الدكتور كمال حبيب

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

أمير عصابة الجهاد الإسلامية د/ كمال حبيب

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
تاريخ الشيخ سيد إمام
جماعة السماوى
د/ حبيب وتنظيم الجهاد
الشيخ أحمد يوسف حمدالله
المتهم رقم12
زوجة طبيب «بن لادن

Hit Counter

 

جريدة المصرى اليوم  تاريخ العدد الخميس ٢٢ نوفمبر ٢٠٠٧ عدد ١٢٥٧ عن مقالة بعنوان [ الدكتور كمال حبيب لـ «المصري اليوم»: توليت إمارة «الجهاد» بعد ترحيل سالم الرحال] حوار أحمد الخطيب
- الاسم: كمال السعيد حبيب.
- مواليد ١٩٥٧، تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وحاصل علي الدكتوراه في العلوم السياسية بنفس الكلية.
- تولي إمارة إحدي المجموعات الكبيرة لتنظيم «الجهاد» في أبريل عام ١٩٨١، خلفاً لـ«محمد سالم الرحال»، الذي رحلته السلطات الأمنية إلي بلده الأصلي الأردن.
- حكم عليه بالسجن عشر سنوات في قضية الجهاد الكبري بعد أن اشتركت مجموعته في اغتيال الرئيس السادات وخرج في أكتوبر عام ١٩٩١.
- حصل علي درجة الماجستير في العلوم السياسية وهو في السجن.. وكان الدكتور علي الدين هلال مشرفاً علي رسالته.
- اعتقل عام ١٩٩٣، بعد القبض علي تنظيم «طلائع الفتح» التابع لتنظيم «الجهاد».
- أعيد اعتقاله عام ١٩٩٤، بعد القبض علي مجموعات لتنظيم «الجهاد» وأفرج عنه، إلا أن أجهزة الأمن أعادت اعتقاله بعد تفجير تنظيم «الجهاد» مبني السفارة المصرية، في باكستان عام ١٩٩٥.
- عام ١٩٩٦ أصدرت السلطات الأمنية قراراً بوضعه تحت الإقامة الجبرية لمدة خمس سنوات.


الدكتور كمال حبيب
الدكتور كمال حبيب واحد من الرعيل الأول لتنظيم الجهاد.. وهو من أوائل من بدأوا «المراجعات» وكان ذلك عام ١٩٨٦، ومن هنا تأتي أهمية شهادته في «المراجعات الفقهية» لمؤسس «الجهاد» الدكتور سيد إمام.
وجاء ترحيب الدكتور حبيب بمراجعات الدكتور إمام كبيرا، خاصة أنه يعتبر سيد إمام «رقم واحد» في ترتيب منظري الفكر الجهادي، ويتوقع أن يكون لهذه المراجعات تأثير ضخم جدا علي التيار الإسلامي بشكل عام، وعلي تنظيم القاعدة بشكل خاص.
الحوار تشعب إلي كثير من التفاصل في أدبيات الحركات الإسلامية، ورؤيتها التي اختلفت حالياً عن عقود مضت.. فإلي نص المقابلة:
* كيف انضممت لتنظيم الجهاد وما البدايات الحقيقية لانضمامك؟
ـ كنت واحداً من الجيل الإسلامي في فترة السبعينيات، وهو الجيل الأول لحالة الإحياء الإسلامي في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والتي كنت فيها أميراً للجماعة الإسلامية الطلابية، ووقتها كانت «الجماعة الإسلامية» تضم الطلاب العاملين فيها، وكان هذا قبل أن يتزعمها فيما بعد كرم زهدي وناجح إبراهيم وأسامة حافظ، وقبل ما يعرف كل منهم نفسه، أي قبل حدوث الانقسام داخلها.
