Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

العلاقة القديمة بين رهبان دير سانت كاترين والبدو

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس  بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
المقالة الأولى للأنبا غريغوريوس
المقالة الثانية للأنبا غريغوريوس
رهبان سانت كاترين والبدو
المقالة الثالثة للأنبا غريغوريوس
المقالة الرابعة للأنبا غريغوريوس
دير سانت كاترين والمعارض الدولية
كتاب عن سانتت كاترين
السيول ودير سانت كاترين
جامع الحاكم بأمر الله
سانت كاترين في العصور الإسلامية
الدير والسماحة
Untitled 2744
Untitled 2745

Hit Counter

 

 

المصرى اليوم تاريخ العدد الثلاثاء ٨ يوليو ٢٠٠٨ عدد ١٤٨٦  عن خبر بعنوان [ سانت كاترين: رهبان وبدو.. وما دونهما أجنبي أو «مصري» ] تحقيق شيماء عبدالهادي

دير سانت كاترين
بين تعاريج جبال جنوب سيناء يسكن بدو سانت كاترين تتنازعهم محاولة التشبث بتفاصيلهم الخاصة في مواجهة مظاهر الحداثة التي بدأت تتسلل إلي حياتهم من خلال ما تبثه أطباق «الدش» الملاصقة لمنازلهم.
وفي الوقت الذي ينظرون فيه إلي كل قادم من القاهرة علي أنه أجنبي يسمونه «مصري» ويتعاملون معه بحذر بالغ، مواطنو سانت كاترين هم البدو والرهبان، وما دون ذلك أجانب، القادمون من المحافظات «مصريون»، والسياح الأجانب.
تجدهم يختصون الأفواج اليونانية بمعاملة خاصة ترجع إلي ارتباطهم التاريخي بالدير الذي يخضع بدوره إلي إدارة رهبان يونانيين، ويعتبرونه مورد رزقهم فمن حوله تقوم منظومة تجارية تدر دخلاً علي كل منهم يتعدي ٢٠٠٠ جنيه في الشهر، فضلاً عن تلك الرواتب التي يتكفل الدير بدفعها لكثير منهم وتحمله لنفقات العلاج حتي وإن استدعت السفر إلي خارج مصر.
يعتبر البدو أيضاً أنهم مسؤولون عن حماية الدير ويعطونه الحق في تلك التوسعات التي قام بها مؤخراً وأحاطها بسياج حديدي ورفع فوقها العلم اليوناني، وهو ما أثار قلق البعض ووصفه بالتوسعات غير القانونية، رغم نفي رئيس الدير.
إغلاق «المسجد الفاطمي».. ودلائل علي محاولة الرهبان اليونانيين التخلص من «عيون موسي»
تري هل كانت كاترين تلك الفتاة التي آمنت بالدين المسيحي ودفعت حياتها ثمنا لإيمانها تعلم أن كل هؤلاء الناس علي اختلاف دياناتهم وجنسياتهم سيأتون لزيارتها حيث دفنت؟!، سؤال تبادر إلي أذهاننا، ونحن نقف وسط الزحام الذي كاد يأكل الأرصفة أمام نقطة تفتيش دير سانت كاترين في انتظار تصريح الدخول.
كانت الساعة تدق العاشرة صباحا والزحام يتحرك ببطء حين قررنا اختراق الصفوف واللحاق بزيارة الدير قبل أن يغلق أبوابه في الثانية عشرة ظهرا، عند البوابة الأمنية أوقفنا الضابط للتفتيش والسؤال عن تصريح الدخول، بينما يفسح آخر الطريق لمرور أتوبيس سياحي دون أي تفتيش، وردا علي دهشة ارتسمت فوق وجوهنا قال أحد المرشدين السياحيين: دا أصله فوج يوناني.. فتساءلنا بدهشة أكبر: وماذا يعني كونه يونانياً؟!، قال ـ وهو يشير إلي علم دولة اليونان يرفرف فوق أحد أسوار الدير ـ اليونانيون فقط من لهم الحق في دخول الدير في أي وقت ودون أي تصاريح. لأن الرهبان الذين يديرونه يونانيون ولا يتحدثون إلا اليونانية.
عند مدخل الدير تقف جميع النساء علي اختلاف دياناتهن لتغطية رؤوسهن قبل الزيارة التي تبدأ بالكنيسة الكبري، أقدم الكنائس المسيحية في العالم.
كان طريقنا بعد ذلك إلي الدور الثاني، حيث المسجد الفاطمي عندما أوقفنا أحد العمال، مشيرا إلي أن المسجد مغلق منذ فترة طويلة بأمر من الرهبان اليونانيين، ولا أحد يعلم السبب، وبعد إلحاح تركنا نصعد لرؤيته، ومن شرفته نصف المغلقة والتراب الذي يكسو أرضيته كان واضحا أنه لم يدخله أحد منذ زمن.
