يوسف وهبة باشا

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

يوسف وهبة باشا رئيس وزراء مصر

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
نوبار أول رئيس وزراء
إسماعيل صدقى رئيساً للوزراء
اغتيال النقراشى
بطرس‏ ‏غالي‏ ‏باشا‏
مكرم‏ ‏عبيد‏ ‏باشا‏
قائمة بوزراء الخارجية
قائمة بوزراء المالية
رئيس الوزراء يحيى إبراهيم
يوسف وهبة باشا
سعد زغلول رئيساً للوزراء
عبد الخالق ثروت رئيساً للوزراء
مصطفى النحاس رئيساً للوزراء
أختيروا وزراء لتشابه الأسماء
أسباب تعيين المرأة وزيرة
وزراء مؤهلاتهم رفقاء السلاح
على ماهر رئيسا الوزراء
‏عبد‏ ‏الله‏ ‏فكري‏ ‏وزيرا‏ ‏للمعارف
وزارة مصطفى فهمى
وزارة الهلالى ٢٢ يوليو ١٩٥٢
Untitled 4571
Untitled 4572
Untitled 4573
Untitled 4574
Untitled 4575
Untitled 4576
Untitled 4577
Untitled 4578

Hit Counter

 

تعليق من الموقع : فيما يلى ما ذكره الوفد عن محاولة إغتيال يوسف وهبة باشا وهى وجهة نظر فى مرحلة فريدة من تاريخ مصر كان الدين الإسلامى وتعاليمه مجهولاً لدى الأقباط والمسلمين هذه الفترة التى تميزت بمحبة خالصة بين عنصرى الأمة المسيحيين والمسلمين هى فترة نادرة بعد أن أصبح الدين الإسلامى يبث خيوطه بواسطة المادة الثانية من دستور مصر الخاصة بجعل الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع فسادت الهلوسة الدينية الإسلامية فى مصر وأصبحت بلداً تعرج يتخلف الفكر الدينى البدوى وشريعة دينة نشأت منذ 14 قرنا ولا تستطيع اللحاق بالحضارة الحديثة ، إن عصر ومرحلة ثورة 1919 هى مرحلة فريدة من نوعها من الإستحالة عودنها تاريخيا إلا إذا تم إزالة المادة الثانية من الدستور وتحويل الدولة إلى دولة عليمانية وحصر الدين فى الكنائس والمساجد وعدم خروجه للشارع الشعبى أو السياسى .

 

****************************************************************************************************************

يوسف وهبة باشا شغل منصب رئيس الوزراء فى الفترة من 20/11/1919م إلى 21/5/1920م

فى سنة 1852م ولد يوسف وهبة

درس فى المدرسة البطريركية القبطية التى أخرجت عظماء الأقباط الذين تولوا مناصب هامة فى الدولة ، وأتقن اللغات الإنجليزية والفرنسية والعلوم الرياضية ، وفى عام 1883م كتب سر لجنة التحقيق مع رجال التمرد العرابى ، ثم شغل وظيفة مستشاراً فى المحكمة المختلطة بالأسكندرية سنة 1914م

تقلد منصب وزير الخارجية فى نظارة محمد سعيد الأولى فى 15 أبريل 1912م - 5 أبريل 1914م ثم عين وزيراً للمالية فى نظارة حسن رشدى الأولى من 5 أبريل 1914م - 19 ديسمبر 1914 وظل فى وزارة حسن رشدى الثانية فى الفترة من حسن رشدى التالية 19 ديسمبر - 9 أكتوبر 1917 وظل أيضا فى وزارته التالية 10 أكتوبر 1917 - 9 أبريل 1919م وظل فى وزارته الرابعه فى الفترة من 9 أبريل 1919م - 22 أبريل 1919م ثم تولى رئاسة الوزراء ووزيراً للمالية فى الفترة من 20 نوفمبر 1919م - 21 مايو 1921م

وكان يوسف وهبة باشا هو أول وزير مصرى يوقع على أوراق مالية مصرية يتداولها المصريين ، وفى عهدة تأسس بنك مصر

وتوفى يوسف وهبة باشا سنة 1934م

**************************

الوفد  12/08/2010 علاء عريبي يكتب :

- هل وهبة القبطي كان خائناً وحاول إجهاض ثورة 19؟ !
ـ 2000 قبطي يتظاهرون في البطريركية خوفاً علي الوحدة الوطنية

