Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

نتيجة مجمعى آرل سنة 353 م وميلان سنة 355م

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مجمع آرل وأضطهاد أثناسيوس
إضهاد قسطنطيوس للبابا بمصر
نتيجة مجمعى آرل وميلان
هدايا لأسقف روما
نفى أسقف روما
أسقف روما مع الأريوسيين
شيخ الأساقفة مع الأريوسيين
نفى الأساقفة الأرثوذكس

الجزء التالى من كتاب التاريخ الكنسى لسوزمينوس  THE ECCLESIASTICAL HISTORY - OF Sozomen .. ترجمه من اليونانية : Chester d. Hartranft .. ونقله الى العربية : الدكتور/ بولا سـاويرس نقلا عن : NPNF, II, 1890 A.D.
**********************************************************************************************
الكتاب الرابع: الفصل التاسع
(مجمع ميلان، وهروب أثناسيوس)

(4/9/1) وكان الإمبراطور متعجلا للغاية لعقد مجمع فى ميلان، ولكن عددا قليلا من اساقفة الشرق هم الذين توجهوا إلى هناك. فالبعض اعتذر عن الحضور بحجة المرض، وآخرون بدعوى مشقات الرحلة وطولها. ومع ذلك كان أكثر من ثلاثمائة من اساقفة الغرب فى المجمع.
(4/9/2) وأصر اساقفة الشرق على أن أثناسيوس يلزم أن يُعاقَب بالنفى ويُطرَد من الاسكندرية، وصمت الآخرون إما عن خوف وإما عن جهل.
(4/9/3) وكان ديونيسيوس اسقف آلبا Alba متربولية ايطاليا، ويوسيبيوس اسقف فيرسيلا Vercella فى ليجوريا Liguriaوبولينوس اسقف تريف، ورودانوس ولوسيفر هم الاساقفة الوحيدون الذين اعترضوا على هذا القرار، وصرحوا أن أثناسيوس لا ينبغى أن يُدَان على هذه المزاعم التافهة، وأن الشر لن يكف بإدانته، ولكن أولئك الذين أيدَّوا العقائد الارثوذكسية بشأن الألوهية سوف يخضعون فى الحال للمكائد. لقد أدركوا أن المسألة برمتها إنما هى خطة مدبَّرة من الإمبراطور والأريوسيين بقصد القضاء على الإيمان النيقاوى.
(4/9/4)وعوقبوا على جسارتهم بالنفى فى الحال. ونُفِى هيلارى معهم. وأظهرت النتيجة بوضوح القصد من عقد مجمع ميلان. لأن المجامع التى عُقِدت بعد ذلك بوقت قصير فى ارمينيّم وسيلوقيا كان القصد منها بوضوح هو تغيير العقائد المؤسسة فى مجمع نيقية كما سأوضح حالا.
(4/9/5) وإذ ادرك أثناسيوس المكائد المُدبَّرة لمحاكمته، وجد أنه من الفطنة عدم التوجه إلى الإمبراطور بشخصه إذ أن حياته ستكون فى خطر هناك، ولم يفكر فى أن ذلك سيكون له أية جدوى، ومع ذلك اختار خمسة من الاساقفة المصريين كان من بينهم سيرابيون اسقف تمى ([327]) وهو مدبر يتميز بقداسة حياته العجيبة وقوة بلاغته، وأرسلهم مع ثلاثة كهنة من الكنيسة إلى الإمبراطور الذى كان عندئذ فى الغرب. وكان عليهم أن يحاولوا الالتقاء بالامبراطور إن أمكن والرد على افتراءات الطرف المعادى عند الطلب، وأن يتخذوا كافة التدابير اللازمة للحفاظ على سلام الكنيسة وعلى نفسه.
(4/9/6) وبعد أن اقلعوا فى رحلتهم بوقت قصير تلقى أثناسيوس بعض الرسائل من الإمبراطور يستدعيه فيها إلى القصر، فاضطرب أثناسيوس وكل الشعب بشدة من هذا الأمر إذ أدركوا أنه ليس هناك أمان على الاطلاق سواء فى طاعة الأمر أو فى رفضه من قبل إمبراطور له مفاهيم غير ارثوذكسية.
(4/9/7) ومع ذلك أصر على البقاء فى الأسكندرية وغادر حاملو الرسائل المدينة دون تحقيق أى شىء. وفى الصيف التالى، وصل رسول آخر من قِبل الإمبراطور مع حكام الاقاليم، وهو مكلف بتعجيل رحيل أثناسيوس من المدينة والسلوك بعداء ضد الاكليروس. وعندما ادرك أن شعب الكنيسة رغم ذلك مملوء من الشجاعة ومستعد لحمل السلاح، رحل هو أيضا من المدينة دون انجاز مهمته. وليس بعد ذلك بوقت طويل، أن زحفت الكتائب المسماة بالفيلق الرومانى والتى كانت تقيم فى مصر وليبيا نحو الأسكندرية.
(4/9/8) وكما رُوى، أُخفِىّ أثناسيوس فى الكنيسة التى تُدعى ثيوناس، فأمر قائد الكتائب وهيلارى الذى عهد إليه الإمبراطور بمعالجة هذه المسألة، بكسر ابواب الكنيسة، وبذلك دخلوها. لكنهم لم يجدوا أثناسيوس داخل أسوارها على الرغم من أنهم بحثوا عنه فى كل مكان. وقد قيل أنه قد هرب هو وآخرون كثيرون بتدبير إلهى وأن الله قد كشف عن ذلك مسبقا، وعند خروجه فى الحال اقتحم الجنود ابواب الكنيسة وكانوا على وشك القبض عليه