وانضمامي لتنظيم الجهاد جاء في سياق إيماني بفكرة أن الدولة الإسلامية لن تقوم إلا من خلال استخدام القوة، وكنت أنشط بهذه الفكرة في منطقة سكني بالجيزة والتقيت محمد سالم الرحال،
وكان عضواً قديماً في تنظيم الجهاد بل كان من أقدم أعضائه وقادته وكان معه مجموعات متعددة منها مجموعة أيمن الظواهري ومجموعة عصام القمري وغيرهما من المجموعات الكثيرة، ومجموعة محمد سالم الرحال، كانت إحداها بخلاف مجموعة محمد عبدالسلام فرج، ومجموعة قبلي وهي «الجماعة الإسلامية»،
وهذه هي المجموعات الثلاث الكبري في تنظيم الجهاد، وبعد أحداث الزاوية الحمراء رحل محمد سالم الرحال من القاهرة، فهو فلسطيني الأصل أردني الجنسية وتوليت بعده مسؤولية الإمارة علي المجموعات التي تركها، وتعرفت بعد ذلك علي طارق الزمر واندمجت مجموعة محمد سالم الرحال بقيادتي، ومجموعة محمد عبدالسلام فرج، والتي سبق اندماجها مع الجماعة الإسلامية، وهكذا حدث ما يشبه التحالف بين المجموعات الجهادية الثلاث.

* ومتي حدث هذا التحالف تحديداً؟
ـ حدث بعد أحداث الزاوية الحمراء الشهيرة وأنا أقولها للتاريخ إن معظم نشاط التنظيم الحركي لم يبدأ إلا بعد تلك الأحداث، وبدأ الأعضاء يعرفون بعضهم البعض، ثم بعد أحداث اعتقالات سبتمبر ١٩٨١ تداعت الأمور واشتركت المجموعات الثلاث في عملية اغتيال السادات بعد ذلك.
* هل من الممكن أن تحكي لنا عن علاقتك بمحمد سالم الرحال؟
ـ هو إحدي الشخصيات التي تبنت الفكر الجهادي وكانت تدعو إليه وهو كان طالباً في الأزهر الشريف بكلية أصول الدين واتهم قبل ذلك في قضايا جهادية سنة ١٩٧٩م في إحدي العمليات غير المشهورة، ومن أهمها قضيته مع محمد عبدالسلام فرج، حيث تم اتهامهما، لكن هذه القضية حفظت ولم يكن لها اسم وقتها، وكان يدعو للفكر الجهادي وينسق ويتحرك بين المجموعات ورحل من مصر بعد أحداث «الزاوية الحمراء».
* هل كانت خلية المعادي بقيادة الظواهري هي بداية نشأة «تنظيم الجهاد»؟
ـ لا أستطيع أن أجزم في هذا الأمر، لأنك تتحدث عن أشياء غير مؤرخة وبالنسبة لمجموعة المعادي فهي كانت موجودة بالفعل، لكنها لم تكن هي المجموعة الوحيدة، فقد كان هناك مجموعات أخري، لكن الحركة التي تركت صدي وتأثيراً هي مجموعة صالح سرية، ومجموعة «الظواهري» كانت تتبني فكرة السرية والانقلاب، لذلك لم تدخل عملية «الفنية العسكرية».
* وهل كانت مجموعة «الظواهري» تعلم بخطة الفنية العسكرية؟
ـ لا أعرف ما إذا كانت تعلم أم لا، ومما عرفته وقتها قصة لوكيل نيابة اسمه يحيي هاشم، كان يتبني الفكر الجهادي وحاول أن يخلص المتهمين في قضية الفنية العسكرية، ويهربهم من خلال تصاريح مزورة، لكنه اكتشف من قبل الأمن الذي قتله هو وحوالي ٤٠ عضوا في مواجهة دامية، وكانت هذه الحادثة بعد عملية «الفنية العسكرية».
وبعد دخولنا السجن أكمل المسيرة «أيمن الظواهري» هو والمجموعات التي ذهبت إلي الجهاد في أفغانستان، وهذه كانت مرحلة جديدة بعد خروج الأعضاء من السجن، ثم تطور الأمر إلي تنظيم طلائع الفتح، ثم قاعدة الجهاد، وتنظيم الجهاد لم يعد موجوداً بصورته القديمة الآن، واندمج مع تنظيم القاعدة، وهناك مجموعات كثيرة مبعثرة في خارج مصر.
