الرئيس جمال عبد الناصر

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

جمال عبد الناصر والإخوان المسلمين

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات و

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأخوان وأغتيال جمال
حل جماعة الإخوان
الإخوان المسلمين وعبد الناصر
عبد الناصر وقبلة الحياة
إخوانجى يحمل سفر دبلوماسى
نجيب والسادات وناصر والبنا

علاقة جمال عبد الناصر والإخوان المسلمين

 بدأ الإتجاة الدينى الإسلامى إلى التطرف والمغالاه فى عصر ما قبل عبد الناصر ولكنة ضعف فى عصره ويرى بعض المفكرين المعروفين بشدة عدائهم لنظام يوليو وهو كرم خلة (1) فقد قال " فى عهد عبد الناصر لم يختفى التعصب الدينى ولكن ضعف كثيراً إذا قورن بعصور سابقة أو بعهد السادات , أو مبارك مثلاً, ولم يكن عبد الناصر مضطراً أن يلعب بورقة الفتنة الطائفية "

جمال عبد الناصر وثورة 23 يوليو 1952م الأخوانية

 تم أنشاء جماعة الأخوان المسلمين فى بلدة السماعيلية على يد حسن البنا , وقد انتشرت هذه الجماعة فى جميع أنحاء مصر وتغلغل الخوان المسلمين فى الجيش والقضاء والشرطة والتعليم وغيرها من مرافق الدولة التنفيذية والتشريعية

 وقال د/نبيل لوقا فى كتاب - مشاكل الأقباط فى مصر وحلولها رقم الإيداع بدار الكتب 17404/2001  أن : جمال عبد الناصر يهتم بتدريب التنظيم السرى العسكرى للأخوان , وكان جمال عبد الناصر عضواً فى جماعة الأخوان المسلمين تحت أسم حركى هو " عبد القادر زغلول " ولكن بعد أن وثب تنظيم الضباط ألحرار للسلطة أحسوا أن الأخوان المسلمين يحاولون أغتصاب السلطة منهم لذلك حدث الأنشقاق بينهم وبين الثورة فى عام 1954م وقضى عليهم عبد الناصر بالأعتقال والتعذيب وتحديد القامة تلتها أجراءات أشد قسوة وقوة فى عام 1957م وعام 1965م وعام 1967م

الصورة الجانبية : جمال عبدالناصر على قبر حسن البنا يقرأ الفاتحة وبجواره شقيقه عبد الرحمن البنا

حدث أن الصراع إشتد بين قادة التنظيمين السرى والعلنى فى مكتب الإرشاد للأخوان المسلمين , وبدا واضحا أن الجماعتين على وشك حرب أهلية .. ولكنهم إتفقوا على حلا وسطاً بتعيين حسن الهضيبى من خارج الإخوان لأنه لم يكن إخوانياً وأصبح الهضيبى مرشداً عاما  للأخوان .

وقامت ثورة 1952 فى مصر وإمتنع حسن الهضيبى مرشد عام الإخوان المسلمين عن تأييد الثورة وإختفى عن الأنظار فى شقته بالإسكندرية لمدة أسبوع وكان يؤيده فى موقعة المعادى للثورة كل من حسن عشماوى ومنير الدلة وصالح , أبو رقيق وصلاح رشدى وعبد القادر حلمى وحسين كمال الدين خليفة ولكنه ظهر فجأه لتأيدها عندما علم بنجاحها ومغادرة فاروق ملك مصر البلاد ورغم علم رجال الثورة بذلك إلا أنهم وافقوا على بقاء الهضيبى فى منصب المرشد العام للأخوان المسلمين ولكن كان هذا الهدوء هو السكون الذى يسبق العاصفة.

