Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

شادية السيسي في انتظار الرئيس مبارك

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
شادية ومناشدة رئيس الجمهورية
محامى الدفاع عن شادية
شادية تدفع الثمن
شادية تنتظر الرئيس
الطعن فى التزوير

Hit Counter

المصدر : جريدة الفجر نقلت بتاريخ 18/12/2007م عن مقالة بعنوان [ شادية السيسي في انتظار الرئيس مبارك ] محمد الباز

قد لا يعرف الرئيس مبارك المواطنة شادية ناجي إبراهيم السيسي، لكنه الآن يجب أن يعرفها ويبحث مشكلتها ويخلصها من الجحيم الذي تعيش فيه، يمكن ألا يكون لدي الرئيس صبر كي يسمع الحكاية من بدايتها، ولذلك فإنني ألخصها له هنا، ففي سبتمبر 1996 قام رئيس مباحث بنها بمحضر تحريات جاء فيه أن ناجي إبراهيم السيسي أشهر إسلامه وأصبح اسمه مصطفي، وحصل من النيابة علي إذن بضبطه واحضاره، وبالفعل تم القبض عليه.
أثناء احتجاز ناجي الذي اصبح اسمه مصطفي، ذهبت اليه ابنته شادية لتزوره فاستدعاها رئيس مباحث السجن وطلب منها بطاقتها، فقالت له إنها لم تستخرج بطاقة وإنها مسيحية ومتزوجة من طلعت فوزي عبدالسيد، حرر لها رئيس المباحث محضراً قال فيه إن شادية قامت بتزوير عقد الزواج واثبتت فيه إنها مسيحية وتزوجت من مسيحي، في حين أن بياناتها في السجل المدني تم تدوينها بعد إسلام والدها علي انها مسلمة، تم القبض عليها وأثناء التحقيق معها قالت إن والدها كان قد أشهر إسلامه وهي لا تزال طفلة صغيرة، ولم تكن تعرف أي شئ عن إسلام أبيها، تدخلت الأم في التحقيق لتفجر مفاجأة فالأب بالفعل أشهر إسلامه لكنه كان يعيش مع زوجته وأولاده كمسيحي، وكانت الطفلتين بهية وشادية تذهبان إلي الكنيسة وتزوجتا من مسيحيين بمعرفة الكنيسة التي لم تكن هي الأخري تعرف شيئا عن إسلام أبيهما.
أمرت النيابة بإخلاء سبيل شادية بضمان محل إقامتها، لم تتابع بعد ذلك ما حدث في قضيتها اعتقادا منها أن الأمر انتهي تماما، نسيت شادية الأمر كله، حيث لم تستدعها النيابة ولم تتسلم أي إعلان من أي نوع لحضور أي جلسة في أي محكمة، وأخلي سبيل والدها ناجي كذلك بعد حبسه احتياطيا لمدة ثلاثة أشهر علي ذمة قضية تزوير تورط فيها مع رمضان حسن حسين فرغلي، لكن الكارثة أن رئيس مباحث سجن بنها أكمل قضيته واستمر في استدراج رمضان فرغلي حتي أصبح عدد المتهمين في القضية 20 متهما، وكانت شادية هي المتهمة رقم 16، حيث قامت حسب ماقاله محضر رئيس المباحث بتزوير بطاقتها الشخصية، رغم أنها كما تقول كل الشواهد لم تستخرج بطاقة من الأساس وهو ما أكدته تحريات مباحث الأحوال المدنية.
في عام 2000 أصدرت محكمة جنايات شبرا الخيمة حكما غيابيا علي شادية بالحبس 3سنوات، وهو حكم لم تعرف عنه شيئا، ولم تعلن به مطلقاً، في 2003 توفي والد شادية واستخرجت له شهادة وفاة باسمه المسيحي، وليس باسمه المسلم ودفن في مقابر المسيحيين ايضا، تمر الأعوام وفي اغسطس 2007، بينما كانت شادية تستعد لاتمام زواج ابنها الذي كان محددا له يوم 26/8/ 2007 قامت مباحث ميت غمر بإلقاء القبض عليها وتمت إعادة الإجراءات مرة ثانية، ورغم أن نص المادة 395 من قانون الإجراءات الجنائية المستبدلة بالقانون رقم 95 لسنة 2003، علي إنه إذا حضر المحكوم عليه في غيابه أو قبض عليه قبل سقوط مدة العقوبة بمضي المدة، فإنه يقدم الي المحاكمة للاستئناف في أقرب جلسة لإعادة نظر الدعوي ويعرض المقبوض عليه علي هذه الجلسة، وهي التي تأمر بالإفراج عنه أو حبسه احتياطيا حتي الانتهاء من نظر الدعوي.
