Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

شرح إنجيل مرقس -  تفسير الإنجيل كما رواه مرقس  (مر7: 1- 37) 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير مرقس (مر 1: 1- 20)
تفسير مرقس(مر 1: 21- 45
تفسير مرقس (مر1:2- 28)
تفسير مرقس (مر 3: 1- 19
تفسير مرقس (مر 3: 20- 35
تفسير مرقس (مر4: 1- 20
تفسير مرقس (مر4: 21- 41
تفسير مرقس  (مر 5: 1-20
 تفسير مرقس  (مر 5: 21- 43
تفسير مرقس (مر6: 1- 29
تفسير مرقس (مر 6: 30- 56
تفسير مرقس (مر7: 1- 37
تفسير مرقس (مر 8: 1- 21
 تفسير مرقس  (مر 8: 22-38
تفسير مرقس  (مر 9: 1- 29)
تفسير مرقس (مر 9: 30- 50)
تفسير مرقس (مر 10: 1- 27
تفسير مرقس (مر 10: 28- 52
تفسير مرقس (مر 11: 1- 31
تفسير مرقس (مر 12: 1- 27
تفسير مرقس (مر 12: 28- 44
تفسير مرقس(مر 13: 1- 20
تفسير مرقس (مر 13: 21- 37
تفسير مرقس (مر 14: 1- 21)
تفسير مرقس(مر 14: 22- 42
تفسير مرقس (مر 14: 43- 72
تفسير مرقس (مر 15: 1- 24
تفسير مرقس (مر 15: 25- 47
تفسير مرقس (مر 16: 1- 20
Untitled 8665
خاتمة إنجيل مارمرقس

 تفسير إنجيل مرقس على - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل17
تفسير وشرح إنجيل مرقس الإصحاح  السابع  (مر7: 1- 37)
1. السيد المسيح والغسلات (مر 7: 1-23)
2. شفاء ابنة المرأة الفينيقية (مر 7: 24-30)
3. شفاء أصم أعقد (مر 7: 31-37)

   تفسير انجيل مرقس الاصحاح 7

1. تذمر الفريسيين على التلاميذ بسبب غسل أيديهم (مرقس 7: 1-23)
تفسير (مرقس 7: 1) 1 واجتمع اليه الفريسيون وقوم من الكتبة قادمين من اورشليم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 
الأصحاح السابع تقليد الفريسيين في الطهارة وتبيين المسيح الطهارة الحقيقية (مر 7: 1- 23) وهذا الأصحاح مبتدأ حوادث السنة الأخيرة من حياة المسيح الأرضية هي سنة اضطهاداته.
١ «وَٱجْتَمَعَ إِلَيْهِ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَقَوْمٌ مِنَ ٱلْكَتَبَةِ قَادِمِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ».

إختار إنجيل مرقس ترك التسلسل وبدأ فى سرد حوادث معينة يعلق عليها المسيح للتعليم فالكلام هنا ليس كسابقة فقد بدأ يغيب تحديد الزمن وتحديد المكان وتحديد المناسبة
 وَٱجْتَمَعَ إِلَيْهِ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ الخ ذكر . كان هؤلاء أكثر المتدينين إخلاصا في تلك الأيام وكانوا معلمين . ثقافيا كانوا أفضل األفضل. محادثات يسوع معهم تُد ون في معظمها  (مر 7: 5- 8) ( مر 11: 27- 33) ( مر 12: 13- 17)
مرقس قبلاً معجزات المسيح الكثيرة العظيمة في سهل جنيسارت ورغبة الناس فيه وأخذ هنا يبين مقاومة الفريسيين إياه وكيفية دفعه إياها. وزاد مرقس على خبر متّى في العدد الأول أن الفريسيين المقاومين أتوا من أورشليم.( متّى ١٥: ١) 1 حينئذ جاء الى يسوع كتبة وفريسيون الذين من اورشليم قائلين:»  والأرجح أن مجلس السبعين هو الذي أرسلهم للفحص والإخبار كما فعل في أمر يوحنا المعمدان (يوحنا ١: ١٩)19 وهذه هي شهادة يوحنا، حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسالوه:«من انت؟»
. رؤساء الدين كانوا دائما يتتبعون اعماله ويراقبوة وينتقدوه  ومن الواضح أنهم كانوا لجنة خاصة تتقصى الحقائق رسميا الذي في أورشليم.  وهي مرسلة من السنهدرين كان مؤلفا 70 شخصا مكونا من الفئات التالية
-1 العائالت الكهنوتية الحاكمة (الصدوقيين)
-2 رؤساء الدين المحليين (الفريسيين) والكتبة والهيرودسيين وسائر الطوائف الأخرى
-3 ملاك الأراضي الأثرياء المحليين الأتقياء
وَقَوْمٌ مِنَ ٱلْكَتَبَةِ قَادِمِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ ورد إسم الكتبة فى إنجيل مرقس 21 مرة والكلمة تعنى فى الإنجيل :" معلموا الناموس" لهذا يسمون فى إنجيل لوقا بهذا الإسم "معلمو الناموس " (لو 5: 17) ومعظم الكتبة ينتمون أصلا إلى جماعة الفريسيين ولكن بعضا منهم ينتمون إلى الصدوقيين (مر 12: 18) وتعليم الكتبة يلتزم بالتقليد فقط وفى هذا العدد إشارة إلى قوم من الكتبة الذين جاءوا من أورشليم وأشاروا إلى جماعة أخرى منهم نزلت سابقا من أورشليم فى التي ذكرها ألإنجيل في (مر ٣: ٢٢) 22 واما الكتبة الذين نزلوا من اورشليم فقالوا: «ان معه بعلزبول وانه برئيس الشياطين يخرج الشياطين». " قَادِمِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ الأرجح أنهم كانوا لجنة جديدة أرسلت إلى كفرناحوم لما سمعوه من أخبار معجزات يسوع العظيمة ورغبة الناس فيه. وكانوا أرسلوا لجنة أخرى قبلها جادلته في أمر السبت (لوقا ٥: ١٧).17 وفي احد الايام كان يعلم وكان فريسيون ومعلمون للناموس جالسين وهم قد اتوا من كل قرية من الجليل واليهودية واورشليم. وكانت قوة الرب لشفائهم."  واللجنة الأولى قدمت تقريرا للسنهدرين عن قوته فى إخراج الشياطين وسجلوا فيه رأيهم أنه ببعلزبول يخرج الشياطين واللجنة الثانية قررت أن المسيح وتلاميذه لا يتمسكون بتقليد الشيوخ أما القرار الثالث  وكانوا موجودين داخل المجمع وخرجوا بعد أن سمعوه فكان فى (مر 3: 6) 6 فخرج الفريسيون للوقت مع الهيرودسيين وتشاوروا عليه لكي يهلكوه. " وهذه التقارير حفظت فى المجمع ليوم الحساب .
وكل ما ذُكر من العدد الأول من هذا الأصحاح إلى العدد الثالث والعشرين مرّ تفسيره في الشرح (متّى ١٥: ١ - ٢٠). .
تفسير (مرقس 7: 2)  2 ولما راوا بعضا من تلاميذه ياكلون خبزا بايد دنسة اي غير مغسولة لاموا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢ «وَلَمَّا رَأَوْا بَعْضاً مِنْ تَلاَمِيذِهِ يَأْكُلُونَ خُبْزاً بِأَيْدٍ دَنِسَةٍ، أَيْ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ، لاَمُوا».

.ً بِأَيْدٍ دَنِسَةٍ، أَيْ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ :
أيد دنسة وتعنى الكلمة "نجسة" أو "غير نزيفة" أو " غير مقدسة" وهذا فى المفهوم العبرى تعنى "غير مغسولة" لم تكن هذه ممارسة بغاية الصحة بل بدافع التطهر الطقسي الديني (مر 7: 4). لأن هذه كانت مهمة جدا ْبالنسبة لهم (لو 11: 38) ( مت 15: 2) . لقد تم التعبير عنها بكلمات محددة في التلمود. الجدال كان حول التقاليد الشفهية، التي فسرت نصوص العهد القديم.  فيما يشبه التاى فى أيامنا هذه ثم تسجيل الفتاوى لتكون نصوص قوانين فى عرفهم وقد أسماها المسيح وصايا من عندياتهم وثانيا أن هؤلاء التلاميذ قبيتهم ومهنتهم فى فى بحر طبرية وسط الماء فهى مغسولة دائما وليس أيديهم فقط بل سائر جسدهم ومفهوم غسل  اليدى فى مفهومهم لا يقصد النظافة بل يقصد التقديس أى إجراء دينى وهو مجرد فتوى من الناس
عضٌ من الفريسيّين والكتبة الذين كانوا يراقبون يسوع بشكلٍ متواصلٍ مطردٍ في محاولةٍ منهم لأن يجدوا أي خطأٍ يَرِدْ لديه في كلماته أو تصرفاته هو وتلاميذه، لاحظوا أن بعض التلاميذ كانوا يأكلون الخبز بأيدٍ دنسةٍ على حد اعتباراتهم. كان هذا أمراً مخالفاً للناموس بحسب تقليدٍ سُلِّمَ إليهم من الأيام الأولى. الفريسيّون الأكثر صرامةً كانوا يمرون بعمليةٍ طويلة ليس فقط بتطهير الأيدي من النجاسة بل أيضاً بالغسل الطقسي قبل أن يتناولوا طعامهم.
مما يدل على شدة مراقبة الفريسيين لتلاميذ المسيح أنهم راقبوهم وهم يأكلون ولم يكتفوا بالسمع. بِأَيْدٍ دَنِسَةٍ كان هذا الدنس طقسياً لا حقيقياً لأن أيديهم كانت نظيفة إلا أنهم لم يغسلوها قبل الأكل حسب تقليد الفريسيين. غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فسّر مرقس دنسة بغير مغسولة لأنه كتب إنجيله للأمم.
دَنِسَةٍ،: هذه هي الكلمة اليونانية koinos، والتي تعني "شائع" أو "متاح للجميع". إنها الإسم الذي يعطيه المحدثون للغة اليونانية الشائعة السائدة  في أيام يسوع. الكلمة اللاتينية "الفولغاتا" لها نفس الدلالة (أي متاح للجميع) في هذا السياق تشير إلى ما هو نجس طقسيا بسبب اتصاله ولمسه مع أشياء نجسة أخرى
تفسير (مرقس 7: 3) 3 لان الفريسيين وكل اليهود ان لم يغسلوا ايديهم باعتناء لا ياكلون.متمسكين بتقليد الشيوخ.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 «٣ لأَنَّ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَكُلَّ ٱلْيَهُودِ إِنْ لَمْ يَغْسِلُوا أَيْدِيَهُمْ بِٱعْتِنَاءٍ لاَ يَأْكُلُونَ، مُتَمَسِّكِينَ بِتَقْلِيدِ ٱلشُّيُوخِ.

في هذين العددين (مر 7: 4 و 5) بيان عوائد اليهود في الغسل الطقسي ولم يذكرها متّى لأنه كتب إنجيله لليهود وهم لا يحتاجون إلى بيانها كما يحتاج إليه الرومانيون الذين كتب مرقس بشارته إليهم. أمر موسى بصنوف من الغسل الطقسي في سفر اللاويين (ص ١٢ - ص ١٥) لم يقصد بها النظافة بل الرمز إلى تطهير القلب من دنس الخطيئة. وأما الغسل الذي أمر به الفريسيون قبل الأكل فليس مما أمر به الله وليس فيه من إشارة إلى أمر روحي. فضلوا باعتبارهم الخارجيات فضائل بقطع النظر عن المعنى التي تشير إليه. وَمِنَ ٱلسُّوقِ يحتمل ذلك أنهم كانوا يغتسلون متى رجعوا من السوق أو أنهم يغسلون ما يشترونه من السوق. وكل تلك العناية بالغسل نتيجة كبريائهم الزائدة وادعائهم الطهارة العجيبة حتى أنهم اعتزلوا اقتراب كل ما ظنوا إمكان تدنيسه إياهم. غَسْلِ كُؤُوسٍ وَأَبَارِيقَ الخ خوفاً من أن يكون قد لمسها أمميّ أو شرب أو أكل منها. وَأَسِرَّةٍ وهي ما يتكأ عليه عند الأكل وغسلوها خشية من أنه جلس عليها أحد من الأمم. وفي هاتين الآيتين أمر يستحق الاعتبار وهو أن اللفظة اليونانية المعبر بها عن غسل الكؤوس والآنية النحاسية والأسرة هي عين اللفظة المعبر بها عن المعمودية. ولنا من ذلك أن كيفية استعمال الماء في العماد ليس من جوهريات الدين.(مر 7: 5- 8) «٥ ثُمَّ سَأَلَهُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَٱلْكَتَبَةُ: لِمَاذَا لاَ يَسْلُكُ تَلاَمِيذُكَ حَسَبَ تَقْلِيدِ ٱلشُّيُوخِ، بَلْ يَأْكُلُونَ خُبْزاً بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ؟
هناك تغاير في المخطوطة اليونانية في هذه العبارة. معظم القراءات غير المألوفة هي pugmē، والتي تعني "أولا "، والموجودة في  المخطوطات الإنشية القديمة B , A وL ، بينما pukna،" والتي تعني "كثيرا،أو تكرارا  فنجدها في المخطوطات א وW، والفولغاتا والبسيطة. بعض النصوص القديمة تحذف ما بين قوسين في (مر 7: 3- 4) [المخطوطة 037 التي ترجع إلى القرن التاسع، والمعروفة بالحرف دلتا اليوناني الكبير، 4UBS وبعض الترجمات القبطية والسريانية والإنجيل الرباعي ] . تعطي الخيار رقم 1 نسبة أرجحية عالية.
ربما كانت هذه الكلمة اليونانية الصعبة تعكس ترجمة يونانية لعبارة آرامية هي "ما لم يغسلوا أيديهم في وعاء (خاص) "
Theological Dictionary of the New Testament, edited by Gerhard Friedrich and Geoffrey W. Broomiley, vol. 6 , p. 916
الفريسيون أخذوا مطالب العهد القديم المفروضة على الكهنة أثناء تأديتهم للواجب في الهيكل ووسعوها لتشمل كل اليهود "الحقيقيين" في كل يوم. لقد كانوا يضيفون إلى ناموس موسى.
احتمال آخر سيكون أن نأخذ العبارة بالطريقة الرابية في غسل الأيدي والأذرع مع قبضة مغلقة، ولكن هذا لا يؤيده أي تقليٍد رابيٍ مكتوب، إلا أنه كان يشير إلى فكرة الإمساك بالمياه المسكوبة على الكوع (حيث اليدين إلى الأسفل) مع يد بشكل كوب لكي ينسكب على الكوع مرة أخرى.
كلمة "يغسل" niptō, (مت 15: 2) كانت عادة تستخدم للإشارة إلى غسل جزء من الجسد "الطهارة الصغرى" وليس الإستحمام الكامل louō، "الطهارة الكبرى" (يو13: 10)  10 قال له يسوع:«الذي قد اغتسل ليس له حاجة الا الى غسل رجليه، بل هو طاهر كله. وانتم طاهرون ولكن ليس كلكم».
أخذ ألإسلام الاستعددات للصلاة من الديانة اليهودية وجعلها فريضة والاستعددات للصلاة  فى اليهودية يتطلب من المصلي ان يكون طاهرا وان يكون نقيا سواء جسمه او ملبسه وهذه هي الطهارة الصغري التي تشابه الوضوء في الإسلام يقوم بها اليهودي قبيل الصلاة على النحو التالي:
يقوم اليهودي بغسل يديه 3 مرات قبل ادخالها في اناء من الماء النقي من مصدر طبيعي ثم يغسل كامل وجهه ويمضمض ثم يمسح وجهه بمنديل.تلو هذه الطقوس سلسلة من الأدعية تحمد الله على توفير الماء للطهارة. غير ان الطهارة في اليهودية تعفي حاليا المصلي من غسل الارجل باعتبار ان هذه العادة كانت ملزمة في السابق عندما كان المصلون يمشون حفاة الارجل فيما فيما ينتعل الرجال في عصرنا الحاضر الاحذية التي تقي الارجل من القاذورات. اما اذا انعدم الماء فالطهارة الترابية البديلة مسموحة ما يشابه عملية التيمم في الإسلام.
اما الطهارة الكبرى فهي الغطس في بركة ماء من مصادر طبيعية وتواصيف محددة لا تزال سارية حتى ايامنا هذه.
.مُتَمَسِّكِينَ بِتَقْلِيدِ ٱلشُّيُوخِ.: يلاحظ هنا ان الشيوخ هم الحاخمات الذين قدسوا الظواهر وتركوا الجوهر والمعنى الطقسى للإغتسال وهو تظهير النفس من الخطايا والتوبة المستديمة
والشيوخ كلمة توقيرية وأصلها مصرى قديم فشيخ البلد هو الحاكم والشيوخ فى البهودية هم قادة الشعب العلمانيين وهم جزؤا رسميا من السنهدرين أكبر هيئة دينية عند اليهود والشيوخ فى الكنسة القبطية يطلق عليهم كلمة الأراخنة  فى قاموس المصطلحات الكنسية - [ معنى كلمة "الأرخُن "  مفرد: أرخن، ارخن - جمع: أراخنة، الأراخنة. باليونانية: αcων أي chief. تُنطَق: أرْخُن (أرخون)، بوضع ضمة على الخاء. وهي كلمة يونانية تعني "حاكم - قائد - آمِر - رئيس - رُبَّان"، وانتقلت الكلمة كما هي إلى اللغة القبطية. والقديس اسطفانوس الشهيد يدعو موسى النبي "رئيسيًا وفاديًا" (أعمال 7: 35)، كما أن الشيطان يُدعى "رئيس هذا العالم" (يوحنا 12: 31؛ 14: 30؛ 16؛ 11). وفي الليتورجية القبطية يُدعى رئيس الملائكة ميخائيل "أرخن السمائيين"، أي "رئيس السمائييين".
وتُستَخدَم الكلمة في المصطلح الكنسي حاليًا لتفيد معنى الرجل العِلماني المُتقدَّم بين شعب الكنيسة، فالأراخنة هم مقدِّمو الشعب. فإلى جانب مراكزهم الروحية والتقوية التي تجعل منهم قدوة صالحة لكافة العلمانيين في الكنيسة، فهناك أيضًا مراكزهم الاجتماعية التي تؤهِّلهم لخدمة الكنيسة.
كما ورد ذِكر الأراخِنة أيضًا في قوانين "هيبوليتس": "إذا عمل أحد الأراخنة وليمة أو عشاء للفقراء، فليكن الأسقف حاضِرًا وقت إيقاد السراج، وليقم الشماس ليوقِده..". وورد ذِكرهم أيضًا في القانون الثاني من قوانين البابا أثناسيوس بطريرك الإسكندرية.] أ . هـ
وعند اليهود شيوخ الكنيس المجمع هم معلموا ومسلمو التقليد وكلمتهم مسموعة عند الكتبة والفريسيين ويعتبرون القادة المدنيين للشعب وشيوخ الشعب كان منهم نيقوديموس ويوسف الرامى اللذان كانا محبين ليسوع  وكانا أيضا من أعضاء مجلس السنهدرين وبعض منهم قاوم المسيح  (مر 8: 31) 31 وابتدا يعلمهم ان ابن الانسان ينبغي ان يتالم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وبعد ثلاثة ايام يقوم.  "
 تقاليد الشيوخ هذه (غل 1: 14) 14 وكنت اتقدم في الديانة اليهودية على كثيرين من اترابي في جنسي، اذ كنت اوفر غيرة في تقليدات ابائي. " كانت قد نُظمت في قوانين في التلمود (المشنة) . هناك تحريران لهذه التقاليد الرابية. َ
 الأكثر اكتمالا هو من التلمود البابلي وغير المنتهي هو من فلسطين. الدراسة الحديثة لهذا الأدب أعيقت لأنه ما من أحٍد متأكد متى جرت هذه المناقشات المسجلة فيهم أصلا  أو دُونت. هناك مدرستان رابيتان لاحقتان من التفسير تطورت، الأولى محافظة (شماي) Shammai والأخرى ليبرالية (هلليل)  Hillel   كل القضايا التى نوقشت إستنادا لى هذه النقاشات الرابية. وكان الرابيون يقتبسون عن أسلافهم من أجل المصداقية والموثوقية.
تفسير (مرقس 7: 4)  4 ومن السوق ان لم يغتسلوا لا ياكلون.واشياء اخرى كثيرة تسلموها للتمسك بها من غسل كؤوس واباريق وانية نحاس واسرة.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٤ وَمِنَ ٱلسُّوقِ إِنْ لَمْ يَغْتَسِلُوا لاَ يَأْكُلُونَ. وَأَشْيَاءُ أُخْرَى كَثِيرَةٌ تَسَلَّمُوهَا لِلتَّمَسُّكِ بِهَا، مِنْ غَسْلِ كُؤُوسٍ وَأَبَارِيقَ وَآنِيَةِ نُحَاسٍ وَأَسِرَّةٍ».