* ما هي تحولاتك بعد السجن؟
ـ أنا شخصياً كمهتم بالمسألة الفكرية كان دائما مطروحاً في ذهني مراجعة الأفكار، وكنا نطرح السؤال إلي أين وصلنا؟ وكنا نقرأ كتب كبار العلماء مثل ابن تيمية، وسيد قطب، وابن كثير، وهي كتب كان يقرأها الإسلاميون في ذلك الوقت، وكنت أعطي دروساً في الاقتصاد وفي التاريخ والسياسة وكنت أخطب الجمعة، وتكون بذلك تيار مراجع لما نحن عليه وخاصة بعد الأحكام، وهناك مراجعات جرت لتدعيم الفكر ولمعرفة الأخطاء وتلافيها دعماً للفكر نفسه وهذا كان بعد دخولنا السجن.
والمراجعات قامت وبدأت لتدعيم الفكر، وليس لمراجعة أصل الفكر وهذا بدأ في منتصف عامي ١٩٨٦ و١٩٨٧، فكنت أتحدث مثلاً عن مسألة الانتخابات ـ وكانت الجماعة الإسلامية ترفضها ـ والموقف من الأقباط والجزية وكثير من مثل هذه الأمور التي كانت «حراماً» في اعتقاد أعضاء التنظيم.
* هل تعتبر هذه هي أول محاولة للمراجعات؟
ـ أعتقد أنها تعد أول محاولة فعلية للمراجعات، ولكن بشكل غير متكامل، لكن حالياً هناك مسائل جديدة ومصادر جديدة ووسائل جديدة تُطرح.
* من شاركك في هذا أو أيدك في رأيك؟
ـ هناك كثيرون كنت أشاركهم الحديث في هذا الأمر، منهم أسامة حافظ، وعبود وطارق الزمر، وعلي فراج، وكنا نختلف ونتفق، بالإضافة لخطبة الجمعة التي كنا نطرح فيها أفكاراً تعتبر جديدة مثل مصادر فكرية جديدة ولغة جديدة.
* هل كان هناك ترحيب بهذا النقاش داخل السجن من قبل «الجماعة الإسلامية» و«الجهاد»؟
ـ كان ترحيباً من البعض في الخفاء، ولكن لم يكن أحد يجرؤ علي التصريح أو إعلان هذا الأمر في ذلك الوقت، وكانت الجماعة الإسلامية تتبني الفكرة الجهادية بشكل عصبي جدا، وكذلك الجهاد، ولم يكن هناك من يناقش هذا الأمر أو يدعو إليه مباشرة، وبالنسبة لي فقد حسمت مسألة العنف في مصر وقلت إنها ليست وسيلة مناسبة للتغيير في مصر ولذلك أخبرت أسامة حافظ، أحد القادة التاريخيين للجماعة الإسلامية عند خروجنا من السجن أنه لابد للجماعة الإسلامية أن تراجع موقفها من طريقة عملها.
* متي كان هذا الأمر؟
ـ في عام ١٩٩١م قبل أن أخرج من السجن.
* كم من الوقت استغرقت مسألة الحوار أو هذه الإرهاصات الأولي للمراجعات؟
ـ استمرت فترات طويلة، وكانت هناك مجموعات تتشكل وبدأنا نعرف أنفسنا علي الحقيقة في السجن وأسطورة القوة التي كنا نتصورها نحن في أنفسنا خارج السجن بدأنا نسقط وكما أنك لو رأيت نفسك كبشر حقيقي، وكان الأمر يتم بشكل ثنائي، وأعتقد أن مثل هذه الأفكار أثرت علي المستوي الفردي، لكن بعد خروجي بدأت الكتابة، كتبت دراسة مهمة بعنوان «وثيقة المجيد» ونشرت في صحيفة «منبر الشرق» في عام ١٩٩١م،
وبدأت أكتب في «الحياة» و«المنار» وطرحت أفكاري بشكل علني وظللت أكتب لمدة عشر سنوات، قبل أن يتحدث أحد عن المراجعات، وأعتقد أن كتابي «الحركة الإسلامية من المواجهة إلي المراجعة» أثر تأثيراً مهماً في من قرأه.