في طريق الخروج قال لنا أحمد رجائي عطية، صاحب مدارس خاصة: هناك العديد من الأمور الغريبة التي تحدث هنا، ليس فقط غلق المسجد، ولكن أيضا التوسعات التي يقوم بها الدير، فبرغم أن منطقة كاترين محمية مصرية، لا يجوز البناء فيها، إلا أن دير سانت كاترين قام باحتلال مناطق شاسعة بدعوي العبادة، وصلت في منطقة وادي الطرفة إلي مساحة ما يقرب من ٣٠٠ فدان بإقامة مبني صغير يقيم فيه حوالي ثلاثة أفراد فقط ونفس الشيء في وادي التلعة ووادي المقدس طوي الذي تبدل اسمه بوادي الأربعين نسبة إلي أربعين قتيلا من الرومان، ووادي جباليا ووادي شريح ومنطقة النبي صالح بوادي فيران. والتوسعات تبدأ عادة ببناء سور علي ارتفاع نصف متر يعلو عاما بعد عام ليصل إلي ارتفاع ٥ أمتار ونصف المتر.
يتدخل مختار الفأر، الذي أمضي تسع سنوات كاملة في سانت كاترين قائلا: أعتقد أن هناك محاولة لطمس أثر تاريخي هو عيون موسي الاثنتا عشرة. والتي توجد بوادي طوي والتي شقها موسي بعصاه في الجانب الأيمن من مدخل الوادي.. ولكن اختفت هذه العيون تحت بناء سور لأحد هذه الأديرة، وحل بدلا منها حجر كبير علي اليسار به فتحات يدرك من يراها أنها حديثة ولا علاقة لها بعيون موسي التي رأيناها قبل نصر أكتوبر ٧٣.
تلك الشواهد التي رأيناها وخلقت العديد من علامات الاستفهام كان لابد لها من إجابة، إلا أن القائمين علي إدارة المحمية رفضوا في إصرار بالغ التحدث معنا ولو عن توثيق بعض البيانات المتاحة للجميع كتلك الخاصة بمساحة المحمية وعدد سكانها، وكان تشبثهم الغريب بضرورة وجود تصريح للحديث وإلا أسقط المسؤولون غضبهم عليهم.
وردا علي الاتهامات التي أثارها شهود العيان يقول الأنبا دمياموس، مطران سيناء ورئيس دير سانت كاترين، الذي ترجم حديثه توني كازوميا: «تمتد مساحة الدير من مقام النبي هارون عند وادي الراحة وحتي الدير عند جبل موسي، وكلها مكان أثري لا يستطيع أحد أن يبني عليه شيئاً، فهي تحتاج تصريحات من الأمن والقوات المسلحة، وبالرغم من هذا نحن سمحنا للبدو بأن يكون لهم مكان ومحال بالداخل . ويوم ما نعمل توسعات كيف تكون علي حساب جبل موسي؟!».
يتابع رئيس دير سانت كاترين: «لا يوجد سور حول الدير إلا سوره الأثري الذي هدمه نابليون بونابرت ظنا أنه حصن حربي، ثم أعاد بناءه عندما علم أنه مكان ديني وأثري. والسور السلك يحيط بحديقة الدير.. ولو حد شايف إن إحنا غلطانين يتجه للقضاء».
ويستطرد قائلا: «العلم اليوناني لا يرفع وحده، ولا يرفع إلا في الأعياد ومعه العلم المصري والعلم الخاص بالدير. وبالنسبة للمسجد، فالمعروف أن بالدير أماكن لا يجوز زيارتها بغير إذن مثل غرف الرهبان والمسجد والمكتبة ومن يرد الزيارة يأخذ إذناً».
ونفي الأنبا أي صلة للدير بعيون موسي وألقي بمسؤوليتها علي الحكومة المصرية قائلا: «عيون موسي موجودة في الطور وليست مسؤولية الدير. والمعروف أنها كانت ١٢ عيناً، إلا أن الحكومة أغلقت ٥ منها لإنشاء طريق. وما يوجد في مسؤوليتنا بئر موسي وتوجد بجوار الكنيسة».
مسؤولة البيت البدوي:
سليمة جبلي.. المرأة التي تحدَّت البدو لأنها تعلمت وتزوجت «مصري»
«المواجهة دائما ما تكون صعبة في البداية، لكنها سرعان ما تنتهي لصالحك، مادمت قادراً علي الإقناع ومستعداً لتحمل نتائج اختياراتك».. قالتها لنا سليمة جبلي عواد، ٣٤ عاما، المسؤولة عن مشروع البيت البدوي، وهي تروي قصة تمردها علي العادات البدوية، التي رأت أنها تقف حائلا أمام تحقيق أحلامها.
