الشيخ أحمد يوسف حمدالله

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الشيخ أحمد يوسف حمدالله قائد أكبر فصيل داخل تنظيم الجهاد

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
تاريخ الشيخ سيد إمام
جماعة السماوى
د/ حبيب وتنظيم الجهاد
الشيخ أحمد يوسف حمدالله
المتهم رقم12
زوجة طبيب «بن لادن

Hit Counter

 

المصرى اليوم   تاريخ العدد ٢٥ نوفمبر ٢٠٠٧ عدد ١٢٦٠ عن مقالة بعنوان [ الشيخ أحمد يوسف حمدالله قائد أكبر فصيل داخل تنظيم الجهاد في أول حوار بعد الإفراج عنه لـ«المصري اليوم»] حوار أحمد الخطيب
تنفرد «المصري اليوم» بأول حوار مع الشيخ أحمد يوسف حمدالله قائد أكبر فصيل داخل تنظيم الجهاد المعروف بـ«مجموعة بني سويف» عقب خروجه وجميع أعضاء وكوادر مجموعته التي تزيد علي الألف من المعتقل بعد إقرارها المراجعات الفقهية لتنظيم الجهاد التي أجراها الدكتور سيد إمام مفتي ومؤسس التنظيم في مصر.
يكشف «حمدالله» أسرار المناقشات والجدال الذي دار طوال الأشهر الماضية داخل السجون بين الشيخ سيد إمام وقادة الفصائل داخل السجون من جهة، وبين الأعضاء والكوادر من جهة أخري، لإقناعهم بالمراجعات الفقهية التي أجراها إمام، والتي قال عنها إنها أشبه بـ«تسونامي»، كما كشف «حمدالله» عن أسرار إنشاء مجموعته الجهادية في بني سويف، وكيف كانت ضمن الهرم التنظيمي لتنظيم الجهاد دون أن يعرف الأعضاء.
وقال «قرار اتحاد الجماعات الإسلامية الذي قام به محمد عبدالسلام فرج كان في بني سويف، وفيه اجتمع كل من قادة الجهاد والجماعة الإسلامية والمجموعات السلفية، وذلك لاتخاذ قرار الصدام المسلح مع الدولة، والخروج علي السادات، لكن الجماعات السلفية طلبت فتوي عالم كبير من الخارج، وهو ما حدث بإرسال رسول إلي الشيخ الألباني بالسعودية، لكن الأخير طلب قائد كل فصيل من أجل مناقشته، وهي الواقعة التي تكشف لأول مرة علي صفحات «المصري اليوم» ولكن «فرج» أخذ القرار باغتيال السادات وانسحبت المجموعات السلفية.. وإلي نص الحوار:
* كيف كانت نشأتك الأسرية، وما مدي تأثيرها في شخصيتك، والبيئة التي تربيت فيها؟
- أنا نشأت في أسرة مستورة الحال وتلقيت تعليمي العادي كأي مواطن، حيث حصلت علي الشهادات الابتدائية ثم الإعدادية والثانوية، وأنهيت دراستي بحصولي علي بكالوريوس تجارة جامعة القاهرة، أما تعليمي الشرعي أو الفقهي فتلقيته من خلال ترددي علي كُتاب قريب منا، وحفظت فيه القرآن، أما بقية العلوم الشرعية فهي اجتهاد شخصي مني، وأظن أنها لا تفيد أحداً غيري، أي لا تصلح للأخذ منها والاستناد إليها، وأنا من مواليد ١٩٦٠ حيث أبلغ سبعة وأربعين عاماً، وكنت أعتمد علي سماع شرائط صوتية للشيخين كشك وإبراهيم عزت، وبعض علماء الأزهر ممن يتحركون في المحافظات والأقاليم، ومنهم الشيخ نجيب المطيعي.