قرار ايفاد هذه اللجنة والتي عرفت باسم رئيسها اللورد ملنر ( وكان في شهر فبراير سنة 1919 ) ، أثار حفيظة الشعب وقيادات الوفد المصري، وتم الاتفاق علي مقاطعة هذه اللجنة، وخرجت المظاهرات إلي الشوارع واصطدمت بقوات الاحتلال وراح ضحية الاشتباكات العشرات من القتلي والجرحي في القاهرة والأسكندرية والعديد من المدن المصرية . تكليف يوسف وهبي وحسب رواية عبدالرحمن الرافعي، وهو أحد المعاصرين والمؤرخين لهذه الثورة، في كتابه » ثورة 1919 « أكد أن محمد سعيد باشا رئيس الوزراء آنذاك احتج علي ايفاد لجنة ملنر هو الآخر، وتقدم باستقالته إلي السلطان أحمد فؤاد الأول ( 1868ـــ 1936 ) في يوم السبت 15 نوفمبر 1919؟

 وقرر السلطان بعد استشارة اللورد اللنبي ( المندوب السامي للاحتلال الانجليزي بمصر ) قبول الاستقالة وتكليف المصري القبطي يوسف وهبة باشا بتأليف وزارة جديدة، وتم تشكيل الوزارة من وزراء وزارة محمد سعيد باشا، وخلال فترة نظر السلطان في استقالة سعيد باشا والتي استمرت لمدة أربعة أيام، تم التحريض علي عدم قبول الوزارة، وقد رفض أحمد مظلوم باشا رئيس الجمعية التشريعية آنذاك ـ حسب ذكر د.عبدالخالق لاشين في كتابه سعد زغلول وثورة 19 ـ الاستجابة لطلب السلطان بتشكيل الوزارة، وقد اوعز اللنبي للسلطان بتكليف وهبة القبطي لزرع الفتنة بين المسلمين والأقباط وضرب الحركة الوطنية، وقد قبل يوسف وهبة باشا قبول الوزارة، وقبل اعلان هذه الوزارة تسربت الأخبار عن تكليف وهبة، واكتشف قيادات الثورة أنهم في مأزق كبير، ماذا سيفعلون وهو قبطي؟، هل تخرج المظاهرات ضده وتنقسم الحركة الوطنية؟، هل سيبلعون الطعم ويجرون البلاد إلي فتنة طائفية؟، ما هو الحل مع هذا القبطي؟ .

 إحراج الأقباط الأقباط استشعروا بالحرج من قبول وهبة الوزارة، لأن هذا علي حد رواية فخري عبدالنور في مذكراته كان مكيدة من الإنجليز، هدفها إظهار عدم تضامن الأقباط مع المسلمين في المطالب الوطنية، لهذا قبل أن يعلن القرار حاول بعض قادة الأقباط الاتصال بيوسف وهبة باشا وتشجيعه علي رفض الوزارة، كما قاموا حسب رواية عبدالرحمن فهمي في مذكراته، الاجتماع في الكنيسة المرقسية الكبري صبيحة اليوم الذي صدر فيه المرسوم السلطاني لإعلان احتجاجهم علي قبول وهبة باشا الوزارة، وخروجه علي اجماع الأمة بعدم التعامل مع لجنة ملنر، وكان عدد الحضور حوالي ألفي قبطي وامتلأت بهم مقاعد الكاتدرائية ومماشيها، ورأس هذا الاجتماع القمص باسليوس وكيل البطريركية، وافتتح الآباء القسس الاجتماع بصلاة شكر، وكان علي حد وصفه شمامسة الكنيسة يقفون بملابسهم الرسمية يحملون الشموع، وشاركوا الآباء القساوسة بترنيم بعض الأناشيد الدينية، ونهض القمص سلامة منصور رئيس المجلس الملي بالقاهرة وبارك الحاضرين ثم دعا الخطباء وتقدم توفيق أفندي حبيب محرر جريدة الأخبار وألقي الكلمة التالية :" أيها الإخوان في هذا المكان الذي وصفه السيد المسيح بقوله :" بيتي بيت الصلاة يدعي " ، نقف نحن المصريين لا فرق بين مسلم ومسيحي لنكرر امام المذبح المقدس عهد التضامن والإخاء، ينادي القبطي اخاه المسلم بأنه شريكه في السراء والضراء، لا تفصم عري اتفاقهما خيانة فرد أو جماعة ... أنتم تعلمون أن هناك فرقا عظيما بين زعيم يسلم سيفه للعدو مختارا، وزعيم يحارب حتي يسقط بين القنا والقنابل، ليس لنا محكمة عسكرية تحكم علي الخائن إلا محكمة الرأي العام الذي لا نملك سواه، فليعلن هذا الجمع براءته ممن سلم مفتاح الحصن، وليعلن بلسان خطبائه أن المصريين كلهم يد واحدة ينشدون الحق وللحق قوة لا تصرع مهما بذل في اخماد نوره " ،

