Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الأحداث التى سبقت إعلان السادات عرضه بزيارة إسرائيل

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
أحداث قبل الزيارة
الصحف والزيارة لأسرائيل
رأى الإخوان فى الزيارة
الزيارة ومركز مصر القيادى
السادات يفاجئ مجلس الشعب
New Page 4888
New Page 4889
New Page 4890

Hit Counter

 

جريدة المصرى اليوم تاريخ العدد الاثنين ١٩ نوفمبر ٢٠٠٧ عدد ١٢٥٤ عن مقالة بعنوان [ الدكتور علي السمان يتذكر: السادات قال لي عام ١٩٧٤ «الإنسان لا يذهب إلي الحرب من أجل الحرب» ] كتب شيماء عبدالهادي
«حينما يتكلم الإنسان عن مشروع السلام المصري ـ الإسرائيلي يجب ألا ينسي أن هذا السلام جاء بعد معركة التحرير، ولو جاء قبلها وبدون نصر أكتوبر لكان ذلك، باختصار شديد، هو الاستسلام».. بهذه العبارة بدأ الدكتور علي السمان، السياسي المعروف شهادته علي زيارة الرئيس الراحل أنور السادات إلي القدس، كان الرجل وقتها يشغل منصب مدير الإعلام المصري الخارجي بباريس، بعد أن شغل منصب مستشار للرئيس السادات لمدة عامين، مما خلق بينهما مساحة من الثقة المتبادلة.
قال لنا الدكتور علي السمان: «كنا في موقف الأقوي ونحن نفاوض. وفي هذا الحديث سأتكلم عن الأحداث التي كنت طرفا فيها، وكنت وقتها أشغل منصب مستشار الرئيس السادات عام ١٩٧٣ ولمدة عامين، ثم مدير الإعلام الخارجي برئاسة الجمهورية، وكانت المهمة المسندة لي هي إعداد الرأي العام المصري، بأن نتكلم معه لغة واحدة في الداخل والخارج. وبدأنا العمل في تنفيذ المهمة».
«لم يكن تقدم السادات نحو مفاوضات السلام مفاجأة بالنسبة لي» وتابع السمان كلامه «التقيت بالسادات، بعد التحرير بشهور في مارس ٧٤ في ميت أبوالكوم، وكان يجلس في الحديقة وتقريبا في الظلام بعيدا عن نور الصالون، ولعل أهم كلمة سمعتها منه وقتها هي أنه لايوجد رجل دولة يذهب إلي الحرب من أجل الحرب، فالإنسان يذهب إلي الحرب من أجل الحصول علي موقع أفضل علي مائدة المفاوضات، وهذا منطقي لأن حرب التحرير حررت جزءاً نعرفه وبقيت باقي الأرض،
والحل كان أن نذهب إلي تفاوض السلام لاستردادها، وكنت وقتها في زيارة للسادات لتقديم تقرير عما تم عمله في تنفيذ المهمة الإعلامية، التي كان قد كلفني بها أثناء حرب أكتوبر.
وقد خرجت ولدي رسالة بشكل غير مباشر، هي أنه علي استعداد لأن يذهب إلي المفاوضات، ولا أدعي أنني كنت أتوقع زيارته للقدس ولكن كان لدي تخيل بأن الرئيس السادات لابد أن يقوم بمبادرة غير عادية، وذلك لعلمي أن الرئيس الأمريكي أبلغه في وقت معين أنه لن يستطيع أن يحصل من الإسرائيليين أكثر مما حصل عليه، الأمر الذي اقتضي منه النزول بنفسه إلي التفاوض».
يتابع السمان: «في أثناء مفاوضات كامب ديفيد، التقيت الرئيس السادات في بيته بالجيزة، وقال لي: أتي الوقت الذي تبدأ فيه المرحلة الثانية من التعاون معي، من أجل مفاوضات السلام.. وأطلب منك عند توقفي في فرنسا، وأنا في طريقي للولايات المتحدة الأمريكية، أن التقي بقيادات يهودية مؤثرة ومستقلة».
«بعدها ذهبت إلي فيينا» - يحكي السمان - اجتمعت مع صديقي اليهودي النمساوي كارل كاهان، الذي كان صديقا لمستشار النمسا ورئيسا لبنك مونتانا، والأهم أنه كان من ممولي حركة السلام الآن، وبعد تشاور طويل معه، توصلت إلي اختيار أربع شخصيات يهودية هم، ناحوم جولدمان، رئيس المؤتمر اليهودي السابق، وهو من القيادات التاريخية التي كانت تطالب منذ عام ١٩٥٨ بضرورة إقامة وطن فلسطيني، ووطن إسرائيلي.
