علم الشيعة الأخضر الفاطمى

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الإحتلال الفاطمى الإسلامى لمصر

 + إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك فاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
6 آلاف ضريح في مصر
بداية الإحتلال الفاطمى
هل الفاطميون خلفاء ؟
نهاية الإحتلال الفاطمى
القذافى وبعث الخلافة الفاطمية
طائفة البهرة بقايا الفاطميين
كنوز الفاطميين
الفاطميين والإحتفال بالمولد النبوى
آراء مختلفة عن الفاطميين
توطين قبيلة بنى هلال
مشاهير وعظماء وقديسى القبط
الإسلام ورصد النجوم
المقريزى والشيعة
المشهد الحسنى

+

مقدمـــــة

لأبينا القمص / تادرس سمعان .. وكيل أسقفية

سيدنى وتوابعها وكاهن كنيسة الأنبا أنطونيوس

 يقول الروح القدس على فم داؤود النبى فى المزمور الثانىعشر :

§      يقطع الرب جميع الشفاة الملقة واللسان المتكلم بالعظائم .

§       من إغتصاب المساكين من صرخة البائسين الآن أقوم يقول الرب .

§       أما شعبك .. أنت يارب تحفظهم تحرسهم من هذا الجيل إلى الأبد .

حقاً كلما نتصفح حقبات التاريخ نرى أننا أمام عمل إلهى عظيم .

الرب الإله لا يريد هلاك أحد , فهو القائل بفمه الإلهى : ما جئت لأدين بل لأخلص , وأن إبن الإنسان ما جاء ليهلك بل ليخلص ما قد هلك .. وأيضاً يريد أن الكل يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون .

والرب الإله لا يترك نفسه بلا شاهد .. حتى لا يكون هناك عذراً للإنسان فى عدم إيمانه , والتمتع بالخلاص المجانى الذى قدمة الله لنا ببذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية .

فنرى إله المسيحية فى عصر الفاطميون يصنع عجائب عظيمة , يقف أمامها عقل الإنسان حائراً , ويتسائل ضميره .. لماذا لا أؤمن بهذا الإله الوحيد القوى القادر على فعل المعجزات .. الذى وإن قال فعل .

- فمعجزة نقل الجبل المقطم ستظل شاهدة على صدق إيمان الأقباط بالمسيح وسموه وسمائيته .

- وستظل أيضاً قوة هذه المعجزة شاهده على قساوة قلب الإنسان .. الذى لا يريد أن يؤمن أن : المسيح هو الله بالحقيقة وأنه ليس بأحد غيره الخلاص , ولا يريد أن يقبل لينال ميراث الحياة الأبدية مثلما فعل الخليفة الفاطمى / المعز لدين الله الذى آمن وإعتمد .. وذكرت كتب التاريخ الإسلامى أنه

 خرج ولم يعد !

نعم .. خرج المعز من الظلمة والموت .. إلى نور الحياة , وكسب خلاص السيد المسيح .. بهذا خرج من العذاب المؤبد

  نعم .. خرج ولم يعد إلى حياة العالم وشروره .

والتاريخ أيضاً يظل شاهداً على عظمة الأقباط المسيحيين والمسيحية فى مصر .. فرغم التضيقات والضيقات والإضهادات العنيفة والآلام , ولكنهم فضلوا بالأحرى أن يتألموا فى هذا الزمان الحاضر .. حتى تكون لهم الحياة الأبدية مع السيد المسيح فذاك أفضل جداً .

