أيقونة يونانية للقديس يوحنا ذهبى القم

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تاريخ حياة القديس يوحنا ذهبى الفم

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
يوحنا ذهبى الفم للأنبا غريغوريوس
يوحنا يترهبن
يوحنا شماساً وقساً
فترة الأسقفية
نفى يوحنا ونياحتة
ثورة بقيصرية كبادوكية
ذهبى الفم بالقوقاز
رسائل القديس يوحنا
ألامه بالمنفى بالقوقاز
موقف أسقف روما
نياحة القديس يوحنا
أقوال وكتابات يوحنا

 

*** أطلق على يوحنا‏ أسقف القسطنطينية أسم الذهبي‏ ‏الفم‏ ‏أو‏ ‏يوحنا‏ ‏فم الذهب‏ CHRYSOSTOMOS} ‏وهي‏ ‏كلمة‏ ‏يونانية‏ ΧΡΥΣΟΣΤΟΜΟΣ ‏تتألف‏ ‏من‏ ‏مقطعين‏ ‏أو‏ ‏كلمتين‏ CHRYSOS ‏أي‏ (‏الذهب‏) ‏ثم‏ STOMOS ‏الصفة‏ ‏المشتقة‏ ‏من‏ STOMA ‏أي‏ (‏فم‏) وذلك لأن قيمة كلماته تماثل قيمة الذهب المصفى النقى .

*** يطلق عليه أخوتنا السوريين الأنطاكيين ألقاب عديدة فى الليتورجية الخاصة بهم هى : -

 "واعظ المسكونة الأول" الذي "صان عقله نقيا من الأهواء" و "صار مماثلا لله" بعدما امتُحن "بالتجارب كالذهب في النار". وهو "الآلة الملهمة من الله" و "العقل السماوي" و "عمق الحكمة" و "الكارز بالتوبة" و "نموذج المؤمنين" و "الملاك الأرضي والإنسان السماوي". وهو كذلك "خزانة أسرار الكتب" و "اللسان الذي بمحبة بشرية رسم لنا طرق التوبة المتنوعة" وهو أيضا "أبو الأيتام والعون الكلي الحماسة للمظلومين ومعطي البائسين ومطعم الجياع وإصلاح الخطأة وطبيب النفوس الحاذق الكلي المهارة". كل هذه الباقة من الصفات التي قلدت الكنيسة الأنطاكية والسوريين بها هذا القديس العظيم إنما تدل على مكانته المميزة فيها وعلى الدور الهام الذي لعبه في حياتها.  

*** لولا أن الكنيسة القبطية تداركت الخطأ الذى نشأ عن تصرفات شخصية منها ضد يوحنا ذهبى الفم لما أصبح   قديساً فى الكنيسة القبطية حتى ولو كان من عظماء قديسى الكنائس كلها 

*** بينما كان ليبانيوس  Libanius الفيلسوف الوثنى وخطيب عصره فى لحظات حياته الأخيرة (2) إلتف حوله تلاميذه يسألونه عمن يخلفه فتنهد الفيلسوف الوثنى قائلاً : " يوحنا لو لم يسرقة المسيحيين منا "

 

حياة القديس يوحنا فم الذهب إلى خمسة مراحل :
الفترة الأولى من حياة القديس يوحنا ذهبى الفم : ما قبل الرهبنة 347- 370 م

