أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history Encyclpedia

بقلم عزت اندراوس

الفاطميون الشيعـــــــــــــــــــــــــــــــــــة

 

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل 

Home
Up
6 آلاف ضريح في مصر
بداية الإحتلال الفاطمى
هل الفاطميون خلفاء ؟
نهاية الإحتلال الفاطمى
القذافى وبعث الخلافة الفاطمية
طائفة البهرة بقايا الفاطميين
سعر أبريق فرنسي
الفاطميين والإحتفال بالمولد النبوى
New Page 6481
مشاهير وعظماء وقديسى القبط
الإسلام ورصد النجوم
المقريزى والشيعة
المشهد الحسنى

Hit Counter

 

المقريزى يقول عن الشيعة المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  - الجزء الثاني  - ( 77 من 167 )  : " وهؤلاء الأئمة السبعة هم‏:‏ علي بن أبي طالب والحسن بن علي والحسين بن علي وعلي بن الحسين الملقب زين العابدين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد الصادق والسابع هو‏:‏ القائم صاحب الزمان‏.‏

مختلفون في هذا القائم فمنهم من يجعله‏:‏ محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق ويسقط إسماعيل بن جعفر ومنهم من يعد إسماعيل بن جعفر إمامًا ثم يعد ابنه محمد بن إسماعيل فإذا تقرر عند المدعو أن الأئمة سبعة انحل عن معتقد الإمامية من الشيعة القائلين بإمامة اثني عشر إمامًا وصار إلى معتقد الإسماعيلية بأن الإمامة انتقلت إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر فإذا علم الداعي ثبات هذا العقد في نفس المدعو شرع في ثلب بقية الأئمة الذين قد اعتقد الإمامية فيهم الإمامة وقرر عند المدعو أن محمد بن إسماعيل عنده علم المستورات وبواطن المعلومات التي لا يمكن أن توجد عند أحد غيره وأن عنده أيضًا علم التأويل ومعرفة تفسير ظاهر الأمور وعنده سر الله تعالى في وجه تدبيره المكتوم وإتقان دلالته في كل أمر يسأل عنه في جميع المعدومات وتفسير المشكلات وبواطن الظاهر كله والتأويلات وتأويل التأويلات وأن دعاته هم‏:‏ الوارثون لذلك كله من بين سائر طوائف الشيعة لأنهم أخذوا عنه ومن جهته رووا وإن أحدًا من الناس المخالفين لهم لا يستطيع أن يساويهم ولا يقدر على التحقق بما عندهم إلا منهم ويحتج لذلك بما هو معروف في كتبهم مما لا يسع هذا الكتاب حكايته لطوله فإذا انقاد المدعو وأذعن لما تقرر نقله إلى الدعوة الرابعة‏.‏
بالأمور سبعة فقط كعدد الأئمة سواء وكل واحد من هؤلاء الأنبياء لا بد له من صاحب يأخذ عنه دعوته ويحفظها على أمته ويكون معه ظهيرًا له في حياته وخليفة له من بعد وفاته إلى أن يبلغ شريعته إلى أحد يكون سبيله معه كسبيله هو مع نبيه الذي اتبعه ثم كذلك كل مستخلف خليفة إلى أن يأتي منهم على تلك الشريعة سبعة أشخاص‏.‏

ويقال لهؤلاء السبعة‏:‏ الصامتون لثباتهم على شريعة اقتفوا فيها أثر واحد هو أولهم ويسمى الأول من هؤلاء السبعة‏:‏ السوس وأنه لا بد عند انقضاء هؤلاء السبعة ونفاذ دورهم من استفتاح دور ثان يظهر فيه نبي ينسخ شرع من مضى من قبله وتكون الخلفاء من بعده أمورهم تجري كأمر من كان قبلهم ثم يكون من بعدهم نبي ناسخ يقوم من بعده سبعة صمت أبدًا وهكذا حتى يقوم النبي السابع من النطقاء فينسخ جميع الشرائع التي كانت قبله ويكون صاحب الزمان الأخير‏.‏

فكان أول هؤلاء الأنبياء النطقاء‏:‏ آدم عليه السلام وكان صاحبه وسوسه ابنه شيث وعدو إتمام السبعة الصامتين على شريعة آدم‏.‏

وكان الثاني من الأنبياء النطقاء نوح عليه السلام فإنه نطق بشريعة نسخ بها شريعة آدم وكان صاحبه وسوسه ابنه سام وتلاه بقية السبعة الصامتين على شريعة نوح‏.‏

ثم كان الثالث من الأنبياء النطقاء إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه فإنه نطق بشريعة نسخ بها شريعة نوح وآدم عليهما السلام وكان صاحبه وسوسه في حياته والخليفة القائم من بعده المبلغ شريعته ابن إسماعيل عليه السلام ولم يزل يخلفه صامت بعد صامت على شريعة إبراهيم حتى تم دور السبعة الصمت‏.‏

وكان الرابع من الأنبياء النطقاء‏:‏ موسى بن عمران عليه السلام فإنه نطق بشريعة نسخ بها شريعة آدم ونوح وإبراهيم وكان صاحبه وسوسه أخوه هارون ولما مات هارون في حياة موسى قام من بعد موسى يوشع بن نون خليفة له صمت على شريعته وبلغها فأخذها عنه واحد بعد واحد إلى أن كان آخر الصمت على شريعة موسى يحيى بن زكريا وهو آخر الصمت‏.‏

