Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

قصة إستشهاد القبطى صليب الصامد بيد المسلمين

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

 أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأمير برقوق
ملك ثم خليفة ثم ملك
الأسماء الإسلامية للمماليك
المسلمون يقتلون صليب
البابا غبريال 5 الـ 88
البابا يوحنا11 الـ 89
البابا متاؤس2 الـ90
البابا غبريال6 الـ 91
البابا الأنبا ميخائيل الـ 92
البابا يوحنا12 الـ93
البابا يوحنا 13 الـ 94
البابامتاؤس ال 87

 

 

  ولد صليب فى بلدة هور بالقرب من ملوى وكان أبواه من المسحيين الأقباط خائفى الرب فربياة بالتربية الروحية الحقيقية , وكما كانت أمه ترضعه فأرضعوه أيضاً لبن الإيمان المسيحى , ونمت النعمة فى أعماقه كما كان ينمو فى القامة , وعندما وصل إلى سن الشباب إختارا له زوجه من أقاربهما حسب عادة أهل القرى فى مصر بزواج الولد عنما يبلغ بأحد اقاربه وبالفعل تمت الشعائر الدينية .

وعاش صليب مع زوجته فى بتولية تامة وكان ملاك الرب يحرسهما , وكان كل محبته متجهة إلى محبة الرب يسوع فترك بيته وهام متجولاً فى البرارى والقفار وأنتقل بين الأديرة يزور الكنائس مستمتعاً بالصلوات والتكلم مع النساك والرهبان والقديسين بها , فذهب أبواه وراءه يسألون عنه لرجاعه إلى حياته فى وسطهم وإلى بيته ليعيش حياة العالم , فقيداه بالحديد والسلاسل ليرجعا معهما بدون مقاومة وكم كانت دهشتهما حينما رأيا السلاسل تسقط والأغلال  تنفك وتسقط من ذاتها عن يدية ورجليه , فأدركا أن الرب يسوع يريده واختاره ليحيا فيه فتركاه يحيا الحياة المقدسة التى يريدها .

 

ظهور العذراء أم النور له

ومضى يعيش كما أراد فى أصوام وصلوات مستمرة وفى تقشف وتعبد بلا أنقطاع ليلا ونهاراً , وكانت شفيعته التى يحبها هى السيدة العذراء مريم , وكان يطلب منها أن تهئ له سبيل للأستشهاد على اسم الرب يسوع , وفى احد اليالى ظهرت له فى حلم واعلمته بأن طلبه وتوسله قد اجيب وأن رئيس الملائكة ميخائيل سيقوم بحراسته إلى أن ينال أكليل الشهادة فضاعف قواه الروحيه بالصلوات والصوام بعد هذا الإستعلان السماوى وبعد أن كان ينتقل بين الأديرة فى الصحارى والبرارى أمد تجواله إلى البلاد الآهلة بالسكان , وخلال تجواله بين الناس كان يعلن مسيحيته وإيمانه بالمسيح المصلوب بين المسلمين فغضب عليه حاكم الصعيد وإستدعاه وأخذ يستجوبه , فجهر بإيمانه أمامه , فإغتاظ الحاكم المسلم وأمر بضربه فإنهال عليه جند الإسلام ضرباً وتعييراً , ولكنه ظل ثابتا محتملاً كل العذاب والآلام فى صبر وصمت , وإزداد غضب الحاكم إزاء سكوته فأمر بتقييده بالسلاسل ورجمه مقيده , فرجموه ولكنه لم يمت , لأنه حسب الوعد الإلهى الذى أعطى له من العذراء مريم حفظ الرب روحه بواسطة الملاك ميخائيل , فرموه فى السجن , فكان يقضى الليل فى الصلاة فكانت تظهر له العذراء فى السجن أثناء صلواته وقد بدت أمامه فى نور بهى يفوق فى لمعانه ضوء الشمس وقالت له فى حنان : " أصبر يا صليب ... لأنك ستنال أكليل الشهادة على أسم أبنى الحبيب " وحين ذكر المسجونون هذه الرؤيا من صليب جزعوا وخافوا وفكروا فى اعداد خطة للهرب ولكنه هدأ من روعهم وأبلغهم أن الرؤيا له وأنه لن يصيبهم أى أذى أو ضرر .

 

صليــب فى القاهرة

ومرت أيام على هذا النمط والبار صليب صامد , فحكم القاضى بعد أوامر الحاكم بضربه ورجمه أن يحاكم فى القاهرة فأرسل مقيداً بالسلاسل فى حراسة الشرطة , وسمعت أمه وأخوته بالظلم الواقع علي صليب فركبن جميعاً المركب الذى أركبوه إياه وأصروا على صحبته , وكانوا فى بكاء مستمر من رؤيته وهو فى السلاسل بدون ذنب جناه إلا أنه جاهر بإيمانه المسيحى , فكان يقول لهم : " لا تبكوا على أننى ذاهب للمسيح " وحين عرفوا عزمه وأصراره ودعوه وتركوه بعد أن قالوا له : " سلام لك .. ونرجوا أن تذكرنا عند المسيح إلهنا مبارك هو أسم الرب وليكن الرب معك وليشددك ولتشملك معونة السيدة العذراء إلى أن تكمل سعيك ومشتهاك " ثم تركوه ورجعوا إلى البيت .