ويقول الإخوان المسلمين قول آخر أنه فى يوم  27/7/1952م أصدر الهضيبى البيان التالى (أى بعد حوالى أربعة ايام حتى أطمئن من خروج ملك مصر وتنازله عن العرش كما ذكرنا سابقاً من قيام الثورة ) ونشر بمجلة الدعوة الأسبوعية- سنة 2- عدد 76- بتاريخ 29/7/1952م ونشروا صورة للبيان ولكن من غير دليل بالتاريخ الموقع فيه أو توقيعة ولا يجزم أحداً بأنه هو الذى اصدره , لأنه كان مختفياً .

نص البيان
"بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد.. في الوقت الذي تستقبل البلاد فيه مرحلة حاسمة من تاريخها بفضل هذه الحركة المباركة التي قام بها جيش مصر العظيم، أهيب بالإخوان المسلمين في أنحاء الوادي أن يستشعروا ما يلقي عليهم الوطن من تبعات في إقرار الأمن وإشاعة الطمأنينة، وأخذ السبيل على الناكثين ودعاة الفتنة، ووقاية هذه النهضة الصادقة من أن تمس روعتها وجلالها بأقل أذى أو تشويه، وذلك بأن يستهدفوا على الدوام مثلهم العليا، وأن يكونوا على تمام الأهبة لمواجهة كل احتمال.
والإخوان المسلمون بطبيعة دعوتهم خير سند لهذه الحركة يظاهرونها، ويشدون أزرها حتى تبلغ مداها من الإصلاح، وتحقق للبلاد ما تصبو إليه من عزة وإسعاد.
وإن حالة الأمن لتتطلب منكم بوجه خاص أعينًا ساهرة ويقظة دائمة؛ فلقد أعدتكم دعوتكم الكريمة رجالاً يُعرفون عند الشدة، ويلبون عند أول دعوة، فكونوا عند العهد بكم، والله معكم.
وستجتمع الهيئة التأسيسية في نهاية هذا الأسبوع بإذن الله لتقرر رأي الإخوان فيما يجب أن تقترن به هذه النهضة المباركة من خطوات الإصلاح الشامل ليدرك بها الوطن آماله، ويستكمل بها مجده.. ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج: 40)، والله أكبر ولله الحمد.
المرشد العام المستشار حسن الهضيبي ---------------------------------------------------->

وعندما نجح اللواء محمد نجيب في انتخابات نادي الضباط على غير رغبة القصر أدى إلى غضب الملك فعمل القصر على حل مجلس إدارة نادي الضباط ، فاستقال اللواء نجيب، وتدخل رئيس الوزراء حسين سري لإنقاذ الموقف بأن يعين نجيب وزيرا للحربية، فلم يتمكن من ذلك فقدم استقالته ؛ كل هذه العوامل أدى إلى إشتعال الغضب بين صفوف الجيش المصرى خاصة بعد هزيمته فى فلسطين وفضيحة الأسلحة الفاسدة .

واختار الملك محمد نجيب الهلالي لتشكيل الوزارة الجديدة في (28 شوال 1371هـ= 22 يوليو 1952م)، واختير إسماعيل شريف الموالي للقصر وزيرا للحربية الذى لم يكن مقبولاً ،  فكانت هذه التطورات السريعة والغضب العام من الشعب أدى إلى تحرك تنظيم الضباط الأحرار بالقيام بالثورة مستغلاً هذه الأحداث  فلم تكمل الوزارة يومين حتى قامت الثورة، وتحرك الجيش، وسيطروا على بعض الأماكن العسكرية وقيادة الجيش ، وأعلن المقدم أنور السادات الذى كان غائباً وقت قيامها البيان الأول للثورة يوم (2 ذي القعدة= 23 يوليو).
 واعتلت حركة الجيش قيادة السلطة في البلاد، وقدم اللواء نجيب إلى رئيس الوزراء محمد نجيب الهلالي طلبات الجيش، وهي
: تكليف السياسي المخضرم علي ماهر بتشكيل وزارة جديدة، وتعيين اللواء محمد نجيب قائدا عاما للجيش، وطرد ستة من حاشية الملك ؛ فرفع رئيس الوزراء هذه الطلبات إلى الملك، فوافق عليها، ثم خُلع الملك فاروق بعد أربعة أيام من قيام الثورة ، وغادر الملك وأسرته مصر واتجه إلى إيطاليا، وأُعلن أحمد فؤاد الثاني ملكا على مصر، تحت إشراف مجلس الوصاية.