تعد «سليمة» البدوية الوحيدة في سانت كاترين التي حصلت علي شهادة الثانوية العامة، وخرجت إلي العمل دون أن تخفي وجهها، بل الأكثر من ذلك أنها تزوجت قاهرياً أو «مصري» كما تطلق عليه، بعد أن تعرفت عليه في ندوة دينية وأعجبت به لدرجة جعلتها تتحدي قبيلتها كلها وتتزوجه لتتحمل معه الكثير حتي صار أهلها هم من يسعون للتعرف عليه.
قالت لنا بعد أن فرغت من إرسال رسالة بالبريد الإلكتروني من جهاز «اللاب توب» الخاص بها: والدي كان مزارعاً بسيطاً، لكنه تحدي الجميع وأدخلني المدرسة، كان يعلم أن حلمي دراسة الحقوق فأرسلني إلي نويبع للحصول علي الثانوية العامة، إلا أنه مات وتركني بمفردي في مواجهة كل أفراد قبيلتي، وكان علي أن أختار بين تعليمي الجامعي والبقاء بين أهلي، ورغما عني رضخت لهم، ولكن الإصرار ظل داخلي بأن أستفيد مما تعلمته، حتي حانت الفرصة عام ١٩٩٧ عندما بدأ الاتحاد الأوروبي في دعم وتنفيذ مشروع الحفاظ علي التراث البدوي وتوفير دخل للمرأة البدوية بطريقة تتناسب مع ثقافتها ولا تخل بالعادات والتقاليد.
تتابع: بدأت كسكرتيرة في المشروع إلي أن عادت زميلتي، وكانت تدير المشروع، إلي القاهرة بعد أن جاءت لها منحة بالخارج. بعدها جاء مستشار لزيادة الدخل في القري الصغيرة وبعد فترة رشحني لإدارة المشروع. وشعرت بأن أحلامي بدأت تتحقق وبأنني أستفيد مما تعلمته في تطوير مجتمعي. ساعدني علي ذلك وجود رغبة حقيقية لدي المجتمع البدوي نفسه. بدأ المشروع بخمس سيدات فقط ممن يجدن المشغولات اليدوية ولديهن رغبة في القيام بالأعمال التطوعية ومساعدة الغير، ثم بدأ العدد في تزايد عاما بعد الآخر إلي أن وصلنا ٣٥٠ سيدة.
تتذكر «سليمة» أول معرض قائلة: «في عام ١٩٩٨ أقمنا معرضاً صغيراً يضم منتجاتنا التقليدية كالثوب والطرحة والحزام وشنطة الراعية وغيرها من المنتجات التي تمكن السائح من التعرف علي ملامح وخصائص الثقافة البدوية. ثم جاءت لنا فكرة التطوير عندما وجدنا إقبال السائح علي شراء منتجاتنا كتذكار لزيارته سانت كاترين، فأخذنا وحدات التطريز البدوية ونفذناها علي البنطلونات والشنط والإيشاربات فأقبل عليها السائح بشكل أكبر من المرة الأولي».
تبتسم «سليمة» قائلة: «الرجل البدوي يدعي أن امرأته تشبه شجرة الحريملان الخضراء، فهي جميلة الشكل وليس لها فائدة، لكنه الآن بدأ يتراجع عن تلك الصورة بعد مشاركة السيدات البدويات في مشروع البيت البدوي، وأصبح للمرأة البدوية دخل تنفقه علي مساعدة أسرتها كتوفير المال لمصروفات المدارس لأبنائها ولزواج بناتها ولبناء بيتها ولشراء علف للأغنام وأخيراً لشراء ماكينات خياطة لحياكة الشنط والملابس وتطريزها».
موسم سياحي دائم حول الدير
بدو جنوب سيناء يسكنون بنايات صخرية في الجبال.. وأرزاقهم ترتبط بالدير
خيام تحتضنها الجبال من كل جانب، وأناس يعيشون حياة بدائية لم تستطع الحداثة أن تلعب لعبتها معهم، صورة أكدتها اختفاء شبكة هاتفنا المحمول منذ وصلنا منطقة وادي فيران ورسختها اللافتة الصخرية التي حملت اسم «محمية سانت كاترين»، تلك الصورة التي سرعان ما تلاشت بعد أمتار قليلة من اللافتة ليحل محلها واقع يحمل العديد من علامات التناقض يعيشها بدو جنوب سيناء، حين تظهر بعد كل بضعة كيلومترات بنايات صخرية من دور واحد بجانب كل منها برميل فوقه «دِش».
عند نقطة التلاقي بين وادي الإسباعية مع وادي الأربعين وعلي هضبة ترتفع ١٦٠٠ متر فوق سطح البحر تقع مدينة سانت كاترين تحتضنها عدة جبال متباينة الارتفاع أهمها جبل سانت كاترين، أعلي قمة في مصر، وجبل موسي، وجبل الصفصافة.
