Home Up صفحة فهرس الخديوى توفيق عباس حلمى الثانى مصطفى كامل السلطان حسين كامل New Page 4221 الملك أحمد فؤاد محمد فريد البابا يؤانس113 البابا مكاريوس الـ 114 New Page 2744 وثيقة تسليم فلسطين لليهود طه حسين مشكلة القصور الملكية العالم مصطفى مشرفة من يتولى الملك الإحتلال الإنجليزى وإضطهاد الأقباط New Page 4215 New Page 4216 New Page 5361 New Page 5357 مصطفى كامل والعثمانيين سعد زغلول أدهم الشرقاوى أسطورة مجرم New Page 4218 New Page 4219 New Page 4220 فهرس الملك فاروق الملك فؤاد الثانى مشاهير الأقباط أيام الإحتلال | | فى صباح الإثنين السادس عشر من يناير ١٩٥٠م، وبعد أن تناول الدكتور على مصطفى مشرفة بعضاً من شاى الصباح صعدت روحه إلى بارئها وتردد أنه قتل. تباينت الروايات حول الواقعة فبعضها قال إن الجالس على العرش فعلها حيث بلغه أنه يرأس مجموعة سرية من تلاميذه وأصدقائه هدفها المناداة بالجمهورية بديلاً عن الملكية وبعض الروايات الأخرى قالت إنما فعلتها إسرائيل، لأنه قطع شوطاً فى أبحاثه الذرية فأصبح مصدر قلق لها. يذكر الدكتور جمال الدين فندى واقعة عن العالم الراحل، فيقول إن الدكتور مشرفة، فى ورقة امتحان البكالوريوس طلب اختيار ٧ أسئلة من تسعة فأجاب الدكتور فندى عن الأسئلة التسعة فإذا بالدكتور مشرفة يمنحه ١١٧ درجة من ١٠٠ درجة وتنشر صورته فى الصفحة الأولى فى الأهرام، هذه محطة أولى سابقة للزمان بزمان ولا يقدم عليها سوى معلم حقيقى ومربى أجيال. أما المحطة الثانية فتبدأ من عام ١٩٢٩ حيث نشر مشرفة أبحاثه فى الدوريات العلمية العالمية توجها ببحث خطير ومهم نشره عام ١٩٣٢ وأعقبه بأبحاث أخرى مهمة فى أعوام ١٩٤٢م و١٩٤٤م و١٩٤٥م و١٩٤٨م جميعها يتصل اتصالاً وثيقاً بنتائج مهمة فى العلوم الذرية والنووية، ثم انتقل إلى الجانب التطبيقى حيث دعا للبحث عن اليورانيوم فى الصحراء الشرقية، ومهما يكن من أمر فقد مر على رحيل عالمنا مشرفة ٥٩ عاماً. كان الذين يعرفون أسرته عن قرب يقولون إنه ولد كبيراً ولم يولد طفلاً، وكانوا يقصدون بذلك أنه لم يعش طفلاً مثلما يعيش الأطفال حيث لم يشارك أقرانه ألعاب الطفولة، وهو مولود فى ١١ يوليو ١٨٩٨م فى دمياط وكان أبوه أحد تلاميذ مدرسة الأفغانى ومحمد عبده وكان مشرفة قد حفظ القرآن طفلاً وفى عام ١٩٠٧ داهمت أسرته أزمة مالية أطاحت بمعظم ثروتها فى مضاربات القطن وقبل أن يؤدى الصبى مشرفة امتحان الشهادة الابتدائية ١٩١٠ توفى والده وبعد حصوله على الابتدائية انتقل إلى القاهرة وقبل حصوله على البكالوريا من المدرسة السعيدية عام ١٩١٤م بشهرين توفيت والدته، ثم التحق بمدرسة المعلمين العليا، وسافر إلى إنجلترا فى بعثة وحصل على البكالوريوس فى الرياضة عام ١٩٢٠م وبقى هناك إلى أن حصل على الدكتوراه فى فلسفة العلوم سنة ١٩٢٣م وأصبح عضواً فى الجمعية الملكية