ثم كان الخامس من الأنبياء النطقاء المسيح عيسى ابن مريم صلوات الله عليه فإنه نطلق بشريعة نسخ بها شرائع من كان قبله وكان صاحبه وسوسه‏:‏ شمعون الصفا ومن بعده تمام السبعة الصمت على شريعة المسيح‏.‏

إلى أن كان السادس من الأنبياء النطقاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فإنه نطق بشرعة نسخ بها جميع الشرائع التي جاء بها الأنبياء من قبله وكان صاحبه وسوسه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثم من بعد علي ستة صمتوا على الشريعة المحمدية وقاموا بميراث أسرارها وهم‏:‏ ابنه الحسن ثم ابنه الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم إسماعيل بن جعفر الصادق وهو آخر الصمت من الأئمة المستورين والسابع من النطقاء هو صاحب الزمان‏.‏

وعند هؤلاء الإسماعيلية أنه‏:‏ محمد بن إسماعيل بن جعفر وأنه الذي انتهى إليه علم الأولين وقام بعلم بواطن الأمور وكشفها وإليه المرجع في تفسيرها دون غيره وعلى جميع الكافة أتباعه والخضوع له والانقياد إليه والتسليم له لأن الهداية في موافقته وأتباعه والضلال والحيرة في العدول عنه فإذا تقرر ذلك عند المدعو انتقل الداعي إلى الدعوة الخامسة‏.‏

ومن جملة المعرفة عندهم‏:‏ أن الأنبياء النطقاء أصحاب الشرائع إنما هم لسياسة العامة وإن الفلاسفة أنبياء حكمة الخاصة وإن الإمام إنما وجوده في العالم الروحاني إذا صرنا بالرياضة في المعارف إليه وظهوره الآن إنما هو ظهور أمره ونهيه على لسان أوليائه ونحو ذلك مما هو مبسوط في كتبهم وهذا حاصل علم الداعي ولهم في ذلك مصنفات كثيرة منها اختصرت ما تقدم ذكره‏.‏

ابتداء هذه الدعوة‏:‏ اعلم أن هذه الدعوة منسوبة إلى شخص كان بالعراق يعرف‏:‏ بميمون القداح وكان من غلاة الشيعة فولد ابنًا عرف‏:‏ بعبد الله بن ميمون اتسع علمه وكثرت معارفه وكاد أن يطلع على جميع مقالات الخليقة فرتب له مذهبًا وجعله في تسع دعوات ودعا الناس إلى مذهبه فاستجاب له خلق وكان يدعو إلى الإمام محمد بن إسماعيل وظهر من الأهواز ونزل بعسكر مكرم فصار له مال واشتهرت دعاته فأنكر الناس عليه وهموا به ففر إلى البصرة ومعه من أصحابه الحسين الأهوازي فلما انتشر ذكره بها طلب فصار إلى بلاد الشام وأقام بسلمية وبها ولد له ابنه أحمد فقام من بعد أبيه عبد الله بن ميمون فسير الحسين الأهوازي داعية له إلى العراق فلقي حمدان بن الأشعث المعروف‏:‏ بقرمط بسواد الكوفة فدعاه واستجاب له وأنزله عنده وكان من أمره ما هو مذكور في أخبار القرامطة من كتابنا هذا عند ذكر المعز لدين الله معد ثم إنه ولد لأحمد بن عبد الله‏:‏ ابنه الحسين ومحمد المعروف‏:‏ بأبي الشلعلع فلما هلك أحمد خلفه ابنه الحسين ثم قام من بعده أخوه أبو الشلعلع وكن من أمرهم ما هو مذكور في موضعه فانتشرت الدعاة في أقطار الأرض وتفقهوا في الدعوة حتى وضعوا فيها الكتب الكثيرة وصارت علمًا من العلوم المدونة ثم اضمحلت الآن وذهبت بذهاب أهلها ولهذا يقال‏:‏ إن أصل دعوة الإسماعيلية مأخوذ من القرامطة ونسبوا من أجلها إلى الإلحاد‏.‏

