السادات فى الكنيست الإسرائيلى

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

زيارة السادات للقدس والمركز القيادى لمصر فى المنطقة

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
أحداث قبل الزيارة
الصحف والزيارة لأسرائيل
رأى الإخوان فى الزيارة
الزيارة ومركز مصر القيادى
السادات يفاجئ مجلس الشعب
New Page 4888
New Page 4889
New Page 4890

Hit Counter

 

جريدة المصرى اليوم تاريخ العدد الثلاثاء ٢٠ نوفمبر ٢٠٠٧ عدد ١٢٥٥ عن مقالة بعنوان [ خسائر ومكاسب «زيارة القدس» ] كتب عزة مسعود - سماح عبدالعاطي
٣٠ عاما مرت ومازال البعض في مصر، وربما في العالم العربي أيضا يعتقد أن قرار الرئيس السادات بالذهاب إلي القدس لم يكن صائبا فحسب بل كان يحمل في الوقت نفسه سمات الإلهام والعبقرية،
بينما يري البعض الآخر في الزيارة مشرطا استأصل مصر من الجسد العربي، وحيدها وبدأ معه العد التنازلي لدور مصر الإقليمي الذي بدا ـ بحسبهم ـ في التراجع وانتقل من دور الطرف إلي دور الوسيط وأخيرا التابع للولايات المتحدة وأجندتها..
وما بين وجهتي النظر تدور الأسئلة حول المكاسب الحقيقية التي حصدتها مصر بعد ثلاثين عاما من الزيارة وخسائرها بعد سنوات من الزيارة وما تبعها من اتفاقية كامب ديفيد وصولا إلي المشهد الحالي بالمنطقة.. ماذا لدينا وماذا فقدنا بعد ٣٠ عاما؟ سؤال يجيب عنه سياسيون ومراقبون.
فهمي هويدي: مصر خرجت من الصف العربي والتحقت بالمعسكر الأمريكي
وصف الكاتب الصحفي فهمي هويدي زيارة السادات بأنها انتكاسة أخرجت مصر من الصف العربي وألحقتها بالمعسكرالأمريكي، مما أثر علي دور مصر القيادي في العالم العربي فلم تعد حسب تعبيره «الدولة القائد» وهو ما يعد «انكشافاً للأمن المصري أولا وضعفاً للدول العربية ثانيا».
وقال «الخسائر علي المستوي السياسي كانت فادحة ويعكسه حاليا الضعف الشديد في الداخل والخارج، وهذا الضعف منح إسرائيل يقينا بأن مصر خرجت من دائرة الصراع بما أعطاها الفرصة لتزداد شراسة في التعامل مع الفلسطينيين، ونفس الشيء ينطبق علي الأوضاع في العراق والكويت وليبيا وسوريا والسودان ودارفور علي نحو لم تعد معه مصر مثلما كانت لاعبا أساسيا وطرفا في المعادلة الخاصة بكل هذه الملفات.
وأضاف «هذا علي المستوي الخارجي وفيما يخص المستوي الداخلي لم يخلق السلام الذي تجسد في الزيارة، ثم الاتفاقية جوا من الديمقراطية نتيجة لاطمئنان النظام المصري للمساندة الأمريكية له، لافتا إلي وضع دول أخري أصبحت تلعب دور البديل لمصر مثل تركيا وإيران» وخص دول الخليج التي شهدت ثورة نفطية بالحديث قائلا «مثل هذه الدول وازنت اقتصاداتها بالشكل الذي تجده منعكسا وبوضوح علي المستوي الاجتماعي لشعوبها بالمقارنة مع المواطن المصري الفقير الذي لم ينل شيئا من سياسة الانفتاح التي ساقها السادات، والتي تعد المكسب الوحيد علي المستوي الاقتصادي، لكنه تحول في ظل الضعف إلي وسيلة لثراء الأثرياء وهؤلاء لا يمثلون سوي نسبة ٥% من الشعب المصري».
المسيري: تسببت في تفتيت المنطقة.. وكانت البداية لبيع مصر
قال المفكر الدكتور عبدالوهاب المسيري «التفاوت الطبقي الرهيب الذي نعيشه حاليا هو إحدي نتائجها»، ووصف الاستثمارات القائمة والتي يقال عنها إنها نمت بفضل اتفاقية السلام، التي سبقها السادات بزيارته لإسرائيل بـ «الاستهلاكية فهي لم تتضمن صناعات حقيقية»، لافتا إلي سيطرة رأس المال «المتمركز في يد طبقه محدده يمثل أفرادها الرأسمالية الطفيلية في أبشع صورها وهذه الطبقه تتجه استثماراتها عادة إلي العقارات والمشاريع سريعة المكسب، بغض النظر عن كونها لا تصنع تراكماً رأسمالياً.