ودليلاً على الخط الواحد المشترك بين الأخوان والضباط الأحرار أنه فى 11 أكتوبر سنة 1952 قاموا بالإفراج عن قتلة المستشار أحمد الخازندار رئيس محكمة جنايات القاهرة , وقتلة محمود فهمى النقراشى  الذى كان قد أصدر قراراً بحل الجماعة بعد حرب فلسطين - وأفرجوا أيضا عن المقبوض عليهم فى قنابل مدرسة الخيديوية - وقد توجة جميع المفرج عنهم إلى مكتب الأرشاد فى جماعة الأخوان المسلمين حيث أحتفلت بهم جماعة الإخوان .

ولم ينتهى الأمر عند هذا الحد فقد صدر قرار بعد أيام من القرار السابق بالعفو الشامل عن جميع المتهمين والمقبوض عليهم فى قضايا سياسية فى المدة ما بين 26 أغسطس 1936 م إلى 23 يوليو 1952 م وكان عدد المفرج عنهم 936 شخصاً كان معظمهم من الأخوان المسلمين .

**************

 

قانون الأحزاب والخط الإسلامى المتشدد والمنفرد للأخوان المسلمين    
يذكر المؤرخون أن الجماعة قامت بتقديم طلب موقع من :حسن أحمد المليجى ود/ أحمد خميس حميدة وفهمى  أبو غدير يطلبون حق تشكيل الجماعة فى بيان فيه : " الأخوان المسلمين جند الله , حينما يتناولون أمر هذا الدين , فهم لا يستهدفون إلا ما أستهدف الأسلام , ولا يتوسلونا فى بلوغ هذه الأهداف , إلا بالوسائل التى يقرها الإسلام " ولكن الطلب وتنظيم الجماعة لا يتوافق مع تشكيل الأحزاب فلم يقبل بوضع الجماعه فى ذلك الوقت وأتصل جمال عبد الناصر بوزير الداخلية سليمان حافظ وقال له : " إن الجماعة كانت من أكبر أعوان الحلقة .. قبل قيامها .. وأنها ساهمت بنصيب كبير فيها .. وما زالت تقدم لها العون المستمر " وطلب منه حل لهذه المشكلة .

وفى مكتب وزير الداخلية ألتقى جمال عبد الناصر ومرشد الإخوان الهضيبى

ثم طلب عبد الناصر من الهضيبى أن يرشح له بعض من الإخوان المسلمين ليعينهم وزراء بشرط ألا يكونوا من أعضاء التنظيم السرى , ولكن حاول الهضيبى خداع عبد الناصر فرشح أسماء ضالعة فى الإجرام من أعضاء التنظيم السرى بفرض أن عبد الناصر لا يعرف من هم هؤلاء الأعضاء  مثل صلاح شادى وكمال عبد الرازق ومنير الدلة وحسن عشماوى وآخرون . ورفض أعضاء الثورة هذه الأسماء وإختاروا أحمد حسن الباقورى , وعبد العزيز باشا على وأحمد حسنى , فرفض الإخوان أن تمثلهم هذه الأسماء وكان هذا أول صدام مع الثورة .

وفى مارس 1953 قاد الإخوان المسلمين مظاهرة بالتعاون مع الأحزاب طالبت بعودة الجيش ورجال الثورة إلى ثكناتهم وتولى الأحزاب السياسية السلطة – فما كان من رجال الثورة إلا أنها حلت الأحزاب وبداية التفكير فى التخلص من جماعة الإخوان المسلمين وكان من مؤيدى المظاهرات من الإخوان عبد الرازق السنهورى ورشاد مهنا .