* هل التقيت الشيخ سيد إمام؟
ـ لا.. لم نتقابل.
* ولماذا؟
ـ لأن ـ كما قلت ـ المسألة كانت في غاية السرية، ولم يتعرف الأعضاء إلا داخل السجن، وهي الفترة التي كان سيد إمام فيها هاربا في أفغانستان، وكان اسمه في القضية.
* وهل سمعت عنه داخل السجن؟
ـ قرأت اسمه في السجن، وفي تلك الفترة لم تكن هذه الأسماء قد عُرفت ولمعت كما هي الآن، فأيمن الظواهري لم يكن كما هو ولا سيد إمام، كما أنني لم أتوقع أن يكون لهذه الحركة هذا القدر من التأثير، وبالتالي لم يكن سيد إمام كما هو الآن ونزعة السرية جعلت الناس لا تعرف بعضها حتي داخل السجن.
* ما تأثير المراجعات التي تمت علي الحركة الإسلامية؟
ـ أعتقد أن هناك نزعتين داخل الحركة الإسلامية الآن، الأولي هي النزعة المحلية، والتي يقوم بها المراجعون، وهم يطورون أفكاراً معينة تغلب استقرار الجماعة التي يعيشون فيها، وتغلب أوضاع مجتمعاتهم ولا تنزع إلي مسألة المواجهة مع السلطة، وتحاول أن تقرأ الفقه وهكذا فهي تعمل علي تغليب أمن الجماعة التي يعيشون فيها والنزعة الأخري هي النزعة الخارجية التي يمثلها تنظيم «القاعدة» وهي نزعة «الجهاد العالمي»،
وهناك شد وتجاذب حول النزعتين.. فالأولي تقدم خبرة معينة للأجيال القادمة حتي لا تتجه للعنف، وتأخذ مساحات كبيرة من الاتجاه، الذي يذهب إلي النزعة العالمية، وهكذا فبدلاً من انفراد النزعة العالمية بمخاطبة الناس، تشاركها هذه النزعة المحلية.
* هل تعتقد أن تجربة المراجعات آتت ثمارها؟
ـ بالطبع هي آتت ثمارها بلاشك، وأعتقد أن الجماعة الإسلامية منعت عنفاً كان مفتوحاً ويضر بأمن البلاد والمجتمع وبأمن الناس أيضاً في قتال غير مبرر وبلا معني، وخلال قراءاتي التاريخ الإسلامي كله وجدت أن مسألة المواجهات مع السلطة الداخلية، تنتهي إلي فتن وإلي حرج وتهديد وحدة الجماعة، وأنا هنا لا أتحدث عن الحق والباطل في المواجهة،
ولكن أتحدث عن النتائج فمنذ عهد الحسين بن علي وزيد بن علي ومحمد بن الأشعث ومحمد ذو النفس الذكية وأخيه، كل ذلك أدي إلي هرج وفتن كما قال ابن خلدون في مقدمته، بينما المواجهات في الخارج، أي الجهاد ضد العدو الخارجي، الذي يحتل أرض المسلمين، تؤدي إلي نتائج إيجابية، ومن ثم أعتقد أن مسألة مواجهات الداخل يجب أن تتفق علي نبذها جميع الحركات الإسلامية، أي أن استخدام السلاح في الصراع مع النظم السياسية المختلفة داخل العالم الإسلامي،
يجب أن يكون هناك اتفاق علي عدم جوازه، وأنه إذا رفع السلاح فهو لا يؤدي إلي نتائج إيجابية أو نجاحات، وإنما يؤدي إلي انتكاسة. وهذه هي الخبرة التاريخية، بينما إذا اعتدي علي المسلمين في العراق مثلاً أو أفغانستان، وهناك مسلمون يقاومون المحتل، فهذا أمرٌ آخر. وكتبت هذا الكلام علي مدار عشر سنوات من قبل.