وأضاف المسيري «نموذج الاقتصاد الذي فتح له السادات الباب لينطلق لم يقدم جديدا نتيجة للاستراتيجيات والتوجهات التي تبناها السادات والقائمة علي البرجماتية التي تسعي لحل مشاكل عاجلة وفي المقابل تزيد من حجم المشاكل الآجلة وضرب مثالا بالانسحاب علي مراحل من سيناء، والذي لم ينكر كونه أحد الإيجابيات لولا ما قابله من ضغوط تعرضت لها مصر فيما بعد ومنها اتفاقية الكويز التي وقعتها مصر».
وتابع «مصر حاليا تلعب دور التابع وخلال استمرارها في هذا الدور فقدت كل شيء بل أصبح بيع القطاع العام صورة من صور بيع مصر التي تراكمت ديونها بشكل مخيف وما من سبيل للمواجهة، لأنها عمليا تتطلب وجود قطاع عام وهو ما جعلنا ننجح في جميع الحروب التي خضناها بداية من حرب ٥٦ نهاية بحرب ٧٣» باستثناء ١٩٦٧، لكن النخبة الجديده تخلت عن الثوابت وحلت القطاع العام واعتمدت علي الغرب، وبالتالي نجحت الضغوط الإسرائيلية في تحقيق مآربها، منها علي سبيل المثال توقيع اتفاقية الكويز.
وهاجم الزيارة قائلا «لابد أن نقارن بين السادات وعبدالناصر فالأخير صاحب رؤية سياسية هيمنت علي مصر بالمقارنة بالأول، لافتا إلي ثورة يوليو بقوله «كانت مبنية علي رؤية استراتيجية أجزائها العالم العربي والإسلامي، بحيث يشكل كل منهما كتلة توازي التكتلات العالمية الموجودة، و«الواقع حاليا بعد مرور ٣٠ عاما علي الزياره» يقول المسيري «الوطن العربي تفتت، فالسودان يتم تقسيمه والملحق المصري الذي كان يراقب منابع النيل به ألغي ولم يعد لمصر أي تأثير بعدما فقدت دورها للدرجة التي جعلتني خائفا علي الجسد العربي فنحن نتفتت وقتما يتحول العالم إلي تكتلات وهذه هي أهم سلبيات الزيارة التي مازلنا نعاني من آثارها».
اللواء «محمود خلف» يضع السيناريو البديل لزيارة السادات:مصر تختار الحل العسكري وتبني دفاعات في سيناء.. وأزمة إسكان تضرب البلاد
ثلاثون عاماً مرت علي زيارة الرئيس «السادات» إلي القدس والجدل حول شخصيته لم يهدأ لحظة واحدة، جدل ثارت بسببه معارك دبلوماسية، وقضائية، وفي أحسن الظروف كلامية كلها تدور حول معني واحد مع اختلاف التسميات، هو أن «السادات» بزيارته للقدس وما تلاها من مفاوضات ومعاهدات تسبب في شق الصف العربي وإخراج مصر من دائرة اللعبة ورماها في أحضان الأمريكان إن لم يكن في أحضان الإسرائيليين، لن نناقش الاتهامات، ولن ندافع عن «السادات»، ولكننا سنحاول أن نعود إلي الوراء ونفترض أن الزيارة لم تحدث، نتخيل شكل مصر بعد ثلاثين عاماً من تاريخ الزيارة. نطرح سيناريو بديلاً ونرسم صورة لمصر دون اتفاقيات، أو معاهدات مع الجانب الآخر.. وضعها العسكري والسياسي والاجتماعي. ما شكل الصورة؟
الخبير العسكري بأكاديمية ناصر العسكرية اللواء «محمود خلف» حاول أن يجيب عن السؤال من وجهة نظر ضابط في القوات المسلحة عاصر حروب مصر مع إسرائيل، وخبير عسكري في مقدوره أن يحلل الأوضاع الراهنة، لكنه أشار إلي صعوبة الحديث عن السيناريو البديل دون الرجوع إلي الظروف المحيطة بالحدث أو بمعني آخر الصراع العربي _ الإسرائيلي الذي شكل خلفية عريضة للحدث فيقول «إن مصر قبل حرب ٦٧ كانت في الوضع الأقوي وإسرائيل في الوضع الأضعف، وبعد ٦٧ انقلبت الآية و أصبحت مصر أضعف وإسرائيل أقوي،
