Home Up أقباط أبطال حرب أكتوبر الضربة الجوية كيبور يوم الغفران ذكرى الغفران العبور الثغرة وأحتلال غرب القناة خط بارليف الآراء داخل القيادة بداية التفاوض المفاوضات أسرى إسرائيليون الفنانين على الجبهة المخابرات وحرب أكتوبر الإستعداد والحرب والإنتصار نشأة مبارك والسادات والجمصى الصول وصائد الدبابات إغلاق باب المندب محادثات الكيلو 101 معاهدة كامب ديفيد كامب ديفيد أهم الشخصيات فى أكتوبر أهم أحداث أكتوبر المشير الجمسى قطع البترول عن الدول هل إيلات مصرية؟ حائط الصواريخ توقف القتال | | كل خريف, عندما تقترب الأيام المقدسة, يجد يوسي هاريل صعوبة في الهروب من ذكريات الأيام الثلاثة الأولي الجحيمية لحرب يوم كيبور في أكتوبر73. مضي25 عاما, لكن هاريل,50 عاما بلحيته الرمادية ونظارته الكبيرة وطاقيته المحبوكة, يتذكر بداية الحرب كما لو أنها البارحة. يجلس بوكالته اليهودية المتواضعة لمكتب إسرائيل كمدير لوحدة التعليم الثقافي اليهودي والاوليبانيم ـ دراسة مكثفة للعبرية ـ يقص هاريل قصة البطولة والتصميم والطاليت( شال الصلاة) الذي ساعد في إنقاذ وحدة ممزقة ضلت في صحراء سيناء. عندما بدأت الحرب كان معظم الإسرائيليين بالمنزل أو المعبد يوم6 أكتوبر1973. عندما بدأت الضربة الأولي, كان هاريل علي خط الجبهة كسرجنت بموقع علي قناة السويس كان يعرف خط بارليف المقابل لمصر. هاريل طالب الجامعة حينئذ, وواحد من436 جنديا بخط بارليف علي طول القناة بطول110 أميال. كان هناك ثلاث دبابات وسبع بطاريات مدفعية فقط علي الجانب الإسرائيلي التي كانت ستواجه آلافا من القوات وقطع المدفعية ودبابات الصواريخ المصرية. وحدته الاحتياطية كتيبة68 مشاة استدعت للخدمة قبل عيد رأس السنة اليهودية( روش هاشاناة). ارسل هاريل خطابا لموشي ديان وزير الدفاع حينئذ معترضا علي الاستدعاء, حيث إن الوحدة تخدم منذ عيد الفصح. ديان رد بتسريح أكبر عدد ممكن من الرجال للأجازة. هاريل يقول إن استجابة ديان برهنت أن جبهة الوطن كانت غافلة عن المخاطر المستترة ليلة الحرب بالرغم من عدد كبير من إشارات التحذير التي لم ينتبه إليها. كان الجنود بمواقع خط بارليف يتابعون التحركات علي الجانب المصري, أرسلت الكتيبة68 عدة تقارير عن حركات ميكانيكية ومشاهد لقوات مصرية يشتبه أنهم يلبسون الخوذ. يقول هاريل( لا أحد منا يعرف أن المصريين كانوا يجهزون لحرب شاملة, لكن لم نفهم لماذا لم يكن هناك رد فعل علي تقاريرنا لما كان يحدث علي الجانب الآخر). علي الجانب الإسرائيلي, استعد الجنود الذين بقوا ليوم كيبور لأقدس الأيام في الأجندة اليهودية. هاريل الأورثوذوكسي قرر أن يبقي في موقع ميلانو علي أن تكون أجازته مع زوجته وابنيه الصغيرين في عيد المظلات. قليل من طلبة المدرسة التلمودية غير المجندين اتوا ليساعدوا في اكمال صلاة الجماعة( صلاة المنيان). يوم كيبور بدأ ليلة الجمعة, اقام المجندون صلاة كل النذور ـ صلاة يهودية( كل ندر).