Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير إنجيل مرقس - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل29

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير مرقس الفصل2
تفسير مرقس الفصل4
تفسير مرقس الفصل6
تفسير مرقس الفصل7
تفسير مرقس الفصل8
تفسير مرقس الفصل9
تفسير مرقس الفصل14
تفسير مرقس الفصل15
تفسير مرقس الفصل16
تفسير مرقس الفصل17
تفسير مرقس الفصل18
تفسير مرقس الفصل21
تفسير مرقس الفصل22
تفسير مرقس الفصل23
تفسير مرقس الفصل24
تفسير مرقس الفصل25
تفسير مرقس الفصل26
تفسير مرقس الفصل27
تفسير مرقس الفصل28
تفسير مرقس الفصل29
Untitled 7348

 تفسير إنجيل مرقس على - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل29

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 16

1. الحجر المُدحرج (مرقس 16:  1-4)
تفسير (مرقس 16: 1)  1 وبعد ما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم ام يعقوب وسالومة حنوطا لياتين ويدهنه.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

لم تكن ليلة الموت المظلمة نهاية خدمة ربنا المبارك. فبالنسبة له، قاد "طريقُ الحياة" من القبر صعوداً إلى المجد، إلى يمين الآب، حيث المسرات إلى الأبد. روحه لم تبقَ في الجحيم- العالم غير المنظور، ولا رأى جسدُه الكريم فساداً في القبر (مز 16). كان أشعياء قد أعلن بروح النبوءة قائلاً: "إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ" (أشعياء 53: 10). ولذلك فإن من سُلِّمَ إلى الموت باختياره لأجل آثامنا أقيمَ بفضل تبريرنا (رومية 4: 25). هذه هي الترجمة الأصح، وليس كما قيل أحياناً أنه أُقيم لأجل تبريرنا، بل بالحري لأن موته قد لبى كل استحقاقات عدالة الله ضدنا؛ ولذلك فقد كانت قيامته هي الإعلان الإلهي عن تبريرنا من كل شيء.

كما رأينا حتى الآن، كان يسوع قد أخبر مسبقاً مراراً وتكراراً عن قيامته التي كانت ستحدث بعد ثلاثة أيام؛ ولكن تلاميذه كانوا بطيئين عن السمع وأخفقوا في فهم معنى وفحوى كلماته. لذلك فقد كانت القيامة غير متوقعة، وأخذ الأمر وقتاً لتصديق هكذا حقيقة مدهشة رائعة. ظهور ذاك الذي مات حياً من جديد، بأوضح ما يكون، وحده أقنعهم بالحقيقة. وظل البعض يشك في المسألة حتى النهاية، كما سيُظهر هذا الأصحاح.

عدة نساء أتقياء كن آخراً عند الصليب وأولاً عند القبر في صباح الفصح العجيب ذاك.

السبت الأخير للناموس الذي ما عاد الله يعرفه أبداً قد شارف على الانقضاء. خلال يوم الراحة ذاك من العهد القديم، لم يعرف أحد على وجه الأرض إن كان الفداء قد أُنجز أم لا. لقد لاحظه اليهود، رغم أن أيديهم كانت ملطخة بدم عبد يهوه، الذي أصروا على موته، وبذلك حققوا، بدون معرفة منهم، ما ورد في نصوصهم الكتابية أنفسهم. والآن طلع فجر اليوم الأول من أسبوع جديد في زمن جديد. ومع شروق أول أشعة النور عبر السماء، تركت ثلاث نساء بقلوب محطمة منكسرة- مريم المجدلية، ومريم أم يعقوب الصَّغِيرِ، وَسَالُومَةُ- منازلهن واتخذن سبيلهن نحو البستان حيث كان القبر الجديد الذي أعدّه يوسف والذي وُضِع فيه جسد يسوع، ولُفَّ بكتان، والذي كُنَّ قد اعتزمْنَ أن يضمّخْنه ويدْهنّه بالحنوط على عادة اليهود.

