Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

البابا يوحنـــا 11 البطريرك رقم 89

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأمير برقوق
ملك ثم خليفة ثم ملك
الأسماء الإسلامية للمماليك
المسلمون يقتلون صليب
البابا غبريال 5 الـ 88
البابا يوحنا11 الـ 89
البابا متاؤس2 الـ90
البابا غبريال6 الـ 91
البابا الأنبا ميخائيل الـ 92
البابا يوحنا12 الـ93
البابا يوحنا 13 الـ 94
البابامتاؤس ال 87

 

 

قال القس منسى يوحنا (1) عندما خلا الكرسى المرقسى بعد البابا غبريال كان يدير الكنيسة ويسوسها راهب من دير طرة أسمه ميخائيل وكان لهذا الراهب حزب كبير يؤيده لنوال البطريركية ولكن دبرت العناية الإلهية أن يقر مجمع الأساقفة والشعب على انتخاب قبطى اسمه أبا الفرج من القاهرة وكان مشهوراً بالفضيلة والعلم ويقوم بتدريس فى مدرسة قبطية كبيرة ( بالمكس) .

فأقيم أبو الفرج بطريركاً وأطلق عليه اسم البابا يوحنا 11 فى 16 بشنس سنة 1144 ش التى توافق 1428 م فى عهد الملك الشرف أبى النصر برس باى وقد أستمر هذا البابا يقوم بخدمة شعبه بأمانه نحو 24 سنة و  11 شهراً و 28 يوماً  

وقد ذكرت الكاتبة النابغة ايريس حبيب المصرى (2) أن اسمه هو القس الأسعد ابى الفرج كاهن كنيسة القديس مرقوريوس (ابى سيفين ) وقد كان أحد الذين اشتركوا فى الشعائر المقدسة الخاصة برسامة البطريرك الأنطاكى وقالت انه رسم فى 11 مايو سنة 1420 م .

زيـــت الميــــرون

وعندما سمع البطريرك الأنطاكى مار أغناطيوس التاسع (3) ( البطريرك الذى رسم فى فى مصر ) أن الأقباط قرروا رسامة القس الأسعد ابى الفرج بابا لهم قرر هو الاخر أن يجامل هذا القس الذى كان من الذين صلوا أثناء رسامته , ولما وصل البطريرك الأنطاكى إلى مصر لاقاه البابا السكندرى بالمحبة الخوية وقاما البطريركان بالإشتراك فى صلوات القداس الإلهى معاً وكانت فرحه فى قلب الشعب القبطى بمصر بهذه المشاركة الروحية .

وحدث أن قال البطريرك الأنطاكى أنه لم يعد لدي كنيسته ميرون بل أنه حتى خميرة الميرون نفذت من عندهم , إذ نضب ما عنهم من زيت الميرون دون أن يفطنوا لذلك , فإتفق معه البابا المرقسى على الإستراك معاً فى اقامة الشعائر المقدسة الخاصة بالميرون لأعطاءه قدر ما يحتاج إليه .

وفى أحد الشعانين قصد البطريركان إلى كنيسة السيدة العذراء (المعلقة) وصليا معاً بهذا اليوم المقدس وظلا هناك طوال أسبوع الآلام يؤديان صلوات هذا الإسبوع المجيد , وفى الصباح الباكر فى خميس العهد قاموا بصلوات الخاصة بالميرون ثم صلوات اللقان ثم صلوات القداس الإلهى وكان معهم خلال هذا السبوع المقدس ماركيرلس مطران أورشليم , وعند مغادرتهم مصر صحبهم إلى المطرية عدد من الكهنة الأقباط وعدد من الأراخنه حتى مدينة المطرية بعد أن زود البطريرك القبطى اخاه الأنطاكى بالهدايا وأعطاه ما يحتاجه من زيت الميرون .