وفي الوقت نفسه فإن القوة الأساسية للقوات المسلحة المصرية قبل حرب ٦٧ كانت موجودة في اليمن، ودون أن نتحدث في أخطاء ارتكبتها القيادة السياسية واعترفت بها فيما بعد، فوجئنا بعد انتهاء الحرب بإسرائيل تحتل سيناء بالكامل _ مساحتها ٦١ ألف كيلو متر، ما يعادل ٦% من مساحة مصر_ وترفع علمها علي الضفة الشرقية لقناة السويس، كان هذا الوضع شديد الصعوبة علي القوات المسلحة التي تعرضت هي والشعب لصدمة عنيفة، وإسرائيل ليست
كما يحاول البعض أن يصورها لنا، مجرد دولة تعدادها ٥ ملايين نسمة ومساحتها ٢٠ ألف كيلو متر مربع، دون أن يؤخذ في الاعتبار بعدها السياسي، خاصة أن الصهيونية العالمية تقف وراءها وتتحكم في البيت الأبيض والعالم، بل إن إسرائيل منذ إنشائها بوعد بلفور تمثل العالم الغربي في منطقة الشرق الأوسط. إذن هي مدعومة وسياستها تمثل في النهاية دفاعاً عن مصالح الغرب في المنطقة، والأحداث التي تحدث كل يوم في المنطقة تبرهن علي ذلك،
وفي هذه الحالة فإن مسألة إزالة إسرائيل من الوجود مسألة لا يجب أن تكون في الحسبان، فقبل أن نفكر في ذلك ينبغي في البداية أن نزيل المصالح أو نغير الميزان، هذه الخلفية يجب أن نفهمها جيداً قبل الحديث عن أي شيء. وبعد الهزيمة - يقول خلف - كان علينا أن نرفع تكلفة احتلال إسرائيل لسيناء ونحدث خسائر في النظام الإسرائيلي، من هنا جاءت فكرة حرب الإستنزاف حتي نجعل احتلال سيناء فاتورة مكلفة لإسرائيل،
وفي الوقت نفسه كانت هناك كتلتيان تتحكمان في العالم، وحرب باردة تهيمن علي المنطقة، والمعادلة في الشرق الأوسط يجب أن تتفق مع المعادلة الأساسية و كانت أمريكا تدعم إسرائيل بتكنولوجيا التسلح ونظم الاستطلاع والمخابرات ونظم التدمير في الوقت الذي لم يمدنا فيه الاتحاد السوفيتي بالأسلحة التي كنا نطلبها منه، والدليل علي ذلك أن عدد الأسلحة التي حاربت بها القوات المسلحة المصرية في حرب ٧٣ كان محدود، جداً وكانت تعود لجيل سابق علي وقت الحرب،
وكانت لدينا مشكلة تتمثل في كيفية تطوير هذه الأسلحة، وكيف يمكن أن نجد حلولاً للفروق في التفوق العسكري بيننا وبينهم، هذا هو الوضع العسكري أما الوضع السياسي فتلخص في أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت مستريحة للوضع، وكان هناك اتفاق ضمني بين كوسيجين وجونسون أن تظل الحالة في الشرق الأوسط كما هي،
وهو ما عرف بعد ذلك بالاسترخاء العسكري بين المعسكرين الشرقي والغربي، فأصبح علي مصر بإمكانياتها المحدودة وكل ما في أيديها أن تقوم بإزالة آثار العدوان واستعادة سيناء بعد أن فشلت في حسم القضية سياسياً، لم يكن في يدنا أي أوراق للضغط وحتي لو لجأنا للتفاوض كانت إسرائيل ستفرض شروطاً قاسية جدا أو كما عبرعنه كسينجر عندما قابل حافظ إسماعيل وقال له: «انتوا ناس مهزومين وعايزين إيه؟ تفتحوا قناة السويس؟ وتمشوا الإسرائيليين من سيناء؟ من إمتي إسرائيل بتمشي؟» تمشي إزاي؟ وتمشي ليه؟
فكان يجب تحريك القضية بالحل العسكري الذي لم يكن منه بد، بمعني أن مصر كان عليها أن تخوض حربا ضد إسرائيل وتنتصر فيها، حتي تمتلك في يدها أوراقاً للضغط ولو كانت مصر هزمت في حرب ٧٣ كانت ستخوض حرباً أخري في عام ٧٥، وعام ٨٠، وعام ٢٠٠٠ حتي تحقق نصراً وهذا كان أهم رسالة تم توصيلها لإسرائيل بعد حرب ٧٣، رسالة مؤداها أننا سنظل نحاربهم حتي لو اضطر الشعب المصري كله أن يخرج بالشوم ، حتي لو دخلت إسرائيل الدلتا لن نتوقف عن حربهم.
