Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

البرابرة والقبائل والشعوب تريد الإنقضاض على الإمبراطورية البيزنطية 

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الرؤيا وعودة أثناسيوس
ثورة أنطاكية وموت يوليانوس
الإمبراطور جوفيان
شعوب تنقض على البيزنطيين
الإمبراطور فالنتييان
إمبراطور الشرق فالنس
النفى الخامس والأخير
محاولات الأريوسيين
مجمع الإسكندرية369م
أعمال أثناسيوس الأخيرة
نياحة أثناسيوس بالسنكسار

Hit Counter

 

التخوم المهددة
الفرس لم تكن بلاد الفرس إلا قطاعاً من تخوم يبلغ طولها عشرة آلاف ميل تتعرض فيها الإمبراطورية الرومانية المؤلفة من مائة أمة مختلفة للغزو في أية نقطة وفي أية ساعة على أيدي قبائل لم تفسدها الحضارة، ولكنها تطمع في ثمارها. وكان الفرس وحدهم مشكلة مستعصية على الحل، فقد كانوا يزدادون قوة لا ضعفاً ؛ ولم يمض إلا قليل من الوقت حتى استعادوا كل ما كان دارا الأول يبسط عليه سلطانه قبل ألف عام من ذلك الوقت - إلا قليلاً منه. بلاد العرب : وكان في غرب بلادهم العرب، ومعظمهم من البدو الفقراء؛ ولو إن إنساناً في ذلك الوقت قد قال إن أولئك الأقوام الرحل الواجمين قد كتب لهم أن يستولوا على نصف الإمبراطورية الرومانية وعلى بلاد الفرس كلها لسخر من قوله هذا أحكم الساسة وأنفذهم بصيرة.

جنوب الإمبراطورية البيزنطية : وكان في جنوب الولايات الرومانية الإفريقية الأحباش، واللوبيون، والبربر، والنوميديون، والمغاربة، وكان هؤلاء كلهم يتربصون بالإمبراطورية الدوائر، وينتظرون على أحر من الجمر تداعي الحصون الإمبراطورية أو قوى البلاد المعنوية.

 

ولاح أن أسبانيا ستظل رومانية آمنة من الغزو وراء جبالها المنيعة وبحارها التي لا يستطيع المغبرون اجتيازها؛ ولم يكن أحد يظن أنها ستصبح في هذا القرن الرابع ألمانية، وفي القرن الثامن بلاداً إسلامية.

النيوتون :  أما غالة فقد كانت وقتئذ تفوق إيطاليا اعتزازاً برومانيتها، كما تفوقها في النظام وفي الثراء، وفي الآداب اللاتينية من شعر ونثر؛ ولكنها كان عليها في كل جيل أن تدفع عن نفسها غارات النيوتون الذين كانت نساؤهم أعظم خصباً من حقولهم.

الاسكتلنديين والبكتيين أهل الشمال والقراصنة السكسون: ولم يكن في وسع الدولة الرومانية أن تستغني إلا عن حامية قليلة لتدفع بها عن بريطانيا غارات الاسكتلنديين والبكتيين من الغرب والشمال؛ وغارات أهل الشمال والقراصنة السكسون من الشرق أو الجنوب؛ فقد كانت شواطئ النرويج بجميع أجزائها معششاً لهؤلاء القراصنة، وكان أهلها يرون الحرب أقل مشقة من حرث الأرض، ويعتقدون أن الإغارة على السواحل الأجنبية عملاً شريفاً لذوي البطون الخاوية وفي أيام الفراغ.

