Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

  شرح إنجيل مرقس -  تفسير الإنجيل كما رواه مرقس (مر 8: 22-38)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير مرقس (مر 1: 1- 20)
تفسير مرقس(مر 1: 21- 45
تفسير مرقس (مر1:2- 28)
تفسير مرقس (مر 3: 1- 19
تفسير مرقس (مر 3: 20- 35
تفسير مرقس (مر4: 1- 20
تفسير مرقس (مر4: 21- 41
تفسير مرقس  (مر 5: 1-20
 تفسير مرقس  (مر 5: 21- 43
تفسير مرقس (مر6: 1- 29
تفسير مرقس (مر 6: 30- 56
تفسير مرقس (مر7: 1- 37
تفسير مرقس (مر 8: 1- 21
 تفسير مرقس  (مر 8: 22-38
تفسير مرقس  (مر 9: 1- 29)
تفسير مرقس (مر 9: 30- 50)
تفسير مرقس (مر 10: 1- 27
تفسير مرقس (مر 10: 28- 52
تفسير مرقس (مر 11: 1- 31
تفسير مرقس (مر 12: 1- 27
تفسير مرقس (مر 12: 28- 44
تفسير مرقس(مر 13: 1- 20
تفسير مرقس (مر 13: 21- 37
تفسير مرقس (مر 14: 1- 21)
تفسير مرقس(مر 14: 22- 42
تفسير مرقس (مر 14: 43- 72
تفسير مرقس (مر 15: 1- 24
تفسير مرقس (مر 15: 25- 47
تفسير مرقس (مر 16: 1- 20
Untitled 8665
خاتمة إنجيل مارمرقس

 

تفسير وشرح إنجيل مرقس الإصحاح  الثامن (مر 8: 22-38)
4. سؤال حول البصيرة (مر 8: 22-26)
5. سؤال حول شخص المسيح (مر 8: 27-30)
6. إعلانه عن الصليب (مر 8: 31-33)
7. إعلانه عن شركة الصليب (مر 8: 34-38)

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 8

4. يفتح عينى أعمى  في بيت صيدا (مرقس 8: 22-26)
تفسير (مرقس 8: 22) 22 وجاء الى بيت صيدا.فقدموا اليه اعمى وطلبوا اليه ان يلمسه.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٢ «وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا، فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسَهُ».

بَيْتِ صَيْدَا / جولياس Julias/Bethsaida
مدينة شمالي بحر طبرية عند مصب الأردن كان موقع بيت صيدا بالتأكيد في مكان ما على الشاطئ الشمالي الشرقي لبحيرة طبريا، بالقرب من مدخل نهر الأردن. مقابل بيت صيدا، على الشاطئ الشمالي الغربي على بعد حوالي أربعة كيلومترات عبر المياه، كانت توجد مدينة كفرناحوم القديمة. وعلى بعد أربعة كيلومترات شمال كفرناحوم كانت مدينة خورازين. معظم خدمة يسوع في الجليل تمت في منطقة هذه المدن الثلاث؛ ومن هنا جاء مصطلح "المثلث الإنجيلي". من بين المدن الثلاث، كانت كفرناحوم، مع ضاحية الصيد الطابغة، مركزًا لأنشطة يسوع. ومن كفرناحوم سافر إلى مدن وقرى أخرى في الجليل، ومن ميناء كفرناحوم أبحر إلى المدن الواقعة على الجانب الآخر من البحيرة.
ونعلم أيضًا أن يسوع أجرى معجزات في بيت صيدا: فعندما أُحضر إليه رجل أعمى، أخذه يسوع إلى أطراف القرية وشفاه هناك (مرقس 22:8-26). وبالقرب منها فعل المسيح معجزة السبعة أرغفة وصغار السمك وأشبع أربعة ألاف رجل عدا النساء والأطفال
 وفى بيت صيدا ولد تلميذى المسيح أندراوس وبطرس وفيلبس (يوحنا ١: ٤٤ و١٢: ٢١).44 وكان فيلبس من بيت صيدا، من مدينة اندراوس وبطرس. 21 فتقدم هؤلاء الى فيلبس الذي من بيت صيدا الجليل، وسالوه قائلين: «يا سيد، نريد ان نرى يسوع»   والأرجح أنها كانت هناك قريتين للصيادين على جانبي النهر لأنه يتبين لنا من ع ٤٦ أنها كانت على الجانب الغربي والجانب الشرقى حيث يصب نهر الأردن فى بحسرة طبرية وتكثر السماك فى هذه المنطقة من النهر. ومن بشارة (لوقا ١٠: ٩ )10 ولما رجع الرسل اخبروه بجميع ما فعلوا فاخذهم وانصرف منفردا الى موضع خلاء لمدينة تسمى بيت صيدا. " أنها كانت على جانبه الشرقي في أراض تختص ببيت صيدا. وكانت هذة المدينة تقع على أعلى تل محصنة بسور على بعد كيلومترين شمال بحيرة طبرية وما زالت آثارها موجوده فيها حتى الآن ووسع فيلبس رئيس الربع هذه المدينة وزانها كثيراً ورفع إسمها من قرية إلى مدينة وسماها مدينة جولياس إكراماً لجوليا زوجة أوغسطس قيصر. ودفن هنالك فيلبس في قبر نفيس. والمرجح أن بيت صيدا التي ذكرها مرقس في ص ٨: ٢٢ كانت على جانب الأردن الشرقي لأن المسيح عبر مع تلاميذه من دلمانوثة إليها (ع ١٣) ودلمانوثة كانت على جانبه الغربي (ع ١٠). والظاهر أن معظم بيت صيدا كان على الجانب الغربي من الأردن واعتبروه المدينة (يوحنا ١: ٤٤) وقسماً صغيراً منها على الجانب الشرقي اعتبروه قرية (ع ٢٣).

فَقَدَّمُوا : الذين قدموه أصدقاء الأعمى وأقاربه وهذه المعجزة لم يذكرها أحد من البشيرين سوى مرقس. وهذه اول مرة يشقى المسيح فيها أعمى والثانية وردت فى (مر 10: 46- 52) وفى هذه المعجزة يطلب الناس من يسوع من أجل شفاء الأعمى ويرفقون طلب لمسه لحدوث معجزة الشفاء ويبدو أن الأعمى لم يسمع بيسوع ولم يكن يعلم من هو يسوع ولم يبدى أى علامات من الإيمان المسبق لذلك أخذت عملية الفشاء طريقا صعبا وإجراءات لا بد منها وكان على المسيح أن ينقل إليه شيئا من لعاب فمه كما ينقل الدم لمريض مشرفا على الموت لإنقاذ حياته بل إستلزم أيضا أن يضع يديه عليه مرتين إلى أن أبصر صحيحا
ولكن فى معجزة الإصحاح العاشر لمريض مشهور جدا بإسمه ألفت الكنيسة عليه ألحانها ورصدت له قراءات إنجيلية وهو  الأعمى طيما هذا أظهر غيمانه لما سمع بيسوع ماشيا صاح واضج الدنيا من حوله قائلا : " "يا إبن داود يا إبن داود" هذا شفاة المسيح ليس بلمسه وى بوشع اليد ولا تفل فى عينه بل قال له : " إهب إيمانك قد شفاك فللوقت ابصر" (مر 10: 52) 
 وتتشابه هذه المعجزة مع معجزة الأصم الأخرس السابقة (مر 7: 32- 37) ففى الثنين أخرج المسيح الإنسان المحتاج للشفاء خارجا بعيدا عن الجمع على ناحية " لأنه كان فى منطقة نائية برية خارج القرى والمدن فى الأولى (مر 7: 33)  33 فاخذه من بين الجمع على ناحية " وفى معجزة الأعمى (مر 8: 23)  23 فاخذ بيد الاعمى واخرجه الى خارج القرية "  لأنه كان فى قرية بيت صيدا
وفى المعجزتين تفل المسيح وأستخدم اللعاب فى الشفاء ففى معجزة الأصم الأخري " تفل ولمس لسانه" وفى معجزة الأعمى " وتفل فى عينية"
وفى المعجزتين وضع أصبعه عليه فى الأصم الأخرس وضع أصبعه فى أذنية" وشفاء العمى " وضع يده عليه "
وفى المعجزتين تم الشفاء على مراحل وهذا بحد ذاته ثحسب عاملا فريدا فى معجزات المسيح تبين صدق الناقل للمعجزة وتنوع طريقة المسيح فى فعل المعجزة من إستعمال مادة وحركات مستاعدة مادية وأقوال يقولها المسيح وبالطبع كل هذا يعتمد على قوة أو ضعف إيمان المريض بان يسوع هو المسيح الآتى من الرب فى معجزات كثيرة كانت المعجزة تتم عن بعد بدون تلامس من المسيح للمريض وأحيانا تحدث المعجزة بأن يلمس المريض المسيح
أَعْمَى :  أحد نبوءات أشعياء عن المسيا أنه سوف يأتي البصر إلى العميان (أش 29: 18) 18 ويسمع في ذلك اليوم الصم اقوال السفر وتنظر من القتام والظلمة عيون العمي  ( أش  35: 5) 5 حينئذ تتفقح عيون العمي واذان الصم تتفتح. ( أش 42: 7 و16 و18 و19) لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس الماسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة  16 واسير العمي في طريق لم يعرفوها.في مسالك لم يدروها امشيهم.اجعل الظلمة امامهم نورا والمعوجات مستقيمة هذه الامور افعلها ولا اتركهم.  18 ايها الصم اسمعوا.ايها العمي انظروا لتبصروا. 19 من هو اعمى الا عبدي واصم كرسولي الذي ارسله.من هو اعمى كالكامل واعمى كعبد الرب.
 العمى الجسدي هو استعارة من العهد القديم للإشارة إلى العمى الروحي (أش 56: 10)  10 مراقبوه عمي كلهم.لا يعرفون.كلهم كلاب بكم لا تقدر ان تنبح.حالمون مضطجعون محبو النوم. ( أش 59: 10) 10 نتلمس الحائط كعمي وكالذي بلا اعين نتجسس.قد عثرنا في الظهر كما في العتمة.في الضباب كموتى. ". هذا التلاعب على الكلمات التي تشير إلى العمى الجسدي والروحي نراها بشكل تصويري في (يوحنا.9 ) من الواضح أن هذا له علاقة بالعمى عند التلاميذ في (مر 8: 15 و 18) 15 واوصاهم قائلا: «انظروا وتحرزوا من خمير الفريسيين وخمير هيرودس. 18 الكم اعين ولا تبصرون ولكم اذان ولا تسمعون ولا تذكرون؟  "
أَنْ يَلْمِسَهُ : توهموا اللمس ضروري للإبراء.
تفسير (مرقس 8: 23) 23 فاخذ بيد الاعمى واخرجه الى خارج القرية وتفل في عينيه ووضع يديه عليه وساله هل ابصر شيئا.

اثنيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٣ «فَأَخَذَ بِيَدِ ٱلأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ ٱلْقَرْيَةِ، وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ هَلْ أَبْصَرَ شَيْئاً؟».