نسأل الرب أن يبارك فى مجهود وتعب أخونا المبارك الشماس / عزت أندراوس

ونتركك الآن مع الجزء الرابع من هذه السلسلة الشيقة الأمينة لعلها تكون دافعاً لكل من يقرأها أن يثبت فى الإيمان .. أو إن كان غير مؤمناً فليقبل سريعاً

والرب يعمل معكم

*****************************************************

+

 شكر وإهداء

 

أسجد للرب شاكراً لأنه أعاننى لكتابة هذا الجزء الذاخر بالأحداث المتناقضة والسريعة وأتقدم بالشكر إلى الأنبا دانيال أسقف سيدنى وتوابعها وأبي تادرس سمعان وزوجتى وأولادى والشماس صفوت خليل للمراجعه وفنان الأيقونة الشهير / سميح لوقا والآخرين الذين كانوا سندى فى هذا العمل ـ

وأهدى المجهود الذى بذلته فى هذا الكتاب إلى أمتى القبطية والكنيسة التى حافظت على نقاء الدم الفرعونى الأصلى من الإختلاط بالأمم الغازية -

وتعد أحداث هذه الفترة التى بين يديك الآن أيها القارئ من أهم  عصور الإحتلال الإسلامى جوراً وظلماً على الأقباط - وترجع أهميتها إلى أحداثها السريعة والمتلاحقه والمتناقضة –

قام فيه المسلمون بقتل عدد كبير من الأقباط وأصدروا أمراً بقطع لسان من يتكلم القبطية فقضوا على لغتنا القبطية 

وإن كان السيد المسيح قد حقق معجزات فائقة وتحكم فى الطبيعة فقد حقق قبطياً بإيمانه بالمسيح فى هذا العصر أكبر وأضخم معجزة تحكم فى الطبيعية حدثت فى تاريخ البشرية وهى معجزة نقل الجبل المقطم وأثمرت هذه المعجزة فآمن إثنين من الخلفاء الفاطميين بالمسيحية وذكر معظم المؤرخون ومنهم المؤرخ المسلم المقريزى وأكد بعضهم أن رفات أحدهم يرقد فى كنيسة قبطية مسيحية بمصر وهذا الأمر يحتاج إلى بحث لأنه كيف يمكن أن نفرق بين عظام الأجساد التى تمتلئ بها كنائسنا .

حكم الفاطميون مصر وإمتد حكمهم إلى 200 سنة كاملة ( 972- 1171م) وفقد الأقباط فيها كرامتهم كأمه كما فقدوا فيها آدميتهم كبشر وتقلبت سياسة الفاطميين من سياسة المساواه الكاملة حيث وصل فيه الأقباط إلى أعلى مناصب الدولة إلى الإضطهاد الشديد والشنيع فى وحشية لم يرى مثلها الأقباط فى التاريخ

وبعد أن مهدوا للأقباط ولأهل الذمة ولمصر عامة عصراً زاهراً ووصل الأقباط فيه إلى أعلى المناصب حتى صاح أحد شعراء الفاطميين وضج هذا الشاعر الفاطمي فقال في ذلك: العز فيهم والمال عندهم.. ومنهم المستشار والملك.. ياأهل مصر إني قد نصحت لكم.. تهودوا قد تهود الفلك.. ثم رجعوا وقضوا علي مكانه الأقباط ومراكزهم فطردوهم وشتتوهم وإضطهدوهم وبالتالى قضوا على إقتصاد مصر قضاءاً مبرماً , 
ولم يكن للحكم الإسلامى سياسة ثابته كعادتهم عندما يحكمون , لهذا سوف تلاحظ أيها القارئ أن حكم الخلافة عامه يرتبط بالإستعداد والتكوين الشخصى لشخص الخليفة الذى يحكم بإسم الله على الأرض .

وقد أدى هدم الحاكم بأمر الله الفاطمى  للكنائس وخاصة كنيسة القبر المقدس أقدس مكان مسيحى فى العالم وإضطهاده وقتله للمسيحين فى مصر وفى ولايات الخلافة الإسلامية إلى قيام الحروب الصليبية التى كانت نتيجتها مجازر وحشية لم يسبق لها مثيل منذ نشاة البشرية حتى الآن وقتل من جرائها مئات الألاف من الأبرياء من الجانبين .

