موقف الكنيسة الغربية بقيادة اسقف روما من نفى القديس يوحنا

قبل أن ينفى القديس يوحنا ذهبى الفم بطريرك القسطنطينية أرسل ثلاثة رسائل تحمل نصاً واحداً إلى ثلاثة أساقفة هم : أسقف روما ، وأسقف ميلان ، وأسقف أكويلية ، دون أن يخص أسقف روما شيئاً أو حدثاً دون الأسقفين الآخرين ، وقد رد اسقف روما برسالة للقديس يوحنا وضع فيها كلمات التشجيع على إحتمال الألم مع محاولة السعى لعقد مجمع مسكونى عام لبحث قضية النفى .

وكانت الدولة الرومانية مقسمة بين إمبراطور الغرب هوناريوس وأخيه إمبراطور الشرق أركاديوس الذى كان القديس يوحنا ذهبى الفم هو بطريرك عاصمة الشرق القسطنطينية لهذا لم يتمكن أسقف روما أن يتخذ قراراً منفرداً فموضوع نفى القديس موضوع سياسى دينى كما انه متشعب أيضاً لفروع اخرى منه غضب الملكة وحقد بعض الأساقفة .. ألخ إتبع أسقف روما الطرق القانونية حتى يتم له فى النهاية بحث أمر النفى ، فلم يكن له السلطة ليتخذ قرارا منفرداً ولا حتى بعد عقد مجمع محلى أو حتى مسكونى يجتمع فيه كل أساقفة الغرب بأمر إمبراطور الغرب هوناريوس لأنه يجب إشتراك اساقفة الشرق حتى يطلق عليه إسم مجمع مسكونى وليتم هذا تشاور أسقف روما مع أساقفته وأستقر الرأى أن يطلبوا من إمبراطور الغرب هوناريوس أن يطلب من اخيه  إمبراطور الشرق  أركاديوس عقد مجمع مسكونى لدراسة صحة وقانونية نفى نفى القديس يوحنا ذهبى الفم بطريرك القسطنطينية.

إستصوب الإمبراطور هذه الفكرة فأرسل وفداً من أساقفة وكاهنين وشماس يحملون رسالة إمبراطورية من إمبراطور الغرب هوناريوس يترجى أخيه أركاديوس إمبراطور الشرق الموافقة على عقد مجمع مسكونى .

ولكن حدث أنه بمجرد دخول هذه البعثة لحدود الإمبراطورية الشرقية حتى إعتبر أركاديوس إمبراطور الشرق هذا تدخلاً فى الشئون الداخلية لإمبراطورية الشرق فألقى القبض عل البعثة وأساء معاملتهم وردهم إلى الغرب .. وهنا توقف كل عمل كان يمكن أن يقوم به أسقف روما لصالح القديس  .

 موقف الكنيسة الأنطاكية  

كان موقف الكنيسة الأنطاكية مؤيداً للقديس يوحنا فقد كان يرأس الكنيسة هناك تلميذه الأسقف " القديس نيل السينائى " الذى بعث برسالتين إلى أمبراطور الشرق أركاديوس سجل فيه عتابه الشديد على الظلم الحادث فى مملكته ..

الرسالة الأولى (1) : 

 " كيف تترجى خلاص القسطنطينية من الزلازل المستمرة والصواعق ، ما دامت الجرائم ترتكب بلا عدد فى قسوة تفوق القانون ؟ ! لقد تجرأتم ونفيتم عمود الكنيسة ، ضياء الحق ، بوق المسيح ، الطوباوى يوحنا ألأسقف !

كيف تستطيع أن تطلب منى الصلاة عن المدينة المحطمة بسبب الغضب الإلهى ، فتعيش كل يوم تحت تهديد نيران السماء ، بينما تلتهمنى حمى اليأس ، وأفكارى مضطربة وتفكيرى محطم بسبب أحداث بيزنطة التى تخالف كل القوانين ؟ ! ..

الرسالة الثانية (2) :
" لقد نعوت يوحنا ، أكثر أنوار العالم إشراقاً ، أسقف بيزنطة ، نعيته ظلماً بضعفك الشديد متأثراً بإصرار الساقفة الذين لم يكن لهم التفكير الحق فحرمت الكنيسة الجامعة من تعاليمه التى بلا لو م ! لتعاقبك السماء !! "

**********************

المــــــــــراجع

(1) Epistle II 265 PG 79: 336.

(2) Epistle III 279 PG 79 : 521.

(3) راجع كتاب أبونا تادرس يعقوب عن ذهبى الفم