* هل تعتبر ما تعلمته أهلك في ذلك الوقت للفتوي؟
- لا أستطيع القول بأنني نلت كماً من العلم يؤهلني للفتوي، ولذلك أريد أن أنوه إلي أن حديثي الآن يعتبر تجربة شخصية لي أو قل نصيحة للمسلمين، حيث قال الرسول -صلي الله عليه وسلم-: «قدموا النصيحة»، فقالوا: لمن يارسول الله؟ قال -صلي الله عليه وسلم-: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»، وقد دخلت الجامعة في عام ١٩٧٧ والجامعة هي التي ساعدتني في تكوين رؤية محددة، وكان الجو العام داخل الجامعات مفعماً بالنشاط، وبدأ ظهور العلمانية آنذاك كتيار، بجانب تيارات أخري إسلامية كانت موجودة، وكان الطلاب يتحركون بحرية، وكان هناك تشجيع لهذه التيارات إن لم يكن بالدعم، فهو بترك الطلاب يعملون ويتحركون، فبداية ظهوري والاحتكاك بالجميع كانت في الجامعة.
* صف لنا المشهد السياسي في الجامعة في ذلك الوقت، خاصة التيار الديني؟
- كان الإخوان يسيطرون علي كل شيء كتيار ديني قوي في الجامعة آنذاك، وكانوا يتزعمون كل التيارات بمن فيهم نحن، وتحديداً من عام ١٩٧٦ إلي ١٩٧٩، وبدأوا يسيطرون علي كل الأنشطة الطلابية، خاصة التيارات الدينية منهم، في جميع جامعات مصر، وكان علي رأس هؤلاء «الإخوان» في جامعة القاهرة عصام العريان، وعبدالمنعم أبوالفتوح، وحلمي الجزار، وكان في الصعيد محيي عيسي، وأبوالعلا ماضي.
* وأين كان التيار الجهادي آنذاك؟
- التيار الجهادي لم يكن ظهر وقتها، ولكنه كان موجوداً علي شكل خلايا سرية وغير معلنة، حيث لم تعلن إلا بعد دخول محمد عبدالسلام فرج في التنظيم ومقابلته كرم زهدي في القاهرة، وحدث الاندماج بين «الجماعة الإسلامية» و«الجهاد» وهو ما أفاد كلا الطرفين، فالجماعة أفيدت من الناحية العسكرية فائدة كبيرة، و«الجهاد» استفاد من الناحية الدعوية والإعلامية.
* وأين كنت أنت وقتها؟
- كنت وقتها في بني سويف، حيث كان هناك فرع لجامعة القاهرة في بني سويف، وكلنا كنا «إخوان»، وكان قائدنا في ذلك الوقت رجلاً اسمه «محمد سعد زغلول»، وكان أغلبنا لا يعرف بأمر الجماعة أو التنظيم، وكان عمره يفوقنا بأربع سنوات، وهو خريج كلية التجارة جامعة القاهرة، وكان ينتمي لعائلة ثرية، فتحمل علي عاتقه أعباء تكوين خليته، وكان والده يعمل في السعودية ويحمل جنسيتها، لكنه بعد أحداث ١٩٨١ فر هارباً إلي السعودية ومكث هناك فترة كبيرة، وهنا بدأت خلية بني سويف الجهادية، وهي تتبع خلية أكبر منها في المعادي وتتبع مهندساً اسمه «طارق زكي» وهو مهندس إلكترونيات، وألقي القبض عليه في أحداث ١٩٨١.
* معني ذلك أن خلية بني سويف لم تكن معروفة؟
- نعم لم تكن معروفة للكثير من أفراد التنظيم، وكان فيها الشيخ مجدي كمال المعروف بـ«أبوحذيفة»، ومحمد عبدالعزيز أبوطالب، وأحمد الأسيوطي، وغالبية المترددين ما بين الجامعة والمساجد ومنها مسجدا «بني سيوطي» و«الصفا»، وكل هذه المجموعات كان يدعوها محمد عبدالعزيز، خاصة من يثق فيهم، إلي الدخول في التنظيم، ولم يكتمل له أي شيء لأنه خلال فترة وجيزة تم اكتشاف كل المجموعات الجهادية في ذلك الوقت بعد أحداث اغتيال السادات.