تفسير (مرقس 16: 2) 2 وباكرا جدا في اول الاسبوع اتين الى القبر اذ طلعت الشمس.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
إذ ارتفعت الشمس في صفحة السماء أكثر، أمكنهن رؤية القبر، وهنا فكرن في الحجر الضخم الذي كان قد دُحرج لإغلاق مدخل القبر. لقد كان هذه الحجر يشبه إلى حد بعيد حجر رحى نُحت من شق صغير في حجر الجير على منحدر بحيث يمكن أن يُدحرج إلى الثلم ليسد مكان الباب في الضريح، ولكن إبعاده أو دحرجته ارتجاعياً وإلى الأعلى من جديد كان سيأخذ جهداً ويتطلب قوة كبيرة جداً.
تفسير (مرقس 16: 3) 3 وكن يقلن فيما بينهن من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
وبينما كانت النسوة تسرن في الطريق رحن يتساءلن فيما بينهن كيف سيستطعن الدخول إلى التجويف الصخري للقبر حيث كان الجسد موضوعاً. فسألن: "«مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟»". لم يكن هناك أحد من التلاميذ ليقوم بهذه الخدمة لهن. لقد كانوا (التلاميذ) ينوحون على موت يسوع ومن الواضح أنهم كانوا يفكّرون أنه ما من شيء الآن ليغير مجرى الأحداث نحو الأفضل.
تفسير (مرقس 16: 4) 4 فتطلعن وراين ان الحجر قد دحرج.لانه كان عظيما جدا.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
ولكن مع اقتراب النسوة أكثر اندهشن لرؤية الحجر وقد دُحرج وأن المدخل مكشوف تماماً. ونعلم من أناجيل أخرى أن أول ما خطر في ذهنهن هو أن القبر قد نهبه أعداء يسوع وأنهم سرقوا جسده وحملوه بعيداً.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 16

2. الملاك يكرز بالقيامة  (مرقس 16: 5-8)
تفسير (مرقس 16: 5) 5 ولما دخلن القبر راين شابا جالسا عن اليمين لابسا حلة بيضاء فاندهشن.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
ولكن ما إن دخلن القبر حتى رَأَيْنَ "شَابّاً جَالِساً عَنِ الْيَمِينِ لاَبِساً حُلَّةً بَيْضَاءَ". لقد ملأ حضورُه النساءَ بخوف غريب. ولم يفهمن لأول وهلة أن هذه الشاب كان حاضراً عند خلق الكون، "عِنْدَمَا تَرَنَّمَتْ كَوَاكِبُ الصُّبْحِ مَعاً وَهَتَفَ جَمِيعُ بَنِي اللهِ" (أيوب 38: 7). لقد كان شاباً سرمدياً لأنه لم يكن ينتمي إلى الأرض بل من الخلائق السماوية.
تفسير (مرقس 16: 6) 6 فقال لهن لا تندهشن.انتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب.قد قام.ليس هو ههنا.هوذا الموضع الذي وضعوه فيه.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
وطمأنهن في الحال، طالباً منهن ألا يخفن. وأضاف قائلاً: "أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ هَهُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ".
تفسير (مرقس 16: 7) 7 لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس انه يسبقكم الى الجليل.هناك ترونه كما قال لكم.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
بعيون منذهلة مندهشة نظرت النسوة إلى القبر الفارغ حيث لم يبقى سوى الكفن. وأوصاهن الملاك أن يمضين في طريقهن وأن يخبرن تلاميذه، وبطرس، أن يسوع كان يسبقهم إلى الجليل إلى مكان اللقاء ذاك الذي كان قد أخبرهم عنه قبل صلبه. وهناك سيُظهر ذاته لهم.
هناك شيء مؤثر على نحو غريب مميز في هاتين الكلمتين "وبطرس". لا بد أن (بطرس) كان قد قضى فترة دفن الرب في حزن وكرب في الروح إذ كان يفكر ملياً في نكرانه له. ما كان ليشعر أنه يستحق بعد أن يُدعى تلميذاً له. ولكن الرسالة الخاصة أن "وبطرس"، كانت التوكيد من يسوع على أنه كان يحبه وأنه كان لا يزال يعتبره واحداً من خاصته.
تفسير (مرقس 16: 8) 8 فخرجن سريعا وهربن من القبر لان الرعدة والحيرة اخذتاهن ولم يقلن لاحد شيئا لانهن كن خائفات

