Home Up المقالة الأولى للأنبا غريغوريوس المقالة الثانية للأنبا غريغوريوس رهبان سانت كاترين والبدو المقالة الثالثة للأنبا غريغوريوس المقالة الرابعة للأنبا غريغوريوس دير سانت كاترين والمعارض الدولية كتاب عن سانتت كاترين السيول ودير سانت كاترين جامع الحاكم بأمر الله سانت كاترين في العصور الإسلامية الدير والسماحة Untitled 2744 Untitled 2745 | | وطنى بتاريخ 6/7/2008 السنة 50 العدد 2428 عن مقالة بعنوان [ سيناء ودير سانت كاترين(1) ] للمتنيح الأنبا غريغوريوس سينا أو شبه جزيرة سينا قطعة من أرض مصر,تمتد فتشغل الإقليم الشمالي الشرقي من بلادنا.وهي لذلك تمثل درعها الواقي,وبابها الشرقي.ولقد أقام فيها سمرخت فرعون مصر,السابع في ملوك الأسرة الأولي,نصبا عظيما,في وادي المغارة تمجيدا وتكريما لآلة سينا المقدسة.كما ترك ملوك مصر اللاحقون آثارهم وأسماءهم وأسماء آلهة مصر وسينا-خصوصا(سيدة أرض الفيروز).و(معبودة وادي المغارة)-علي النقوش الحجرية القديمة ولا سيما في وادي المغارة,وسرابيط الخادم ووادي المكتب,حيث عثر علي أقدم أبجديات التاريخ,وقد نجح الأثري المعروف,آلان جاردنر A.GARDNER في فك رموزها. وتعد(سينا)نقطة التقاء بين قارتي أفريقيا وآسيا,وجسرا بين بحرين هما:البحر الأبيض المتوسط,والبحر الأحمر.وهي أقرب طريق يصل بين أوربا وأقاليم الشرقي الأقصي. وتقع شبه جزيرة سينا في مساحة من الأرض تقدر بنحو ستة وخمسين ألف كيلو متر مربع,أو أربعة وعشرين ألف ميل مربع,وتمتد بين خليج السويس وخليج العقبة,يحدها شمالا:البحر الأبيض المتوسط,وغربا:قناة السويس وخليج السويس,وشرقا فلسطين وخليج العقبة. وقد عرفت(سينا)في الآثار المصرية باسم(توشويت),كما عرفت أيضا باسم (منكات)وكانت تنقش وترسم بالحروف الهيروغليفيةومعني(منكات)أي(أرض الفيروز). أما اسم(سينا) فيبدو أنه من أصل سامي شرقي بمعني(مزهر,مشرق,مضئ,متألق)وبهذا المعني تستخدم في اللغة السريانية وفي اللغة البابلية.ولما كان(القمر)في هاتين اللغتين يسمي(سينو)SINU,فإن(سينا)تعني إذن(أرض القمر)حيث كانوا يعبدون آلهة القمر.وعلي ذلك يبدو إن(سينا)سميت كذلك نظرا إلي(وهج)أو(سطوع)الطباشير الأبيض الذي تتميز به صخورها وأرضها.ولاتزال الصخور المسنمة في(جبل موسي)تتألق باللون الأحمر الناري الذي ينعكس من الجرانيت الأحمر والصخور الصوانية القرنفلية علي السهل الواقع تحتها. ويقول بعض العلماء إن كلمة(سينا)مشتقة من الكلمة السامية(سن)وذلك لأن الجبال هناك تشبه في تكوينها (سن)الإنسان. وقد يبدو للنظرة الأولي أن سينا أرض قاحلة مقفرة,بينما أنها في الواقع بقعة غنية جدا بالمعادن والأكاسيد وينابيع المياه,ومنها حمام فرعون ذو المياه الكبريتية الساخنة,وتنفرد بجبالها البركانية , وصخورها النارية المتعددة الألوان , تجمع الأحمرالقاني,والقرنفلي,والزيتي,والأصفر,والأسود , والترابي , والأسود الفاحم , والأزرق السماوي,والأزرق الداكن,والبني,والأبيض بدرجات متفاوتة.والجميل حقا في تلك الجبال والتلال والصخور أنها متجاورة بألوانها المختلفة,بحيث تشكل في مجموعها باقة من جميع الألوان,بل إن الإنسان قد يجد في الجبل الواحد مجموعة ألوان تبدو في طبقاته رأسيا وأفقيا.وكل ذلك دليل دامغ علي أن هذه الجبال هي في حقيقتها صخور بركانية,ومن ثم فهي غنية بالحديد, والمانجنيز, والفيروز, والكبريت, والنحاسوالفحم,والفوسفات....