النص هنا واضح جدا لكن وبالرغم من ضرورة تحديد اقرب جلسة إلا النيابة العامة تعسفت مع شادية وظلت محبوسة إلي أن تحددت جلسة 22/ 10/2007 لمحاكمتها، في هذه الجلسة حضرت شادية من محبسها ودفع محاميها بانقضاء الدعوي الجنائية بمضي المدة تأسيساً علي المادة 15 من قانون الإجراءات الجنائية، التي تنص علي أنه تنقضي الدعوي الجنائية في مواد الجنايات بمضي عشر سنوات من يوم وقوع الجريمة.
لكن ما حدث كان شيئا مختلفا تماما، فالواقعة التي نسبتها النيابة الي شادية من خلال أوراق القضية السبعمائة صفحة تقول إنها تزوجت من مسيحي في حين أنها يجب أن تكون مسلمة لإسلام والدها، الواقع فعلا، والذي حاول كل من حقق في هذه القضية أن يتجاهله، ولا يراه وكأنه ليس موجودا بالمرة أن شادية تزوجت عام 1981، وأول علم لها بإسلام أبيها كان عام 1996 أي بعد مرور أكثر من 15 عاما علي واقعة زواجها، ومن ثم تكون المادة 15 من قانون الإجراءات الجنائية واجبة التطبيق ويسقط حق الدولة في محاكمة شادية علي تلك الواقعة غير المؤثمة هذا فضلا عن انتفاء أركان الجريمة، فلا توجد في القضية أي شبهة تزوير، لن التزوير كما عرفه القانون هو تغيير الحقيقة وشادية لم تغير الحقيقة بل اقرت بمعتقداتها وما ترتب عليه وما ولدت عليه وهي المسيحية فالحقيقة الوحيدة التي تعرفها أنها مسيحية وليست لها ديانة أخري وقد دخلت إلي قاعة المحكمة وهي مرتدية صليب علي ملابس السجن البيضاء في إشارة واضحة إلي أنها تتمسك بدينها، وهذا من حقها، لكن المحكمة حكمت بحبسها ثلاث سنوات مع الشغل، وتضمن الحكم ايضا ضبط المحرر المزور، والسؤال الآن ما الذي تقصده المحكمة بالمحرر المزور؟ هل تقصد مثلا عقد الزواج بين شادية وزوجها وهو العقد الذي انعقد عام 81 ونتج عنه 4 أولاد في العقد الثالث من عمرهما، وما هو مصير شادية بعد هذا الحكم داخل السجن، هل سيسمح لها أن تمارس طقوسها المسيحية أم ستجبر علي ممارسة الشعائر الإسلامية لأن والدها أسلم، رغم أنه فعل ذلك علي الورق فقط فقد عاش مسيحيا وسط أولاده ومات مسيحيا ودفن في مقابر المسيحيين، وهل بعد خروجها من السجن ستعيش مع زوجها وأولادها أم سيتم التفريق بينهم لأنها مسلمة وهم مسيحيون، وما هو موقف أولادها الأربعة وأقاربها وأشقائها كيف سيتعاملون معها بعد الآن وقد حكمت المحكمة فجأة بأنها مسلمة ليست علي دينهم، ثم السؤال الأكبر وهو هل إذا أسلم الأب يجبر أولاده علي اعتناق الإسلام حتي لو كانوا رافضين لذلك؟.
هذه هي القضية باختصار يا سيادة الرئيس كما يسردها الذين وقفوا يدافعون عن شادية في المحكمة، والذين يجعلون منها قضية حياتهم، فهي لم تفعل شيئا سوي انها تتمسك بدينها فهل يكون السجن مصيرها، ان هناك من تقدم بطلب للقائك وعرض الامر عليك وأعلم ان هناك مقابلات حدثت بالفعل بين بعض المسئولين الكبار في رئاسة الجمهورية وبين نشطاء اقباط، ولأن هذه القضية ليست قضية الأقباط وحدهم فإننا نتضامن مع ما يطالب به محاموها.
لكنني اختلف معهم فهم يطلبون من الرئيس أن يصدر قرارا بالعفو عن شادية، وأفهم أن يطلب هذا لو كانت شادية مذنبة أو ارتكبت اثما، إن الرئيس يجب ان يتدخل من أجل إعادة المحاكمة حتي تخرج شادية من القضية وهي مسيحية كما عاشت وتزوجت وانجبت وتريد ان تموت، إن تدخلا من الرئيس يمكن ان يحمي البلد من مظاهرات واعتصامات يمكن ان يقوم بها الاقباط في الأيام المقبلة إذا لم تتحرك قضية شادية، لكنني أري ان تدخل الرئيس له فائدة مختلفة تماما وهي انه سيعيدالحياة من جديد لامرأة مصرية صادروا منها دينها رغما عنها، فهل تتدخل يا سيادة الرئيس .... اتمني ذلك.

This site was last updated 09/23/08