 

جمال عبد الناصر مع رموز الأخوان المسلمين

 

وفى سنه 1954 كان هناك شخصا يسمى أحمد أنس عبد الوارث الحجاجى كان يعمل سكرتيراً خاصا ًللمرشد السابق حسن البنا أدلى بتفاصيل عن صراع داخلى مع جماعة الإخوان فقال عند بداية الثورة سنة 1952 ذهب وفد من أعضاء التنظيم السرى إلى منزل الهضيبى ونصحوه  بتأييد الثورة ولكنه رفض فقاموا بإحتلال المركز العام للأخوان المسلمين عندما رفض تقديم إستقالته – فقام كل من الشيخ محمد فرغلى وعبد العزيز كامل بالإستعانه بجمال عبد الناصر لأخلاء المركز العام , وإتفق معهما على أن يقوم بالوساطه على شرط أن يعقد فى مساء نفس اليوم مؤتمراً عاماً يضم كلا المؤيدين والمعارضين للإتفاق على موقف واحد .

ولكن لم يعقد الهضيبى هذا المؤتمر وعقد بدلا منه فى اليوم التالى مؤتمراً لأنصاره فقط وقد نقضوا إتفاقهم مع عبد الناصر مرتين أولا بعدم عقد الإجتماع بالصورة المتفق عليها , وثانيا أنهم نشروا تفاصيل إجتماعهم بالصحف رغم أنهم إتفقوا معه على عدم نشرة .

وفى أواخر عام 1953 عقدت الهيئة التأسيسية إجتماعاً وتقدم عبد القادر عودة بإنتخاب الهضيبى مرشداً عاماً مدى الحياة ... وكان عبد القادر ضد الهضيبى ومؤيداً للثورة ولكنه غير موقفة لأن أحد ضباط وإسمه محمد عبد الرحمن نصير ضربة بالحذاء وأصبح من مؤيدى الهضيبى وإتخذ موقفاً معادى للثورة .

وبعد أزمه مارس سنه 1953 إختفى الهضيبى قبل حادث المنشية بشهرين الذى حاول فيه الإخوان إغتيال جمال عبد الناصر دارت عده إتصالات مكثفة دارت بين قيادة الإخوان والأحزاب الأخرى , وكان سيد قطب هو المسؤل على الإتصال بالشيوعين , وطاهر الخشاب بالوفديين , وكان الهدف من هذه الإتصالات هو تشكيل جبهه موحده ضد ثورة يوليو أو لإغتيال جمال عبد الناصر فى الحادث الذى عرف فيما بعد بحادث المنشية .

وفى سنه 1954 قبل محاولة إغتيال عبد الناصر بالمنشية بعدة أيام إجتمعت الهيئة التأسيسية للإخوان وعددها 120عضواً لمناقشة موقف الهضيبى من لثورة وبحث مصير الجماعة , وكان قرارهم فصل الهضيبى لعدم قدرته على التفاهم مع الثورة , ولم يعلن القرار فى حينه إنتظاراً للإتفاق على تعيين مرشداً جديداً للجماعة , ولكن من الظاهر أن الهضيبى قد علم بالقرار فإختفى الهضيبى قبل حادث المنصة بشهرين وتولى مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين وأمور الجماعة كل امن حسين كمال الدين ومنير الدلة وعبد العزيز كامل وعبد القادر عوده ومحمد حامد أبوالنصر والشيخ فرغلى والدكتور خميس والدكتور كمال خليفة والشيخ أحمد شربت والشيخ أحمد حسن الباقورى وحسن عشماوى وفريد عبد الخالق وبعد أيام قليلة إرتكب أنصار الهضيبى حادث المنشية رداً على فصل الهضيبى من المنصب الذى إختارة الأعضاء له سابقاً مدى الحياة – وبدأت مرحله الصدام التى إستمرت مدة طويلة (2)