بعد الظهر بينما يستريح الجنود اثناء الصيام الطويل, القي قائد المجموعة خطبة بصالة الطعام. أن تقارير المخابرات حذرت من إمكانية القصف المصري لاحقا خلال اليوم. وقبل أن ينهي قائد المجموعة الخطبة, وابل من القذائف بدأ علي موقع ميلانو. يتذكر هاريل ويقول( لقد بدأت تمطر قذائف من كل نوع, لم نكن في وضع حراسة كما أن بعضنا لم يكمل حتي ملابسه). في البداية كان هناك ذعر, البعض قفز ليختبيء اسفل المقاعد قبل أن يأمر قائد المجموعة كل القوات بالاتجاه للحصن بينما ذهب هاريل لبرج المراقبة ليري ماذا يحدث. يتذكر ويقول( لقد كان مشهد حرب, القوارب المطاطية تحمل الجنود المصريين وتعبر القناة. مئات من القوات المصرية كانت تتدفق). مازالت القوات بميلانو لم تدرك مدي الخطورة حتي استمعنا إلي الراديو الذي أوضح ان إسرائيل تحت الهجوم الشامل. يقول هاريل( لا تنسي أن ثقة إسرائيل كان في قمتها في ذلك الوقت) متذكرا الفخر الوطني بعد حرب الأيام الستة عام1967 عندما هزمت إسرائيل الجيوش العربية بسرعة الضوء. يتابع ويقول( كنا متأكدين انه خلال دقائق سوف تأتي القوات الجوية وتسحق المصريين). ولكن بدلا من هذا, شاهد هاريل عددا من الطائرات الإسرائيلية تأتي وتسقط. أثناء ذلك بدأ هاريل وقائد المجموعة بفتح النار علي بعض الطوافات واغرقوا عددا منها ولكن فشلنا في عمل رد فعل مرعب للتحركات الضخمة للقوات المصرية عبر قناة السويس. سقطت قذيفة واصابت شظاياها وجه الضابط وكوع هاريل. يشير هاريل لآثارها الباقية حتي اليوم. هاريل كان محظوظا, فقد مات جنديان بالخلف بالحصن, هاريل أخذ نفسا عميقا بينما يستعرض المشهد الدموي, ساءت الأمور برحيل طبيب المجموعة في صدمة قذيفة. تكتلنا ليلا بينما القذائف تستمر في السقوط بلا رحمة. صباح الأحد,4 قتلوا,6 جرحوا, الروح المعنوية منخفضة, بالمقارنة فإن مجموعة هاريل أكثر حظا. فقد اختفت مواقع بالكامل علي طول القناة.مع ذلك صدت المجموعة القوات المصرية5 مرات قبل أمر إخلاء الحصن في العاشرة مساء والاتجاه15 ميلا شملا حيث إن عددا من المواقع اكتسح القوات الدولية تمشط الجانب الاسرائيلي بالقنابل. كان عليهم ترك جثث اصدقائهم خلفا والسير علي الأقدام, كانت مجموعة هاريل تلعب القط والفأر ليلا مع الجيش المصري. كانوا30000 مصري منتشرين علي الجانب الإسرائيلي. صباح اليوم, بعد الهروب الجماعي خلال الصحراء, وجدت مجموعة هاريل مكان للأستراحة تكسوه الشجيرات, ولأول مرة منذ بداية يوم كيبور الذي بدأ منذ يومين, بدأوا يأكلون بعض الطعام الذي لديهم. بالرغم من الفوضي, قرر أحد الجنود ارتداء الطاليت( شال الصلاة) والتيفللين. واحد بعد الآخر, بوسط الصحراء, الجنود المتدينون وغير المتدينين بدأوا بدورهم في ارتداء التيفللين, يقول هاريل( لم نكن نعرف ماذا سوف يحدث, الصلاة أعطتنا بعض الشجاعة). فجأة, انشقت الأرض. دبابة تقترب. جندي وضع أذنه علي الأرض واستمع لصوت الدبابة, وقال ـ إنها دباباتنا ـ فورا جري علي مرتفع عال ممسكا بالطاليت ولوح به كالعلم لتنبيه الدبابة. لكن قائد الدبابة اعتقد انها كوفية( الزي العربي) وتقريبا فتح النار. في النهاية تم تمييز الطاليت وتوجهت إلينا الدبابة ممزقين, غارقين بالدماء, متعبين, تكوم20 جنديا علي الدبابة للانتقال للقاعدة. تقريبا60 رجلا بدأ بهم يوم كيبور بحصن ميلانو, ثلثهم ماتوا, وثلثهم فقدوا وأسروا فيما بعد, بينما الباقي نجا.=================== لمـــــــــــــــــــــراجع (1) جريدة الأهرام بتاريخ 7/10/2006 م السنة 131 العدد 43769 عن مقالة بعنوان جحيم أكتوبر في ذكريات جندي إسرائيلي / بقلم : أشرف الـكحكي |