صفة العهد الذي يؤخذ على المدعو‏:‏ وهو إن الداعي يقول لمن يأخذ عليه العهد ويحلفه‏:‏ جعلت على نفسك عهد الله وميثاقه وذمة رسوله وأنبيائه وملائكته وكتبه ورسله وما أخذه على النبيين من عقد وعهد وميثاق إنك تستر جميع ما تسمعه وسمعته وعلمته وتعلمه وعرفته ونعرفه من أمري وأمر المقيم بهذا البلد لصاحب الحق الإمام الذي عرفت إقراري له ونصحي لمن عقد ذمته وأمور إخوانه وأصحابه وولده وأهل بيته المطيعين له على هذا الدين ومخالصته له من الذكور والإناث والصغار والكبار فلا تظهر من ذلك شيئًا قليلًا ولا كثيرًا ولا شيئًا يدل عليه إلا ما أطلقت لك أن تتكلم به أو أطلقه لك صاحب الأمر المقيم بهذا البلد فتعمل في ذلك بأمرنا ولا تتعداه ولا تزيد عليه وليكن ما تعمل عليه قبل العهد وبعده بقولك وفعلك أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وتشهد أن محمدًا عبده ورسوله وتشهد أن الجنة حق وأن النار حق وأن الموت حق وأن البعث حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وتقيم الصلاة لوقتها وتؤتي الزكاة لحقها وتصوم رمضان وتحج البيت الحرام وتجاهد في سبيل الله حق جهاد على ما أمر الله به ورسوله وتوالي أولياء الله وتعادي أعداء الله وتقوم بفرائض الله وسننه وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطاهرين ظاهرًا وباطنًا وعلانية سرًا وجهرًا فإن ذلك يؤكد هذا العهد ولا يهدمه ويثبته ولا يزيله ويقر به ولا يباعده ويشده ولا يضعفه ويوجب ذلك ولا يبطله ويوضحه ولا يعميه كذلك هو الظاهر والباطن وسائر ما جاء به النبييون من ربهم صلوات الله عليهم أجمعين على الشرائط المبينة في هذا العهد جعلت على نفسك الوفاء بذلك قل‏:‏ نعم فيقول المدعو‏:‏ نعم‏.‏

ثم يقول الداعي له‏:‏ والصيانة له بذلك وأداء الأمانة على أن لا تظهر شيئًا أخذ عليك في هذا العهد في حياتنا ولا بعد وفاتنا لا في غضب ولا على حال رضى ولا على رغبة ولا في حال رهبة ولا عند شدة ولا في حال رخاء ولا على طمع ولا على حرمان تلقي الله على الستر لذلك والصيانة له على الشرائط المبينة في هذا العهد وجعلت على نفسك عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن تمنعني وجميع من أسميه لك وأثبته عندك مما تمنع منه نفسك وتنصح لنا ولوليك ولي الله نصحًا ظاهرًا وباطنًا فلا تخن الله ووليه ولا أحدًا من إخواننا وأوليائنا ومن تعلم أنه منا بسبب في أهل ولا مال ولا رأي ولا عهد ولا عقد تتأول عليه بما يبطله فإن فعلت شيئًا من ذلك وأنت تعلم أنك قد خالفته وأنت على ذكر منه فأنت بريء من الله خالق السموات والأرض الذي سوى خلقك وألف تركيبك وأحسن إليك في دينك ودنياك وآخرتك وتبرًا من رسله الأولين والآخرين وملائكته المقربين الكروبيين والروحانيين والكلمات التامات والسبع المثاني والقرآن العظيم وتبرأ من التوراة والإنجيل والزبور والذكر الحكيم ومن كل دين ارتضاه الله في مقدم الدار الآخرة ومن كل عبد رضي الله عنه وأنت خارج من حزب الله وحزب أوليائه وخذلك الله خذلانًا بينًا يعجل لك بذلك النعمة والعقوبة والمصير إلى نار جهنم التي ليس لله فيها رحمة وأنت بريء من حول الله وقوته وملجأ إلى حول نفسك وقوتك وعليك لعنة الله التي لعن الله بها إبليس وحرم عليه بها الجنة وخلده في النار إن خالفت شيئًا من ذلك ولقيت الله يوم تلقاه وهو عليك غضبان ولله عليك أن تحج إلى بيته الحرام ثلاثين حجة حجًا واجبًا ماشيًا حافيًا لا يقبل الله منك إلا الوفاء بذلك وكل ما تملك في الوقت الذي تخالفه فيه فهو صدقة على الفقراء والمساكين الذين لا رحم بينك وبينهم لا يأجرك الله عليه ولا يدخل عليك بذلك منفعة وكل مملوك لك من ذكر وأنثى في ملكك أو تستفيده إلى وقت وفاتك إن خالفت شيئًا من ذلك فهم أحرار لوجه الله عز وجل وكل امرأة لك أو تتزوجها إلى وقت وفاتك إن خالفت شيئًا من ذلك فهن طوالق ثلاثًا بتة طلاق الحرج لا مثوبة لك ولا خيار ولا رجعة ولا مشيئة وكل ما كان لك من أهل ومال وغيرهما فهو عليك حرام وكل ظهار فهو لازم لك وأنا المستخلف لك لإمامك وحجتك وأنت الحالف لهما وإن نوت أو عقدت أو أضمرت خلاف ما أحملك عليه وأحلفك به فهذه اليمين من أولها إلى آخرها مجددة عليك لازمة لك لا يقبل الله منك إلا الوفاء بها والقيام بما عاهدت بيني وبينك‏.‏

قل‏:‏ نعم فيقول‏:‏ نعم ولهم مع ذلك وصايا كثيرة أضربنا عنها خشية الإطالة وفيما ذكرناه كفاية لمن عقل‏.‏

الدواوين وكانت دواوين الدولة الفاطمية لما قدم المعز لدين الله إلى مصر ونزل بقصره في القاهرة محلها بدار الإمارة من جوار الجامع الطولوني‏.‏