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
سرعان ما غادرت النسوة المكان وهرعن إلى المدينة، وهن خائفات أن يخبرن أحداً عما رأينه أو سمعنه. من الواضح أن إحداهن قد التفتت إلى الوراء، وإذ تخلّفت عنهن في البستان، فإن يسوع نفسه ظهر لها. كانت هذه إحدى النساء الثلاث اللواتي أحببن أكثر لأن خلاصها كان عظيماً.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 16

3. ظهوره لمريم المجدلية  (مرقس 16: 9-11)
تفسير (مرقس 16: 9) 9 وبعد ما قام باكرا في اول الاسبوع ظهر اولا لمريم المجدلية التي كان قد اخرج منها سبعة شياطين.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
"ظَهَرَ أَوَّلاً لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ".
يبدو أنه ما من دليل كتابي على أن مريم هذه كانت امرأة خليعة أو غير أخلاقية، كما افترض كثيرون. لقد كان يُنظر إلى اسم مريم المجدلية عبر العصور وكأنه مرادف للمومس. ذلك أن كثيرين حاولوا أن يطابقوا بين مريم المجدلية وتلك المرأة في المدينة، التي جاءت إلى بيت الفريسي، كما ورد في رواية لوقا 7، وغسلت قدمي يسوع بدموع توبتها. ولكن لا يبدو هناك أي إثبات على أن المرأتين هما نفس الشخص. ما يخبرنا النص هنا (في إنجيل مرقس) هو أن يسوع كان قد أَخْرَجَ مِنْ مريم سَبْعَةَ شَيَاطِينَ. ولكن ليس من الضرورة أن تكون المرأة التي فيها شياطين امرأة غير محترمة. وليس من الضروري أن نفترض أن تملك الشيطان لنفسٍ يعني عدم العفة.
تفسير (مرقس 16: 10) 10 فذهبت هذه واخبرت الذين كانوا معه وهم ينوحون ويبكون.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
لقد أظهر يسوع ذاته لمريم بطريقة أزالت كل شكوكها؛ وهرعت لتخبر تلاميذه، الذين كانوا ينوحون ويبكون على موت ربهم، فقالت لهم أنه قام حقاً من بين الأموات.
تفسير (مرقس 16: 11) 11 فلما سمع اولئك انه حي وقد نظرته لم يصدقوا

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
ولكن بما أنهم ما كانوا بعد قادرين على تصديق القصة، ورغم أنها أكدت لهم بثقة أنها رأته وتحدثت إليه، فإنهم لم يصدقوا أن ذاك الذي مات هو حي من جديد. لا يذكر مرقس زيارة يوحنا وبطرس إلى القبر، وتأييدهم وتعزيزهم لصدق رواية مريم. إلا أنه يخبرنا بكلمات قليلة عن الحادثة التي يسهب لوقا في وصفها- ألا وهي لقاء يسوع مع تلميذي عمواس.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 16

4. ظهوره لتلميذي عمواس  (مرقس 16: 12-13)
تفسير (مرقس 16: 12) 12 وبعد ذلك ظهر بهيئة اخرى لاثنين منهم وهما يمشيان منطلقين الى البرية.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

استناداً إلى الكلمات "ظَهَرَ بِهَيْئَةٍ أُخْرَى"، توصّل البعض إلى استنتاج خاطئ بأن يسوع، بعد القيامة، ما عاد يمتلك الجسد ذاته الذي صُلبَ فيه. إلا أن نصوصاً كتابية أخرى تخالف هذه الفكرة تماماً. فأعينهما هي التي كانت متعبة، كما يقول لوقا، وليس الأمر أنه اتخذ جسداً مختلفاً آخر.

بعد ظهوره لهما وهما جالسين معه إلى وليمة الطعام، عادا إلى أورشليم وأخبرا الأحد عشر أنهما رأياه. ومن جديد نعلم أن الآخرين "لَمْ يُصَدِّقُوا وَلاَ هَذَيْنِ". لقد كان يصعب إقناعهم بأن يسوع قد غلب الموت.

