Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

ادوارد وليام لين­ منصور أفندي

ذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
يوحنا أسقف نقيوس
الأنبا ساويرس أبن المقفع
جاك تاجر أقباط ومسلمون
ا.ل. بتشر والأمة القبطية
يعقوب نخلة روفيلة
القس منسى يوحنا
يوسابيوس القيصرى
د/يونان لبيب رزق
أولاد العسال
الخوري بولس الفغالي
د/عزيز سوريال
الأنبا يوساب أسقف فوة
دزم بتلر
بوركهارت الرحالة الانجليزي
القمص مرقص داود
ادوارد وليام لين
ستانلى لين بول
الراهب القمص أنطونيوس الأنطونى
ألفريد ج . بتلر
المؤرخة أيريس حبيب المصرى
مؤرخين آخربن

Hit Counter

 

جاءالبحاثة الانجليزي 'ادوارد وليام لين­ منصور أفندي' (1) الي مصر للمرة الثانية في ديسمبر 1823 ليجمع معلومات اضافية لكتابه 'المصريون المحدثون' وعندما كان 'لين' يضع قدمه علي ارض مصر بعد ظهر احد ايام سبتمبر 1825 قال: عندما اقتربت من الشاطيء شعرت انني مثل عريس شرقي يوشك يرفع نقاب عروسه، ويري للمرة الاولي الملامح التي ستفتن، او تحبط او تقزز، لم اكن زائرا لمصر كمجرد مسافر لمشاهدة اهراماتها ومعابدها وكهوفها، ثم بعد اشباع استطلاعي اتركها الي مواقع ومباهج اخري لكنني كنت علي وشك ان القي بنفسي كلية بين الغرباء، ان اعتنق لغتهم، عماماتهم، وملبسهم وان اختلط كلية بالعامة لدراسة ادابهم. ولعل روح 'لين' تكون هدأت الان فبعد قرن وربع قرن من مماته، وفي العام الاخير من القرن العشرين ظهر عمله 'وصف مصر' كاملا علي يد باحث امريكي بعد ان ظل مجرد مسودات بين المتاحف. فأقام بالقاهرة في بيت قريب من باب الحديد، واستأنف حياته الشرقية، واندمج في المجتمع المصري بسرعة، وكان في هذه المرة اكثر دقة فسجل بالكاميرا 'لوكاسيدا' محتويات البيت المصري من أثاث ومجوهرات وآلات موسيقية، ومن اطرف المعلومات التي نشرها بيان بنفقات معيشته وكانت ثمانية قروش وعشرة بارات في اليوم، ثم عاد الي لندن ليشرف علي نشر الكتاب الذي لاقي ذيوعا كبيرا، وطبع اكثر من مرة، ومع ذلك لم يكن 'لين' راضيا لان شغله الشاغل كان كتابه الرئيسي 'وصف مصر' الذي تعثرت طباعته بسبب مشاكل مع الناشر 'موراي'.
سعي 'لين' الي مشروع جديد يخفف من آلامه النفسية، فقام بترجمة معاني القرآن الكريم، ولقيت الترجمة نجاحا ونشرت في 1843، ولكنها لم تطيب باله المضطرب، وغادر انجلترا قبل تصحيح البروفات بعد أن تلقي عرضا من صديقه الثري 'برودهو' باعداد موسوعة عربية انجليزية. فوافق علي الفور، ورأي ان ذلك العمل سيمكنه من التنقيب في ميدان الادب العربي الذي كان يستهويه دائما، وكان اعداد الموسوعة يتطلب العودة الي مصر. فجاء اليها في رحلته الثالثة التي استغرقت سبع سنوات '1842­1949' مصحوبا بشقيقته 'صوفيا' وولديها ستيوارت وستانلي المؤرخ المعروف (لين بول ستانلى، تاريخ الدول الإسلامية والأسر الحاكمة، ج1 )
في حمام النساء

عكف 'منصور أفندي' علي اعداد الموسوعة الجديدة، وخصص كل وقته للاجتماع مع الشيخ ابراهيم الدسوقي معلم اللغة العربية. ولم ينس 'لين' عشقه القديم وحلمه الدائم: كتاب 'وصف مصر' فأخذ مخطوطته معه الي القاهرة وكلف شقيقته بجمع المعلومات الخاصة بالنساء المصريات، والتي يستحيل عليه الاقتراب منهن. وانغمست صوفيا في مجتمعات الحريم، ومستشفي الامراض العقلية للنساء. ودخلت حمام النساء ووصفته قائلة: رتبت لي بعض الرفيقات فرصة رؤية نساء عراة، وكانت صدمتي عندما وجدت ثلاثين امرأة علي الاقل من كل الاعمار والكثير من البنات الصغيرات والاطفال، عاريات تماما، ومن كل الالوان السود بلمعان مظلم للزنوج، الي اللون الفاتح المتدرج، ويشكلن جماعات تتحاور كما لو كن في كامل ملبسهن وبرباطة جاش تامة، بينما اخريات يتمشين بمهل، أو يجلسن حول النافورة.
وقامت صوفيا بتسجيل معلوماتها ومعها نصوص مخطوطة لين عن وصف مصر، وخرج الكتاب تحت عنوان 'امرأة انجليزية في مصر' في ثلاثة مجلدات واصبح عملا كلاسيكيا شهيرا، من صنع 'لين' ولكن باسم صوفيا.