 كتبت مجلة "التحرير" على صدر غلافها ( عدد44- بتاريخ 16/2/1954م) (*) تعليقًا على صورةٍ لعبد الناصر يقف على قبر الإمام البنا في ذكراه الخامسة فى الوقت الذى قبض فقيه على الهضيبى و 500 من تنظيم الإخوان .
وقال  جمال عبد الناصر فى خطاب على قبر البنا : "إنني أذكر هذه السنين والآمال التي كنا نعمل من أجل تحقيقها، أذكرها وأرى بينكم مَن يستطيع أن يذكر معي هذا التاريخ وهذه الأيام، ويذكر في نفس الوقت الآمالَ العظام التي كنا نتوخاها ونعتبرها أحلامًا بعيدة , نعم أذكر في هذا الوقت، وفي مثل هذا المكان كيف كان حسن البنا يلتقي مع الجميع ليعمل الجميع في سبيل المبادئ العالية والأهداف السامية، لا في سبيل الأشخاص ولا الأفراد ولا الدنيا.. ثم قال: وأُشهد الله أني أعمل- إن كنت أعمل- لتنفيذ هذه المبادئ، وأفنى فيها وأجاهد في سبيلها".
وقام صلاح سالم من بعده فقال: "إن هذه الأخلاق العالية والصفات الحميدة قد اجتمعت وتمثلت في شخص أستاذٍ كبير، ورجل أُجلُّه وأحترمه، واعترفَ بفضله العالم الإسلامي كله، وقد أحبه الجميع من أجل المثل العليا التي عمل لها، والتي سنسير عليها إلى أن يتحقق لنا ما نريده من مجد وكرامة في أخوة حقيقية وإيمان أكيد، رعاكم الله ووحد بين قلوبكم وجمع بينكم على الخير".
 كما نشرت مجلة الدعوة: "شارك أعضاء مجلس الثورة إخوانهم المسلمين في إحياء هذه الذكرى الغالية، فحضر الاحتفال البكباشي جمال عبد الناصر- نائب رئيس الجمهورية- والصاغ صلاح سالم، وألقى كل منهما على قبر الشهيد كلمةً تحمل معاني التقدير لدعوته وجهده في سبيل حرية وطنه ومواطنيه".
وفي مسجد الإمام الشافعي- رضي الله عنه- أدَّى رجال الثورة، وأسرة الشهيد وجمعٌ كبير من تلاميذه وإخوانه، وعارفو فضله، والسائرون على نهجه صلاةَ الجمعة، وخطب الجمعة فضيلة الأستاذ أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف".
وبعد الصلاة زار الجميعُ قبرَ الإمام الشافعي.. ثم اتجهوا بعد ذلك إلى قبر المغفور له الإمام الشهيد حسن البنا فقرأوا الفاتحة، ثم جلسوا يذكرون فضله وجهوده وحُسن بلائه، حتى قدم نائب رئيس الجمهورية ومعه الصاغ صلاح سالم فاستقبلهما والدُ الإمام الشهيد فضيلة الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا، وأشقاؤه الأساتذة: عبد الرحمن ومحمد وعبد الباسط وجمال، ومعهم نجل الفقيد السيد أحمد سيف الإسلام ممثلون للأسرة، وجمع غفير من رجال الدعوة الإسلامية وتلامذة الفقيد منهم الأساتذة: عبد القادر عودة وصالح عشماوي وعبد الرحمن السندي وسيد سابق وعبده قاسم والشيخ محمد الغزالي والحاج محمد الصولي والحاج محمد جودة وغيرهم كثيرون".

 

الصورة الشهيرة لمجلس قيادة الثورة ( الضباط الأحرار) هؤلاء هم الصف الأول مت عدا محمد نجيب وقد جائت الحكومات المتعاقبة ممثلة لتنظيمهم أعنى كلهم من المسلمين ولم يكن منضم لهم إلا مسيحياً واحداً فى الصف الثانى مما أدى إلى إختفاء تمثيل الأقباط الفعلى فى الحياة السياسية منذ قيام الثورة وحتى الآن .. ومما يذكر أن الحياة السياسية فى مصر ظلت تتأرجح دائما بين حكم الفرد الواحد والديكتاتورية المطلقة   