فلما مات المعز وقلد العزيز بالله الوزارة ليعقوب بن كلس نقل الدواوين إلى داره فلما مات يعقوب نقلها العزيز بعد موته إلى القصر فلم تزل به إلى أن استبد الأفضل بن أمير الجيوش وعمر دار الملك بمصر فنقل إليها الدواوين فلما قتل عادت من بعده إلى القصر وما زالت هناك حتى زالت الدولة‏.‏قال في كتاب الذخائر والتحف‏:‏ وحدثني من أثق به قال‏:‏ كنت بالقاهرة يومًا من شهور سنة تسع وخمسين وأربعمائة وقد استفحل أمر المارقين وقويت شوكتهم وامتدت أيديهم إلى أخذ الذخائر المصونة في قصر السلطان بغير أمره فرأيت وقد دخل من باب الديلم أحد أبواب القصور المعمورة الزاهرة المعروف بتاج الملوك شادي وفخر العرب علي بن ناصر الدولة بن حمدان ورضي الدولة بن رضي الدولة وأمير الأمراء بحتكين ابن بسكتكين وأمير العرب بن كيغلغ والأعز بن سنان وعدة من الأمراء أصحابهم البغداديين وغيرهم وصاروا في الإيوان الصغير فوقفوا عند ديوان الشام لكثرة عددهم وجماعتهم وكان معهم أحد الفراشين المستخدمين برسم القصور المعمورة فدخلوا إلى حيث كان الديوان النظري في الديوان المذكور وصحبتهم فعلة وانتهوا إلى حائط مجير فأمروا الفعلة بكشف الجير عنه فظهرت حنية باب مسدود فأمروا بهدمه فتوصلوا منه إلى خزانة ذكر أنها عزيزية من أيام العزيز بالله فوجدوا فيها من السلاح ما يروق الناظر ومن الرماح العزيزية المطلية أسنتها بالذهب ذات مهارك فضة مجراة بسواد ممسوح وفضة بياض ثقيلة الوزن عدة رزم أعوادها من الزان الجيد ومن السيوف المجوهرة النصول ومن النشاب الخلنجي وغيره ومن الدرق اللمطي والجحف التيني وغير ذلك ومن الدروع المكلل سلاح بعضها والمحلى بعضها بالفضة المركبة عليه ومن التخافيف والجواشن والكراعيدات الملبسة ديباجًا المكوكبة بكواكب فضة وغير ذلك مما ذكر أن قيمته تزيد على عشرين أفل دينار فحملوا جميع ذلك بعد صلاة المغرب‏.‏

ولقد شاهدت بعض حواشيهم وركابياتهم يكسرون الرماح ويتلفون بذلك أعوادها الزان ليأخذوا المهارك الفضة ومنهم من يجعل ذلك في سراويله وعمامته وجيبه ومنهم من يستوهب من صاحب السيف الثمين وكان فيها من الرماح الطول الخطية السمر الجياد عدة حملوا منها ما قدروا عليه وبقي منها ما كسره الركابية ومن يجري مجراهم كانوا يبيعونه للمغازليين ولصناع المرادن حتى كثر هذا الصنف بالقاهرة ولم تعترضهم الدولة ولا التفتت إلى قدر ذلك ولا احتفلت به وجعلته هو وغيره فداء لأموال المسلمين وحفظًا لما في منازلهم‏.‏

ديوان المجلس قال ابن الطوير‏:‏ ديوان المجلس هو أصل الدواوين قديمًا وفيه علوم الدولة بأجمعها وفيه عدة كتاب ولكل واحد مجلس مفرد وعنده معين أو معينان وصاحب هذا الديوان هو المتحدث في الإقطاعات ويلحق بديوان النظر ويخلع عليه وينشأ له السجل وله المرتبة والمسند والدواة والحاجب إلى غير ذلك‏.‏

قال‏:‏ ذكر خدمهم الخاصة المتصلة بهم فأولها دفتر المجلس وصاحبه من الأستاذين المحنكين ثم يتولاه أجل كتاب الدولة ممن يكون مترشحًا لرأس الدواوين ويتضمن ذلك الدفتر وله مكان ديوان بالقصر الباطن من الإنعام في العطايا والظاهر من الرسوم المعروفة في غرة السنة والضحايا والمرتب من الكسوات للأولاد والأقارب والجهات وأرباب الرتب على اختلاف الطبقات وما يرد من ملوك الدنيا من التحف والهدايا وما يرسل إليهم من الملاطفات ومقادير الصلات للمترسلين بالمكاتبات وما يخرج من الأكفان لمن يموت من أرباب الجهات المحترمات ثم يضبط ما ينفق في الدولة من المهمات ليعلم ما بين كل سنة من التفاوت فالصرة المنعم بها في أول العام من الدنانير والرباعية والقراريط تقرب من ثلاثة آلاف دينار وثمن الضحايا يقرب من ألفي دينار وما ينفق في دار الفطرة فيما يفرق على الناس سبعة آلاف دينار وما ينفق في دار الطراز للاستعمالات الخاص وغيرها في كل سنة عشرة آلاف دينار وما ينفق في مهم فتح الخليج غير المطاعم ألفا دينار وما ينفق في شهر رمضان في سماطه ثلاثة آلاف دينار وما ينفق في سماطي الفطر والنخر أربعة آلاف دينار وهذا خارج عما يطلق للناس أصنافًا من خزائنه من المآكل والمشارب والمواصلة من الهبات وما تخرج به الخطوط من التشريفات والمسامحات وما يطلق من الأهراء من الغلات حتى لا يفوتهم علم شيء من هذه المطلقات وفي هذه الخدمة كاتب مستقل بين يدي صاحب ديوانه الأصلي ومعه كاتبان آخران لتنزيل ذلك في الدفتر والدفتر عبارة عن جرائد مسطوحات ينزل ذلك فيها في أوقاته من غير فوات‏.‏