فَأَخَذَ بِيَدِ ٱلأَعْمَى : طلب أصدقاء الأعمى وأقاربه من المسيح أن يشفيه فأخذ يسوع بيد الأعمى وقاده خارج القرية ليطمئن قلب الأعمى أنه فى يد أمينه علامة رقة قلب المسيح واتضاعه وتظهر ثقة الأعمى بالمسيح من أنه سمح له وهو غريب أن يقوده حيث شاء.
وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ ٱلْقَرْيَةِ، :  لا شك أن للمسيح اسباب لأخذ هذا الأعمى خارج القرية بعيدا عن المجتمع وقد يكون أنه أحب الإعتزال مع الأعمى وتلاميذه أولكي يزيد الأعمى إيماناً كما فعل في إبراء الاصم الأعقد (مر ٧: ٣٣).كان هذا بهدف وضع رجل في حالة ارتياح نفسى والحفاظ على حادثة شفائه سرية (مر 7: 33) 33 فاخذه من بين الجمع على ناحية ( مر 8: 26)  ولعله أراد أن أول شيء ينظره بعد فتح عينيه يكون وجه ربه لا جموع الناس.
هذه الأعجوبة كانت ذات طابع استثنائي. حتى الآن، وكما نرى في رواية الإنجيل، وبدلاً من أن يفعل ذلك في حضور كل الناس أخذ يسوع الأعمى بيده وأخرجه إلى خارج المدينة. وكأنه بذلك قد شعر أن الكثيرين في الحشد كانوا مجرد فضوليين يريدون الفرجة فقط ، فأراد أن يأخذ الرجل على حدى وأن يقدم خدمة له وحده. ثم وضع يديه عليه وسأله إن كان يستطيع أن يرى.
وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وذلك ليس سوى إشارة إلى أن قوة الشفاء في المسيح. ولعلّ بعض الناس يومئذ نسبوا التأثير إلى اللعاب كما نسبوه إلى الزيت (مر ٦: ١٣).13 واخرجوا شياطين كثيرة ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم. " فاستعمل المسيح العلامة الشائعة في علاج المرضى في معجزات الشفاء. كانت هاتان طريقتان ثقافيتان في تلك الأيام للشفاء، الأولى جسدية والثانية روحية. لقد قُصد بذلك بناء إيمان الرجل. انظروضع األيدي على (مر 7: 32) ويوافق اتخاذ الريق إشارة إلى فتح عيني الأعمى كونه صالحاً لتذويب بعض المواد. وعلى كل حال أن ما أتاه يسوع من أخذه بيد الأعمى واقتياده إياه إلى خارج القرية ولمسه عينيه إلى غير ذلك من الأعمال كان ليفيده ما يمكن غيره أن يستفيده بمجرد النظر إلى وجه المسيح. وكانت إفادته بذلك تحقيق لطفه به وإحياء إيمانه.
هَلْ أَبْصَرَ شَيْئاً : امتازت هذه المعجزة على غيرها بان المسيح عملها تدريجاً لا دفعة. ولعلّ ذلك كان ضرورياً لإنشاء إيمان الأعمى لأن الشفاء لا يسبق الإيمان بل يسير معه ويكمل مع كمال الإيمان.
تفسير (مرقس 8: 24) 24 فتطلع وقال ابصر الناس كاشجار يمشون.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٤ «فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: أُبْصِرُ ٱلنَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ».

هذه هي المعجزة الوحيدة التي كان الشفاء فيها جزئياً فى البدايية أى على مراحلتين وليس فورياً.
فَتَطَلَّعَ : فتح الأعمى عينيه ليمتحن ما حصل عليه من البصر.
ٱلنَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ : قد استعاد البصر جزئياً. أمكنه أن يرى أشياء مختلفة ولكن ما كان يستطيع تمييز الناس عن الأشجار إلا من كونهم يسيرون. وصف ألأعمى ما يراه فرأى أأشجار تمشى فقال الناس كأشجار تمشى لم يكن بصره كاملاً ليميّز بعض المرئيات من بعض فنظر أشباحاً ظنها من كبرها أشجاراً ومن حركاتها تحقق أنها أناس فكان يمكنه أن يدرك بالبصر الأجرام ولكنه لم يستطع أن يميز الهيئات وهذا الشفاء الجزئي أكد للأعمى أن المسيح قادر على أن يشفيه تمام الشفاء وجعله يتكل عليه في ذلك.
. يسوع كان محصورا فى قدرته بحيث تتماشى وتتوازى مع إيمان هذا الرجل  هذا هو الشفاء الوحيد على مراحل  الذي تد ونه الأناجيل
ففي مثل الطريق التي سلك فيها المسيح لإزالة العمى الجسدي من هذا الأعمى يسلك الروح القدس لإزالة العمى الروحي من قلوب الناس باقتياده إياهم تدريجاً من ظلمات ضلالاتهم وأوهامهم إلى أنوار الإنجيل النقية لأنه لا يمكن سوى اليد الإلهية أن يزيل برقعاً بعد برقع من براقع الجهل والتعصب. والعمى الروحي لا يزول كله على الأرض وتمام البرء منه يكون في السماء. وبداءة نوال ذلك البرء أن يرضي الخاطئ اقتياد المسيح إياه من الظلمة إلى النور وأن لا يقنط ببطء الشفاء ولا يتذمرّ بأنه يتقدم إلى ذلك شيئاَ فشيئاً. وعاقبة عمل المسيح البصر التام وفق قوله «لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ ٱلآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلٰكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ» (يوحنا ١٣: ٧). ووفق قول الرسول «فَإِنَّنَا نَنْظُرُ ٱلآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ، لٰكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ الخ» (١كورنثوس ١٣: ١٢ و١٣).
تفسير (مرقس 8: 25) 25 ثم وضع يديه ايضا على عينيه وجعله يتطلع فعاد صحيحا وابصر كل انسان جليا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٥ «ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضاً عَلَى عَيْنَيْهِ، وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحاً وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيّاً».

لمن جديد وضع الرب يديه على عيني الرجل وطلب منه أن يتطلع. والآن تم شفاؤه بشكل كامل، ورأى جميع الناس بوضوح. تمّ الشفاء بلمس المسيح عيني الأعمى ثانية فاستطاع أن يميز كلاً من المنظورات عن غيره ولعلّ المسيح قصد أن يعلم تلاميذه بما فعله هنا أن قوته على الشفاء مطلقة أي غير مقيدة بالوسائط أو الأوقات وبذلك يمتاز عمله عن أعمال السحرة الخداعية.
هذه اآلية تبدأ مع وضع يسوع ليديه على عيني الرجل. ثم يتحول الحدث إلى الرجل NJB). يجب أن يركز وأن ينظر بانتباه (مت 7: 5) 7 «اسالوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم. . عندما يتعاون الرجل بإيمانه ، إن بصره سيُستعاد فور
تفسير (مرقس 8: 26) 26 فارسله الى بيته قائلا لا تدخل القرية ولا تقل لاحد في القرية

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٦ «فَأَرْسَلَهُ إِلَى بَيْتِهِ قَائِلاً: لاَ تَدْخُلِ ٱلْقَرْيَةَ، وَلاَ تَقُلْ لأَحَدٍ فِي ٱلْقَرْيَةِ».

  في هذا العدد أمران الأول قوله
ل
ا تدخل القرية ولعلّ الهدف منه أن المسيح رأى أنه يحتاج إلى الانفراد عن الشعب للفائدة الروحية بعد الشفاء لأنه لم يرى وجوها كثيرة من قبل وحتى تتدرب عيناه على الرؤية بدون ضغط نفسى ووإجتماعى كما احتاج إلى الانفراد قبل الشفاء. ونستنتج من ذلك أن هذا الذي كان أعمى لم يكن من سكان بيت صيدا بل أُتي به إليها للشفاء.
 
والرأى الثاني قوله لا تقل لأحد من القرية والهدف منه تخلص المسيح من انتشار صيته الذي يهيج حسد الفريسيين وازدحام الناس عليه بغية الشفاء الجسدي.

هذه تشير إلى إشارات مرقس المتكررة إلى يسوع التوكيدية عندما يطلب من الناس بألا يخبروا أحدا أكثربخبر شفائهم.
وذلك عندما شفى الأبرص (متّى ٨: ٤ ) 4 فقال له يسوع: «انظر ان لا تقول لاحد. بل اذهب ار نفسك للكاهن وقدم القربان الذي امر به موسى شهادة لهم». وعندما أقام صبية من الموت (مر ٥: ٤٣)43 فاوصاهم كثيرا ان لا يعلم احد بذلك. وقال ان تعطى لتاكل  النص المقبول KJV أو.NKJV )  يضيف عبارة جاعلا هذا أمرا محددا أكثر ، يسوع لم يرد أن يُعرف كشاف. لقد استخدم الشفاء ليظهر رحمة الرب ، ويبني إيمان التلاميذ،ويعزز خدمته التعليمية.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 8

5. سؤال الشعب حول المسيح  وإقرار بطرس(مرقس 8: 27-30)
تفسير (مرقس 8: 27) 27 ثم خرج يسوع وتلاميذه الى قرى قيصرية فيلبس.وفي الطريق سال تلاميذه قائلا لهم من يقول الناس اني انا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
إقرار بطرس بإيمانه بالمسيح (مر 8: 27- 30)
هذه الحادثة تشكل حدا فاصلا في إنجيل مرقس. قصص المعجزات التي تؤكد قوة وسلطة ولاهوت يسوع تتوقف. من  هذة النقطة وصاعدا لتركيز هو صلب إنجيل مرقس الذي يتبدل من تركيز على من يكون إلى عمله الإفتدائى العظيم (ما فعله 

«٢٧ ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي ٱلطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: مَنْ يَقُولُ ٱلنَّاسُ إِنِّي أَنَا؟

راجع الشرح فى تفسير إنجيل (متّى ١٦: ١٣ - ٢٠)
أخرج المسيح من الجليل بعد مقاومة الفريسيين إبتعد المسيح عنهم حتى لا يعطلوا خدمته  فذهب من جوار بيت صيدا إلى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ شمالي إسرائيل  تبعد عن بيت صيدا بـحوالى  25 ميل (40 كم) .
 إلى قُرَى : وردت فى متى بمعنى نواحى أى أنحاء (مت 16: 13)13 ولما جاء يسوع الى نواحي قيصرية فيلبس سال تلاميذه: «من يقول الناس اني انا ابن الانسان؟»  تحوي "إلى منطقة". كان يسوع يريد أن يقوم بأمرين (1) أن يتخلص من الجموع و(2) أن يكرز في كل القرى.في هذه الحالة السبب رقم 1 هو الغالب.
قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ هي التي تُسمى الآن بانياس والإسم "بانياس" مشتق من مغارة كبيرة تسمى مخصصة لعبادة الإله بان وبجوار المغارة بنى هيرودس الكبير معبدا تكريما لأوغسطس - وقبل ذلك بقرون كان المكان مخصصا لعبادة الصنم "بعليم"
وسميت قيصرية فيلبس أى التى يحكمها فيلبس لأن فيلبس أعاد بناء المدينة فدعيت بإسمه  وسميت كذلك تميزا لها عن مدينة أخرى على البحر سميت قيصرية مارتينا وكانت قاعدة الحكم الرومانى فى المنطقة وكانت مدينة وثنية اشتهرت قديماً بعبادة بان إله الرعاة كما سبق في الشرح (متّى ١٦: ١٣). مدينة قيصرية فيلبس كانت تقع عند منابع تهر الأردن الواقعة على منحدرات جبل حرمون  هي على بعد حوالي 25 ميل من بيت صيدا شرق بحر الجليل في منطقة أممية في مجملها. لقد كانت تحت حكم هيرودس فيلبس، وليس هيرودس أنتيباس
وَفِي ٱلطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ:. أى أنهم سار المسيح وتلاميذة  حوالى 40 كم وبدأ التلاميذ (زمن ناقص) يتحادثون معه.
سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ أصل لفظة سأل هنا في اليوناني ألح وكرر السؤال بتدقيق. وكأن المسيح رأى أنه حان زمن امتحانه تلاميذه ومدى معرفتهم بشخصه وما سوف يلاقية فى المستقبل والذى سجلته نبوات الأنبياء فى العهد القديم فإن المسيح قصد أن يبين لهم أنه لا بد من أن يتألم ويموت استعداداً لذلك سألهم عن اعتقادهم في شأن دعواه أنه المسيح. قال لوقا أنه خاطب تلاميذه على انفراد بعد أن شغل وقتاً بالصلاة (لوقا ٩: ١٨).18 وفيما هو يصلي على انفراد كان التلاميذ معه. فسالهم: «من تقول الجموع اني انا؟»  ووجه المسيح سؤاله إلى كل التلاميذ فأجابه بطرس عن الجميع كعادته ولكن مرقس ترك ذلك كأمر معلوم لا يحتاج إلى بيان ولم يذكر مجاوبة المسيح لبطرس ومدحه إياه لسبقه الغير إلى ذلك الإقرار. فإذا كان مرقس كتب بشارته بإرشاد بطرس كما هو المرجح فترك ذلك المدح دلالة على تواضع بطرس. وترك مرقس أيضاً مما ذكره متّى ما يتعلق من قول المسيح بالكنيسة وهذا دليل على أن الموضوع الجوهري في خطاب المسيح حينئذ الإنباء بآلامه وموته ووجوب إقرار تلاميذه به.

