Home Up أقباط أبطال حرب أكتوبر الضربة الجوية كيبور يوم الغفران ذكرى الغفران العبور الثغرة وأحتلال غرب القناة خط بارليف الآراء داخل القيادة بداية التفاوض المفاوضات أسرى إسرائيليون الفنانين على الجبهة المخابرات وحرب أكتوبر الإستعداد والحرب والإنتصار نشأة مبارك والسادات والجمصى الصول وصائد الدبابات إغلاق باب المندب محادثات الكيلو 101 معاهدة كامب ديفيد كامب ديفيد أهم الشخصيات فى أكتوبر أهم أحداث أكتوبر المشير الجمسى قطع البترول عن الدول هل إيلات مصرية؟ حائط الصواريخ توقف القتال | | جريدة الأهرام 16/10/2007م السنة 132 العدد 44143 عن مقالة بعنوان [ الحقائق الغائبة في مسيرة الجنرال المحترم! ] كتب : حسين فتح الله المشير محمد عبد الغني الجمسي هو أحد القادة العظام الذين صنعوا نصر أكتوبر, وهو أحد القيادات التي يعترف بقدراتها الفذة الأعداء قبل الأصدقاء, ففي إسرائيل وصفوه بالجنرال النحيف المخيف, وبعض المحللين قالوا انه إذا كان روميل ثعلب الصحراء فإن الجمسي هو الأمكر والأدهي فالأول حارب في ميدان مفتوح في ملعب يتسع لكل المناورات وللكر والفر, أما الجمسي ورفاقه فقد طلب منهم أن يضربوا في حائط أعد لمقاومة قنبلة ذرية( خط بارليف) الذي أجمع العسكريون قبل الحرب علي أنه لا يمكن اختراقه بأي حال من الأحوال. ليس أدل علي دهاء الجمسي أكثر من احتفاظه بالخطة العسكرية لحرب أكتوبر في كراسة عادية من كراريس المدارس مكتوبة بقلم الرصاص حتي لا يلفت الأنظار. كان مطلوبا من هذا الضابط العبقري أن يحدد أفضل توقيت للحرب وأنسب الأيام وحدد الرجل شهر أكتوبر بالذات لأن إسرائيل كانت فيه أقل استعدادا للحرب حيث يشهد ثلاثة أعياد هي يوم كيبور وعيد المظلات وعيد التوراة أما اختيار يوم6 أكتوبر فلأنه اليوم الوحيد الذي تتوقف فيه الإذاعة والتليفزيون كجزء من تقاليد يوم كيبور أو عيد الغفران وبالتالي فإن علي الإسرائيليين ـ في حال نشوب الحرب في هذا اليوم ـ أن يستخدموا وسائل أخري غير الإذاعة لاستدعاء الاحتياطي الأمر الذي يتطلب وقتا أطول يتيح للقوات المصرية تحقيق المفاجأة واقتحام قناة السويس. درس الجمسي حتي تيارات المياه في القناة وأوقات المد والجزر, حتي يسهل علي قواتنا العبور في زمن قياسي باستخدام أفضل لهذه الظاهرة الطبيعية, حدد الرجل موعد الضربة في عز الظهر وهو ما يخالف ما اعتادت عليه جيوش العالم من بدء الهجوم عند أول أو في آخر ضوء للنهار. هذه التفاصيل الصغيرة توضح مدي الدقة والوعي الذي كان يتمتع به الجمسي فما بالنا بكل تفصيلة أخري خاصة بالمعركة والتي تقع في المقام الأول علي مسئولية هيئة عمليات القوات المسلحة التي كان يرأسها في ذلك الوقت. لقد كان الجمسي دائما وخلال رحلته الطويلة والشاقة التي خاض خلالها كل الحروب المصرية الإسرائيلية مثالا للجدية والانضباط والحرفية العسكرية التي تعتمد علي العلم في الوصول إلي أقصي معدلات الكفاءة في أداء القوات المسلحة. وحتي بعد انتهاء الحرب كان للرجل دوره في معركة السلام التي دافع خلالها عن حقوق مصر في كامل ترابها في المباحثات الشهيرة المعروفة باسم الكيلو101 وما تلاها. وهكذا لا يمكن لأحد أن يستغرب أبدا تصدي الكتاب والمحللين عسكريين ومدنيين للحديث عن هذا المشير العبقري النحيف حين تسنح أي مناسبة لذلك والدافع لدي كل من يكتب ـ تقريبا ـ هو الحب والتقدير لهذا الرجل الفذ. ومع ذلك قد يقع البعض في مصيدة الأخطاء التاريخية التي تعالج معلومات تتصل بمسيرة الرجال العظام نظرا لتعدد المصادر التي تتفاوت جديتها في التناول, أو تلك التي تري أنه ليس من الضروري بذل الكثير من المشقة في الحصول علي تفاصيل خاصة بهذه المسيرة مادام أن الحديث عن الرجل العظيم سيتناول أعماله في المقام الأول, وليس ما يخصه علي الصعيد الشخصي. حدث ذلك في مقال قرأته أخيرا عن الجنرال النحيف المخيف والذي تضمن مجموعة من الأخطاء التي تستحق التصويب. وعلي سبيل المثال ذكر الكاتب أن المشير الجمسي نشأ طفلا في رعاية جدته وأن له(12) أخا وأختا والحقيقة أن الجمسي كان له(5) أشقاء فقط وأنه لم ير جدته تقريبا لوفاتها وهو صغير السن, وقد نشأ الرجل ـ في الحقيقة ـ في رعاية وكنف والده الذي توفي حيث كان الجمسي وقتها برتبة اللواء وعمره46 عاما في سنة1976 ذكر المقال أيضا أن الجمسي نشأ في أسرة فقيرة وعلي الرغم من أن الفقر ليس عيبا, إلا أن الأمانة تقتضي التأكيد أن أسرته كانت ميسورة الحال لأن والده كان من أعيان المنوفية وخلال حياته أوقف نحو30 فدانا للأعمال الخيرية. وثمة خطأ آخر وقع فيه الكاتب عندما أرجع سبب دخول الجمسي للكلية الحربية لحزب الوفد الذي فتح أبواب الكليات العسكرية أمام الطبقات الفقيرة وهو أمر لا يمت للحقيقة بصلة لأن الالتحاق بهذه الكليات كان مقصورا علي أبناء المصريين ميسوري الحال كما أن قرية البتانون التي ينتمي إليها الجمسي ليست ـ كما قال الكاتب ـ مشهورة بتجارة الذهب والخشب فذلك لم يعرف عنها في أي وقت. هذه بعض الحقائق التي ينبغي الإشارة إليها ونحن نتحدث عن قائد عسكري عظيم وهذا حقه علينا علي الأقل في أن نبذل الكثير من الجهد للوقوف علي الحقيقة خاصة اننا لا نشك لحظة في أن الكاتب انطلق من قاعدة الحب والاحترام والتقدير لهذه الشخصية النادرة. |