Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 الخلاص فى المسيحية

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البــدء
شهودا ليسوع
الكلمة Logos
البِـــــرّ
اليقين المسيحى
علانية
الهرطقة العنصرية / العنصــــرية
النسوة اللاتى تبعن يسوع
 مدعوون
علانيه
مفاتيح ملكوت السموات
الحــــق
الخلاص فى المسيحية
الإعتراف
مخطوطات وادى قمران
Untitled 7771
السيد المسيح فى اليهودية
Untitled 6594
Untitled 7772
Untitled 7773
Untitled 7774
Untitled 7775
Untitled 7776
Untitled 7777
Untitled 7778
Untitled 7779
Untitled 7780
Untitled 7781
Untitled 7782
تسلسل لأعمال السيد المسيح

الخلاص فى المسيحية

الخلاص يمنح بالإيمان بالخلاص والجهاد فى الثبات فى هذا الإيمان .. ومن يصبر للمنتهى فهذا يخلص

الخلاص يتم بالفداء .. ويسوع هو الفادى الذى أنعم علينا بالخلاص .. أى أن يسوع هو المخلص .. خلصنا من ماذا ؟ خلصنا من الخطية أى أنه خروف الذبيحة ففى النظام اليهودى عندما يضغ اليهودى الخاطئ رأسه على خروف ويقول الكاهن الرب نقل عنك هذه الخطية ويذبح الخروف أى أن الخروف يموت فداءا عن الخاطئ وخلص اليهودى الخاطئ من حكم الموت ويسوع المسيح هو الفادى العظيم الذى خلص أى إنسان يضع يديه على المحراث أى على الصليب فيحصل على الخلاص بدم يسوع المسفوك عليه وقيامته من بين الأموات (رو 10: 9) لانك ان اعترفت بفمك بالرب يسوع، وامنت بقلبك ان الله اقامه من الاموات، خلصت" ... الخلاص إذا ليس منحة بلا شروط بل هى عهدا وعقدا يوقع بين طرفين بين الخاطئ والضحية .. بين المذنب والفادى .. لقد كان الضحية خروفا فى العهد القديم أصبخ يسوع المسيح صاحب العهد الجديد .. وعلاقة عقد العهد الجديد موقعة بالدم وممهرة  من طرف  يسوع المسيح كفادى بالموافقة على تخليص الخاطئ المذنب الأثيم من حكم الموت خطيته وغفران خطاياه هذا العقد ليس نهاية عندما يضع الشخص ثقته فى  الإيمان بخلصه بل يبدأ فالفداء وسر الخلاص هو علاقة حب ليست علاقة حب من طرف واحد هكذا أحب الله العالم .. ولكنه علاقة حب بين طرفيين فالخلاص تمامه وكماله بدأ بالصليب ثم الحاضر وسيكمل فى المستقبل أنه ليس عمل وإنتهى لأن المسيحية ليست دينا نعيش بشريعته ولكنه حياة نعيشها بمحبته .. الخلاص يبدأ بالإيمان ما دام محبتنا ليسوع مستمرة بالتناول من دمه عند سقوطنا فى الخطية فيسوع على الصليب سفك دمه ليغفر خطايا كل إنسان فى عصرة والعصور اللاحقة لأنه الذبح العظيم الذى تجسد من أجلة كلمةالرب فى جسد إنسان   

 : هذا هو ما قاله زكريا والد يوحنا المعمدان فى تسبحته  " وامتلا زكريا ابوه من الروح القدس وتنبا قائلا: «مبارك الرب اله اسرائيل لانه افتقد وصنع فـــداء لشعبه  واقام لنا قرن خــــلاص في بيت داود فتاه. كما تكلم بفم انبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر. خــــلاص من اعدائنا ومن ايدي جميع مبغضينا.  ليصنع رحمة مع ابائنا ويذكر عهده المقدس " (لو 1: 67- 72) من الآيات السابقة يتضح لنا أن الفداء والخلاص هو عهد الرب المقدس هو العهد الجديد عهدا بين الفادى والمفديين وبالطبع صنع الرب الفداء وخلصنا وعلينا نحن ألا نكسر عهده  بالرجوع إلى عهد الظلمة والشر لأننا إفتدينا بدم كريم أحبنا هو أولا .. أحبنا وبذل ذاته لأجلنا .. أحبنا إلى المنتهى ..