قالوا لنا في نقطة التفتيش عند مدخل المدينة: «فضائيات بتيجي عشان تعمل شغل عن المحمية، لكن الأمن بيرفض يديها تصريح» ظلت تلك الكلمة عالقة في أذهاننا، ونحن نمر بين تلك الخطوط المتعرجة للجبال التي تطل من بينها منازل البدو في شكل تجمعات لا تزيد الواحدة منها علي ١٠ بنايات.
أمام إحدي البنايات يجلس الشيخ عيد موسي جبالية، ٥٨ عاما، فوق سجادة من الصوف، قال بعد أن قدم لنا الشاي وطبقاً من اللوز المحمص خصيصا للضيوف: «زمان كنا نسكن خياماً مصنوعة من شعر الأبل والأغنام، وكنا دائمي التنقل بين الجبال بحثا عن المراعي، لكن الصحة كانت بمب ومافيش أمراض. الآن الكل استقر في بيوت الحجر في أماكن قريبة من الدير، لأنه أصبح مورد رزقنا ».
يتابع موسي: «بقالنا ٦ سنين في جفاف ومافيش مطر كويس، لدرجة إننا بنحفر للآبار علي مسافة ٣٠ متر بعد ما كنا بنلاقي الميه علي بعد ٣ أو ٤ أمتار علشان كده الناس بطلت تزرع واتجهت للعمل في الدير، الشغل هناك كتير وفلوسه حلوة وإحنا بنحافظ علي الدير وعلي الرهبان».
يتدخل أحمد جبالية، ٤٠ عاما، في الحديث قائلا: «كنت أعمل بناءً، ولكن منذ أصبحت سانت كاترين محمية وإحنا مش بنعرف نبني غير بتصريح ومشاكل مع الحكومة، علشان كده أنا سبتها واشتغلت سواق علي عربية وباشوف رزقي مع السياح».
ويعد «أحمد جبالية» واحداً من الوجوه البدوية المشهورة في سانت كاترين، ينتظره الجميع علي جانبي الطرق التي تكاد تخلو تماما من السيارات لينقلهم بسيارته النصف نقل إلي حيث يريدون. وينتمي إلي قبيلة «جبالية» وهي واحدة من أكبر قبائل جنوب سيناء التي استوطنت سانت كاترين وتسيطر علي موارد العمل بها، خاصة تلك المنظومة التجارية التي تحيط بالدير، ويعتمد عليها البدو بشكل أساسي كمصدر للدخل.
يفتح الدير أبوابه خمسة أيام للزائرين الذين يأتون ليوم واحد فقط ضمن برنامج رحلة تبدأ عادة من الإسكندرية بزيارة الكنيسة التي قطعت عندها رقبة القديسة كاترين، مرورا بكنيسة ماري جرجس بالقاهرة لتنتهي الزيارة بدير سانت كاترين وصعود جبل موسي، وتعد تلك الخمسة أيام موسماً تجارياً متجدداً بالنسبة لبدو سانت كاترين وبخاصة قبيلة جبالية، حيث ينتشر أفرادها حول الدير بعضهم لبيع دليل خاص بالدير بلغات مختلفة إلي جانب الأشياء التذكارية المرتبطة بالمكان كالأشغال البدوية أو نوع خاص من الأحجار يطلقون عليه حجر كريستال والبيض الرخامي الملون، وبعضهم ينتظر مع جملة من يريد التمتع بجولة حول الدير من فوق جمل والبعض الآخر يعمل دليلاً للأفواج التي تبحث عن المغامرة في تسلق جبل سانت كاترين أو جبل موسي.
أما الجمال فهي من المهن الأساسية هناك، يصطف بعضهم في مواجهة الباب الرئيسي للدير انتظار للفوز بأحد السياح الراغب في صعود جبل موسي أو في التمتع بالالتفاف حول الدير من فوق جمل مقابل ٥٠ جنيهاً بحد أدني.
يتابع: «يقوم الدير حاليا بصرف علاج منتظم للبدو إلي جانب تكفله بمعاشات شهرية بمتوسط ٥٠٠ جنيه للعديد من الأسر البدوية التي تتكون من ٥ أو ٧ أفراد.
كما أنه يهتم برعايتهم الطبية، وبه عيادة كاملة للتحاليل والأسنان والباطنة يقوم عليها طبيب مصري مقيم إلي جانب أطباء من الخارج يتناوبون علي الدير في كل التخصصات علي مدار السنة، ونحرص علي أن نأتي بالعلاج كله من الخارج، وفي بعض الأحيان تحتاج الحالة المرضية السفر إلي الخارج للعلاج وكل ذلك يأتي مقابل حماية البدو للدير وفق اتفاق قديم ترجع جذوره لبدايات الفتح الإسلامي لمصر».

