Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة خمس وخمسين وخمسمائة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
بقية سنة555
سنة556
سنة557 وسنة558
سنة559
سنة560 وسنة561
سنة562 وسنة 563
سنة564
سنة565 وسنة566

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ثم دخلت سنة خمس وخمسين وخمسمائة
ذكر خلافة المستنجد بالله
(5/76)
وفي هذه السنة بويع المستنجد بالله أمير المؤمنين، واسمه يوسف، وأمه أم ولد تدعى طاووس، بعد موت والده؛ وكان للمقتفي حظية، وهي أم ولده أبي علي، فلما اشتد مرض المقتفي وأيست منه أرسلت إلى جماعة من الأمراء وبذلت لهم الإقطاعات الكثيرة والأموال الجزيلة ليساعدوها على أن يكون ولدها الأمير أبو علي خليفة. قالوا: كيف الحيلة مع ولي العهد؟ فقالت: إذا دخل على والده قبضت عليه. وكان يدخل على أبيه كل يوم. فقالوا: لا بد لنا من أحد من أرباب الدولة؛ فوقع اختيارهم على ابي المعالي ابن الكيا الهراسي، فدعوه إلى ذلك، فأجابهم على أن يكون وزيراً، فبذلوا له ما طلب.
فلما استقرت القاعدة بينهم وعلمت أم أبي علي أحضرت عدة من الجواري وأعطتهن السكاكين، وأمرتهن بقتل ولي العهد المستنجد بالله. وكان له خصي صغير يرسله كل وقت يتعرف أخبار والده، فرأى الجواري بأيديهن السكاكين، ورأى بيد أبي علي وأمه سيفين، فعاد إلى المستنجد فأخبره، وأرسلت هي إلى المستنجد تقول له إن والده قد حضره الموت ليحضر ويشاهده، فاستدعى أستاذ الدار عضد الدين وأخذه معه وجماعة من الفراشين، ودخل الدار وقد لبس الدرع وأخذ بيده السيف، فلما دخل ثارت به الجواري، فضرب واحدة منهن فجرحها، وكذلك أخرى، فصاح ودخل أستاذ الدار ومعه الفراشون، فهرب الجواري وأخذ أخاه أبا علي وأمه فسجنهما، وأخذ الجواري فقتل منهن، وغرق منهن ودفع الله عنه.
فلما توفي المقتفي لأمر الله جلس للبيعة، فبايعه أهله وأقاربه، وأولهم عمه أبو طالب، ثم أخوه أبو جعفر بن المقتفي، وكان أكبر من المستنجد، ثم بايعه الوزير بن هبيرة، وقاضي القضاة، وأرباب الدولة والعلماء، وخطب له يوم الجمعة، ونثرت الدراهم والدنانير.
حكى عنه الوزير عون الدين بن هبيرة أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، في المنام منذ خمس عشرة سنة، وقال لي: يبقى أبوك في الخلافة خمس عشرة سنة؛ فكان كما قال، صلى الله عليه وسلم. قال: ثم رأيته قبل موت أبي المقتفي بأربعة أشهر، فدخل بي في باب كبير، ثم ارتقى إلى رأس جبل، وصلى بي ركعتين، ثم ألبسني قميصاً، ثم قال لي: قل اللهم اهدني فيمن هديت؛ وذكر دعاء القنوت.
ولما ولي الخلافة أقر ابن هبيرة على وزارته وأصحاب الولايات على ولاياتهم، وأزال المكوس والضرائب، وقبض على القاضي ابن الرخم وقال: وكان بئس الحاكم، وأخذ منه مالاً كثيراً، وأخذت كتبه فأحرق منها في الرحبة ما كان من علوم الفلاسفة، فكان منها كتاب الشفاء لابن سينا، وكتاب أخوان الصفا، وما شاكلهما، وقدم عضد الدين بن رئيس الرؤساء، وكان أستاذ الدار يمكنه، وتقدم إلى الوزير أن يقوم له، وعزل قاضي القضاة أبا الحسن علي بن أحمد الدامغاني، ورتب مكانه أبا جعفر عبد الواحد الثقفي، وخلع عليه.
ذكر الحرب بين عسكر خوارزم والأتراك البرزية
في هذه السنة، في ربيع الأول، سار طائفة من عسكر خوارزم إلى أجحه، وهجموا على يغمر خان بن أودك ومن معه من الأتراك البرزية، فأوقعوا بهم، وأكثروا القتل، فانهزم يغمرخان، وقصد السلطان محمد بن محمد الخان والأتراك الغزية الذين معه وتوسل إليهم بالقرابة، وظن يغمرخان أن أختيار الدين إيثاق هو الذي هيج الخوارزمية عليه، فطلب من الغز إنجاده.