مَنْ يَقُولُ ٱلنَّاسُ إِنِّي أَنَا؟ : تقول "ابن الإنسان"، هذا اللقب الذي اختاره يسوع ليشير به إلى نفسه. هذا هو السؤال الديني َ المحوري.  لقد طرح هذا السؤال على التلاميذ لكي يتوصلوا إلى اعتراف محدد من جهتهم بمسيانيته وبنوته لله. وإذ كانوا يتجولون من مكان لآخر، سمعوا أناساً كثيرين يجادلون يسوع،  ولا شك أنهم تفكروا في قلوبهم في الأشياء التي قيلت    .
تفسير (مرقس 8: 28) 28 فاجابوا.يوحنا المعمدان.واخرون ايليا.واخرون واحد من الانبياء.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 ٢٨ فَأَجَابُوا: يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ إِيلِيَّا، وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ ٱلأَنْبِيَاءِ.

 إختلفت إجابة التلاميذ حول رأى الشعب اليهودى فى ذلك الوقت على سؤال من هو يسوع؟  فلم تصل معرفتهم إلى أنه المسيح وذلك بسبب إعتقادهم أن المسيح سيأتى قائدا محاربا يقودهم للحرية من الإستعمار الرومانى لبلادهم  فى الوقت الذى إبتلى هذا الشعب بكهنة وفريسيين وكتبة غير امناء فى تعليم الشعب لعرف الشعب من أقوال الأنبياء فى التوراة وباقى كتبهم المقدسة أن يسوع هو المسيح ولكنهم قاموا بالجدال مع المسيح ومناقشته فى جدال عقيم حول حفظ يوم السبت وغيره ليقنعوا الشعب أنه ليس المسيح وقاوموا تبشيره وكرازته وقالوا أن به شيطان !!! لهذا صدق قول المسيح فيهم " أتركوهم هم عميان قادة عميان" (مت 15: 14) بمنى أن اذهانهم غير مفتوحة لأسباب عديدة عن معرفة تفسير النبوات وموعد تحقيقها وقد وبخهم المسيح لأنهم بعرفون علامات السماء إن كانت سحوا أو محمرة يعبوسة فيتنباون بالمطر قبل مجيئة ولكن عيونهم لم ترى معرفة الزمان الذى سيجئ فيه المسيح بحسب إشارات وعلامات الأنبياء فاضاعوا شعبهم  "قد هلك شعبي من عدم المعرفة. لأنك أنت رفضت المعرفة أرفضك أنا حتى لا تكهن لي. ولأنك نسيت شريعة إلهك أنسى أنا أيضا بنيك." (هو 4: 6).ولم يصدقوا توراتهم وخملوا دم المسيح عليهم وعلى أولادهم
 فَأَجَابُوا: يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ،:  كان هذا رأي هيرودس أنتيباس،(متّى ١٤: ٢ ) 2 فقال لغلمانه: «هذا هو يوحنا المعمدان قد قام من الاموات ولذلك تعمل به القوات».  وأيضا بعض اليهود (مر 6: 14 و 16) 14 فسمع هيرودس الملك لان اسمه صار مشهورا. وقال: «ان يوحنا المعمدان قام من الاموات ولذلك تعمل به القوات».  16 ولكن لما سمع هيرودس قال: «هذا هو يوحنا الذي قطعت انا راسه. انه قام من الاموات!»  هذه ألاية تكررت فى لوقا بعد معجزة الخمس خبزات والسمكتين ( لو 9: 19) 18 وفيما هو يصلي على انفراد كان التلاميذ معه. فسالهم: «من تقول الجموع اني انا؟» 19 فاجابوا: «يوحنا المعمدان. واخرون ايليا. واخرون ان نبيا من القدماء قام». 
وَآخَرُونَ إِيلِيَّا، :  . لا بد أن هذا يدل على أن يوحنا المعمدان كان السابق للمسيا (ملا 4: 5)  5 هانذا ارسل اليكم ايليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف.  "
 وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ ٱلأَنْبِيَاءِ : (متى 16: 14)  14 فقالوا: «قوم يوحنا المعمدان واخرون ايليا واخرون ارميا او واحد من الانبياء». تحوي "إرميا". كل هذه الآراء تشتمل على إحياء من حالة إغماء وكانت ألقاب تكريمية، ولكن لم تكن مسيانية حصريا
تفسير (مرقس 8: 29) 29 فقال لهم وانتم من تقولون اني انا.فاجاب بطرس وقال له انت المسيح.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٩ فَقَالَ لَهُمْ: وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟ فَأَجَابَ بُطْرُسُ: أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ!».

 وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟ : هذا جمع وكان يخاطب به يسوع جميع التالميذ. "أنتم" هي توكيدية في اليونانية ألن الضمير ُجعل في بداية الجملة (مت ١٦: ١٦)  16 فاجاب سمعان بطرس: «انت هو المسيح ابن الله الحي».  (يوحنا ٦: ٦٩ ) 69 ونحن قد امنا وعرفنا انك انت المسيح ابن الله الحي».
 فَأَجَابَ بُطْرُسُ: أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ!» : . بطرس، الأبسط بين المجموعة، يجيب أولا  ْ"أنت المسيح" وفى إنجيل لوقا " "أنت " مسيح الله" (لوقا 9: 20) وفى إنجيل متى " أنت هو المسيح إبن الله الحى" (مت 16: 16) ، والمسيح / المسيا  هذه لفظة باليونانية للكلمة العبرية "المسيا" )603 BDB)، والتي تعني "الممسوح". الاعتراف الذي هو أكمل ما يكون والموجود في متى 16: 16 هو إعلان التلميذ بطرس إيمانه بيسوع على أنه مسيا إسرائيل وابن الله. إنه كلاهما. وفي الواقع، ما كان ليمكن أن يكون المسيا (المسيح) لو لم يكن ابن الله، لأن المسيح كان الابن المعطى والطفل المولود، كما تنبأ أشعياء 9: 6. له يقول الآب: "أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ" (مز 2: 7).
هل كان يسوع يخفى إعلان أنه المسيح حتى الآن ولكن الآن يقبل علانية هذا اللقب بسبب التفاسير الخاطئة السياسية والعسكرية والقومية لليهود.ي بيئة هذه المحاورة  الخاصة نجده يقبل باللقب، بل وحتى يطلب هذا اللقب. الموازاة في ( مت 16: 16)تحوي اللقب الكامل، "المسيح، ابن الله الحي". مرقس (المدون لبطرس) يحذف امتداح يسوع لبطرس (مت 16: 17 و 19) اليوم يشهر بطرس إعلان غيمانه أن يسوع هو إبن الله الحى وإنجيل متى نسب إلى بطرس صورة الصخرة التى سيبنى عليها المسيح كنسته وحصوله على مفاتيح السماء وسلطان الربط والحل فقد ورثها التقليد الكنسى ولكن لم يكن المسيح يقصد بطرس افنسان الذى يخطئ ويصيب والذى أنكره ثلاث مرات بعد ذلك وكان ملوما من بولس الرسول بعد حلول الروح القدس عليه  ولا يعنى المسيح أنه يبنى كنيسته على شخص وإنما على الصخرة الإيمانية التى هى بعينها افيمان بأن يسوع هو إبن الله الحى (أف 2: 20)20 مبنيين على اساس الرسل والانبياء، ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية، " 
تفسير (مرقس 8: 30) 30 فانتهرهم كي لا يقولوا لاحد عنه
   
  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٠ «فَٱنْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ».

لا يذكر مرقس إطراء الرب لبطرس، أو كلماته النبوئية عن بناء كنيسته على صخرة ألوهيته، ولا عن إعطائه مفاتيح السماء، هذه التي استخدمها بطرس في يوم الخمسين وفي منزل كورنيليوس للسماح لليهود والأمميين بالدخول إلى الملكوت في مظهره الحالي.كل ما نعلم به هنا هو أنه في الوقت الحاضر ذاك ما كان لهم أن يبدأوا العمل على تعريف العالم به في شخصيته الحقيقية. هذا كان يجب إرجاؤه إلى ما بعد موته وقيامته وصعوده إلى يمين الله في السماء.
هذه الآية مثال آخر عن السر المسياني الشائع جدا فى مرقس أن يسوع هو المسيح وكان المسيح ينهى الذين شفاهم عن نشر خبر أنه المسيح إبن الله الحى فى البداية (مر 1: 33- 34 و 43 )  33 وكانت المدينة كلها مجتمعة على الباب. 34 فشفى كثيرين كانوا مرضى بامراض مختلفة واخرج شياطين كثيرة ولم يدع الشياطين يتكلمون لانهم عرفوه. 43 فانتهره وارسله للوقت  ( مر 3: 12) 12 واوصاهم كثيرا ان لا يظهروه. ( مر 4: 11) 11 فقال لهم: «قد اعطي لكم ان تعرفوا سر ملكوت الله. واما الذين هم من خارج فبالامثال يكون لهم كل شيء  (مر 5: 43) 43 فاوصاهم كثيرا ان لا يعلم احد بذلك. وقال ان تعطى لتاكل. ( مر 7: 24و 36) 24 ثم قام من هناك ومضى الى تخوم صور وصيداء ودخل بيتا وهو يريد ان لا يعلم احد فلم يقدر ان يختفي 36 فاوصاهم ان لا يقولوا لاحد. ولكن على قدر ما اوصاهم كانوا ينادون اكثر كثيرا. (مر 8: 26 و 30) 26 فارسله الى بيته قائلا: «لا تدخل القرية ولا تقل لاحد في القرية».30 فانتهرهم كي لا يقولوا لاحد عنه. "  لقد كانوا يعرفون اللقب ولكن لم يعرفوا الإرسالية.
الأمر الذي نهاهم عن إظهاره هو أنه المسيح (متّى ١٦: ٢٠). 20 حينئذ اوصى تلاميذه ان لا يقولوا لاحد انه يسوع المسيح. " لأنه لم يكن قد حان وقت الإعلان العام بذلك وقصد أن تكون قيامته من الموت أحسن برهان على صحة دعواه. والانتهار كان لجميع الرسل فإذاً لا بد من أن يكون إقرار بطرس هو إقرار الجميع.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 8

6. إعلانه عن الصليب (مرقس 8: 31-33)
تفسير (مرقس 8: 31) 31 وابتدا يعلمهم ان ابن الانسان ينبغي ان يتالم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل.وبعد ثلاثة ايام يقوم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
إنباء المسيح الأول بموته وقيامته ووجوب أن يحمل الصليب كل من تلاميذه من (مر٨: ٣١ ) إلى (مر ٩: ١)

«٣١ وَٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً، وَيُرْفَضَ مِنَ ٱلشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ.

