Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

هل كتب مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث مذكراته؟

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
قانون انتخاب البابا
منــاحة عظيمة
ماذا قالوا عن البابا
الفنانون يعبرون عن حونهم
من داخل الكاتدرائية
مدفن البابا بدير الأنبا بيشوى
وفود لحضور جنازة البابا
جناز البابا شنودة الثالث
مليونية فى وداع البابا شنودة
مسقط رأس البابا شنودة
جثمان البابا فى الطائرة
وصية البابا لشعبه
كلمة الأنبا باخوميوس بالجناز
بعد الجناز
مذكرات البابا شنودة
شارع بإسم البابا شنودة بأمريكا
الأنبا باخوميوس قائم مقام

 

أوردت جريدة اليوم السابع خبرا عن مذكرات البابا شنودة مع أنه لمعلومات القارئ أن  قلاية البابا شنودة لم يتم فتحها الى الان والبابا الجديد هو الوحيد الذى يحق له ذلك وعلى هذا تكون معلومات اليوم السابع معلومات مفبركة ولكن توجد بها بعض المعلومات التى أوردتها الجريدة  التى تهم المؤرخين ولا تتوفر مع كثيريين وقد أوردنا مقالة اليوم السابع هنا رغم شكنا فى عدم صحة كونها مذكرات كتبت بخط امثلث الرحمات لبابا شنودة الثالث !!!

*************************
اليوم السابع 18/7/2012م كتب - جمال جرجس المزاحم
تنفرد «اليوم السابع» بكشف تفاصيل هامة فى مذكرات البابا شنودة، التى تم العثور عليها فى قلايته الخاصة بعنوان و«مذكرات بطريرك» ويعكف الأنبا يؤانس سكرتيره الشخصى على إعدادها للنشر خلال عام، تلك المذكرات التى تعتبر شهادة فريدة لأحد كبار صناع التاريخ المصرى الحديث، وينتظرها الملايين فى مصر والعالم لما تتضمنه من أسرار وتفاصيل لأخطر الأزمات والمواقف التى مرت بها البلاد خلال الخمسين عاما الأخيرة. بالتأكيد ستفتح شهادة البابا العديد من الملفات الخطرة بدءاً من الفتنة الطائفية إلى وضع الأقباط فى الحياة السياسية وانتهاء بمواقف الرؤساء الثلاثة عبدالناصر والسادات ومبارك وبعدهم المجلس العسكرى من قضايا الأقباط ولحظات التفاهم والصدام.
نقطة البداية للكشف عن مذكرات البابا شنودة عندما أصدر الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريرك فى يونيو الماضى قرارا بفك تشميع «قلاية» ومكتب قلاية البابا شنودة بالمقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية فى العباسية والذى قرر المجمع المقدس إغلاقه بعد وفاة البابا يوم 11 مارس الماضى.
القرار أثار غضب أعضاء المجمع المقدس خاصة أنه شمل فك تشميع الغرف والممرات المؤدية إلى مكتب البابا وخزينته السرية التى تضم مقتنياته وشهاداته ومتعلقاته الشخصية ومذكراته التى رفض الجميع الإفصاح عن محتواها وأرجعوا سبب غضبهم إلى طقوس الكنيسة التى لا تسمح بفتح قلاية البابا الراحل إلا بواسطة لجنة يرأسها البطريرك الجديد.
قرار فتح قلاية البابا جاء بعد اجتماع القائم مقام مع 8 أساقفة برئاسة الأنبا يؤانس والأنبا أرميا سكرتيرى البابا الراحل انتهى بالاتفاق على فتحها بواسطة الأنبا باخوميوس ويؤانس وأرميا الذين فتحوا مكتب البابا وغرفته الخاصة وجلسوا بها 4 ساعات كاملة حصروا خلالها مقتنياته لكن المفاجأة كانت فى حصولهم على جزء من مذكرات قداسة البابا الراحل التى حملت عنوان «مذكرات بطريرك» والتى بدأ كتابتها فى فبراير 2003 أثناء وجوده بدير الأنبا بيشوى وهو المقر الدائم للبابا منذ توليه الكرسى البابوى فى 1971 والذى قضى فيه أربع سنوات هى فترة تحديد إقامته بعد قرار السادات بعزله فى أحداث سبتمبر 1981
وعلمت «اليوم السابع» أن البابا كان يحتفظ بخزانة فى المقر البابوى تضم أسرار الكنيسة وأوراقا بخط يده و7 صلبان من الذهب المرصع بالماس وصورا لأسرته وأخرى لطفولته وثالثة له بدون القلنسوة التى توضع فوق رأس الراهب وإحدى هذه الصور تظهر البابا شنودة أصلع الرأس كما حوت الخزينة بطاقة الرقم القومى للبابا وتحمل رقم «2230803002551» وغيرها من المتعلقات والأوراق والمذكرات الخاصة التى حصل عليها الأنبا يؤانس لنشرها بعد سنة من تولى البطريرك الجديد.