**************************************************

االجزء التالى منقول من كتاب : الديارات - المؤلف : الشابشتي - مصدر الكتاب : الوراق - وقد تمت كتابة هذا الكتاب في ليلة صباحها يوم الخميس، السادس عشر من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين وستمائة. كتبه : عبد الحليم بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن عربي الدمشقي المعروف جده بالنحوي.

**************************************************

 

كنيسة الطور
وطور سينا، هو الجبل الذي تجلى فيه لموسى عليه السلام وصعق فيه. والكنيسة في أعلى الجبل، مبنية بحجر أسود. وعرض حصنه سبعة أذرع، وله ثلاثة أبواب حديد. وفي غربيه باب لطيف قدامه حجر لهم، إذا أرادوا رفعه رفعوه، وإن قصدهم أحد أرسلوه فانطبق على الموضع فلم يعرف مكان الباب. وداخله عين ماء وخارجه عين أخرى. وزعم النصارى أن بها ناراً من نوع الجديدة التي كانت بالبيت المقدس، يوقدون منها في كل عشية، وهي بيضاء ضعيفة الحر لا تحرق ثم تقوى إذا أوقد منها السرج.
وهو عامر بالرهبان، والناس يقصدونه لأنه من الديارات الموصوفة.
ولابن عاصم، فيه:
يا راهب الدير، ماذا الضوء والنور ... فقد أضاء به في ديرك الطّور
هل حلّت الشمس فيه دون أبرجها ... أو غيّب البدر فيه فهو مستور
فقال: ما حلّه شمسٌ ولا قمرٌ ... لكن تقرّب فيه اليوم قورير

This site was last updated 08/14/10