* هل كانت مجموعة بني سويف من ضمن المشاركين في عملية اغتيال السادات؟
- تم تقديم حوالي عشرة من أفراد مجموعة بني سويف للمحاكمة في القضية رقم ٤٦٢ حصر أمن دولة عليا في عام ١٩٨١، وهي الشهيرة بقضية الجهاد الكبري، وحكم عليهم جميعاً بالبراءة.
* ألم تكونوا تابعين لأي مجموعة من المجموعات الشهيرة لتنظيم الجهاد؟
- من الناحية التنظيمية لم نكن نعلم شيئاً عن باقي المجموعات، ولم نكن نعرف سوي محمد سعد زغلول، وعُرف عندما انكشف التنظيم، وكان عددنا في المجموعة لا يقل عن مائة، ولكن المنتظمين والنشطاء لم يتعد عددهم خمسة وعشرين فرداً، ولعلك تتعجب بأنني لم أكن واحداً منهم في ذلك الوقت، بينما كان الشيخ مجدي كمال واحداً منهم هو ومحمد عبدالعزيز أبوطالب، وأنا كنت عضواً فعالاً ولي نشاطي في الدعوة فقط، لذلك ترددوا في إبلاغي بالأمر، خوفاً من تعرضي للخطر، لأنه كان لي ظهور دائم من خلال الدعوة، وحتي حينما حسموا أمرهم وأبلغوني بالتنظيم حدثت أحداث سبتمبر وهو قرار التحفظ الذي شملني.
* ما معلوماتك عن الدكتور سيد إمام في ذلك الوقت؟
- بعيداً عن الناحيتين التنظيمية والفقهية سأحدثك عنه، من الناحية الشخصية كان الشيخ عندما يجلس علي الكرسي حتي في منزله يطلب من أحد أفراد أسرته أن يربطه في الكرسي ويترك فقط يديه للحركة علي المنضدة لكي لا يقوم من مكانه، ويقول لمن ربطه: تعال بعد سبع أو عشر ساعات، لأنه كان يحصل في العلم حيث كان مكلفاً بدراسة الطب في كليته، وكان متفوقاً فيها، هذا بخلاف العلوم الشرعية التي كان بارعاً في تحصيلها أيضاً وأظن أن الدكتور سيد إمام لو تلقي العلم الشرعي علي يد علماء ما كان يباريه من علماء العصر الموجودين حالياً أحد.
* وكيف تأصل لديكم فقه العنف وقت النشأة؟
- وقت النشأة لم أكن فرداً مؤثراً حيث كنت أبلغ سبعة عشر عاماً ورغم وجود فكر العنف في الذاكرة، ورغم التدريبات العسكرية التي كانت تمارسها المجموعة في ذلك الوقت، فإنه كانت هناك تعليمات مشددة بعدم التحرك مطلقاً أو ممارسة أي فعل إلا بعد صدور أوامر عُليا بذلك، وهذا في بداية الأمر.