ويدعي القوط أن موطنهم الأول هو جنوبي السويد وجزائرها الصغرى، ولا يبعد أن يكون ذلك الموطن هو الإقليم المحيط بنهر الفستيولا Vistula؛ ولكنهم أياً كان موطنهم انتشروا باسم القوط الغربيين نحو نهر الدانوب الجنوب، واستقروا باسم القوط الشرقيين بين نهري الدنيستر Dniester والدون Don. وفي قلب أوربا -الذي تحده انهار الفستيولا والدانوب، والرين-

قبائل رحالة : كانت تجول قبائل قدر لها أن تغير خريطة أوربا وتبدل أسماء أممها: هي قبائل الثورنجيين Thuringians، والبرغنديين، والإنجليز، والسكسون، والجوت، والفريزيين Frisians، والجبيديين Gipidae، والكوادي Quadi، والوندال، والألماني، والسوفي Suevi، واللمبارد، والفرنجة.

 ولم يكن للإمبراطورية كلها -عدا بريطانيا- أسوار تصد تيار هذه الأجناس، وكل ما كان لها من هذا القبيل هو حصون أو حاميات في أماكن متفرقة على طول الطرق البرية أو مجاري الأنهار التي كانت في أطراف الدولة الرومانية. وكانت تفوق البلاد الخارجية عن حدود الدولة الرومانية في نسبة مواليدها: وتفوقها هي على هذه البلاد في مستوى معيشة أهلها، مما جعل الهجرة إليها أو الإغارة عليها قضاء محتوماً لا مفر لها منه في ذلك الوقت، كما أنهما الآن قضاء محتوم على أمريكا الشمالية.
 نعم إن اليونان والرومان حين أطلقوا على أولئك القبائل الألمانية لفظ برابرة Barbari لم يكونوا يقصدون بذلك الثناء عليهم، وأكبر الظن أن هذا اللفظ يقابل لفظ فرفارا Varavar في اللغة السنسكريتية، ومعناه الفظ الجلف، غير المثقف ؛ وهو شديد الصلة أيضاً بلفظ بربر Berber؛ ولكن اتصال الألمان مدى خمسة قرون بالحضارة الرومانية عن طريق التجارة والحرب كان لا بد أن يترك فيهم أثراً قوياً؛ وقبل أن يحل القرن الرابع بزمن طويل كانوا قد تعلموا الكتابة وأقاموا لهم حكومة ذات قوانين ثابتة.وكانت مبادئهم الأخلاقية من الناحية الجنسية أرقى منها عند الرومان واليونان إذا استثنينا منهم قبائل الفرنجة المروفنجيين؛ وكثيراً ما كانوا يفوقون الرومان في الشجاعة، وكرم الضيافة، والأمانة، وإن كانت تعوزهم رقة الحاشية ودماثة الخلق، وهما الحلتان اللتان يتصف بهما المثقفون. . وكانت نزعتهم فردية إلى حد الفوضى، على حين أن الرومان كانوا في الوقت الذي نتحدث عنه رُوِّضوا على حسن المعاشرة والميل إلى السلم. وكان أهل الطبقات العليا منهم يقدرون الآداب والفنون بعض التقدير، وقد اندمج منهم استلكو Stilicho، ورسمر Ricimer، وغيرهما من الألمان في الحياة الثقافية العليا التي كانت تسود المجتمعات في روما، وكتبوا أدباً لاتينياً أقر سيماكوس Simmachus أنه وجد فيه كثيراً من المتعة. وكان الغزاة بوجه عام -وخاصة القوط- يبلغون من الحضارة درجة تمكنهم من أن يعجبوا بالحضارة الرومانية ويعترفوا أنها أرقى من حضارتهم، ويسعون لاكتسابها لا لتدميرها؛ وظلوا قرنين من الزمان لا يطلبون أكثر من أن يسمح لهم بالدخول في بلاد الإمبراطورية والاستقرار في أراضيها المهملة؛ وطالما اشتركوا في الدفاع عنها بجد ونشاط. ولهذا فإنا إذا ما ظللنا نستخدم لفظ البراءة في حديثنا عن القبائل الألمانية في القرنين الرابع والخامس، فإنما نفعل ذلك بحكم العادة التي جعلت هذا اللفظ يجري به القلم، مع مراعاة هذه التحفظات والاعتذارات السالفة الذكر.
وكانت هذه القبائل التي تكاثر أفرادها قد دخلت بلاد الإمبراطورية في جنوب نهر الدانوب وجبال الألب بطريق الهجرة السلمية وبدعوة من الأباطرة في بعض الأحيان.