وغير ذلك من المعادن.كما أن سينا غنية كذلك بأنواع من الأحجار,ففيها الكثير من الجرانيت,والبازلت,والديوريت,والحجر الرملي,والحجر الجيري...وغير ذلك.وفي كلمة واحدة أن سينا منطقة غنية جدا بثروات هائلة.إنها في حاجة إلي فريق كامل من العلماء والباحثين.يجرون هناك أبحاثهم ودراساتهم,ويقيمون المصانع لاستخراج الفيروز والحديد والكبريت والفوسفات والمنجنيز,والبترول أو النفط,بحيث تدر عائدا علي بلادنا يقدر بملايين من الجنيهات والدولارات,مما جعل مصر من أغني بلاد العالم.وليس في هذا الكلام تهويل أو تهوين.فإن شركة بلاعيم تضخ في سينا في أبورديس وحدها ثلاثة ملايين ونصف مليون برميل يوميا.وهناك مناطق أخري يجري فيها البحث والحفر لإنتاج النفط... هذا فضلا عن مناطق صالحة للزراعة,وفيها يكثر النخيل,وأخري شجر الخروع ونباتات أخري وأعشاب يحيا عليها الإنسان ويغتذي بها الحيوان. وسينا أو شبه جزيرة سينا تنقسم طبيعيا إلي ثلاثة أقسام:بلاد العريش في الشمال,وبلاد التيه في الوسط,وبلاد الطور في الجنوب. وتقوم مدينة العريش الحالية علي أنقاض مدينة(رينوكلورا)المصرية القديمة.وبين العريش وقناة السويس مساحات رملية واسعة,مرت بها جيوش ملوك مصر الفراعنة لتحتل أرض كنعان وسورية,ومنها غزا الهكسوس مصر,ومنها أتي الآشوريون والفرس واليونان والعرب والترك إلي أرض وادي النيل. وأما بلاد التيه في الوسط فهي سلسلة جبال كلسية. وأما بلاد الطور في الجنوب وهي مليئة بالأحجار الجرانيتية الصوانية وغيرها,فجبالها شديدة الانحدار,ومن أهمها جبل سيناء المعروف بجبل حوريب أو جبل الله,وجبل موسي,وجبل سانت كاترين,وجبل القديسة ابستيمي,وجبل سربال(نسبة إلي الإله بعل معبود المنطقة),وأم سومار,وجبل صباغ. وفي(جبل سيناء)أعطي الله للنبي موسي ولبني إسرائيل الوصايا العشر,وجميع الشرائع الطقسية الخاصة بالعبادات,ثم الشرائع الخاصة بالمعاملات والمحاكمات وفيه قطع الله معهم عهدا أن يكون هو لهم إلها,وأن يكونوا هم له شعبا,إياه يعبدون ويتقون,وباسمه يحلفون. وقد عسكر بنو إسرائيل في برية جبل سيناء تحت سفح الجبل مدة سنة كاملة.وقد عرفت المنطقة بـ(وادي الراحة) وتبلغ مساحته4أربعة أميال مربعة.وفيها أقام النبي موسي خيمة الاجتماع لتكون معبدا,بيتا لله يعبده فيه بنو إسرائيل,وفيه يقدمون ذبائحهم ومحرقاتهم ويمارسون سائر طقوسهم الدينية.وفي هذه البرية تكرس(هرون)وأبناؤه كهنة لله,وفيه احتفلوا بالعيد الثاني للفصح(سفر العدد9:5)كما أن فيه تم إحصاء عام للشعب(العدد1:19),وفيه أيضا صنع بنو إسرائيل لهم عجلا من ذهب وسجدوا له,فغضب الرب عليهم وأصابهم بالوباء. ومما تجدر ملاحظته أن النبي موسي عندما هرب من مصر,خوفا من فرعون وقبل أن يتلقي دعوة الله للنبوءة,ولكي يقود مسيرة بني إسرائيل من مصر إلي أرض كنعان في فلسطين,جاء إلي(جبل حوريب)وهناك التقي ببنات يثرون(أو رعوئيل) كاهن أرض مديان(أي الأرض الخالية)عندما كن يسقين قطيعهن من(ينبوع الماء)أو (البئر)الذي مازال قائما إلي اليوم,ويقع إلي الجانب الشمالي من الكنيسة الرئيسية في دير سانت كاترين.وسكن موسي في أرض مديان,ومن هناك اتخذ(صفورة)زوجة له(وهي إحدي بنات يثرون البسعة).وفيها أقام أربعين سنة إلي أن دعاه الله للنبوءة وحدث أن ساق موسي غنم حميه يثرون إلي جبل سيناء.وهناك عند هذا الجبل رأيلهيب نار من وسط العليقة.