* وأين كنتم تتدربون علي السلاح في ذلك الوقت؟
- كنا نتدرب علي السلاح في صحراء المعادي، وأنا لم أكن دخلت بعد للتدريب علي السلاح مع المجموعة، وكنت أنا في الجانب الدعوي لجذب أعضاء جدد في التنظيم ودعوتهم لفكرة معينة وهي شبيهة جداً بدعوة الشيخ محمد عبدالوهاب في الجزيرة العربية، وهي فكرة عقائدية حملها فيما بعد الشيخ سيد قطب كفكرة تنظيرية، تكونت بسببها التنظيمات في الستينيات، وهذا كان بمثابة تجديد أو امتداد لهذه الفكرة،
ولأنني كنت صغيراً في ذلك الوقت فلم أكن قريباً من القيادات بدرجة كبيرة، وكان منهم مع الشيخ سيد إمام الشيوخ: محمد سعد ومحمد عبدالعزيز أبو طالب ومحمد الأسيوطي، وهم كانوا في العشرينيات وقتها وكانت لقاءاتنا في المساجد ولم يكن هناك أي وعي أمني لتحركاتنا، حيث كان دور الأمن فقط «افعل ما شئت داخل المسجد دون أي مشاكل» ولم يكن يتعرض لنا الأمن إلا عند حدوث المشاكل،
وفي هذه الفترة كانت الأمور مستقرة والوضع الأمني لم يكن متشدداً تجاه الإسلاميين وكانت التنظيمات وقتها قد تم هيكلتها، والخطط وضعت، وكان التحرك للصدام المسلح الذي حدد له عام ١٩٨٣م ولم يكن عام ١٩٨١، كما حدث بعد ذلك في اغتيال السادات، حتي إنه حينما أتت قرارات التحفظ لم يقصد السادات ضرب تنظيمات معينة، وإنما الكشف عن هذه التنظيمات بالصدفة، ففي ذلك الوقت حدثت فتنة طائفية في «الزاوية الحمراء»، بين المسلمين والنصاري.
* وهل التقيت «محمد عبدالسلام فرج»؟ ومتي؟
- التقيته أول مرة في عام ١٩٨١م بعد أن وحد الجماعة الإسلامية والجهاد وجاء إلينا في بني سويف لتوحيد المجموعات هو وأخ سلفي من شبرا اسمه «السديسي»، والمقدم محمد إسماعيل من الإسكندرية، وكان عبدالسلام فرج يريد جمع الناس من جميع التيارات، إلا جماعة الإخوان المسلمين، وذلك لأن الإخوان كان لهم تنظيمهم ويرفضون الانفصال عنه، وكل الحلقات التي وجدت في ذلك الوقت جمعها محمد عبدالسلام فرج في مكان واحد هو منزل الشيخ فوزي عويس أمين الشهير بالحاج نبيل،
وبالمناسبة أنا متزوج ابنته، وحضر الاجتماع مجموعة كبيرة من القيادات عنده، وكان عضواً في التنظيم وكان علي رأس الحضور الدكتور عمر عبدالرحمن ومحمد عبدالسلام فرج والشيخ كرم زهدي والدكتور ناجح إبراهيم ومحمد إسماعيل والسديسي، وهذا كان في بداية عام ١٩٨١، وشهد هذا الاجتماع أيضاً قادة من الجماعات السلفية في ذلك الوقت، وكان عبدالسلام فرج قد اتفق معهم علي الوحدة وهو ما جاءوا من أجله ولكن القيادات السلفية في ذلك الوقت طلبت فتوي من أحد كبار علماء الإسلام بجواز الخروج علي الحاكم، ووضعوا هذا الأمر كشرط للانضمام للتنظيم الجديد الذي يدعو إليه قيادات الاجتماع، واشترطوا فتوي من علماء بالخارج مثل العلامة ابن باز أو الألباني،
وبالفعل سافر محمد سعد زغلول قائد مجموعة بني سويف للألباني شخصياً، وسأله عن الفتوي في الخروج عن الحاكم، فطلب الشيخ الألباني منه أن يأتي بقائد كل فصيل لمناقشتهم وإعطائهم الفتوي، ورجع محمد سعد من هناك ولكن كان القرار قد تم اتخاذه، وحدث ما حدث في سبتمبر، وانسحبت المجموعات السلفية، وأتت أحداث التحفظ، وكنت أنا ضمن المتحفظ عليهم وأثناء هذا التحفظ طلبت أسماء الأعضاء، خاصة قيادات التنظيم مثل كرم زهدي وناجح إبراهيم ومحمد عبدالسلام، وأتي خالد اللسلامبولي،
وجاءت فرصة مشاركته في العرض وعرض خطة لضرب السادات علي محمد عبدالسلام فرج ووافق عليها، ثم عرضوا الأمر علي عبود الزمر فرفضه، ثم وافق في النهاية، ثم وضعوا خطة طوارئ لقتل السادات في العرض العسكري ثم بعد مقتله الاستيلاء علي مديرية أمن أسيوط والاستيلاء علي مبني الإذاعة والتليفزيون في نفس التوقيت، وفشلت المحاولة ثم محاولة تفجير الجنازة والتي فشلت أيضاً بعد أن غيرت الجنازة مسيرتها.