إقرأ أيها القبطى تاريخ المجازر والإضطهادات الإسلامية الوحشية التى قام بها المسلمين , فطردوا آباؤكم من وظائفهم وأمتد الأمر إلى أن يخيروهم بين أمرين إما أن يرحلو عن وطنهم مصر أو قتلهم بالسيف - عيروهم وأذلوهم بملابس مشينة لكرامة الرجال ومهينة لعفة النساء ومع كل ذلك حفظوا لنا عقيدة المسيح فى قلوبنا ومصر فى عروقنا.   

أعجب نضال الأقباط هذا  أحد أساقفه الكنيسة الإنجليزية فقال : إن وجود الأقباط المسيحين فى مصر يعد العجيبة الثامنه التى يجب أن تضاف إلى عجائب الدنيا السبع                                                                                                     

                                                             بقلم : عزت أندراوس

*****************************************************

القائد جوهر الصقلى -- (969- 973م) القائد الذى غزا مصر

لصالح الخليفة المعز لدين الله الفاطمى -- ( 973- 975م )

مدة الحكمالخلفاء الفاطميين الشيعةمسلسل

297هـ/909م

عبيد الله المهدي / لم يحكم مصر

1

322هـ/934م

القائم  / لم يحكم مصر2

334هـ- 341 هـ /934م - 953

المنصور  / لم يحكم مصر3

341هـ - 365هـ / 953م - 975م

المعز لدين الله الفاطمى4

365هـ - 386 هـ / 975م - 996م

العزيز لدين الله الفاطمى5

386هـ - 411هـ / 996م - 1020م

الحاكم بأمر الله الفاطمى

6

411 هـ - 427هـ / 1020- 1036م

الظاهر لإعزاز دين الله الفاطمى7

( 427هـ - 487 هـ  )( 1036م- 1094م)

المستنصر بالله الفاطمى8

( 487- 495 هـ & 1094 - 1101 م )

المستعلى بالله9

( 495 - 524 هـ & 1101 - 1131 م )

الآمر بالله الفاطمى10

 ( 524 - 544 هـ & 1131- 1149 م )

الحافظ لدين الله الفاطمى11

( 544- 549 هـ & 1149- 1154 م )

الظافر بأمر الله الفاطمى ( أبو منصور أبن إسماعيل )12

549هـ - 555هـ /1154م - 1160 م

الخليفة الفايز بنصر الله الفاطمى (عيسى )

13

555-567 هـ/1160-1172م

العاضد لدين الله الفاطمى ( عبدالله أبن يوسف ابن الحافظ )14

 

وقد حكموا منذ أن ظهر المهدى أبو محمد عبدالله بسلجانة وملكها ( حكمها) يوم الأحد بالمغرب يوم الأحد 7 من ذى الحجة سنة 290 للهجرة إلى يوم نهاية حكمهم بأرض مصر من يد العاضد  فى آخر محرم سنة 567 وكانت مدة حكمهم 275 سنة وشهر واحد

وخطب للمعز الفاطمى على المنابر بمصر


نتيجة الضعف الذى أصاب الدولة العباسية فى بغداد غزا الفاطميون مصر فى شعبان سنه 358هـ/يونيو 969م ، عندما دخل جوهر الصقلى الفسطاط وأصبحت بذلك مصر مركز الخلافة الفاطمية التى اتخذت من المغرب عاصمة لها منذ عهد الخليفة المهدى فى سنه 297هـ/909م فى وقت اضمحلال قوة العباسيين وتفكك حكمهم وزوال نجمهم.. إلى أن وصل الأمر للخليفة المعز لدين الله ابو تميم سعد الذى تولى الخلافة الفاطمية فى المغرب سنه 341هـ/952م ، وفكر فى الاستيلاء على مصر وضمها للخلافة الفاطمية خاصة

وبدخول جوهر الصقلى إلى مصر زال نفوذ الإخشيديين والعباسيين عنها .. وأصبح نفوذ الدولةالفاطمية يمتد من المحيط الأطلسى غربا إلى البحر الأحمر شرقا .
وقد وصل الخليفة المعز لدين الله الفاطمى إلى مصر فى رمضان 362هـ/ يونيو 973م واتخذها مقرا له ، وأصبحت مصر منذ ذلك الحين وطيلة حكم الفاطميين دار خلافة بعد أن كانت دار إمارة ، وغدت القاهرة عاصمة لهذه الدولة .

