ينام الظلام ويستيقظ الوهج
وطنى 28/2010م ماركو نجيب كيرلس-ماجستير إرشاد سياحي
صناعة الشمع في مصر بدأت في القرن السابع الميلادي حتي القرن الثاني عشر, أي منذ دخول العرب لمصر وحتي نهاية العصر الفاطمي.
ارتبطت هذه الصناعة بتربية النحل في مصر منذ قرون طويلة قبل دخول العرب مصر.. والشمع هو جدران بيوت النحل التي يبيض فيه ويفرخ ويكون خزانة للعسل. وذكر العرب عندما استقروا في مصر مكانا شهيرا يعرف بقصر الشمع يقع بالجهة الجنوبية من مدينة الفسطاط أقدم عاصمة إسلامية بالقرب من الكنيسة المعلقة كان يعرف بحصن بابليون ولاتزال أجزاء منه حتي الآن ويري بعض الدارسين أنه بني بواسطة الفرس وقام البيزنطيون بتحصينه وأطلق عليه العرب قصر الشمع وذكر المؤرخون أن الشمع يوقد عليه في رأس كل شهر عملا باتباع نظام الفلك الذي كان سائدا في العصر الروماني والبيزنطي.
واشتهرت مصر بإنتاج الشمع من خلايا النحل وفضله العرب عن غيره من الشمع وكثرت صناعته واستخداماته في العصر الفاطمي 969 - 1171م حكموا مصر لأكثر من قرنين.
وتركزت صناعته في الإسكندرية ودمياط والفسطاط واختلفت أحجام الشموع ما بين صغير يحمله طفل وكبير تزن الواحدة بضعة أرطال.
وفي عصر الفاطميين كانت توجد سوق لبيع الشموع أطلق عليها سوق الشماعين يباع فيها أنواع مختلفة من الشموع منها الشموع الموكبية الفانوسية والطوافات وكانت تفتح الحوانيت حتي منتصف الليل.
وذكر المقريزي أن الشموع كل ليلة كانت تباع في هذه السوق بمال جزيل.
وبالرغم من استخدام الكهرباء في الوقت الحاضر علي نطاق واسع في شتي المجالات إلا أن صناعة الشموع لاتزال باقية ولايزال الوهج مستيقظا.
*******************
* المراجع:
- الحرف والصناعات في مصر الإسلامية
د. السيد طه السيد أبوسديرة
- الفسطاط في ضوء نصوص برديات القرون الثلاثة الأولي للهجرة
ماركو نجيب رسالة ماجستير