* بماذا تفسر مقولة «إن الإرهاب عقله مصري» بمعني أن الحركات الإسلامية تكاد تكون جميعها خرجت من مصر إلي جميع أنحاء العالم؟
- مصر دولة محورية ولها تاريخ عميق بالإسلام، وكلما كانت هناك كثافة بالشعور الإسلامي فإن رد الفعل لدي المجتمع في مسألة الحداثة والعدوان علي الشريعة يكون قويا، فمصر دولة أعمق من أي دولة أخري، فحركة الإخوان المسلمين بدأت في سنة ١٩٢٨م،
وقبلها جاء محمد عبده ومحمد رشيد رضا وغيرهما من الشام وغيرها وأسسوا حركاتهم في مصر، وظهر التيار الإصلاحي ثم التيار الذي مزج بين الإصلاحية والسلفية الذي يمثله حسن البنا، ثم التيار الذي مثله سيد قطب،
وهو رد الفعل في مواجهة الدولة الناصرية والتي أسماها «الجاهلية»، ولهذا من الطبيعي أن تكون الحركة الإسلامية كبيرة في مصر، ورائدة، وقد رأينا عندما بدأ العدوان علي العراق، أن آلافاً من الشباب المصري بدأوا في التطوع للجهاد علي أرض العراق، وسجلوا أسماءهم في نقابة المحامين وفي الأزهر.
* ما هي الأركان أو الملامح لفكر سيد إمام الطبيب قبل الوثيقة؟
- سيد إمام كتب كتابين «العمدة في إعداد العدة»، و«الجامع في طلب العلم الشريف»، وكتاب «العمدة» أقرب إلي المدرسة الفقهية السُنية، وفيه قدر من الأحكام الفقهية المتصلة بإدارة معسكرات المجاهدين مثل علاقة الناس بـ«الأمير» و«الشوري» و«الجهاد»، وليس فيه ما هو خارج السياق الفقهي السُني الطبيعي ويعبر عن المدرسة السلفية الفقهية، لكن كتاب «الجامع في طلب العلم الشريف»، كان كبيراً في حجمه ويميل فيه للتشدد.
وكتاب «العمدة» خرج في فترة سيطرة الشيوعيين علي الحكم في كثير من دول العالم، وهو يضع ملامح فقهية لكيفية إدارة المعسكرات. أما في كتاب «الجامع» فقد بدأ سيد إمام يعيد اكتشاف فكر جديد ونظرية معرفة جديدة، لذلك خرج عن الفقه السُني التقليدي.
ويشبه في كتاباته أفكار «شكري مصطفي»، ولذلك نزع للتكفير ووضع قواعد له، وأحياناً التشدد الفكري يكون ناتجاً عن أزمة نفسية.
وذكر «إمام» أن كتابه «الجامع» لا يمثل فيه أي جماعة وإنما يمثل فيه نفسه، وعندما أخذته مجموعة «الجهاد» وأعادوا طباعته وأطلقوا عليه «السبيل إلي الهدي والرشاد»، فإنه شن عليهم هجوماً شديداً. والكتاب «الجامع» كبير الحجم - بلغ ألفي صفحة، ويكفر الحكام، والقضاة، والمرشحين والناخبين في الانتخابات.
ولذلك كانت مساحة التكفير فيه كبيرة، وأعتقد مثلما سبق أن أشرت إلي أن نزعة التكفير الواسعة حين يلجأ إليها أي عالم أو مفكر، فهي نزعة نفسية، وبالتالي يجب أن يتم البحث في الجانب النفسي له، ولا يبحث في الجانب الفقهي أو الفكري، وسيد إمام كان يقف علي باب أزمة، لذلك أخذ قرارات كبيرة، وفي هذا السياق يمكن فهم لماذا بدأ يلجأ لمسألة المراجعات، ويعيد تركيبها.
* ما هو تقديرك لتأثير أفكار كتابات «سيد إمام» علي الحركات الإسلامية؟
- سيد إمام عالم كبير، ولديه تمكن فقهي كبير، ولكن مشكلته شأن أي متبحر في العلوم الإسلامية أنه يبدأ من النص وينتهي إليه، منفصلاً عن الواقع، وكان يبايع غيره لإمارة «الجهاد» وبايع «أيمن الظواهري» وعمله في النص، كان يعزله عن الواقع، خاصة أن المنهج السلفي يرفض التقليد والتبعية حتي في المذاهب الفقهية.