وتولى حكم مصر فى هذه الحقبة :
- القائد جوهر الصقلى .. فتحها من قبل الممعز ووليها من رجب سنه 358هـ/يونيو 969م . إلى أن سلم الأمر للخليفة المعز فى رمضان 362هـ/ يونيو 973م .
- المعز لدين الله أبو تميم معد .. من رمضضان 362هـ/ يونيو 973 إلى أن توفى فى ربيع الآخر 365هـ/985م .
- العز لدين الله نزار أبو منصور .. الخلييفة الفاطمى .. تولاها مبايعة .. وكان ولى عهد أبيه ، فى ربيع اآخر 365هـ/975م وتوفى فى رمضان سنه 386هـ/ 996م .
- الحاكم بأمر الله .. المنصور أبو على ... تولى الخلافة مبايعة وكان ولى عهد أبيه .. وقتل فى 411هـ/1020م .
- الظاهر لإعزاز دين الله : على أبو الحسنن .. تولى الخلافة مبايعة وكان ولى عهد أبيه . من شوال 411هـ/1020م وتوفى فى شعبان سنه 427هـ/1035م .
- المستنصر بالله .. معد أبو تميم .. تولىى الاخفة مبايعة فى شعبان 427هـ/1035م وتوفى فى ذى الحجة 487هـ/ 1094م .
- المستعلى بالله . أحمد بن أبو القاسم ... بويع بالخلافة وكان ولى عهد أبيه من ذى الحجة 487هـ/1094م وتوفى فى صفر 495هـ/1101م .
- الآمر بأحكام الله .. المنصور أبو على ... بويع بالخلافة وكان ولى عهد أبيه من صفر 495هـ/2201 وقتل فى 524هـ/1130م .
- الحافظ لدين الله . عبد المجيد أبو المييمون . تولى الخلافة بعد قتل أبن عمه " الآمر" فى 524هـ/1130م إلى 544هـ/1149م .
- الظافر بأمر الله .. إسماعيل أبو منصور .. تولى الخلافة 544هـ/1149م وقتل فى 549هـ/1154م .
- الفائز بنصر الله .. عيسى أبو القاسم ... تولى الخلافة من 549هـ/1154م إلى 555هـ/1160م .
- العاضد لدين الله عبد الله أبو محمد .. تولى الخلافة الفاطمية فى مصر من 555هـ/1160م إلى 568هـ/1171م .
- الفائز بنصر الله .. عيسى أبو القاسم ... تولى الخلافة من 549هـ/1154م إلى 555هـ/1160م .
- العاضد لدين الله عبد الله أبو محمد .. تولى الخلافة الفاطمية فى مصر من 555هـ/1160م إلى 567هـ/1171م .

فى وقت واحد تعددت الخلافات الرسلامية فانفسمت إلى خلافة عباسية عاصمتها بغداد وخلافة فاطمية فى القاهرة وخلافة أمورية فى الأندلس .