آخر ظهور يذكره مرقس جرى في تلك الغرفة نفسها التي كانوا يتناولون فيها طعام العشاء.

تفسير (مرقس 16: 13) 13 وذهب هذان واخبرا الباقين فلم يصدقوا ولا هذين

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 16

5. ظهوره للأحد عشر  (مرقس 16: 14-18)
تفسير (مرقس 16: 14) 14 اخيرا ظهر للاحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم ايمانهم وقساوة قلوبهم لانهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
"ظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ وَهُمْ مُتَّكِئُونَ"[في ترجمة أدق، نقلاً عن اليونانية: "وهم متكئون إلى المائدة": (ἀνακεῖμαι). ]
لا نستطيع أن نجزم فيما إذا كانت هذه نفس المناسبة التي ذكرها لوقا (24: 36- 43) ويوحنا (20: 19). وعلى الأرجح جداً أن الحادثة كانت إما في أول مساء، عندما كان توما غائباً، أو في المساء الثاني، عندما كان (توما) هناك. وبما أن البعض كان لا يزال غير مؤمن، فإن الرب "وَبَّخَ عَدَمَ إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ" في أنهم لم يقبلوا شهادة النساء، وكلوبا ورفيقه، الذين أكدوا ما كان يسوع نفسه قد قال لهم بأنه سيحدث. من المهم أن نضع عدم إيمانهم نصب أعيننا عندما نأتي إلى التمعن فيما قاله لهم فيما بعد. من الملائم أكثر أن تكون هذه الواقعة قد حدثت في المناسبة الأبكر أكثر من التالية، إذ في الوقت الذي اقتنع فيه توما كان لا بد أن تكون جميع الشكوك قد ذهبت من الجميع.
تفسير (مرقس 16: 15) 15 وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
إن التفويض العظيم لم يُعْطَ مرةً واحدة، بل في عدة مناسبات، وفي كل مرة كانت هناك فروقات ذات أهمية بالغة. هنا يحدد برنامجه للكرازة بالإنجيل للعالم بأسره بتعابير واضحة لا لبس فيها.
"اكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا".
توجب عليهم أن ينقلوا البشرى السارة عن الفداء الذي أُكمل، ليس فقط إلى إسرائيل الذين كانت رسالة الملكوت مقتصرة عليهم بشكل كبير خلال خدمة الرب على الأرض (متى 10: 6)، بل "إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ". وكان يجب إزالة كل عائق لكي يتدفق نهر النعمة إلى الجميع.
تفسير (مرقس 16: 16) 16 من امن واعتمد خلص.ومن لم يؤمن يدن.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
"مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ".
 إن من استقبل الرسالة بإيمان كان عليه أن يشهد على ذلك بأن يعتمد، وبذا يعلن نفسه تلميذاً له علانية. لم يكن هناك ثمة قيمة خلاصية في الطقس بحد ذاته، بل كان مجرد تعبير عن الخضوع للمسيح. وأولئك الذين رفضوا الإيمان سوف يُدانون. لاحظوا أنه لم يقل أن من لا يعتمد سوف يُدان.
تفسير (مرقس 16: 17) 17 وهذه الايات تتبع المؤمنين.يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بالسنة جديدة.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
"هَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ". هذه الآيات هي ما يسميه بولس "عَلاَمَاتِ الرَّسُولِ" (2 كورنثوس 12: 12). هذه القدرات على اجتراح المعجزات أُعطِيَتْ للرسل المعتمَدين للتصديق على أنهم ممثلون عن المسيح (أعمال 4: 30- 33؛ 5: 12). ولكن لم يُظهرها أحدٌ ممن لم يؤمنوا، وقد رأينا أن "البعض قد شكّوا" حتى بين الاثني عشر. من الخطأ أن نعتقد أن العلامات تتبع أولئك الذين آمنوا بالرسل أو المرسلين. ليس الحال هكذا. بالنسبة للبعض، أولئك الذين أصبحوا بأنفسهم شهوداً علانية، كانت هكذا علامات تُمنح لهم فعلاً (1 كور 12: 7- 11)، ولكن كان هذا بحسب مشيئة الله المطلقة.
تفسير (مرقس 16: 18) 18 يحملون حيات وان شربوا شيئا مميتا لا يضرهم ويضعون ايديهم على المرضى فيبراون


تفسير انجيل مرقس الاصحاح 16

6. صعوده  (مرقس 16: 19-20)
تفسير (مرقس 16: 19) 19 ثم ان الرب بعدما كلمهم ارتفع الى السماء وجلس عن يمين الله.

تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
"ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ". لا يخبرنا مرقس كم من الوقت قد انقضى بين إعطاء هذا التفويض والصعود، ولكن الروايات الأخرى (في الأناجيل) تشير إلى أن هذه الفترة كانت حوالي أربعين يوماً. وفي الوقت المحدد استُقبلَ الإنسانُ المسيح يسوع فوق في السماء بمجد (1 تيموثاوس 3: 16)، حيث يشارك عرش الآب الآن (عبرانيين 1: 3).
تفسير (مرقس 16: 20) 20 واما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالايات التابعة.امين


تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside

"فَخَرَجُوا .... وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ".

في الواقع إن كل ما عمله خدامه لأجله كان قد تم بواسطته لأنه يعمل فيهم ومن خلالهم بقوة روح قدسه. ونعلم من الإنجيل أنهم "خَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ". نعرف من سفر أعمال الرسل أنهم كانوا بطيئين في القيام بذلك. لقد مضى بعض الوقت إلى أن استطاعوا أن يحرروا أنفسهم من الميول اليهودية والتحيّز لليهود لكي يتجهوا إلى كل العالم ويعرّفوا الأمميين ببشرى الإنجيل السارة. ولكن مع مرور الوقت دخلوا أكثر وبشكل أكمل إلى فكر الرب وهكذا حملوا البشارة إلى كل مكان كما أمرهم.

هذا العمل في تبشير العالم لا يزال مستمراً، ولن يكتمل إلى يسمع كل الناس في كل مكان رسالة نعمة الله وقد خرجت إلى العالم الضال. إن الاهتمام بالإرساليات التبشيرية ليس مادة اختيارية في جامعة كلية الله للنعمة. إنها مادة يجب على كل تلميذ فيها أن يدرسها كمادة أساسية اختصاصية. نحن الذين خلصنا مؤتمنون من قِبَلِ ربنا القائم على الامتياز المجيد بأن ننقل الإنجيل إلى العالم بأسره. ولهذا السبب بالذات قد أُبقينا في هذا العالم. وبالنسبة لخلاصنا، فإنه أكيد ومضمون لنا من الله كما في اللحظة الأولى التي آمنا فيها بالمسيح. لعله كان يمكن أن نؤخذ إلى موطننا السماوي فوراً. ولكن الله بحكمته اللا متناهية أبقانا هنا على الأرض لكي نكون شهوداً على نعمته المخلِّّصة ولكي يأتي آخرون كثيرون بواسطتنا إلى مشاركتنا النعمة التي لنا في المسيح. لو كانت الكنيسة مخلصة للتفويض الموكل إليها، لكان جسد المسيح قد أُكمل منذ زمن  بعيد ولكانت عودة الرب قد تحققت، إلا أنه كان يؤجل، على ما يبدو، وذلك لاهتمامه بخلاص الناس (2 بطرس 3: 9).

لم أسهب في المسألة الحاسمة المتعلقة بموثوقية وصحة نسبة الجزء الأخير من هذا الأصحاح، الآيات 9 إلى 20. فهذه لا ترد في مخطوطتين أقدم ما تكونان، ولكنها تحمل توقيع الوحي، ويشهد سفر أعمال الرسل وتاريخ الإرساليات على موثوقيتها، ولذلك لا أرى سبباً للافتراض أنها ليست جزءاً من الكتاب المقدس الموحى به من الله الذي لتعليمنا وبركتنا.

لا يتابع مرقس الحديث ليصف الصعود، بل ينهي إنجيله بالرب القائم كخادم لا يزال يعمل مع أتباعه وهم يسيرون في إطاعة كلمته.


 

 

 

 

 

 

 

This site was last updated 08/18/14