التعصب الدينى الإسلامى ضد الأقباط

وأمر الملك بعقد مجلس يحضرة قضاة المسلمين الأربعة ويجتمع معهم البابا يؤنس 11 ورؤساء المذاهب اليهودية , وبعد التداول معا قرر القضاة المسلمون أن يجتمع الكل عند شيخ الإسلام الأكبر فذهبوا إلى بيته , وقد قرر على الأقباط واليهود أن يلزموا أنفسهم إلزاماً شرعياً : أنه لا يجدد فى كنيسة ولا فى دير ولا فى قلاية ولا فى صومعة ولا فى بيعة مما هو كائن فى مملكة السلطان بنفسه ولا بمن يستعين به بناء ولا غيره ولا يمم ما خرب أو تعيب من جدرانها وأخشابها وغير ذلك بالألات القديمة ولا غيرها , ولا يدفع لمسلم خمراً ببيع أو بغيره ولا يسقيه له , ومتى خالف ذلك أو شيئاً منه كان جزاءه أن يخرب الشلطان جميع تلك الكنيسة أو الدير أو القلاية أو الصومعة أو البيعة التى يفعل فيها ذلك , وأن يفعل فيه ما يقتضيه رأيه ... " (4)

ثم امر سلطان مصر بأوامر تنفيذ الشريعة ألإسلامية واضاف : " لا يجوز لطبيب قبطى ـو يهودى أن يعالج المسلمين " .. إلا أن عقلاء المسلمين وكبارهم رفضوا أن ينفذوا أمر الملك وأستمروا يلجأون للأطباء الذين يثقون فى مهارتهم بغض النظر عن دينهم , وكذلك طلب ناظر الجـوالى (5) أراخنة القبط وأخذ يدقق فى سؤالهم عما إذا كان فى بيوتهم جاريات مسلمات , وضيق عليهم فى السؤال حتى إضطرهم إلى عرض جواريهم عليه حتى يتأكد بنفسه أنه لا توجد بينهن مسلمات .

كبار القبط يعتنقون الإسلام من أجل المركز والمال والسلطة

فى هذا العصر أعتنق عددا من كبار الموظفين فى الدولة الإسلام نتيجة لضغط رجال الحكم الإسلامى عليهم وبالرغم من جحودهم وإنكارهم لدينهم لم يعاملوا معاملة المسلمين الاخرين كما أن إسلامهم لم يكن واقيا لهم من غضب السلطان إذا ما ثار : فمثلاً كان هناك رجلاً أسمه أبن كاتب المناخ ولى الوزارة عدة مرات .. وذات مرة غضب السلطان عليه فأمر بمصادرة امواله وضربه بالمقارع ضرباً أفضى إلى موته رغم معرفة السلطان بأن هذا الرجل قد خرج على المسيحية " (6)

هدايــــــــــا من ملك أثيوبيا

وأوفد ملك اثيوبيا واسمه درع يعقوب وفد من كبار الشخصيات والمسئولين فى مملكته ومعه عبد الرحمن ( وهو تاجر مسلم معروف فى أثيوبيا) وأحضروا معهم هدايا تتكون من سبعين جارية وطشت وأبريق من ذهب وسيف مذهب ومهماز وعدد من الأوانى الذهبية , وكانوا يحملون خطابا من ملك اثيوبيا إلى سلطان مصر وبعد أن استهل خطابه بالتحيات والمبالغة فى عبارات التكريم قال : .. وقصدنا تجديد ما سبق من العهود من الملوك المتقدمين من بلادكم وبلادنا إتباعاً لآثارهم المشكورة , وقصدنا إعلامكم وذلك بشارة لكم ليكون ذلك العهد مستمراً بلا إنحراف (7)

نقصان النيل

وفى عصر هذا البابا اصاب مصر زلزال ثم لم يوفى النيل بماؤه فى الفيضان فنقصت مياهه وغلت الأسعار وسرى القلق إلى قلب سلطان مصر فأرسل غلى الخليفة يرجوا منه الإبتهال إلى الله ليرفع غضبه ويجعل النيل يفيض , وقام بتوزيع الصدقات والهبات على الفقراء , ولكن النيل بدء فى النقصان أكثر فأكثر , فأرسل السلطان ينادى على الشعب بالصحراء فخرجت جموع المسلمين ومعهم شيوخهم تتزاحم من القضاة والعلماء والمشايخ والرجال والنساء والأطفال , وظل النيل على حاله فى النقصان وأخيرا سمحوا للأقباط بالصلاة معهم , وأستمروا عدة أيام فى صلاتهم وأخيراً تعطف الرب عليهم وأستجاب لدموعهم وإبتهالاتهم , والعجيب أن النيل بدأ يتزايد فى شهر توت وهو الشهر الذى يبلغ فيه الفيضان نهايته , ثم تفشى وباء .