 

أحد الخلفــــاء الفاطميين فى مجلس طرب يلاحظ التأثير القبطى من الرسوم القبطية الخلفية - المتحف البريطانى - لندن

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مدينة عين القصر الإسلامية من العصر الفاطمي الواحات الداخلة

وآبار 'عين القصر' الفرعونية وترتفع حرارتها إلي 45 درجة مئوية

 

 

 

 

الفاطميون: (297-567هـ/909-1171م)
 

ينتسب لفاطميون إلى الإمام علي وهم يتبعون المذهب الشيعى (1)، ويعتقد مؤرخون أنهم ينتسبون إلى عبيد الله المهدي ويسمونهم "العبيديون" وهم من متطرفي الشيعة ويعتقد بعض المؤرخين أنهم ينتمون إلى الحركة الإسماعيلية . وقد بدأ حكمهم في شمال أفريقيا على يد مؤسس الدولة الفاطمية عبيد الله المهدي الذي جمع حوله عددا من قبائل البربر وأطاح بحكم الأغالبة ثم الأدارسة، وفي عام 358 هـ / 969 م استطاع القائد الفاطمي جوهر الصقلي أن يحتل مصر قائد جيوش المعز وأطاح بآخر حاكم إخشيدي ، وقام ببناء مدينة القاهرة لتكون عاصمة خليفتة المعز ، ثم زحفوا إلى الشام وكانت الخطبة فى مكة والحجاز بأسمهم . وتعاون الفاطميون مع البيزنطيين لمواجهة السلاجقة، وآل النفوذ الفعلي في أواخر الدولة الفاطمية إلى الوزراء ، وقد انقسم الفاطميون إلى طائفتين هما :-

1- الحشاشون النزاريون (نسبة إلى نزار بن الحاكم بأمر الله، أحد أهم القادة الفاطميين)

 2- القرامطة والإسماعيليون اتباع المستعلي بن الحاكم بأمر الله.

وفي عهد المستنصر بالله الفاطمي , فقد ولد من جارية تربت في بيت يهودي يدعى أبا سعيد التستري وتولت أمه تدبير أمور الدولة واستوزرت وزراء يهود , نذكر منهم صدقة بن يوسف الفلاحي وأبو سعيد التستري, وقد أسند هؤلاء مناصب الدولة إلى أبناء جلدتهم من اليهود , فاإغتاظ المسلمين وبدروا لهم المؤامرات وقد عبر شاعر المسلم عنهم بقوله:
يهـود هـذا الزمان قــد بلغـوا  ** غايـة آمـالهم وقــد ملكــوا
العـز فيهــم والمـال عنـدهم  ** ومنهــم المستشــار والملـك
يا أهل مصـر قـد نصحـت لكم  ** تهــــودوا, قد تهود الفلك

وفي عهد المستنصر بالله خرجت بلاد الشام من قبضتهم باستيلاء السلاجقة عليها كما زالت دولتهم في جزيرة صقلية باستيلاء النورمان عليها بزعامة (روجر النورماندي) سنة 461هـ

ولما عم الوباء أرض مصر الذي يعتبر أطول وباء عرفته مصر في العصور الوسطى , إذ امتد ثماني سنين (446 - 454هـ) فأضعفت قوة الفاطميين وقد اصطلح المؤرخون تسميتها بسنين الشدة العظمى وصاحبتها فوضى فى الحكم بقيام الحروب الأهلية وقد استدعى المستنصر سنة 466هـ بدر الدين الجمالى والي عكا فأعاد النظام ووجه همه إلى إصلاح البلاد , وقد تزوج المستنصر ابنته وولدت له ابنه (المستعلي).
ولما توفي المستنصر سنة 487هـ بعد حكم دام ستين سنة ادعى الخلافة ابنه (نزار) وكان أبوه قد عهد بها إليه, ولكن الأفضل بن بدر الجمالي, الذي خلف أباه في قيادة الجيش,

وقام عليه أخاه (المستعلي) وهو ابن أخته وأنتهى الأمر بقتل (نزار),

وبقتله افترقت الإسماعيلية إلى فرقتين:

فرقة المستعلية,

وفرقة النزارية.

