Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

البابا يوحنـــا 13 البطريرك رقم 94

 صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

 أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأمير برقوق
ملك ثم خليفة ثم ملك
الأسماء الإسلامية للمماليك
المسلمون يقتلون صليب
البابا غبريال 5 الـ 88
البابا يوحنا11 الـ 89
البابا متاؤس2 الـ90
البابا غبريال6 الـ 91
البابا الأنبا ميخائيل الـ 92
البابا يوحنا12 الـ93
البابا يوحنا 13 الـ 94
البابامتاؤس ال 87

 

البابا يوحنـــا 13 البطريرك الــ 94
 

 إجتمع الأراخنة والأساقفة بعد إنقضاء خمسة شهور وخمسة ايام على نياحة البابا ألأنبا يؤنس 12 وأنتخبوا الراهب يوحنا أبن صدفا  كان قبل رسامته محسناً على الجميع بدون إستئناء ويرجع أصله إلى بلدة صدفا من محافظة أسيوط ولم يذكر المؤرخون من أى دير هو وقال القس منسى (1): " أقيم بطريركا فى 15 أمشير سنة 1200 ش التى توافق 1484 م فى عهد الملك الأشرف " وقالت الكاتبة أيريس حبيب المصرى  (2) : " أقيمت الشعائر فى 10 فبراير 1475 م بإسم يؤنس 13 فى حكم الملك قايتباى " 

وقد كان البابا يؤنس يعطى الجميع بلا استثناء وشملت اليهود أيضاً وكان يضع كل ما يأتيه من مال تحت الفرو التى يجلس عليها بدون أن يعرف مقدار المال , ومتى تقدم إليه سائل مد يده وأعطاه ما تمسكه يداه من مال من غير أن ينظر ماذا يعطيه فكان يفعل هذا ولا يبقى عنده مال إطلاقا فقد كان يحسب المال أصل كل الشرور حسب وصية السيد المسيح .

الأقباط فى قبرص

لا يغيب أبداً عن بالنا أن القديس مرقس الرسول الإنجيلى مؤسس الكرسى السكندرى قد حمل البشارة إلى قبرص وكان ملازما لبرنابا قبل حضورة إلى مصر ,  ومنذ ذلك العهد الضارب فى القدم ترسخت العلاقة بين قبرص والكنيسة القبطية .

ولكن المعلومات التى وصلتنا من المؤرخين أو من كتب التاريخ ضئيلة إلى الغاية رغم من أنه لا يخلو كتاب من الكتب القبرصية من ذكرهم , كما أنه ليست لدينا معلومات عن الشعب التابع للكنيسة القبطية هناك هل هم من الأقباط ان من القبارصة ولكن من المعروف أن الأقباط التابعين للكنيسة القبطية فى هذه الجزيرة ظلوا بها لقرون عديدة خاصة الأقباط الذين كانوا يفرون من مصر نتيجة البطش الإسلامى ولكن بفعل الحروب الصليبية وغيرها من العوامل ذابوا مع الطوائف الأخرى عندما أنقطعت صلتهم بالكنيسة القبطيه .

ويذكر جاكوبوس دى فيرونا ( الإيطالى) فيما كتبه عن كنائس فاماجوستا (ميناء قبرص) بأن هناك يعاقبة بينهم (أسم منقرض من الأسماء التى كانت تطلق على الأقباط ) , ولما اعتلى النبا يؤنس 13 السدة المرقسية ألقى خطاباً باباويا موجهاً إلى أساقفته وكان من بينهم : أنبا ميخائيل القبرصى المطران على قبرص ثم على رودس , وكان هذا المطران مرسوماً بيد البابا السكندرى .

ومن مخلفات مكتبة دير أبى يحنس مخطوط مذكور فيه بأن الأنبا يؤنس أهدى إلى الأنبا أبرآم الذى رسمه خلفاً للأنبا ميخائيل كتاب الطب الروحانى .

