طه حسين

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الأديب طة حسين عميد الأدب العربى– أديب و مفكر و شاعر وسياسى   1889 -1973م

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
شاعر النيل إبراهيم

 

فى نوفمبر عام 1889 م ولد طه حسين فى قرية بالقرب من مغاغة فى محافظة المنيا فى جنوب مصر  , كان والده حسين عليّ موظفا  موظفًا صغيرًا, في شركة السكر, و أنجب ثلاثة عشر ولدا كان سابعهم فى الترتيب " طه" وأصابه رمد وضاع بصره في السادسة من عمره نتيجة الفقر والجهل و أصبح مكفوفا منذ طفولته ، ولكنه أستطاع حفظ القرآن قبل أن يغادر قريته إلى الأزهر طلبًا للعلم..
فى عام 1902 م غادر القاهرة متوجها إلى الأزهر طلبا للعلم.---------------------->
تتلمذ على يد الإمام محمد عبده الذي علمه التمرد على طرائق الاتباعيين من مشايخ الأزهر, فانتهى به الأمر إلى الطرد من الأزهر, وإلتحق بالجامعة المصرية الوليدة

و فى عام 1908 التحق طه حسين بالجامعة المصرية و تلقى دروسا فى الحضارة الإسلامية و الحضارة المصرية القديمة و دروس الجغرافيا و التاريخ و اللغات السامية و الفلك و الأدب و الفلسفة على أيدى أساتذة مصريين و أجانب . وإستطاع لنبوغه المبكر الحصول منها على درجة الدكتوراه الأولى في الآداب التى نوقشت فى 15 مايو 1914م عن أديبه الأثير: أبي العلاء المعري   .

فى عام 1914 التحق بجامعة مونبليليه فى فرنسا . و فى عام 1915 أكمل بعثته في باريس و تلقى دروسا فى التاريخ ثم فى الإجتماع .

فى عام 1919م حصل على دكتوراه فى الإجتماع  بعد أن فرغ من رسالته عن ابن خلدون , وحصل على فى نفس العام على دبلوم الدراسات العليا فى اللغة اللاتينية

فى 9 أغسطس 1917  فى أقترن بالسيدة سوزان التى كانت لها أثر ضخم فى حياته .
فى عام 1919 عاد طه حسين إلى مصر و عين أستاذا للتاريخ اليونانى و الرومانى وعمل أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني إلى سنة 1925 م

و أستمر كذلك حتى عام 1925م أستاذا لتاريخ الأدب العربى بكلية الآداب مع تحول الجامعة الأهلية إلى جامعة حكومية ، إلى أن وما لبث أن أصدر كتابه (في الشعر الجاهلى) الذى أحدث دوياً فى عالم الفكر وعارضة الكثير من المتحفظين الذين لا يريدون الإنطلاق لحرية الفكر .

ثم أصبح عميدًا لكلية الآداب سنة 1930 م  ، وعندما رفض الموافقة على منح الدكتوراه الفخرية لكبار السياسيين سنة 1932, وواجه هجوم أنصار الحكم الملكى في البرلمان الذين لم يستطيعوا إثناءه عن موقفه وإضطروا إلى طرده من الجامعة ، ولم يعد إليها إلا بعد سقوط حكومة صدقي باشا.
فى عام 1942 ، اصبح مستشاراً لوزير المعارف ثم مديرا لجامعة الاسكندرية حتى أحيل للتقاعد فى 16 أكتوبر 1944م

وفى 13 يناير 1950 عين وزيراً للمعارف  في الوزارة الوفدية ، فوجد الفرصة سانحة لتطبيق شعاره فى الدعوة التى قادها (التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن) وارتبط به وأصبح فكره المتقد علامة واضحة مضيئة فى تاريخ مصر الحديث .
ثم أنصرف بعد ذلك و حتى وفاته عام 1973 م إلى الإنتاج الفكرى و النشاط فى العديد من المجامع العلمية التى كان عضوا بها من داخل و خارج مصر .
أعمال طه حسين ادبية منها الروايات والقصص القصيرة والشعر ,

ومن اعماله :

الأعمال القصصية (دعاء الكروان ـ شجرة البؤس ـ المعذبون في الأرض)،

التاريخية (على هامش السيرة)

النقدية (حديث الأربعاء ـ من حديث الشعر والنثر)

الفكرية (مستقبل الثقافة في مصر).
 غيّر الرواية العربية أبتكر السيرة الذاتيّة مع كتابه "الايام" الذي نشر عام 1929 ،

حديث الأربعاء ، مستقبل الثقافة فى مصر ، الوعد الحق ، فى الشعر الجاهلى أحدث هذا الكتاب ضجة كبيرة الذي كان بمثابة رجة فى عقل إنسان الناطق باللغة العربية  ، المعذبون فى الأرض ، صوت أبى العلاء ، من بعيد ، دعاء الكروان ، فلسفة ابن خلدون الإجتماعية ، الديمقراطية فى الإسلام ، طه حسين و المغرب العربى .