وقام اللواء نجيب بتشكيل وزارة جديدة (18 من ذي الحجة= 7 من سبتمبر) أصدرت بعد يومين من تشكيلها قانون  الإصلاح الزراعي الذي حدد الملكية الزراعية، أما القانون الآخر الذي أصدرته الوزارة فهو قانون حل الأحزاب

وحتى يكون لقوانين الثورة الجديدة مشروعية ألغت قيادة الثورة دستور 1923م ببيان أعلنه القائد العام للجيش في (23 من ربيع الأول 1372هـ= 10 من ديسمبر 1952مكان دستور 1923  لأنه كان يشكل عائقا أمام عدد من القوانين التي أصدرتها أو تصدرها الثورة ، حيث عُرضت هذه القوانين على المحاكم، ودُفع بعدم دستوريتها ، كما أن القوانين كانت تصدر بأوامر ملكية من هيئة الوصاية دون عرضها على مجلس النواب لإقرارها ؛ لأن المجلس حل قبل قيام الثورة، 

وفي 6 من شوال 1372هـ= 18 من يونيو 1953م أصدر مجلس قيادة الثورة قرارا بإلغاء النظام الملكي، وإعلان النظام الجمهوري، واستقالت وزارة محمد نجيب، وشُكلت وزارة جديدة ضمت عددا كبيرا من العسكريين، وأصبح نجيب رئيسا للجمهورية ، ورئيسا لمجلس قيادة الثورة، ورئيسا للوزراء، وكان أول قرار وقعه الرئيس نجيب مرسوم ترقية الرائد عبد الحكيم عامر إلى رتبة اللواء، وتعيينه قائدا عاما للجيش

وكانت القيادة الفعلية فيه لجمال عبد الناصر رئيس اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار وجد نجيب نفسه رئيسا بلا صلاحيات ، فقدم استقالته إلى مجلس قيادة الثورة في (19 من جمادى الآخرة 1373هـ= 22 من فبراير 1954م) فقبل المجلس استقالته، فقامت المظاهرات المؤيدة له قادها الإخوان المسلمون

عاد نجيب إلى الحكم مرة ثانية بعد مظاهرات الإخوان ، وأعلن إجراءات لوضع دستور وعودة الحياة المدنية، إولكن لم يتحكم نجيب فى البلاد فقامت أعمال شغب وإضرابات في عدد من أحياء القاهرة ، وقامت مظاهرات تدعو إلى سقوط نجيب، واقتحمت مجلس الدولة، واعتدت على رئيسه الفقيه الدستوري الكبير عبد الرزاق السنهوري بالضرب، وحلّت جماعة الإخوان المسلمين ، وبعد هذا الإنهيار السريع فى شعبية محمد نجيب استقال نجيب من منصبة فى 11 من شعبان 1373هـ= 17 من أبريل 1954م وتولي عبد الناصر مكانه..

وقال الرئيس الثانى من ضباط الحرار محمد أنور السادات فى كتابه " أسرار الثورة المصرية (1) " أسئلة كثيرة كانت تدور برؤوس المصريين جميعاً ولم يجدوا لها جواباً منا .. ولكن ... كانت الإشاعات تجيب "

وإنطلقت اول إشاعة تقول أن هذه الثورة " ثورة إخوانجية يقودها ويوجهها من وراء الستار الإخوان المسلمون " .

وكانت هذه الإشاعة تطوف بالناس وبين يديها دليل يؤكد صدقها .. فقد كان اول إجراء إتخذته الثورة كجزء من برنامجها الضخم فى إزالة آثار الماضى البغيض ومحاسبة المسئولين عنه بالحق والعدل , هو الأمر الذى صدر بإعادة التحقيق فى قضية مقتل المرحوم حسن البنا ( المرشد العام للأخوان المسلمون "

ولم يقل الناس أن هذا المصرى قد قتل .. ولكن قالوا : إن خلف الثورة جماعة الإخوان المسلمين "

وبدأ بعد ذلك تساؤل كثير  " إن كانت هناك صلة بين هذه الثورة , وبين ألإخوان المسلمين فمتى بدأت !! "