وحدث أن غزا الأتراك قبرص بعد ذلك بسنوات فقاموا بمذبحة ضد المسيحيين هناك فقاموا بقتل الكثير من الكهنة وكان من ضمن من قتلوهم المطران القبطى .

ويذكر لنا المؤرخ الإيطالى ستيفانودى لوزيتيانو (3) بأن نيقوسيا عاصمة قبرص تزينها القصور والكنائس اليونانية ,, والقبطية .. والقبط يشتركون فى المواكب الكنسية التى كانت تنطم أيام ألعياد السيدية وعيد مار مرقس .. وكنيسة الأقباط تحمل أسم القديس أنطونيوس ,,, والأقباط ليسوا فى نيقوسيا فقط بل أنهم فى الجبال الواقعة فى شمال الجزيرة ولهم دير بإسم الأنبا مكارى الكبير .. ويقع هذا الدير بالقرب من قرية بلاتان الخاصة بالأرض وأغلب الظن أن هذا الدير أصبح فى حيازة الأرمن القاطنين فى تلك المنطقة إذ لا يزال أسمه " سورب ماجار " ( بما معناه دير مكارى ) .. وحينما تم للترك الإستيلاء على الجزيرة قاموا بإحصاء عام وذكروا ضمنه أن الأقباط بين المجموعات المفروض عليها ضرائب .

بابا روما يرسم بطريركا على أثيوبيا

فى هذه الفترة كانت العلاقة بين الكنيسة القبطية والكنيسة الأثيوبية فاترة بل أنها كانت تعتبر مقطوعة وكان السبب هو تتابع غارات ملوك مصر على بلاد أثيوبيا , وكان ملك اثيوبيا فى ذلك الوقت أسمه داود الثانى , لم يجد امامه مفرا لحماية بلاده إلا بعقد حلف مع البرتغاليين لينتصر بهم على الملوك المسلمين الذين يهاجمون بلاده , وكان البرتغاليين وغيرهم من الأوربيين يكتشفون أفريقيا وأرسلوا كثير من مبشرين والرحالة والتجار والطباء وغيرهم إلى هذه القارة المجهولة لديهم , ولما رأى البرتغاليين المملكة الأثيوبية بدون رئيس دينى لأنقطاع الصلات بينهم وبين مصر , حرضوا ملكها على قبول مطران يرسم على أثيوبيا من البرتغاليين المقيمين فى بلاده , وفعلاً طلبوا من الملك الأثيوبى أن يطلب من بابا رومية أن يكرس له مطراناً , وكان إختيارهم قد وقع على برتغالى يعيش فى بلاد أثيوبيا أسمه يوآس برمودز , وفعلاً سافر إلى رومية ورسم مطراناً على أثيوبيا وأطلق عليه بطريرك الإسكندرية .

فتضايق الأقباط والروم من تصرف بابا رومية وأعدوا هذا التصرف تعدياً على سلطاتهم وأنكروا عليه الحق فى رسامة أسقف على كنيسة تابعه لكنيسة أخرى وأبوا الإعتراف بالشخص الذى رسمه .

ومن هذه الحادثة يتضح أن أقوال مؤرخوا الكاثوليك وإدعائهم بأن الكنيسة القبطية كانت فى وقت من الأوقات تابعه لبابا رومية إدعاء خاطئ إذ لو كانت تابعه لما سمى هذا المطران الدخيل بأسم بطريرك الأسكندرية (4) فى الوقت الذى يوجد بطريرك الأسكندرية القبطى فلو كانت الكنيسة القبطية تابعه لبابا روما لكان عزل البطريرك الإسكندرى قبل ان يرسم واحد بنفس الأسم حسب التقليد الكنسى ومخالف لقوانين مجمع نيقية ( المجمع المسكونى الأول)

السلطان قانصوة الغورى

فى أيام حكم الملك او السلطان قانصورة الغورى حضر إلى مصر أميران من أمراء أثيوبيا موفدين من قبل داود الثانى قاصدين زيارة الأراضى المقدسة وكان معهما هدايا ثمينة قدموها إلى قانصوة الغورى , فأحسن إستقبالهما السلطان وأكرمهما كل الإكرام , ثم أعربا عن رغبتهما فى السفر إلى أورشليم للتبرك من زيارة الأراضى المقدسة فسهل لهما سبيل السفر وحمايتهما فى الطريق .