ثلاث مرات يعلن المسيح عن موته وآلامه وقيامته قى اليوم الثالث وهذه نبوة يسوع الأولى بموته وقيامته بعد الاية السابقة التى "إنتهرهم كى لا يقولوا لأحد" وهذه مشسئة المسيح فى البداية أن لا يستعلن أنه المسيا لأن المسيا عند الكتبة والفريسيين وبقية اليهود يعنى المخلص الذى سيخلص وضنهم من عبودية الرومان حتما فماذا يعمل المسيح إزاء هذا الفكر الخطير وراء سورة مسيا فى ذهنهم أنه ياقد حربى وملك سياسى ؟
معارضة بطرس إياه بسبب ذلك وتوبيخ يسوع له. وراجع شرح (متّى ١٦: ٢١ - ٢٣) .
هنا بدأ المسيح يعطى صورة صادقة  وحقيقية عن المسيا فى حقيقته الإلهية فى ذهن تلاميذه وما سيجوزه من آلام وتعذيب ومهانة وصلب وموت !! حتى إن حدث لا يشكون فى مسيانته وقد أخفى المسيح سر مسيانته وإختار إسما حركيا عوض عن إسم المسيا وهم أسم نبوى ورد فى سفر دانيال النبى وهو إسم " إبن الإنسان" وإبتدأ يحكى هما يصيب إبن الإنسان مشيرا إلى نفسه وما سيحدث له وهذا مما أربك تلاميذه وغير فكرهم حتى سالوه مستنكرين من هو هذا " إبن الإنسان" ثم مرة اخرى (يو 12: 34)34 فاجابه الجمع: «نحن سمعنا من الناموس ان المسيح يبقى الى الابد، فكيف تقول انت انه ينبغي ان يرتفع ابن الانسان؟ من هو هذا ابن الانسان؟» وهكذا قضى المسيح على فكرة المسيا الملك المحارب المنقذ لليهود وحولها إلى مسيا ينقذ الإننسان من عبودية الشيطان وبراثن الشر وفى نفس الوقت حير الكتبة والفريسيين حتى إستهانوا به وقاموا ضده وتآمروا حتى تمت نبوءته بأيديهم فتألم ومات على الصليب ودفن وقام فى اليوم الثالث
نبوءة يسوع الثانية : وردت فى إنجيل مرقس (مر 9: 31- 32) 31 لانه كان يعلم تلاميذه ويقول لهم ان ابن الانسان يسلم الى ايدي الناس فيقتلونه وبعد ان يقتل يقوم في اليوم الثالث. 32 واما هم فلم يفهموا القول وخافوا ان يسالوه.
نبوءة يسوع الثالثة : وردت فى إنجيل مرقس ايضا (مر 10: 32- 34)32 وكانوا في الطريق صاعدين الى اورشليم ويتقدمهم يسوع وكانوا يتحيرون. وفيما هم يتبعون كانوا يخافون. فاخذ الاثني عشر ايضا وابتدا يقول لهم عما سيحدث له: 33 «ها نحن صاعدون الى اورشليم وابن الانسان يسلم الى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه الى الامم 34 فيهزاون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم».
هذه هى محاولات المسيح الثلاث ليجعل ألامه وسلبه حقيقة مسيانية مقبولة ولكن للأسف لم يستطيعوا أن يقبلوها أو يفهموها فمن كان يقبل منهم أن الذى يسير على الماء ويأمر الرياح ويفعل كل هذه المعجزات سيصلب ويموت هكذا والملاحظ أن إنجيل مرقس لم يذكر ابدا الألام دون التأكيذ على القيامة فى اليوم الثالث الأمر الذى تسبب فى عددم فهم التلاميذ وخوفهم بإعتباره أمرا مستحيلا ومستغربا
وما يختص بمرقس في هذه النبوءة:
(١) إن يسوع «قال القول علانية» أي على مسامع كل الجمع دون أو يورد مراده بأمثال أو ألغاز كما كان يفعل قبل ذلك (متّى ٩: ١٥ ) (يوحنا ٢: ١٩ ) ( يو٣: ١٢ - ١٦ ) ( يو٦: ٤٧ - ٥١).
(٢) إنه التفت وأبصر تلاميذه كلهم لا بطرس وحده وهذا يدل على أنه لم ينفرد ببطرس دون غيره حسب طلب بطرس عينه بل وبخه أمام الجميع كأنهم اشتركوا مع بطرس في أفكاره وأقواله ولحقهم شيء من التوبيخ.

وَٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ  : . الزمن الناقص يمكن أن يعني (1) بدء عمل أو (2) استمرار عمل في زمن ما ٍض. هنا البند رقم 1 هو المتضمن من السياق، ولكن هناك ناقص آخر في (مر 8: 32) 32 وقال القول علانية فاخذه بطرس اليه وابتدا ينتهره.  " والذي يدل على البند رقم.2 هذا هو أول تنبؤ ليسوع عن آلامه وموته ولكن هناك تنبؤات أخرى (مر 9: 12 و 31) 12 فاجاب: «ان ايليا ياتي اولا ويرد كل شيء. وكيف هو مكتوب عن ابن الانسان ان يتالم كثيرا ويرذل. 13 لكن اقول لكم: ان ايليا ايضا قد اتى وعملوا به كل ما ارادوا كما هو مكتوب عنه». ( مر 10: 33- 34) 33 «ها نحن صاعدون الى اورشليم وابن الانسان يسلم الى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه الى الامم 34 فيهزاون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم».
أَنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ يَنْبَغِي  : هذه تظهر أن يسوع كان يفهم بوضوح إرساليته وتكلفتها )(مر 10: 45)  45 لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين». كان هذا تماما هو نوع الآية التنبؤية التي  كان يطلبها الفريسيون في (مرقس 8: 12)12 فتنهد بروحه وقال: «لماذا يطلب هذا الجيل اية؟ الحق اقول لكم: لن يعطى هذا الجيل اية!»  لكي يؤكد على أنه نبى حقيقى (تث 13: 2- 5) 2 ولو حدثت الاية او الاعجوبة التي كلمك عنها قائلا لنذهب وراء الهة اخرى لم تعرفها ونعبدها 3 فلا تسمع لكلام ذلك النبي او الحالم ذلك الحلم لان الرب الهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب الهكم من كل قلوبكم ومن كل انفسكم. 4 وراء الرب الهكم تسيرون واياه تتقون ووصاياه تحفظون وصوته تسمعون واياه تعبدون وبه تلتصقون. 5 وذلك النبي او الحالم ذلك الحلم يقتل لانه تكلم بالزيغ من وراء الرب الهكم الذي اخرجكم من ارض مصر وفداكم من بيت العبودية لكي يطوحكم عن الطريق التي امركم الرب الهكم ان تسلكوا فيها.فتنزعون الشر من بينكم (تث 18: 18- 22)  18 اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به 19 ويكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه. 20 واما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم اوصه ان يتكلم به او الذي يتكلم باسم الهة اخرى فيموت ذلك النبي. 21 وان قلت في قلبك كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب. 22 فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف منه
أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً،  : . كان هذا جانبا من خدمة المسيا الذي فات اليهود ( تك 3: 15) 15 واضع عداوة بينك وبين المراة، وبين نسلك ونسلها. هو يسحق راسك، وانت تسحقين عقبه». ( مز 22) ( أش 52: 13- 53: 12) (زك 9- 14)  في الفكر اليهودي المسيا كان يُرى على أنه من نسل داود، قائدٌ عسكر ٌي إلسرائيل.   ولكن يجب أن يكون  كاهنا أيضا كما يقول (مز 110)  و( زكريا 3- 4)  هذه الطبيعة المزدوجة تنعكس في توقعات جماعة مخطوطات البحر الميت عن شخصين هنا المسيا، األول ملكي (من سبط يهوذا) والثاني كهنوتي (من سبط لاوي)  هذا الترقب للدور القيادي الدينامي بدا منفصال كليا  عن مسيا متألم بموت. 
 حاول يسوع مرا ت عديدة أن يعلم التلاميذ عن آلامه التي تم التنبؤ بها (مر 8: 31) 31 وابتدا يعلمهم ان ابن الانسان ينبغي ان يتالم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وبعد ثلاثة ايام يقوم.  " ( مر 9: 12 و 30- 31) 12 فاجاب: «ان ايليا ياتي اولا ويرد كل شيء. وكيف هو مكتوب عن ابن الانسان ان يتالم كثيرا ويرذل. 13 لكن اقول لكم: ان ايليا ايضا قد اتى وعملوا به كل ما ارادوا كما هو مكتوب عنه». 30 وخرجوا من هناك واجتازوا الجليل ولم يرد ان يعلم احد 31 لانه كان يعلم تلاميذه ويقول لهم ان ابن الانسان يسلم الى ايدي الناس فيقتلونه وبعد ان يقتل يقوم في اليوم الثالث.  (مر 10: 33- 34) ولكنهم ما كتاانوا يستطيعون أن يفهموا (مر 7: 32- 33) (مر 9: 32- 34)32 واما هم فلم يفهموا القول وخافوا ان يسالوه. 33 وجاء الى كفرناحوم. واذ كان في البيت سالهم: «بماذا كنتم تتكالمون في ما بينكم في الطريق؟» 34 فسكتوا لانهم تحاجوا في الطريق بعضهم مع بعض في من هو اعظم.   (مر 10: 35- 37) 35 وتقدم اليه يعقوب ويوحنا ابنا زبدي قائلين: «يا معلم نريد ان تفعل لنا كل ما طلبنا». 36 فسالهما: «ماذا تريدان ان افعل لكما؟» 37 فقالا له: «اعطنا ان نجلس واحد عن يمينك والاخر عن يسارك في مجدك».
وَيُرْفَضَ  : هذه تعني "لا يوافق عليه" لأن يسوع لم يحقق المفاهيم المسيانية المتصورة سابقا  للقيادة اليهودية. لم يلائم توقعاتهم
مِنَ ٱلشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ، : كانت هذه طريقة للإشارة إلى السنهدرين، المجمع المؤلف من سبعين قائدا من أورشليم من رؤساء كهنة وكهنة ومعلمى اليهود فريسيين وكتبة وغيرهم ومن أغنياء اليهود والمتناظر مع المحكمة العليا
وَيُقْتَلَ، وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ. : هذا هو جوهر رسالة الإنجيل: ذبيحة كفارية بدلية، وتأكيد إلهي مجيد يدل على قبولها.
هذه العبارة يمكن أن تشير إلى (هو 6: 1- 2)1 هلم نرجع الى الرب لانه هو افترس فيشفينا.ضرب فيجبرنا. 2 يحيينا بعد يومين.في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا امامه.  "  تُفسر بطريقٍة مماثلة في الترجوم الآرامي على هذه الآية. ولكن يسوع يبدو َ أنه يقدم  تلميحا إلى (يونان 1: 17) 17 واما الرب فاعد حوتا عظيما ليبتلع يونان.فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال (مت 12: 39) (مت 16: 4)
  هذا النوع من الآية المتنبأ بها كان تماما ما يطلبه الفريسيون في (مرقس 8: 12) 12 فتنهد بروحه وقال: «لماذا يطلب هذا الجيل اية؟ الحق اقول لكم: لن يعطى هذا الجيل اية!» (مت 16: 4) 
هذا النوع من التنبؤ كان أساس تعريف النبي الحقيقي بحسب (نث 13: 2- 5) (تث 18: 18- 22)  يسوع أعطاهم آية تلو الأخرى، ولكنهم ما كانوا يرون وما كانوا يستطيعون أن يرون.
**********
 القيامة   THE RESURRECTION
 العائد من الموت له ثلاثة معاني.  في الكتاب المقدس
أ- أولئك الذين لم يموتوا ولكنهم ذهبوا لكي يكونوا مع الرب مثل [أيوب و أخنوخ راجع (تك 5: 24) .. وإيليا أنظر (2مل 2: 12) ] الذي يسمى "أن يكون مترجما ".
ب- البعض، ومن خلال قوة الرب ، أعيدوا من عند بوابة الموت إلى صحة جسدية. هذا ما يسمى بـ "القيامة". سوف يرقدون في نقطة معينة ما من المستقبل.
ُ
ج- كانت هنالك قيامة واحدة فقط (أي قيامة يسوع) . لقد مات ولكنه أقيم من بين الأموات (أي hades ) وصار  جسده حيا فى صورة بهية جديدة مهيأ لأجل حياة أبدية مع الرب . إنه بَا ُكو َرة الأموات (1كور 15: 20 و 23) "بكر الأموات" (كولا 1: 15 و 17)  وبسببه، سيقوم المؤمنين عند المجيء الثاني  (مز 49: 15) ( مز 73: 24) (أش 26: 19) ( دا 12: 2) ( (مت 22: 31- 32) (مر 12: 26- 27) (يو 5: 25 و 28- 29) (يو 6: 39- 40 و44 و 54) (رو 8: 11( (1كور 15) (1تس 4: 13- 18) (1يو 3: 2)