* ما هي الأزمة النفسية التي مرت بـ«سيد إمام» في اعتقادك؟
- هي قضية «طلائع الفتح»، وكان وقتها أميراً للتنظيم وقُبض علي أكثر من ألف شخص من التنظيم، ثم بدأ تنازع علي القيادة، واستقال بعدها «سيد إمام» من التنظيم.
* هل كتب كتابه «الجامع» بعد هذه الأزمة؟
- غير معروف بالضبط توقيت كتابته، ولكن المعروف أنه كتبه بعد كتاب «العمدة»، وبعد أن ترك تنظيم «الجهاد».
* ما تقديرك لتأثير كتابات «سيد إمام» علي التيار الجهادي داخل مصر وخارجها؟
- سيد إمام شخص له ثقل، وأعتقد أن المراجعات سيكون لها تأثير كبير جداً، وخاصة علي تنظيم «القاعدة» لأن «سيد إمام»، كان صديقاً لـ«أيمن الظواهري»، وكان أميراً له، والكل يقدره ويحترمه، وهو عاش معهم في أفغانستان ومراجعته سيكون تأثيرها ضخماً جداً علي التيار الإسلامي عموماً، والآن تيار الإسلام انتقل من التشدد إلي الوسطية مع تغيير الأحداث والأوضاع،
وهناك حالة من تفهم الواقع الدولي وضغوطه. وقديماً في السبعينيات كانت الخبرات سطحية ومحدودة، ولم تكن المجموعات تقرأ الصحف وليس لديهم رؤية سياسية، لكن الآن تجد كثيراً من الإسلاميين مشاركين في الحياة بجميع أشكالها.
* أين تضع «سيد إمام» في ترتيب منظري فكر «الجهاد»؟
- أعتقد أنه يعتبر رقم واحد في الترتيب، وفقاً لما رأيته لديه من تمكن وإحاطة، ولا أحد يملك مثل هذه الإحاطة.
* هل تري أنه المؤثر الأول فيما حدث من «الجهاد» وتنظيم «القاعدة» علي مستوي العالم؟
- هو خرج من تنظيم «الجهاد» قبل أن ينضم هذا التنظيم لـ«القاعدة»، ومعظم الكتب التي كانت باسم «الدكتور فضل»، منسوبة إليه، وهو الموجه والمؤثر الفكري الأول لـ«الجهاد».
وكل ما ذكره في كتابة «المراجعات، هو صحيح، والقدرة هي أهم أركان العمل الجهادي، ومسألة تنظيم «النصوص علي واقع غير الواقع».. هي مسألة مهمة جداً، وتتعلق بتحقيق المناط، فتطبيق النصوص القديمة علي الواقع الجديد يحتاج إلي فهم ودراسة جيدة.
وقلت منذ فترة إن الحركة الإسلامية لا تأخذ بقواعد الأصول أو لم تتعلم بشكل كافٍ قواعد الأصول، لأن الضرر «لا يزال بمثله أو أشد منه»، وهذه القواعد لم تكن معروفة بالنسبة لنا، ولذلك فإن دراسة الأصول مهمة للغاية، وكذلك يجب دراسة الحالة الاجتماعية، فمثلاً إذا حدثت ثورة في إيران، يجب أن يراعي أنها قد لا تصلح في مصر، فهناك فروق مجتمع مختلفة عن بعضها.
* مارأيك في تأصيل سيد إمام؟
- هو تأصيل صحيح وأتفق معه فيه.
* هل أجهض بمراجعاته كل أفكاره السابقة؟
- أفكاره الرئيسية في الوثيقة راجعها وضبطها وفق شروط معينة، فمثلاً مسألة تحقق الشروط وانتفاء الموانع «مهمة جداً، فشرط العلم ينتفي المنع وهو الجهل، وشرط القبول «الرضا» ينتفي المنع «الإكراه»، والسلف شددوا في مسألة إطلاق حكم التكفير علي المعين.
* هل تعتقد أن العدول عن هذه الأفكار قد تم؟
- نعم، وهذا مهم جداً لأن فكرة التكفير لا تحظي بالقبول داخل الحالة السلفية والسُنية لأنها فكرة مستهجنة.