بعد هذه الكلمة قام الشماس فرج أفندي جرجس وشرح الغرض من هذا الاجتماع الوطني، وأسهب في بيان تضامن العنصرين، ثم تكلم القمص حنا إلياس قسيس كنيسة العذراء، وتكلم توفيق أفندي عزوز واقترح أن يقوم كل فرد بواجب في الاحتجاج علي تشكيل الوزارة وقبول يوسف وهبة باشا لرياستها، وتحدث لويس أفندي أخوخ فانوس قائلا : يحسن بنا ونحن في بيت الله أن نرجع إلي كتابه المقدس ونعرف ما يعلمنا في مثل هذا الموقف العصيب، وقرأ من انجيل متي ( اصحاح 18 ) الآيات التالية : » وإن أخطأ إليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكم، إن سمع منك فقد ربحت أخاك، وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة، وغن لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثني والعشار " ، ثم قال : لا مسلم ولا قبطي بل كلنا مصريون،إذا انشق فرد فهو أخ مخطيء للجميع لا لفريق خاص، وخطب بعده كامل أفندي جرجس عبدالشهيد بالنيابة عن الطلبة وختم كلامه بقوله :" الوطنية ديننا والاستقلال حياتنا " ، وبعد خطبة القمس مرقس سرجيوس، حرروا تلغرافا يتم ارساله بتوقيع القمص باسليوس وكيل البطريركية، جاء فيه :" الطائفة القبطية المجتمع منها ما يربو علي الألفين في الكنيسة الكبري، تحتج بشدة علي اشاعة قبولكم الوزارة، إذ هو قبول للحماية ولمناقشة لجنة ملنر، وهذا يخالف ما اجتمعت عليه الأمة المصرية من طلب الاستقلال التام ومقاطعة اللجنة، فنستحلفكم بالوطن المقدس وبذكري أجدادنا العظام أن تمتنعوا عن قبول هذا المنصب الشائن ". بيان الاحتجاج كما حرروا بيانا احتجوا فيه علي قبول وهبة باشا الوزارة وقعوا عليه جميعا قالوا فيه :" علمنا أن صاحب المعالي يوسف وهبة باشا قد قبل في الظروف القاسية العصيبة التي تجتازها الأمة، ان يقوم بتشكيل الوزارة بعد البلاغ الرسمي الأخير الذي تضمن تمسك الإنجليز بالحماية علي مصر .. وحيث إنه يخشي أن يعتبر الإنجليز قبول الرجل لهذا المنصب بمثابة رضا أقباط مصر أو فريق منهم عن وزاراته أو عن سياسة هذه الوزارة .. وحيث إن وهبة باشا لم يمثل في وقت من الأوقات أماني الأقباط، ولم يشترك معهم في شعورهم القومي والسعي إليها يدا واحدة وقلبا واحدا .. وحيث انه لا فرق بين مسلم وقبطي بل إن المصريين كلهم شخص واحد، ولكن الأقباط يرون أنفسهم مضطرين إلي أن يتقدموا بصفتهم أقباطاً لإظهار شعورهم حيال هذا الحادث، لذلك هم يعلنون براءتهم من كل رجل أو هيئة تقبل الحماية أو تساعد علي تعضيدها، ولكل هذه الأسباب يعلن الموقعون علي هذا اشتراكهم مع سائر طبقات الأمة المصرية في الاحتجاج علي تشكيل الوزارة الجديدة ." ، وقد اختلفت بعض الكتابات أيامها في الصحافة حول القبول والرفض، وتبنت الصحف التابعة لحزب الوفد والحزب الوطني فكرة عدم قبوله المنصب حسب تسجيل د.رمزي ميخائيل في كتابه الصحافة المصرية وثورة 19، كما رفضوا فكرة استقبال لجنة ملنر والتفاوض معها، بينما أعلنت الصحف التابعة للقصر والاحتلال ترحيبها بلجنة ملنر وبتولي وهبة باشا الوزارة، وبعد وصول اللجنة إلي مصر برئاسة اللورد ملنر اشتعلت الأحداث وزاد السخط المصري علي وزارة وهبة باشا، ونشطت الجماعات السرية التي تتبني العنف وفكر الاغتيالات،