نعود مرة أخري إلي السيناريو البديل - يذكر خلف - الوضع في سيناء كالآتي: القوات المصرية تضع يدها علي مساحة محدودة من الأرض، والقوات الإسرائيلية تستولي علي جزء كبير، في هذه الحالة يمكن أن نطلق علي الوضع أنه مجمد. ويضع اللواء «محمود خلف» تصوره عن الحالة التي ستكون عليها مصر فيقول: كان من الممكن لو لم يقم السادات بزيارة لإسرائيل أن يظل الوضع كما هو عليه.
القوات الإسرائيلية تحتل علي الأقل ثلث سيناء وتستفيد من الوضع عسكريا وسياسياً، واقتصادياً كانت ستزرع سيناء وتستعين في هذه المزارع بعمالة مصرية، وتملأ الأرض بمستوطنات عديدة تغير من طبيعة الأرض وتهودها بالكامل ولن يختلف وضعها كثيراً عن وضع هضبة الجولان بسوريا، أو وضع فلسطين نفسها،
وكانت منطقة خليج العقبة بالكامل ستبقي تحت يد إسرائيل وتتحول كلها إلي منطقة سياحية إسرائيلية، ولم تكن هناك لا شرم الشيخ ولا طابا ولا مصري واحد كان سيصبح في استطاعته أن يقترب من هذه الأماكن نهائياً، وما دمنا اخترنا الحل العسكري فمن غير المستبعد أننا كنا سنظل حتي الآن في حالة حرب،
وهذا يعني أن كل الموارد الداخلية سيتم تحويلها لصالح المجهود الحربي، ويمكن أن نتخيل أننا حتي هذه اللحظة ما زلنا نبني إمكانات دفاعية في سيناء تستنزف طاقاتنا الداخلية، فحتي حرب أكتوبر كان حجم الأسمنت الذي تم استخدامه في بناء التحصينات يكفي لبناء هرم مثل الهرم الأكبر، وهو ما خلق لدينا بعد ذلك أزمة إسكان، أي نظل في نفقات دفاعية لا تنتهي.
هذا عن الوضع العسكري أما عن الوضع الداخلي فالله وحده هو الذي يعلم مقدار السوء الذي كان سيصبح عليه، فإذا كنا الآن نعاني ونحن في حالة السلم فكيف بالوضع لو كنا مازلنا في حالة حرب حتي الآن؟ مع الوضع في الاعتبار أن حرب أكتوبر أخذت كل الموجود في الخزينة حسب شهادة الرئيس السادات الذي قال إن مصر لم تكن تملك وقت حرب أكتوبر سوي ٣٧ ألف دولار.
عبدالمنعم سعيد: خلصتنا من شعار «لا شيء يعلو فوق صوت المعركة»
«عودة سيناء إلي مصر من أهم المكاسب التي حققتها الزيارة» هكذا بدأ الدكتور عبدالمنعم سعيد مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية حديثه عن الزيارة، وقال: «في عودة سيناء تحرر للسيادة المصرية بما منح مصر القدرة علي اتخاذ مواقف حاسمة في معظم القضايا العربية المطروحة»، مضيفا: «تم تحرير الأمن المصري من الإنفاق الدفاعي الكبير الذي انخفض من ٧٥% من الميزانية إلي ٣% وهي النسبة المعقولة للحفاظ علي قوتنا
كما منح الفرصة للدفع بما توافر لدينا من إمكانيات لتأسيس البنية الأساسية والتحتية، إلي جانب المشروعات التي تجعل من مصر الدولة الأفضل حالا بالمقارنة بسوريا مثلا التي ظلت عاجزة عن تحقيق كفاءة اقتصادية تمكنها من التطوير السياسي علي غرار التطور الذي شهدته مصر بفضل الزيارة التي كانت الممهد للسلام الذي لولاه لكانت السياسة تتبع الجملة التي تقول: «لا شيء يعلو فوق صوت المعركة» وهو ما يعيق مسيرة الديمقراطية.