* وكم كان يبلغ عدد مجموعات الجهاد في تقديرك آنذاك؟
- كان لا يقل عددهم عن عشر مجموعات، وعلي رأسها مجموعات المعادي بقيادة أيمن الظواهري، ونحن في بني سويف ولم يكن بيننا وبين الشيخ سيد إمام أي اتصال مباشر.
* وهل التقيت أيمن الظواهري ومتي؟
- مجموعة أيمن الظواهري لم تكن معروفة لنا وعندما جاءت أحداث ١٩٨١م كشفت كل المستور، وكنا بعد خروجنا نحن من السجن نمارس الدعوة، وبعد التحفظ علينا أتي مقتل السادات ثم قضية الجهاد الكبري، ولم يتم إدراجي في قرار الاتهام وحققوا معي، ثم خرجت بعدها بعامين.
* وماذا عن الجماعة الإسلامية في ذلك الوقت؟
- الجماعة الإسلامية انتشرت أفكارها، بعد خروجنا من المعتقل بعد قرار التحفظ وكان لا يتبعها أحد إلا والتهمته نيران هذا الفكر، والذي أصلت فيه للصدام مع الحاكم، وكان معهم الدكتور عمر عبدالرحمن في ذلك الوقت، وهذه الفكرة تأثر بها كثير من الشباب، وبدأنا البعد عن فكرتنا التي خرجنا بها بعد السجن، وهي الدعوة فقط وإرجاء الصدام مع الدولة لحين القدرة، وساعدنا علي الانسياق وراء فكر الجماعة الإسلامية الوضع السياسي الدولي ووجود السوفييت في أفغانستان، وسفر الناس اليها لمقاتلة السوفييت، وكان هناك رأي يقول: «ليس المهم أن تقاتل في أفغانستان ولكن المهم أن تستعد وترجع للقتال في مصر» وهكذا، وأنت في هذا الزخم لا تستطيع أن تضبط الأمور.
* لكن كيف أنجرفتم إلي العنف والصدام المسلح، في فترة الثمانينيات...؟
- في هذا التوقيت الذي تحدثت عنه كان هناك التأصيل الفعلي للعنف، وكذلك إصدار الأدبيات الفكرية للجماعة الإسلامية التي تؤصل العنف مثل حتمية المواجهة وحكم الطائفة الممتنعة وأقسام الحكام وأحكامهم، وهذا كله من تأليف أعضاء الجماعة أثناء فترة السجن وكل هذا أخذ شكل مطبوعات ومنشورات توزع وتدرس فأصبحنا في جو يساعد علي الصدام والعنف، وهذا الجو كان المؤثر والسائد لذلك أنجرفنا إلي أشياء لم نكن علي استعداد لها.
* كيف جرت الأحداث التي تورطت أنت فيها؟
ـ احتمي شخص من مجموعتي في المطعم الذي املكه ببني سويف من الأمن بعد أن كان يقوم بتوزيع ملصقات تندد بدخول أمريكا للعراق في عام ١٩٩٠م، بعد غزو العراق الكويت، ثم تشاجر مع أفراد الأمن الذين طاردوه إلي أن وصل المطعم فبدأ الأمن في تكسيره وقبض علي ثم اشتعلت الأمور وبدأ الناس في تنفيذ أشياء لم تحدث من قبل، وهي من أكثر الأخطاء التي ارتكبت مثل الاعتداء علي محال النصاري وهذا ما لم يكن في الحسبان، حيث لا توجد مشكلة مع النصاري ولكن كانت المشكلة مع الأمن فكيف نُدخل النصاري في وسط المعركة دون أن تكون لهم علاقة بالأمر، وهكذا توالت الأحداث وكل المجموعة اعتقلت بسببها.
