بعد سنوات من الاهمال واللامبالاة وحصار الباعة الجائلين وزحام السيارات الاجرة والسرفيس تحرر مسجد السلطان قايتباي ـ بمدينة القرين وخرج من عباءة اكتنفته طيلة القرون السابقة وما خلفته السنون باعتباره اهم المعالم الاثرية في العصر المملوكي ليرتدي حلة جديدة قوامها العمل والوعي بقيمة آثارنا الثقافية والدينية والتاريخية فالمسجد يقع علي مساحة‏1800‏ متر منها‏515‏ مترا يشغله المسجد وباقي المساحة خلفه تعتبر حرما طبيعيا كما يحتوي علي صحن يضم منطقة الصلاة والمنبر والقبلة التي يزينها عمودان من المرمر الخالص لايقدران بثمن يعلوها مجموعة من الزخارف والنقوش التي تميز عمارة السلطان قايتباي حيث المأذنة العالية ذات الشكل المميز الذي يتصدر صورة الجنيه المصري كأحد مساجد السلطان قايتباي‏.‏
ويقول العميد ممدوح طه رئيس مدينة القرين إنه علي الرغم من ان المسجد مسجل ضمن الاثار المصرية والاسلامية منذ عام‏1951‏ وأنه مقيد ضمن المسح الذي اجري للمنطقة عام‏1900‏ ويبرز ايضا بالتصوير الجوي الذي تم عام‏1985‏ فانه قد تعرض للاعتداء من قبل بعض الاشخاص الذين استباحوا حرمته وقاموا باغتصابه وحيازته بل والبناء عليه بشكل سافر نتيجة غياب الرقابة‏.‏ ومع الوقت تحولت ساحته الامامية الي موقف للسيارات يضج بالميكروباص والنصف النقل والتوك توك اخيرا بالاضافة الي الباعة الجائلين الذين تسربوا تدريجيا لخدمة السائقين والركاب ليتحول الي ما يشبه السوق في فوضي غريبة اعتادها الجميع دون ان يبدوا اعتراضا‏,‏ بالاضافة لقيام البعض من أصحاب صناعات صغيرة بتشوين انتاجهم امام وخلف المسجد‏.‏
‏..‏الحال تبدل كثيرا بعد نقل الموقف ورفع الاشغالات حيث عادت للمسجد قدسيته بعدما ظلت ساحته مسرحا لعراك الباعة والسائقين وخلافهم علي الركاب بالاضافة لنداءاتهم وألفاظهم الخارجة التي كانت تصل لاسماع المصلين في طريقهم للمسجد للصلاة‏,‏ وقيام البعض منهم بالتبول علي جدرانه‏.‏