قال‏:‏ وإذا انقضى عيد النحر من كل سنة تقدم بعمل الاستيمار لتلك السنة تمام ذي الحجة منها فيجتمع كتاب ديوان الرواتب عند متوليه وتحمل العروض إليه فإذا تحررت نسخة التحرير‏:‏ بيضت بعد أن يستدعي من المجلس أوراق بالإدرار الذي يقبض بغير حرج وفي الإدرار ما هو مستقر بالوجهين فيضاف هذا المبلغ بجهاته إلى المبالغ المعلومة بديوان الرواتب وجهاتها حتى لا يفوت من الاستيمار شيء من كل ما تقرر شرحه ويعلم مقداره عينًا وورقًا وغلة وغير ذلك فيحرر ذلك كله بأسماء المرتزقين وأولهم‏:‏ الوزير ومن يلوذ به وعلى ذلك إلى أن ينتهي الجميع إلى أرباب الضر فإذا تكمل استدعى له من خزانة الفرش وطاء حرير لشده وشرابة لمسكه إما خضراء أو حمراء ويعمل له صدر من الكلام اللائق بما بعده وهذا كله خارج عن الكسوات المطلقة لأربابها والرسوم المعدة في كل من العطايا الخافية والرسوم وقد انعقد مرة وأنا أتولى ديوان الرواتب على ما مبلغه نيف ومائة ألف دينار أو قريب من مائتي ألف دينار ومن القمح والشعير على عشرة آلاف أردب فإذا فرغ من مسكه في الشرابة حمل إلى صاحب ديوان النظر إن كان وإلا فلصاحب ديوان المجلس ليعرضه على الخليفة إن كان يعني مستبدًا أو الوزير لاستقبال المحرم من السنة الآتية في أوقات معلومة فيتأخر في العرض وربما يستوعب المحرم ليحيط العلم بما فيه فإذا كمل العرض أخرج إلى الديوان وقد شطب على بعضه وكانوا يتحرجون من الإقامات على مال الدولة التي لا أصل لها وعلى غير متوفر وينتجزها أربابها بالمستقبلات على الخلفاء والوزراء وينقص قوم للاستكثار ويزاد قوم للاستحقاق ويصرف قوم ويستخدم آخرون على ما تقتضيه الآراء في ذلك الوقت ثم يسلم لرب هذا الديوان فيحمل الأمر على ما شطب عليه وعلامة الإطلاق خروجه من العرض‏.‏

وقيل‏:‏ إنه عمل مرة في أيام المستنصر بالله فلما استؤذن على عرضه قال‏:‏ هل وقع أحد بما فيه غيرنا قيل له‏:‏ معاذ الله يا مولانا ما تم إنعام إلا لك ولا رزق إلا من الله على يديك فقال‏:‏ ما ينقص به أمرنا ولا خطنا وما صرفناه في دولتنا بإذننا وتقدم إلى ولي الدولة بن جبران كاتب الإنشاء بإمضائه للناس من غير عرض وحمل الأمر على حكمه ووقع عن الخليفة بظاهره‏:‏ الفقر مر المذاق والحاجة تذل الأعناق وحراسة النعم بإدرار الأرزاق فليجروا على رسومهم في الإطلاق ما عندكم ينفد وما عند الله باق‏.
**************************************************