وفي عصر المستعلي بدأت الحروب الصليبية على بلاد الشام واحتل الصليبيون بيت المقدس سنة 493هـ, وقد أعقب المستعلي خلفاء منهم المخلوع ومنهم المقتول إلى أن انقضى عهد الدولة الفاطمية سنة 564هـ بإحتلال الأيوبيين مصر انتهت الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي، الذي قاد جيش محمود نور الدين زنكي لاحتلال مصر وإعتلاء صلاح الدين الأيوبي الحكم وقيام الدولة الأيوبية.

****************************************************************************

الملابس الرسمية (الخلع) لكبار رجال الدولة التى تميزت بها الدولة الفاطمية وما بعدها

ذكر المؤرخ المقريزى المسلم فى كتابه المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  - الجزء الثالث  111 / 167 : " سوق الشرابشيين  : وهذا السوق مما أحدث بعد الدولة الفاطمية ويباع فيها الخلع التي يُلبسها السلطان للأمراء والوزراء والقضاة وغيرهم وإنما قيل له سوق الشرابشيين لأنه كان من الرسم في الدولة التركية أنّ السلطان والأمراء وسائر العساكر إنما يلبسون على رؤوسهم كلوتة صفراء مضرّبة تضريبًا عريضًا ولها كلاليب بغير عمامة فوقها وتكون شعورهم مضفورة مدلاة بدبوقة وهي في كيس حرير إمّا أحم أو أصفر وأوساطهم مشدودة ببنود من قطن بعلبكيّ مصبوغ عوضًا عن الحوائص وعليهم أقبية إمّا بيض أو مشجرة أحمر وأزرق وهي ضيقة الأكمام على هيئة ملابس الفرنج اليوم وإخفافهم من جاد بلغاريّ أسود وفي أرجلهم من فوق الخف سقمان وهو خف ثان ومن فوق القبا كمران بحلق وأبزيم وصوالق بلغاري كبار يَسَعُ الواحد منها أكثر من نصف ويبة غلة مغروز فيه منديل طوله ثلاثة أذرع فلم يزل هذا زيهم منذ استولوا بديار مصر على الملك من سنة ثمان وأربعين وستمائة إلى أن قام في المملكة الملك المنصور قلاوون فغيّر هذا الزيّ بأحسن منه ولبسوا الشاشات وأبطلوا لبس الكم الضيق واقترح كل أحد من المنصورية ملابس حسنة فلما ملك ابنه الأشرف خليل جمع خاصكيته ومماليكه وتخير لهم ملابس بالكلوتات الزركش والطرازات الزركش والكنابيش الزركش والأقبية الأطلس المعدني حتى يُميزُ الأمير بلبسه عن غيره وكذلك في الملبوس الأبيض أن يكون رفيعًا واتخذ السروج المرصعة والأكوار المرصعة فعرفت بالأشرفية وكانت قبل ذلك سروجهم بقرابيس كبار شنعة وركب كبار بشعة فلما ملك ديار مصر السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون استجد العمائم الناصرية وهي صغار‏.‏
فلما قام الأمير يلبغا العمريّ الخاصكيّ عمل الكلوتات اليلبغاوية وكانت كبارًا واستجدّ الأمير سلار في أيام الملك الناصر محمد القباء الذي يعرف بالسلاري وكان قبل ذلك يُعرف ببغلوطاق فلما تملك الملك الظاهر برقوق عمل هذه الكلوتات الجركسية وهي أكبر من اليلبغاوية وفيها عوج وأما الخلع فإن السلطان كان إذا أمّر أحدًا من الأتراك ألبسه الشربوش وهو شيء يشبه التاج كأنه شكل مثلث يجعل على الرأس بغير عمامة ويلبس معه على قدر رتبته إمّا ثوب بخ أو طرد وحش أو غيره فعُرف هذا السوق بالشرابشيين نسبة إلى الشرابيش المذكورة وقد بطل الشربوش في الدولة الجركسية‏.‏
وكان بهذا السوق عدّة تجار لشراء التشاريف والخلع وبيعها على السلطان في ديوان الخاص وعلى الأمراء وينال الناس من ذلك فوائد جليلة ويقتنون بالمتجر في هذا الصنف سعادات طائلة فلما كانت هذه الحوادث مُنع الناس من بيع هذا الصنف إلاّ للسلطان وصار يجلس به قوم من عمال ناظر الخاص لشراء سائر ما يُحتاج إليه ومن اشترى من ذلك شيئًا سوى عمال السلطان فله من العقاب ما قدّر عليه والأمر على هذا إلى يومنا الذي نحن فيه‏.‏
وأوّل من علمته خلع عليه من أهل الدول جعفر بن يحيى البرمكيّ وذلك أنّ أمير المؤمنين هارون الرشيد قال في اليوم الذي انعقد له فيه المُلك‏:‏ يا أخي يا جعفر قد أمرت لك بمقصورة في داري وما يصلح لها من الفراش وعشر جوارتكن فيها ليلة مبيتك عندنا‏.‏
فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين ما من نعمة متواترة ولا فضل متظاهر إلاّ ورأيُ أمير المؤمنين أجمل وأتم ثم انصرف وقد خلع عليه الرشيد وحمل بين يديه مائة بدرة دراهم ودنانير وأمر الناس فركبوا إليه حتى سلموا عليه وأعطاه خاتم الملك ليختم به على ما يريد فبلغ بذلك صيته أقطار الأرض ووصل إلى ما لم يصل إليه كاتب بعده فاقتُديَ بالرشيد من بعده وخلعوا على أولياء دولتهم وولاة أعمالهم واستمرّ ذلك إلى اليوم‏.‏
وأوّل ما عرف شدّ السيوف في أوساط الجند‏:‏ أنّ سيف الدين غازي بن عماد الدين أتابك زنكي بن أق سنقر صاحب الموصل أمر الأجناد أن لا يركبوا إلا بالسيوف في أوساطهم والدبابيس تحت ركبهم فلما فعل ذلك اقتدى به أصحاب الأطراف وهو أيضًا أوّل من حمل على رأسه الصنجق في ركوبه وغازي هذا هو أخو الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي ومات في آخر جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وخمسمائة وولي الموصل بعده أخوه قطب الدين مودود‏.‏