فنظر فإذا العليقةتتوقد بالنار,والعليقة لا تحترق فقال موسي:أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم,لماذا لا تحترق العليقة.فلما رأي الرب أنه قد مال لينظر,ناداه الله من وسط العليقة,وقال:موسي,موسي!فقال:هآنذا.فقال:لا تقترب إلي ههنا.اخلع نعليك من رجليك,فإن الموضع الذي أنت عليه أرض مقدسة.ثم قال:أنا إله أبيك,إله إبراهيم,وإله إسحق,وإله يعقوب,فستر موسي وجهه إذ خاف أن ينظر إلي الله...فالآن هلم فأرسلك إلي فرعون,وتخرج شعبي بني إسرائيل من مصر...فقال موسي لله:من أنا حتي أذهب إلي فرعون وحتي أخرج بني إسرائيل من مصر؟فقال:إني أكون معك.وهذه علامة لك علي أني أرسلتك حينما تخرج الشعب من مصر,تعبدون الله علي هذا الجبل(سفر الخروج 3:2-12). وقد أقيمت كنيسة في مكان (العليقة)التي لا تزال حية ناضرة.ووضعت المائدة المقدسة علي جذور العليقة.وتنمو العليقة بضعة أمتار خارج الكنيسة..ومما هو جدير بالذكر أن العليقة نبات من نوع فريد,ليس له نظير في جميع أنحاء شبه جزيرة سينا.وقد باءت بالفشل كل محاولة لزرع هذا النوع من العليقة في أي مكان آخر. وإلي هذا الجبل,جبل سيناء,أو جبل حوريب,جاء نبي آخر هو(إيليا)هاربا من وجه الملكة إيزابل زوجة الملك آخاب ملك إسرائيل التي توعدته بالقتل,فأقام في مغارة في ذلك الجبل حيث كلمه الرب هناك(سفر الملوك الأول19:1-15). ولقد يستطيع الإنسان إن يشاهد تلك المغارة من داخل الكنيسة المقامة باسم النبي إيليا علي الجبل,تخليدا للحدث التاريخي ولذكري النبي العظيم إيليا. ويبلغ ارتفاع جبل سينا7497 قدما فوق سطح البحر أو2240مترا. وعلي مقربة من الجبل,تل صغير عليه كوخ متواضع من حجارة بدائية يطلق عليه(مقام النبي هارون)ويعتقدون أنه علي هذا التل عبد بنو إسرائيل العجل الذهبي,في غياب النبي موسي علي الجبل(سفر الخروج32:1-14)ولقد صار من عادة بدو شبه جزيرة سينا,زيادة جبل موسي ومقام النبي هارون مرة في كل عام,حيث يأتون في الصيف إلي(وادي الراحة)عند مقام النبي هارون وعند سفح جبل موسي ويضربون خيامهم ويذبحون ذبائحهم. كنيسة العليقة وأقدم جزء من الدير هو(كنيسة العليقة),أقيمت سنة330م بمعرفة الملكة هيلانة فوق الموقع الذي رأي النبي موسي العليقة الشهيرة تشتعل بلهيب نار,ومع ذلك لم تكن تحترق.وهناك ناداه الله تعالي من وسط العليقة وأمره أن يقود بني إسرائيل في خروجهم من مصر(سفر الخروج3:2-12). وتوجد هذه الكنيسة اليوم خلف الكنيسة الرئيسية للدير,يدخل إليها الزائر بعد أن يخلع حذاءه من رجليه كما أمر الله موسي.وقد كرست هذه الكنيسة باسم القديسة مريم العذراء,نظرا لأن آباء الكنيسة رأوا في العليقة الملتهبة بالنار ولم تحترق,رمزا وإشارة إلي العذراء مريم,فإنها حملت بالمسيح وهي عذراء,وولدته وهي عذراء وبكارتها لم تخدش وذلك علي غير الطبيعة,كذلك حملت في أحشائها لاهوت الكلمة ومع أنها إنسانة بشرية مخلوقة,لكنها بعناية إلهية لم تحترق بنار اللاهوت إذ أن إلهنا نار آكلة كما جاء في الكتاب المقدس. (التثنية4:24),(9:3),(إشعياء33:14),(العبرانيين12:29),(الخروج24:17). وتوجد علي يسار المائدة المقدسة أيقونة جميلة فيها العذراء مريم وهي تحتضن المسيح في حضنها جالسة وسط العليقة الملتهبة بالنار,بينما يظهر علي يسارها النبي موسي وهو ساجد عاري القدمين,وعلي القوس صليب من الفسيفساء.وتقام خدمة القداس الإلهي في هذه الكنيسة كل يوم سبت. |