واطلعت «اليوم السابع» على أجزاء من مذكرات البابا شنودة، وعلمت أن البابا بدأ مذكراته بأول كتاب فى حياته وهو «ليلة الزفاف» عندما كان علمانيا ولم يدخل سلك الرهبنة، كما تناول فى مذكراته كيف كان يضع مؤلفاته وكتبه ولماذا لم يحضر صلوات القداسات باستثناء قداسى عيدى الميلاد والقيامة وهو ما كان يثير تساؤلات بين أساقفة المجمع المقدس.
وكشف مصدر كنسى أن قلاية البابا بالمقر البابوى عبارة عن جناحين الأول على الجانب الأيمن وبه غرفة نوم وصالون وحمام ومطبخ وكان يدخله فريق السكرتارية والجناح الثانى من القلاية خاو من صور القديسين ويضم مكتبة تضم أكثر من 4 آلاف من الكتب المسيحية والإسلامية والفقهية والفلسفية إضافة إلى مكتب أثرى اعتاد البابا أن يكتب عليه مقالاته ومؤلفاته، وكشف المصدر عن رفض البابا الحصول على 4 جنسيات فخرية «أمريكية وأسترالية وإنجليزية وكندية».
علاقة البابا شنودة برؤساء مصر تحتل حيزا كبيرا من مذكراته، جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسنى مبارك، فقد كان البابا شاهدا على العلاقة الطيبة التى كانت تجمع بين البابا كيرلس الذى كان يجلس على كرسى البطريركية خلال عقد الستينيات وبين عبدالناصر وكان البابا شنودة فى ذلك الوقت يعمل مديرا للكلية الإكليركية ورغم عدم وجود علاقة مباشرة بين عبدالناصر والبابا شنودة إلا أن البابا يؤكد على امتنانه للزعيم ناصر بعد تصريحه ببناء الكاتدرائية الكبرى وحضوره حفل وضع الأساس فيها وافتتاحها.
وتفرد المذكرات صفحات عديدة لعلاقة البابا مع الرئيس السادات وكيف انتقلت من الاقتراب الشديد إلى الخلاف الذى لا رجعة فيه، ويورد البابا تفاصيل عمله مع الرئيس السادات فى جريدة الجمهورية قبل أن يتولى الرئاسة وقبل أن يدخل سلك الكهنوت والرهبنة وكيف شهدت العلاقة بين الرجلين مودة كبيرة، قبل أن ينتقل إلى موقف السادات حينما طلب من البابا إرسال وفود مسيحية لزيارة القدس فى إطار جهود السادات لتفعيل معاهدة كامب ديفيد والتطبيع مع إسرائيل، ولكن البابا رفض إرسال أى وفود إلى بيت المقدس إلا إذا تم السماح لمسلمى الأمة العربية بدخول الأقصى وإقامة الدولة الفلسطينية بحيث يكون دخول القدس بتأشيرة عربية، وكان من نتيجة هذا الرفض هجوم عنيف من السادات ترافق بتهديدات صريحة انتهت بقرار عزل البابا من منصبه.
تتضمن المذكرات الرواية من طرف البابا شنودة الذى يؤكد ابتعاد الكنيسة عن افتعال أى صدام مع الدولة المصرية أو الرئيس السادات، مشيرا إلى أن أحداث الخانكة عام 1972 والتى شهدت بداية ما عرف بالفتنة الطائفية بين المسيحيين والمسلمين لم تلق العلاج المناسب من قبل الدولة المصرية أو الرئيس وتم تحميل الأزمة بجانب سياسى تمثل فى توجيه اتهامات متتابعة ومتصاعدة للأقباط وكيف مال السادات فى تفسيره لشكاوى القيادات الروحية للكنيسة من خطورة الفتنة الطائفية آنذاك بالمنهج التآمرى وكيف انتهز السادات فرصة احتفالات 15 مايو، وألقى خطابا فى مجلس الشعب ذكر فيه أن لديه معلومات عن المطامع السياسية للبابا الذى يريد أن يكون زعيما للأقباط فى مصر ولا يكتفى برئاسته الدينية لهم، وأن البابا وفقا للتقارير التى لدى السادات يعمل من أجل إنشاء دولة للأقباط فى صعيد مصر تكون عاصمتها أسيوط.