يقول البروتستانت أن الخلاص فى لحظة بينما أصدرت الكنيسة القبطية كتبا عن الخلاص فى المفهوم الأرثوذكسى  تبرهن على أن الخلاص يجب أن يتبعه أعمال ولكن ما هو حقا مفهوم الخلاص كما أراده المخلص نفسه ونقول أن خلاص أى إنسان يتوقف على الزمان والمكان والأحداث التى حوله .. فمثلا نال البعض الخلاص قبل أن يتم يسوع سر الفداء هذا الخلاص نقول عنه أنه تم بشيك مؤجل الدفع يستطيع أن يسمح به صاحب الخلاص نفسه للبعض وليس للكل فحصلوا عليه ومنهم زكا العشار واللص الذى صلب عن يمين مخلصنا يسوع وغيرهم وبعد صلب المسيح وقيامته بدأ حلول الروح القدس وبدأت الكنيسة فى عملها عندما بدأت المعمودية بالماء والروح وممارسة الحياة المسيحية عملا بقول بولس لى حياة هى المسيح وهذا يعنى أننا حصلنا على الحياة فى المسيح بتنفيذ تعاليمه وليس حصولنا على الحياة ألا نحيا بتنفيذ تعاليمه وإلا فلماذا قال تعاليمه إذ لم يوجب تنفيذها وهناك جدل كثير بين مفهوم الخلاص فى المشرق ومفهومه فى الغرب وهناك أسئلة يجب أن نسألها قبل أن نسترسل فى موضوع الخلاص

(1) هل الخلاص قرار أتى من يسوع وكل من آمن به يخلص أم هو إلتزام بالحياة المسيحية حتى لا يكون هناك عثرة فى هذا الخلاص؟

(2) هل الخلاص هو إختيار يسوع المطلق بواسطة وسائط النعمة .. أم هو إيمان الشخص وتوبته كتجاوب للحصول على هذا الخلاص؟

(3) هل من المستحيل ان يفقد الخلاص بعد الحصول عليه .. أم هناك حاجة مستمرة تعرف بجهاد

 

مسألة العمل الجهادى وحفظ وصايا يسوع ومواظبة المؤمنين على تنفيذ تعاليمه مسألة عميقة الجذور فى التاريخ الكنسى يعتقد البعض أنها تقليدا ولكنها أساس فداء يسوع لنا وبالتالى خلاصنا بهذا الفداء

زمن الأفعال فى اللغة اليونانية الحاصة بموضوع الخلاص :

(1) الخلاص هو همل مكتمل ومتكامل (فى الماضى البسيط) .. (أع 15: 11) ( رو 8: 24) ( 2 تى 1: 9) أما فى  (رو 13: 11) [ الماضى البسيط والمستقبل معا ]

(2) الخلاص كحالة كيانية "التام" .. (أف 2: 5 و 8)

(3) الخلاص كعملية مستمرة (الحاضر) .. (1كو 1: 18 & 15: 2)

(4) الخلاص كأمر يكمل مستقبلا (المستقبل) .. _(رو 5: 9 و 10 & 10 : 9 و 13) ( 1كو 3: 15 & 5: 5) ( فى 1: 28) (1تس 5: 8- 9) (عب 1: 14 & 9: 28) وهذه الأفكار توجد فى (مت 10: 22& 24 : 13) (مر 13: 13)