لَمْ يَغْتَسِلُوا :
طور اليهود القوانين والنواميس المتعلقة بدخول الكاهن إلى خيمة الإجتماع لكي تشمل جميع اليهود ( خر 30: 19) هذه اإجراءات تتعلق بتطهير طقسي. كانوا قد طوروا على فترة طويلة من الزمن ذلك بالمداخلات والإستقراءات من القوانين الالوية.
هناك تغاير في المخطوطات اليونانية في هذه العبارة. بعض النصوص اليونانية تحوي:
-1 ماضي ناقص مبني للمتوسط شرطي من baptizō (المخطوطة W , D , A والفولغاتا والترجمات السريانية)
-2 مضارع مبني للمجهول إشاري من baptizō( المخطوطة F، L).
-3 ماضي ناقص مبني للمتوسط شرطي من rantizō" يرش" (المخطوطة B ,א والترجمة القبطية) . معظم الترجمات المحدثة تتماشى مع الخيار رقم # .1 الكتبة الأوائل ربما أقحموا البند رقم # 3 ألن baptizō كان قد أصبحت كلمة تقنية تشير إلى المعمودية المسيحية.
UBS4 يعطي البند 1 نسبة أرجحية متوسطة.
 ويقول أتباع الكنيسة الكاثوليكية أن المسيح لم يعين أحد هذه الطرق في المعمودية . وأنه ليس لأحد أن يحصر التعميد بالتغطيس لأنه لا يقرب من العقل أنهم كانوا يغطسون أسرتهم وموائدهم. فيصدق معنى تلك الكلمة على كل من الرش والصب والتغطيس.
وللرد أن التعميد بالتغطيس تم للمسيح وتلاميذه فى نهر الأردن أى بالتغطيس والتعميد أخذ من التقليد اليهودى الذى كان يتم بتطهير أجزاء من الجسم بالماء أو التراب فيما يسمى بالتطهير الصغير"  والثانى (إستحمام فى أحواض التطهير والتى ما زالت موجودة فى آثار البيوت القديمة بإسرائيل ويمكن أن تراها فى وادى قمران ) غسل  الجسم كله بالماء فيما يسمى بـ "التطهير الكبير"  وقد عبر الإنجيل عن إستخدام الماء فى المعمودية بتعبير الميلاد من الماء والروح (يو 3: 5)  5 اجاب يسوع:«الحق الحق اقول لك: ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله.  ويتم بالتغطيس فى جرن المعمودية وبالتراب بتعبير فدفنا معه بالمعمودية  "فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أقيم المسيح من الأموات، بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة؟" (رو 6: 4). والتعبيران يشيران إلى التغطيس الكامل ..
أما غسل الأوانى والأسرة والأباريق وغيرها فهى محددة بالتى تشترى من السوق التى ذكرت فى هذه الآية فقط يعنى غسلها أول مرة فقط حتى يضمن ألا تكون نجسة وأحد من الأمم لمسها   وقد قيل  عموما عن التدقيق  فى الإغتسال وصرف النظر عن روحانية هذا التقليد (عب 9: 10) 10 وهي قائمة باطعمة واشربة وغسلات مختلفة وفرائض جسدية فقط، موضوعة الى وقت الاصلاح. "
وَأَبَارِيقَ : هذه الكلمة "أباريق" هي كلمة لاتينية. يستخدم مرقس كلمات لاتينة أكثر من أي سفٍر آخر في العهد الجديد.  وهذا قد يوضح حقيقة أنه كان يكتب في روما إلى الرومان.
هناك تغاير في النصوص اليونانية التي تضيف klinōn (أسرة أو وسائد) في المخطوطات  94 P و L 45  D, A وW بينما B، א ، تحذفها. ربما أضاف الكتبة الذين يعرفون لاويين ،15 هذه العبارة، أو أن كتبة لاحقين، كانوا غير مطلعين على نص العهد القديم، قد فكروا أنها في غير مكانها وحذفوها. التحزر أمر شيق، ولكن لاهوتيا لا معنى أو أهمية له.
تفسير (مرقس 7: 5) 5 ثم ساله الفريسيون والكتبة لماذا لا يسلك تلاميذك حسب تقليد الشيوخ بل ياكلون خبزا بايد غير مغسولة.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 5 ثم ساله الفريسيون والكتبة لماذا لا يسلك تلاميذك حسب تقليد الشيوخ بل ياكلون خبزا بايد غير مغسولة.


ساله هذا زمن ناقص يدل على أنهم طلبوا منه مرارا وتكرارا  أو أنهم بدأوا يسألونه.
لماذا لا يسلك تلاميذك حسب تقليد الشيوخ
حاول الفريسيون والكتبة محاصرة يسوع بما يعتقدونه أنه صحيح وسؤالهم يحتاج إلى رد فورى للدفاع عن مخالفة التلاميذ لطقس الغسل والتطهير اليهودى  وكان المسيح لا يرد أحيانا إلا على السؤال بسؤال ، أو إذا كان يرى أن السائل لا حق له فى السؤال لأنه يتكلم عن أمور هو متورط فيها يبدأ المسيح بالتوبيخ وإظهار عدم لياقة السائل للسؤال كونه خارج عن الموضوع جملة مثل رده عليهم
 إن الناموسييّن التشريعيّين المتقيدين بالتقاليد جاؤوا مباشرةً إلى يسوع، وسألوه لماذا ما كان تلاميذه يغتسلون بحسب تقليد الشيوخ، بل كانوا يأكلون الخبز بأيدٍ غير مغسولةٍ. لاحظوا أن هذا لم يكن سؤالاً يتلاءم مع كلمة  التى وردت فى ناموس العهد القديم  بل كان مجرد تقليدٍ بشريٍ وحسب.
كانت هذه مسألة دينية جدية بالنسبة لهم. بل إن هناك حادثة مد ونة في الأدب اليهودي عن رابي قد  ُحرم لأنه أخفق في أن يغسل يديه بشكٍل ملاءم. التلمود، الذي د ون نقاشاتهم الرابية حول كيفية فهم وتحقيق نصوص العهد القديم، كان قد صار هو "السلطة".
تفسير (مرقس 7: 6) 6 فاجاب وقال لهم حسنا تنبا اشعياء عنكم انتم المرائين كما هو مكتوب.هذا الشعب يكرمني بشفتيه واما قلبه فمبتعد عني بعيدا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 ٦ فَأَجَابَ: حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ ٱلْمُرَائِينَ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هٰذَا ٱلشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً،.


إتهم الفريسيون التلاميذ بأنهم لا يغسلون أيديهم قبل الأكل وهذا الإتهام هو إتهام مبطن لأنه موجه فى الأساس إلى المسيح نفسه كونه  لا يغسل يده؟ وكان يمكن الإجابة على هذا السؤال بأن التلاميذ صيادين ومعيشتهم حول الماء فلا حاجه لغسلها لأنهم يعملون فى الماء فهنا يجئ رد المسيح هجوما على الكتبة والفريسيين بعيدا عن سؤالهم عن التلاميذ جزاءا وفاقا فهاجم المسيح تقليد آئمتهم ككل وكممثلين للشعب فلم يذكر المسيح فى إجابته التلاميذ على الإطلاق والذين صوبوا السهم ناحيتهم وهم يقصدون إصابة المسيح ذاته وإتجه المسيح نحوهم بنفس كلام أشعياء النبى عنهم  وإستمر فى إجابته على سؤالهم فى الآية التالية
 فيقول: "حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ". حيث إختار من كل ما قاله إشعياء عنهم فى الـ 66 إصحاح وأشار عليهم بالذات مبتديا بكلمة "عنكم" (إش 29: 13) ثم أضاف المسيح من عنده واصفا إياهم بالمرائين قائلا: " أنتم المرائيين" 
. هذه تركيبة من كلمتين "تحت" و"يدين" لقد كانت كلمة تستخدم لوصف الممثلين الذين يلعبون دورا من وراء قناع. يسوع يتهمهم ْ بالحماسة الزائدة والغيرة ولكن انتقاص كلى على بعض القضايا الأخرى (أش 29: 13) 13 فقال السيد لان هذا الشعب قد اقترب الي بفمه واكرمني بشفتيه واما قلبه فابعده عني وصارت مخافتهم مني وصية الناس معلمة (كول 2: 16- 23)   أن "مرائيين" وغسل  الأيدى تظهران معا فى (مز 26: 4 و 6) 4 لم اجلس مع اناس السوء.ومع الماكرين لا ادخل. 5 ابغضت جماعة الاثمة ومع الاشرار لا اجلس‏. 6 اغسل يدي في النقاوة فاطوف بمذبحك يا رب  "

لقد كانت هذه لهجة المسيح قوية. المرائي هو الرجل ذو الوجهين، إنه ممثل بالفعل، إذ أن الممثلين الإغريق (اليونانيين) كانوا يظهرون على المسرح مرتدين أقنعةً ليقوموا بمختلف الأدوار والشخصيات. لقد كان الرب يعرف، من خلال رياء منتقديه، أنه بينما كانوا دقيقين في إتباع الأوامر وحريصين على الشكليات في هكذا أمور، فإنهم كانوا لا يبالون فعلياً فيما يخص الأمور الأهم والأعظم لأنها كانت أوامر صادرة من الرب تماماً. وعن هؤلاء كتب أشعياء يقول: "هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً ،وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ". هناك شيءٌ في غاية الأهمية هنا يحسن بنا كثيراً أن نضعهُ إلى قلبنا. إنه خطأٌ فادحٌ يرتكبه أولئك الذين يُقرون بأنهم خدام بأن يؤخذوا بالشكلية والشعائر الطقسية والتقاليد التي ليس لها أساسٍ كتابي."لهم صورة التقوى، ولكنهم منكرون قوتها. فأعرض عن هؤلاء." (2 تي 3: 5). قد يبدون أبرياء بما فيه الكفاية عند البدء بذلك، ولكن شيئاً فشيئاً سنجد أنهم يغتصبون مكانة كلمة الله في ضمائر أولئك الذين يتبعونه، وهذا أمرٌ في غاية الخطورة.
كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ :  هذا زمن تام "لا يزال مكتوبا ". كان هذا مصطلحا  يهوديا معياريا للإشارى للأسفار الملهمة (مر 9: 12- 13) (مر 11: 17) ( مت 4: 4) و 7 و 10) 4 فاجاب: «مكتوب: ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله». 7 قال له يسوع: «مكتوب ايضا: لا تجرب الرب الهك». 10 حينئذ قال له يسوع: «اذهب يا شيطان! لانه مكتوب: للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد».   الإقتباس هو من السبعينية من (أش 29: 13) 13 فقال السيد لان هذا الشعب قد اقترب الي بفمه واكرمني بشفتيه واما قلبه فابعده عني وصارت مخافتهم مني وصية الناس معلمة " التي تصف البر الذاتي عند البشر. يسوع يعطي مثالا عن هذا في (مرقس 7: 9- 19) والموازاة (وردت) في (مت 15: 4- 6) 
قَلْبُهُ  . بالنسبة إلى اليهود كان هذا مركز النشاط الفكري، ولذلك، أساس التصرف والسلوك. لقد كانوا يستخدمون شعائر دينية كوسيلة لكسب القبول عند الرب . تقاليدهم صارت نهائية مطلقة. هذا المنطف الغكرى دائما خطر مع الناس المتدينين.
فَمُبْتَعِدٌ  : هذه تعني "يبقى على مبعدة". الممارسات الدينية غالبا ما تستخدم لتسوق أو تغلب بالمرواغة والحيلة على تكرس كامل  للرب غالبا ما يكون الدين عائقا ، وليس جسرا ، إلى الرب
( متّى ١٥: ٨ ) 8 يقترب الي هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه واما قلبه فمبتعد عني بعيدا. "
****
: الُمرائون  HYPOCRITES
هذه الكلمة المركبة hupokritēs تترجم حرفيا ”يدين من تحت“. ربما كانت تعني (1) كلمة مسرحية تعني التكلم من خلف قناع أو (2) استخدامها الأقدم بمعنى ” "يؤول أكثر من اللازم “. وفي هذا السياق تشير إلى إدعاء التدين.
لقد كان الفريسيون يمارسون ويدعون إتباع الشعائر والطقوس الدينية (أمام عامة الشعب) لكي يمتحدهم بقية الناس لا لكي يرضوا الرب رغم اليقين من أن دوافعهم كان من بينها :
-1 أنهم يعطون الصدقات، ليس فقط لمساعدة الفقراء، بل لكي يمتدحهم الناس، (مت 6: 2)
-2 كانوا يصلون في المجمع وفي الأماكن العامة، لكي يراهم الناس (مت 6: 5)
-3 عندما كانوا يصومون كانوا يظهرون بشكل أشعث غير مرتب لكي يأخذ الأخرون انطباعا عن روحانيتهم ويتأثروا بهم، (مت 6: 16)
-4 كانوا يقولون شيئا ويفعلون العكس (مت  15: 7- 9) (مر 7: 1- 7) (أش 29: 13)
-5 كانوا يحاولون أن يوقعوا يسوع في الفخ بأسئلة مخادعة، وليس بحثا عن الحكمة الحقيقية، (مت 22: 15- 22)
-6 كانوا يمنعون الآخرين من دخول الملكوت، (مت 23: 13- 15)
-7 كانوا يع شرون مؤونة المطبخ، ولكن يتغافلون عن قضايا الناموس العظيمة الشأن والأهمية، (مت 23: 23)
-8 كانوا ينظفون الكؤوس من الخارج، وليس من الداخل، مت 23: 25)
-9 كانوا قبورا ُمبيَّضة ممتلئة نجاسة، مت :23 27- 28) انظر Imagery Biblical of Dictionary، ص. 415)
-10 كانوا ذوي بر ذاتي، (مت :23 -29- 30)
-11 كان لهم مكان خاص في الجحيم، (مت 24: 51)
تفسير (مرقس 7: 7) 7 وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 ٧ وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا ٱلنَّاسِ.


يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا ٱلنَّاسِ. هكذا وصف المسيح تعاليمهم إستبدلوا وصايا الرب  بوصايا من أفكارهم لقد وسم عبادة الكتبة والفريسيين بالبطل والباطل بعد أن سبق ووضع غيره هؤلاء الكتبة والفريسيين كرامة الرب والوصايا أنها غيرة ثرثرة لسان  وشفاة لا يسندها قلب صادق ولا إيمان حار ولا حتى إستقامة رأى أو فكر إذ نعتهم بالرياء ولا يعملون عمل الرب بل يتظاهرون كأنهم حماة الدين وهم مبتعدون بعيدا
 تَعَالِيمَ : نعلم من (2 تيموثاوس 3: 16، 17) أن :" كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ". إن تمت دراسة الكتاب المقدس بعناية وعُمِلَ بحسب ما يرد فيه، فإنه يؤهّل الإنسانَ إلى الأعمال الصالحة، ثم سيكون واضحاً أنه ما من عمل يستحق أن يُعتبر صالحاً في نظر الرب إن لم يصادقه الكتاب. إن تمييز هذا المبدأ سوف ينجّي من حماقاتٍ كبيرةٍ وعملٍ مضنٍ لا طائل تحته بما يتعلق بأمور الله. فالرب أكد كلمات أشعياء عن منتقدي تلاميذه بأن أخبرهم بأنهم أنفسهم قد ألقوا جانباً وصية الر واستبدلوها بتقاليد بشرية مثل تلك التي كانوا يشيرون إليها، وأضاف قائلاً: "وَأُمُوراً أُخَرَ كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ".
تفسير (مرقس 7: 8) 8 لانكم تركتم وصية الله وتتمسكون بتقليد الناس.غسل الاباريق والكؤوس وامورا اخر كثيرة مثل هذه تفعلون.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٨ لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ ٱلنَّاسِ: غَسْلَ ٱلأَبَارِيقِ وَٱلْكُؤُوسِ، وَأُمُوراً أُخَرَ كَثِيرَةً مِثْلَ هٰذِهِ تَفْعَلُونَ».