وفى جملة واحدة : ما هى قصة الثورة مع الإخوان المسلمين ؟ 

المتهم الثالث فى قضية اغتيال "عبد الناصر" يعترف بتدبير الاخوان للحادث
السبت, 2012/09/29 - 10:23مساء كتب ::  محمد عبدالواحد
خليفة عطوة: كنت أنتمى للإخوان وأوامر الاغتيال صدرت من عبد القادر عودة

اعترف المُتهم الثالث فى قضية محاولة اغتيال الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" خلال مداخلة تليفونية مع الأعلامية "ريهام السهلى" فى برنامجها 90 دقيقة ان تنظيم الأخوان المسلمين هم من خططوا للعملية المعروفة إعلاميا بحادث المنشية وأكد المُتهم "خليفة مصطفى عطوه" انه كان ينتمي للجماعه وانه كان ضمن المجموعة التى صدرت لها الأوامر باغتيال الرئيس "عبدالناصر" أثناء القائه خطابه فى ميدان المنشية بالاسكندرية فى 26 اكتوبر 1954 وأضاف أن الاوامر صدرت لهم من القيادى الاخواني عبد القادر عودة والذى قد حكم علية بالأعدام فيما بعد مؤكداً على انة سئم من الكذب حيث انة يمتلك من العمر الأن 81 عاماً وبسؤالة عن أسباب عدم تنفيذ حكم الأعدام الصادر بحقه أكد "عطوه" على ان الرئيس "عبد الناصر" تدخل لتخفيف حكم الإعدام بحق الثلاث طلاب المُدانين بالقضية والذى كان هو أحدهم.

http://www.coptichistory.org/new_page_1259.htm لمزيد من المعلومات حول موضوع علاقة الإخوان بالثورة راجع الهيكل الداخلى لـ جماعة الإخوان المسلمين الجزء الخاص عن الجهاز السرى للأخوان

فى مثل هذا اليوم 28 يوليو 1952..
اللقاء الاول بين عبد الناصر ومرشد الاخوان ..والهضيبى يشترط عرض قرارات الثورة على جماعة الاخوان المسلمين قبل اصدارها..