وقد بدأ أغسطس هذه السياسة، فسمح للبرابرة أن يستقروا داخل حدود الإمبراطورية ليعمروا ما خلا من أرضها، ويسدوا ما في فيالقها من ثغرات بعد أن عجز الرومان عن تعمير أولاها وسد ثانيتها لقلة تناسلهم وضعف روحهم العسكرية. وجرى على هذه السنة نفسها أورليوس، وأوليان، وبروبوس. وقبل أن ينصرم القرن الرابع كانت كثرة السكان في بلاد البلقان وفي غالة الشرقية من الألمان. وكذلك كان الجيش الروماني، وكانت مناصب الدولة السياسية منها العسكرية في أيدي التيوتون. وكانت الإمبراطورية في وقت من الأوقات قد صبغت أولئك الأقوام بالصبغة الرومانية، أما في الوقت الذي نتحدث عنه فإنهم هم الذين بربروا الرومان ؛ فقد أخذ الرومان أنفسهم يرتدون ملابس من الفراء على طراز ملابس البرابرة، وأخذوا كذلك يرسلون شعورهم مثلهم، ومنهم من لبسوا السراويل، (البنطلون)، واستثاروا بذلك غضب الأباطرة، فأصدروا في غيظهم مراسيم بتحريم هذه الثياب. (397،416). وجاءت القوة التي دفعت هذه القبائل إلى غاراتها الكبرى على الإمبراطورية الرومانية من سهول المغول النائية. وتفصيل ذلك أن الزيونج-نو Hsiung-nu أو الهيونج-نو Hung-nu أو الهون Hun-وهم فرع من الجنس الطوراني، كانوا في القرن الثالث الميلادي يحتلون الأصقاع الواقعة في شمال بحيرة بلكاش وبحر آرال. وكانت سحنتهم، كما يقول جرادنيس Jordanes هي أقوى أسلحتهم:
فقد كانت ملامحهم الرهيبة تلقي الرعب في قلوب أعدائهم؛ ولعلهم هم لم يكونوا أقدر على الحروب من هؤلاء الأعداء. فقد كان أعداؤهم يستول عليهم الفزع فيفرون من أمامهم لأن وجوههم الكالحة كانت تقذف الرعب في القلوب.. ولأنهم كانت لهم في مكان الرأس كومة لا شكل لها فيها ثقبان بدل العينين. وهم يقسون على أولادهم من يوم مولدهم، لأنهم يقطعون خدود الذكر بالسيف حتى يعودهم تحمل ألم الجروح قبل أن يذوقوا طعم اللبن، ولهذا فإنهم لا تنبت لهم لحى إذا كبروا وتشوه ندب جروح السيوف وجوههم. وهم قصار القامة، سريعو الحركة، خفاف مهرة في ركوب الخيل، بارعون في استعمال الأقواس والسهام، عراض الأكتاف صلاب الرقاب؛ منتصبو الأجسام على الدوام.