ذكر المؤرخ المقريزى المسلم فى كتابه المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  - الجزء الثالث  116 / 167 : " سوق البخانقيين : وهو معمور الجانبين بالحوانيت المعدّة لبيع الكوافي والطواقي التي تلبسها الصبيان والبنات وبظاهر هذا السوق أيضًا في القصة عدّة حوانيت لبيع الطواقي وعملها وقد كثر لبس رجال الدولة من الأمراء والمماليك والأجناد ومن يتشبه بهم للطواقي في الدولة الجركسية وصاروا يلبسون الطاقية على رؤوسهم بغير عمامة ويمرّون كذلك في الشوارع والأسواق والجوامع والمواكب لا يرون بذلك بأسًا بعدما كان نزع العمامة عن الرأس عارًا وفضيحة ونوّعوا هذه الطواقي ما بين أخضر وأحمر وأزرق وغيره من الألفوان وكانت أوّلًا ترتفع نحو سدس ذراع ويعمل أعلاها مدوّرًا مسطحًا فحدث في أيام الملك الناصر رج منها شيء عرف بالطواقي الجركسية يكون ارتفاع عصبة الطاقية منها نحو ثلثي ذراع وأعلاها مدوّر مقبب وبالغوا في تبطين الطاقية بالورق والكتيرة فيما بين البطانة المباشرة للرأس والوجه الظاهر للناس وجعلوا من أسفل العصابة المذكورة زيقًا من فور القرض الأسود يقال له القندس في عرض نحو ثمن ذراع يصير دائرًا بجبهة الرجل وأعلى عنقه وهم على استعمال هذا الزيّ إلى اليوم وهو من أسمج ما عانوه ويشبه الرجال في لبس ذلك بالنساب لمعنيين أحدهما أنه فشا في أهل الدولة محبة الذكران ليستملن قلوب رجالهنّ فاقتدى بفعلهنّ في ذلك عامة نساء البلد‏.‏
وثانيهما ما حدث بالناس من الفقر ونزل بهم من الفاقة فاضطرّ حال نساء أهل مصر إلى ترك ما أدركنا فيه النساء من لبس الذهب والفضة والجواهر ولبس الحرير حتى لبسن هذه الطواقي وبالغن في عملها من الذهب والحرير وغيره وتواصين على لبسها ومن تأمل أحوال الوجود عرف كيف تنشأ أمور الناس في عاداتهم وأخلاقهم ومذاهبهم‏.‏
======================================================================