أما الشخصية الثانية فكانت سير (سيجموند فاربورج)، رئيس مجموعة البنوك التي تحمل اسمه في أوروبا، وكان ألماني الأصل ودوره في التاريخ اليهودي معروفا بأنه هو الذي تفاوض مع هتلر، علي دفع أموال لهتلر نظير تركه اليهود في سلام.. كما كان من المعروف عنه أنه وجه رسالة شفهية قاسية إلي مناحم بيجن، رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الوقت، بعد زيارة الرئيس السادات للقدس، قال فيها (لم نكن مدينين لشخص، مثلما نحن مدينون اليوم للرئيس السادات، وهو يعرض علينا السلام مقابل الأرض، ولا نملك أن نسمح لك أن تضيع هذه الفرصة، اليوم، بأسمائنا).
والشخصية الثالثة كانت لورد جودمان، وهو حفيد جودمان المستشار القانوني، الذي صاغ وعد بلفور الشهير. والرابع كان البارون إدموند روتشيلد، حفيد روتشيلد الذي وجه إليه (بلفور) وعده الشهير بإنشاء دولة إسرائيل.
وانضم إلينا بالطبع الصديق (كارل كاهان)، وفي صالون قصر الضيافة الفرنسي بجانب قصر الإليزيه التقي الرئيس السادات ضيوفه الخمسة، وبدأ يعرض عليهم الخطوط الرئيسية بأن قال لهم: هناك فرص في التاريخ لا تتكرر، وإنني أحمل كل واحد منكم مسؤولية إضاعة الفرصة التي أتيحت بعد زيارتي القدس.. دعونا نعش جنبا إلي جنب في سلام.
ثم فاجأني وفاجأهم - الكلام للسمان - حين قال (لقد سبق وقلت لصديقكم السمان، حينما التقيت به، بعد حرب أكتوبر مباشرة، إنه لاتوجد حرب من أجل الحرب ولكن هي من أجل الحصول علي مكان محترم علي مائدة المفاوضات).
يتابع: «ولعل من أهم الكلمات التي قيلت تعقيبا من الضيوف علي كلمة الرئيس السادات هي التي رد بها ناحوم جولدمان قائلا: «أرجو أن يكون سلاحك الرئيسي، هو الصبر، والصبر ومقاومة أسلوب الشغب التي يحسن الإسرائيلي ممارستها، حتي يخرج التفاوض من موضوعه الرئيسي إلي موضوعات فرعية».
كان السمان مازال في باريس يتابع إنجاز المهمة التي كلف بها من الرئيس السادات حينما تفاجأ، مثله في ذلك مثل الآخرين، بالخطاب الرئاسي الشهير الذي أعلن فيه السادات عن استعداده للذهاب إلي الكنيست ذاته ما دام في ذلك تحقيق للسلام، يقول السمان: «ليلة المبادرة وبعد الحديث الشهير له في مجلس الشعب الذي قال فيه إنه علي استعداد للذهاب إلي الكنيست ذاته من أجل السلام،
وما إن انتهي من خطابه، حتي كان قد أحدث بما قاله ضجة إعلامية كبيرة، واتصل بي أصدقائي من الصحافة الفرنسية في محاولة لمعرفة جدية وخطورة تلك العبارة، ولأنني خشيت أن تكون تعبيرا مجازيا وليس المقصود أبدا الذهاب إلي القدس فقد اتصلت بـ(سعد زغلول نصار) المستشار الصحفي للرئيس وقتها، وعاودت الاتصال مرتين إلا أنه أبلغني أن الرئيس السادات رد بالصمت ولم يعلق.. وكما نعلم جميعا فإن رئيس الدولة ليس مضطرا للرد، ولكني استنتجت بالفعل أنه سيذهب إلي الزيارة».
وكان السادات يريد في حالة الفشل خلال توجهه إلي كامب ديفيد أن تكون باريس هي نقطة انطلاق الحملة لانتقاد كامب ديفيد، وقد أعطاني وقتها ظرفاً مغلقاً، لكي أسلمه للسفير المصري في فرنسا، مكتوب عليه (لا يفتح هذا الظرف إلا بعد إعطاء النور الأخضر من كامب ديفيد)، وتناقشت معه وأخبرته بأن هذا الأمر يحتاج إعداداً قبلها لأني لن أستطيع بمجرد إعطائي الضوء الأخضر أن أحشد الإعلام الفرنسي من حولنا، ليدافع عما نريده. وفاجأني الرئيس السادات بأن فتح الظرف ووجدت فعلا أن عنصراً أو اثنين يحتاجو إعداداً من الآن قبل أن نعرف ماهية نتيجة التفاوض».
يختتم السمان شهادته بقوله: «أنا دائماً من أنصار ألا نفصل في تقييم حدث بين الظروف المحيطة به، والظروف التي كانت تحيط بمصر وقتها لم يكن هناك خلاص آخر غير تحرك استثنائي لكي يساعد المفوض المصري، ونادرا ما يعيد التفاوض لبلد كل شبر من أرضها، وهو المهم، وهو ما قاله الرئيس السادات قبل أسابيع من موته، هو أنه إذا صح التزام علي رئيس الدولة فهو أن يعيد كل ما انتزع من أرضها».

 

This site was last updated 12/21/10