 

**************************************************************

جريدة المصرى اليوم تاريخ العدد السبت ٦ اكتوبر ٢٠٠٧ عدد ١٢١٠ عن مقالة بعنوان [ الدكتور طه حسين يكتب: أحاديث رمضان ]
[ طه حسين مع زوجته سوزان في غرفة مكتبه] -------------->
ولم أفرغ بعد من التفكير في ذلك الراهب اليسوعي الذي يطير ويصطنع الطيران وسيلة إلي البحث العلمي، وينتهي من هذا البحث إلي فنون من الاستكشاف لها أبعد الأثر في التاريخ والجغرافيا ولها أنفع الأثر في حياة الناس.
لم أفرغ بعد من التفكير في أمر هذا الراهب، أو قل لم أفرغ بعد من التفكير في الدرس الذي يلقيه هذا الراهب وأمثاله من علماء الرهبان، والذي ينبغي أن نتدبر وننتفع به ونطيل النظر فيه، ونستخلص منه لحياتنا ما ينبغي أن نستخلصه من العبر والعظات ولست أكره أن أعود إلي الحديث في أمر هؤلاء العلماء البارعين من رجال الدين عند الأمم الأوروبية، فقد ينبغي أن نلتمس الأسباب التي أتاحت لهؤلاء الناس أن يشاركوا في الحياة العلمية، مشاركة لها خطرها العظيم في كل فرع من فروع العلم .
وقد أطلت الحديث في هذا منذ أعوام، ولكن لم أظفر بطائل، وأنت تعرف أني لا أحب اليأس، ولا أطمئن إليه وإني إذا رأيت رأيا مضيت في إذاعته والذود عنه، والدعوة إليه وألححت في ذلك حتي أنتهي إلي الفوز، أو أقضي من دون هذا الفوز، ولست أدري لماذا لا أستطيع أن أطمئن إلي ما يطمئن الناس إليه من هذه الفروق العنيفة بين رجال الدين في أوروبا ورجال الدين في الشرق الإسلامي. ولعل مصدر هذا أني أحب رجال الدين الإسلامي أكثر مما يظنون، وأكثر مما يحبون أنفسهم، وإني أكره لهم القصور والتخلف ولا أرضي لهم إلا الرقي والتقدم وأن يكونوا طلائع الناس في السعي إلي الكمال والطموح إلي المثل الأعلي في العلم والعمل.
ولست أكره أن يكون هذا الحديث موضوعًا لأسمار الشيوخ حين يشهدون مجالسهم في ليالي رمضان وموضوعًا لتفكير حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر.
فمن يدري لعل هذا كله أن يفتح للشيوخ بابًا من أبواب العمل علي إزالة ما بينهم وبين رجال الدين الأوروبيين من الفروق. مع أن الوضع الطبيعي لرجال الدين الأوروبيين يجعل منهم طبقة خاصة متميزة تخالف الناس في أطوار حياتهم، فقد استطاع رجال الدين أن يمتزجوا ببيئتهم امتزاجًا ويتصلوا بها اتصالاً دقيقًا ويشاركوها في العلم والعمل فيكون منهم القسيس الطبيب، والقسيس الأديب، والقسيس الطبيعي، والقسيس الرياضي، والقسيس الذي يطير في الجو، والقسيس الذي يحتفر في الأرض.