وكانت الحروب صناعتهم، ورعاية الماشية رياضتهم، وبلادهم كما ورد في أحد أمثالهم "هي ظهور خيلهم". وتقدم أولئك الأقوام إلى الروسيا حوالي عام 355، مسلحين بالأقواس والسهام، مزودين بالشجاعة والسرعة، يدفعهم من خلفهم جدب بلادهم وضغط أعدائهم الشرقيين، فهزموا في زحفهم قبائل الألاني Alani، وعبروا نهر الفولجا (372؟)، وهاجموا في أكرانيا القوط الشرقيين الذين كادوا أن يصبحوا أقواماً متحضرين. وقاومهم إرمنريك Ermanaric المعمر ملك القوط الشرقيين مقاومة الأبطال، ولكنه هزم زمات بيده لا بيد أعدائه كما يقول بعض المؤرخين. واستسلم بعض القوط الشرقيين وانضووا تحت لواء الهون، وفر بعضهم متجهين نحو الغرب إلى أراضي القوط الغربيين الواقعة شمال الدانوب. والتقى جيش من القوط الغربيين بالهون الزاحفين عند نهر الدنيستر، فأوقع به الهون هزيمة منكرة، وطلب بعض من نجوا من القوط الغربيين إلى ولاة الأمور الرومان في البلاد الواقعة على نهر الدانوب أن يأذنوا لهم بعبور النهر والإقامة من مؤيزيا Moesia وتراقية. وأرسل الإمبراطور فالنز Valens إلى عماله أن يجيبوهم إلى طلبهم على شرط أن يسلموا أسلحتهم ويقدموا شبانهم ليكونوا رهائن عنده. وعبر القوط الغربيين الحدود، ونهب موظفو الإمبراطورية وجنودها أموالهم غير مبالين بما يجللهم عملهم هذا من عار. واتخذ الرومان الذين افتتنوا ببناتهم وغلمانهم، أولئك الغلمان والبنات عبيداً لهم وإيماء، ولكن المهاجرين استطاعوا بفضل الرشا التي نفحوا بها ولاة الأمور الرومان أن يحتفظوا بأسلحتهم. وبيع لهم الطعام بما يباع به في أيام القحط، فكان القوط الجياع يبتاعون شريحة اللحم أو رغيف الخبز بعشرة أرطال من الفضة أو بعبد، بل إن القوط قد اضطروا في آخر الأمر أن يبيعوا أطفالهم بيع الرقيق لينجوا من هلاك جوعاً. ولما بدت عليهم أمارات التمرد دعا القائد الروماني زعيمهم فرتجيرن Fritigern إلى وليمة وفي نيته أن يقتله؛ ولكن فرتجيرن نجا وأثار حمية القوط المستيئسين وحرضهم على القتال، فأخذوا ينهبون، ويحرقون، ويقتلون، حتى أصبحت تراقية كلها تقريباً خراباً يباباً تعاني الأمرين من جوعهم وغيظهم. وأسرع فالنز من بلاد الشرق لملاقاتهم والتحم بهم في سهول هدريانوبل Hadrianople، ولم يكن معه إلا قوة صغيرة معظم رجالها من البرابرة الذين كانوا في خدمة روما (378). وكانت النتيجة، كما يقول أميانوس "أشنع هزيمة حلت بجيوش الرومان منذ واقعة كاني Cannae" التي حدثت قبل ذلك اليوم بخمسمائة وأربع وتسعين سنة. وفيها تفوق الفرسان القوط على المشاة الرومان، وظلت حركات الفرسان وفنونهم العسكرية من ذلك اليوم حتى القرن الرابع عشر هي المسيطرة على فن الحرب الآخذ في الاضمحلال. وهلك في هذه المعركة ثلثا الجيش الروماني، وأصيب فالنز نفسه بجرح بالغ، وأشعل القوط النار في الكوخ الذي آوى إليه، ومات الإمبراطور ومن كان معه محترقين بالنار. وزحفت الجموع المنتصرة إلى القسطنطينية، ولكنها عجزت عن اختراق وسائل الدفاع التي أقامتها ومنيكا أرملة فالنز. وأخذ القوط الغربيون، ومن انضم إليهم من القوط الشرقيين والهون الذين عبروا الحدود غير المحمية عند نهر الدانوب، يعيثون فساداً في بلاد البلقان من البحر الأسود إلى حدود إيطاليا

***************************************

المــــــــــــــــــــــــــــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة - الطبعة الثانية 2002 م  ص 315

(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى

(3) راجع هذا الموقع لمزيد من المعلومات   http://www.edu-prog.com/folder5/index.htm

 

This site was last updated 05/27/08