 (متّى ١٥: ٢) 2 «لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ فانهم لا يغسلون ايديهم حينما ياكلون خبزا؟» ( إشعياء ٢٩: ١٣)  13 فقال السيد لان هذا الشعب قد اقترب الي بفمه واكرمني بشفتيه واما قلبه فابعده عني وصارت مخافتهم مني وصية الناس معلمة "
تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ : أي جعلتموها دون تقاليدكم وهذا استعداد لرفضهم الوصية كما ذكر في العدد التاسع
 تَرَكْتُمْ هذه تعني "أبعدتم" (وصية الرب) كما تعنى أهملتم

 بِتَقْلِيدِ ٱلنَّاسِ : وضع التقليد لكى يساعد الناس على فهم العقيدة لكن التقليد الذى وضعه الرابيون يتعدى الوصايا الإلهية بل ويلغيها فى بعض الحيان ولكن تمسك الرابيون (معلمى اليهود) بالتقليد لدرجة أنه ألغى عدد ممن وصايا الرب  الصريحة وكان سؤالهم رياءا لأنهم فرضوه على الناس ولكنهم لم يلتزموا به وبعدوا عن عبادة الرب  لهذا قال لهم الرب يسوع :
 لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ ٱلنَّاسِ هذه العبارة تضع التقليد فى مواجهة وصايا الرب هي إعلان الوصايا فى (العهد القديم) إزاء التقليد  (التلمود). أى أن التقليد ضد وصايا الرب أى ان أحداها تلغى الأخرى  إذ لا يمكن أن تبقى وصية الرب محفوظة ومكرمة ومعها وصية التى من صنع الناس وتنفيذ وصايا الناس بدلا من تنفيذ وصايا الرب ومن سؤال الكتبة والفريسين المرائيين إستخلص وصية الرب النقية الطاهرة من أفواه فتاوى شيوخ اليهود وتسليم الفريسيين والكتبة التقليد الذى يتعدى الوصية ضيع المة وأخفى معالم السيا لما جاء ! وإنتهى النقاش بالآية الحاسمة التالية :
تفسير (مرقس 7: 9) 9 ثم قال لهم حسنا رفضتم وصية الله لتحفظوا تقليدكم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
«٩ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ.

 لاحظوا كم كانت لهجته شديدة حين قال في الآية 9: "حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ".
إن القلب الطبيعي يميل ويقبل بكل ترحيب إلى ما هو بشرى ويرفض ما هو إلهي

 
وإذ يستأنف حديثه يشير الرب موضحاً كيف أن هؤلاء الفريسيّين أنفسهم قد تجاهلوا التعليم الواضح للكلمة في حين أنهم يُعطون سلطةً كاملةً للتقليد.

حَسَناً رَفَضْتُمْ أي رفضكم كان وفقاً تاماً لنبوة إشعياء المذكورة في العدد السادس وهي قوله «حسناً تنبأ إشعياء عنكم». ولا حاجة إلى أوضح من هذا البرهان على ضرر التقليد وهو أن التمسك به تركٌ لوصية الله (مر 7: 8) ورفض لها (مر 7: 9) وإبطال لها (مر 7: 13)
تفسير (مرقس 7: 10) 10 لان موسى قال اكرم اباك وامك.ومن يشتم ابا او اما فليمت موتا.

فتوى القربان (مر 7: 9- 13) .. مت 15: 3- 6)

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٠ لأَنَّ مُوسَى قَالَ: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَمَنْ يَشْتِمُ أَباً أَوْ أُمّاً فَلْيَمُتْ مَوْتاً.


  لأَنَّ مُوسَى قَالَ : إنجيل متى جعلها ( متّى ١٥: ٤) 4 فان الله اوصى قائلا: اكرم اباك وامك ومن يشتم ابا او اما فليمت موتا. " هذا يظهر أن إلهام إلهى وراء كلمات موسى.
وقد نصت شريعة موسى على عقاب الإبن الذى يسئ إلى أباه وإهماله وعدم أعالته ورعايته وشتمه     (خروج ٢١: ١٧) 17 ومن شتم اباه او امه يقتل قتلا. (لاويين ٢٠: ٩) 9 كل انسان سب اباه او امه فانه يقتل.قد سب اباه او امه.دمه عليه. (أمثال ٢٠: ٢٠) 20 من سب اباه او امه ينطفئ سراجه في حدقة الظلام 
 أَكْرِمْ : هذا اقتباس من الوصايا العشر مدون في (خروج ٢٠: ١٢) 12 اكرم اباك وامك لكي تطول ايامك على الارض التي يعطيك الرب الهك." ومقرر في (تثنية ٥: ١٦)  16 اكرم اباك وامك كما اوصاك الرب الهك لكي تطول ايامك ولكي يكون لك خير على الارض التي يعطيك الرب الهك. " إنها من الكلمة التجارية العبرية التي تعني "يعطي بحسب َالوزن" (457 BDB)، والتي تعني يدرك قيمة شيء.
وفى ههذ الاية نقل المسيح خلاصة الايتين بشريعة موسى  أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، (خروج ٢٠: ١٢) و   يَشْتِمُ أَباً أَوْ أُمّاً فَلْيَمُتْ مَوْتاً.  (خروج ٢١: ١٧)
ونظرة المسيح للأب والأم فى السعى للخلاص والملكوت هى (مر 3: 35)  35 لان من يصنع مشيئة الله هو اخي واختي وامي». وحينما يتعارض حنان الأب والأم مع السعى نحو ملكوت الرب (مت 19: 27)29 وكل من ترك بيوتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امراة او اولادا او حقولا من اجل اسمي ياخذ مئة ضعف ويرث الحياة الابدية. "  بل أنتهت قضية الأب والأم فى مقابل الحياة مع المسيح (لو 14: 26) 26 «ان كان احد ياتي الي ولا يبغض اباه وامه وامراته واولاده واخوته واخواته حتى نفسه ايضا فلا يقدر ان يكون لي تلميذا. " .. وإهتم المسيح بأمه ورعايتها حتى وهو على الصليب فأوكل رعاية أمه والإهتمام بها إلى تلميذة يوحنا "فلما رأى يسوع أمه، والتلميذ الذي كان يحبه واقفا، قال لأمه: «يا امرأة، هوذا ابنك»." (يو 19: 26).

 يُوردُ يسوع مثالاً محدداً واضحاً جداً عن التضاد بين التقليد والكتاب المقدس. فقد تحدث الله بموسى، فأمره أن يُكرمَ شعبَهُ أباهم وأمهم. وإن جزاء أو قصاص الموت كان مرتبطاً بانتهاك هذه الوصية.

"مَنْ يَشْتِمُ (أو يسيء أو يخطئ، بأي شكل من الأشكال تجاه، أو يؤذي) أَباً أَوْ أُمّاً فَلْيَمُتْ مَوْتاً". 

هذا سيعني بالضرورة الاهتمام بالأشخاص الطاعنين في السن الذين كانوا غير قادرين على أن يعولوا أنفسهم. أقل ما ينبغي ويمكن للأبناء والبنات أن يفعلوه هو أن يشاركوا والديهم بما أعطاه ويعولوا ويخدمون أباؤهم ،

 ولو أن فتوى الفريسيين والكتبة فى موضوع "القربان" متعلق بموضوع : " حق إعطاء الأب والأم من عرق الإبن" وهو موضوع قائما بذاته إلا أنه فى إنجيل مرقس  موضوع هنا بعد تفنيد المسيح لتقليد الشيوخ الذى يتمسك به معلمى اليهود الرابيون فى موضوع غسل اليدى وبعدها غسل الباريق وما شابه بحيث يصبح موضوعا واحدا من جهة تقليد الشيوخ وفتوى الكتبة والفريسيين
والخطير فى امر هذه الفتاوى فى تفنيد تعليمهم القائم على التسليم الشفاهى التقليدى من الشيوخ والرابيين . ويعتبر إنجيل مرقس  أكثر وثوقا وصحة وشمانا لمعرفة حياة اليهود الدينية فى هذه الحقبة الزمنية من الرجوع إلى المشناة وكتب اليهود : إذا فإنجيل مرقس يحسب وثيقة تاريخية هامة بالدرجة الأولى قيما يختص ما إنتهت إليه أحوال العبادة اليهودية والوصايا الشفاهية والتقليد السارى بين اليهود فى ذلك الوقت وبمقتضى هذا أيضا يثبت أنجيل مرقس أنه معاصر للمسيح وأن كل ما كتب فيه كتب عن شهود عيان ويكاد يكون مرقس واحدا منهم ومعاصر للمسيح بالدرجة الأولى

تفسير (مرقس 7: 11) 11 واما انتم فتقولون ان قال انسان لابيه او امه قربان اي هدية هو الذي تنتفع به مني.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١١ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: إِنْ قَالَ إِنْسَانٌ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: قُرْبَانٌ، أَيْ هَدِيَّةٌ، هُوَ ٱلَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي


 ( مت ٢٣: ١٨ )18 ومن حلف بالمذبح فليس بشيء ولكن من حلف بالقربان الذي عليه يلتزم! "
 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ:  فى مقابل 
 (مر 7: 10) لأَنَّ مُوسَى قَالَ : ومقابل إنجيل متى ( متّى ١٥: ٤) 4 فان الله اوصى قائلا
. قُرْبَانٌ تقدمة للرب أة نذر للرب وكلمة هَدِيَّةٌ والتى فسّرها مرقس القربان كانت لفائدة للقراء الأممين الرومانيين لتقريب المعنى لهم  ولكن للأسف هذه الترجمة لا تأتى بالمعنى فالمقصود : "عطية منذورة للرب" . والمسيح يضع الكلام فى فم اليهودى الذى أراد أن يتخلص من الصرف على أبيه وأمه بناء على فتوى الكتبة والشيوخ
  قُرْبَانٌ، أَيْ هَدِيَّةٌ، هُوَ ٱلَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي والذين قالوا إنّ القربان للهيكل ألزم من الإحسان إلى الوالدين وإعالتهم والإهتمام بهم ماديا ومعنويا  عند الحاجة هم رؤساء الدين ولكلامهم تأثير كبير وكان يبدوا هذا العمل مقبولا فكريا ولكن إنسانيا مرفوض .
وكان الربانيّين (معلموا الناموس الربانيون )  كانوا قد أعلنوا أن الإنسان قد يكرس كل ممتلكاته للرب ، معتبراً أنه قربان – أي تقدمة للحفاظ على العمل في الهيكل. فإن كان والدا المرء في حاجة إليه فإنه يصر على أنه ليس لديه ما يقدمه لهم أو يساعدهم فيه، لأن كل ما كان يمتلكه قد كرسه أو قدمه للرب لتوه. (متّى ١٥: ٥ ) 5 واما انتم فتقولون: من قال لابيه او امه: قربان هو الذي تنتفع به مني. فلا يكرم اباه او امه. " ويخالف الوصية الخامسة مثل هؤلاء الأولاد الذين يتركون والديهم المحتاجين إليهم كان هذا هو الإلتواء المتخفى وراء التقوى المدّعية الكاذبة؛
تفسير (مرقس 7: 12) 12 فلا تدعونه في ما بعد يفعل شيئا لابيه او امه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 ١٢ فَلاَ تَدَعُونَهُ فِي مَا بَعْدُ يَفْعَلُ شَيْئاً لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ.


فَلاَ تَدَعُونَهُ ليس المعنى أنهم يمنعونه فعلاً من الإحسان إلى والديه بل إنّ نتيجة ذلك التعليم هي بمثابة المنع لرفعها المسؤولية التي يوجبها ضميره وكتاب الله عليه بأن يعول أبيه بالصرف عليه .
  بمعنى ما كنت أعطيه لك فى يدك أنا نذرته للرب ووضعته فى خزانة الهيكل للصرف على بيت الرب وهذا يعطى الفريسيون والكتبة تصريحا لهذا اليهودى أن لا يلتزم بالصرف على أبيه وأمه وإعالتهم

وعدم إعالة الأب والأم ماليا بدعوى أن ما يعطيه الإبن لهم قد قدمه للهيكل هى فتوى شريرة لكى تمتلئ خزانة الهيكل التى يسرق منها مجموعة المشرفين على الهيكل من رؤساء الكهنة والكهنة واللاويين وخدام الهيكل وجنده الذى يحفظون النظام وأولئك المعلمون من الكتبة والفريسيين الذين يعلمون فى أروقة الهيكل وساخاته ويمووت الأب جوعا وجفاء وحزنا بينما تمتلئ خزانة الهيكل وجيوب الك خدامه
تفسير (مرقس 7: 13) 13 مبطلين كلام الله بتقليدكم الذي سلمتموه.وامورا كثيرة مثل هذه تفعلون

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 ١٣ مُبْطِلِينَ كَلاَمَ ٱللّٰهِ بِتَقْلِيدِكُمُ ٱلَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هٰذِهِ تَفْعَلُونَ».

 
وكانت هذه الأساليب تُبطلُ أثر كلمة الرب في التقليد. كان هذا مجرد مثالٍ عن انتهاك حق الرب بالاتكال على النظم والتشريعات البشرية. وأضاف يسوع من جديد قائلاً: "أُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ".
تفسير (مرقس 7: 14) 14 ثم دعا كل الجمع وقال لهم اسمعوا مني كلكم وافهموا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٤ «ثُمَّ دَعَا كُلَّ ٱلْجَمْعِ وَقَالَ لَهُمُ: ٱسْمَعُوا مِنِّي كُلُّكُمْ وَٱفْهَمُوا».

 وردت هذه ألاية ايضا فى (متّى ١٥: ١٠ )  10 ثم دعا الجمع وقال لهم: «اسمعوا وافهموا.
ثُمَّ دَعَا كُلَّ ٱلْجَمْعِ يظهر من هذا أن الخطاب السابق كان موجهاً بالأكثر إلى الفريسيين الذين أتوا من أورشليم وأما هنا فالتفت موجها كلامه إلى كل المحيطين به من الجمع ونبههم إلى أن يتخذوا الخطاب لأنفسهم ويخزنونه في قلوبهم. كلمة "كل" NKJV تحوي كلمة panta (جميع) بدال من palin( ثانية)
ٱسْمَعُوا ..ْ وَٱفْهَمُوا هذان كالهما فعل أمر ماضي ناقص مبني للمعلوم. هذه العبارة تستهل مثال هاما وصادما
بسبب أهمية ما سيقوله دعا الجمع كله لسماعه مع الفريسيين والكتبة وغيرهم القادمين من أورشليم لمناقشته وكذلك تلاميذه ةكلمة إسمعوا تذكرنا بمثل الزارع ثم دخل فى المثل كحديث
تفسير (مرقس 7: 15) 15 ليس شيء من خارج الانسان اذا دخل فيه يقدر ان ينجسه.لكن الاشياء التي تخرج منه هي التي تنجس الانسان.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 «١٥ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ خَارِجِ ٱلإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ فِيهِ يَقْدِرُ أَنْ يُنَجِّسَهُ، لٰكِنَّ ٱلأَشْيَاءَ ٱلَّتِي تَخْرُجُ مِنْهُ هِيَ ٱلَّتِي تُنَجِّسُ ٱلإِنْسَانَ.


 وفى هذه الآية ألغى المسيح قانون شريعة موسى "النجس والطاهر" من أوله لآخرة "ليس شئ من خارج الإنسان
"ليس شئ  من خارج الإنسان إذا دخل فيه يقدر أن ينجسه" إذا لا يوجد دنس بذاته أو فى ذاته !! هذا ما تعلمه بطرس من المسيح ووعاه تماما !!(أع 10: 11- 16)  11 فراى السماء مفتوحة، واناء نازلا عليه مثل ملاءة عظيمة مربوطة باربعة اطراف ومدلاة على الارض. 12 وكان فيها كل دواب الارض والوحوش والزحافات وطيور السماء. 13 وصار اليه صوت:«قم يا بطرس، اذبح وكل». 14 فقال بطرس:«كلا يارب! لاني لم اكل قط شيئا دنسا او نجسا». 15 فصار اليه ايضا صوت ثانية:«ما طهره الله لا تدنسه انت!» 16 وكان هذا على ثلاث مرات، ثم ارتفع الاناء ايضا الى السماء. " وقال (أع 10: 28)28 فقال لهم:«انتم تعلمون كيف هو محرم على رجل يهودي ان يلتصق باحد اجنبي او ياتي اليه. واما انا فقد اراني الله ان لا اقول عن انسان ما انه دنس او نجس. " هذا الإعلان الإلهى لبطرس الرسول حدث فى زمن كتابة مرقس للإنجيل بالوحى الإلهى ثم يجئ بولس الرسسول بعد قليل ويرفع عقيدة المسيح بنفس تعاليم المسيح إلى النور والوضوح (رو 14: 14) 14 اني عالم ومتيقن في الرب يسوع ان ليس شيء نجسا بذاته، الا من يحسب شيئا نجسا، فله هو نجس. " إذا فقد أصبح النجس مصدرة فى القلب والضمير وليس فى الأشياء وأصبح النجس والنجاسة والتنجيس يدخل تحت حكم القلب والضمير (1كو 8: 7 و 8) 7 ولكن ليس العلم في الجميع. بل اناس بالضمير نحو الوثن الى الان ياكلون كانه مما ذبح لوثن، فضميرهم اذ هو ضعيف يتنجس. "
  لٰكِنَّ ٱلأَشْيَاءَ ٱلَّتِي تَخْرُجُ مِنْهُ (أى الإنسان) هِيَ ٱلَّتِي تُنَجِّسُ ٱلإِنْسَانَ. : نقل المسيح النجاسة بكاملها ومنبعها ومصدرها من خارج الإنسان إلى داخله بمعنى أن الإنسان أصبح هو المسئول عن النجاسة ومصدرها يكمن فى داخله  فالزنا مثلا وهو أشد أنواع النجاسة هو عمل داخلى يتكون وينشأ فى القلب والضمير وهو فعل بالنية قبل أن يتم بالجسد (مت 5: 28) 28 واما انا فاقول لكم: ان كل من ينظر الى امراة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه. " إذا فالزنا لم يدخل الجسد بل خرح منه خرج من القلب والضمير فإن كان العهد القديم يحاسب الإنسان على الفعل فقط فإنه فى العهد الجديد يحاسب على النية والضمير وهو ما قبل الفعل والسبب له وقد يدخل إنسان محاكمة أرضية ويخرج براءه لأن المحكمة تحكم بأدلة ملموسة والفعل ولكن أمام محكمة الرب سيخرج محكوما عليه من ضميره هو لذلك أصبح الضمير هو المحكمة العليا التى تحاكم أمامها الان وأمام الرب يوم الدينونة
هنا أضاف إنجيل متى آية لم يسجلها إنجيل مرقس (مت 15: 12- 13) 12 حينئذ تقدم تلاميذه وقالوا له: «اتعلم ان الفريسيين لما سمعوا القول نفروا؟» 13 فاجاب: «كل غرس لم يغرسه ابي السماوي يقلع.  "

 هذه الآية أيضا مثال تقليدي عن إعادة تفسير يسوع للعهد القديم (مت 5: 17- 48) . إنه يبطل نواميس الطعام في (لا 11) كانت هذه طريقة قوية لتأكيد سلطته ( لقد كان يستطيع أن يبدل أو يلغي العهد القديم، وليس هم). ربما تكون هذه كلمة تحذير لأولئك الذين يجعلون قضايا الطعام والشراب مسألة دينية )(رو 14: 13- 23) (كور 8: 1- 13) (كور 10: 23- 33)  كلمات يسوع تعكس الحرية المتميزة التي في العهد الجديد (ر 14: 1- 15) (1كور 13: 8- 10)
 يسوع أعلن أن النجاسة الأخلاقية والروحية تأتي ليس من أمورٍ خارجية كالطعام والشراب بل من داخل الإنسان نفسه، من قلبه ذاته، ذلك القلب الذي قال عنه إرميا النبي 
"«القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس، من يعرفه؟" (إر 17: 9).
تفسير (مرقس 7: 16) 16 ان كان لاحد اذنان للسمع فليسمع.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٦ إِنْ كَانَ لأَحَدٍ أُذْنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ».