الصورة الجانبية : طة حسين حين كان وزير للمعارف
وهؤلاء الناس لا تصرفهم جهودهم العلمية مهماً تختلف عن واجباتهم الدينية مهما تتعقد، والأصل أن رجال الدين الإسلامي ناس من الناس لا يكونون طبقة متميزة لأن الله لم يفرض عليهم ما يفرق بينهم وبين غيرهم من المسلمين في حياتهم اليومية العاملة.
ولكنهم مع ذلك قد امتازوا وانحازوا وانفصلوا عن بيئتهم التي يعيشون فيها، فإذا لهم سيرة خاصة وأخلاق خاصة وعقلية خاصة، وأكاد أقول لغة خاصة، وهم قد فرغوا للدين وعلوم الدين ولم يعنوا بغيرها من علوم الدنيا ولم تظهر لأحد منهم مشاركة في فن من هذه الفنون التي لا تتصل بعلوم الدين.
وإنما المهم أن نهيئ للأزهريين أسباب الاتصال بالنشاط العقلي العام. وليس المهم أن تدرس أنواع العلم كلها في الأزهر فهذا شيء لا سبيل إليه وهو يخرج الأزهر عن طبيعته، وإنما المهم أن يهيأ الأزهريون تهيئة تمكنهم من أن يدرسوا ما يحبون درسه من أنواع العلم التي تدرس في المعاهد الأخري، وليس المهم أن تعتبر شهادات الأزهر ودرجاته ملائمة لشهادات الدولة ودرجاتها وإنما المهم أن يمكن الأزهريون من تحصيل شهادات الدولة ودرجات فوق شهاداتهم ودرجاتهم الخاصة أو دون شهاداتهم ودرجاتهم الخاصة إن أرادوا.
يجب أن يتاح للأزهري قبيل الشهادة الثانوية المصرية والالتحاق بما أحب من كليات الجامعة وله مع ذلك أن يحصل شهادته الأزهرية الخاصة وله مع ذلك أن يقف نفسه علي الحياة الدينية الخالصة أو علي الحياة المدنية الخالصة أو أن يأخذ من هاتين الحياتين بطرف. ولكن يجب أن يتاح للأزهري أن يتصل بكلية العلوم إن شاء وبكلية الطب إن أراد. ولا تقل إن هذا عسير فليس فيه شيء من العسر إن صدقت العزائم وحسنت النيات.
وأي شيء أيسر من الملاءمة بين التعليم الثانوي في الأزهر والتعليم الثانوي في المدارس المدنية. وكيف استطاع القسس والرهبان أن يكونوا أدباء وأطباء وعلماء ومنقبين عن الآثار في الأرض. ومستكشفين لها من الجو. وكيف استطاعوا أن ينشئوا جامعتهم في بيروت وينافسوا بها الجامعات المدنية أشد منافسة وكيف استطاعوا أن ينشئوا مدرسة اللغات السامية في القدس وينافسوا بها أرقي المعاهد لدراسة اللغات السامية.
وكيف استطاعوا أن يكون منهم أمناء في متحف اللوفر وأساتذة في السوربون وأعضاء في المجمع اللغوي الفرنسي، وكيف لم تحل علومهم الدينية المعقدة بينهم وبين كل هذا النشاط. كلا ليس من العسير أن يتصل الأزهر بالنشاط العقلي العام ويشارك فيه أحسن المشاركة. فهل يفكر صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر في هذا كله، فإن شهر الصوم أصلح الأوقات للتفكير.
نشر هذا المقال فى جريدة الجهاد ١٢ رمضان ١٣٥٤هـ - ٨ ديسمبر ١٩٣٥م
*****************************

الشاعرة مى (1) كانت تفتح صالون بيت والديها لأستقبال المفكرين والأدباء والشعراء فى عصرها ومنهم الشاعر اسماعيل صبري باشا  و الأمير مصطفى الشهاب و أمير الشعراء أحمد شوقى عباس محمود العقاد ويعقوب صروف وكان بين الحضور فتى كفيف... و "لم يرض الفتى عن شيء مما سمع إلا صوتاً واحداً سمعه. كان الصوت نحيلاً ضئيلاً وكان عذباً رائعاً. وكان لا يبلغ السمع حتى ينفذ إلى القلب". هذا الصوت كان صوت مي. أما الفتى فكان طه حسين!..

وقال لدكتور طه حسين إلى هذا الأمر إذ يقول في حديث له نشر في مجلة المقتطف: "فأما صالون مي فقد كان ديمقراطياً أو قل إنه كان مفتوحاً لا يرد عنه الذين لم يبلغوا المقام الممتاز في الحياة المصرية، وربما كانوا يدعون ليه وربما كانوا يستدرجون إليه استدراجاً فيلقون الناس ويتعرضون إلى أصحاب المنزلة الممتازة، ويكون لهذا أثره في تثقيفهم وتنمية عقولهم وترقيق أذواقهم. وأنا أذكر أني اتصلت بصالون مي على هذا النحو بعد أن نوقشت رسالتي في أبي العلاء وشهدت مي هذه المناقشة وشهدت فيما يظن بعض الحفلات التي أقامها لي الزملاء حينئذ وطلبت إلى أستاذها وأستاذي لطفي السيد أن يظهرني في صالونها، وكذلك عرفتها في هذا الصالون وترددت عليها في أيام الثلاثاء إلى أن سافرت إلى أوروبا.. وقد رجعت إلى مصر بعد سنة فأقمت فيها أشهراً ولاقيت فيها مياً في أيام الثلاثاء كما كنت ألقاها قبل السفر. وكان الذين يختلفون إلى هذا الصالون متفاوتين تفاوتاً شديداً فكان بينهم المصريون على تفاوت طبقاتهم ومنازلهم الإجتماعية وعلى تفاوت أسئلتهم أيضاً. وكان منهم السوريون وكان منهم الأوروبيون على اختلاف شعوبهم وكان منهم الرجال والنساء وكانوا يتحدثون في كل شيء ويتحدثون بلغات مختلفة وبالعربية والفرنسية والإنكليزية خاصة. وربما استمعوا لقصيدة تنشد أو مقالة تقرأ أو قطعة موسيقية تعزف أو أغنية تنفذ إلى القلوب".