الشيعة فى مصر

المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الرابع ( 148 من 167 )  : " ولما دخل جوهر القائد بعساكر المعز لدين الله إلى مصر وبنى القاهرة أظهر مذهب الشيعة وأذن في جميع المساجد الجامعة وغيرها حيّ على خيرالعمل وأعلن بتفضيل عليّ بن أبي طالب على غيره وجهر بالصلاة عليه وعلى الحسن والحسين وفاطمة الزهراء رضوان اللّه عليهم فشكا إليه جماعة من أهل المسجد الجامع أمر عجوز عمياء تنشد في الطريق فأمر بها فحبست فسر الرعية بذلك ونادوا بذكر الصحابة ونادوا معاوية خال عليّ وخال المؤمنين فأرسل جوهر حين بلغه ذلك رجلًا إلى الجامع فنادى‏:‏ أيها الناس أقلوا القول ودعوا الفضول فإنما حبسنا العجوز صيانة لها فلا ينطقن أحد إلاّحلت به العقوبة الموجعة ثم أطلق العجوز‏.‏
وفي ربيع الأول سنة اثنتين وستين عزر سليمان بن عروة المحتسب جماعة من الصيارفة فشغبوا وصاحوا معاوية خال عليّ بن أبي طالب فهمّ جوهرأن يحرق رحبة الصيارفة لكن خشي على الجامع وأمر الإمام بجامع مصرأن يجهر بالبسملة في الصلاة وكانوا لا يفعلون ذلك وزيد في صلاة الجمعة القنوت في الركعة الثانية وأمر في المواريث بالردّ على ذوي الأرحام وأن لا يرث مع البنت أخ ولاأخت ولاعم ولاجد ولاابن أخ ولاابن عم ولا يرث مع الولد الذكرأوالأنثى إلاّالزوج أو الزوجة والأبوان والجدّة ولا يرث مع الأم الأمن يرث مع الولد وخاطب أبو الطاهر محمد بن أحمد قاضي مصر القائد جوهرًا في بنت وأخ وأنه كان حكم قديمًا للبنت بالنصف وللأخ بالباقي فقال لا أفعل فلما ألح عليه قال‏:‏ يا قاضي هذا عداوة لفاطمة عليها السلام فأمسك أبو الطاهر ولم يراجعه بعد في ذلك وصار صوم شهررمضان والفطر على حساب لهم فأشار الشهود على القاضي أبي الطاهر أن لا يطلب الهلال لأنّ الصوم والفطر على الرؤية قد زال فانقطع طلب الهلال من مصر وصام القاضي وغيره مع القائد جوهر كما يصوم وأفطروا كما يفطر‏.‏
ولما دخل المعز لدين الله إلى مصر ونزل بقصره من القاهرة المعزية أمر في رمضان سنة اثنتين وستين وثلاثمائة فكتب على سائر الأماكن بمدينة مصر خير الناس بعد رسول الله أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام‏.‏
وفي صفر سنة خمس وستين وثلاثمائة جلس عليّ بن النعمان القاضي بجامع القاهرة المعروف بالجامع الأزهر وأملى مختصر أبيه في الفقه عن أهل البيت ويعرف هذا المختصر بالاقتصار وكان جمعًا عظيمًا وأثبت أسماء الحاضرين‏.‏
ولما تولى يعقوب بن كلس الوزارة للعزيز بالله نزاربن المعزرتب في داره العلماء من الأدباء والشعراء والفقهاء والمتكلمين وأجرى لجميعهم الأرزاق وألف كتابًا في الفقه ونصب له مجلسًا وهويوم الثلاثاء يجتمع فيه الفقهاء وجماعةمن المتكلمين وأهل الجدل وتجري بينهم المناظرات وكان يجلس أيضًافي يوم الجمعة فيقرأ مصنفاته على الناس بنفسه ويحضر عنده القضاة والفقهاء والقراءوالنحاة وأصحاب الحديث ووجوه أهل العلم والشهود فإذا انقضى المجلس من القراءة قام الشعراء لإنشاد مدائحهم فيه وجعل للفقهاء في شهر رمضان الأطعمة وألف كتابًا في الفقه يتضمن ما سمعه من المعز لدين اللّه ومن ابنه العزيز باللّه وهومبوّب على أبواب الفقه يكون قدره مثل نصف صحيح البخاريّ ملكته ووقفت عليه وهو يشتمل على فقه الطائفة الإسماعيلية وكان يجلس لقراءةهذا الكتاب على الناس بنفسه وبين يديه خواص الناس وعوامّهم وسائر الفقهاء والقضاة والأدباء وأفتى الناس به ودرّسوا فيه بالجامع العتيق وأجرى العزيز باللّه لجماعة من الفقهاء يحضرون مجلس الوزير ويلازمونه أرزاقًا تكفيهم في كلّ شهر وأمر لهم ببناء دار إلى جانب الجامع الأزهر فإذا كان يوم الجمعة تحلقوا فيه بعد الصلاة إلى أن تُصلّى صلاة العصر وكان لهم من مال الوزير أيضًا صلة في كلّ سنة وعدّتهم خمسةو ثلاثون رجلًا وخلع عليهم العزيزبالله في يوم عيد الفطر وحملهم على بغال‏.‏
وفي سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة أمر العزيزبن المعز بقطع صلاة التراويح من جميع البلادالمصرية‏.‏
وفي سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ضرب رجل بمصر وطيف به المدينة من أجل أنه وجد عنده كتاب الموطأ لمالك بن أنس رحمه الله‏.‏
وفي شهر ربيع الأوّل سنة خمس وثمانين وثلاثمائة جلس القاضي محمد بن النعمان على كرسي بالقصر في القاهرة لقراءة علوم أهل البيت على الرسم المتقدّم له ولأخيه بمصر ولأبيه بالمغرب فمات في الزحمة أحدعشررجلًا‏.‏
وفي جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة قبض على رجل من أهل الشام سُئل عن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فقال لا أعرفه فاعتقله قاضي القضاة الحسن بن النعمان قاضي أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله على القاهرة المعزية ومصروالشامات والحرمين والمغرب وبعث إليه وهوفي السجن أربعة من الشهودوسألوه فأقرّ بالنبيّ وأنه نبيّ مرسل وسُئل عن عليّ بن أبي طالب فقال لا أعرفه فأمر قائد القوّاد الحسين بن جوهر بإحضاره فخلا به ورفق في القول له فلم يرجع عن إنكاره معرفة عليّ بن أبي طالب فطولع الحاكم بأمره فأمر بضرب عنقه فضرب عنقه وصلب‏.‏
وفي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة قبض على ثلاثة عشر رجلًا وضربوا وشهروا على الجمال وحبسوا ثلاثة أيام من أجل أنهم صلوا صلاة الضحى‏.‏
وفي سنة خمس وتسعين وثلاثمائة قُريء سجل في الجوامع بمصروالقاهرة والجزيرة بأن تلبس النصارى واليهود الغيار والزنار وغيارهم السوادغيار العاصين العباسيين وأن يشّدوا الزنار وفيه وقوع وفحش في حق أبي بكروعمررضي اللّه عنهما وقُرىء سجل آخر فيه منع الناس من أكل الملوخيا المحببة كانت لمعاوية بن أبي سفيان ومنعهم من أكل البقلة المسماة بالجرجير المنسوبة لعائشة رضي اللّه عنها ومن المتوكلية المنسوبة إلى المتوكل والمنع من عجين الخبز بالرجل والمنع من أكل الدلينس ومن ذبح البقر إلا ّذا عاهة ما عدا أيام النحر فإنه يُذبح فيها البقر فقط والوعيد للنخاسين متى باعواعبدًا أوأمة لذميّ وقُريء سجل اَخر بأن يؤذن لصلاة الظهر في أوّل الساعة السابعة ويؤذن لصلاة العصر في أوّل الساعة التاسعة وقُريء أيضًا سجل بالمنع من عمل الفقاع وبيعه في الأسواق لما يؤثر عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه من كراهية شرب الفقاع وضُرب في الطرقات والأسواق بالحرس ونُودي أن لا يدخل أحدالحمام إلاّ بمئزر ولا تكشف امرأة وجهها في طريق ولا خلف جنازة ولا تتبرّج ولا يباع شيء من السمك بغيرقشر ولا يصطاده أحدمن الصيادين وقُبض على جماعة وجدوا في الحمام بغير مئزر فضربوا وشهروا‏.‏