(1) تصريحات وتعاليم يسوع ووصاياه فى حفظ كل من بؤمن به .. ولكن ماذا لو لم يرد المؤمن أن يستمر فى الحياة المسيحية هذا الموضوع يشبه حياة ىدم وحواء فى الجنة يعيشان مع الله ولكنهما خالفاه فطردهم من الجنة وصارا بعيدين عنه "  كل ما يعطيني الاب فالي يقبل، ومن يقبل الي لا اخرجه خارجا. "(يو 6: 37) " وانا اعطيها حياة ابدية، ولن تهلك الى الابد، ولا يخطفها احد من يدي. ابي الذي اعطاني اياها هو اعظم من الكل، ولا يقدر احد ان يخطف من يد ابي.». (يو 10: 28-  29)

(2) تصريحات بولس الرسول فى الآيات التالية يظهر بولس تمسكه الشديد بيسوع ومحبته له وأنه لا تستطيع قوة أن تبعده عن الإيمان بيسوع وهنا نجد إرادة الميل ليسوع أقوى من أى إغراءات عالمية أو شيطانية تؤثر عليه " من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف؟  كما هو مكتوب:«اننا من اجلك نمات كل النهار. قد حسبنا مثل غنم للذبح».  ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا.  فاني متيقن انه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات، ولا امور حاضرة ولا مستقبلة،  ولا علو ولا عمق، ولا خليقة اخرى، تقدر  ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا. "  (رو 35:8- 38) )  الذي فيه ايضا انتم، اذ سمعتم كلمة الحق، انجيل خلاصكم، الذي فيه ايضا اذ امنتم ختمتم بروح الموعد القدوس، (أف 1: 13) (أف 2: 5 و 8- 9) (فى 1: 6) (فى 2: 13) (2تس 1: 12) ( تى1: 12) (2تس 4: 18)

(3) تصريحات بطرس (1بط 1: 4- 5)

  نصوص تؤكد الحاجة للمواظبة على الجهاد

أ) تصريحات يسوع  التى يشير فيها إلى أن الخلاص يكون فى المنتهى بعد صبر القديسيين وجهادهم " وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي. ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص. "(مت 10: 22) (مت 13: 1- 9 و 24: 23)  (مر13: 13) (يو 8: 31) (يو 15: 4- 10) (رؤ2: 7 و 17 و 20) (رؤ3: 5و 12 و 21)

ب) تصريحات بولس (رو 11: 22) ×1كو 15: 2) (2كو 13: 5) (غل 1: 6) (غل 3: 4) (غل 6: 9) (فى 2: 12) (فى 3: 18- 2-) (كو 1: 23)

ج) تصريحات وردت فى الرسالة للعبرانين (عب 2: 1) (عب 3: 6 و 14) (عب 4: 14) (عب 6: 11)

د) آيات وردت فى رسائل يوحنا (1يو 2: 6) (2يو 9)

هـ ) أقوال الآب (رؤ 21: 7)

الخلاص فى الكتاب المقدس هو نبع يجرى من محبة ورحمة ونعمة الرب المثلث الأقانيم .. ولا إمكانية لخلاص أى إنسان بدون عمل الروح القدس (يو 6: 44 و 65) الرب هو الذى يعطينا منحة الخلاص وعلينا أن نحافظ على هذة المنحة بالتوبة والعمل بتعاليم يسوع .. فهناك عهدا بالدمه المسفوك على الصليب وهذا العهد له شروط تفترض وجود إمتيازات ومسؤوليات يجب علي كل من حصل على خلاصة إتباعها والعمل بها

لا يوجد في المسيحية أي نوع آخر من الجهاد سوى الجهاد ضد الأثم وضد شهوات الجسد والكراهية والبغض والحقد والحسد والزنى والذم في الآخرين والقتل والأضطهاد. إنه الجهاد الذي يصل بالانسان إلى حياة الألتصاق بالله والحب والنقاء والصفاء والسلام الكامل الداخلي مع الله والناس. إنه الجهاد السامي الذي يرفع بصاحبه لأرفع المستويات.. لا تقول لي يا أخي القاريء إنك تبالغين كثيرا.. لست أبالغ وسوف أعطيك أمثلة صادقة من الكتاب المقدس وبإمكانك الرجوع إليها إن أردت ذلك.