الدليل على القيامة
أ- خمسون (50) يوما بعد العنصرة، صارت القيامة الفكرة األساسية في عظة بطرس (أع 3) الآلف إعتمدوا ومؤمنين بقيامة المسيح من الذين كانوا يعيشون في المنطقة التي جرت فيها الحادثة.
ب- حياة التلاميذ كانت قد تبدلت جذريا من الإحباط والخوف (ما كانوا يتوقعون القيامة) إلى الجرأة، وحتى الإستشهاد.
ج- يضع بولس قائمة بالعديد من شهود العيان في (1كو 15: 5- 8)  بما فيهم هو نفسه (أع 9).

مغزى القيامة
أ- ُتظهر أن يسوع هو فعلا ما أعلن عن نفسه (مت 12: 38- 40)  إذ تنبأ بالموت والقيامة
ب- أيدَ الرب حياة يسوع، وتعليمه، وموته البدلي (رو 4: 25)
ج- تظهر لنا الوعد لكل المسيحيين (أي قيامة الأجساد،1كور 15).
إثبات لإعلان يسوع بأنه كان سيقوم من بين الأموات:
أ- فى إنجيل متى (مت 12: 38- 40) (مت 16: 21) ( مت 17: 9 و 22 و 23) (مت 20: 18- 19) (مت 36: 32) (مت 27: 63)
ب- فى إنجيل مرقس (مر 8: 31) (مر 9: 2- 20) ( مر 15: 28 و 58)
ج- فى إنجيل لوقا (لو 9: 22- 27)
د- فى إنجيل يوحنا (يو 2: 19- 22) (يو 12: 34) الإصحاحات 14- 16
كل من بطرس وبولس يؤكد على أن المزمور 16 يشير إلى يسوع، المسيا
أ- بطرس في (أع 2: 24- 32)
ب- بولس في (أع 13: 32- 37)
تفسير (مرقس 8: 32) 32 وقال القول علانية.فاخذه بطرس اليه وابتدا ينتهره.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٢ وَقَالَ ٱلْقَوْلَ عَلاَنِيَةً، فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَٱبْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ.

وَقَالَ ٱلْقَوْلَ عَلاَنِيَةً،  : هذا زمن ناقص آخر كما في (مر 8: 31) هناك تعني "بدأ" ولكن هنا ربما تشير إلى عمل متكرر (القول هنا هو أن يسوع أخبرهم عن آلامه وموته وكرره بعد ذلك مرتين ) قالها لهم ليقولوها هم عنه علنا فالمسيح يقصد بذلك إعلانا بأنه ينفى عن نفسه أن يكون مسيا السياسة . لقد تكلم إليهم بشكل واضح- لا أمثال، ولا رموز، ولا استعارات (يو 10: 24) 24 فاحتاط به اليهود وقالوا له: «الى متى تعلق انفسنا؟ ان كنت انت المسيح فقل لنا جهرا». ( يو 14: 11)  11 صدقوني اني في الاب والاب في، والا فصدقوني لسبب الاعمال نفسها.  ( يو 16: 25 و 29) 25 «قد كلمتكم بهذا بامثال، ولكن تاتي ساعة حين لا اكلمكم ايضا بامثال، بل اخبركم عن الاب علانية. 26 في ذلك اليوم تطلبون باسمي. ولست اقول لكم اني انا اسال الاب من اجلكم،  ( يو 18: 20) 20 اجابه يسوع:«انا كلمت العالم علانية. انا علمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما. وفي الخفاء لم اتكلم بشيء.  "
فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ  :  لقد صنع بطرس ذلك بصد ٍق وإخلاص ولكن بدون فهم. لا يزال بطرس بغلظته كما هو رغم إعترافه بالمسيا ورغم تطويب المسيح له لأنه نال إستعلانا من الاب قبل بطرس وآمن أن المسيح قوة الرب وكلمته وأنه إبن الرب الحى ورفض آلامه موته وإشتهى بطرس الملك والمجد عندما يجلس المسيح على كرسى أبيه دواد ويأخذ منصب من مناصب المملكة الأرضية ولم يعرف بطرس أنه لا يوجد مسيح بدون آلام الصليب والموت لأنه بعد الموت تأتى القيامة
بطرس يتصرف وكأنه وكيل إبليس وبخ المسيح بطرس بشدة بإعتباره بأنه ينقل فكر الشيطان الذى خير المسيح يوما بأن يعطيه ملك العالم إن خر وسجد له (مر 1: 12- 13) 12 وللوقت اخرجه الروح الى البرية 13 وكان هناك في البرية اربعين يوما يجرب من الشيطان. وكان مع الوحوش. وصارت الملائكة تخدمه. (مت 4: 1- 11) وكيف السجود له إلا بالهرب من الصليب !! مبينا أن ألألآم القادمة والموت إنما هى مشيئة الرب وإرادته وأن بطرس يريد أن يهرب المسيح من هذه الألام ليهرب هو منها بالتالى ، وهذا الفكر وهذا الضمير نفسه ظل معه وفضحه أمام جارية لما رأى المسيح بالفعل أمام تهديد الموت فقال : " لست أعرفه" هذه محسوبه فشل ذريع لبطرس والتلاميذ ولكن الأكثر فضيحة أنهم كلهم تركوه وهربوا !!إذ كانوا على غير إستعداد قط ليس فقط أن يموتوا معه بل وأن يقبلوا موته هو

وَٱبْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ. : هذه كلمة يونانية قوية[ انظر السبعينية LXX من (تك 37: 10) 10 وقصه على ابيه وعلى اخوته، فانتهره ابوه وقال له: «ما هذا الحلم الذي حلمت؟ هل ناتي انا وامك واخوتك لنسجد لك الى الارض؟» (لو 4: 41)  41 وكانت شياطين ايضا تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول: «انت المسيح ابن الله!» فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لانهم عرفوه انه المسيح. ( 2تيم 4: 2) 2 اكرز بالكلمة. اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب. وبخ، انتهر، عظ بكل اناة وتعليم. " . تستخدم عن يسوع في (مر 1: 25) 25 فانتهره يسوع قائلا: «اخرس واخرج منه!» ( مر 3: 12)12 واوصاهم كثيرا ان لا يظهروه. (مر 4: 39) 39 فقام وانتهر الريح وقال للبحر: «اسكت. ابكم». فسكنت الريح وصار هدوء عظيم.  (مر 9: 25)25 فلما راى يسوع ان الجمع يتراكضون انتهر الروح النجس قائلا له: «ايها الروح الاخرس الاصم انا امرك: اخرج منه ولا تدخله ايضا!»   في هذا السياق بطرس "انتهر" أو "وبخ" يسوع لأجل تعليقاته. بالتأكيد دافعه كان أن يحمي يسوع، لا أن يدينه. بطرس لم يفهم الطبيعة البدلية والنبوية لإلام يسوع.
يسوع يوبخ بطرس في (مر8: 33) لأجل نقص تبصره الروحي وبطء فهمه.
تفسير (مرقس 8: 33) 33 فالتفت وابصر تلاميذه فانتهر بطرس قائلا اذهب عني يا شيطان.لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٣ فَٱلْتَفَتَ وَأَبْصَرَ تَلاَمِيذَهُ، فَٱنْتَهَرَ بُطْرُسَ قَائِلاً: ٱذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلّٰهِ لٰكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».

وَأَبْصَرَ تَلاَمِيذَهُ،:  يسوع قال هذه الكلمة لبطرس، ولكن بمعنى ما كان يخاطب جميع التلاميذ.
 ٱذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ، :  هذا أمر مضارع مبني للمعلوم. يسوع يأمر بطرس أن يغرب عن وجهه. هذا له دلالات الرفض في العهد القديم  تعنى قطيعه أى إذا كنت تؤمن بما تقوله فلا تسير معى وأبتعد عنى لأنك ترفض آلامى وموتى  "ابتعد من ورائي" (1مل 14: 9) 9 وقد ساء عملك اكثر من جميع الذين كانوا قبلك فسرت وعملت لنفسك الهة اخرى ومسبوكات لتغيظني وقد طرحتني وراء ظهرك (حز 23: 35) 35 لذلك هكذا قال السيد الرب من اجل انك نسيتني وطرحتني وراء ظهرك فتحملي ايضا رذيلتك وزناك  ".
سرعان ما أدرك الرب فكر بطرس، رغم أن كلماته كانت ذات مغزى وتميّزَ فيها صوت العدو (الشيطان)، يحاول تنحيته عن الصليب، حيث كان ينبغي أن يموت كذبيحة أسمى عن الخطيئة. لقد أسكت توبيخُه الحاد ذلك الرسول المضطرب، ولكن لا بطرس ولا الآخرين فهموا فى ذلك الوقت حقيقةً الكشف الإلهى المعطى لهم.
بدون إدراك ذلك، كان بطرس يجرب يسوع بنفس الطريقة التي جربه بها إبليس في البرية (مر 1: 12- 13) ( مت 4: 1- 11)  لقد حاول إبليس أن يجعل يسوع يربح الولاء البشري بأي طريقٍة إلا الجلجثة ( يطعمهم، يصنع عجائب لهم، يساوم على رسالته). لم يدرك بطرس أن آلام يسوع وموته كانت هي مخطط إلهى (مر 10: 45) 45 لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين».  (أع 2: 23) 32 فيسوع هذا اقامه الله، ونحن جميعا شهود لذلك.  ( أع 3: 18)18 واما الله فما سبق وانبا به بافواه جميع انبيائه، ان يتالم المسيح، قد تممه هكذا. ( أع 4: 28) 28 ليفعلوا كل ما سبقت فعينت يدك ومشورتك ان يكون. ( أع 13: 29)29 ولما تمموا كل ما كتب عنه، انزلوه عن الخشبة ووضعوه في قبر.  (2كور 5: 21) 21 لانه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لاجلنا لنصير نحن بر الله فيه "
غالبا ، هي ما تكون التجارب المؤلمة أكثر القوية تأتي من أصدقاء ومن العائلة. ملكوت الرب ، وليس التفضيلات الشخصية، أو الأهداف الشخصية من وراء الصداقة والقرابة التي لها أعظم أولوية

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 8

7. إعلانه عن شركة الصليب (مرقس 8: 34-38)
تفسير (مرقس 8: 34) 34 ودعا الجمع من تلاميذه وقال لهم من اراد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
«٣٤ وَدَعَا ٱلْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي.