ويفند البابا فى مذكراته ما ذكره السادات بخفة ظله المعهودة مشيراً إلى رفض الكنيسة إقامة ما أعلنه السادات بدولة الأقباط فى أسيوط لأن وجود المسيحى جنب المسلم فى كل مدن وقرى وكفور مصر أكثر أمانا للمسيحيين من دولة تضمهم جميعا، ففى الحالة الثانية يكون العدوان عليهم وتصفيتهم أسهل من عيشتهم جنبا إلى جنب مع أشقائهم المسلمين، ويرد البابا غضب السادات الذى تصاعد وصولا إلى قرارات سبتمبر 1981 بإلغاء القرار الجمهورى بالموافقة على انتخابه بطريركا بأن بداية الخلاف مع الرئيس السادات كانت مع توجه السادات إلى تدشين دولة العلم والإيمان وترجمة ذلك على الأرض بقوانين بعيدة عن الروح الوطنية المصرية ومنها قانون الردة الذى أثار غضب الآباء الكهنة وأعضاء المجمع المقدس، وكيف أعلن أعضاء المجمع المقدس عن استعدادهم لأن يدخلوا عصر استشهاد جديد من أجل الدين والثبات فيه إذا تم تمرير «قانون الردة».
ويورد البابا شنودة بحزن شديد البند الثامن من خطاب السادات فى سبتمبر 1981 والذى تضمن قرار عزله وتعيين لجنة خماسية لإدارة الكنيسة تتكون من الأنبا ماكسيموس أسقف القليوبية والأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة وكنائس المهجر، والأنبا أجريجريوس أسقف البحث العلمى والدراسات القبطية العليا، ومدير المعهد العالى للدراسات القبطية، والأنبا إسناسيوس أسقف بنى سويف، والأنبا يؤانس أسقف الغربية، ويبدى البابا الراحل حزنه من توضيح السادات بعد خطابه النارى أكثر من حزنه لقرار السادات بالعزل وتحديد الإقامة فى الدير، ويورد البابا كلام السادات بنصه: «القرار خلص ولكن أحب أن أوضحه لقد أجريت هذا بعد أن استشرت المخلصين للبلاد والكنيسة، وعلى هؤلاء الأساقفة سرعة معالجة الشعور القبطى فى الداخل والخارج، وكسر روح التعصب، وبث روح المحبة والسلام، وعلى هذه اللجنة أن تتقدم للدولة بكل الاقتراحات المناسبة لإعادة الكنيسة إلى وضعها التقليدى الأصيل، كنسيج حى فى جسم الدولة، وترشيد روح المحبة والحكمة والوداعة والصبر تجاه جميع الطوائف، والتى كانت فيه رائدة لكل كنائس العالم».
ويتساءل البابا عن الأسباب المؤدية للتعصب وإثارة الخلاف مع الدولة هل هى عزل رأس الكنيسة وتشكيل لجنة لا تتمتع بالشرعية والصلاحية الروحية والقانونية لإدارة الكنيسة، أم الحفاظ على مقام البابا المختار برغبة إلهية وانتخاب من الأراخنة والشعب القبطى، هل التعصب نتيجة إثارة المسلمين على أشقائهم المسيحيين وتحويل الدولة المصرية إلى دولة مؤمنة فى الظاهر هربا من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية أم نتيجة المزاعم بأن المسيحيين يريدون دولة مستقلة؟
ويبدى البابا حزنه أيضاً من التصفيق الحاد الذى لقيه قرار السادات بعزله من منصبه بمن فى ذلك النواب الأقباط الذين بحثوا عن إرضاء الحاكم أو آثروا السلامة وخافوا من معارضته، رغم أنه لا يملك هذا العزل لاعتبارات عديدة فى مقدمتها أن اختيار البابا إلهى وسلطته لا تسقط بقرار بشرى.