الأمبراطور قسطنطيوس وشجاعة إيمان أساقفة الغرب

[ وبينما الإمبراطور ومن معه ( من وزراء وخصيان وأساقفة أريوسيين ) يظنون أنهم يباشرون إنتصارهم على الأساقفة المجتمعين بآرل وميلان بهذه الوسائل ، لم يدر بخلدهم أنهم بهذا أيضاً يقدمون للمسيح معترفين ، الذين من بينهم أعترفوا غعترافاً مجيداً ، رجال اتقياء وأساقفة ممتازون مثل باولينوس أسقف تريف وهو رئيس أساقفة الغال ( فرنسا ) ، لوسيفر رئيس أساقفة سردينيا ، يوسابيوس أسقف فرشللى بإيطاليا ، وديوناسيوس أسقف ميلان وهو مطران كل إيطاليا ، هؤلاء إستحضرهم الإمبراطور ، وأمرهم بان يوقعوا بإمضائاتهم ضد أثناسيوس ويقبلوا الشركة مع الأريوسيين ، فلما ابدوا للأمبراطور دهشتهم من هذا الإجراء !! رد عليهم الإمبراطور بقوله لقد قال لى أساقفة سوريا إن كل ما أريده يحسب قانوناً  !! فإما أن تخضعوا وإما أن تذهبوا إلى المنفى !! ] (3)

نتيجة مجمعى آرل سنة 353 م وميلان سنة 355م
اساقفة الغرب الأرثوذكسيين ينفون فينشرون الإيمان ومعرفة الحق :

[ لم يقف هؤلاء الأساقفة أمام الإمبراطور مكتوفين ( فى مجمعى آرل وميلان ) بل رفعوا أيديهم نحو السماء , وبجرأة وشجاعة تحدوا الإمبراطور مواجهة قائلين : " إن المملكة للرب وليست له " وأن الرب هو الذى أعطاه الملك ، وينبغى عليه أن يخشاة لئلا ينزع المملكة من يديه وذكروه بتهديد يوم الدينونة العتيد ، وحذروه من أن يكسر النظام الكنسى ، وألا يخلط بين السلطان الرومانى والسلطان الكنسى ، وحذروه من إقحام الهرطقة الأريوسية على كنيسة الرب .

ولكنه لم يصغ إليهم ومنعهم من الإسترسال فى الكلام ، وثار وهددهم شاهراً سيفه عليهم ثم أمر بإرسالهم للأعدام ، ولكنه عاد ، كفرعون زمانه ، ورجع عن عزمه وأرسلهم للنفى ، أما هم فرفعوا عيونهم للسماء ، ولم يعبأوا بكلامه ولم يخافوا البتة من سيفه المرفوع بل نقضوا الغبار عن أرجلهم وذهبوا غلى النفى حاسبينه خدمة تتعلق بكرازتهم .

وكانوا يبشرون بالأنجيل أينما ذهبوا ، مع أنهم كانوا مقيدين بسلاسل ، وكانوا يجحدون التعاليم الأريوسية ويحرمون القائلين بها كقتلى وصانعى شر ، أما هم فكانوا موضع إعجاب كل من يسمعهم ورآهم وكان يكرمهم الشعب كمعترفين ! ]

وكتبت ثيئودرويت ما ذكره البابا أثناسيوس عن مجمع ميلان وهو ما ورد فيه إعتذاره عن هروبه :

[ والقديس أثناسيوس العجيب يذكر هذه الأحوال فى إعتذاره هكذا : " وبينما كانت الكنائس تعيش وتستمتع بالسلام والجموع محتشدة للصلاة ، اخذوا ليباريوس أسقف روما وباولينوس أسقف الغال ( فرنسا ) ويونيسيوس أسقف كل إيطاليا وليسيفوروس أسقف كل سردينيا ويوسابيوس أسقف إحدى مدن إيطاليا - وهم أساقفة جميعهم على أعلى مستوى يحتذى به ، وشهود للحق ، أخذوهم إلى المنفى لا لسبب إلا لأنهم لم بوافقوا الهرطقة الأريوسية وامتنعوا أن يوقعوا على إتهامات باطلة ضدى ..

ومن بين جميع الأساقفة العظماء وأكثرهم شهرة هوسيوس أسقف قرطبة وهو أبن مائة سنة عالم أخذوه هو الآخر إلى المنفى لأنه لم يوقع ضدى ] (4)  

*************************** 

المــــــــــــــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م  ص  235 وما بعدها

(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى

(3) Libid

(4) Theodoret. Ecc. Hist. IIp. 76.

This site was last updated 11/20/17