* وكم كان عدد أفراد مجموعتك؟
ـ في البداية كان عددهم خمسين داخل المعتقل ثم تزايدوا إلي أن وصلوا لأكثر من ألف عضو في عام ١٩٩٦م، وكان الكل يخوض معركته، الأمن من جهة والجماعة الإسلامية والجهاد وغيرهما من جهة أخري والكل يرفع شعار «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة».
* صف وقع خبر إعلان الجماعة الإسلامية عن مبادرة وقف العنف عليكم داخل السجن؟
ـ المخلص كان يتمني الخلاص من هذا الأمر، ولكن الغالبية العامة انتقدت في البداية مبادرة الجماعة الإسلامية، ولكن بعض العقلاء أمثال إسماعيل نصر قائد تنظيم طلائع الفتح وغيره بدأوا في تأييدها وعمل زخم حولها لكي يسود بين المجموعات، إلي أن أصبح بمثابة الاتجاه الوحيد الذي يسيطر الآن علي الجميع، وكان لابد أن تنطفئ نار الفتنة ويصمت صوت الرصاص، وعندما حدثت مبادرة الجماعة الإسلامية وأعلنتها كان هذا بمثابة نقطة بداية لاتجاه معين بشكل معين، وكانت جريئة وهي بذلك هدمت جزءاً كبيراً من حاجز الحياء لأنه ربما يفُهم الأمر علي أنه تراجع أو استسلام.
* وما وجه اعتراض بعض الناس علي مبادرة الجماعة الإسلامية في البداية؟
ـ أعتقد أن الاعتراض كان «نفسياً» أكثر من أي شيء آخر بمعني أن من أدخلني السجن بيني وبينه ثأر لابد أن آخذه ولو بعد حين، وهذا ليس له أي تأصيل شرعي.
* من أوائل القيادات التي قامت بالموافقة علي مبادرة وقف العنف من الجهاد بعد الجماعة الإسلامية؟
ـ وقعت عليها أنا وأسامة صديق وبعض مجموعات طلائع الفتح وإسماعيل نصر ونبيل نعيم وغيرهم.
* ألا تري أنكم وقعتم علي هذه المبادرة والمراجعات تحت إغراء الخروج من المعتقلات؟
ـ يا أخي الكريم أنا أتحدث إليك الآن وأقول لك ليس هناك إكراه ونحن الإسلاميين نتحرك بالعقيدة، والذي ظل لمدة خمسة وعشرين عاماً في السجن ليس عنده مشكة أن يعيش باقي عمره ولا يخسر نفسه، ثم إن هناك من خرج قبلي بخمس سنوات أو أكثر وكان الكثير متخوفا منهم وقالوا إنه «تكتيك» وخلافه، والكل كان يشك فيهم بدءاً من الأمن والصحفيين ورجل الشارع والجميع، ولكن ما المدة المطلوبة لكي نحكم علي هؤلاء بأنهم رجعوا عن أفكارهم، والذي حدث هو أن هناك قناعات شخصية أصبحت متأصلة لدي هؤلاء بالتغير الفكري، فالبشر قابل للتغير، ولكن كلام الله والرسول «صلي الله عليه وسلم» هو الذي لا يتغير وأنا عندما أقول إنني كنت أملك طريقا وأخطأت الاختيار ثم رجعت عن هذا الطريق وأعلنت توبتي فكيف أرجع مرة ثانية لنفس الطريق الخطأ، أعتقد أنه غير ممكن.