زوار من البندقية .. وحضر إلى مصر زوار من مدينة البندقية (فينسيا) وقد لاقو الترحاب وافكرام من هذا السلطان الكريم .

إعادة الإحتفالات بوفاء النيل .. وفى أثناء فترة حكمة أعاد المصريين الإحتفال بعيد وفاء النيل فعيدوا عيداً شعبيا واسعاً فخرجوا وركبوا السفن والزوارق كما كانوا يفعلون عندما يحسون بالعدل أو شئ من الحرية , وخرج المصريين إلى المتنزهات العامة فى مختلف المناسبات والأعياد , ومن اهم هذه التنزهات جزيرة الروضة _ حيث يوجد المقياس , وكانت فى هذا الوقت مليئة بالزهور العطرة والخمائل الظليلة .. وكانت توجد بركة الرطلى التى كانت متصلة بالخليج الكبير والتى أقيمت على جانبيها أماكن المرح والطرب .

وأنتشر فى هذا الزمان " خيال الظل "

والآثار المتبقية من عصر الغورى تدل على نهضة شملت مصر فى عصرة وأزدهرت : هندسة البناء وزخرفة المبانى وصناعة الترخيم والخزف والهندسة الزراعية وصناعة السفن والأسلحة وقد نال طب العيون عناية خاصة فى ذلك الوقت .(5)

ورغم ان قانصوة الغورى كان عادلاً وحاكما لمصر إلا انه قد ظل مملوكاً فى تصرفاته , أى أنه اتبع سياسة الغدر بمنافسيه , وبكل ما تتسم فيهم الرغبة فى النفوذ ... ومع ذلك فلم بفطن تماماً إلى خطر الزحف التركى حين بدأ على غيران لأنه كان هو نفسه خصماً للشاة , فلو أنه نسى خصومته وتحالف مع الفرس ضد ألتراك لتمكن بهذا التحالف من درء خطر الأتراك الداهم ولكنه ظل قابعاً فى عاصمته .. فإنتصر الأتراك على إيران ثم تحولوا إليه (6)

الفقرة السابقة هى للمؤرخ ألإنجليزى ستانلى بول ولنا تعليق أن الأتراك كانوا أستوطنوا تركيا وأحتكوا بالحضارة الغربية وطوروا جيوشهم بالأسلحة الحديثة (بنادق ومدافع) كما أطلعوا على طرق القتال الغربية فى الوقت الذى كانت جيوش الشرق الوسط تعتمد على السيف والرمح .

تبعية ليبيا للكنيسة القبطية

تضاربت اقوال المؤرخين فى القول بأن المسيحية عند القبائل الليبية قد أنتهت تماماً فى الخمس مدن الغربية أثناء البابا يؤنس السادس ( فى عهد صلاح الدين الأيوبى  ) ولكن بمراجعة ما تبقى من رسائل البابا الأنبا يؤنس 13 الذى كان بطريركاً فى المدة ما بين 1484 م - 1524 م - وفى طرس بركته بالذات الصادر منه فى سنة 1500 م يبين ان هذه المدن كان بها اسقف فى عهده , ولكن اضطر هذا ألأسقف أن يغادر ليبيا حين دخلها العثمانيين وشمال أفريقيا بعد إحتلالهم مصر , وكان اسمه عندما كان اسقفاً قرياقص , ولما ترك أيبروشيته فى ليبيا ورجع إلى مصر أستعاد اسمه الرهبانى وهو ساويرس إلى دير السيدة العذراء الشهير بالسريان حيث قضى هناك البقية الباقية من حياته , وقد أنشغل فى هذه الفترة بوضع الكتب الكنسية التى ما زالت موجودة فى مكتبة الدير (7)