المــــــــــــراجع

(1) ذكر الكاتب الأستاذ أنيس منصور فى عمودة اليومى مواقف فى جريدة الأهرام بتاريخ 5/11/2006م السنة 131 العدد 43798 : -

المذهب الشيعي‏..‏ أي التشيع لأهل البيت‏..‏ من كتاب د‏.‏ أحمد النفيس الأستاذ بطب المنصورة لأنه من أيسر الكتب وأقلها تعصبا لأن د‏.‏ النفيس شيعي‏..‏ والكتاب عنوانه الشيعة والتشيع لأهل البيت في‏250‏ صفحة ومن منشورات مكتبة الشروق الدولية‏.‏ ولابد أن يحكي لك الخلافات العنيفة علي خلافة علي بن أبي طالب‏..‏ وما لقيه أولاده وأحفاده من عذاب في‏225‏ عاما‏..‏ وقد بلغ عدد الأئمة اثني عشر إماما‏..‏ آخر الأئمة هو المهدي المنتظر‏:‏ محمد بن الحسن العسكري‏..‏ الذي اختفي بعد وفاة أبيه‏..‏ لذلك أوفد أربعة من السفراء‏..‏ وكانت هذه الغيبة الصغري‏260‏ هـ ـ‏329‏ هـ عندما تواري عن الناس فلما مات سفراؤه الأربعة كانت الغيبة الكبري التي بدأت يوم‏15‏ شعبان‏329‏ هـ حتي يومنا هذا؟‏!‏ أي أنه حي حتي الآن‏..‏ ويري الشيعة أن هذا ليس مستحيلا‏..‏ فنوح عليه السلام قد عاش قبل الطوفان‏950‏ سنة‏..‏ كما يقول القرآن الكريم‏..‏ وهذا المهدي المنتظر سوف يظهر ليملأ الأرض عدلا بعد أن امتلأت ظلما‏.‏
والتاريخ يقول لنا إن المصريين علي أيام الفاطميين كانوا من الشيعة الإمامية الاثنا عشرية‏,‏ حتي جاء صلاح الدين فأطاح بكل القضاة الشيعة‏..‏ وأقام مدرستين للفقه الشافعي والمالكي وتلاشت الشيعة ومذهبهم في مصر‏..‏ وبعد أن كانوا أسبق في اتباع المذهب الإسماعيلي‏..‏
وسوف تصدمك في الكتاب بعض الأخبار الغريبة في المذهب الشيعي والقسوة عليه‏..‏ وسوف تجد دفاعا قويا عند إيران قاعدة المذهب الشيعي‏.‏
والمذهب الشيعي تفرعت عنه فرق عدة وخزعبلات أكثر ولكن لا تندهش‏..‏ فالمذهب الشيعي عنيف يخوض معارك دامية‏..‏ وقد تدفقت إليه الخرافات من الديانات القديمة ومن الديانة اليهودية‏.

*******************

 

Home

This site was last updated 04/07/14