Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وسنة ثلاث وثلاثين ومائتين

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة 232 وسنة 233
سنة234
سنة 235
سنة 236 وسنة 237
سنة238
سنة239
سنة 240 وسنة241
سنة242 وسنة243 وسنة245
سنة246 وسنة247

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

باقى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين

ذكر خلافة المتوكل
وفي هذه السنة بويع المتوكل على الله جعفر بن المعتصم، بعد موت الواثق. (3/220)
وسب خلافته أنه مات الواثق حضر الدار أحمد بن أبي دؤاد وإيتاخ ووصيف وعمر بن فرج وابن الزيات وأبوالوزير أحمد بن خالد، وعزموا على البيعة لمحمد بن الواثق، وهوغلام أمرد، قصير، فألبسوه دراعة سوداء وقلنسوة، فإذا هوقصير، فقال وصيف: أما تتقون الله؟ تولون هذا الخلافة! فتناظروا فيمن تولونه. فذكروا عدة، ثم أحضر المتوكل، فلما حضر ألبسه أحمد بن أبي دؤاد الطويلة، وعممه وقبل بين عينيه، وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، ورحمة الله وبركاته! ثم غسل الواثق، وصلي عليه ودفن.
وكان عمر المتوكل، يوم بويع، ستاً وعشرين سنة، ووضع العطاء للجند لثمانية أشهر، وأراد ابن الزيات أن يلقبه المنتصر، فقال أحمد بن أبي دؤاد: قد رأيت لقباً أرجوأن يكون موافقأن وهوالمتوكل على الله، فأمر بإمضائه، فكتب به إلى الآفاق.
وقيل بل رأى المتوكل في منامه، قبل أن يستخلف، كأن سكراً ينزل عليه من السماء، مكتوب عليه المتوكل على الله، فقصها على أصحابه، فقالوا: هي والله الخلافة؛ فبلغ ذلك الواثق، فحبسه وضيق عليه، وحج بالناس محمد ابن داود.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة أصاب الحجاج في العود عطش عظيم، فبلغت الشربة عدة دنانير، ومات منهم خلق كثير.
وفيها غدر موسى بالأندلس، وخالف على عبد الرحمن بن الحكم أمير الأندلس، بعد أن كان قد وافقه، وأطاعه؛ وسير إليه عبد الرحمن جيشاً مع ابنه محمد.
وفيها كان بالأندلس مجاعة شديدة، وقحط عظيم، وكان ابتداؤه سنة اثنتين وثلاثين، فهلك فيه خلق كثير من الآدميين والدواب، ويبست الأشجار، ولم يزرع الناس شيئأن فخرج الناس هذه السنة يستسقون، فسقوأن وزرعوا وزال عن الناس القحط.
وفيها ولي إبراهيم بن محمد بن مصعب بلاد فارس.
وفيها غرق كثير من الموصل وهلك فيها خلق قيل كانوا نحومائة ألف إنسان، وكان سبب ذلك أن المطر جاء بها عظيماً لم يسمع بمثله بحيث أن بعض أهلها جعل سطلاً عمقه ذراع في سعة ذراع، فامتلأ ثلاث دفعات في نحوساعة، وزادت دجلة زيادة عظيمة فركب الماء الربض الأسفل، وشاطئ نهر سوق الأربعاء، فدخل كثيراً من الأسواق، فقيل إن أمير الموصل، وهوغامن بن حميد الطوسي، كفن ثلاثين ألفأن وبقي تحت الهدم خلق كثير لم يحملوا سوى من حمله الماء.
وفيها أمر الواثق بترك أعشار سفن البحر.
وفيها توفي الحكم بن موسى، ومحمد بن عامر القرشي مصنف الصوانيف وغيرهأن ويحيى بن يحيى الغساني الدمشقي، وقيل سنة ثلاث وثلاثين، وقيل غير ذلك، وأبوالحسن علي بن المغيرة الأثرم النحوي اللغوي، وأخذ العلم عن أبي عبيدة والأصمعي.
وفيها توفي عمروالناقد.