وأضاف: «إلي جانب ذلك يأتي الدور المصري الذي اكتسب مساحة أوسع جعلت من مصر صاحبة المواقف الحاسمة في قضايا العروبة علي رأسها قضية العراق والكويت ولبنان وفلسطين، مؤكدا أن «الدور المصري لايزال مؤثرا، وذلك في حدود إمكانياتها مع الأخذ في الاعتبار أنها ليست اللاعب الوحيد في المنطقة، ضاربا مثالا بالفشل الأمريكي في العراق الذي أرجعه إلي رفض مصر للغزو الأمريكي».
وعقد مقارنة بين مصر وغيرها من الدول قائلا: «رغم الأموال الطائلة في الدول العربية فإنها لم تتقدم لدرجة أن يحصل ٤ من أبنائها علي جائزة نوبل من بينهم اثنان من جامعة القاهرة»، وأضاف: «مكتبة الإسكندرية دليل آخر علي تقدم مصر الذي رسمت ملامحه الزيارة وإن كان لم ينف مكانة كل من دول إيران وتركيا والسعودية والعراق في بعض الأوقات السابقة، إلا أنه قال: «مفهوم دولة مهمة لايعني أنها علي وشك المواجهة مع الولايات المتحدة، وإنما تستطيع طرح نفسها وأجندتها، وقد طرحت إيران أجندتها التي لم تخرج عن الثورة الإسلامية، لكن لا أحد اتخذها نموذجا للدول العربية الشرق أوسطية، بل البعض اعتبرها علامة للتخلف، خاصة أنها فشلت في الحفاظ علي مواطنيها فتركها ٤ ملايين مواطن».
وتابع: «أما السعودية فقد لعبت دورا بفضل امتلاكها للثروة النفطية، لكنه لم يلغ الدور المصري، أما تركيا وهي النموذج العلماني لا أعتقد أن يتبناه أحد، فظروف الدول تختلف، كما أن شكل الدولة المصرية الوسطية ظل الأكثر إلهاما للنماذج المختلفة تجد صداه في الدساتير التي تعد وتأخذ من الدستور المصري».
طلعت السادات: الزيارة فتحت الأبواب و«الشبابيك» للشمس
«الزيارة فتحت الأبواب والشبابيك لدخول الشمس» هكذا عبر النائب طلعت السادات عن زيارة عمه للقدس قائلا «كانت المطلب الأساسي للشعب، لكنها لم تخل من الانتقادات حتي إن كانت هي أولي بشاير السلام الذي جاء مع الاتفاقية التي وقعتها مصر في العام ١٩٧٩، لكنه حمل أيضا سلبيات تمثلت في اختيارات الرئيس الراحل محمد أنور السادات لمن ينفذ سياساته، والتي كانت الزيارة أولي خطواتها».
طلعت السادات لم ينكر أن الزيارة وما ترتب عليها من اتفاقيات حققت حلم السلام الذي وصفه بـ «سلام الأنداد» فمصر كانت وقتها دولة منتصرة أصبح لعسكريتها ثقافتها التي جعلت الدول العظمي تحترمها فضلا عن المكاسب السياسية والاقتصادية الأخري، والتي كان من المنتظر أن يجني المواطن المصري ثمارها الأمر الذي لم يحدث لأسباب يراها متعلقة بما اتجه إليه النظام الحالي ولا علاقة للسادات بها».
وإن كان لم ينف ارتكاب عمه «أنور السادات» لبعض الأخطاء التي قال عنها «كل الشعب المصري يعرفها، وتتركز في اختياره لمن حوله من وزراء ورجال أعمال استطاعوا الهيمنة علي المكاسب التي تحققت في ظل السلام الذي كانت الزيارة أولي بشائره».
كانت هناك مكاسب للزيارة، لكنها ضاعت بمرور الوقت بسبب سياسات النظام الحالي والتي ساهمت في إفراغ مصر من دورها الخارجي فأصبحت بلا دور واصفا موقفها من معظم قضايا المنطقة بالسلبي واستشهد بموقفها من الهجمة الإسرائيلية الأخيرة علي سوريا وقبلها لبنان فضلا عن خروج الجماهيرية الليبية من تحت عباءتها وتفردها بالدور كبديل لمصر بعد سيطرتها علي القرن الأفريقي من خلال الاتحاد الأفريقي الذي صنعته وهو يدار حاليا من واشنطن وتل أبيب.