* ما رأيك في كلامه عن ولاية الأمير..؟
- أولاً ابن تيمية سجن أكثر من عشر سنوات وألّف خلالها كثيراً من الكتب، وكذلك أحمد بن حنبل وسيدنا يوسف عليه السلام، والمقياس هنا ليس السجن ولكن كون ما يقوله هذا السجين حقاً أو باطلاً، وفقاً لقواعد الشريعة وتأويلها وفهمها.
* ولماذا يقول البعض بأنه لا ولاية لأسير والرجل يقول إنه ناقل علم وليس والياً؟
- القول بولاية قصد به الإمامة العظمي، وهو الخليفة، وإذا تم أسر هذا الخليفة يقع ضرر علي الأمة وهناك من أخذه للتطبيق علي المجموعات الصغيرة لكن الآن أنت كأسير لا يبطل فكرك، وكمثال فإن سيد قطب كتب في السجن كتابه الشهير «معالم علي الطريق»، فلماذا لا يقول هؤلاء إن قطب كتب كتابه في السجن، فلا يجوز الأخذ بهذا الكتاب لأنه أسير،
وسيد إمام هنا عالم ومثقف وليس رئيساً أو أميراً أو حاكماً وإنما هو رجل لا يستند إلي السلطة وإنما يستند إلي سلطة روحية وما يمثله من علم، وأظن أن إبطال اجتهادات المسجون لا تصلح إلا إذا علم أن شبهة إكراه عليه وأقره هو، ففي هذه الحالة تكون معروفة، وأهم كتاب لـ«الإخوان» كان داخل السجن وهو كتاب «دُعاة لا قُضاة»، لـ«حسن الهضيبي»،.
* ما رأيك في موقف الإخوان المسلمين من هذه المراجعات ومن موقف «الجماعة الإسلامية» وتنظيم «الجهاد»؟
- «الإخوان» خرجوا برؤية معينة منذ زمن بأنهم لا شأن لهم بمن يخالفهم، ولذلك لم يتحملوا المسؤولية التاريخية لما فعله هؤلاء الشباب وتركوهم، ولكن علي العكس فقد اتخذ الإخوان موقفاً بألا يتحاوروا معهم، رغم أنه في المقابل كان شباب الجماعة الإسلامية والجهاد يتحدثون عن تعذيب الإخوان داخل السجون ووجوب الأخذ لهم بالثأر من الأنظمة التي عذبتهم.
والحقيقة أن الإخوان استفادوا من مسألة توظيف فكرة أن هذه الجماعات تقوم بالعنف، وأنهم التيار الإسلامي المعتدل، وحتي بعد خروج شباب وأعضاء الجماعات الإسلامية سواء الجماعة أو الجهاد من السجون حاول الكثير منهم الاستعانة بأصدقاء لهم من الإخوان المسلمين، لكنهم تنصلوا منهم،
والإخوان لم يقوموا بدورهم الواجب تجاه هؤلاء، وبالعكس تعاملوا معهم بنوع من عدم الاكتراث وإيثار مصلحة الإخوان علي أي اعتبار آخر.. وهم لديهم احساس بالتكبر والعنصرية والاستقلال علي الحركة الاسلامية وابنائها.
* ماذا تتوقع لقادة وأعضاء تنظيم الجهاد بعد المراجعات وهل تري أن هناك صفقة مع الدولة علي غرار ما ذكر من قبل في مراجعات الجماعة الإسلامية؟
- أولاً أين الصفقة التي قال البعض عنها عند مراجعات الجماعة الإسلامية، الجميع خرج من السجون ولم يثبت أي كلام عن هذه التخاريف، التي كانت تقول إن الدولة أخرجت الجماعة الإسلامية لمجابهة الإخوان، فأين إذن هذه المجابهة؟، أما عن «الجهاد» فلو كان هناك صفقة مع الجماعة الإسلامية التي لم نرها فسيكون هناك صفقة مع «الجهاد»، وهذا غير حقيقي بالمرة والأيام بيننا وبين هؤلاء «المخرفين».
 

This site was last updated 11/23/07