 وشكل عبد الرحمن فهمي مجموعات من طلبة المدارس العليا لمراقبة تحركات أعضاء اللجنة، علي حد ذكر محمد عبدالفتاح أبوالفضل ( كتاب تأملات في ثورات مصر .. ثورة 19 ) ، ومحاصرة مكان اقامتهم ومعرفة من يتردد عليهم من المصريين، وتوترت الأجواء وشحن الشباب وساد مناخ من العنف بين الشباب وأعضاء الجماعات السرية . إرهاب وتخويف وبدأت سلسلة من محاولات الإرهاب والتخويف للوزارة وللمتعاملين مع لجنة ملنر، وكانت البداية مع وهبة باشا رئيس الوزراء القبطي، حيث تردد أن طالبا قبطيا قد ألقي قنبلتين علي سيارة وهبة باشا أثناء توجهه إلي مكتبه صباحا، وذكر د.محمد أنيس في المراسلات السرية بين سعد وعبد الرحمن، أن الأخير قد أرسل تلغرافا للأول اخبره فيه عن هذه المحاولة، وأشار في الرسالة التي تلقاها سعد باشا في باريس إلي ان وهبة باشا لم يصب، وأن الطالب يدعي عريان يوسف سعد من جهة ميت غمر وعمره نحو عشرين سنة، وأن الشرطة ألقت القبض عليه، وأنه اعترف بجريمته ولا يزال مصرا علي أقواله، وقد نشرت الصحف الواقعة في اليوم التالي، جاء في صحيفية الأهرام بتاريخ 16 ديسمبر : في منتصف الساعة العاشرة خرج صاحب الدولة يوسف وهبة باشا رئيس الوزراء من منزله بشارع الشواربي، قاصدا ديوان المالية كعادته .. فلما وصل الأوتومبيل إلي شارع سليمان باشا قبالة النادي الطلياني، أسرع شاب كان جالسا في كافيه"ريش " إلي الرصيف الغربي من الشارع في ميدان سليمان باشا، وألقي قنبلة أخطأت الغرض لدوران الأوتومبيل بسرعة، ثم ألقي قنبلة أخري تجاوزت الأوتومبيل، فنزل الضابط سليم أفندي زكي وقبض علي الشاب، أما سائق الأوتومبيل فإنه دار بأوتومبيله وعاد بدولة الرئيس إلي منزله، فاستأنف دولته السير إلي وزارة المالية حيث قابل المهنئين " ،

 وأصدر قلم المطبوعات بعد ظهر يوم الحادث بيانا جاء فيه : بينما كان صاحب الدولة يوسف باشا وهبة كبير الوزراء ذاهباً في سيارته من منزله إلي الوزارة في منتصف الساعة العاشرة من صباح اليوم ( الإثنين ) إذا بطالب قبطي من طلبة مدرسة الطب اسمه عريان يوسف سعد، قد تقدم إلي الطريق أمام كافيه ريش بميدان سليمان باشا وألقي قنبلتين نحو سيارة دولته ... وتولي التحقيق صاحب السعادة النائب العمومي، ويحكي لنا عريان سعد تفاصيل الوقعة في مذكراته، مشيرا إلي أن وهبة باشا طلب رؤيته، وفي مكتبه دار الحوار التالي : ـ بتعمل كده ليه يا شاطر؟ ـ يا سعادة الباشا انت خرجت عن الأمة ـ وكيف تحكم بخروجي علي الأمة؟ ـ أرسل البطريرك وفدا من أعيان الأقباط يطلب إليك ألا تؤلف الوزارة فأبيت مقابلة الوفد .. ـ وإذا لم أؤلف أنا الوزارة أما كان غيري يؤلفها؟ ـ كان يكون مصيره القتل مثلك . ـ ما اسمك؟ ـ عريان يوسف سعد، وأنا طالب طب، وأنا قبطي أردت أن أعسل بدمي ودمك ما وصمت به الأقباط بقبولك تأليف الوزارة ".