فى منزل صالح أبو رقيق عضو جماعة الإخوان والموظف بجامعة الدول العربية،حدث اللقاء الأول بين جمال عبد الناصر قائد تنظيم الضباط الأحرار الذى قام بثورة 23 يوليو،والمستشار حسن الهضيبى المرشد العام لجماعة الإخوان،فى مثل هذا اليوم"28 يوليو 1952 "أى بعد خمسة أيام من قيام الثورة،وكان مؤشرا قويا لما سيحدث من صدام بين الطرفين،وهناك روايتين حول ما دار فيه،واحدة يقولها الإخوان،وأخرى يذكرها عبد الناصر . رواية الإخوان يذكرها محمود عبد الحليم في"الإخوان المسلمين أحداث صنعت التاريخ "،"الجزء الثالث،طبعة اليكترونية"،ويقول فيها،أن عبد الناصر فور مصافحته للمرشد بادره قائلا:"قد يقال لك احنا اتفقنا على شئ،احنا لم نتفق على شئ"،فرد المرشد:"اسمع يا جمال،ما حصلش اتفاق،وسنعتبركم حركة إصلاحية،إن أحسنتم فأنتم تحسنون للبلد،وإن أخطأتم فنوجه لكم النصيحة بما يرضى الله"،فلما انصرف جمال قال المرشد:الرجل ده ما فهش خير ويجب الاحتراس منه "،وتحرص الجماعة بهذه الراوية أن تبدو"متسامحة"،وفى حال أخطأت الثورة سيكون دورها مجرد النصح فقط . أما الراوية المضادة فتأتى من بيان مجلس قيادة الثورة الصادر توضيحا لقرار حل الجماعة 12 يناير 1954 ،ويقول:"فى صباح يوم الثورة استدعى الأستاذ حسن العشماوى لسان حال المرشد العام إلى قيادة الثورة فى كوبرى القبة،وكلف أن يطلب من المرشد العام إصدار بيان بتأييد الثورة،ولكن المرشد بقى فى مصيفه بالإسكندرية لائذا بالصمت ولم يحضر إلى القاهرة إلا بعد أن تم عزل الملك (26 يوليو)،ثم أصدر بيانا مقتضبا طلب بعده أن يقابل أحد رجال الثورة،فقابله جمال عبد الناصر فى منزل صالح أبو رقيق الموظف بالجامعة العربية ". وأضاف البيان:"بدأ المرشد حديثه مطالبا بتطبيق أحكام القرآن فى الحال،فرد عليه جمال أن هذه الثورة قامت حربا على الظلم الاجتماعى والاستبداد السياسى والاستعمار البريطاني،وهى بذلك ليست إلا تطبيقا لتعاليم القرآن الكريم،فانتقل المرشد بالحديث عن تحديد الملكية،وقال أن رأيه أن يكون الحد الأقصى 500 فدان،فرد جمال بأن الثورة رأت التحديد بمائتى فدان وهى مصممة على ذلك،فانتقل المرشد بالحديث قائلا،إنه يرى لكى تؤيد هيئة الإخوان الثورة أن يعرض عليها أى تصرف للثورة قبل إقراره،فرد جمال،بأن الثورة قامت بدون وصاية أحد عليها،ولن تقبل بحال أن توضع تحت وصاية أحد،وإن كان هذا لا يمنع من التشاور فى السياسة العامة مع كل المخلصين من أهل الرأي،ولم يلق هذا الحديث قبولا من نفس المرشد ". تحدث عبد الناصر عن هذا اللقاء فى خطاب له،ذكر فيه أن المرشد طلب منه أن تطبق الثورة أحكام القرآن،وتصدر قانونا بفرض الحجاب على النساء وتغلق دور السينما والمسرح:"قلت له:انت تطلب منى مالا طاقة لى به،فقال:إنه مصمم على طلبه،قلت له:اسمع نتكلم بصراحة وبوضوح انت لك بنت فى كلية الطب،هل بنتك بتروح السينما ولا ما بتروحش؟،بتروح السينما،طيب إذا كان الراجل فى بيته مش قادر يخلى أولاده،أو بنته ما تروحش السينما طيب عاوزنى أقفل السينمات ليه،إحنا علينا واجب أن نعمل رقابة عليها وعلى المسارح حتى نحمى الأخلاق ". يضع الباحث أحمد بان فى كتابه"الإخوان المسلمون ومحنة الوطن والدين"هذا اللقاء فى سياق لافت قائلا:"لم تنجح الكيمياء الإنسانية فى التوفيق بين قيادتين،كل منهما ينتمى لعصر،زعيم شاب فى الثلاثين من عمره(34 عاما)،جاء من خلفية اجتماعية متواضعة تماما كأغلبية الشعب المصري،يستلهم تراث الوطنية المصرية،ويحلم باستقلال وطنى حقيقي،مفعم بالحيوية والأمل والثورة،وزعيم آخر إصلاحى محافظ ينتمى إلى طبقة أخرى مهنيا واجتماعيا وفى الستين من عمره تعود الحديث من فوق منصة القضاء ". يضيف"بان":"حاول عبد الناصر التفاهم مع الهضيبي،ولكن الرجل تعامل معه باستعلاء شديد بدا فيه رأيه الحقيقى الذى صارح به مقربين له،قائلا:"ويل لمصر من هذا الأصفر ". ..!!

**************************************

المــــــــراجع

(1) كتاب أسرار الثورة المصرية - بواعثها الخفية وأسبابها السيكلوجية - بقلم انور السادات - تقديم جمال عبد الناصر - القاهرة 1965 ص 15 و 16

(*) أخوان أون لين  آخر تحديث: الإثنين 27/7/1427 هـ الموافق 21/8/2006 م

 

 

This site was last updated 07/28/15