موسوعه كتبها أعتكف ليكتبها
يقول الدكتور عبدالوهاب بكر في دراسته التي سبقت الاشارة اليها: عاد 'لين' الي انجلترا بعد سبع سنوات قضاها في القاهرة، عمل فيها كالناسك، في الموسوعة، وظهر أول مجلد منها في 1863 بعد قرابة 35 سنة من العمل الجاد، الا ان القدر لم يمهله ليري الموسوعة كاملة، فقد مات في 10اغسطس 1876 اثناء عمله في المجلد الثالث الذي غطي حرفي 'غ' و'ف' واشرف علي نشر المجلدات الباقية ابن شقيقته المؤرخ ستانلي لين بول. ومع ذلك لم يتبخر حلمه في سراديب المخطوطات، فقد ظهر شعاع اخير في النهاية، ولكن بعيد وفاة الرجل، وذلك هو كتاب Cairo filty years ago وفيه يغطي تاريخ القاهرة في منتصف فرق التاسع عشر الشوارع والميادين والمدافن والقلعة ومصر القديمة وجزيرة الروضة وهو مجموعة الفصول عن القاهرة في كتابه 'وصف مصر'.
لقد عرفنا ان كتابه الشهير 'اخلاق وعادات المصريين المحدثين' كان مجرد شريحة من عمله الكبير 'وصف مصر' وعرفنا أنه استخدم كل الاساليب الفنية فظهرت كتبه المنشورة في صورة غير مسبوقة من الاتقان والجمال والدقة، وعبر فيها عن روح ادبية لم تتوافر لكاتب في العصر الفيكتوري.
قاهرة العصور الوسطي

يقدم 'منصور افندي' بانوراما القاهرة رسمها عند احد تلال اعمدة التلغراف التي انتصبت فيما وراء الركن الشمالي الغربي للقاهرة، ومنظر بوابة القاهرة الشمالية 'باب الحديد' وكيف صورها وارفق بها نصا ثمينا يكشف عن منظر قاهرة العصور الوسطي.
من ساعد 'لين' ليجمع هذه المعلومات الدقيقة؟
يجيب علي ذلك كاتب سيرته العلامة الامريكي 'جيسون طومسون' فيقول: ان 'عثمان افندي' كان احد المصادر المهمة في مجال المعلومات، وهو جندي اسكتلندي اسمه 'وليام تايلور' كان جنديا في حملة فريزر علي مصر سنة 1807، ووقع اسيرا في مصر، ولكنه رفض العودة الي وطنه، واعتنق الاسلام، وتسمي 'عثمان افندي' وصار عضوا في الارستقراطية التركو­ اوربية، وعاش كجنتلمان تركي، وارتدي الملابس الشرقية، ولكنه حافظ علي صلاته مع اهل وطنه السابقين، وانغمس في تقديم الخدمات اللازمة لهم كتخليص الجمارك، شراء العبيد، شراء الملابس، ترتيب مشاهد المواقع والمناسبات، وتوفير المساكن. كما قام 'عثمان افندي' بتزويد منصور افندي 'لين' بمعلومات كثيرة.
وبالاضافة الي 'عثمان افندي' كان مع 'لين' معارف من البريطانيين من اعضاء جمعية غيررسمية لعلم المصريات، ومستشرقين تجمعوا في مصر في العشرينيات من القرن التاسع عشر، وكان هؤلاء جميعا يتبادلون المعلومات التي تفيد كلا منهم بمن فيهم 'لين' وكانوا يرتدون الزي الشرقي ويعيشون اسلوب حياة الشرق مع حفاظهم علي ارثهم الثقافي ويطبقون بنجاح استراتيجية التنكر.
مدرسون خصوصيون
كيف نقل معلوماته ؟
اما عن الرواة المصريين: فقد كان منهم الكثيرون الذين قال فيهم 'لين' في كتاب 'المصريون المحدثون'، كان لي استاذان للغة العربية والديانة الاسلامية، والقانون، كمدرسين خصوصيين ذوي رواتب، وكنت اقدم لهما الاسئلة في الموضوعات التي أكون غير واثق منها، فكانا يوثقانها، أو يصححانها، ويضيفان اليها، ثم كنت أضيف المعلومات المستمدة من المناقشات مع اصدقائي الآخرين، وفي بعض المناسبات كنت ارفع تساؤلات الي مقامات أعلي لها قدرات اكبر من المعلومات الشرقية.
تراوح هؤلاء الاصدقاء بين افراد غيريبي الاطوار مثل 'الشيخ احمد' الذي كان يأكل الزجاج، وبائع الكتب، الي الشاعر القيادي في القاهرة، ومن غير معلومات هؤلاء فان لم يكن يستطيع ان يحصل علي نوعية المعلومات التي جمعها. وفي بعض الاحيان كان يحصل علي معلومة مبدئية ثم يستخدمها للحصول علي معلومات اكثر، وكان يطبق هذا المنهج في المسائل الدينية.
كان 'لين' دقيقا الي الدرجة التي جعلت بعض المثقفين يقررون انه اذا لم يذكر شيئا في 'المصريون المحدثون' فانه يعتبر غير موجود في مصر القرن التاسع عشر.
انظر الي وصفه للصلاة حيث يقول: يظل المصلي واقفا واضعا يديه امامه تحت مكان الحزام قليلا، اليد اليسري في باطن اليمني، ثم يرفق هذا بصورة دقيقة يستخدم فيها كل امكانياته الفنية، وقس علي هذا في وصف مظاهر الحياة المصرية ارتداءالملابس، فتح الباب، او النظر من خلال نافذة قاهرية 'مشربية'
لعل روحه تهدأ
 =

المراجع

(1) عن مقالة بعنوان " مصر القديمة - لين 'منصور أفندي'.. عاشق قاهرة العصور الوسطي " بقلم :جمال بدوي نشرت فى جريدة الأخبار 3/1/2007م السنة 55 العدد 17068

This site was last updated 12/24/10