كما يتناول البابا شنودة فى مذكراته علاقته مع الرئيس السابق حسنى مبارك والتى شهدت توترا فى بداية تولى مبارك للحكم نظرا لسير الرئيس السابق على نهج السادات وتجاهله موضوع عزله وإبعاده طوال أربع سنوات بعد وفاة السادات رغم إفراجه عن جميع المعارضين بمن فيهم مرشد جماعة الإخوان المسلمين بعد أقل من شهرين من توليه المسؤولية.
ويستعرض البابا تغييب الأقباط عن المواقع السياسية المهمة وعدم إصدار عقوبات رادعة على المتسببين فى الفتن الطائفية فى عهد مبارك وكيف حرصت الكنيسة على اتباع سياسة المطالبة الهادئة طوال سنوات الثمانينيات والتسعينيات التى شهدت ذروة التطرف الإسلامى، إلا أن نبرة البابا تزداد غضبا مع استعراضه الأحداث الحزينة التى مرت بالكنيسة والشهداء الذين سقطوا من أبنائها فى أحداث التطرف والعدوان أو نتيجة موجات الأسلمة وخصوصا أسلمة الفتيات القاصرات وافتعال الأزمات مثل أزمة وفاء قسطنطين، ويؤرخ البابا لأحداث الكشح وكنيسة القديسين وكنيسة العمرانية، إلا أن أصعب اللحظات التى يسجلها البابا شنودة بكلمات باكية كانت عن عودة عصر الاستشهاد بعد أحداث الكشح بما تحمله من اضطهاد للأقباط مشيرا إلى أن الكنيسة قد اتخذت موقفا وطنيا برفض التدخل الخارجى فى الشؤون الوطنية مهما كانت الآلام والمعاناة والعمل على مواجهة المعاناة بالصبر والثبات والتحمل وإبداء الغضب فى موقعه.
ويورد البابا فى جانب من مذكراته تلك الحوارات التى كانت تدور بشكل مستمر بين البابا وكبار الكهنة تارة ومع عدد من الشخصيات العامة والسياسيين تارة أخرى، حول دور الأقباط فى السياسة، وكيف كان البابا يشجع المواطنين الأقباط على الانخراط فى الأحزاب السياسية والترشح فى الانتخابات العامة، مشيراً إلى أن المناخ العام لم يكن يسمح بالانتخاب على أساس وطنى صرف وكانت تتدخل فيه النزعات والنعرات الطائفية وهو ما كان يدفع الأقباط إلى العزوف عن المشاركة، ويصور البابا كيف كان يشعر فى أحيان كثيرة أن يده مغلولة ولا يستطيع التصرف بشأن غياب الأقباط عن الساحة السياسية، إلا أنه فى بعض المواقف التى يوردها يخرج عن نبرته الدبلوماسية ويعبر بغضب عن دور الإخوان فى زرع التوجه الطائفى فى الممارسة السياسية.
كما يتهم البابا شنودة فى جانب من المذكرات أجهزة الأمن بأنها أدارت بعض الملفات ذات الطابع الفضائحى لإثارة الناس أو لإلهائهم عن مشاكل وقضايا سياسية واحتياجات اقتصادية ملحة ويستشهد فى ذلك بالتركيز على أخطاء الرهبان والقسس المشلوحين وعدم توضيح أنهم مشلوحون من الكنيسة لأخطائهم، وهو ما قد يختلط على بعض البسطاء ويعتبرونها ممارسات داخل الكنيسة ومنها القضية التى نشرتها صحيفة «النبأ» والتى ذاعت فى وقتها عن فضائح أخلاقية لأحد الرهبان المشلوحين.
وتتضمن المذكرات أيضاً تفاصيل سوء التفاهم الشهير بين البابا والشيخ الشعراوى، بعد تفسير الشيخ الشعراوى للآيات الخاصة بصلب المسيح فى القرآن الكريم، وهى محور خلاف عقائدى معروف بين المسلمين والمسيحيين الأمر الذى دفع كثيراً من الأقباط إلى اعتبار التفسير هجوما على العقيدة المسيحية، ولجأوا إلى البابا بالشكوى والبحث عن رد يحفظ عليهم إيمانهم، وهنا يتناول البابا شنودة علاقته بالشيخ الشعراوى من الجانب الإنسانى وكيف أوصى الكهنة والآباء فى الكنيسة المصرية بلندن بزيارة الشيخ الشعراوى باستمرار أثناء إجرائه عملية جراحية هناك.