 

هجوم العرب على ديرى الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا وقتل رهبانهم

وفى سنة 1484 م هجم عرب الوجه القبلى على ديرى الأنبا انطونيوس والأنبا بولا وقتلوا جميع من فيهما من الرهبان وظلا الديرين خرابا لمدة 80 سنة وكان فيهما مكتبتان عظيمتان تحتويان على عدد كبير من الكتب القديمة والثمينة فجمعهم العرب وأحرقوهما عن آخرها ولم يبقى فى الديرين إلا ما خفى عن العيون . (8)

وكان العرب القتلة يعيشون فى داخل هاذين الديرين وكانوا إذا أرادوا الطهى والإستدفاء أوقدوا النار فى المخطوطات فاضاعوا كنوز لا يفهمون محتوياتها ولا يدركون قيمتها وقد غطى الدخان المتصاعد من هذه النيران جدران الكنيسة ورسب هباب النار الأسود المتصاعد جدران الكنيسة وغشى الأيقونات الأثرية المرسومة من قرون  وغطتها إلا أن العلم الحديث جاء فى عصرنا إستطاع أن يزيل الغشاء السود الذى احدثة الدخان فأعاد الأيقونات إلى سابق رونقها وعهدها ولكن ضاعت الكتب نهائيا ولا تعليق لنا لأن العرب سبق لهم وحرقوا مكتبة الإسكندرية

ذكر لعمل الأسقف الأنبا ميخائيل أسقف القيس

ولقد قام الأنبا ميخائيل الرابع اسقف القيس بمساعدة البابا فى جهودة فى البناء وقد سعى جهده لجعل مكانة الكنيسة فى مستوى عال وخدم شعبه بتفان وإخلاص . (9)

نياحتـــه

وأستمر البابا يوحنا مجاهداً فى خدمة الكنيسة ورعايتها لمدة أربعين سنة إلا أربعة ايام ووضع كتب فى المسيحية فقد كان عالما بالعلوم الكنسية متضلعاً فيها وقد كتب الكثير من المؤلفات فى طقوس الكنيسة وفى تعاليمها ولو أن هذه الكتب لم تطبع (10)

ثم توفى فى 11 أمشير 1240 ش والتى توافق 1524 م وظل الكرسى المرقسى خاليا بعد نياحته سنة وثمانية أشهر .

============

المراجع

(1) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1983 م ص 462

(2)  أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية الجزء الثالث ص 352

(3) راجع مقال لبورمستر عن القبط فى قبرص (بالإنجليزية) نشره فى مجلة الآثار القبطية المجلد السابع سنة 1941 ص 9- 12

(4) تاريخ الكنيسة القبطية لمنسى القمص ص 602 - 606 -- وراجع ايضا سلسلة تاريخ جمعه كامل صالح نخلة الحلقة الرابعة ص 52

(5) الأشرف قانصوة الغورى لمحمود رزق سليم ص 12 , 14 , 22 وأيريس حبيب المصرى ج3 ص 355

(6) تاريخ مصر فى العصور الوسطى بالإنجليزية لستانلى لاين يول ص 53

(7) سلسلة تاريخ جمعه كامل صالح نخلة الحلقة الرابعة ص 59 - 60

(8)  راجع المرجع السابق  سلسلة تاريخ جمعه كامل صالح نخلة الحلقة الرابعة ص  68

(9) عن مقال القمص ميصائيل كتب عن أقليم المنيا فى العصر القبطى السنة الرابعة العدد الثانى - فبراير سنة 1962 ص 38

(10)  التواريخ - لأبن الراهب ص 243 -- وأيضا راجع المرجع السابق قصة الكنيسة القبطية

This site was last updated 01/02/12