لنرى معا ما هو تعليم المسيح عن الجهاد:
كما جاء في إنجيل لوقا 13: 24 «ابْذِلُوا الْجَهْدَ لِلدُّخُولِ مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَسْعَوْنَ إِلَى الدُّخُولِ، فَلاَ يَتَمَكَّنُونَ.»
إن باب الإيمان بالمسيح باب ضيق وقليلون هم اللذين يدخلون منه لأنه يتطلب الإيمان الكامل بالمسيح فادي البشرية ومخلص العالم، وهذا نوع من الجهاد والذي يصعب على الكثيرين قبوله.
اعمال المسيح تبين الجهاد الحقيقي:
في إنجيل يوحنا 18: 35-36 فَقَالَ بِيلاَطُسُ: « وَهَلْ أَنَا يَهُودِيٌّ؟ إِنَّ أُمَّتَكَ وَرُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ سَلَّمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. وَلَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ حُرَّاسِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. أَمَّا الآنَ فَمَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هُنَا».
في هذه القصة عند حدوث القبض على المسيح لم يسأل المسيح أي من أتباعه وتلاميذه أن يستلوا السيف للمقاومة أو لقتل الجنود الرومان الذين أتوا للقبض عليه. لأن ملكوت المسيح ملكوت روحي والجهاد في هذا الملكوت جهاد روحي بحت، وليس جهاداً معنوياً أو مادياً.
تعاليم تلاميذ المسيح عن الجهاد:
في رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 6: 12 «أَحْسِنِ الْجِهَادَ فِي مَعْرَكَةِ الإِيمَانِ الْجَمِيلَةِ. تَمَسَّكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، الَّتِي إِلَيْهَا قَدْ دُعِيتَ، وَقَدِ اعْتَرَفْتَ الاعْتِرَافَ الْحَسَنَ (بِالإِيمَانِ) أَمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ.»
ورسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس 4: 7 «قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، قَدْ بَلَغْتُ نِهَايَةَ الشَّوْطِ، قَدْ حَافَظْتُ عَلَى الإِيمَانِ.»
وفي رسالة بطرس الثانية 3: 14 «فَبَيْنَمَا تَنْتَظِرُونَ إِتْمَامَ هَذَا الْوَعْدِ، أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، اجْتَهِدُوا أَنْ يَجِدَكُمُ الرَّبُّ فِي سَلاَمٍ، خَالِينَ مِنَ الدَّنَسِ وَالْعَيْبِ.»
وكذلك بطرس الثانية 1: 5-7 «فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ، عَلَيْكُمْ أَنْ تَبْذُلُوا كُلَّ اجْتِهَادٍ وَنَشَاطٍ فِي مُمَارَسَةِ إِيمَانِكُمْ حَتَّى يُؤَدِّيَ بِكُمْ إِلَى الْفَضِيلَةِ. وَاقْرِنُوا الْفَضِيلَةَ بِالتَّقَدُّمِ فِي الْمَعْرِفَةِ، وَالْمَعْرِفَةَ بِضَبْطِ النَّفْسِ، وَضَبْطَ النَّفْسِ بِالصَّبْرِ، وَالصَّبْرَ بِالتَّقْوَى، وَالتَّقْوَى بِالْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ، وَالْمَوَدَّةَ الأَخَوِيَّةَ بِالْمَحَبَّةِ.»
لم يشهد التأريخ عن أي من أتباع المسيح وتلاميذه أن رفع السيف دفاعاً عن إيمانه أو عن الله. إن الله قادر أن يدافع عن نفسه، فهو لا يحتاج للبشر للدفاع عنه، والله لا يستخدم السيف أو يرص الجنود للدفاع عنه، إنما الجهاد الحقيقي هو جهاد الحب والخير والسلام والكلمة.
ترى يا صديقي العزيز ماهو نوع الجهاد الذي أنت تجاهده الآن؟! هل هو جهاد المحبة، جهاد العطاء، والمساواة، وتحقيق العدل والأمن والسلام.. أم ماذا!؟

This site was last updated 01/15/17