 وردت هذه ألآية فى (متّى ١١: ١٥) 15 من له اذنان للسمع فليسمع. " انظر الشرح (متّى ١٥: ١١.)
وفى هذه الاية ينبه المسيح إزاء المواضيع المهمة التى طرحها والتى تحتاج لفهم والقدرة على النغيير من القديم للجديد  حيث أوضح المسيح في ما سبق من آيات بطلان التقاليد والأوهام التى فرضها معلمى اليهود على اليهود في أمر الاغتسال الطقسي والخطأ في تفضيل التقليد على وصية الرب . وشرع يبيّن أن ما صدق على الغسل يصدق على تقليدهم في أمر التمييز بين الطاهر والنجس من الأطعمة. وأما تمييز الشريعة الموسوية بين المأكولات (لاويين ص ٧ وتثنية ص ١٤) فلم تكن غايته سوى فصل الأمة اليهودية عن سائر الأمم. واعتبر اليهود هذا التمييز الطقسي الموقوت جوهرياً أدبياً أبدياً فبيّن المسيح خطأهم في ذلك.
 هذه اآلية كانت مشتملة في عدة مخطوطاتٍ يونانية إنشية θ،W ، K ، D ، A)، واإلنجيل الرباعي، والنصوص اليونانية التي استخدمها أوغسطين )NKJV وNJB). ولكنها ُحرفت من المخطوطات א، B و L. ربما كانت إضافة من كاتب من (مر 4: 9) أو .23 إن NASB( طبعة 4USB عام 1995( تشتمل عليها لأظهار أن هناك بعض الشك في أن تكون أصلية. تعطي نسبة حذفها أرجحية عالية.
تفسير (مرقس 7: 17) 17 ولما دخل من عند الجمع الى البيت ساله تلاميذه عن المثل.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
17 «وَلَمَّا دَخَلَ مِنْ عِنْدِ ٱلْجَمْعِ إِلَى ٱلْبَيْتِ، سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ عَنِ ٱلْمَثَلِ».
 

إِلَى ٱلْبَيْتِ
(متّى ١٥: ١٢.) الأرجح أنه البيت الذي أقام به في كفرناحوم. (مت 13: 1) في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت وجلس عند البحر" والظاهر من ذلك أن يسوع بعدما أكمل خطابه للفريسيين وسائر الجمع ذهب عنهم مع تلاميذه ومن الواضح أن هذه الكلمات لربنا قد أذهلت حتى تلاميذه أنفسهم، الذين كانوا معتادين على النظر إلى الأمور من وجهة النظر الطقسية. ولذلك عندما تركوا الجمع وكانوا في البيت لوحدهم مع يسوع سألوه أن يُوضِحَ ما كان قد قصده بحديثه كما فعل.
وبحسب طرقه العادية المألوفة التي كان يتبعها في نهجه- وذلك بأن يكاشف بالحقيقة دائماً أولئك السائلين المخلصين الصادقين-
وسأله التلاميذ عن المثل وكان بطرس كعادته نائب الباقين في السؤال. ذكر متى أن بطرس هو الذى طلب من المسيح تفسير المثل (الذى إعتقد التلاميذ أنه مثل لأنه يحتاج لتوضيح وتفسير ) (متّى ١٥: ١٥ )  15 فقال بطرس له: «فسر لنا هذا المثل»  كان كلام المسيح يمثل صدمة للتلاميذ فهو يلغى ما نصت عليه شريعة موسى فى موضوع النجاسة والطهارة والتى وردت فى سفرى التثنية اللاويين  فلم يفهموا كلامه بالرغم من أن كلامه واضح فى غاية البساطة ولكن ما يحويه الكلام هو غاية الصعوبة بالنسبة للعقل اليهودى الذى عاش حياته مدققا ليفرز النجس عن الطاهر مهتما بالغسل والتطهير
ولم يذكر مرقس ما ذكره متّى من انفعال الفريسيين من تعليم يسوع وما قاله على نتيجة تعليمهم الفاسد (متّى ١٥: ١٢ - ١٤).12 حينئذ تقدم تلاميذه وقالوا له: «اتعلم ان الفريسيين لما سمعوا القول نفروا؟» 13 فاجاب: «كل غرس لم يغرسه ابي السماوي يقلع. 14 اتركوهم. هم عميان قادة عميان. وان كان اعمى يقود اعمى يسقطان كلاهما في حفرة».   وفي تفضيل المسيح هنا الروحيات على الطقسيات إبطال لجانب عظيم من أديان الأرض لأن الحرب القديمة بين كلام الرب والتقليد وبين الديانة القلبية والديانة الطقسية لا تزال قائمة على قدم وساق ولا يزال الناس راغبين في العرض ومعرضين عن الجوهر.
تفسير (مرقس 7: 18) 18 فقال لهم افانتم ايضا هكذا غير فاهمين.اما تفهمون ان كل ما يدخل الانسان من خارج لا يقدر ان ينجسه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٨ «فَقَالَ لَهُمْ: أَفَأَنْتُمْ أَيْضاً هٰكَذَا غَيْرُ فَاهِمِينَ؟ أَمَا تَفْهَمُونَ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ ٱلإِنْسَانَ مِنْ خَارِجٍ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُنَجِّسَهُ».

متّى ١٥: ١٦ الناس كلهم في كل عصر بطيئو الافهام في الروحيات وإن علّمهم إياها أفضل المعلمين. فعلينا أن نسأل يوماً فيوماً تنوير الروح القدس لكي نتقدم في المعرفة الروحية ونصلي لله كداود قائلين علمنا فرائضك (مزمور ١١٩: ٦٤).
فَقَالَ لَهُمْ: أَفَأَنْتُمْ أَيْضاً هٰكَذَا غَيْرُ فَاهِمِينَ؟ : لقد كان يسوع يندهش من بطء فهم التلاميذ.  لأن كل ما تعلكوه فى الشريعة سقط فجأة فعاد المسيح يكررر نفس الكلام  وقال لهم " أَمَا تَفْهَمُونَ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ ٱلإِنْسَانَ مِنْ خَارِجٍ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُنَجِّسَهُ».
رسالته كانت مختلفة جدا عما كانوا قد سمعوا طوال حياتهم من معلمى اليهود الربانيين (اللاهوت الفريسي). التقليد من الصعب تصحيحه (مر 4: 13و 40) (مر 6: 52) (مر 8: 21) الإيمان بيسوع على أنه المسيا الموعود كان يعني انقطاعا جذريا مع تقاليدهم البالية وتوقعاتهم الثقافية. "الكلمة الحية" تتجاوز "الكلمة المكتوبة" وتسمو عليها. المؤمنون يعبدون يسوع، وليس الكتاب المقدس.
 عادة المفسرون يقولون إن يسوع رفض التقليد الشفهي لليهود، ولكنه كان دائما يؤكد على نواميس العهد القديم. إلا أن هذا الرفض لنواميس الطعام ورفضه لتعليم موسى عن الطلاق فيفى (مت 5: 31 -32) (مر 10: 2- 12) يظهر بوضوح أن يسوع رأى نفسه على أنه المفسر الملائم ولأنه ر ب العهد القديم (مت 5: 38- 39)  إنه إلإعلان إلإلهى الأقصى النهائي. ما من أحدٍ منا يحترم الكتاب المقدس يشعر بالإرتياح مع هذا. إننا نرى الكتاب المقدس على أنه ذو سلطان وأنه ذو صلة. ولكن، كم من نصوص أخرى من العهد القديم رأى فيها يسوع على أنها تعلن قصد الآب؟ لم يكن هذا فقط صادما للكتبة، بل إنه يصدمني أنا أيضا شخصيا إلى حد ما. إنه يذكرني بأن العهد القديم ليس إلزاميا  لمؤمني العهد الجديد (أع 15- علاطية 3)   لقد كتب بالتأكيد وهو بالتأكيد أيضا يعلن الرب ولكني لست ملزما بطقوسه أو إجراءاته أنا ملتزٌم  :15 11-6 , 19 بنظرته العالمية وإعلانه عن الرب وأهدف الرب ووعوده )

تفسير (مرقس 7: 19) 19 لانه لا يدخل الى قلبه بل الى الجوف ثم يخرج الى الخلاء وذلك يطهر كل الاطعمة.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
19 «لأَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ إِلَى قَلْبِهِ بَلْ إِلَى ٱلْجَوْفِ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى ٱلْخَلاَءِ، وَذٰلِكَ يُطَهِّرُ كُلَّ ٱلأَطْعِمَةِ».

قَلْبِهِ
معنى القلب هنا النفس أو الجزء الروحي من الإنسان وليس العضو فى جسم الإنسان .  والسبب أن النجاسة ليست شيئا ظاهرا بل هى تتعلق بعمق الضمير مدللا كلامه بأن أى شئ نجس لا يدخل القلب الذى هو العضو الوحيد الذى يتندس ويخرج النجاسة   فالأشياء التى يقال عنها أنها نجسة خطأ - لأن ليس شئ نجسا بذاته  -
ٱلْجَوْفِ أى شئ نأكله تدخل إلى الجوف لا القلب ، أى المعدة والأمعاء والقولون - ثم تخررج للخارج وترمى فضلات الإنسان فى الخلاء (خكذا كان عند أهل ذلك الزمن) والخلاء بالشمس والهواء يظهر كل الأطعمة
وملخص كلام المسيح هنا أن بين النفس والجسد أي بين الجزء الروحي الذي ينسب إليه القداسة والخطيئة والجزء الجسدي الذي يتطهر ويتنجس بالطعام تمام الانفصال. يُطَهِّرُ كُلَّ ٱلأَطْعِمَةِ الذي يُطهر هو الجهاز الهضمي الذي ذُكر بعضه في ما سبق. فأشار المسيح بهذا إلى ما رتبه الله بالحكمة من أن جسد الإنسان بالهضم والتمثيل ودفع الفضول يتخلص من كل ما ينجسه وينتفع بما يغذيه ويحفظ صحته وطهارته. وأقام المسيح دليلين على أن ما يدخل الفم من الطعام لا يدنس النفس. الأول أن الطعام لا يصل إلى النفس البتة. والثاني أن الجهاز الهضمي الذي صنعه الله للإنسان يدفع كل ما يمكن أن يدنس البدن فيبقى جسده طاهراً. وتكلم بولس في هذا الموضوع في بعض رسائله (رومية ١٤: ٢ و٣ و١٤ و١كورنثوس ٨).
تفسير (مرقس 7: 20) 20 ثم قال ان الذي يخرج من الانسان ذلك ينجس الانسان.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٠ «ثُمَّ قَالَ: إِنَّ ٱلَّذِي يَخْرُجُ مِنَ ٱلإِنْسَانِ ذٰلِكَ يُنَجِّسُ ٱلإِنْسَانَ».

الرابيون في العهد القديم قالوا بأن الفكر كان بذرة خصبة معدة وأن العينين واألأنين كانتا نوافذ الروح. ما يسمح المرء بدخوله، يتجذ ر. الخطيئة تبدأ في الحياة الفكرية وتتطور إلى أفعال. الكالم البشري يظهر ويعلن ما في القلب.

وكرر المسيح كلامه
"إِنَّ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ ذَلِكَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ"- أي من قلب الإنسان، فهذا ما ينجّس الإنسان،
بعدما أوضح يسوع أن الطعام لا ينجس الإنسان أدبياً أخذ يبين أنه يوجد ما يدنسه حقيقة وهو ما يخرج منه أي كلامه وسيرته وأعماله التي تدل على افكار قلبه. يُنَجِّسُ ٱلإِنْسَانَ أي يجعله مكروهاً في عيني الله لا يستحق أن يدنو منه تعالى.
****
: كلام البشر SPEECH HUMAN

I- أفكار افتتاحية من سفر الأمثال:
أ- اللغة جزء من صورة الرب في البشر الرب (الخليقة خرجت إلى الوجود بكلمة، والرب يتكلم إلى مخلوقاته البشرية ). إنها جزء حيوي أساسي من شخصنا.
ب- الكلام البشري يمكننا من أن نتواصل مع الآخرين فنعبر عما نشعر به تجاه الحياة. ولذلك، فإنه يكشف من نحن حقا (أم 18: 2) ( أم 4: 23)  الكلام هو الإمتحان الفاصل البا ت للشخص (أم 23: 7)
ج- نحن مخلوقات اجتماعية. يهمنا القبول والتوكيد من قِّبل الآخرين. ونحتاج إلى ذلك من الرب ومن إخوتنا البشر. الكلمات لها القوة لتسد هذه
( الحاجات بطريقة إيجابية )أ(ام 17: 10)  وسلبية (أم 12: 18)  بآن معا
د- هناك قوة هائلة في الكلام البشري (أم 19: 20- 21) قوة تبارك وتشفي )(أم 10: 11- 21) وقوة تلعن وتُد مر (أم 11: 9)
هـ- إننا نحصد ما نزرع (ام 12: 14) .
II- مبادئ من سفر الأمثال
أ- إمكانية أن : يكون الكلام البشري سلبيا ومدمرا
-1 كلمات الأشرار (أم 1: 11- 19) (أم 10: 6) (أم 11: 9 و 11) ( أم 12: 2- 6)
-2 كلمات المرأة الأجنبية/الزانية أم 5: 3- 5) ( أم 6: 24- 35) ( أم 7: 5 وما تلاها 9: 13- 18) (أم 22: 14)
-3 كلمات اَلرُجل اللئِّيم الأِّيم الكاذب  (أم 6: 12- 15و 19) ( أم 10: 18) ( أم 12: 17- 19 و22) (أم 14: 5 و 25) (أم 17: 4) (أم 19: 5 و 9 و28) ( أم 21: 28) (أم 24: 28) ( أم 25: 18)
-4 كلمات الغَبي الشفَتْين (أم 10: 10 و 14) (أم 14: 3) ( أم 15: 14) (أم 18: 6- 9) 
-5 كلمات شاهد الزور  (أم 6: 19) ( أم 12: 17) (أم 19: 5و 9)
-6 كلمات الأكاذيب  (أم 6: 14 و 19) (ام 16: 27- 28) ( أم 26: 20)
-7 كلمات التسرع الشديد (ام 6: 1- 5) ( أم 20: 25) ( أم 26: 20)
-8 كلمات الإطراء والتملق  (أم 29: 5)
-9 كثرة الكلام والثرثرة  (أم 1: 14 و 19 و 22) (أم 13: 3 و 16) (ا/ 14: 23) ( أم 29: 20)
-10 الكلمات الملتوية المعوجة (أم 17: 20) (أم 19: 1)

ب- إمكانية أن يكون الكلام البشري إيجابيا شافيا ومهذبا
-1 كلمات البار الصد يق (أم 10: 11) ( أم 16: 13) ( أم 18: 20)
2 كلمات الفطنة والحكمة  (ام 10: 13) ( أم 11: 12)
-3 كلمات المعرفة  (أم 15: 1 و 4 و 7 و 8) ( أم 20: 15)
-4 كلمات الشفاء  (ام 15: 4)
-5 كلمات اَلجَواب اللين (ام 15: 1 و 4 و18 و 23) ( أم 16: 1) ( أم 25: 15)
-6 كلمات الجواب الطيبة المفرحة (أم 12: 25) ( أم 15: 26 و30) ( أم 16: 24)
-7 كلمات الناموس والحكمة  (أم 22: 17- 21)

III- استمرار النمط في العهد الجديد
أ- الكلام البشري يمكننا من أن نتواصل مع الآخرين فنعبر عما نشعر به تجاه الحياة. ولذلك، فإنه يكشف من نحن حقا :(مت 12: 33- 37) (مت 15: 1- 20) (مر 7: 2- 23)
ب- نحن مخلوقات اجتماعية. يهمنا القبول والتوكيد من قِّبل الآخرين. ونحتاج إلى ذلك من الرب ومن إخوتنا البشر. الكلمات لها القوة لتسد هذه الحاجات بطريقة إيجابية (2تيم 3: 15- 17) وسلبية (يع 3: 2- 12) بآن معا
ج- هناك قوة هائلة في الكلام البشري؛ قوة تبارك (أف 4: 29) وقوة تلعن (يع 3: 9)  إننا مسؤولون عما نقوله (مت 12: 36- 37) ( يع 3: 2- 12)
د- سنُدان على كلماتنا (مت 12: 33- 37) (لو 6: 39- 45) وأيضا على أعمالنا(مت 25: 31- 46)  إننا نحصد ما نزرع
(غل 6: 7)
تفسير (مرقس 7: 21) 21 لانه من الداخل من قلوب الناس تخرج الافكار الشريرة زنى فسق قتل

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
«٢١ لأَنَّهُ مِنَ ٱلدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ ٱلنَّاسِ، تَخْرُجُ ٱلأَفْكَارُ ٱلشِّرِّيرَةُ: زِنىً، فِسْقٌ، قَتْلٌ،

  ( متّى ١٥: ١٩) 19 لان من القلب تخرج افكار شريرة: قتل زنى فسق سرقة شهادة زور تجديف. انظر الشرح (متّى ١٥: ١٩ و٢٠ )

