Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

تقليص سلطة البابا أثناسيوس وبداية إضطهاد الأمبراطور قسطنطيوس فى مصر 

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
مجمع آرل وأضطهاد أثناسيوس
إضهاد قسطنطيوس للبابا بمصر
نتيجة مجمعى آرل وميلان
هدايا لأسقف روما
نفى أسقف روما
أسقف روما مع الأريوسيين
شيخ الأساقفة مع الأريوسيين
نفى الأساقفة الأرثوذكس

Hit Counter

 

بدأ الإمبراطور فى الضغط على البابا اثناسيوس الرسولى فمنع حصة القمح الذى كانت تعطية الحكومة الرومانية للكنيسة ( هذه الحصة من جزء من القمح الذى كان يرسل إلى روما والقسطنطينية فقد كانت مصر مزرعة القمح فى العالم القديم ) والتى كانت تستعملها فى عمل القربان المقدس وكذلك لإحتياجات الرهبان والإكليروس وفقراء الأقباط وفيما يلى بداية تضيق الخناق وتقليص سلطة البابا أثناسيوس فى مصر
[ إبتدأ الأمبراطور يرسل دعاته إرغام الشعب فى كل مدينة ليغيروا ولائهم ( لأثناسيوس ) وعند وصوله لآرل سنة 353 م وميلان سنة 355 م - بدأ ينادى ويعمل بحسب مبادئ وخطط الأريوسيين بكل وضوح وعلانية ، كما بدأ الأريوسيين يتصرفون بسلطانه وينقضون بكل وحشية وصرامة ضد كل إنسان .

وإبتدأت الخطابات والأوامر ترسل بإسم الإمبراطور إلى مصر ، لكى يرفع (يحدد) سلطان أثناسيوس من الوصايا على قمح مصر ، ويسلمه للأريوسيين ليتصرفوا فيه ، وتعطى الحرية لكل من يشاء لمقاومة ومهاجمة كل من يتبع الشركة مع أثناسيوس ، وأعلن تهديده لكل الرؤساء إذا هم لم يقيموا الشركة ، فكانت هذه الأمور مقدمة لما سيحدث بعد ذلك على يدى الوالى سيريانوس .

كما أرسلت الأوامر إلى كل الجهات للرؤساء والولاة لكى يبلغوا الأساقفة ، أنهم إذا لم يوقعوا بإمضائاتهم ضد أثناسيوس ويقيموا الشركة مع الأريوسيين فسيتم معاقبتهم فى الحال بالنفى ، وكل من يتعرض لذلك من عامة الشعب يقبض عليه ويوضع فى السلاسل ويجرى تعذيبه وجلده وتجريده من كل ممتلكاته .

ولقد نفذت هذه الأحكام والأوامر ، إذ صار لهم جواسيس من الكهنة مثل أورساكيوس وفالنس يشجعون الإضطهاد بغيرة ونشاط ، ويبلغون فى الحال عن أى تباطؤ فى تنفيذ العقوبات للأمبراطور مباشرة ..

وقد تم قول المسيح فى كثير من الأساقفة : " ستقفون أمام ولاة وملوك من أجل أسمى " وقبلوا التهديد بالقضية هكذا : " وقع بإمضائك وإلا فإنسحب من كنيستك لأن الإمبراطور يأمرك بالإستقالة " .

وملأ الحزن كل البلاد وكلأ الخوف والإرتباك كل القلوب بينما هم يجرون الأساقفة أمام عيون الشعب للمحاكمة ، والشعب ينوح ويولول . (3)كم مرة حرم الأريوسيين البابا أثناسيوس ؟

حرم البابا من مجمع أنطاكية الرابع الذى كان أغلبية المجتمعين فيه أريوسيين مأمورين من الأمبراطور ، ورجع إلى كرسية بدون فك هذا الحرم

وفى سنة 353 م أنعقد أيضاً مجمع آرل الأول والذى كان أيضاً مكون من الأساقفة الأريوسيين وقرر أيضاً حرم البابا أثناسيوس بعد خلعه من كرسيه ووقع على هذا القرار كل الأساقفة الحاضرين ، ما عدا يوليوس أسقف تريف بفرنسا ، فنفى فى الحال إلى فريجية بآسيا الصغرى حيث عذب فى الطريق حتى مات ، ويقول البابا اثناسيوس إنهم ربطوه بسلسلة كانت أثقل من وزنه .

والعجيب أيضاً أن نائبى ليباريوس أسقف روما وهما فنسنت أسقف كابو ومارسيل أسقف كمبانيا بإيطاليا وفعا أيضاً على الحرم مما أثار أساقفة روما وليباريوس نفسه وقال وقتئذ قولته المشهورة لزميله هوسيوس والتى يحافظ عليها [ لو خيرت بين الموت وإختصام أثناسيوس لفضلت الأول على الثانى ] (4)

ويقول البابا أثناسيوس :

[ وبعد أن أخذت إجراءات رجال البلاط حدها بواسطة الخطابات والأوامر المكتوبة ، لم يكن بد من إرغام بعض الساقفة الذين تمسكوا بمواقفهم للمثول أمام الإمبراطور ، وهكذا وبطرق اخرى باشر الإمبراطور بنفسه إرغام عدد كبير من الأساقفة تارة بالتهديد وتارة بالوعود حتى ينطقوا بإعترافاتهم : " أنهم لن يعودوا إلى الشركة مع أثناسيوس "

ومعظم الذين دعوا لمقابلة الإمبراطور لم يقابلوه ، بل حبسوا فى الأماكن التى أنزلوهم فيها ولم يسمح لهم بالمقابلة أو حتى بالخروج من مساكنهم إلا بعد التوقيع بالإمضاء (على حرم أثناسيوس) وإلا أرسلوا مباشرة إلى النفى .

وواضح أنه لجأ إلى هذه الطرق لأنه وجد أن هذه الهرطقة الأريوسية مكروهة لدى كل الناس ، لذلك كان يجبر الكثيرين لكى يضعوا إمضائاتهم بجوار إمضاءات الأريوسيين لأن عددهم كان قليلاً ، وكانت رغبته الشديدة فى أن يكرس عدداً كبيراً من أسماء المنتميين لحزب الأريوسيين لأنه أعتبر نفسه انه نصيراً لهم !! ظاناً أنه يقدر أن يغير الحق بالسهولة التى يغير بها عقول هؤلاء المخدوعين ، ولم يعلم أن محاولات الصدوقيين ( الموالين للولاة ) والهيروديين ( أتباع الملك علانية ) فى ضمهم الفريسين إليهم ، لم تقو على طمس الحقائق ، بل أصبح الحق أكثر تألقاً ولمعاناً عندما نادوا : " ليس لنا ملك إلا قيصر " وحتى بعد أن نالوا حكم بيلاطس لصفهم تركوا بعد ذلك فى عزلتهم ينتظرون خيبة املهم بعد موت نصيرهم !! ] (5)     

*************************** 

المــــــــــــــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م  ص  238 وما بعدها

(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى

(3)  Ibid. p. 280.

(4) Hilary of Poitiers., Frag. Hist. 6.3.

(5) Athanas.Ibid. p. 281.

 

This site was last updated 05/27/08