ذكر أحوال المؤيد بخراسان هذه السنة
قد ذكرنا سنة ثلاث وخمسين عود المؤيد أي أبه إلى نيسابور، وتمكنه منها، وأن ذلك كان سنة أربع وخمسين؛ فلما دخلت سنة خمس وخمسين وخمسمائة، ورأى المؤيد تحكمه في نيسابور وتمكنه في دولته، وكثرة جنده وعسكره، أحسن السيرة في الرعية، ولا سيما أهل نيسابور، فإنه جبرهم وبالغ في الإحسان إليهم، وشرع في إصلاح أعمالها وولاياتها، فسير طائفة من عسكره إى ناحية اسقيل، وكان بها جمع قد تمردوا أكثروا العيث والفساد في البلاد، وطال تماديهم في طغيانهم، فأرسل إليهم المؤيد يدعوهم إلى ترك الشر والفساد ومعاودة الطاعة والصلاح، فلم يقبلوا، ولم يرجعوا عما هم عليه، فسير إليهم سرية كثيرة، فقاتلهم وأذاقهم عاقبة ما صنعوا فأكثروا القتل فيهم وخربوا حصنهم.(5/77)
وسار المؤيد من نيسابور إلى بيهق، فوصلها رابع عشر ربيع الأخر من السنة، وقصد منها حصن خسروجرد، وهو حصن منيع بناه كيخسرو الملك قبل فراغه من قتل افراسياب، وفيه رجال شجعان، فامتنعوا على المؤيد، فحصرهم ونصب عليهم الجانيق، وجد في القتال، فصبر أهل الحصن حتى نفذ صبرهم، ثم ملك المؤيد القلعة وأخرج كل من فيها ورتب فيها من يحفظها، وعاد منها إلى نيسابور في الخامس والعشرين من جمادى الأولى من السنة.
ثم سار إلى هراة، فلم يبلغ منها غرضاً، فعاد إلى نيسابور، وقصد مدينة كندر، وهي من أعمال طريثيث، وقد تغلب عليها رجل اسمه أحمد كان خربندة، واجتمع معه جماعة من الرنود وقطاع الطريق والمفسدين، فخربوا الكثير من البلاد، وقتلوا كثيراً من الخلق، وغنموا من الأموال ما لا يحصى.
وعظمت المصيبة بهم على خراسان وزاد البلاء، فقصدهم المؤيد، فتحصنوا بالحصن الذي لهم، فقوتلوا أشد قتال، ونصب عليهم العرادات والمنجنيقات، فأذعن هذا الخربندة أحمد إلى طاعة المؤيد والانخراط في سلك أصحابه وأشياعه، فقبله أحسن قبول، وأحسن إليه وأنعم عليه.
ثم إنه عصى المؤيد، وتحصن بحصنه، فأخذه منه المؤيد قهراً وعنوة، وقيده، واحتاط عليه، ثم قتله وأراح المسلمين منه ومن شره وفساده، وقصد المؤيد في شهر رمضان ناحية بيهق عازماً على قتالهم لخروجهم عن طاعته، فلما قاربها أتاه زاهد من أهلها ودعاه إلى العفو عنهم والحلم عن ذنوبهم، ووعظه وذكره، فأجابه إلى ذلك ورحل عنهم؛ فأرسل السلطان ركن الدين محمود بن محمد الخان إلى المؤيد بتقرير نيسابور وطوس وأعمالها عليه، ورد الحكم فيها إليه، فعاد إلى نيسابور رابع ذي القعدة من السنة، ففرح الناس بما تقرر بينه وبين الملك محمود وبين الغز من إبقاء نيسابور عليه ليزول الخلف والفتن عن الناس.
ذكر الحرب بين شاه مازندران ويغمرخان
لما قصد يغمرخان الغز وتوسل إليهم لينصروه على إيثاق لظنه انه هو الذي حسن للخوارزمية قصده، أجابوه إلى ذلك، وساروا معه على طريق نسا وأبيورد، ووصلوا إلى الأمير إيثاق فلم يجد لنفسه بهم قوة، فاستنجد شاه مازندران، فجاءه ومعه من الأكراد والديلم والأتراك والتركمان الذين يسكنون نواحي ابسكون جمع كثير، فاقتتلوا ودامت الحرب بينهم، وانهزم الأتراك الغزية والبرزية من شاه مازندران خمس مرات ويعودون.
وكان على ميمنة الأمير مازندران الأمير إيثاق، فحملت الأتراك الغزية عليه لما أيسوا من الظفر بقلب شاه مازندران، فانهزم إيثاق وتبعه باقي العسكر، ووصل شاه مازندران إلى سارية، وقتل من عسكره أكثرهم.
