ولازمت محمد صلم أعراض نقسية مضطربة وكانت تجتاحه نوبات من الصرع ، وفى العادة من يصاب بالصرع يرى أشياء غير التى يراها البشر ولعل أشهر ما يذكر فى هذا الصدد الإسراء والمعراج ، والتى كانت مجرد حلم وخير من يثبت هذا الرأى هى المقاطع القرآنية الغريبة الساحرة التى نطق بها محمد بشكل خاص فى السنوات الأولى من نبوته

الوحى الليلى

ويرى الأطباء النفسيين أن أى إنسان يمكنه أن يرى رؤى ويشاهد أحلاماً فى الليل أو نتيجة للصيام الشديد أو تكرار عيارات معينة مع وجود حالات من الضيق النفسى نتيجة لمشكلة ما أو إصابة الإنسان بمرض نفسى كحالات الصرع مثلاً وبشكل عام وبدراسة الوقت الذى كان الوحى يأتي لمحمد صلم لا يجوز أن نغفل أن معظم الوحى كان يأتيه ليلاً (1) كما يبدو ، حيث تنشط النفس البشرية وتكون مهيئة وقابلة لإستقبال التخيلات والإنطباعات النفسية عما عليه فى وسط النهار وكان محمد قلق قليل النوم فكان كثيرا ما يقضى الليل متهجداً (سورة الإسراء 17: 79/ 81) كما نذكر عامل آخر هو الصيام حيث كان يتبع الحنفية فأتاه ما يسميه الوحى

والنفس المتقلبة تحلم أحلام متقلبة تبعاً للحالة النفسية المضطربة والثوران النفسى الشديد فلم يستطع محمد أن يذكر آيات متسلسلة مرتبة الأفكار فكان يردد كلمات وأفكار مفردة مقطعة وآيات مفككه وآيات أخرى لا يعرف من قائلها ... ألخ ويعتبر البحث التاريخى  للقرآن لم يكن مقاطع قرآنية مستقلة كما هو موجود بل بالأحرى الشكل الأدبى الذى عبر بواسطته النبى عن مضمون الوحى ( وهذا ما ذكره )  وإختلف أسلوب القرآن فى الفترة المكية عن المدنية وضعف الثوران النفسى بمرور الزمن وإستقرار الأمور فصارت السور أكثر هدوءاً ، فكان فى البداية طاقة شعرية معينة صارت لاحقاً وبشكل تدريجى معلم يضع الشرع لا غير

والآيات التالية تثبت أن معظم القرآن نزل ليلاً

إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ [الدخان : 3] و " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر : 1] "

************************

المراجع

(1)  نزول آيات القرآن ليلاً مؤكد بالنسبة لسورة الزمر 73: 1 ومحتمل بالنسبة لسورة المدثر 74: 1 وو ألخ السيوطى و " الإتقان" 45 ويدعى أن الجزء ألكبر من القرآن نزل نهاراً

26