التحقيق مع عريان بعد هذا اللقاء تم نقل عريان سعد إلي النائب العمومي محمد توفيق رفعت باشا للبدء في التحقيقات، وكان السؤال الأهم : لماذا أنت قبطي وتحاول اغتيال قبطي مثلك؟، وكانت الإجابة بسيطة وشديدة الوطنية، لكي نتجنب الفتنة الطائفية وشق الصف المصري الواحد، عريان ذكر أثناء التحقيق بات ليلة في السجن، وفي الصباح قال له عبد العال باش سجان السجن :" أهل حتتنا حلفوني ميت يمين أسلم لهم عليك، وحكي أيضا عريان أن شقيقه قام بزيارته وأكد له أن والده اتفق مع المستر سيلي المحامي الإنجليزي لكي يدافع عنه، ورفض عريان بشده وقال له : كيف يدافع عني محام انجليزي، وكيف أركن أنا إلي دفاعه والخصومة بين المصريين والإنجليز قد بلغت حد اطلاق الرصاص من الجانبين؟، وبعد أن قضت المحكمة عليه بالسجن عشر سنوات، وقف طلبة الطب والمدارس العليا علي محطة باب اللوق في انتظاره لتحيته قبل ترحيله إلي السجن،؟ وهتف الطلبة :" لتحيا الحرية، ليحي الوطن ".

رغم هذه الملحمة الوطنية الجميلة مازال السؤال قائماً : هل كان وهبة خائنا؟، هل كان عميلاً للانجليز؟، هل قبوله تشكيل الوزارة ومقابلة لجنة ملنر أعاق ثورة 19 هل موقفه هذا كان سيحبط مخططات الحركة الوطنية؟، وهل كان من الضروري التفكير في اغتياله؟، هل العنف تم توظيفه سياسياً؟ . عندما وقعت هذه المحاولة الفاشلة استنكرت النخبة السياسية هذا العنف، ورأت أنه عنف غير مبرر، وأرجعته إلي حماس الشباب وقلة الخبرة، كما أرجعته إلي ضعف الإيمان، وقد عبر عن هذا التيار د.محمد حسين هيكل في مذكراته بقوله :" ان جماعة من الشباب تألفت ورأت في هؤلاء الذين يقبلون منصب الوزارة خصوما لنهضة وطنهم، فأوجبت التخلص منهم، صحيح أن المحاولات قد فشلت لكنها جميعا تنم عن روح العنف التي بدأت تحل في نفوس بعض الشباب محل الإيمان .. وكان من أثر هذه الاعتداءات أن صرفت الكثيرين عن قبول الوزارة ... تري لو أنهم وجدوا في القبول عوضا مجدياً ألا يدفع ذلك كثيرين إلي اقناع انفسهم بأن الأجل بيد الله لا بيد هؤلاء الشبان الطائشين " ، وأظن ان د.هيكل قد جانبه الصواب في وصفه لهذا العنف بقلة الايمان وبالطيش السياسي، وقد كان لوهبة باشا الحق عندما قال لعريان سعد الذي حاول اغتياله : لو لم أقبل الوزارة لقبلها غيري، ونظن أيضا أنه لو كان قرار قيادات الحركة الوطنية بالتعامل مع لجنة ملنر ما ثار الأقباط ولا احتجوا ولا حاول عريان يوسف قتل وهبة باشا، ونعتقد ان المشكلة ليست في مقابلة اللجنة، ولا في التعامل مع المحتل الإنجليزي، لأن قيادات الحركة تعاملوا مع اللجنة وتفاوضوا معها فيما بعد، كما ان جميع الوزراء والشخصيات العامة كانوا يتعاملون مع قيادات الاحتلال في مصر، ولم يكن هذا خيانة أو عمالة، بل كانت المشكلة الحقيقية في التأكيد لقيادات الاحتلال في مصر وفي انجلترا أنه لا حوار ولا تفاوض بعيدا عن زعماء الوفد، وزعماء الحركة الوطنية المصرية .

This site was last updated 08/13/10