وكتب في صفرمن هذه السنة على سائر المساجد وعلى الجامع العتيق بمصرمن ظاهره وباطنه من جميع جوانبه وعلى أبواب الحوانيت والحجر وعلى المقابر والصحراء سبّ السلف ولعنهم ونُقش ذلك ولوّن بالأصباغ والذهب وعُمل ذلك على أبواب الدوروالقياسر وأكره الناس على ذلك وتسارع الناس إلى الدخول في الدعوة فجلس لهم قاضي القضاة عبدالعزيز بن محمد بن النعمان فقدموا من سائر النواحي والضياع فكان للرجال يوم الأحد وللنساء يوم الأربعاء وللأشراف وذوي الأقدار يوم الثلاثاء وازدحم الناس على الدخول في الدعوة فمات عدّة من الرجال والنساء‏.‏
ولما وصلت قافلة الحاج مرّبهم من سبّ العامّة وبطشهم مالايوصف فإنهم أرادوا حمل الحاج على سبّ السلف فأبوا فحلّ بهم مكروه شديد‏.‏
وفي جمادى الآخرة من هذه السنة فتحت دارالحكمة بالقاهرة وجلس فيها القرّاء وحُملت الكتب إليها من خزائن القصور ودخل الناس إليها وجلس فيها القرّاء والفقهاء والمنجمون والنحاة وأصحاب اللغة والأطباء وحصل فيها من الكتب في سائر العلوم ما لم يُر مثله مجتمعًا وأجرى على من فيها من الخدّام والفقهاء الأرزاق السنية وجُعل فيها ما يُحتاج إليه من الحبروالأقلام والمحابروالورق‏.‏
وفي يوم عاشوراء من سنة ست وتسعين وثلاثمائة كان من اجتماع الناس ما جرت به العادة وأعلن بسب السلف فيه فقُبض على رجل نودي عليه هذا جزاء من سبّ عائشة وزوجها ومعه من الرعاع ما لا يقع عليه حصروهم يسبون السلف فلما تمّ النداء عليه ضرب عنقه استهل شهررجب من هذه السنة بيوم الأربعاء فخرج أمر الحاكم بأمر اللّه أن يؤرّخ بيوم الثلاثاء وفي سنة سبع وتسعين وثلاثمائة قُبض على جماعة ممن يعمل الفقاع ومن السماكين ومن الطباخين وكُبست الحمامات فأخذ عدة ممن وجد بغير مئزر فضرب الجميع لمخالفتهم الأمر وشهروا‏.‏
وفي تاسع ربيع الآخرأمر الحاكم بأمر اللّه بمحو ما كتب على المساجد وغيرها من سبّ السلف وطاف متولي الشرطة وألزم كل أحد بمحو ما كتب على المساجد من ذلك ثم قُريء سجل في ربيع الاَخر سنة تسع وتسعين وثلاثمائة بأن لا يُحمل شيء من النبيذ والمزر ولا يتظاهر به ولا بشيء من الفقاع والدلينس والسمك الذي لاقشرله والترمس العفن وقُريء سجل في رمضان على سائر المنابر بأنه يصوم الصائمون على حسابهم ويفطرون ولايعارض أهل الرؤية فيماهم عليه صائمون ومفطرون صلاة الخمس الدين فبما جاءهم فيها يصلون وصلاة الضحى وصلاة التراويح لا مانع لهم منها‏.‏
ولا هم عنها يدفعون يُخمسُ في التكبير على الجنائز المخمسون ولا يُمنع من التربيع عليها المربِّعون يُؤذن بحيّ على خيرالعمل المؤذنون ولا يُؤذى من بها لا يُؤذنون ولا يُسب أحد من السلف ولا يُحتسب على الواصف فيهم بما وصف والحالف منهم بما حلف لكلّ مسلم مجتهد في دينه اجتهاده وإلى الله ربه معاده عنده كتابه وعليه حسابه‏.‏
وفي صفر سنة أربعمائة شهر جماعة بعدما ضربوا بسبب بيع الفقاع والملوخيا والدلينس والترمس‏.‏
وفي تاسع عشر شهر شوّال أمر الحاكم بأمر الله برفع ما كان يؤخذ من الخمس والزكاة والفطرة والنجوى وأبطل قراءة مجالس الحكمة في القصر وأمر بردّ التثويب في الأذان وأذن للناس في صلاة الضحى وصلاة التراويح وأمر المؤذنين بأسرهم في الأذان بأن لا يقولوا حيّ على خير العمل وأن يقولوا في الأذان للفجر الصلاة خير من النوم ثم أمرفي ثاني عشري ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعمائة بإعادة قول حيّ على خير العمل في الأذان وقطع التثويب وترك قولهم الصلاة خير من النوم ثم أمرفي ثاني عشري ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعمائة بإعادة قول حيّ على خير العمل في الأذان وقطع التثويب وترك قولهم الصلاة خيرمن النوم ومنع من صلاة الضحى وصلاة التراويح وفتح باب الدعوة وأعيدت قراءة المجالس بالقصرعلى ما كانت وكان بين المنع من ذلك والأذن فيه خمسة أشهر وضُرب في جمادى من هذه السنة جماعة وشهروا بسبب بيع الملوخيا والسمك الذي لا قشرله وشرب المسكرات وتتبع السكارى فضيق عليهم‏.
المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الرابع ( 149 من 167 )  : " وفي شوال اعتقل رجل ثم شهر ونودي عليه هذا جزاء من سبّ أبا بكر وعمر ويثير الفتن فاجتمع خلق كثير بباب القصر فاستغاثوا لاطاقة لنا بمخالفة المصريين ولا بمخالفة الحشوية من العوام ولا صبر لنا على ماجرى وكتبوا قصصًا فصرفوا ووعدوا بالمجيء في غد فبات كثير منهم بباب القصر واجتمعوا من الغد فصاحوا وضجوا فخرج إليهم قائد القوّاد غين فنهاهم وأمرهم عن أمير المؤمنين الحاكم بأمر اللّه أن يمضوا إلى معايشهم فانصرفوا إلى قاضي القضاة مالك بن سعيد الفارقيّ وشكوا إليه فتبرّم من ذلك فمضوا وفيهم من يسب السلف ويعرّض بالناس فقَريء سجل في القصربالترحم على السلف من الصحابة والنهي عن الخوض في ذلك وركب مرة فرأى لوحًا على قيسارية فيه سب السلف فأنكره ومازال واقفًا حتى قُلع وضرب بالحرس في سائرطرقات مصر والقاهرة وقريء سجل بتتبع الألواح المنصوبة على سائر أبواب القياسر والحوانيت والحور والخانات والأرباع المشتملة على ذكر الصحابة والسلف الصالح رحمهم الله بالسب واللعن وقَلْعُ ذلك وكسره وتعفية أثره ومحوما على الحيطان من هذه الكتابة وإزالة جميعها من سائر الجهات حتى لا يُرى لها أثر في جدارولا نقش في لوح وحذرفيه من المخالفة وهدّد بالعقوبة ثم انتقض ذلك كله وعاد الأمرإلى ما كان عليه إلى أن قُتل الخليفة الآمربأحكام الله أبوعليّ منصور بن المستعلي باللّه أبي القاسم أحمد بن المستنصر باللّه أبي تميم معدّ‏.‏