 الجنرال سيكوندس Secundus قائد جيش بالأمبراطورية البيزنطية الشرقية كان يقود المعسكر الرومى فى سوريا Migister Militum ، وقيل أنه كان وثنياً ،تزوج بفتاة إسمها أنثوزا Anthusa كانت من عائلة مسيحية تقية ، وكانت تبلغ السادسة عشرة من العمر ، فأنجبت في البداية إبنة رائعة الجمال لم يذكر المؤرخون اسمها ، وبالرغم من سعادة الجنرال سيكوندس بإبنته إلا أنه أراد أن يُرزق صبياً ذكراً يخلفه في حمل أسم العائلة ويخلفة فى الجيش ويرفع اسمه عالياً بين الأمة، فأنعم الرب عليه بيوحنا.
  يجمع المؤرخين على أنه ولد بين سنة 345 _ 349 م. ثم حدث أن توفى والده بعد مولده. ولما كانت والدته أنثوزا على إيمان عميق جداً. وكانت فى سن العشرين ففضلت البقاء أرملة مع ابنتها وإبنها فلم تتزوج. ثم ماتت الابنة بعد فترة من الزمن، فنذرت أنثوزا نفسها لتربية ابنها يوحنا .
وعاشت أنثوزا أرملة تخدم ابنها والنساء الأرامل وقضت حياتها بينهنَّ كما كانت تقضى إحتياج الفقراء منهن لأنها كانت ذات ثروة واسعة. كما عكفت على ممارسة أفعال التقوى والرحمة. وإختمت إهتماماً خاصاً بتربية ولدها على الأخلاق الحسنة منذ حداثته فقد كان كل أملها فى الحياة ، فتعلم الفضائل المسيحية منها أما تعليمه العلوم العالمية فى ذلك لاوقت فقد كانت العادة جارية بين أغنياء أنطاكيا أن يودعوا اولادهم إلى معلمين وثنيين. فشغف يوحنا بأشعار الأقدمين. ولشدة وَلعه بايقاع الأصوات والأشعار ملأ ذاكرته من أشعار اليونانيين وأقاصيصهم.

اتم يوحنا علومه، في مدرسة ليبانيوس، وبعد إنتهائه من الدراسة أصبح  محامياً ونتيجة لتنشئته الفاضلة أصبح يوحنا محامياً من الطراز الأول، وينهض بأعباء مهمته على أحسن وجه، رافضاً الرشوة، ومدافعاً عن الحق وطالباً للعدالة .

ولما رأى الفيلسوف ليبانيوس الوثنى تضحية أنثوزا  Anthusa أم يوحنا ذهبى الفم لتنشأته طبقاً لتعاليم المسيحية فغرست فيه أصول الفضائل أرضعته لبن الإيمان منذ نعومة أظافرة ، إنكب على دراسة الكتاب المقدس مارس الأصوام والصلوات حينئذ فلم يخفى الفيلسوف ليبانيوس إنبهاره بتربيتها لأبنها فصاح متعجباً قائلاً: " يا لنساء المسيحيين "

ويقول الأستاذ ملاك لوقا (3) : " فليس للأم تأثير أعظم من أن يقاس ، فمن ذا الذى يستطيع أن يقيس هذا التأثير طولاً وعرضاً ، سواء أكان هذا التأثير للخير أم للشر ، للإله أم للشيطان ، للسماء أم للجحيم ، للفرح أم للحزن ، للقوة أم للضعف ، قبل أن يولد الطفل فإنه يعيش بفضل يدها المرشدة الهادية "

ويمكننا أن نـتأمل الآية القائلة : "ولما جاء ملئ الزمان أرسل الرب الإله إبنه مولوداً من إمرأة " ولا شك أن العذراء مريم هى الملكة الفاضلة التى أتى منها المسيح وأستحقت أن يولد منها السيد المسيح بالجسد وأطلق عليها أم الكلمة المتجسدة هذه هى الأم بل انه مثال الأمومة الفاضلة .

