Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

مجمع الإسكندرية سنة 369م 

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الرؤيا وعودة أثناسيوس
ثورة أنطاكية وموت يوليانوس
الإمبراطور جوفيان
شعوب تنقض على البيزنطيين
الإمبراطور فالنتييان
إمبراطور الشرق فالنس
النفى الخامس والأخير
محاولات الأريوسيين
مجمع الإسكندرية369م
أعمال أثناسيوس الأخيرة
نياحة أثناسيوس بالسنكسار

Hit Counter

 

بالرغم من أن البابا اثناسيوس قد بلغ من العمر 71 عاماً إلا أن عقله كان يقظاً ، فقد ظل حارساً على إيمان قوانين نيقية بالرغم من كبر سنه لا ينام ولا يغمض له جفن طالما بقى أريوسياً هرطوقياً واحداً فى العالم .

وقد نما إلى علمه إعتلاء داماسوس سنة 366م كرسى أسقفية روما خلفاً لليبريوس ، وبعدما تأكد بعد مضى ثلاثة أعوام من تباطئ داماسوس فى تأمين الكنيسة الكاثوليكية فى إيطاليا ذاتها من الأريوسيين الهراطقة ، متخاذلاً أمام أوكسنتيوس (3) أحد زعماء مجمع أريمينيم الأريوسى الكفرى الذى كان باقياً جالساً ومتربعاً على أهم إبروشية فى إيطاليا " ميلان" وينفث فى وسط الإكليروس والشعب سموم الأريوسية ليحيها من جديد .

لم يطق البابا اثناسيوس ذلك ابداً وكان مدركاً تماماً كما أدرك المؤرخ تيمون (8: 400) أن داماسوس لا حول له ولا قوة فمن ذا يقدر أن يخلع هذا النمر الكبادوكى من كرسيه ؟ ولكن هذا المنطق الإنهزامى لم يفهمه أثناسيوس وهو الذى عاصر أكثر من ستة من الأباطرة ونفى خمسة مرات ولم ينثن له عزيمة وظل مصراً على حماية إيمان مجمع نيقية ضد العالم كله حينما اصبح أريوسياً ، فإيمانه الأرثوذكسى المستقيم لا يعرف خوفاً ولا قهراً ولا الإعتراف بالأمر الواقع .

لذلك جمع الأساقفة فى مجمع بالأسكندرية وصل عددهم 90 أسقفاً من مصر وليبيا (فصل 10) وأرسلوا إحتجاجاً وتحذيراً وشرحاً مفصلاً لجميع اساقفة مصر وأفريقيا ( يقصد جميع الأجزاء الشمالية التابعة لإقليم قرطاجنة ) (4) كما أرسلوا رسالة تشجيعية لداماسوس كى يتحرك ويقاول هذا النمر الكبادوكى .. ولكنه لم يتحرك وظل هذا الأريوسى قابعاً على كرسيه حتى مات سنة 374م وكان هذا هو الهدف الأول لهذا المجمع .

وكان الهدف الثانى هو نشر الوعى للمجمع النيقاوى وقراراته الأرثوذكسية المستقيمة فى كل أنحاء الغرب سواء شمالاً فى إيطاليا أو اسبانيا أو فى الجنوب حتى على شواطئ أفريقيا الشمالية ، لأنه كان يخشى أن يبقى مجمع إريمنيم ومقرراته عالقاً فى اذهان الإكليروس لأنه كان آخر مجمع أريوسى قوى جمعه الإمبراطور قسطنطيوس بالقهر والسلاح تحت التهديد بالنفى والترغيب بالذهب ووصل المر بالتصفية الجسدية وقتل الأساقفة .

وفى فصل من كتباباته (1- 3) يقارن بين قوانين مجمع نيقية مع قوانين مجمع إريمينم ، كمعلم للمسكونة لا يمل من الشرح والإعادة والتلخيص حتى تثبت المعلومات فى الأذهان .

ثم يعود ويتباهى بعظمة نيقية ومجمعها الإلهى يستنطب من مفهومات قراراته ويحققها على أصولها من الأسفار المقدسة الإلهية ، كمعلم حاذق يعرف كيف يرد الفروع للأصول وكيف يتعمق بها حتى يصل للجذور ( فصل 4: 8)

ثم يدور مرة أخرى (فصل 5و 6) ويركز على براهين ومماحكات الأريوسيين ويخليها من معانيها ويجردها من أسانيدها ويصل لمضمونها فتصبح بعيدة عن أى سند لاهوتى أو إنجيلى وفى (الفصل 6و 9) يدافع بقوة ونعمة عن مجمع نيقية الذى لم يخترع شيئاً من ذاته فلا إصطلاحات ولا مفهومات كما يدعى يوسابيوس ، بل أنه تحصيل ومفهوم إنجيلى واضح ومسلم ايضاً من ألاباء .

وفى فصل (7) يهاجم الهومويان (أصحاب عقيدة التشابه أى تشابه ألاب والإبن) ويحاصرهم ويصف فكرهم بالفكر المتذبذب ، وكأن اللاهوت فيه حل وسط بين التساوى وعدم التساوى فى الجوهر .

ويقول الب متى المسكين (1) أن اكب رالمواضيع حداثة والتى لم يطرقها البابا أثناسيوس هو موضوع الأوسيا ou[ia   والهيبوستاس  الذى جاء فى مجمع الأريوسيين فى بلدة nike أو نيس فة اقليم تراقيا وهذا فى (الفصل 4) حبث عاد إلى الأسفار المقدسة مبتدئاً من الخروج 3: 14 ( كما سبق واشار فى كتاباته السابقة " على القوانين " : 22 و " على المجامع " : 29) ثم عاد وطبق على المفهوم المقابل لهما فى الإصطلاحين ، والحقيقة أنه كان اشد قرباً من المفهوم الغربى لمفهوم الإصطلاحين مما تعودنا أن نسمعه فى التفسير الشرقى .

ومن ألمور المفرحة ما ذكر فى نهاية المجمع أن :

كل مصر صار يجمعها مرة اخرى الإيمان الواحد وقد اشار إلى ذلك فى( فصل 10) وأن جميع الأساقفة صاروا فكراً واحداً وروحاً واحداً إلى الدرجة التى يمكن فيها أن يوقع أسقف مكان اسقف آخر إطمئناناً إلى مدى الثقة التى  صارت لدى الجميع فى الروح الواحدة التى جمعت شمل الأساقفة فى مصر وليبيا (5)
***************************************

المــــــــــــــــــــــــــــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة - الطبعة الثانية 2002 م  ص 315

(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى

(3) أوكسنتيوس : هذا أصلاً مواطن كبادوكى وليس إيطالياً ، بل وكما يقول أثناسيوس لا يعرف أن يتكلم اللاتينية ( راجع تاريخ الأريوسيين : 75) وقد رسمه قساً فى الإسكندرية الأسقف الدخيل الأريوسى جريجورى ( 329 - 346م) " لأنه بلدياته أى من بلده " وبعد طرد ديونيسيوس من كرسى ميلان سنة 355م عينه قسطنطيوس على هذا الكرسى ، وقد تزعم حركة الأريوسيين فى مجمع أريمنيم الهرطوقى الأريوسى مع أورساكيوس وفالنس ، وقد تمسك بكرسيه فى ميلان بتشجيع الإمبراطور إرغاماً وقد مات سنة 374 م وحل محله أمبروسيوس العظيم .

(4) D.C.B., Athanas, p. 200.

(5)  N.P.N.F. 2nd ser. Athanas.p. 488.

 

 

This site was last updated 05/27/08