مِنْ قُلُوبِ ٱلنَّاسِ أي الجزء الروحي منهم المشتمل على الذهن والميل والانفعال.( تكوين ٦: ٥ )5 وراى الرب ان شر الانسان قد كثر في الارض، وان كل تصور افكار قلبه انما هو شرير كل يوم." فأغرق الرب الأرض فى طوفان بسبب قلب الإنسان الشرير وابقى الرب نوح وبنيه ( تك ٨: ٢١ )21 فتنسم الرب رائحة الرضا. وقال الرب في قلبه: «لا اعود العن الارض ايضا من اجل الانسان، لان تصور قلب الانسان شرير منذ حداثته. ولا اعود ايضا اميت كل حي كما فعلت. "
وقد أوضح مرقس أكثر من متّى أن القلب ينبوع كل صلاح وشر في الإنسان. فتعليم المسيح ينافي الضلالة التي تمسك بها تلاميذ ماني الفارسي في القرن الثالث للميلاد وهي أن الجسد أصل الخطيئة ومركزها وأن النفس تطهّر بقهر الجسد وإماتة أمياله.
. يسوع يضع قائمة بسلسلة من المواقف والتصرفات الخاطئة الآثمة. هذه األأنواع نفسها من الخطايا كان الرواقيون قد أدانوها. بولس أيضا لديه عدة قوائم بالخطايا مثل هذه (رو 1: 29- 31) 29 مملوئين من كل اثم وزنا وشر وطمع وخبث، مشحونين حسدا وقتلا وخصاما ومكرا وسوءا، 30 نمامين مفترين، مبغضين لله، ثالبين متعظمين مدعين، مبتدعين شرورا، غير طائعين للوالدين (1كور 5: 11)  11 واما الان فكتبت اليكم: ان كان احد مدعو اخا زانيا او طماعا او عابد وثن او شتاما او سكيرا او خاطفا، ان لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا. ( 1كور 6: 9) 9 ام لستم تعلمون ان الظالمين لا يرثون ملكوت الله؟ لا تضلوا: لا زناة ولا عبدة اوثان ولا فاسقون ولا مابونون ولا مضاجعو ذكور، 10 ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله. ( 2كور 12: 20)  20 لاني اخاف اذا جئت ان لا اجدكم كما اريد واوجد منكم كما لا تريدون.ان توجد خصومات ومحاسدات وسخطات وتحزبات ومذمات ونميمات وتكبرات وتشويشات. ( غل 5: 19- 21) 19 واعمال الجسد ظاهرة، التي هي: زنى عهارة نجاسة دعارة 20 عبادة الاوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة 21 حسد قتل سكر بطر، وامثال هذه التي اسبق فاقول لكم عنها كما سبقت فقلت ايضا: ان الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله.  (أف 4: 31) 31 ليرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث.  ( أف 5: 3- 4) 3 واما الزنا وكل نجاسة او طمع فلا يسم بينكم كما يليق بقديسين، 4 ولا القباحة، ولا كلام السفاهة، والهزل التي لا تليق، بل بالحري الشكر. (كول 3: 5- 9) 5 فاميتوا اعضاءكم التي على الارض: الزنا، النجاسة، الهوى، الشهوة الردية، الطمع الذي هو عبادة الاوثان، 6 الامور التي من اجلها ياتي غضب الله على ابناء المعصية، 7 الذين بينهم انتم ايضا سلكتم قبلا، حين كنتم تعيشون فيها. 8 واما الان فاطرحوا عنكم انتم ايضا الكل: الغضب، السخط، الخبث، التجديف، الكلام القبيح من افواهكم. 9 لا تكذبوا بعضكم على بعض، اذ خلعتم الانسان العتيق مع اعماله، (2تيم 3: 2- 5) 2 لان الناس يكونون محبين لانفسهم، محبين للمال، متعظمين، مستكبرين، مجدفين، غير طائعين لوالديهم، غير شاكرين، دنسين، 3 بلا حنو، بلا رضى، ثالبين، عديمي النزاهة، شرسين، غير محبين للصلاح، 4 خائنين، مقتحمين، متصلفين، محبين للذات دون محبة لله، 5 لهم صورة التقوى، ولكنهم منكرون قوتها. فاعرض عن هؤلاء. 
وذكر متّى في رواية كلام المسيح سبع خطايا فظيعة وذكر مرقس ثلاث عشرة وزاد على ما ذكره متّى سبعاً وترك مما ذكره واحدة. والسبع هي : الطمع أي محبة المال الزائدة التي تقود صاحبها إلى ظلم غيره وغشه. والخبث أي الانفعال الشرير على الغير وقصد ضرره. والمكر وهو كل صنوف الخداع. والعهارة وهي إطلاق عنان الشهوات. والعين الشريرة وهي الحسد (متّى ٢٠: ١٥) وهو الحزن لخير الغير. وتطلق أيضاً على الميل إلى مشاهدة الأمور التي تهيج الشهوة الرديئة (متّى ٥: ٢٩). والكبرياء وهي إعجاب الإنسان بنفسه حتى يحتقر غيره من الناس ويبرر نفسه أمام الله. والجهل وهو عدم استعمال القوى التي تميز الإنسان على البهيمة والتصرف بدون خوف الله وإطاعة الضمير. وبداءة هذه القائمة الفظيعة الأفكار الشريرة ونهايتها عدم الفكر والأولى علة التعدي والثانية علة عدم الامتثال. والتي تركها مرقس مما ذكره متّى شهادة الزور.
  زِنىً : الكلمة الإنكليزية "pornography "تشاطر نفس الكلمة الجذر كما هذه الكلمة اليونانية. لقد كانت تعني أى تصرف جنسى غير لائق .. الجنس قبل الزواج، المثلية الجنسية، الشهوية البهيمية، وحتى رفض مسؤوليات األخ نحو أرملة شقيقه ( أن يخفق األخ في المعاشرة الجنسية مع أرملة أخيه المتوفي لكي تنجب وريثا ) في العهد القديم كان هناك تمييز بين الزنى قبل الزواج والزنى بعد الزواج. ولكن هذا التمييز ضائع باهت في فترة العهد الجديد.
 هذه تستخدم في (رو 13: 13)  لإظهار كيف يجب على المؤمنين أالا يفعلوا
فِسْقٌ،: ان تعريف لهذه الكلمة على أنها "سلوك يعوزه بشكٍل كامل التوازن الأخلأقي، وعادة مع المعنى الضمني بالشهوانية الجنسية". معنى فسق في اللغة العربية أنه مصطلح شرعي معناه   خروج الإنسان عن حدود الشرع وانتهاك قوانينه بالسيئات وارتكاب المحرمات .. لاحظوا كيف أن الكثير من هذه الكلمات تدل على جنس منفلت، والذي يميز الثقافة الوثنية في القرن الأول.
ولعلّ المسيح ذكر غير هذه الخطايا أيضاً. ونقل كل بشير ما وافق قصده. قابل ما ذُكر هنا بما ذُكر في رومية ١: ٢٩ - ٣١ وغلاطية ٥: ١٩ - ٢١. وفرط طهارة المسيح ومعرفته وفرة شرور الإنسان لا يجعلانه ينفر منه ويبعد عنه بل يحملانه على طلبه لينقذه من الشقاء والهلاك اللذين تلقيه الخطيئة فيهما. ولنا من تعليم المسيح هنا أربع فوائد: احتياج الإنسان إلى الولادة الجديدة لأن علة فساده في داخله لا من خارج. إن من ينسب الإثم إلى الأعمال الخارجية يغلط لأن أكثر الخطايا التي ذكرها المسيح هنا خطايا قلبية ربما لا تظهر للناس فعلاً. والأفعال الشريرة المذكورة هي أدلة على الشر الباطن الهائل. جهل الذين يتوهمون أن النجاة من الخطيئة قائمة بالانفراد عن الناس لأن أعظم خطر على الإنسان ليس من التجارب الخارجية بل من الداخلية. وجوب أعظم الشكر لله تعالى على أنه أعلن لنا في إنجيله طريقاً للنجاة من تدنيس الخطيئة وهو أن دم يسوع المسيح يطهّرنا من كل خطيئة وأن الروح القدس مستعد لتجديد قلوبنا وتقديسها.

كلب باللغة العربية وباللغة العبرية כֶּלֶב تتشابة مع إسم كالب بالغة العبرية اليهودية כֶּלֶב
تفسير (مرقس 7: 22) 22 سرقة طمع خبث مكر عهارة عين شريرة تجديف كبرياء جهل.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٢ سِرْقَةٌ، طَمَعٌ، خُبْثٌ، مَكْرٌ، عَهَارَةٌ، عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ، تَجْدِيفٌ، كِبْرِيَاءُ، جَهْلٌ.

قَتْلٌ، سِرْقَةٌ، طَمَعٌ، خُبْثٌ، مَكْرٌ، عَهَارَةٌ، عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ، تَجْدِيفٌ، كِبْرِيَاءُ،
هذه الكلمات نفسها تصف العالم الوثني في (رو 1: 29- 31) 29 مملوئين من كل اثم وزنا وشر وطمع وخبث، مشحونين حسدا وقتلا وخصاما ومكرا وسوءا، 30 نمامين مفترين، مبغضين لله، ثالبين متعظمين مدعين، مبتدعين شرورا، غير طائعين للوالدين  31 بلا فهم ولا عهد ولا حنو ولا رضى ولا رحمة.   "  إنها تظهر. أن القلب خارج عن  السيطرة، أن القلب ميال إلى تحقيق " المزيد لأجل الذات مهما كلف الأمر"
 عَهَارَةٌ،. هذه هي كلمة moicheia، التي تشير إلى علاقات جنسيٍة خارج الزواج (1كور 6: 9- 10) 9 ام لستم تعلمون ان الظالمين لا يرثون ملكوت الله؟ لا تضلوا: لا زناة ولا عبدة اوثان ولا فاسقون ولا مابونون ولا مضاجعو ذكور، 10 ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله. " . صارت تستخدم استعاريا على الزنى. في العهد القديم، يهوه كان الزوج واسرائيل كان الزوجة؛ لذلك، اتباع آلهٍة أخرى كان نوعا من الزنى.
  عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ،هذه هي حرفيا "عين شريرة" (الملاحظة الهامشية  NASB). عند شعوب الشرق الأدنى كان هناك إدراك شديد وحذر شديد من أن يضع في أحدهم تعويذة أو رقية عليهم (شر فعال)  وفي العبرية لها دلالة الغيرة المتمركزة على الذات (تث 15: 9) 9 احترز من ان يكون مع قلبك كلام لئيم قائلا قد قربت السنة السابعة سنة الابراء وتسوء عينك باخيك الفقير ولا تعطيه فيصرخ عليك الى الرب فتكون عليك خطية.  (أم 23: 6) 6 لا تاكل خبز ذي عين شريرة ولا تشته اطايبه.
تَجْدِيفٌ، : هذه الكلمة هي حرفيا "التجديف"، والتي كانت تشير إلى قول شيء عن شخص لم يكن حقيقيا يمكن استخدامها للدلالة على تشويه السمعة أو الإفتراء عن الرب أو البشر (أع 6: 11) 11 حينئذ دسوا لرجال يقولون:«اننا سمعناه يتكلم بكلام تجديف على موسى وعلى الله».  (رو 2: 24) 24 لان اسم الله يجدف عليه بسببكم بين الامم، كما هو مكتوب.  "
 كِبْرِيَاءُ، هذه تشير إلى الشخص المتكبر المتعجرف المزدري أو المغرور (لو 1: 51) 51 صنع قوة بذراعه. شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. ( رو 1: 30)  30 نمامين مفترين، مبغضين لله، ثالبين متعظمين مدعين، مبتدعين شرورا، غير طائعين للوالدين، ( 2تيم 3: 2)  2 لان الناس يكونون محبين لانفسهم، محبين للمال، متعظمين، مستكبرين، مجدفين، غير طائعين لوالديهم، غير شاكرين، دنسين،  ( يع 4: 6) 6 ولكنه يعطي نعمة اعظم. لذلك يقول:«يقاوم الله المستكبرين، واما المتواضعون فيعطيهم نعمة». (1بط 5: 5) 5 كذلك ايها الاحداث، اخضعوا للشيوخ، وكونوا جميعا خاضعين بعضكم لبعض، وتسربلوا بالتواضع، لان:«الله يقاوم المستكبرين، واما المتواضعون فيعطيهم نعمة».
 
الترتيب في هذه القائمة من الخطايا يتغير من ترجمٍة إلى أخرى. باختصار، الحياة بمعزل عن الرب هي خارج الحدود والقيود. قائمة بولس التي في (غلا 5: 19- 21) تصف الأشرار والقائمة في ( غل 5: 22-23)  تصف الأتقياء.
تفسير (مرقس 7: 23) 23 جميع هذه الشرور تخرج من الداخل وتنجس الانسان

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٣ جَمِيعُ هٰذِهِ ٱلشُّرُورِ تَخْرُجُ مِنَ ٱلدَّاخِلِ وَتُنَجِّسُ ٱلإِنْسَانَ».


الموازاة في (مت 15: 20)  توجز كل الجدال (1صم 16: 7)
   جَمِيعُ هٰذِهِ ٱلشُّرُورِ: هذه الشرور والأعمال والأفكار القبيحة تبدأ من العين والأذن والحواس فيشتعل القلب بها وعندما يرضى بها الضمير سواء تمت أم لا تحسب أعمالا وتعتبر نجاسة إلا إذا كانت حوربت بالإيمان وابطلت مفعولها  بإعتباره قد غلب فى المعركة مع الشيطان والشيطان لا يحارب الحسج ةلا يغوى الأعضاء ةلكنه يحارب العقل والفكر ويدخل بهما إلى القلب وأخير إلى الضمير فهو يعرض عملا على العقل ثم يفكر فيه العقل فيتسائل هل هو معقول أم غير ممكن؟ ثم ينشغل الفكر فى طريقة تنفيذة ويعاود الشيطان عرض أفكاره ثم يقدم المسهلات ويصور الملذات حتى يوافق القلب ولكن يظل الضمير عقبة وهنا يظهر الفكر وقد يقاوم الضمير بالرفض  وذلك طبقا الكرامة واللياقة والعيب والتعليم ووصايا الأب والأم المنطبعة فى الضمير ولكن بإستخدام الشيطان أسلوبه فى الإلحاح والإغراء المتواصل تستجيب الأعضاء تلقائيا (غل 5: 17) 16 وانما اقول: اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد. 17 لان الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم احدهما الاخر، حتى تفعلون ما لا تريدون. " وحينئذ ينضغط على الضمير وتنهى الصففقة ويربح الشيطان بوقوع الغنيمة فى الخطية
يا لها من قائمة! من يستطيع أن يقول أن هذه الأشياء لم يكن لها أيُ مكانٍ في قلبه! بالطبع هناك بعضٌ يَبغُضُ كلياً عديداً من هذه الأشياء، ومع ذلك فإن كل إنسانٍ هو عُرضة لأن يسقُطَ في كل خطيئةٍ قد ذُكِرَتْ هنا ولو لمجرد أن يسمح لِفِكرِهِ أن يُسْهِبَ فيها. ومع ذلك فهناك أُناسٌ يُنكرون فساد الطبيعة البشرية. لعلهم يفكرون بالقائمة الوارد ذكرها هنا ويجيبون على السؤال بصراحةٍ، هل يخلو قلبي من أيِّ شيءٍ من هذه الأشياء؟

 عندما نتحدث عن الفساد الكامل في الطبيعة البشرية فإننا لا نعني بالضرورة أن كل الناس آثمون ومذنبون بكل الخطايا المعلنةِ هنا. إننا نعني أن كل الناس بالطبيعة بعيدون عن الله، وأن قابليتهم للقيام بكل هذه الأشياء موجودة في قلوبهم.

الدكتور جوزيف كوك، وفي إحدى المناسبات عندما يعترضُ على مبدأ فساد البشرية الذي ليس له أساس كتابي، استخدم هذا المثال التوضيحي: فقال أنه كان مهووساً بساعةٍ دقيقةٍ رائعة. لقد كانت تحفةً فنيةً جميلةً رائعةً، وتشكلُ حليةً للحجرة التي كانت قد وُضِعَت فيها. إن التحف الفنية كانت باهظةَ الثمن؛ كان وجه الساعة جميلاً للنظر إليه، والعقارب كانت متقنة الصنع للغاية، وبالإجمال كانت ساعةً تثير العجب. كان هناك شيءٌ واحدٌ فقط ليس على ما يرام فيها: أنها ما كانت تضبط الوقت. وبالتالي فهي فاسدة سيئة كلياً من ناحية الوقت. هكذا هو الحال مع الإنسان الطبيعي. إنه بعيدٌ عن الله؛ قلبه في خصومةٍ وعداوةٍ مع الله، ومن داخل ذلك القلب تنبعُ الخطايا بأشكالٍ مختلفةٍ متنوعةٍ عديدة. الحمد الله، هناك علاجٌ شافٍ لهذه الحالة. صلى داود أن "قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ" (مز 51: 10)، وهذا ما يُسرُّ الله أن يعمله من خلال الولادة الجديدة..

في القسم التالي نرى نعمة الله تمتدُ لتطال من هم خارج شعب إسرائيل.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 7

2. شفاء ابنة المرأة الفينيقية (مرقس 7: 24-30)
تفسير (مرقس 7: 24) 24 ثم قام من هناك ومضى الى تخوم صور وصيدا.ودخل بيتا وهو يريد ان لا يعلم احد.فلم يقدر ان يختفي.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٤ «ثُمَّ قَامَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ، وَدَخَلَ بَيْتاً وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْتَفِيَ».


