جريدة الدستور تاريخ العدد الجمعة - العدد 499 - الإصدار الثانى السنة الثانية - 31 من أكتوبر 2008  عن خبر بعنوان [ البابا شنودة في عظة الأربعاء: الوضع الجنائي لأزمة دير أبوفانا لم ينته بعد.. والله يبحث عن الخطاة  ] شريف الدواخلي وهاني سمير
شهدت الكاتدرائية المرقسية أمس الأول - الأربعاء - حضوراً مكثفاً من مئات الأقباط للعظة الأسبوعية التي يلقيها البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وتعالت الزغاريد والتصفيق لأكثر من خمس مرات بمجرد أن بدأ البابا حديثه، « فرد » الله يسلمكم جميعاً، ثم توالت الزغاريد والتصفيق الحاد من الحضور، فقال للحضور « مش هاتخلص الحكاية ديه ولا إيه.. طيب، فقال كل زغرودة وأنتم طيبين».
بعدها شكر حضور الآباء الكهنة للعظة حيث حضر منهم 95 من شبرا الخيمة وحدها، مضيفاً أن الأنبا مرقص بدأ عمله بـ 24 من الآباء الكهنة ووصلوا 95 الآن، ثم بدأ البابا في تلقي أسئلة الحاضرين وكان أولها:
« أرجو أن تصلي من أجل شفائي لأن عندي كهرباء زيادة في المخ »... هكذا سأله أحد الحضور.. فتساءل البابا « الكهرباء ديه تطلع إيه »، ورد عليه ضاحكاً، «كويس إن لسه عندك مخ.

رأى البابا عن اللاهوت والناسوت وأخذ أرواح الأبرار ورد علي سؤال آخر بشأن ما ذكر في القداس الإلهي أن لاهوت المسيح لم يفارق ناسوته طرفة عين، وعند موت السيد المسيح بالجسد، فمن الذي نزل للأرض لأخذ أرواح الأبرار؟! قال البابا: إن الناسوت موجود في القبر لم يكن هو من نزل لأخذ أرواح القبر، الروح الخاصة بالناسوت وهي متحدة باللاهوت نزلت إلي القبر، جسده وهو متحد باللاهوت بقي في القبر إلي يوم القيامة.
وأجاب عن سؤال آخر « هل الغضب خطيئة » بأنه أصدر كتابًا عن الغضب نصح السائل بقراءته، مؤكداً أن هناك غضبًا مقدسًا وآخر خطيئة، وعموماً النرفزة خطأ، لأن ممكن أن يغضب الشخص وهو محتفظ برصانته وهدوئه دون نرفزة.
وأوضح أن الآية التي تقول « غضب الإنسان لا يصبح بر الله، بسبب أن هذا الغضب يكون لأسباب غير روحية وبطريقة غير روحية». سؤال آخر ما هو الفرق بين البساطة والتدقيق والتهاون « رد عليه بأن البساطة يمكن أن تكون حكيمة، وتعني عدم التعقيد».
وحول انتهاء أزمة دير أبو فانا، قال شنودة: انتهي الوضع الخاص بالأراضي بالروح الطيبة لمحافظ المنيا، والوضع الجنائي لم ينته بعد، وهذا مجاله القضاء. سؤال آخر عن هل يعتبر الاستحلام « الاحتلام » خطيئة أم لا؟!، فرد عليه بالقول لو كان الاحتلام هو مواد زائدة في الجسم خرجت دون شهوة وأفكار وأحلام سيئة، يكون ليس خطيئة، أما لو ارتبط بأحلام غير نقية يعتبر خطيئة، وغالبًا تكون نتيجة أخطاء سابقة وأشياء مرسبة في العقل الباطن تظهر علي هيئة أحلام.
وردًا علي سؤال حول « مفهوم نجم يمتاز عن نجم في السماء، هل سيكون الشهداء قريبين من رب المجد بعد ذلك قال إن السواح والمتعبدين والقديسين، بأنه لا يمكن أن نقسمهم هذا التقسيم، بل حسب مدي نقاوة القلب، ومدي محبة الإنسان لله وللناس من جهة أخري، لأن مثلاً الآباء الكبار» إبراهيم وإسحاق ويعقوب، لم يكونوا شهداء ولا سواحًا ولا متوحدين ولكن لهم مكانة كبيرة عند الرب.
ثم انتقل البابا إلي المحاضرة الأسبوعية وكان موضوع التأمل الآية التي تقول « توبني يارب فأتوب » فعلي الإنسان ألا ييأس واللَّـه يبحث عن خلاص الخطاة الذين يقدرون والذين لا يقدرون، فهو يشفق عليك ويمنحــك التوبــة ويقويــك، والذي يقول إنه تاب ثم يرجع إلي الخطية ثم يتوب ثم يرجع، هذا لم يتب بعد فليست هذه توبة إنما محاولات للتوبة، أما التائب الحقيقي فهو إنسان قد تغيرت حياته وقد ترك الخطية إلي غير رجعة