البريطانية. كان مشرفة من الأوائل دائماً منذ سنوات دراسته الأولى، وقد دفعه وازع التحدى لما هو أبعد من التفوق بعدما ضاعت ثروة الأسرة وتوفى الأب ومن بعده الأم، ليثبت ذاته ويقهر هذه التحديات وأخذ ينشر أبحاثه فى المجلات العلمية المتخصصة، وأصبح من المحاضرين فى الجمعية البريطانية وبعد عودته إلى مصر عاوده التحدى وغلبت عليه غريزة النهم إلى العلم ونهل المزيد منه فسافر مرة أخرى إلى بريطانيا، وحصل على دكتوراه أخرى فى العلوم وأصبح العالم الحادى عشر فى العالم، الذى يحصل على الدكتوراه فى العلوم، وأول مصرى يحصل عليها وغار منه البريطانيون وتم رفض طلبه ليشغل موقع أستاذ علم الطبيعة هناك إلى أن قام أحمد لطفى السيد، مدير جامعة الملك فؤاد آنذاك «القاهرة حالياً»، بتعيينه أستاذاً مساعداً فى كلية العلوم فى حين كان يرى مشرفة نفسه أحق بشغل وظيفة أستاذ فلجأ إلى أحد أعضاء مجلس النواب من الوفديين، وكان سعد زغلول رئيساً للمجلس وأثير الموضوع وأصدر على ماهر باشا، وزير المعارف آنذاك، قراراً بتعيين مشرفة أستاذاً للرياضة التطبيقية فى الكلية ذاتها عام ١٩٢٦ فكان أول مصرى يشغل هذا المنصب إلى أن اختير وكيلاً للكلية عام ١٩٣٠م حتى عام ١٩٣٦م حيث اختارته حكومة الوفد عميداً للكلية، فكان أول عميد مصرى لها. لم يكن مشرفة مجرد عالم وإنما كان «موسوعة» عليماً بفنون الأدب والترجمة ومحباً وعازفاً للموسيقى حيث كان يجيد العزف على آلتى الكمان والبيانو، وكان مشرفة قد أسهم فى الحركة الفكرية المصرية وقام بتأسيس عدد من الجمعيات المتخصصة فضلاً عن مشاركاته فى مجمع الثقافة العلمية ومراكز البحوث حتى الموسيقى فقد أسس من أجلها «الجمعية الموسيقية» بالاشتراك مع محمود الحفنى وأبوبكر خيرى ووديع فرج، وقد تولت هذه الجمعية ترجمة مجموعة من الأوبرات العالمية إلى العربية كما أنشأ قسماً للترجمة العلمية فى كلية العلوم لترجمة الكتب العلمية العالمية، كما وضع القاموس العلمى عام ١٩٣٨م مع محمد عاطف البرقوقى، وفوق هذا اختاره مجمع اللغة العربية خبيراً للجنة المصطلحات العلمية. كان مشرفة ممن أحاطوا بسر تفتت الذرة، وكانت له أحاديث إذاعية بعنوان «أحاديث العلماء»، وكان من تلاميذه الدكتورة سميرة موسى عالمة الذرة التى ماتت فى حادث غامض فى بريطانيا ولمشرفة مؤلفات منها «الميكانيكا العلمية والنظرية» و«الهندسة الوصفية» و«الذرة والقنابل الذرية» و«العلوم والحياة» و«نحن والعلم» وغيرها وهو متدين عارف بالإسلام ينتمى للمدرسة العقلانية البعيدة عن البدع والخرافات، وحين توفى نعاه أينشتاين بقوله: «لا أصدق أن مشرفة مات إنه مازال حياً بأبحاثه».
*************************** المــــــــــــــــــــراجع (1) المصرى اليوم تاريخ العدد الجمعة ٦ فبراير ٢٠٠٩ عدد ١٦٩٩ عن خبر بعنوان [ 59عاماً على رحيل مصطفى مشرفة الذى أفزع إسرائيل] كتب ماهر حسن |