 هذه الاية وردت أيضا فى (متّى ١٥: ٢١ ) 21 ثم خرج يسوع من هناك وانصرف الى نواحي صور وصيداء.  "
مِنْ هُنَاكَ أي من جوار كفرناحوم وسهل جنيسارت (مر ٦: ٥٣ - ٥٦ ) (يوحنا ٦: ١٧).
وَمَضَى اغتاظ الفريسيون كثيراً من تعليم المسيح في أمر التدنيس وقصدوا إضراره (متّى ١٥: ١٢).12 حينئذ تقدم تلاميذه وقالوا له: «اتعلم ان الفريسيين لما سمعوا القول نفروا؟»  وسأل عنه هيرودس أنتيباس ولم يكن سؤاله لخير (لوقا ٩: ٩). ولذلك طلب الأمن والراحة التي كان يحتاج إليها باعتزاله ذلك المكان قليلاً. والمحل الذي لجأ إليه هو المحل الذي التجأ إليه إيليا (1مل 17: 8- 10) 8 وكان له كلام الرب قائلا 9 قم اذهب الى صرفة التي لصيدون واقم هناك.هوذا قد امرت هناك امراة ارملة ان تعولك. 10 فقام وذهب الى صرفة.وجاء الى باب المدينة واذا بامراة ارملة هناك تقش عيدانا فناداها وقال هاتي لي قليل ماء في اناء فاشرب."  في وقت ضيقه (١ملوك ١٧: ١٥ - ٢٤).
تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ انظر الشرح (متّى ١٥: ٢١).
 كانت هذه المدن بعيدة عن الجليل، ومعنى تلك التخوم البلاد المجاورة لتينك المدينتين الفينيقيتين.  ذهَبَ إِلى نَواحي صُورَ وصَيدا فتشير الى دعوة لجميع الأمم الوثنية إلى الملكوت، فمن خلال هذه الدعوة كسر الحلقة العنصرية؛ اما عبارة ” نَواحي صُورَ وصَيدا ” فتشير الى مدينتين حيث كانت صور وصيدا من أشهر الموانئ على ضفاف البحرالابيض المتوسط لسوريا بعد الحدود الشمالية لفلسطين، وهما تقعان على ارضٍ وثنية فيها مزيج من السكان، من الدين الوثني خاصة، لكن هذه العبارة تدل على معنى لاهوتي أي الامم الوثنية التي سيكون لها نصيب في بشارة يسوع خلال حياته على الارض ولم تنتظر الرسل ليبشروها.  هاتين المدينتين وثنيتين  قال يسوع انه فلا يوم الدين مسؤولية مدن صور وصيدا الوثنية أقل من مسؤولية المدن حول بحيرة طبريا بكثير لان هذه كانت دوما تسمع بشارته وترى عجائبه ” الوَيلُ لَكِ يا كُورَزين! الوَيلُ لَكِ يا بَيتَ صَيدا! فلَو جَرى في صُورَ وصَيدا ما جرى فيكُما مِنَ المُعجزات، لَتابَتا تَوبةً بِالمِسِح والرَّمادِ مِن زَمَنٍ بَعيد. على أَنِّي أَقولُ لكم: إِنَّ صُورَ وصَيدا سيَكونُ مَصيرهُما يَومَ الدَّينونَةِ أَخفَّ وَطأَةً مِن مَصيرِكما” (متى 11: 21-22).
دَخَلَ بَيْتاً فراراً من اشتهار مجيئه إلى هنالك ولكن خبره سبق وصوله (متّى ٤: ٢٤)24 فذاع خبره في جميع سورية. فاحضروا اليه جميع السقماء المصابين بامراض واوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم.   (  مر ٣: ٨).  8 ومن اورشليم ومن ادومية ومن عبر الاردن. والذين حول صور وصيداء جمع كثير اذ سمعوا كم صنع اتوا اليه. " هذه ألايات تشير إلى أنه بالرغم من أن يسوع كان يريد هادئا يختلى فيه بعيدا عن أرض الميعاد إلا أن الشعوب الأممية سمعت عنه فلم يقدر أن يختفى
  صُورَ هذه مدينة تقع إلى الجنوب الغربي من بحر الجليل، خارج تخوم أرض الموعد في العهد القديم. لقد كانت منطقة أممية خارج أرض الميعاد
لم يكن قد خرج حتى الآن أبعد من الحدود التي تفصل أرض الميعاد عن أراضي الأمميين، باستثناء المرة التي كان فيها طفلاً صغيراً، حيث أخذته أمه ووالده بالتربية، يوسف، إلى مصر هرباً من غضب هيرودس. لقد جاء إلى العالم، إلا أن خدمته المسيح ، خلال حياته على الأرض، اقتصرت على الخراف الضالة من بيت إسرائيل. . الكلمة "وصيدا" مفقودة في بضع المخطوطات اليونانية القديمة، مثل D، L وW، ولكنها موجودة في (مت 15: 21) (مر 7: 31)  وفي  المخطوطات A ، א و B وأيضا الفولغاتا والبسيطة
فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْتَفِيَ قصده الناس إما لمشاهدته أو لرغبتهم في الشفاء لهم أو لمعارفهم المرضى.
كانت هذه نتيجة معجزاته (  مر ٣: ٨). 8 ومن اورشليم ومن ادومية ومن عبر الاردن. والذين حول صور وصيداء جمع كثير اذ سمعوا كم صنع اتوا اليه.  حتى في منطقة أممية بامتياز لم يمكنه أن يجد راحة  أو وقتا خاصا يقضية مع تلاميذة 
تفسير (مرقس 7: 25) 25 لان امراة كان بابنتها روح نجس سمعت به فاتت وخرت عند قدميه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٥ «لأَنَّ ٱمْرَأَةً كَانَ بِٱبْنَتِهَا رُوحٌ نَجِسٌ سَمِعَتْ بِهِ، فَأَتَتْ وَخَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ».

 لأَنَّ ٱمْرَأَةً كَانَ بِٱبْنَتِهَا رُوحٌ نَجِسٌ
سَمِعَتْ بِهِ،:  هذه المرأة كان في ابْنَتِهَا رُوحٌ نَجِسٌ. لقد كانت قد عانت الكثير بسبب هذه الحالة. ورغم أنها غريبة عن العهود الموعودة، فإن المرأة الفِينِيقِيَّة السُورِيَّة سمعت عن يسوع، وشعرت أنه بالتأكيد سوف يحرر ابنتها إن رغب في ذلك. ترك مرقس ما ذكره متّى من أن المرأة الكنعانية كانت تصرخ وراءه قبل أن دخل البيت وأنه لم يلتفت إليها وأن الرسل توسطوا لها عبثاً والقديس متى يقدم لنا صورة مؤثرة للغاية (متّى ١٥: ٢٢ و٢٤).22 واذا امراة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه: «ارحمني يا سيد يا ابن داود. ابنتي مجنونة جدا».  ويضيف مرقس أنها لم تكتفى بذلك بل "خرت عند قدمية" وهذا الإنحناء عند الشعوب القديمة قد يعنى أما طلب البركة أو العبادة أو الإخترام أو طلب شيئا بلجاجة أو طلب العقو عن خطأ ما
وترك أيضاً مرقس قول المسيح لتلاميذه (مت 15: 24) «لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة». ولعلّ سبب تركه ذلك القول أنه كتب إنجيله للأمم وخاف أن يذكره لئلا يظن الأمم أن بشارة الخلاص لليهود فقط على أن المسيح لم يقصد بذلك سوى مناداته الشخصية وهو على الأرض.
فَأَتَتْ وَخَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ : كانت هذه علامة ثقافية تدل على (1) الطلب من شخص أسمى أو (2) التواضع. ربما كان الوضع أن المرأة سمعت بمعجزة يسوع وبدافع يأسها، دنت من هذا الرابي اليهودي في خوف. 
وإنجيل متى يذكر معاناة هذه المرأة مع إبنتها الممسوسة أنها عندما خرت عند قدمية قالت  (مت 15: 22) واذا امراة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه: «ارحمني يا سيد يا ابن داود. ابنتي مجنونة جدا». عبارة “رُحْماكَ يا ربّ! يا ابنَ داود” فتشير الى صلاة مؤمنة يهودية “رُحْماكَ يا ربّ! يا ابنَ داود”. والمرأة لم تعرف النبوءات ولكنها سمعت عن المسيح من اليهود فآمنت. ونادته كما يناديه اليهود. وهذه الصلاة هي صدى لطلب الاعميين ” رُحْماكَ يا ابْنَ داود! “(متى 9: 27) او طلب أعمى أريحا ” رُحْماكَ، يا ابنَ داود، يا يَسوع ” (مرقس 10: 47)؛ اما عبارة ” رُحْماكَ ” فتشير الى انها لم تطلب شفاء من المسيح بل طلبت الرحمة. اما عبارة ” يا ابنَ داود” فتشير الى تعبير يهودي واضح عن المسيا المنتظر وأصبح اللقب الشعبي الخاص بالمسيح (متى 15: 22و 20: 30-31 و21: 9). ويبدو ان بعض معاصري يسوع اعترفوا به ” ابنا لداود” (مرقس 10: 47-48) ولقد أعلن الرسل عن “ابن داود” في كرازتهم (اعمال الرسل 2: 29-32)
بارة “جاءَت فسَجدَت لَه ” الى إلحاح المرأة الكنعانية الوثنية التي سجدت كما سجد الرسل بعد العاصفة (متى 14: 33) وكما فعل أحد الوجهاء “بَينما هو يُكَلِّمُهُم، أتى بَعْضُ الوُجَهاءِ فسجَدَ لَه وقال: (ابنَتي تُوُفِّيَتِ السَّاعة، ولكِن تَعالَ وَضَعْ يَدَكَ عَليها تَحْيَ (متى 9: 18). لقد حقّقت بهذا ما ترنم به صاحب المزامير “اسمَعي يا بِنتُ واَنظُري وأَميلي أُذُنَكِ إِنسَي شَعبَكِ وبَيتَ أَبيكِ فيَصْبُوَ المَلِكُ إِلى حُسنِكِ إِنَّه سَيِّدُكِ فلَه اْسجُدي” (مزمور 45: 10-11). يا له من إيمان عظيم! المحن التي يتعرض لها إيماننا هي التي تنقي الايمان وتبرز قوة الصلاة الحقيقية. اما عبارة “يا رَبّ!” فتشير الى تسمية المرأة الكنعانية ليسوع باسم الرب باليونانية كيريا Κύριε,، اما عبارة “أَغِثْني يا رَبّ! ” فتشير الى صلاة الطلب. فماذا ينقصها بعد لتكون من الابناء، وتنعم بما به ينعمون؟
تفسير (مرقس 7: 26) 26 وكانت المراة اممية وفي جنسها فينيقية سورية.فسالته ان يخرج الشيطان من ابنتها.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٦ «وَكَانَتْ ٱلْمَرْأَةُ أُمَمِيَّةً، وَفِي جِنْسِهَا فِينِيقِيَّةً سُورِيَّةً - فَسَأَلَتْهُ أَنْ يُخْرِجَ ٱلشَّيْطَانَ مِنِ ٱبْنَتِهَا».

 أُمَمِيَّةً
وهي في الأصل «ألينس» أي يونانية وأطلقت هذه النسبة على كل من لم يكن يهودياً فأشار بقوله أممية إلى دينها أي إلى أنها وثنية. فِينِيقِيَّةً سُورِيَّةً هذه نسبة إلى موطنها وزاد قوله سورية تمييزاً لفينيقية المذكورة هنا عن فينيقية التي في شمال أفريقية وتعرف بفينيقية ليبية. وزاد متّى على وصف تلك المرأة أنها كنعانية إشارة إلى أن أصلها من الأمم التي طردها بنو إسرائيل من بلادهم في اليهودية.
أُمَمِيَّةً، وَفِي جِنْسِهَا فِينِيقِيَّةً سُورِيَّةً ". أممية تعنى “وَثَنِيَّةً Ἑλληνίς (أي غير يهودية)  وقد انحدر هؤلاء الفينيقيون من الكنعانيين. وكان الفينيقيون يسمّون أنفسهم كنعانيين، ولقد دلّ اسم كنعان على مرّ التاريخ على مناطق متعددة غير واضحة المعالم، كأرض الميعاد التي اقام فيه بنو اسرائيل الاقدمون، وهذا الشعب ملعون، وهم من أكثر شعوب الأرض شراً، وقد لعنهم أبوهم نوح ” مَلْعونٌ كَنْعان! عَبْدًا يَكونُ لِعَبيدِ إِخوَتِه “(تكوين 9: 25).
تذكروا، يسوع ساعد أمميين آخرين تبشير الوثنيين في جهة غرب، كما وجدناه في جهة الأردن شرق أرض الميعاد (إسرائيل)  مع الرجل الممسوس مجنون كورة الجدريين  في الجراسين على ضفاف بحيرة طبرية (مرقس 5: 1). ( مر 17: 11) ( مت 8: 5- 13) (يو 4)  ولكن ضمن الحدود الجغرافية لأرض الموعد. لو كان يسوع قد بدأ خدمة شفا ٍء في أرض أممية، لكان قد رفضه الشعب اليهودي بسبب تحيزاتهم. هناك خط متواز بين خدمة يسوع للمرأة الفينيقية وخدمة إيليا المرأة فينيقية في (1 مل .17) في كلتا الحالتين نجد أن محبة الرب واهتمامه ومعونته قد يكون هذا دليلا آخرا محتجبا عن مسيانيته. متاحة للأمميين المبغضين. وهناك “جموع كثيرة” ورد ذكرها 40 مرة في انجيل متى تتبع يسوع، معلنة دخول الوثنيين بكثرة في الكنيسة (متى 4: 25) او افراد كقائد المئة (متى 8: 5-13) او قائد المئة والذين يحرسون معه يسوع عند قدمي الصليب (متى27: 54)، يعترفون جميعا بإيمانهم، ويرون في يسوع العبد لجميع الأمم “هُوَذا عَبْدِيَ الَّذي اختَرتُه حَبيبيَ الَّذي عَنهُ رَضِيت. سَأَجعَلُ رُوحي علَيه فيُبَشِّرُ الأُمَمَ بِالحَقّ ” (متى 12: 18-21).
 بأية لغة كان هذا الحوار بين المرأة ويسوع؟ يبدو واضحا  أنه كان ولا بد باللغة اليونانية. أن يكون المرء قد ترعرع في شمال فلسطين يفترض أن يكون ثلاثي اللغة. في (لو 4: 16- 20) يسوع يقرأ من درج عبري من أشعياء. فلا بد أنه كان يعرف اللغة العبرية الكتابية في مدرسة المجمع. ومن الطبيعى أنه كان يتكلم الارامية وأيضا أمكنه أن يتكلم اللغة اليونانية السائدة (ونستنتج ذلك من المحادثة الخاصة مع بيلاطس).
  فَسَأَلَتْهُ. هذا زمن ناقص يعطي المعنى أنها سألته بشكل متكرر.
. أَنْ يُخْرِجَ ٱلشَّيْطَانَ مِنِ ٱبْنَتِهَاهذا ماضي ناقص شرطي مبني للمعلوم. كان لا يزال لديها بعض الشكوك حول قدرة يسوع أو استعداده لأن يتصرف والتي يتم التعبير عنها بصيغة الشرط.
لذلك جاءت ملتمسةً أن يطرد الروح النجس من ابنتها الشابة. في موضع آخر نعلم أنها استندت في مطلبها إلى حقيقة أنه ابن داود. من الواضح أنها علمت من جيرانها اليهود عن المسيا الذي كان سيأتي من نسل داود، وصدقت في إيمانها أن يسوع هو ذاك المنتظر. ولذلك جاءت تطلب إليه أن: "«ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً»" (متى 15: 22). ما عبارة ” يَتَخَبَّطُها الشَّيطانُ تَخَبُّطاً شديداً” باليونانية κακῶς δαιμονίζεται. ومعناها ممسوسة شرا، واما مرقس فيصف ابنتها “فيها روح نجس” (مرقس 7: 25)، وتشير الى صيحة استغاثةٍ في الشفاء تخرج من قلب الأمّ المحبّة لان ابنتها تتعذّب عذابًا أليمًا، اما لفظة “الشيطان” فتشير الى ارتباط المرض بالشيطان، فلمّا طُرد الشيطان شُفيت ابنة المرأة الكنعانية. ويلمح انجيل مرقس ان ابنتها “فيها روحٌ نَجِس ” (مرقس 7: 25) وقد تكرَّرت هذه العبارة 23 مرة في العهد الجديد.
وقف المسيح مبهورا أمام إصرار هذه المرأة التى لا يحق لها أن تطلب كسرة من خبز البنين " ولم يجبها لكلمة" (مت 15: 22) ضجر التلاميذ من صراخها وضاقت أنفسهم من إلحاحها ولم يعرفهوا حينها أنهم أختيروا وأقيموا وأرسلوا ليقضوا حياتهم كلها فى خدمة هذه الأممية وباقى شعوب الأمم (مت 28: 19- 20) 19 فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. 20 وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر». امين.
تفسير (مرقس 7: 27) 27 واما يسوع فقال لها دعي البنين اولا يشبعون.لانه ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
«٢٧ وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا: دَعِي ٱلْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ، لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ ٱلْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ. 


أنظر الشرح (متّى ١٥: ٢٥ - ٢٩)
  ٱلْبَنِينَ الكلمة العائلية تشير إلى إسرائيل(مت 15: 24)
دَعِي ٱلْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ هذه العبارة لم يذكرها متّى وفيها وعد بأن مواهب المسيح بعد أن تقدم لليهود الشعب المختار تقدم للأمم أيضاً وفيها بيان لسبب عدم إجابة المسيح في الحال لطلبة المرأة لأنه أراد أن يعلم الرسل أن وقت تبشير الأمم لم يكن قد أتى. وقصد أيضاً أن يمتحن إيمان المرأة وثبوتها. وأن يعلمنا وجوب الإيمان والثبات لنوال أجوبة صلواتنا.

كانت رسالة المسيح أنه إلى خاصته جاء "إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ." (يو 1: 11).  وخاصته اليهود فقط (مت 15: 24) لهذا فإن إتجاه المسيح نحو الأمم محدود بحدود إسرائيل ورسالته إلى خراف بيت إسرائيل وقصة المرأة الكنعانية وحصولها على طلبها بإيمانها كانت إشارة تعليميه للتلاميذ بتبشير ألأمم  وتعميدهم  تنفيذا لأمر المسيح "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس." (مت 28: 19).
وكان المسيح ملتزما بمبدأ (مت 7: 6) لا تعطوا المقدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بارجلها وتلتفت فتمزقكم." والكلاب الذين لا يؤمنون بالمسيح /المسيا المنتظر هم الأمم الوثنيين   لئلا تدنس هذه المقدسات بقذارة حياتهم الدنسة لنهم منغمسين فى شهواتهم وزناهم وشرورهم القبيحة ولا يعرفون قيمة هذه المقدسات وشبهها بالدنانير
تشير عبارة “لَم أُرسَلْ إِلاَّ إِلى الخِرافِ الضَّالَّةِ مِن بَيتِ إِسرائيل ” الى جواب يسوع بالرفض الصريح، وهذا هو صدى لتعليمه للرسل “هؤلاءِ الاثنا عَشَر أَرسلَهُم يسوع وأَوْصاهم قال: لا تَسلُكوا طَريقاً إِلى الوثَنِيِّين ولا تَدخُلوا مَدينةً لِلسَّامرِيِّين، بَلِ اذهَبوا إِلى الخِرافِ الضَّالَّةِ من بَيتِ إِسرائيل” (متى 10: 5-6). لا تتعارض كلمات يسوع هذه مع حقيقة ان رسالة الله لجميع الناس ” فاذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم”(متى 28: 19). ان اليهود يجب ان تكون لهم الفرصة الاولى لقبوله مسيحا، لان الله اختارهم لتقديم رسالة الخلاص لسائر العالم كما قال الله لإبراهيم “وَيتَبَارَكُ بِكَ جَميعُ عَشائِرِ الأَرض” (تكوين12: 3). وبعبارة أخرى اعتبر يسوع نفسه مرسلا بالدرجة الاولى الى بيت إسرائيل، ثم بعد موته وقيامته يُبشَّر الوثنيين بالخلاص (متى 8: 5-13). وما التخصيص إلا مرحلة من المراحل نحو توسّع عالمي اشمل في خطة خلاص الله. لان الله يريد الخلاص لأكبر عدد ممكن لا أقل عدد ممكن. وهناك نصوص كثيرة في انجيل متى تؤيد هذا التفسير كشفاء خادم قائدا المئة (متى 8: 5) ومثل الكرامين ” إنَّ مَلكوتَ اللهِ سَيُنزَعُ مِنْكُم، ويُعطى لأُمَّةٍ تُثمِرُ ثَمرَه” (متى 21: 43). ونستطيع القول إن هذه المرأة عجّلت بفتح باب الخلاص للوثتين. اما عبارة ” الخِرافِ الضَّالَّةِ مِن بَيتِ إِسرائيل)” فتشير الى إسرائيل كلّه الذي ضل الطريق، ولم يعرف يسوع الذي هو “الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة (يوحنا 14: 6) او الى الخاطئين في إسرائيل كما جاء في تعليم يسوع من خلال الخروف الضال” إِذا كانَ لِرَجُلٍ مِائةُ خَروف فضَلَّ واحِدٌ مِنها، أَفلا يَدَعُ التِّسعَةَ والتِّسعينَ في الجِبال، ويَمضي في طَلَبِ الضَّالّ؟ “(متى 18: 12).
طلبت المرأة الكنعانية شفاء إبنتها حافظ المسيح على هدوئه. فلكونها خاطئة من الأمميين وليست من اليهود أبناء العهد والوعد لم يكن لها الحق بأن تطالبه بأي شيء لكونه ابن داود الموعود. وأخيراً، وإذ استمرت في الصراخ وراءه،