انظر الشرح (متّى ١٦: ٢٤ - ٢٨.)
 وزاد مرقس على ما ذكره متّى أنه دعا الجمع قبل أن تكلم في أن شرط إتباع المسيح هو حمل الصليب كأن ذلك شرط عام لكل من أراد أن يدخل ملكوت الله في كل مكان وزمان. ويتطلب تنفيذ هذا الشرط (1) الشجاعة الذاتية (2) النية العائدة والعنيدة المرتبطة بالبذل والتضحية (3) الأمانة المطلقة للمعلم .. وهذا كله متعلق بالوصية الأولى أحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك
 وقال متّى أن المسيح قال «الذي يهلك نفسه من أجلي يخلّصها» فزاد مرقس على ذلك قوله «من أجل الإنجيل» أي أن إنكار الذات والغيرة والمحبة التي يطلبها المسيح من تلاميذه لا تكون إكراماً لشخصه فقط بل للبشارة التي نزل من السماء ليشهد بها ويموت شهيداً لها (يوحنا ١٨: ٣٧). وهذا يدلنا على أن دعوة المسيح وإنجيله دعوة واحدة. والذي قاله المسيح في ع ٣٥ قاله ثلاث مرات أُخر (متّى ١٠: ٣٩ )  39 من وجد حياته يضيعها ومن اضاع حياته من اجلي يجدها. (لوقا ١٧: ٣٣ ) (يوحنا ١٢: ٢٥).

وَدَعَا ٱلْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ :   إنجيل مرقس هو الإنجيل الوحيد الذي يدون حضور جموع في قيصرية فيلبي. عادة ما ترى هذه الحادثة على أنها زمن تعليم خصوصي، ولكن من الواضح أن الآخرين كانوا حاضرين.    هذا الجمع ربما كان يشتمل على أناس غير يهود وعلى الأرجح أيضا غير فريسيين أو رؤساء دين لأنه خارج أرض الميعاد التقليدية في منطقٍة أممية تشتهر بعبادة أوثان . لهذا الجمع أعلن يسوع التكلفة الحقيقية للتلمذة، والإستسلإم التام المطلوب لأتباعه. إنه يطلب منهم أن يتبعوه ولكن يوضح لهم التكلفة بوضوح.
 مَنْ :  هذه جملة شرطية فئة أولى، يُفترض أن تكون حقيقية من وجهة نظر الكاتب أو لأجل هدفه الأدبي
مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي  : لاحظوا الدعوة العامة العالمية ليكونوا تلاميذ يسوع. ولكن هناك تكلفة (الخلاص مجاني، التلمذة ضرورية وهي تكلف غاليا وشخصيا)  من اللافت أن كلمات يسوع نفسها إلى بطرس في (مرقس8: 33) (mou opisō hupage ) تستخدم الآن من جديد pisō  mou )ولكن بمعنى "يأتي ورائي" (التلمذة) . هناك شركة غير ملائمة (بطرس كوكيل لإبليس) وشركة ملائمة (الخدمة الغيرية) الأمر نفسه الذي يوبخ بطرس يسوع لأجل التذكير به يُقال الآن بشكل واضح صريح على أنه هدف كل شيء، "احمل صليبك".
وعبارة من أراد المسيح يخاطب أصحاب الإرادة الحرة بإعتبار أن الإنسان له حرية الإختيار أن يتبع المسيح أو لا يتبعه ووضع المسيح شرط إتباعه  (تث 30: 19)19 اشهد عليكم اليوم السماء والارض.قد جعلت قدامك الحياة والموت.البركة واللعنة.فاختر الحياة لكي تحيا انت ونسلك. " ففى النصف الأول من الاية يعطى حرية الإختيار ولكن بعد أن نتدرج قليلا فى فهمة ومعرفته نجد أن حتمية الإختيار الحر كأمر هو أن نختار الرب  لأنه لا يشاء مووت الخاطئ فى خطيته بل أن يرجع ويحيا وهذا أمر دفع فيه المسيح ثمنا كبيرا
فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ  : هذا أمر ماضي ناقص مبني للمتوسط من كلمة تدل على "ينكر"، "يتنصل من"، "يتخلى عن" أو "يتجاهل"(مت 16: 24)24 حينئذ قال يسوع لتلاميذه: «ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني وللإنسان أن يختار بين أمرين إما أن يتبع المسيح وينكر نفسه أو يتبع العالم وينكر المسيح   (مت 10: 33) ولكن من ينكرني قدام الناس انكره انا ايضا قدام ابي الذي في السماوات."  (مت 26: 35 و 75)35 قال له بطرس: «ولو اضطررت ان اموت معك لا انكرك!» هكذا قال ايضا جميع التلاميذ.  فتذكر بطرس كلام يسوع الذي قال له: «انك قبل ان يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات». فخرج الى خارج وبكى بكاء مرا. (مر 8: 24) (مر 14: 30 و 32 و 72) 30 فقال له يسوع: «الحق اقول لك انك اليوم في هذه الليلة قبل ان يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات». 31 فقال باكثر تشديد: «ولو اضطررت ان اموت معك لا انكرك». وهكذا قال ايضا الجميع.  (لو 9: 23) 23 وقال للجميع: «ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني ( لو 12: 9)9 ومن انكرني قدام الناس ينكر قدام ملائكة الله.  ( لو 23: 34و 61)  34 فقال: «اقول لك يا بطرس لا يصيح الديك اليوم قبل ان تنكر ثلاث مرات انك تعرفني»61 فالتفت الرب ونظر الى بطرس فتذكر بطرس كلام الرب كيف قال له: «انك قبل ان يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات» ( يو 13: 38) 38 اجابه يسوع:«اتضع نفسك عني؟ الحق الحق اقول لك: لا يصيح الديك حتى تنكرني ثلاث مرات.
السقوط (تك3) قد جعل استقلال الجنس البشري وتمركز الذات عنده هي هدف الحياة، ولكن الان المؤمنون يجب أن يرجعوا إلى اعتماد غيري على الرب . الخلاص هو استرداد صورة الرب في البشرية، التي تشوهت بالسقوط. هذا يسمح بشركة حميمة مع الآب، التي هي هدف الخلق.
وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ  : هذا أمر ماضي ناقص مبني للمعلوم. ( لو 14: 27) ومن لا يحمل صليبه وياتي ورائي فلا يقدر ان يكون لي تلميذا." هذه العبارة "احمل صليبك" كانت تشير إلى المجرم المدان والمقاد إلى مكان الصلب. كانت هذه استعارة ثقافية للإشارة إلى الموت المؤلم والمخزي. في هذا السياق تشير إلى "الموت عن طبيعتنا القديمة الخاطئة". الإنجيل هو دعوة جذرية لمرة واحدة وأخيرة لأجل الشركة، والتلمذة (مت 10: 38) (مت 16: 24) حينئذ قال يسوع لتلاميذه: «ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني ( لو 9: 23) ( لو 14: 27) ( لو 17: 33) (يو 12: 25)  كما أن يسوع وضع حياته من أجل الآخرين، كذلك علينا أن نتبع مثله  (2كور 4: 14- 15) (غل 2: 20) ( 1يو 3: 16)  هذا يدل بشكٍل واضح على أن نتائج السقوط قد أزيلت.
    ما كان ليمكن بأي طريقة أخرى سوى موت ربنا القرباني يستطيع بها أن يصنع كفارة عن الخطيئة. الكلمة التي تُرجمت هكذا في العهد القديم تشتمل على معاني التسكين، والاسترضاء، والبدلية، والفداء، والتهدئة، والمصالحة. إنها أبعد بكثير من "كفارة" التي قبلها كثيرون كمعنى حقيقي. في العهد الجديد، الكلمة العبرية التي تُرجمت إلى هذه المعاني المختلفة يُستعاضُ عنها بكلمة يونانية تعني "كفارة استرضائية". كل هذه المعاني المختلفة يشتمل عليها الموت البدلي ليسوع على الصليب. ولكن بدون القيامة تصبح كل هذه المفردات لا معنى لها.
 رجل يحمل الصليب هو رجلٌ ماضٍ إلى الموت. التلميذ الحقيقي ليسوع هو التلميذ المستعد لرفض متطلبات الذات الخاصة والمستعد لأن "يموت كل يوم" لأجل معلمه (1 كورنثوس 15: 31). أن ينكر المرء ذاته هو أكثر من نكران النفس أو اللا أنانية. إنه يعني التضحية الكاملة لحياة الذات أى "إنكار الذات" وثانيا : الطاعة .. ويضيف لوقا : " يحمل صليبه كل يوم" (لو 9: 23) وكأنها قرين عبارة " إعطنا خبزنا كل يوم" فى الصلاة الربانية فكما نطلب خبز كل يوم نطلب القوة لحمل الصليب كل يوم الأوولى لغذاء الروح (الخبز الجوهرى) والثانية لنجاتها من موت العالم ، لكيما يُرى المسيح وحده (غلاطية 2: 20).
وَيَتْبَعْنِي.  :  هذا أمر مضارع مبني للمعلوم. هذه هي لغة التلمذة لا رابية. المسيحية هي خيار حاسم يتبعه تلمذة مستمرة (مت 28: 19- 20)  19 فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. 20 وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر». امين. (اف 2: 8- 10) 8 لانكم بالنعمة مخلصون، بالايمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله. 9 ليس من اعمال كيلا يفتخر احد. 10 لاننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة، قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها. "
 والإتباع يلزم الإلتصاق بالرب والأمانة المطلقة فالصليب واقع بين إما الأمانة للرب وحمل الصليب أو الأمانة  لبيلاطس وقيصر ملك الأرض التى إختارها رؤساء الكهنة وواضح أن أحد تلاميذ المسيح وهو يهوذا إختار فضة الكهنة وباع المسيح بثلاثين قطعة من الفضة أما رؤساء الكهنة فباعوه من أجل مراكزهم الككهنووتية وسلطتهم فإنحازوا للعالم وإستعانوا بملك قيصر ليزلوا فى مناصبهم (يو 19: 12) (يع 4: 4)  4 ايها الزناة والزواني، اما تعلمون ان محبة العالم عداوة لله؟ فمن اراد ان يكون محبا للعالم، فقد صار عدوا لله. "
تفسير (مرقس 8: 35) 35 فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها.ومن يهلك نفسه من اجلي ومن اجل الانجيل فهو يخلصها.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٥ فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ ٱلإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا.