وثار أبوعلي أحمد الملقب كتيفات ابن الأفضل شاهنشاه بن أمير الجيوش واستولىعلى الوزارة في سنهّ أربع وعشرين وخمسمائة وسجن الحافظ لدين الله أباالميمون عبدالمجيد بن الأمير أبي القاسم محمد بن الخليفة المستنصر باللّه وأعلن بمذهب الإمامية والدعوة للإمام المنتظر وضرب دراهم نَقشها‏:‏ الله الصمد الإمام محمد‏.‏

ورتب في سنة خمس وعشرين أربعة قضاة اثنان أحدهما إماميّ والآخر إسماعيليّ وإثنان أحدهما مالكيّ والآخر شافعيّ فحكم كل منهما بمذهبه وورثَ على مقتضاه وأسقط ذكر إسماعيل بن جعفر الصادق وأبطل من الأذان حيّ على خير العمل وقولهم محمد وعليّ خير البشر فلما قتل في المحرّم سنة ست وعشرين عادالأمرإلى ما كان عليه من مذهب الإسماعيلية‏.‏

.

 

 

 

 

========================================================================

 

 

 

 

 

Home | 6 آلاف ضريح في مصر | بداية الإحتلال الفاطمى | هل الفاطميون خلفاء ؟ | نهاية الإحتلال الفاطمى | القذافى وبعث الخلافة الفاطمية | طائفة البهرة بقايا الفاطميين | سعر أبريق فرنسي | الفاطميين والإحتفال بالمولد النبوى | New Page 6481 | مشاهير وعظماء وقديسى القبط | الإسلام ورصد النجوم | المقريزى والشيعة | المشهد الحسنى

This site was last updated 03/29/07