بحبها ، وتفنن فى الإخلاص لها ، ولم يشأ أن يبيع نفسه ولو غالياً لغيرها ، تلك هى أمه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
كان لحناً لم يتم ، بدأ حياته بإبتسامة عذبة كسرتها المتاعب على مر الأيام وحولتها إلى دمعة الأرجحت فى مآقى العين وقبل أن تنزل جففها الألم ، ولكن قبل أن يلفظ أنفاسة الأخيرة عاد فإبتسم من جديد ولكن كانت إبتسامته لأنه رأى العالم الآخر.
كان أشبه بقنينة من قنيات العطر الشرقية التى مهما أحكم إغلاقها فإن رائحة العطر تفوح منها .
ولا عجب أن الرجل كان يفيض روحانية كما يفيض النبع من الماء ، وكانت القداسة تتولد من داخلة كما تتولد الحرارة من النار ، وكان يقطر نعمة كما تقطر خلية النحل عسلاً .
وبالإجمال فإن الرجل كان من النوع الذى يغيب فى الر الإله كما يغيب النائم فى حلم جميل ..
حمل بيده المصباح المنير كى يحافظ عليه كأسلافه من قبل فى الأجيال الطويلة الماضية .. فبينما هو ينصت للأجيال البائدة يستوحى خطاها هبت زوبعة باردة أحاطت به وبالمصباح ، وفى نيتها أن تحطمها إن لم ينفصلا عن بعضهما البعض ... ولكن حامل المصباح لم يزد إلا تمسكاً بمصباحة الذى أئتمن عليه .. "