Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

 سنة خمس وثلاثين ومائتين

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة 232 وسنة 233
سنة234
سنة 235
سنة 236 وسنة 237
سنة238
سنة239
سنة 240 وسنة241
سنة242 وسنة243 وسنة245
سنة246 وسنة247

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

حوادث سنة خمس وثلاثين ومائتين
ذكر قتل إيتاخ

قد ذكرنا ما كان منه مع المتوكل وسبب حجه؛ فلما عاد من مكة كتب المتوكل إلى إسحاق بن إبراهيم ببغداد يأمره بحبسه، وأنفذ المتوكل كسوة وهدايا إلى طريق إيتاخ، فلما قرب إيتاخ من بغداد خرج إسحاق بن إبراهيم إلى لقائه، وكان إيتاخ أراد المسير على الأنبار إلى سامرأن فكتب إليه إسحاق: إن أمير المؤمنين قد أمر أن تدخل بغداد، وأن يلقاك بنوهاشم، ووجوه الناس، وأن تقعد لهم في دار خزيمة بن خازم، وتأمر لهم بالجوائز. فجاء إلى بغداد، فلقيه إسحاق بن إبراهيم، فلما رآه إسحاق أراد النزول له، فحلف عليه إيتاخ أن لا يفعل، وكان في ثلاثمائة من غلمانه وأصحابه، فلما صار بباب دار خزيمة وقف إسحاق، وقال له: أصلح الله الأمير؛ ليدخل! فدخل إيتاخ، ووقف إسحاق على الباب، فمنع أصحابه من الدخول عليه، ووكل بالأبواب، وأقام عليه الحرس، فحين رأى إيتاخ ذلك قال: قد فعلوهأن ولولم يفعلوا ذلك ببغداد ما قدروا عليه؛ وأخذوا معه ولديه منصورأن ومظفرأن وكاتبيه سليمان بن وهب وقدامة بن زياد، فحبسوا ببغداد أيضاً.
وأرسل إيتاخ إلى إسحاق: قد علمت ما أمرني به المعتصم والواثق في أمرك، وكنت أدافع عنك، فليشفعني ذلك عندك في ولدي، فأما أنا فقد مر بي شدة ورخاء، فما أبالي ما أكلت وما شربت، وأما هذان الغلامان فلم يعرفا البؤس، فاجعل لهما طعاماً يصلحهما.
ففعل إسحاق ذلك، وقيد إيتاخ، وجعل في عنقه ثمانين رطلأن فمات في جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين ومائتين، وأشهد إسحاق جماعة من الأعيان أنه لا ضرب به ولا اثر.
وقيل كان سبب موته أنهم أطعموه ومنعوه الماء حتى مات عطشاً؛ وأما ولداه فإنهما بقيا محبوسين حياة المتوكل، فلما ولي المنتصر أخرجهمأن فأما مظفر فبقي بعد أن خرج من السجن ثلاثة أشهر ومات، وأما منصور فعاش بعده.
ذكر أسر ابن البعيث وموته
في هذه السنة قدم بغا الشرابي بابن البعيث في شوال، وبخليفته أبي الأغر، وبأخويه صقر وخالد، وكاتبه العلاء، وجماعة من أصحابه، فلما قربوا من سامرا حملوا على الجمال ليراهم الناس، فلما أحضر ابن البعيث بين يدي المتوكل أمر بضرب عنقه، فجاء السياف، وسبه المتوكل، وقال: ما دعاك إلى ما صنعت؟ قال: الشقوة، وأنت الحبل الممدود بين الله وبين خلقه، وإن لي فيك لظنين أسبقهما إلى قلبي أولاهما بك، وهوالعفو؛ ثم قال بلا فصل:
أبى الناس إلا أنك اليوم قاتلي ... إمام الهدى والصفح بالمرء أجمل
وهل أنا إلا جبلة من خطيئة ... وعفوك من نور النبوة يجبل
فإنك خير السابقين إلى العلى ... ولا شك أن خير الفعالين تفعل
فقال المتوكل لبعض أصحابه: إن عنده لأدبأن فقال: بل يفعل أمير المؤمنين ويمن عليه، فأمر برده، فحبس مقيدأن وقيل إن المعتز شفع فيه إلى أبيه فأطلقه، وكان ابن البعيث قد قال حين هرب:
كم قد قضيت أموراً كان أهملها ... غيري وقد أخذ الإفلاس بالكظم
لا تعذليني فما لي ليس ينفعني ... إليك عني جرى المقدار بالقلم
سأتلف المال في عسر وفي يسر ... إن الجواد الذي يعطي على العدم
ومات ابن البعيث بعد دخوله سامرا بشهر، قيل كان قد جعل في عنقه مائة رطل، لم يزل على وجهه حتى مات، وجعل بنوه: جليس، وصقر، والبعيث، في عداد الشاكرية مع عبيد الله بن يحيى بن خاقان.
ذكر البيعة لأولاد المتوكل بولاية العهد (3/224)
في هذه السنة عقد المتوكل البيعة لبنيه الثلاثة بولاية العهد وهم: محمد، ولقبه المنتصر بالله، وأبوعبد اله محمد؛ وقيل طلحة، وقيل الزبير، ولقبه المعتز بالله، وإبراهيم، ولقبه المؤيد بالله، وعقد لكل واحد منهم لواءين: أحدهما أسود ووهولواء العهد، والآخر أبيض وهولواء العمل، فأعطى كل واحد منهم ما نذكره.