وأقلعت المركب .. وكانت رحلة للآلام والضرب الموجع لأن الجنود المكلفين بتسليمه أمرهم القاضى بضربه اثناء الرحلة إلى القاهرة , عاى أن أم النور كانت تشرق عليه بالظهور كل ليلة وكان الملاك ميخائيل ملازما له ويشفى جراحاته , ولما وصلوا إلى القاهرة أخذه الجنود إلى جماعة من الأقباط وطالبوهم بأن يدفعوا لصليب أجرة سفره لأن القديس لم تكن معه أى نقود , ولما عرف الأقباط كل ما جرى دفعوا ألجره بسرور وفرح ثم قاموا بتقديم طعام له ليأكل ووقفوا يخدمونه ويقدمون له كل ما يمكنهم , فإمتلأت نفسه راحه وقال لهم : " لقد تعبتم معى وألاحتم نفسى فأسأل المسيح ربنا أن يعوض تعبكم فى ملكوته الأبدى كما يقضى لكم حاجاتكم فى هذه الدنيا الفانية " .

وبعد ذلك أخذه قائد حرسه إلى شقيقته التى كانت تسكن فى القاهرة وبالرغم من شدة إيمانها بالمسيح إلا أنه غلبها البكاء المستمر لأنها كانت ولا شك تريد أن تراه ولكن ليس فى سلاسل وفى طريقه إلى الإستشهاد على يد جنود الشيطان , وودعها صليب قى صمت تام دون أن يتفوه بكلمة واحدة .

 

صليب على صليب

وأخيراً أخذه قائد حرسه إلى حاكم القاهرة المسلم الذى أخذ يسأل عن إيمانه المسيحى وعما قال أمام حاكم الصعيد , فإمتلأ القديس من الروح القدس وأعترف الإعتراف الحسن معلنا فى جسارة أن إيمانه هو بالمسيح كلمة الإله الذى تجسد ليخلص الناس , وفى اليوم التالى أخذه الحاكم وذهب به إلى السلطان الذى كان جالساً وسط مجموعة من قواده ورجال بلاطه وحرسه , ولم يرهب صليب من قوتهم ولم يتردد عن إعلان إيمانه بالمسيح لهم فهدده السلطان بالتعذيب قائلاً له : " أصغ إلى نصحى , وأترك دين آبائك وأنا أسامحك " فقال له صليب : " أنى أؤمن بالمسيح رباً وإلهاً وأعلن به إيمانى جهاراً " فأرسله السلطان إلى قضاة المسلمين الأربعة ليرى رأيهم ويأخذ فتواهم فلما سمعوا أعترافه الذى أصر علي إعلانه فى الصعيد وامام حاكم القاهرة والسلطان , فحكموا بإعدامه بعد التشهير به حتى يكون عيرة فيخاف الأقباط من إعلان إيمانهم .

ووكلوا بتنفيذ الحكم إلى امير من أمراء المماليك , فأمر هذا المير بإحضار جمل , ثم صلبوا القديس على صليب من خشب وربطوه على ظهر جمل وأخذوه الجنود وطافوا به شوارع القاهرة وأسواقها وهم يعلنون ذنبه أنه أشهر أيمانه بالمسيح , وكان صليب المعلق على الصليب فوق الجمل متهلل الوجه صامتا هادئاً , وكان كل من شاهده يرى نعمة الرب الحالة على وجهه مثل ضوءاً عجيبا , وملأه الروح القدس سلاما مما جعل القبط الذين رأوه يمتلئون فرحا وسلاماً .

وأخيراً وصل إلى ساحة الإعدام فأنزلوه من على الجمل وفكوه من على الصليب وكان زبانية جهنم ينتظرونه فكان السياف الضخم الجثة واقفاً يحمل سيفاً مسلولاً , ولكن شكله ومكان الساحة لم ترهبه ولم يحركاه ساكناً .

وكان القاضى واقفاً على مقربة من السياف فسأله إن كان مستعداً لأن ينجوا من الموت وينكر المسيح علانية ويعتنق الإسلام فأجابه فى هدوء على الفور : " لقد عشت نصرانياً وأموت نصرانياً " فأمر القاضى السياف بأن يقتله .

فإستل السياف سيفه وقطع به راسه فى الساعة السادسة من يوم ألثنين الموافق 3 من كيهك سنة 1229 ش , فنال أكليل الشهادة الذى اشتهاه , وكان يوم أستشهاده هو يوم عيد تذكار دخول السيدة العذراء إلى الهيكل بركة صلاته تكون معنا يآبائى وأخوتى آمين .  

=====================

المرجع

سلسلة تاريخ الأقباط الحلقة الرابعة - كامل صالح نخلة من ص 55 - 59

 

This site was last updated 06/22/14