* وماذا فعل الشيخ سيد إمام لتوحيد قرار الفصائل الجهادية في المراجعات الفقهية؟
ـ ضيق الدكتور سيد إمام من هوة الخلاف وأزال الكثير من التعنت غير المسبب للبعض، وهذا كله بكلامه الشرعي، وطلب مقابلة قيادات الفصائل وكان يقول لكل قائد أنا سأقول مالدي من برهان من الكتاب والسنة، وأنت عليك ذلك، وعلي كل منا كتابة رأيه، ولكن للأسف كان الشيخ سيد لا يجد شيئاً لدي أي منهم ولم يرد أي شخص عليه، والكل التزم الصمت وكان يقول من ير في كلامي خطأ فليكتب إلي ويعقب علي كلامي، وحدث بالفعل أنه لم يعقب أي شخص علي كلام الشيخ سيد وأنا أؤكد أنه لن يجرؤ أحد علي معارضة الشيخ سيد نظرا لما لديه من حجة، خاصة أنه لم يكتب وثيقته إلا بعد لقاء كل قيادات الفصائل ومعرفة ما لديهم، وبالتالي كان يقول: إن لم يكن لديكم شيء، فإنني سأكتب ما لدي وعليكم بالتعقيب، وأعتقد أنه لن يتحدث أحد في هذا الأمر، لأن هذا الكلام لا يستطيع أحد أن يخالف نفسه ومن يخالفه فعليه تقديم معالجته.
* وهل مورس ضد الشيخ سيد إمام من جانب أجهزة الأمن أي من أنواع الضغوط؟
ـ معني قول إن هناك ضغطاً أو إغراء هذا لا يصح وقد يكون الإغراء لشخص ضعيف مثلي، إنما لشيخ مثل الدكتور سيد إمام أظن أنه بعيد كل البعد عن ذلك فهو رجل أتته الدنيا من أوسع أبوابها، ولكنه ترفع عنها، حيث كان يعالج الأمراء في السعودية وكان يعالج أقارب الرؤساء والحكام، وبذلك آتاه كل شيء من الدنيا فكيف يتم إغراؤه، وأنا لدي مثالان في هذا الأمر، فكرم زهدي تحدث بوثيقة وهو ثابت علي كلامه وهو بالخارج، والشيخ سيد إمام بالداخل وثابت أيضاً علي كلامه في وثيقته، ومن يفترض أشياء غير واقعية فهو واهم وغارق في الوهم.
* وما تأثير هذه المراجعات علي الشباب؟
ـ هذه المراجعات شبيهة بما حدث في «تسونامي» من مد بحري مصحوب بزلزال ضخم قلب الدنيا رأساً علي عقب، وإن لم يؤثر في الناس الموجودة حاليا فلا شك أنه سيؤثر بأعلي النسب في الأجيال الجديدة، وإذا كنا قد فقدنا الأمل في الاستفادة من أخذ موقف استباقي من هذه المراجعات فأملنا أن تكون مخرجاً لطفل رضيع ليفكر فيها وينطلق لعالم جديد.
* وماذا تقول لـ «أسامة بن لادن»..؟
ـ أقول له علمنا عنك الإنصاف فأرجو أن تقرأ الوثيقة بإنصاف وأرجو أن يتجرأ أسامة بن لادن والظواهري بالنظر إلي كلام الشيخ سيد، وما قاله في أهل السنة، حيث قال «يستدلون ثم يعتقدون وأهل البدع يعتقدون، ثم يستدلون» بمعني أن أهل السنة ينظرون في الدليل، ثم يعملون، وعلي عكسهم أهل البدع فهم يعملون، ثم يستدلون.
* وما المجموعات التي اجتمعت بها؟
ـ لقد خضت تجربة مريرة واجتمعت بقيادات المجموعات وتلذذت بهذه التجربة المريرة، واكتمل الأشخاص، وبقي كلامي به شيء من تأييدهم، وكنت أجلس مع مجموعة يزيد عددها علي ٣٠٠ فرد وكنت أجلس مع كل فرد علي حدة لمناقشته ومجادلته وإقناعه بالأمر في النهاية، والقطاع العريض اقتنع وهؤلاء ينعمون الآن بكامل الحرية وسط أهلهم لا بصفقة ولا بمساومة، ولكن كنتيجة طبيعية لأمر طبيعي حدث، كما يترتب إنجاب الولد علي الزواج.

 

This site was last updated 11/26/07