حوادث سنة ثلاث وثلاثين ومائتين
ذكر القبض على محمد بن عبد الملك

وفي هذه السنة قبض المتوكل على محمد بن عبد الملك الزيات وحبسه لسبع خلون من صفر.
وكان سببه أن الواثق استوزر محمد بن عبد الملك، وفوض الأمور كلها إليه، وكان الواثق قد غضب على أخيه جعفر المتوكل، ووكل عليه من يحفظه ويأتيه بأخباره، فأتى المتوكل إلى محمد بن عبد الملك يسأله أن يكلم الواثق ليرضى عنه، فوقف بين يديه لا يكلمه، ثم أشار عليه بالقعود فقعد، فلما فرغ من الكتب التي بين يديه التفت إليه كالمتهدد وقال: ما جاء بك؟ قال: جئت أسأل أمير المؤمنين الرضى عني، فقال لمن حوله: انظروأن يغضب أخيه ثم يسألني أن أسترضيه له! اذهب، فإذا صلحت رضي عنك.
فقام من عنده حزينأن فأتى أحمد بن أبي دؤاد، فقام إليه أحمد، واستقبله على باب البيت، وقبله، وقال: ما حاجتك؟ جعلت فداك! قال: جئت لتسترضي أمير المؤمنين لي؛ قال: أفعل، ونعمة عين وكرامة! فكلم أحمد الواثق به، فوعده ولم يرض عنه، ثم كلمه فيه ثانية فرضى عنه وكساه.
ولما خرج المتوكل من عند ابن الزيات كتب إلى الواثق: إن جعفراً أتاني في زي المخنثين، له شعر بقفاه، يسألني أن أسأل أمير المؤمنين الرضى عنه؛ فكتب إليه الواثق: ابعث إليه فأحضره ومر من يجز شعر قفاه فيضرب به وجهه. (3/221)
قال المتوكل: لما أتاني رسوله لبست سواداً جديدأن وأتيته رجاء أن يكون قد أتاه الرضى عني، فاستدعى حجامأن فأخذ شعري على السواد الجديد ثم ضرب به وجهي؛ فلما ولي الخلافة المتوكل أمهل حتى كان صفر، فأمر إيتاخ بأخذ الزيات وتعذيبه، فاستحضر، فركب يظن أن الخليفة يستدعيه، فلما حاذى منزل إيتاخ عدل به إليه، فخاف، فأدخله حجرة، ووكل عليه، وأرسل إلى منازله من أصحابه من هجم عليهأن وأخذ كل ما فيهأن واستضفى أمواله وأملاكه في جميع البلاد.
وكان شديد الجزع، كثير البكاء والفكر، ثم سوهر، وكان ينخس بمسلة لئلا ينام، ثم ترك فنام يوماً وليلة، ثم جعل في تنور عمله هو، وعذب ه ابن أسماط المصري، وأخذ ماله، فكان من خشب فيه مسامير من حديد أطرافها إلى داخل التنور، وتمنع من يكون فيه من الحركة، وكان ضيقاً بحيث أن الإنسان كان يمد يديه إلى فوق رأسه ليقدر على دخوله لضيقه، ولا يقدر من يكون فيه يجلس، فبقي أيامأن فمات.
وكان حبسه لسبع خلون من صفر وموته لإحدى عشرة بقيت من ربيع الأول، واختلف في سبب موته، فقيل كما ذكرناه، وقيل بل ضرب فمات وهويضرب، وقيل مات بغر ضرب، وهوأصح.
فلما مات حضره ابناه سليمان وعبيد الله، وكانا محبوسين، وطرح على الباب في قميصه الذي حبس فيه، فقالا: الحمد لله الذي أراح من هذا الفاسق! وغسلاه على الباب ودفناه، فقيل إن الكلاب نبشته وأكلت لحمه.
قال: وسمع قبلموته يقول لنفسه: يا محمد لم تقنعك النعمة، والدواب، والدار النظيفة، والكسوة الفاخرة، وأنت في عافية، حتى طلبت الوزارة، ذق ما عملت بنفسك. ثم سكت عن ذلك، وكان لا يزيد على التشهد، وذكر الله عز وجل.
وكان ابن الزيات صديقاً لإبراهيم الصولي، فلما ولي الوزارة صادره بألف ألف وخمس مائة ألف درهم، فقال الصولي:
وكنت أخي برخاء الزمان ... فلما نبا صرت حرباً عواناً
وكنت أذم إليك الزمان ... فأصبحت منك أذم الزمانا
وكنت أعدك للنائبات ... فها أنا أطلب منك الأمانا
وقال أيضاً:
أصبحت من رأي أبي جعفر ... في هيئة تنذر بالصيلم
من غير ما ذنب ولكنها ... عداوة الزنديق للمسلم
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة حبس عمر بن الفرج الرخجي، وكان سبب ذلك أن المتوكل أتاه لما كان أخوه الواثق ساخطاً عليه، ومعه صك ليختمه عمر له ليقبض أرزاقه من بيت المال، فلقيه عمر بالخيبة، وأخذ صكه فرمى به إلى صحن المسجد، وكان حبسه في شهر رمضان، وأخذ ماله، وأثاث بيته، وأصحابه، ثم صولح على أحد عشر ألف ألف على أن يرد عليه ما حيز من ضياع الأهواز حسب، فكان قد ألبس في حبسه حبة صوف. قال علي بن الجهم يهجوه:
جمعت أمرين ضاع الحزم بينهما ... تيه الملوك وأفعال الصعاليك
أردت شكراً بلا بر ومرزئة ... لقد سلكت سبيلاً غير مسلوك
وفيها غضب المتوكل على سليمان بن إبراهيم بن الجنيد النصراني كاتب سمانه، وضربه، وأخذ ماله، وغضب أيضاً على أبي الوزير، وأخذ ماله ومال أخيه وكتبه.
وفيها أيضاً عزل الفضل بن مروان عن ديوان الخراج، وولاه يحيى بن خاقان الخراساني مولى الأزد، وولى إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول ديوان زمام النفقات.
وفيها ولى المتوكل ابنه المنتصر الحرمين واليمن والطائف في رمضان.
وفيها فلج أحمد بن دؤاد في جمادى الآخرة.
وفيها وثق ميخائيل بن توفيل بأمه تدورة، فألزمها الدير، وقتل اللقط لأنه كان اتهمها به، فكان ملكها ست سنين، وحج بالناس في هذه السنة محمد بن داود.
وفيها عزل محمد بن الأغلب أمير إفريقية عامله على الزاب، واسمه سالم ابن غلبون، فأقبل يريد القيروان، فلما صار بقلعة يلبسير أضمر الخلاف وسار إلى الأربس، فمنعه أهلها من الدخول إليهأن فسار إلى باجة، فدخلهأن واحتمى بهأن فسير إليه ابن الأغلب جيشاً عليهم خفاجة بن سفيان، فنزل عليه وقاتله، فهرب سالم ليلأن فاتبعه خفاجة، فلحقه وقتله، وحمل رأسه إلى ابن الأغلب؛ وكان أزهر بن سالم عند ابن الأغلب محبوساً فقتله.
وفيها توفي يحيى بن معين البغدادي بالمدينة، وكان مولده سنة ثمان وخمسين ومائة، وهوصاحب الجرح والتعديل؛ ومحمد بن سماعة القاضي، صاحب محمد بن الحسن، وقد بلغ مائة سنة وهوصحيح الحواس. (3/222)

This site was last updated 07/14/11