وتتناول المذكرات لقاء الرجلين بالتفصيل، كيف قدم الشيخ الشعراوى إلى البابا هدية عبارة عن عباءة سوداء وعلق البابا وهو يتسلمها قائلاً: نحن نريد للمجتمع كله أن يعيش تحت عباءة واحدة، وقال الشيخ وهو يصافح البابا: «أسأل الله أن يجعل هذا اللقاء معكم بداية خير لدينه ورسالاته، وأن نتمكن معا من أن نلفت الناس إلى منهج السماء فيجعلوه مطبقاً فى منهج الأرض».. فيما رد البابا: «نصلى جميعاً ليحفظ الله بلدنا وشعبنا ووحدتنا وصفاء قلوبنا» كما يتناول البابا وفاة الشيخ الشعراوى وذهابه للعزاء برفقة وفد من كبار الكهنة، ودون عبارته التى سجلتها الصحف آنذاك «لقد خسرنا شخصية نادرة فى إخلاصها ونقائها وفهمها لجوهر الإيمان».
ومن جانبها أكدت الدكتورة نبيلة ميخائيل، أول أمراة يتم اختيارها عضواً بالمجلس الملى، المعلومات التى توصلت إليها «اليوم السابع» حول مذكرات البابا، مشيرة إلى أن البابا شنودة كان يفكر فى كتابة مذكراته منذ سنوات وكان يرصد لها جانبا مهما من وقته.
وأوضحت نبيلة أن البابا كان من الضرورى أن يتناول فى مذكراته الفتن الطائفية خلال حكم السادات، بالوقائع والتفاصيل إلى جانب بعض شهادات أطراف شاركت فى صنع هذه الأحداث مثل محمد حسنين هيكل وموسى صبرى وغالى شكرى وشهادات أطراف من داخل الكنيسة ومذكرات الأب متى المسكين نفسه، وأضافت أن البابا كتب عن ظروف رسامته بطريرك وعلاقته بممدوح سالم وبداية تولى السادات الحكم فى أكتوبر 1970، ووفاة البابا كيرلس السادس يوم 9 مارس 1971، وكيف رفض منحه 4 جنسيات فخرية أمريكية واسترالية وإنجليزية وكندية حتي لا تشوب جنسيته المصرية أية شائبة وحتى تظل الكنيسة الأرثوذكيسة مصرية بعيداً عن شبهة التبعية للخارج.
وأشارت الدكتور نبيلة إلى أن البابا تحدث عن أحداث الخانكة وكشف فيها عن الكثير من الأمور المسكوت عنها ومنها أنه لم يصدر تعليمات للرهبان بتنظيم مسيرات كما ردد البعض مؤكدة أن 1972 هو العام الأكثر حساسية فى المذكرات باعتباره شهد مولد الصدام بين البابا والسادات كما أجرى البابا فى هذا العام بعض التعديلات حتى يستطيع الانتقال بالكنيسة إلى الساحة الإقليمية والدولية دون معارضة، لذا أبعد الأنبا جرجوريوس، أسقف البحث العلمى، وجعل له مكتبا صغيراً فى الكاتدرائية.
وكشفت نبيلة أن البابا تناول فى مذكراته الجماعات الإسلامية والاحتقان الطائفى وكيف أن حرب أكتوبر كان لها أثر كبير فى الحد من هذا الاحتقان، إلا أنه ما لبث أن تصاعد مع بداية 1975 عندما أعلن السادات فى احتفال الذكرى الأولى لافتتاح قناة السويس بعد حرب أكتوبر 1973 أن تعداد الأقباط هو مليونان و330 ألفا وفق الإحصاءات الرسمية بالدولة وهذا كان بمثابة صدمة لأعضاء المجمع القدس والكهنة لأنه يتناقض مع الأرقام التى حصرتها الكنيسة فى جميع إبراشياتها وتشير إلى أن تعداد الأقباط 7 ملايين نسمة بنسبة %12 تقريبا من إجمالى الشعب وهذا الإعلان المغلوط زاد من حالة الاحتقان.
لافتة إلى أن المذكرات تروى كيف كان البابا يذهب إلى الدير فى كل أزمة طائفية للاعتكاف ويكتب تفاصيل هذه الأزمات، كما كشف البابا عن محاولة قتله 3 مرات واختطافه.
وقالت نبيلة إن البابا شنودة توقف نهائيا عن الكتابة فى مايو 2011 معلنا الانتهاء من مذكراته ومؤكداً أنه لن يكتب مرة أخرى وأوصى قبل رحيله بعدم نشر المذكرات إلا بعد عام من اختيار البطريرك الجديد.

This site was last updated 11/05/12