 

ملوك الفرنجة ومقاومة الإسلام - فشل الوحدة الدينية بسبب روما

حاول ملوك الفرنجة وملك القسطنطينية أن يوحدوا جهودهم لحماية بلادهم من الغزو الإسلامى , ورأوا أن بداية هذه الفكرة هو بزوال الخلاف الدينى فيما بينهم وإيجاد أساس من الإتحاد الدينى بين مسيحى الشرق وتتزعمه القسطنطينية والغرب , وبعد تفكير طويل أستقر الرأى على عقد مجمع لمناقشة سبل الإتفاق على الوحدة الدينية وبدأت المفاوضات أولاً فى مدينة بال (بسويسرا) ثم انتقل إلى مدينة فيرارا بإيطاليا , بمدينة فلورنسا بإيطاليا يحضره اسقف رومية وبطريرك القسطنطينية وغيرهم من أساقفة العالم المسيحى فى ذلك الوقت .

وأرسلت الكنيسة القبطية يوحنا رئيس دير الأنبا أنطونيوس  نائباً لها لحضور هذا المجمع العالمى ولكنه وصل فلورنسا متأخراً عقب أنعقاد المجمع وأنتهاءه , وكان نتيجة إنعقاد المجمع هو عودة الإتحاد بين كنيسة القسطنطينية (اليونانية) والكنيسة الرومانية وذهب رؤساء الكنائس عائدين إلى بلادهم على أساس أنهم سيجتمعون مرة أخرى.

وكان لابد من الأب يوحنا مبعوث الكنيسة القبطية بداً من العودة وحصل على قرار من المجمع بقبول الكنيسة القبطية ضمن  ذلك الإتحاد الذى يرجوه كل مسيحى فى جلسة المجمع التالية .. ولكن هذا الإتحاد الذى كان يسعى إليه الحكومات السياسية المتمثلة فى ملك القسطنطينية وملوك الفرنجة لم يتم بسبب تجاوز أسقف رومية حدود الإعتدال فى طلباته فى إتمام هذا الإتحاد .

وقد أذاع مؤرخو الكاثوليك بناء على ما حدث أن الكنيسة القبطية خضعت لأسقف رومية حيناً من الزمن , وأن المقصود من هذا المجمع هو إعادتها إلى الخضوع لسلطانه مرة أخرى  وقالت المؤرخة الإنجليزية مدام بتشر (3) : " ولكنى اقول أنها لو كانت خاضعة له من قبل كما يقولون لما كان عين بطريرك خاضعا له فى أيبروشية الإسكندرية (كما يتم فى سائر البلدان الخاضعة لنفوذه) ذاتها الذى فيها البطريرك القبطى مما يثبت صحة إستقلال الأقباط وعدم خضوعهم , ومع ذلك فإنه لم يكن الغرض من قبول الكنيستين اليونانية والقبطية بالدخول إلى مجمع فلورنسا الخضوع للبابا بل مجرد المصالحة والمسامحة بين الكنائس الشرقية والغربية , ولم يحبط ذلك السعى إلا لما رأى رجال الكنيسة اليونانية والكنيسة القبطية إدعاءات بابا رومية الغربية وطلبه السلطة العليا لنفسه فكان هذا سبب رفض اليونان والكنيسة القبطية شروط ذلك المجمع وإنكارها لما عرضت عليهم وأدركوا القصد من ذلك ألإتحاد " أهـ

نياحته 

تنيح البابا يؤنس 9 بشنس سنة 1168 ش بحارة الروم , ودفن فى دير الخندق وخلا الكرسى مائة يوم ويوما واحداً

====================

المراجع

(1) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1983 م ص 458 - 459

(2) أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية ص 339 - 340

(3) كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الرابع

(4) تاريخ الكنيسة القبطية لمنسى القمص ص 602 .. وأيضا راجع سلسلة تاريخ جمعه الشماس كامل صالح نخلة ص 15 - 17

(5) الجوالى ويعتقد أنها نوع من المدفوعات الشيئية (قمح أو ثياب أو غيرها ) كانت ضريبة مفروضة على الأقباط بالإضافة إلى الجزية وغيرها

(6)  أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية الجزء الثالث ص 245- 346

(7) راجع سلسلة تاريخ جمعه الشماس كامل صالح نخلة ( الحلقة الرابعة ) ص 10 - 41

This site was last updated 01/02/12