إنجيل مرقس يخاطب الأمم بطريقة خفية بأنم أخذوا الساقط من مائدة البنين الذين هم اليهود وبعد شبع البنين صارت لهم كراسى التلاميذ الرسل فكرسى مرقس اليهودى فى مصر ورثه الأقباط المصريين  وجلس الأمم حول مائدة المسيح بعد أن رفض اليهود المسيح  وأصبخ الأممين أبناء العهد الجديد المولودون من الماء والروح   "أجاب يسوع: «الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله." (يو 3: 5)."الذين ولدوا ليس من دم، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله." (يو 1: 13).
 لِلْكِلاَبِ.  هذا هو الإستخدام الوحيد لهذه الكلمة في العهد الجديد. قسوته تتبدد من حقيقة أنها تصغيرية في الصيغة kunarion)،" جرو" NJB تقول "كالب منزلية". اليهود كان يدعون الأمميين "كلابا" ككلمة تدل على السخرية والهزء. هذا الحوار كان يُقصد به أن يساعد التلاميذ على التغلب على تحيزاتهم ضد الأمميين (مت 15: 23) لقد أدرك يسوع وأكد علانية أن إيمانها كان عظيما (مت 15: 28) 
وهناك نصوص تلمودية كثيرة في هذا الاتجاه منها “الوثنيوّن قطعان من المواشي”، “ويجب احتقارهم وبغضهم” (زوهار، فيشلاخ 177 ب)،
ربما كان المسيح يشير وحروب بنى إسرائيل مع الكنعانييين وخروج بنى إسرائيل من مصر وتمييز الرب  بنى إسرائيل عن المصريين وكلاب المصريين (خر 11: 7) ولكن جميع بني اسرائيل لا يسنن كلب لسانه اليهم لا الى الناس ولا الى البهائم.لكي تعلموا ان الرب يميز بين المصريين واسرائيل. " لا يسنن كلب = من الطبيعي مع حركة أكثر من 2 مليون شخص أن الكلاب تنبح وراؤهم ولكن من حماية الله لشعبه أنه لن يسمح حتى بهذا ضد شعبه وحتى بهائم شعبه كناية عن خروجهم في سلام تام.  وقد جاء في موسوعة الدكتور سليم حسن أن الفراعنة استخدموا الكلاب في الحرب فقد كان الكلب يتابعهم في كل معاركهم وكان يسبقهم للتعرف على جثث القتلى واختراق خطوط العدو ولذلك وجدوا الكلاب على جدران المقابر وبهذا يصبح معنى الآية أن الجيش المصري لن يجرؤ على مهاجمتهم في أثناء الخروج.

قد يبدو هذا القول قاسياً، ولكن وكما أن يوسف قد اتهم إخوته بأنهم جواسيس لكي يسبر ضمائرهم، كذلك فإن الرب أجاب المرأة هكذا لكي يأتي بها إلى إدراك أنه حقها بالبركة كان إنما استناداً إلى النعمة الصافية النقية فقط.
 
 لم يكن يسوع هو من ابتدع عبارة ” لا يجوز أن يؤخذ خبز البنين ويرمى الى الكلاب” القاسية بل كانت مثلا شعبيا منتشرا بين اليهود، الذين كانوا يعتبرون أنفسهم “البنين” وباقي الامم كالكلاب للدلالة على نجاستهم. قصد يسوع ان يطرح قضية الهود البنين والأمم كلاب فتجاهل المرأة أمام التلاميذ والمرأة المرأة تصيح طالبة معونة اللمسيح  والتلاميذ يهود يريدون منه أن يشفيها يسمع تلاميذه ومن ورائهم كل اليهود ما كانوا يرددوه سرا في مجالسهم عن احتقارهم الأمم ونطرته لهم على أنهم حيوانات . لقد توجه يسوع مباشرة الى تلاميذه الذين توسلوا اليه أن ” يبعدها عنهم لانها تتعبهم بصياحها ” ليبين لهم أن حكمهم على الوثنيين ظالم وبعيد عن الواقع، لأن فهمهم لحقيقة الخلاص الشمولية لم يزل ناقصا. فكأنه يقول لهم انظروا بأعينكم أن الايمان موجود أيضا عند سائر الامم، لا بل أن هذا الايمان العظيم لا مثيل له حتى في اسرائيل.’] ولكنه ربّما قال هذا مردِّدًا ما كان يردِّده اليهود لكي يمجِّد من ظنَّهم اليهود كلابًا، معلنًا كيف صاروا أعظم إيمانًا من البنين أنفسهم”. اما عبارة ” البَنينَ” فتشير الى أبناء البيت وهم اليهود الذين هم في البيت، الشعب الذي له المواعيد، وعنده الانبياء ومنه المسيح وبه يبدأ الخلاص. أما عبارة “صغار الكِلاب ” فتشير الى حيوان نجس يُذكر أحيانا مع الخنزير ” لا تُعطُوا الكِلابَ ما هَو مُقدَّس، ولا تُلْقوا لُؤلُؤَكُم إِلى الخَنازير”(متى 7: 6) وكان اليهود يلقبون به الوثنيين أي الامم الذين هم في خارج البيت، الذين لا يعرفون الله، ولا ينتمون الى ابراهيم. فكان اليهود يعتبرون الغرباء كلاباً من جهة نوال بركة الله. فهناك مقارنة بين البنين (الذين في البيت وهم الشعب اليهودي) والكلاب (الذين هم في الخارج، أي الوثنيون). الكلاب يأكلون بعد البنين والوتينيون ينتظرون دورهم ليصلوا الى المائدة. وكان موقف الرب يقصد امتحان إيمان المرأة. كان السيد المسيح الذي يعلم كل شيء يعرف أن هذه المرأة قادرة على احتمال الموقف ” ما تُصِبْكُمْ تَجرِبَةٌ إِلاَّ وهي على مِقدارِ وُسْعِ الإِنسان. إِنَّ اللهَ أَمينٌ فلَن يأذَنَ أَن تُجَرَّبوا بما يفوقُ طاقتَكم، بل يُؤتيكُم مع التَّجرِبَةِ وَسيلةَ الخُروجِ مِنها بِالقُدرةِ على تَحَمُّلِها” (1 قورنتس 13:10). كان هناك كثيرون من اليهود يفقدون بركة الله وخلاصه لأنهم رفضوا يسوع، وكثيرون من الامم ينالون الخلاص لأنهم آمنوا بالرب يسوع. ويسوع بهذه الإجابة أعطى درسًا لليهود السامعين أن الأمم ليسوا كلابا بل فيهم من هم أحسن من اليهود.
تفسير (مرقس 7: 28) 28 فاجابت وقالت له نعم يا سيد.والكلاب ايضا تحت المائدة تاكل من فتات البنين.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٨ فَأَجَابَتْ: نَعَمْ يَا سَيِّدُ! وَٱلْكِلاَبُ أَيْضاً تَحْتَ ٱلْمَائِدَةِ تَأْكُلُ مِنْ فُتَاتِ ٱلْبَنِينَ.


  نَعَمْ يَا سَيِّدُ! اما عبارة “نَعم، يا رَبّ!” فتشير الى موافقة المرأة الكنعانية على كلام يسوع كجواب لإيمانها به. ويعلق القديس اوغسطينوس “إنك تنطق بالحق، لكن ينبغي ألا أُحرم من البركة بسبب هذا” اعترفت المرأة بأولوية اليهود في الدخول الى الخلاص. اما عبارة “صِغارُ الكِلابِ نَفْسُها تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الَّذي يَتساقَطُ عَن مَوائِدِ أَصحابِها ” فتشير الى جوابها الذي هو قرارها لدخول في شعب الله وأن يكون لها ما للأبناء، وتحصل على بركة الله بشفاء ابنتها. فهي لا تطلب المقاسمة ولا المناصفة، ولكن المشاركة في الفائض. واقرَّت ان الله اختار شعبا جعل منه يسوع نقطة انطلاق لرسالته، فالاختيار يتضمن امتياز، ولكنه يتضمن أيضا مسؤولية. وقَبل يسوع، بناء على طلب الوثنية، ان يوزّع خبز البنين (المخصص لليهود) على صغار الكلاب” (الأمم) معلنا ان الخبز الذي كان مُخصَّصاً لإسرائيل، يوزّع يوما على الجميع. ان اختيار الله مجاني، لا اعتباط ولا عنصرية بل نعمة من اجل العالم. وهذا الحوار له أهميته بخصوص دخول اول الشعوب الوثنية في حظيرة كنيسة يسوع المسيح.
يَا سَيِّدُ!  من المرجح أن هذه الكلمة مستخدمة بالمعنى الثقافي "سير" أو "سيد"، كما في (يو 4: 11)  هذا هو المثل الوحيد المذهل عن استخدام ّ kurios التي تُطلق على يسوع في إنجيل مرقس.
ذكر إنجيل متى أن المرأة إستعطفت المسيح بقولها " يا سيد أعنى " (مت 15: 25)
وَٱلْكِلاَبُ أَيْضاً : لقد تجاوزت المرأة الكنعانية الإهانة غير المقصودة لأن هذا هو تقليد اليهود فى نظرتهم للأمم بطريقة رائعة. لم يكن لديها شعور بالاستياء أو الامتعاض بسبب حديثه إليها مهيناً أو بتكلمه معها بطريقة فظة جافة. فَأَجَابَتْ بتواضع وَقَالَتْ لَهُ:
"«نَعَمْ يَا سَيِّدُ! وَجراء الْكِلاَب أَيْضاً (وهنا استخدمت صيغة مصغرة، جراء الكلاب) تَحْتَ الْمَائِدَةِ تَأْكُلُ مِنْ فُتَاتِ الْبَنِينَ»". وكأن "الفتات" أضخم من الخمس خبزات والسمكتين " أثنتى ععشرة قفة" فإن كانت الخمس خبزات أشبعت البنين فالأثنا عشر قفة هى من حق الأمم والذين لم يحضروا وجبة معجزة إكثار الخبز 
عبارة “صِغارُ الكِلابِ” باليونانية τὰ κυνάρια معناها الكلاب الصغيرة المنزلية الاليفة لا الكلاب الشاردة وهي تشير الى الازدراء والاحتقار التي ننسبه اليها. وهي الكلمة التي استخدمها بولس الرسول في رسالته “إِحذَروا الكِلاب” (فيلبي 3: 2)
 لكأنها كانت تقول : "يا سيد، أعرف حقيقة أنني بائسة، وثنية منبوذة، ولكن أعطني، يا سيد، بعضاً من الكسر التي يرميها أبناء الملكوت. اسمح لي أن أكون بمكانة الجرو وبهذا أنال رحمة من يدك". لم يكن هناك ما يروق لربنا المبارك أكثر من الإيمان الممزوج بالتواضع.

 ٱلْبَنِينَ   "االأطفال الصغار" )paidion). هناك عدة صيغ تصغيرية نجدها في هذا السياق
 
 فُتَاتِ ٱلْبَنِينَ  كان االأغنياء فى ذلك العصر يستخدمون الخبز ليفركوا به أيديهم بعد الطعام، كنوع من المناديل "البنين كانوا يُسقطون عن عمد بضع فتات من أجل الكلب". إن المرء أكثر ب يرغب لو أن نبرات صوت يسوع وتعابير وجهه ولغة جسده أمكن تدوينها. أعتقد أن اللقاء كان إمذهلا ورائعا أكثر بكثير مما توحى به هذه الكلمات التى دونت
تفسير (مرقس 7: 29) 29 فقال لها.لاجل هذه الكلمة اذهبي.قد خرج الشيطان من ابنتك.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٩ فَقَالَ لَهَا: لأَجْلِ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَةِ ٱذْهَبِي. قَدْ خَرَجَ ٱلشَّيْطَانُ مِنِ ٱبْنَتِكِ».


لأَجْلِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ اذْهَبِي.  تأثر يسوع بموقف هذه الأم من الإصرار والإلحاح والإيمان (مت 15: 28)  لقد شفى/ حرر يسوع الناس استنادا إلى الإيمان عدة مرات (مر 2: 3- 13) (مر 9: 14- 29) ( مت 8: 5- 13)
وهنا لم يستطع المسيخ إلا أن يعطبها كل ما أرادت لأنها أرادت الفتات وهو من حقها المتبقى بعد أن شبع البنين فأعطاها لتوزع على كل الأمم من " إيمان الفتات" الذى هو أكثر بركة من خبز البنين
 
قَدْ خَرَجَ إنه تام إشاري مبني للمعلوم وفي (مر 7: 30) إنه اسم فاعل تام مبني للمعلوم، والذي يركز على نتيجة . عمل ما ٍض لا تزال مؤثرة في الحاضر. الروح الشريرة خرجت وستبقى بعيد
فأجابها قائلاً: "« قَدْ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنِ ابْنَتِكِ»". هذه المرأة سمعت عن يسوع بأنه يخرج الأرواح الشريرة وصدقت ثم آمنت بقوته وأنه المسيح / المسيا المنتظر مشتهى الأجيال ورجاء الأمم آمنت بأن يسوع كان في مقدوره أن يطرد األرواح الشريرة حتى عن بعد بدون أي طقوس

تفسير (مرقس 7: 30) 30 فذهبت الى بيتها ووجدت الشيطان قد خرج والابنة مطروحة على الفراش

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٠ «فَذَهَبَتْ إِلَى بَيْتِهَا وَوَجَدَتِ ٱلشَّيْطَانَ قَدْ خَرَجَ، وَٱلابْنَةَ مَطْرُوحَةً عَلَى ٱلْفِرَاشِ».

مَطْرُوحَةً عَلَى ٱلْفِرَاشِ: هذا اسم فاعل تام مبني للمجهول يمكن فهمه بطريقتين: (1) أن الروح الشريرة قد غادرت بعنف (مر 1: 26) (مر 9: 26) ورمت الفتاة الصغيرة إلى السرير أو (2)  أن حالة الروح الشريرة فيها قد جعلتها طريحة الفراش. وشفى الممسيح إبنة المرأة الكنعانية بدون وعد أو كلمة أو لمسة لأن إيمانها يكفى (مت15: 28) حينئذ قال يسوع لها: «يا امراة عظيم ايمانك! " وكثير من قصص الشفاء حدثت بعد إتصال المسيح والمريض أو بكلمة آمرة بالشفاء ولكن معجزة شفاء هذه الإبنة كان نتيجة إيمان ن أمها بالمسيح (مت 15: 28)  ليكن لك كما تريدين». فشفيت ابنتها من تلك الساعة. وَوَجَدَتِ ٱلشَّيْطَانَ قَدْ خَرَجَ أي تحققت لما بلغت بيتها قول المسيح صحيح. مَطْرُوحَةً عَلَى ٱلْفِرَاشِ أي في حال الراحة والسلام. وهذا دليل على خروج الشيطان ورجوع الصحة كما أن عدم الراحة تكون دليلاً على بقائه فيها (مر ٥: ٥).

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 7

3. شفاء أصم أعقد (مرقس 7: 31-37)
تفسير (مرقس 7: 31) 31 ثم خرج ايضا من تخوم صور وصيدا وجاء الى بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 ٣١ «ثُمَّ خَرَجَ أَيْضاً مِنْ تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ، وَجَاءَ إِلَى بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ فِي وَسْطِ حُدُودِ ٱلْمُدُنِ ٱلْعَشْرِ».

(متّى ١٥: ٢٩) يحتمل هذا الكلام في الأصل اليوناني أن المسيح مرّ في صيدا أو الأرض التابعة لها في طريقه. ونستنتج من ذكر مرقس صور قبل صيدا في الكلام على سفر المسيح أنه سار من الجنوب إلى الشمال ثم دار إلى الشرق أى انه ترك شواطيء صور وصيداء، عبر يسوع إلى الجزء الشمالي من بحر الجليل ودخل إلى قارب، واجتاز البحر مرة أخرى ليزور الْمُدُن الْعَشْر. ولا بد من أسباب حملته على تلك الدورة وعلى ذهابه إلى المدن العشر التي هي على الجانب الشرقي من بحر طبرية (متّى ٤: ٢٥ ومرقس ٥: ٢٠) وفي تلك البلاد أخرج اللجئون من المجنون وسأله بعض السكان هناك أن ينصرف عن تخومهم (مر ٥: ١٥ و١٧).
فِي وَسْطِ حُدُودِ ٱلْمُدُنِ ٱلْعَشْرِ : أى بني حدود مدينة وأخرى من هذه المدن فى شرق نهر الأردن  ويتكون هذا الحلف الدفاعى بين عشر مدن أولها فى الشمال دمشق وجنوبا بترا بعض هذه المدن تعتبر من أرض الموعد
يعتقد بعش المفسرين للإنجيل أن المسيح إنطلق من شمال صيدون متجها نحو الجنوب الشرقى فى داخل ليونتس وإستمر فى السير جنوبا حتى إلى قيصرية نحو شرق الأردن عبر الجزء الشمالى من العشر مدن وهذه الرحلة البرية طويلة للغاية قدرها العالم بوركت بأنها أستغرت نحو 8 أشهر
تفسير (مرقس 7: 32) 32 وجاءوا اليه باصم اعقد وطلبوا اليه ان يضع يده عليه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
32 «وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ، وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ».