وحكي أن بعض التجار كفن ودفن من هؤلاء القتلى سبعة آلاف رجل.
وأما إيثاق فإنه قصد في هربه خوارزم وأقام بها، وسار الغز من المعركة إلى دهستان، وكان الحرب قريباً منها، فنقبوا سورها، وأوقعوا بأهلها ونهبوهم أوائل سنة ست وخمسين وخمسمائة، بعد أن خربوا جرجان وفرقوا أهلها وعادوا إلى خراسان.
ذكر وفاة خسرشاه صاحب غزنة وملك ابنه بعده
في هذه السنة، في رجب، توفي السلطان خسروشاه بن بهرام شاه بن مسعود بن إبراهيم بن مسعود بن محمود سبكتكين، صاحب غزنة، وكان عادلاً، حسن السيرة في رعيته، محباً للخير وأهله، مقرباً للعلماء محسناً إليهم راجعاً إلى قولهم؛ وكان ملكه تسع سنين.
وملك بعده ابنه ملكشاه فلما ملك نزل علاء الدين الحسين، ملك الغور، إلى غزنة فحصرها، وكان الشتاء شديداً والثلج كثيراً، قلم يمكنه المقام عليها، فعاد إلى بلاده في صفر سنة ست وخمسين.
ذكر الحرب بين إيثاق وبغراتكين
في هذه السنة، منتصف شعبان، كان بين الأمير إيثاق والأمير بغراتكين برغش الجركاني حرب، وكان إيثاق قد سار إلى بغراتكين في آخر أعمال جوين، فنهبه، واخذ أمواله وكل ما له، وكان ذا نعمة عظيمة وأموال جسيمة، فانهزم بغراتكين عنها وخلاها فافتتحها إيثاق واستغنى بها، وقويت نفسه بسببها، وكثرت جموعه، وقصده الناس. وأما بغراتكين فإنه راسل المؤيد صاحب نيسابور، وصار في جملته ومعدوداً من أصحابه، فتلقاه المؤيد بالقبول.
ذكر وفاة ملكشاه بن محمود (5/78)
في هذه السنة توفي ملكشاه ابن السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان بأصفهان مسموماً؛ وكان سبب ذلك انه لما كثر جمعه بأصفهان أرسل إلى بغداد وطلب أن يقطعوا خطبة عمه سليمان شاه ويخطبوا له ويعيدوا القواعد بالعراق إلى ما كانت عليه أولاً، وإلا قصدهم، فوضع الوزير عون الدين بن هبيرة خصياً كان خصيصاً به، يقال له أغلبك الكوهراييني، فمضى إلى بلاد العجم، واشترى جارية من قاضي همذان بألف دينار، وباعها من ملكشاه، وكان قد وضعها على سمه ووعدها أموراً عظيمة، ففعلت ذلك وسمته في لحم مشوي فأصبح ميتاً، وجاء الطبيب إلى دكلا وشملة فعرفهما انه مسموم، فعرفوا أن ذلك من فعل الجارية، فأخذت وضربت وأقرت، وهرب أغلبك، ووصل إلى بغداد، ووفى له الوزير بجميع ما استقر الحال عليه.
ولما مات أخرج أهل أصفهان أصحابه من عندهم، وخطبوا لسليمان شاه واستقر ملكه بتلك البلاد، وعاد شملة إلى خوزستان فأخذ ما كان ملكشاه تغلب عليه منها.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة حج أسد الدين شيركوه بن شاذي مقدم جيوش نور الدين محمود بن زنكي صاحب الشام؛ وشيركوه هذا هو الذي ملك الديار المصرية، وسير ذكره إن شاء اله تعالى.
وفيها أرسل زين الدين علي نائب قطب الدين، صاحب الموصل، رسولاً إلى المستنجد يعتذر مما جناه من مساعدة محمد شاه في حصار بغداد، ويطلب أن يؤذن له في الحج، فأرسل إليه يوسف الدمشقي، مدرس النظامية، وسليمان بن قتلمش يطيبان قلبه عن الخليفة ويعرفانه الإذن في الحج، فحج ودخل إلى الخليفة، فأكرمه وخلع عليه.
وفيها توفي قايماز الأرجواني أمير الحاج، سقط عن الفرس وهو يلعب بالأكرة، فسال مخه من منخريه وأذنيه فمات.
وفيها، في ربيع الأول، توفي محمد بن يحيى بن علي بن مسلم أبو عبد الله الزبيدي، من أهل زبيد وهي مدينة مشهورة باليمن، وقدم بغداد سنة تسع وخمسمائة، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؛ وكان نحوياً واعظاً، وصحبه الوزير ابن هبيرة مدة، وكان موته ببغداد.

This site was last updated 07/28/11