 يحلص نَفْسَهُ ...، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ  : هذا تلاعب على الكلمة اليونانية التي تعني "نفس"، psuchē. في هذا السياق هناك تغاير بين الحياة الروحية ( تركيز على الملكوت) والحياة الأنانية (الحياة الدنيوية المتمحورة على الذات ) بما يعنى أنه لا خلاص بدون المسيح  وهذا ظهر من قوله:  "أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الذي يثبت في وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير، لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا." (يو 15: 5). فمن حاول أن يخلص نفسه بدون المسيح معناه أنه يهلكها ولكن الذى يهب نفسه للمسيح فإنه يحلص حتى ولومات فى سبيل محبته للمسيح والإنجيل والموت الروحى يعنى البعد عن الرب والموت الجسدى هو إنفصال الروح عن الجسد "قال لها يسوع: «أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا،" (يو 11: 25)."أيضا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا، لأنك أنت معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني." (مز 23: 4). 4 ايضا اذا سرت في وادي ظل الموت لا اخاف شرا لانك انت معي.عصاك وعكازك هما يعزيانني. (2كو 1: 10)  10 الذي نجانا من موت مثل هذا وهو ينجي.الذي لنا رجاء فيه انه سينجي ايضا فيما بعد 
ترجمة Williams للعهد الجديد تحوي "حياة أعلى... حياة أدنى)  إن كنا نحيا للمسيح فيجب أن نحيا للأبد إن كنا نحيا لأجل الذات فإننا أموات روحيا (تك 3) ( أش 59: 2) (2 بل اثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع.   (رو 5: 18- 19) 18 فاذا كما بخطية واحدة صار الحكم الى جميع الناس للدينونة، هكذا ببر واحد صارت الهبة الى جميع الناس، لتبرير الحياة. 19 لانه كما بمعصية الانسان الواحد جعل الكثيرون خطاة، هكذا ايضا باطاعة الواحد سيجعل الكثيرون ابرارا.  ( رو 7: 10- 11)10 فوجدت الوصية التي للحياة هي نفسها لي للموت. 11 لان الخطية، وهي متخذة فرصة بالوصية، خدعتني بها وقتلتني. ( رو 8: 1- 8)1 اذا لا شيء من الدينونة الان على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح. 2 لان ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية والموت. 3 لانه ما كان الناموس عاجزا عنه، في ما كان ضعيفا بالجسد، فالله اذ ارسل ابنه في شبه جسد الخطية، ولاجل الخطية، دان الخطية في الجسد، 4 لكي يتم حكم الناموس فينا، نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح. 5 فان الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون، ولكن الذين حسب الروح فبما للروح. 6 لان اهتمام الجسد هو موت، ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. 7 لان اهتمام الجسد هو عداوة لله، اذ ليس هو خاضعا لناموس الله، لانه ايضا لا يستطيع. 8 فالذين هم في الجسد لا يستطيعون ان يرضوا الله.  (أف 2: 1) 1 وانتم اذ كنتم امواتا بالذنوب والخطايا، ( كول 2: 13)13 واذ كنتم امواتا في الخطايا وغلف جسدكم، احياكم معه، مسامحا لكم بجميع الخطايا،  (يع 1: 15) 15 ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية، والخطية اذا كملت تنتج موتا. "
 ويوما ما سنكون أموات إلى الأبد  (رؤ 2: 11)11 من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس. من يغلب فلا يؤذيه الموت الثاني».  (رؤ 20: 6 و 14)  6 مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الاولى. هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم، بل سيكونون كهنة لله والمسيح، وسيملكون معه الف سنة. 14 وطرح الموت والهاوية في بحيرة النار. هذا هو الموت الثاني. (رؤ 21: 8)8 واما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الاوثان وجميع الكذبة، فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني».   هذه الحقيقة مشابهة لمثل "الغني الغبي" (لو 12: 16- 20)

ٱلإِنْجِيلِ هذه تركيبة من eu ( حسنا ) و  angelos( خبر أو رسالة أو البشارة) . كانت تعني أصلا  (الرسالة عن يسوع على أنه المسيا الذي يجلب الخلاص (وكل العقائد المتعلقة بذلك). إنها تمثل حقائق المسيحية وإعلان تلك الحقائق. إنجيل مرقس ربما كان أول ما استخدم بهذا المعنى (مر 1: 1 و 14- 15) 1 بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله: 14 وبعد ما اسلم يوحنا جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله 15 ويقول: «قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالانجيل» (مر 8: 35) 35فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها.ومن يهلك نفسه من اجلي ومن اجل الانجيل فهو يخلصها ( مر 10: 29)29 فاجاب يسوع: «الحق اقول لكم ليس احد ترك بيتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امراة او اولادا او حقولا لاجلي ولاجل الانجيل  (مر 14: 9) 9 الحق اقول لكم: حيثما يكرز بهذا الانجيل في كل العالم يخبر ايضا بما فعلته هذه تذكارا لها».
 وقد أوجز الإنجيل في (يو 3: 16) في أن الله أرسل ابنه الوحيد لخلاص المؤمنين. والنقط الرئيسية في الإنجيل كما بشَّر به بولس هي: أن المسيح مات لأجل خطايانا، وأنه قام من بين الأموات (1 كو 15 : 1 - 4). ويُدْعَى في العهد الجديد "إنجيل الله" (رو 1 : 1؛ 1 تسا 2 : 2، 9؛ 1 تيم 1 : 11)، و"إنجيل المسيح" (مر 1 : 1؛ رو 1 : 16؛ 15 : 19؛ 1 كو 9 : 12؛ 18؛ غل 1 : 7) "وإنجيل نعمة الله" (أع 20 : 24) "وإنجيل السلام" (أفس 6 : 15) "وإنجيل خلاصكم" (أف 1 : 13) "وإنجيل مجد المسيح" (2 كو 4: 4) "وإنجيل الملكوت أو بشارة الملكوت" (مت 4: 23) وقد بشر يسوع المسيح نفسه بهذا الإنجيل (مر 1 : 14) وبشر به الرسل (أع 16 : 10) والمبشرون (أع 8 : 25).
تفسير (مرقس 8: 36) 36 لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٦ لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ ٱلإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟

لَوْ رَبِحَ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ هذه أيضا كانت إحدى تجارب إبليس ليسوع (مت 4: 8- 9) 8 ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا واراه جميع ممالك العالم ومجدها 9 وقال له: «اعطيك هذه جميعها ان خررت وسجدت لي».  ورفض المسيح ممالك العالم ورفض موسى أن يصير إبن إبنه فرعون مفضلا عار المسيح ووزن بين الربح والخسارة فإختار ان يذل مع شعب الرب بيد فرعون  (عب 11: 23- 26) 24 بالايمان موسى لما كبر ابى ان يدعى ابن ابنة فرعون، 25 مفضلا بالاحرى ان يذل مع شعب الله على ان يكون له تمتع وقتي بالخطية، 26 حاسبا عار المسيح غنى اعظم من خزائن مصر، لانه كان ينظر الى المجازاة. 
وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ :  هذا مصدر ماضي ناقص مبني للمجهول من كلمة تستخدم لوصف خسران شيء ما يكون شخص قد امتلكه سابقا وبين الربح والخسارة نذكر كلمات العظيم بولس  (فى 3: 7- 9)  7 لكن ما كان لي ربحا، فهذا قد حسبته من اجل المسيح خسارة. 8 بل اني احسب كل شيء ايضا خسارة من اجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي، الذي من اجله خسرت كل الاشياء، وانا احسبها نفاية لكي اربح المسيح، 9 واوجد فيه، وليس لي بري الذي من الناموس، بل الذي بايمان المسيح، البر الذي من الله بالايمان.  "
وأعاد بولس قصة موسى فى حياته فقد كان شاول ذا قام عظيم عند اليهود وكان يحسب نفسه متقدما عن جميع زملائه فى المعرفة والكرامة والغيرة والتدقيق فى الناموس إلى الحد الأقصى وفجأة ظهر له المسيح فأدرك فيه الحق والحياة وغنى النعمة فذكر كلماته السابقة فبولس لم ينتفع من كل ما ربحه من العالم بإسم الدين وأنه كان أشقى الناس وخسر نفسه كل ذلك أدركه عندما إنكشف له حق المسيح  ( أع 27: 10)  10 قائلا:«ايها الرجال، انا ارى ان هذا السفر عتيد ان يكون بضرر وخسارة كثيرة، ليس للشحن والسفينة فقط، بل لانفسنا ايضا»
تفسير (مرقس 8: 37) 37 او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 ٣٧ أَوْ مَاذَا يُعْطِي ٱلإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟».

(مت 16: 26) 26 لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه؟ 
هذه الآية تابعه للآية السابقة وبها 
سؤال قوي. أين تكون الأولوية، الحياة الحاضرة أم الحياة الأبدية؟ العيش بشكل أناني يسرق من الأنسان فرح الحياة وعطية الحياة. هذه الحياة عطية ونهايتها وكالة. هذه الحياة بما فيها من مناصب ووظائف وكرامات ونجاح وأرباح معنوية ومادية وحقول وقنية من كل نوع بالإختصار ما نقابله فى العالم كله فى النهاية ماذا ستنفع عندما يقال لنا : " إعظ حساب وكالتك" (لو 16: 2)
تفسير (مرقس 8: 38) 38 لان من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فان ابن الانسان يستحي به متى جاء بمجد ابيه مع الملائكة القديسين

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٨ «لأَنَّ مَنِ ٱسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هٰذَا ٱلْجِيلِ ٱلْفَاسِقِ ٱلْخَاطِئِ فَإِنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ ٱلْمَلاَئِكَةِ ٱلْقِدِّيسِينَ».

تكرررت هذه ألاية فى ( لوقا ٩: ٢٦ ) 26 لان من استحى بي وبكلامي فبهذا يستحي ابن الانسان متى جاء بمجده ومجد الاب والملائكة القديسين. 