راجع (متّى ٩: ٣٢ ) (لوقا ١١: ١٤) قال متّى أن المسيح صنع معجزات كثيرة في تلك الكورة مع أنه قصدها بغية الراحة والنجاة من أعدائه (متّى ١٥: ٢٩)29 ثم انتقل يسوع من هناك وجاء الى جانب بحر الجليل وصعد الى الجبل وجلس هناك.
 وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ،  حالة هذا المريض كانت صعبة للغاية فالمريض ولد هكذا أصم وأبكم لم يتدرب على السمع ولا على النطق  ولم يفهم الكلام فأصبح كونه يتكلم ويسمع فهذا أمر فائق حدود المعجزة وتعدى الطبيعة لأنه من المنظور الطبى أنه يستلزم لهذا المريض 5- 6 سنوات تمرينا على النطق وفهم الكلام بعد شفاؤه أما الكلام والسمع فى لحظة فهذا أمر يفوق الخيال وهذه المعجزة تعتبر من المستحيلات علميا وطبيا
 شفاء الخرص والصم والعميان وغيرهم مرتبط بنبوة عن المسيح سجلت قبل ولادته بـ 600 سنة (إش 29: 18 - 19) 18 ويسمع في ذلك اليوم الصم اقوال السفر وتنظر من القتام والظلمة عيون العمي 19 ويزداد البائسون فرحا بالرب ويهتف مساكين الناس بقدوس اسرائيل. (إش 35: 5- 6)  5 حينئذ تتفقح عيون العمي واذان الصم تتفتح. 6 حينئذ يقفز الاعرج كالايل ويترنم لسان الاخرس لانه قد انفجرت في البرية مياه وانهار في القفر. "
 ومن تلك المعجزات أنه جعل الخرس يتكلمون. واقتصر مرقس على ذكر واحدة منها لم يذكرها غيره بخصوصها. ولعلّ سبب ذلك اختلاف طريق الشفاء فيها عما اعتاده يسوع. وَجَاءُوا إِلَيْهِ لم يذكر مرقس من هم الذين جاءوا إليه ولكن القرينة تدل على أنهم أصحاب المُصاب. وأتوا به إليه لأنه لم يستطع أن يعرف ما الذي يقدر المسيح أن يفعله له ولم يستطع أن يطلب شيئاً لنفسه نظراً لبليته. بِأَصَمَّ أَعْقَدَ أي أطرش أخرس ولعلّ سبب عقده مجرد صممه لأنه يظهر من الكلام بعد أنه كان يصوت أصواتاً لا تُفهم (ع ٣٥).
وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ سأل أصحاب الأعقد ذلك لاعتقادهم أن الشفاء يتوقف على اللمس واستنتجوا ذلك إما مما شاهدوا من المسيح قبلاً وإما مما اعتادوه من وضع اليد للبركة. ومثل ذلك كان نعمان الأبرص يتوقع البرء من إيليا بوضع يده مكان البرص (٢ملوك ٥: ١١).11 فغضب نعمان ومضى وقال هوذا قلت انه يخرج الي ويقف ويدعو باسم الرب الهه ويردد يده فوق الموضع فيشفي الابرص. " لكن المسيح لم يستحسن إبراءه كما سألوه.
*******
 وضع الأيدي في الكتاب المقدس Hands of on Laying
هذه الإيماءة "الإشارة باليد " التي تدل على تدخل شخصي تُستخدم بطرق متنوعة مختلفة في الكتاب المقدس.
-1 الحلف [أي، وضع اليد تحت الفخذ (تك 24: 2 و 9) (تك 47: 29) ]
-2 تناقل رئاسة العائلة (تك 48: 14و 17 و 18)
-3 التطابق مع موت الحيوان الذبيحة كبديل
أ- الكهنة (خر 29: 10 و 15 و 19) (لا 16: 21) ( عد 8: 12)
ب- العلمانيون (لا 1: 4) ( لا 3: 2 و 8) ( لآ 4: 4 و 15 و 24) ( 2أخ 29: 23)
-4 تكريس أشخاص لخدمة هللا في مهمة معينة أو خدمة خاصة (عد  8: 10 (عد 27: 18و 23) ( تث 34: 9) (أع 6: 6) (أع 13: 3) ( 1تيم 4: 14) (1تيم 1تيم(لا 24: 14)
-6 اليد على فم المرء تشير إلى الصمت أو اإلذعان ( قض 18: 19) (أى 21: 5) ( أى 29: 9) ((أى 40: 4) (مى 7: 16)
-7 اليد على رأس المرء تعني الحزن/الأسى (2صم 13: 19)
-8 تلقي بركة على الصحة، والسعادة، والتقوى )(مت 15: 13 و 15) (مر 10: 16)
-9 ما يتعلق بالشفاء الجسدي (مت 9: 18) ( مر 5: 23) (مر 6: 5) (مر 7: 23) ( مر 8: 23) ( مر 16: 18) ( لو 4: 40) ( لو 13: 13) ( أع 9: 17) ( أع 28: 8)
-10 اقتبال الروح القدس ( أع 8: 17- 19) ( أع 9: 17) ( أع 19: 6)
فيما يلى الايات المقاطع التي استُخدمت تاريخيا لتأييد التنصيب الكنسي للقادة (أي، السيامة، لكل حالة  وضع فيها اليد سبب مختلف عن الآخر )
-1 في أ( أع 6: 6) الرسل هم الذين يضعون األيدي على السبعة ألجل الخدمة المحلية.
-2 في أ(أع 13: 3) االأنبياء والمعلمون هم الذين يضعون الأيدي على برنابا وبولس ألجل خدمة الكرازة.
-3 في 1(1تيم 4: 14)  الشيوخ المحليين هم الذين اشتركوا في دعوة تيموثاوس الأولية وتنصيبه.
-4 في(2تيم 1: 6)  بولس هو الذي يضع الأيدي على تيموثاوس.
*********
 
تفسير (مرقس 7: 33) 33 فاخذه من بين الجمع على ناحية ووضع اصابعه في اذنيه وتفل ولمس لسانه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٣ «فَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ ٱلْجَمْعِ عَلَى نَاحِيَةٍ، وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ».

 راجع (مر ٨: ٢٣ ) ( يوحنا ٩: ٦ )
    فَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ ٱلْجَمْعِ عَلَى نَاحِيَةٍ، لكي يوقف القصص عن شفائه وليجعل الرجل يشعر بارتياح أكثر (مر 8: 23)
لم يقتصر المسيح على طريق واحد للشفاء بل اتخذ طرقاً مختلفة وشفى البعض بين الجموع وشفى البعض بانفراد عنهم وأبرأ البعض بالكلمة والبعض باللمس والبعض بإرساله إلى بركة يغتسل منها وشفى أكثر المرضى دفعة واحدة وبعضها تدريجياً (ص ٨: ٢٣ - ٢٥). وسلك المسيح طرقاً مختلفة للشفاء لما عرفه من احتياج المصابين أو المشاهدين إلى تنبيه إيمانهم ولكي يضع أساساً يبني عليه تعليماً روحياً. عَلَى نَاحِيَةٍ انفرد المسيح بالأعقد عن الجمع لكي يوجه كل قواه إلى عمل المسيح وليتأثر بذلك كل التأثير. وكثيراً ما ينفرد المسيح اليوم ببعض الناس بالأمراض من أسواق التجارة وشوارع الأعمال ليكلم نفوسهم ويشفي أمراضها. وربما أراد بالانفراد بذلك الأصم الأعقد أن يكون أول صوت يسمعه صوت ربه لا أصوات الجمع..
ومن ناحية أخرى فضل المسيح البعد عن الجمع لأنه سيجرى عملية توصيل قوة خالقة من أصابعة للأذنين ، ومن لسان المسيح للسان الأخرس لإتمام هذه المعجزة فإنه يحتاج أن يكون الأصم الأخرص فى حالة تركيز وهدوء وهذه المرة الوحيدة التى إستخدم فيها المسيح لعابه فى عملية شفاء عسيرة مع أنه فتح عينى أعمى فى (مرقس 8: 23) والمولود أعمى فى  من بطن امه فى ( يو 9: 6) وزاد المسيح فى هذه المعجزة أمر مباشر للأعضاء العاجزة التى لا تعمل كخالق يصحح ما فعلته الكبيعة وكانت الإستجابة بعد كلمة " إفثأ" بمعنى " إنفتح" والأمر الصادر من المسيح صدر للعضو ذاته لأن الرجل لا يسمع ولا يتكلم
  وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ  يسوع كان يتواصل مع الرجل مستخدما  اشارات وإيماءات جسدية يفهمونها ثقافيا  في ذلك العصر حسب إيمان وطلب أهل الأصم بأنه إذا فعل ذلك سيشفى اصبع في األأذن  ولعا ب على اللسان
 هذه الأعمال الثلاثة إشارات لا وسائط للشفاء لأن صممه وعقده كانا مانعين من تعليمه بالكلام. فاستعمل المسيح الإشارات بدلاً من اللفظ لكي ينبه رجاءه نوال البركة وإيمانه بالمسيح. ولمس أذنه المسدودة ولسانه المربوط إيماء إلى أنه يفتح الأذن ويحل اللسان. ووضع شيئاً من ريق لسانه على لسان الأعقد لا لكون ذلك الريق دواء بل لبيان أن قوة الشفاء منه. والأرجح أن المعنى بالتفل هنا أخذ المسيح ريقه بإصبعه ووضعه على لسان ذلك الأعقد.



تفسير إنجيل مرقس هنري أ. آيرونسايد - Expository Notes on the Gospel of Mark /  Henry A. Ironside
تلك اليد الحانية التي طالما ارتفعت لتمنح البركة، والتي بلمستها كان يتبدد كل دنس ونجاسة. ولكن الرب تعامل مع هذا الرجل بطريقة مميزة نوعاً ما. فبدلاً من شفائه علانية على الملأ أمام كل الناس، وإدراكاً منه لحقيقة أن لمعارضة له كانت آخذة في الازدياد، أخذه على ناحية من بين الجمع، ووضع إصبعه في أذنيه، ثم تفل ولمس لسانه.
تفسير (مرقس 7: 34) 34 ورفع نظره نحو السماء وان وقال له افثا.اي انفتح.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 34 «وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: إِفَّثَا. أَيِ ٱنْفَتِحْ».

راجع ( مر  ٦: ٤١ ) ( يوحنا ١١: ٤١ ( يو ١٧: ١) ( يوحنا ١١: ٣٣ و٣٨ )
وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ رفع يسوع نظره للسماء كانت هذه وضعية الصلاة المعيارية المعتادة للمصلي اليهودي في أيام يسوع ( الوقوف، عين مفتوحة، رأس مرتفع،  وذراعين مرفوعتين)
هذا يدل غالباً على الصلاة لله الذى حضرة مجده الأسمى في السماء (مزمور ١٢١: ١ و٢ ) .ارفع عيني الى الجبال من حيث ياتي عوني. 2 معونتي من عند الرب صانع السموات والارض. ( مر  ٦: ٤١).41 فاخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك ثم كسر الارغفة واعطى تلاميذه ليقدموا اليهم وقسم السمكتين للجميع  "  
يعلن المسيح للجموع برفع نظره للسماء أنه ليس بشرا بل كلمة متجسد يشرك الآب فى عمله وأنينه هو إستحضار قوة هاصة من أعماقة لعمل عملية الخلق بيده الإنسانية وهذا لا يقلل من قوة المعجزة بل يزيدها تدخلا منالذات الإلهية لتكميل عملية الشفاء وتستخدم الكنيسة هذا التقليد فى ع العماد لإعتبار أن الموعوظ المتقدم للعماد أخرس وأصم من الناحية الروحية بسبب  عمل الشيطان وبعد العماد ينفخ الكاهن فى وجه المعمد ويقول له "إفثأ" بمعنى أن يبدأ بسمع الروح وينطق بالكلمة
ولا ريب أن المسيح كان يعمل المعجزات بسلطانه لكنه نظر هنا إلى السماء بياناً لاتحاده بالآب في الشعور والعمل كما في (متّى ١٤: ١٩) وَأَنَّ ربما لم يفعل يسوع ذلك لتعليم المصاب بل لإظهار انفعالات قلبه وأنه حزين على بلاء ذلك الإنسان الذي هو إحدى نتائج الخطيئة وأن ذلك ذكّره مصائب كل الجنس البشري. وأنينه هنا كاضطرابه وبكائه على قبر لعازر (يوحنا ١١: ٣٣) فهو «فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ» (إشعياء ٦٣: ٩). 9 في كل ضيقهم تضايق وملاك حضرته خلصهم.بمحبته ورافته هو فكهم ورفعهم وحملهم كل الايام القديمة "
وَأَنَّ :  هذه تشير إلى صوت غير مفهوم يعبر عن شعور قوي(رو 4: و 8: 22- 23) 22 فاننا نعلم ان كل الخليقة تئن وتتمخض معا الى الان. 23 وليس هكذا فقط، بل نحن الذين لنا باكورة الروح، نحن انفسنا ايضا نئن في انفسنا، متوقعين التبني فداء اجسادنا. ( 2كور 5: 12) 12 لاننا لسنا نمدح انفسنا ايضا لديكم بل نعطيكم فرصة للافتخار من جهتنا ليكون لكم جواب على الذين يفتخرون بالوجه لا بالقلب. ".  هناك صيغة مركبة من هذه الكلمة تظهر في (مرقس 8: 12)12 فتنهد بروحه وقال: «لماذا يطلب هذا الجيل اية؟ الحق اقول لكم: لن يعطى هذا الجيل اية!» 
والأنين
سواء كان ذلك إيجابيا(مر 7: 34) ( رو 8: 26) 26 وكذلك الروح ايضا يعين ضعفاتنا، لاننا لسنا نعلم ما نصلي لاجله كما ينبغي. ولكن الروح نفسه يشفع فينا بانات لا ينطق بها. "  أو سلبيا (أع 7: 34)  34 اني لقد رايت مشقة شعبي الذين في مصر، وسمعت انينهم ونزلت لانقذهم. فهلم الان ارسلك الى مصر. " (يع 4: 9) 9 اكتئبوا ونوحوا وابكوا. ليتحول ضحككم الى نوح، وفرحكم الى غم. " يعتمد على السياق الأدبي. ربما عكس هذا حزن يسوع على الخطيئة والمرض في عالٍم بعثره ومزقه التمرد.

إِفَّثَا  :  هذا أمر ماضي ناقص مبني للمجهول آرامي، يعني "كن مفتوحا " وكان كذلك، (مر 7: 35) بطرس تذكر الكلمات الأرامية نفسها التي نطق بها يسوع ومرقس ترجمها إلى اليونانية من أجل قرائه األمميين (الرومان). انظر التعليق على (مر 5: 41)
ذكر مرقس هنا لفظ المسيح عينه كما أعلمه بطرس الذي سمع المسيح بأذنه. وترجمها مرقس لإفادة قراء إنجيله الرومانيين. وأمر المسيح بذلك أذناً مسدودة لكي تنفتح.
تفسير (مرقس 7: 35) 35 وللوقت انفتحت اذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيما.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
35 «وَلِلْوَقْتِ ٱنْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ، وَٱنْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ، وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيماً».

وَٱنْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ
هذا مجاز كما في (لوقا ١٣: ١٦)  16 وهذه وهي ابنة ابرهيم قد ربطها الشيطان ثماني عشرة سنة اما كان ينبغي ان تحل من هذا الرباط في يوم السبت؟» أريد به زوال الموانع لتكلمه كسائر الناس. فلم يأخذ وقتا للحصول على الشفاء الكامل وهذا تم فى الحال بوضع اليد وصلاة وكان ذلك العمل رمزاً إلى ما يعمله المسيح في كل مكان وزمان من فتح الآذان المسدودة عن سمع كلام الله وحل الألسنة المعقودة عن التسبيح له تعالى إتماماً لقول إشعياء «حِينَئِذٍ تَتَفَتَّحُ عُيُونُ ٱلْعُمْيِ، وَآذَانُ ٱلصُّمِّ تَتَفَتَّحُ» (إشعياء ٣٥: ٥ ) وفى المفهوم الروحى يصاب الإنسان أحيانا بالبكم والصمت والعمى  الروحى ولهذا طوب المسيح التلاميذ لأنهم سمعوا كلامه وآمنوا به ولم يعثروا مثل معلمى اليهود الرابيون العميان يقودون عميان فدفعوا الشعب للهلاك ( متّى ١١: ٥ )  6 وطوبى لمن لا يعثر في». (لو 10: 23- 24) 23 والتفت الى تلاميذه على انفراد وقال: «طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرونه 24 لاني اقول لكم: ان انبياء كثيرين وملوكا ارادوا ان ينظروا ما انتم تنظرون ولم ينظروا وان يسمعوا ما انتم تسمعون ولم يسمعوا». (متّى ١٣: ١٦). 16 ولكن طوبى لعيونكم لانها تبصر ولاذانكم لانها تسمع.
تفسير (مرقس 7: 36) 36 فاوصاهم ان لا يقولوا لاحد.ولكن على قدر ما اوصاهم كانوا ينادون اكثر كثيرا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣٦ «فَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ. وَلٰكِنْ عَلَى قَدْرِ مَا أَوْصَاهُمْ كَانُوا يُنَادُونَ أَكْثَرَ كَثِيراً».

فَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ.
أَوْصَاهُمْ أي أوصى أصحاب الذي شفاه الذين تركوا الجميع وانفردوا لمشاهدة المعجزة وأسباب إيصائه إياهم مثل ما ذُكر قبلاً فى بعض المعجزات كان المسيح يوصى بأن لا يقولوا لأحد كما حدث فى هذه المعجزة  تى أنهم كلما أوصاهم ألا يقولوا شيئاً عنها، كانوا يذيعون الخبر أكثر. و (مر 7: 36)  وفى إقامة إبنة رئيس المجمع طليثا من الموت  (مر ٥: ٤٣ ) 43 فاوصاهم كثيرا ان لا يعلم احد بذلك. وقال ان تعطى لتاكل. " وفى معجزة شفاء الأعميين (متّى ٩: ٣٠) .30 فانفتحت اعينهما. فانتهرهما يسوع قائلا: «انظرا لا يعلم احد!»31 ولكنهما خرجا واشاعاه في تلك الارض كلها.   " وسبب هذا كان أن الإنجيل لم يكن قد اكتمل بعد. لم يكن يسوع يريد أن يُعرف كصانع معجزات. الجموع كان مشكلة كبيرة حتى اآلن. هذا "السر المسياني" هو أمر مميز في إنجيل مرقس. ولكنه مده ٌش ألن يسوع يقوم بأعمال كثيرة ويقول جدا أشياء كثيرة عن نفسه في إنجيل مرقس. من الواضح أن يسوع يعلن نفسه على أنه المسيا ويحقق التوقعات اليهودية آنذاك بالنسبة إلى أولئك الذين كان لديهم أعي ٌن روحية ترى.
تفسير (مرقس 7: 37) 37 وبهتوا الى الغاية قائلين انه عمل كل شيء حسنا.جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
37«وَبُهِتُوا إِلَى ٱلْغَايَةِ قَائِلِينَ: إِنَّهُ عَمِلَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَناً! جَعَلَ ٱلصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَٱلْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ!».

عَمِلَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَناً  
. هذا تام إشاري مبني للمعلوم. يا لها من عبارةٍ موجزة أطلقها شعب شمال إسرائيل  !!
يصدق على كل أعمال المسيح على الأرض ما قيل على عمل الله في بدع العالم (تكوين ١: ٣١)31 وراى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جدا. وكان مساء وكان صباح يوما سادسا. " . فالمسيح بادع الخليقة الجديدة الروحية يستحق المجد الذي استحقه مبدع العالم المادي لأنه أظهر مثله من صنوف القوة والحكمة والجودة وشهادة سكان العشر مدن الوثنيين بناء على ما شاهدوه من آيات الشفاء تصدق على كل أعمال المسيح في الأرض والسماء. جَعَلَ ٱلصُّمَّ يَسْمَعُونَ الخ هذا يدل على أن المسيح صنع معجزات كثيرة غير المذكورة آنفاً.

  
 

This site was last updated 01/31/24