وأراد يوحنا أن يخرج للصحراء للتعبد والصلاة والتأمل. إلا أن أمه طلبت منه أن يؤجل هذا حتى ترقد بالرب إذ لم يكن لها معيل غيره. فرضخ لطلبها، ويقول القديس في هذا الصدد: "ما كدنا -هو وباسيليوس- نبدأ بتنفيذ ما رمنا حتى تدخلت أمي، المحبوبة جداً، ضد المشروع. لقد أمسكت بيدي وقادتني إلى غرفتها الخاصة. وأجلستني، وجسلت قربي، على الفراش ذاته حيث شاهدتُ النور لأول مرة. وهنا فاضت دموعها وكانت زفراتها تقطع نياط قلبي وعباراتها العذبة الحنونة تمعن في التقطيع... ومما قالته لي: انتظر فراقي لهذا العالم، ربما يكون قريباً. لقد بلغت سناً لا يُنتظر معه إلا الموت. وعندما تعيدني إلى التراب، وتجمعني إلى أبيك، اذهب حيث تشاء؛ سافر إلى البعيد البعيد، إرم بنفسك في لجة اختيارك فعندئذ ليس من يمنعك. ولكن طالما أمك تتنفس وتتألم لا تتركها ولا تغضب الرب إلهك إذ تلقيني بلا مبرّر وبلا فائدة في لجج من الآلام أنا التي لم أصنع لك شراً. وتابعت: يا بني إذا استطعت أن تنسب لي أني أزيد همومك الحياتية فأنت حرّ من شرائع الطبيعة. دُسها برجليك ولا تأخذ بعين الاعتبار شيئاً واهرب مني كعدوة تنصب لك الكمين... إذا كنتُ صنعتُ بك شراً!!". وكان هذا الحادث بمثابة نقطة الثقل في حياته. من الأكيد الحصول على الطهارة المسيحية يفرض الهرب من العالم. هذه النجوة هي الطريق الأقصر نحو القداسة. ولكنه الذي يدوس برجليه كائناً إنسانياً -إذ يهرب من العالم- فإنه يسدّ على نفسه طريق القداسة إلى الأبد. ولكنه جعل من غرفته في المنزل قلاّية. وعاش حياة الراهب والابن في الوقت نفسه. فتقشف وكرس وقته للصلاة.
**************************

المــــــــــراجع

(1) محاضرة للمطران يوحنا يازجي - ليون انتيباس – قنشرين

(2) ليبانيوس Libanius فيلسوف وثنى سوفسطائى ولد فى أنطاكية سنة 315 م

(3) كتاب القديس يوحنا ذهبى الفم ، القديسة الشهيدة مارينا - مكتبة المحبة  - 1998م  - بقلم ملاك لوقا ، قام بكتابة العشرات من الكتيبات الصغيرة عن حياة القديسين وغيرها التى يقدر على شرائها متوسطى الدخل مما أثرت فى نفوس الشباب وفى نشر المعرفة المسيحية فى مدارس الأحد بالكنيسة القبطية والكاتب له تاريخ طويل فى خدمة الكنيسة

(4) سيرة القديس ذهبى الفم وصلت إلينا عن طريق بلاديوس أسقف هيلينوبوليس  Palladius of Helenopolis ويعد بلاديوس أشهر مؤرخ للرهبنة فى مصر حيث ألف كتاب " تاريخ الرهبنة فى مصر " The History of the monks in Egypt .

وقد ولد الأسقف القديس بلاديوس أسقف هيلينوبوليس فى غلاطية سنة 364م وفى عام 388م زار مصر وتعرف على الكثير من الرهبان وإلتقى بالقديس مكاريوس الكبير عاو 390م

(5) فم الذهب أو ذهبى الفم فى اليونانية Chrysostom - وبالإنجليزية Golden Mouthed - وبالفرنسية Bouche D or

(6) راجع كتاب أبونا تادرس يعقوب عن ذهبى الفم

(7) راجع كتاب أقوال الآباء وكتاراتهم للقمص تادرس يعقوب الملطى

مـــراجع أخرى للبحث

* القديس يوحنا - القمص تادرس يعقوب 

 * كتاب القديس يوحنا الذهبي الفم لـ لأب فيرجبيل جيورجيو
* الأقمار الثلاثة وآباء القرون الأربعة الأولى لـ إيما غريب خوري
* كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى الدكتورأسد رستم
* يوحنا‏ ‏الذهبي‏ ‏الفم بقلم‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس [1], [2], [3]
* في توبة أهل نينوى للقدّيس يوحنا الذهبي الفم [4]

(8)  تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1983 م
 

This site was last updated 12/19/11