 هذا العدد فى إنجيل مرقس أكثر تفصيلا عما ذكره إنجيل متّى من قول المسيح «يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ» (متّى ١٦: ٢٧). وسبب اختصار متّى هذا المعنى أنه أتى بمثله في مكان آخر (متّى ١٠: ٣٢ و٣٣). 32 فكل من يعترف بي قدام الناس اعترف انا ايضا به قدام ابي الذي في السماوات 33 ولكن من ينكرني قدام الناس انكره انا ايضا قدام ابي الذي في السماوات. "  ( لو ١٢: ٩ ) 9 ومن انكرني قدام الناس ينكر قدام ملائكة الله.  " وللفرق بين ألفاظ المعنيين معنى "إعترف" فى إنجيل متى و "إستحى" فى إنجيل مرقس أن متّى ذكر الفعل "عدم عتراف " أو إنكار المسيح كما فعل بطرس أمام الجارية وإنجيل مرقس ذكر انفعال القلب الذي حمل على الإنكار وهو الاستحياء به.
مَن :ِ أي كل واحد فكل إنسان عرضة لإنكار المسيح وهلاك النفس.
ٱسْتَحَى بِي أي خجل أن يعترف بأني المسيح ولم يشهد لى والرب ودقق بولس على "كلمة أستحى" لأنها تعطل التبشير بالمسيح  أنه لم يستحى بالتبشير بالمسيح المصلوب ربا وإلها ومخلصا  ( رومية ١: ١٦ )  16 لاني لست استحي بانجيل المسيح، لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن: لليهودي اولا ثم لليوناني. " ووصى تلميذه تيموثاوس قائلا (٢تيموثاوس ١: ٨ ) 8 فلا تخجل بشهادة ربنا، ولا بي انا اسيره، بل اشترك في احتمال المشقات لاجل الانجيل بحسب قوة الله، ( 2تيم ٢: ١٢)12 ان كنا نصبر فسنملك ايضا معه. ان كنا ننكره فهو ايضا سينكرنا. "
والمسيح لم يستحى من البشر بدعوتهم أخوته  (لو 8: 20- 21)  20 فاخبروه: «امك واخوتك واقفون خارجا يريدون ان يروك». 21 فاجاب: «امي واخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها».   (عبرانيين ٢: ١١ ) 11 لان المقدس والمقدسين جميعهم من واحد، فلهذا السبب لا يستحي ان يدعوهم اخوة، " بل أن المسيح أعد لأخوته مكانا فى السماءلأخوته الذين لم يستحوا منه ولم ينكروه وبشروا به  (عب ١١: ١٦)16 ولكن الان يبتغون وطنا افضل، اي سماويا. لذلك لا يستحي بهم الله ان يدعى الههم، لانه اعد لهم مدينة. ". وعلة الاستحياء من إعلان إتباعى للمسيح اقد يكون بسبب الخوف أو العار أو أى سبب آخر وما يظهر فيّ من الضعف ومقاومة رؤساء الدين إياي

وَبِكَلاَمِي أي بتعليمي و إنجيلى  المضاد لكبرياء قلب الإنسان ولبره الذاتي ولأكثر أديان الأرض.
لأَنَّ مَنِ ٱسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي :  هذه العبارة هي جملة شرطية فئة ثالثة، والتي تقدم احتمالية )TEV وNJ
هذه تشير إلى الوقت عندما كل شخص يواجه بالإنجيل. هذه الحقيقة نفسها يتم التعبير عنها بطريقٍة مختلفة فى (مت 10: 32- 33) (لو 12: 8- 9)ما يقرره الناس اليوم عن الإنجيل يحدد مستقبلهم. يسوع هو الإنجيل.

ٱلْجِيلِ ٱلْفَاسِقِ معنى الفاسق هو  ٱلْخَاطِئِ معنى الفسق فى اللغة العربية  في المصطلح الشرعي هو خروج الإنسان عن حدود الشرع وانتهاك قوانينه بالسيئات وارتكاب المحرمات وهي الكبائر أو الإصرار على الصغائر واعظمه الخروج الكلي عن الإيمان ثم البدعة ثم الكبائر ووصف المسيح الجيل فى عصره بأن  (متّى ١٢: ٣٩)  39 فقال لهم: «جيل شرير وفاسق يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي. " وصف يسوع جيل يهود عصره بذلك لأنه يصدق عليهم إجمالاً ويصدق على أكثرهم حقيقة ومجازاً وعلاقة المجاز نكث عهودهم لله بالمحبة والطاعة (إرميا ٣١: ٣٢).32 ليس كالعهد الذي قطعته مع ابائهم يوم امسكتهم بيدهم لاخرجهم من ارض مصر حين نقضوا عهدي فرفضتهم يقول الرب. " وسبب الاستحياء بالمسيح الاهتمام بآراء جيل كهذا.
 فِي هٰذَا ٱلْجِيلِ ٱلْفَاسِقِ ٱلْخَاطِئِ اليهود في فترة ما بين العهدين طوروا لاهوت الدهرين. الدهر الحالي الذي كانت تسيطر عليه الخطيئة، والذات، والفجور.  ولكن الرب كان سيرسل المسيا ويؤسس دهرا جديدا من البر. يسوع يقول أنه هو نفسه كان يؤسس هذا اليوم الجديد وأن هذا البر الجديد يعتمد )كما هو مطروح على الأرجح في (يو 1: 12) 12 واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله، اي المؤمنون باسمه.  ( يو 3: 16) 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الابدية. " على إيمان المرء الشخصي واتكاله عليه، وليس على الإنجاز البشري للمرء (إر 31: 31- 34) 31 ها ايام تاتي يقول الرب واقطع مع بيت اسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا. 32 ليس كالعهد الذي قطعته مع ابائهم يوم امسكتهم بيدهم لاخرجهم من ارض مصر حين نقضوا عهدي فرفضتهم يقول الرب. 33 بل هذا هو العهد الذي اقطعه مع بيت اسرائيل بعد تلك الايام يقول الرب.اجعل شريعتي في داخلهم واكتبها على قلوبهم واكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا. 34 ولا يعلمون بعد كل واحد صاحبه وكل واحد اخاه قائلين اعرفوا الرب لانهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم الى كبيرهم يقول الرب.لاني اصفح عن اثمهم ولا اذكر خطيتهم بعد  (مت 5: 20)  20 فاني اقول لكم: انكم ان لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات. "
ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ : هذه هي تسمية ذاتية اختارها يسوع لنفسه؛ لم تكن لها أي معاني ضمنية قومية أو عسكرية أو حصرية في اليهودية في القرن ِالأول. الكلمة تأتي من استخدام نمطي فى (حز 2: 1) 1 فقال لي يا ابن ادم قم على قدميك فاتكلم معك. ( مز 8: 4) 4 فمن هو الانسان حتى تذكره وابن ادم حتى تفتقده. " حيث كانت تعني "كائن بشري" و (دا 7: 13) 13 كنت ارى في رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام فقربوه قدامه. " حيث كانت تدل على المسيا واللاهوت )آتيا على سحابٍة في السماء، وهو يدنو إلى الرب ويقتبل الملكوت الأبدي . الكلمة تجمع الجانبين التوأمين من شخص يسوع، الالهوت الكامل والناسوت  الكامل  (1 يو 4: 1- 3) 1 ايها الاحباء، لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الارواح: هل هي من الله؟ لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم. 2 بهذا تعرفون روح الله: كل روح يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فهو من الله، 3 وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد، فليس من الله. وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم انه ياتي، والان هو في العالم. "

ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ : المسيح يعامل الذين يستحون به كأنه يستحي بهم. وحقيقة ذلك أنه يرفض كونهم من خاصته ويعاملهم أمام كرسي أبيه كما عاملوه أمام أهل الأرض وعاقبة ذلك طردهم من ملكوت المجد لا بروح الانتقام بل بمجازاتهم حسب ما استحقوا. فمن اقتنع بصحة دين المسيح وإنجيله وأخفى اعتقاده حياءً أو خوفاً أو طمعاً ولم يعترف بإيمانه ارتكب إثماً فظيعاً وعرّض نفسه لعقاب شديد.
مَتَى جَاءَ  : يعلن العهد القديم بشكل واضح عن مجيٍء واحٍد للمسيا. ولكن حياة يسوع الأرضية أظهرت أن (تم 3: 15) (مز 22) (أش 53) (زك 9- 14)  تشير إلى آلام المسيا. المجيء الثاني المجيد للمسيا كرب وديان للكون ستكون تماما  بالطريقة التي كان يترقب فيها اليهود مجيئه في المرة الأولى. ضيق أفق فكرهم، والدغماتية الالهوتية لديهم جعلتهم يرفضون يسوع.
المجيء الثاني هو حقيقة  رئيسية وتتكرر في معظم الأحيان في العهد الجديد  (مت 10: 23) ( مت 16: 27- 28) ( مت 24: 3, 27 و 30 و 37) ( مت 26: 64) ( مر 8: 38- 39) ( مر 13: 26) ( لو 21: 27) (يو 21: 22) ( أع 1: 11) ( 1كور 1: 7) ( 1كور 15: 23) ( فيل 3: 20) ( 1تس 1: 10) ( 1تس 2: 19) ( 1تس 3: 13) (1 تس 4: 16)  (2 تس 1: 7 و10) ( 3تس 2: 1و 8) (يع 5: 7- 8) ( 2بط 1: 16) ( 2بط 3: 4 و 12) (1 يو 2: 28)(رؤ 1: 7)  
مَجْدِ :   في العهد القديم الكلمة العبرية الأكثر انتشارا لـ "المجد" )kabod )كانت أصلا كلمة تجارية (والتي كانت تشير إلى كفتي ميزان) بمعنى  "أن يكون ثقيلا ". وكل ما كان ثقيلا كان قيما أو كان له قيمة فعليه  غالبا ما كان يُضاف مفهوم الإشراق إلى الكلمة التي تعبر عن جلال الرب وبهائه (خر 15: 16) (خر 24: 17) (أش 60: 1- 2)  إنه وحده مستحق ومبجل. إنه أكثر سطوعا مما يستطيع البشر الساقطون أن يعاينوه (خر 33: 17- 23) (أش 6: 5) الرب يمكن أن يُعرف فقط من خلال المسيح (إر 1: 14) (مت 17: 2) (يو 14: 8- 9) (عب 1: 3) ( يع 2: 1)
كلمة "مجد" غامضة نوعا ما.
-1 قد تكون موازة لـ "بر الرب ".
-2 قد تشير إلى "قداسة" أو "تمامية" الرب
-3 يمكن أن تشير إلى صورة الرب الذي ُخلق عليها الإنسان (تك 1: 26- 27) (تك 5:1) ( تك 9: 6)  ولكن التي كانت ال تزال مشوهة بسبب التمرد (تك 3: 1- 22)
تستخدم أول مرة للإشارة إلى حضور يهوه مع شعبه في سحابة المجد خلال فترة التيه في البرية (خر 16: 7 و 10) (لا 9: 23) (عد 14: 10)
بِمَجْدِ أَبِيهِ :  هذا تنبؤ من العهد القديم من (دا 7: 10) (مت 16: 27) ( مر 13: 20) ( لو 9: 26) ( 2تس 1: 7)  . هذا يشير إلى المجيء الثاني. كانت هذه طريقة أخرى لتأكيد ألوهية يسوع. مرات عديدة في متى يكون الملائكة هم الذين يجمعون البشر ويفرزونهم في اليوم الأخير (مر 13: 39- 41و 49) ( مر 24: 31)
بِمَجْدِ أَبِيهِ سوف يأتي المسيح ثانية لا طفلاً في بيت لحم ولا نجاراً في الناصرة بل باعتبار كونه ابن الله في وقار ومجد ليثيب أصدقاءه الذين اعترفوا بالإيمان به ويطرد من حضرته أعداءه إلى محل العقاب الأبدي. وحينئذ تتبدل حال المسيح وحال الذين استحوا به فيكون هو ممجداً ويكونون هم مهانين. ولا يسأل حينئذ «من يستحي بالمسيح» بل «من يستحي المسيح بهم». وقد سبق تفسير قوله بمجد أبيه في شرح بشارة متّى (متّى ١٦: ٢٧).

 

 

 

 

This site was last updated 02/16/24