وخص السادات بالنقد المشروعات الاستثمارية الكبري التي يروج لها النظام بالحديث قائلا «جميعها استهلاكية» وفي إشارة منه لمشروع توشكي قال «اللي معاه جنيه محيره يروح توشكي يطيره» ولم يسلم مشروع شرق التفريعة هو الآخر من نقده إذ قال «تم توزيعه علي المحاسيب» وبالمثل خليج السويس الذي لم ينل واحد من شباب المحافظة شبراً فيه لأن الأرض فيه تم بيعها للكبار مقابل خمسة جنيهات للمتر وقاموا هم بتسقيعها وإعادة بيعها بمبلغ ١٥٠٠ جنيه للمتر، وتساءل: أين هي المكاسب التي تحققت.. لقد ضاعت؟
الإذاعة سجلت أغاني للزيارة.. لكنها توقفت عن إذاعتها
ورشة عمل أقامها الموسيقيون والمطربون في الإذاعة المصرية في محاولة لإنتاج أغان يستقبلون بها الرئيس السادات عقب عودته من القدس.. أغان غناها مطربون معروفون ووضع كلماتها وألحانها مؤلفون معروفون أيضا، كان هدفهم علي ما يبدو أن تعيش أغنياتهم غير أن هدفهم لم يتحقق علي الإطلاق.
نذكر من هذه الأغاني «أهو كده حقنا يتكلم» لـ «محرم فؤاد» كلمات «سمير محجوب» ولحن «علي رضا»، وأغنيتي «إحنا أصحاب القرار» و«قول يا سادات» تلحين «محمد سلطان» وغناء المجموعة، كما غني «محمد العزبي» أغنية «خير يا سادات» من تأليف «نادر أبو الفتوح» وألحان «يوسف شوقي»،
أما «ياسمين الخيام» فقد غنت «السلام قال كلمته» من ألحان «سيد مكاوي» الذي لحن لها أغنية «بالسلام والسلامة» التي وضع كلماتها «فؤاد حداد»، ثم غني «مكاوي» بصوته أغنية كتبها «كمال عمار» بعنوان «تعيش يا سادات»، وسجلت «فايدة كامل» أغنية «مصر تخاطب فتاها» من كلمات «أحمد عثمان» وألحان «عبدالعظيم محمد»، وغنت «أماني جادو» «العالم عايز سلام» تأليف «إبراهيم الورداني» ولحن «حمدي حسن» وسجلت «عايدة الشاعر» أغنية «رسول السلام» من كلمات «محمد مسعد» وألحان «سيد إسماعيل»،
ورغم كثرة هذه الأغاني، فإن أحدا لم يعرف عنها شيئا.. أين ذهبت ولماذا لا تذيعها الإذاعة أو يرددها الناس، والأغرب من ذلك أن الأغنية الوحيدة التي أذاعتها الإذاعة بكثرة وقت الزيارة، ولايزال الناس يتذكرونها وهي «بالسلام» لأم كلثوم، لم تصنع من أجل الزيارة، فقد سجلت عام ٦٣ من كلمات «بيرم التونسي» وألحان «محمد الموجي» غير أنها استخدمت بكثرة لصالح الزيارة، أما باقي الأغاني فلا يتذكرها أحد.
الدكتور «زين نصار»، رئيس قسم النقد الموسيقي بالمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون، يقول إن الغناء دائما مرآة المجتمع ودائما يتم استخدامه للتعبير عن الأحداث المهمة والدليل علي ذلك أغاني أعوام ٥٦ و٧٣ وحتي ٦٧، كانت هذه الأحداث تحرك المطربين إلي الدرجة التي كانوا يقيمون فيها في الإذاعة من أنفسهم دون دعوة من أحد، وبالنسبة للأغنيات التي تم تسجيلها أثناء زيارة السادات فتدخل تحت مسمي أغاني المناسبات، وهي أغان مرتبطة بحوادث معينة،
وربما يرجع السبب في عدم تذكر الناس إياها أو إذاعتها في وسائل الإعلام أن مناسبة زيارة السادات للقدس لا يتم الاحتفال بها سنوياً، بل هي مناسبة انتهت بموت صاحبها، رغم استمرار عملية السلام، الأمر الذي لا يجعل لإذاعة هذه الأغاني بشكل متكرر سبباً مقنعاً، بعكس أغاني أكتوبر التي تذاع كل عام بسبب احتفال الدولة بها سنوياً، وكذلك جميع المناسبات الوطنية التي تم تخليدها في أغان.

 

This site was last updated 09/16/09