فأما المنتصر فأقطعه إفريقية والمغرب كله، والعواصم، وقنسرين، والثغور جميعهأن الشامية والجزرية، وديار مضر، وديار ربيعة، والموصل، وهيت، وعانة، والأنبار، والخابور، وكور باجرمى، وكور دجلة، وطساسيج السواد جميعهأن والحرمين، واليمن، وحضر موت، واليمامة، والبحرين، والسند، ومكران، وقندابيل، وفرج بيت الذهب، وكور الأهواز، والمستغلات سامرأن وماه الكوفة، وماه البصرة، وماسبذان، ومهرجانقذق، وشهرزور، والصامغان، وأصبهان، وقم، وققاشان، والجبل جميعه، وصدقات العرب بالبصرة.
وأما المعتز فأقطعه خراسان وما يضاف إليهأن وطبرستان، والري، وأرمينية، وأذربيجان، وكور فارس، ثم أضاف إليه في سنة أربعين خزن الأموال في جميع الآفاق، ودور الضرب، وأمر أن يضرب اسمه على الدراهم.
وأما المؤيد فأقطعه جند حمص وجند دمشق، وجند فلسطين.
ذكر ظهور رجل ادعى النبوة
وفيها ظهر بسامرا رجل يقال له محمود بن الفرج النيسابوري، فزعم أنه نبي، وأنه ذوالقرنين، وتبعه سبعة وعشرون رجلأن وخرج من أصحابه من بغداد رجلان بباب العامة، وآخران بالجانب الغربي، فأتي به وبأصحابه المتوكل، فأمر به فضرب ضرباً شديدأن وحمل إلى باب العامة، فأكذب نفسه، وأمر أصحابه أن يضربه كل رجل منهم عشر صفعات، ففعلوأن واخذوا له مصحفاً فيخ كلام قد جمعه، وذكر أنه قرآن، وأن جبرائيل نزل له، ثم مات من الضرب في ذي الحجة وحبس أصحابه، وكان فيهم شيخ يزعم أنه نبي، وأن الوحي يأتيه.
ذكر ما كان بالأندلس من الحوادث
وفي هذه السنة خرج عباس بن وليد المعروف بالطبلي، بنواحي تدمير، لمحاربة جمع اجتمعوا وقدموا على أنفسهم رجلاً اسمه محمد بن عيسى بن سابق، فوطئ عباس بلدهم، وأوقع بهم، وأصلحهم وعاد.
وفيها ثار أهل تاكرنا ومن يليهم من البربر، فسار إليهم جيش عبد الرحمن، صاحب الأندلس، فقاتلهم؛ وأوقع بهم، وأعظم النكاية فيهم.
وفيها سير عبد ارحمن ابنه المنذر في جيش كثيف لغزوالروم، فبلغوا ألبه.
وفيها كان سيل عظيم في رجب، في بلاد الأندلس، فخرب جسر استجبة، وخرب الأرحاء، وغرق نهر إشبيلية ست عشرة قرية، وخرب نهر تاجة ثماني عشرة قرية، وصار عرضه ثلاثين ميلأن وكان هذا حدثاً عظيماً وقع في جميع البلاد في شهر واحد.
وفيها هلك ردمير بن أذفونس في رجب، وكانت ولايته ثمانية أعوام.
وفيها هلك أبوالسول الشاعر سعيد بن يعمر بن علي بسرقسطة.
ذكر عدة حوادث
وفي هذه السنة أمر المتوكل أهل الذمة بلبس الطيالسة العسلية، وشد الزنانير، وركوب السروج بالركب الخشب، وعمل كرتين في مخر السروج، وعمل رقعتين على لباس مماليكهم مخالفتين لون الثوب، كل واحدة منهما قدر أربع أصابع، ولون كل واحدة منهما غير لون الأخرى، ومن خرج من نسائهم تلبس إزاراً عسليأن ومنعهم من لباس المناطق، وأمر بهدم بيعهم المحدثة، وبأخذ العشر من منازلهم، وأن يجعل على أبواب دورهم صور شياطين من خشب، ونهى أن يستعان بهم في أعمال السلطان، ولا يعلمهم مسلم، وأن يظهروا في شعانينهم صليبأن وأن يستعملوه في الطريق، وأمر بتسوية قبورهم مع الأرض، وكتب في ذلك إلى الآفاق. وفيها توفي إسحاق بن إبراهيم بن الحسين بن مصعب المصعبي، وهوابن أخي طاهر بن الحسين، وكان صاحب الشرطة ببغداد أيام المأمون، والمعتصم والواثق، والمتوكل، ولما مرض أرسل إليه المتوكل ابنه المعتز مع جماعة من القواد يعودونه، وجزع المتوكل لموته.
وفيها مات الحسن بن سهل، كان شرب دواء، فأفرط عليه، فحبس الطبع، فمات، وكان موته، وموت إسحاق بن إبراهيم في ذي الحجة في يوم واحد؛ وقيل مات الحسن في سنة ست وثلاثين.
ة فيها في ذي الحجة تغير ماء دجلة إلى الصفرة ثلاثة أيام، ففزع الناس، ثم صار في لون ماء المدود.
وفيها أتى المتوكل يحيى بن عمر بن يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عليه السلام. وكان قد جمع ببعض النواحي، فاخذ، وحبس، وضرب، وحج بالناس هذه السنة محمد بن داود. (3/225)
وفيها مات إسحاق بن إبراهيم الموصلي، صاحب الألحان والغناء، وكان فيه علم وأدب، وله شعر جيد؛ وعبيد اله بن عمر بن ميسرة الجشمي القواريري في ذي الحجة؛ وإسماعيل بن علية ومنصور بن أبي مزاحم؛ وسريج بن يونس أبوالحرث.
سريج بالسين المهملة والجيم.

This site was last updated 07/14/11