جريدة وطنى 21/2008م السنة 50 العدد 24 عن خبر بعنوان [ فن الخزف والسجاد لفناني جراجوس]
فن الفخار والنسيج يلعب دورا مهما في حياة الإنسان...عاصره منذ أول يوم اكتشف فيه النار...وعرف كيف يشكل الطين ويحرقه...,يصنع منه أواني يطهو فيها طعامه ويحفظ شرابه...فالفخار والنسيج أول الصناعات التي عرفها الإنسان...كما أنها أول الفنون وأعرقها وألصقها بالإنسانية...والمتأمل للتشكيلات الخزفية وصناعة السجاد...يجد فيها مواطن الجمال الذي تشع منه مكنونات الحياة...من خلال العلاقة المباشرة بينه وبين الإنسان...تلك المعاني تطل علينا من مجموعة الخزفيات والسجاد لفناني وشباب جراجوس والتي تعرض حاليا بقاعة الفنون في مدرسة العائلة المقدسة بالفجالة تحت رعاية السيد فري دكركوف سفير كندا بمصر.
ضم هذا المعرض أعمال فناني قرية جراجوس إحدي قري الصعيد بمحافظة قنا...جاءوا بأعمالهم التلقائية التي يبلغ عددها حوالي300 قطعة فنية ليعرضوها في معرضهم السنوي لفناني جراجوس الذي يقام نهاية كل عام بالقاهرة.
ومجموعة الأعمال المعروضة للخزف نلمس فيها استلهام تراث الأجداد والطبيعة بلغة التشكيل المعاصر...تعكس حبهم وصدقهم من خلال العلاقة العضوية بين الطين وبينهم...ويظهر ذلك في سيطرة فناني قرية جراجوس علي وسائل تنفيذه بتشكيلات جمالية ممثلة في أشكال الطيور والحيوانات والنباتات...وأباريق وأوان فخارية بألوان مزججة أو مط أي بدون تلوين بقدر عال من الكفاءة.
كما نجد في المعرض المغارات لميلاد المسيح منفذة بدون لون في أحجام كبيرة ومتوسطة تسمي بسكويه وأيضا قطع نحتية للفلاح والفلاحة بخامة الطين المحروق...مستلهمين فنهم من البيئة,وهي منبع مهم من منابع الإبداع الشعبي.
ونفذت مجموعة الأعمال المعروضة للنسيج والسجاد من خامات متنوعة بتمكن وشكلت لكي توضع علي الحائط,وبها رسومات من البيئة المحيطة,حيث نلمس في المعروضات لمسة تلقائية,خاصة بفناني وشباب جراجوس.
وهذه المجموعة من الشباب الموهوبين تعيش في محراب فن جراجوس تجرب وتعيد التجربة في حب وعلم وتقنية عالية حتي تخرج إبداعاتهم إلي الناس منتقاة في مجاميع جمالية مبتكرة الأشكال والأحجام...منها المصمت ومنها المفرغ,حيث يعرضون أعمالهم الفخارية والخزفية والنسجية التي تميزت بلمسة وضاءة من اللون...وخاصة اللون الرمادي والفيروزي.
كما نحس بالقيمة الجمالية والتعبير المخلص بتنغيم السطح المرسوم الذي أضاف التأثيرات الباهرة في بعض البروزات الهندسية في التشكيل وجماليات درجات اللون التي تشع منها الأصالة والمعاصرة.
إن الطاقة الإبداعية عند هؤلاء الشباب هي القوي الدافعة لهم للتعبير بخامة الطين والخيوط وهي وسيلتهم التي تمكنهم من تجسيد أحلامهم وخيالهم الإبداعي في تلك المجاميع من الأكواب والغازات وغيرها من القطع الخزفية والفخارية والنسجية.
تحية لهؤلاء الفنانين التلقائيين علي هذا المعرض وما يحتويه من فنون لها المذاق الخاص ببلدة جراجوس...والمعرض فرصة للاقتناء من تلك المجموعات التي تعكس لمسة من الجمال وعراقة الفن القديم بين أثاث البيت العصري,مما يسمو بالذوق المصري بين الأجيال الصغيرة.