**************************************

تكفير طه حسين من أجل كتابه الشعر الجاهلى/ الأدب الجاهلى

بدأ طه حسين أيامه الأولي يدعو الي تنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية، وتأثر تأثيراً كبيراً بآراء الشيخ محمد عبده في أمر الأولياء والتوسل بهم، وأخذ يردد هذه الآراء، ولم تكن القوانين المدنية في نظره صالحة للتطبيق، لأنها جلبت الشر والفساد . وأخذ يقول إن اهمال الشريعة في حقيقته اهمال للدين، وإن مصر انعدم منها الخير، وتوالت عليها المصائب، وكثرت فيها الجرائم، لأنها تركت الدين، وحكم الشرع، واكتفت بسجن المجرمين الذين لم يردعهم هذا السجن . ولم يثبت طه حسين علي هذه الآراء، وما لبث ان تنكر لها، وأخذ يصرح أمام طلبة الأزهر بما يناقض هذه الآراء . وفي سنة 1913 اشتدت الدعوة إلي الجامعة الإسلامية في مصر، وقد كتب لطفي السيد معارضاً هذه الدعوة، وقد رأي دعاة الجامعة الإسلامية أن الوطنية أمر مادي صرف، وهي لا تصلح أن تكون جامعة بين الناس، لأن الإنسان ليس مادة خالصة، بل فيه شيء مجرد عن المادة . وكتب طه حسين مؤيداً لطفي السيد في آرائه، فكان مما قاله : إن الدين يخضع لحكم الوطنية، وهو أثر من آثار الأرض التي يسكنها الشعب المتدين، وأبدي خوفه من أن يتهم بسبب هذا الرأي بالمروق والإلحاد . الدين والأوطان ثم قال : إن الدين بعد أن ينزل به الوحي من السماء، ويودعه نفوس الناس عن طريق الأنبياء والمرسلين، لا يكاد ينتقل من وطن الي وطن، ومن بيئة الي بيئة، حتي يأخذ شكلاً خاصاً، وصيغة معينة، هي بتلك البيئة أشبه، ولا تكاد تمر عليه القرون حتي لا يبقي بينه وبين التشابه في أوطانه المختلفة، إلا أنه قد نشأ من أصل واحد، أي أنه لا يبقي بينه من التشابه، إلا ما بين الأمم المختلفة من التشابه الفطري في وحدة النوع . وفي سنة 1936 أصدر طه حسين كتابه » في الشعر الجاهلي « ، وقد أحدث هذا الكتاب ضجة كبيرة . ونشب في مجلس النواب في سبتمبر سنة 1926 جدل عنيف كاد يؤدي الي أزمة سياسية !! وقد ألقي الشيخ مصطفي القاياتي عضو مجلس النواب كلمة قال فيها : » ماكان المظنون أن يوجد بين المسلمين في مصر من يجرؤ علي الدين الي هذا الحد الذي بلغه الشيخ طه حسين .. قبائح متعددة، ما بين تكذيب لصحيح التاريخ وتكذيب لنصوص القرآن . واستمر الشيخ القاياتي يقول : » أنا والله لا أريد التشنيع، ولكنني أريد أن أذكر حقيقة، أريد أن أقول لأقوام لا يرون رأينا، ويدعون ان البحث امر واجب وحر، وأنه لا يجوز لنا ان نقيد حرية الناس في آرائهم، أقول لهم اننا لا نقيد حريتهم في عقائدهم، ولكننا نقيد آراء تلقن لأولادنا، وتشاع علي أفراد الأمة ما بين متعلم وغير متعلم، ولابد ان يكون ذلك داعية الضلال والفسوق . » فإذا لم أطل بينكم الله في سرد النصوص الواردة في هذا الكتاب، وذكر الكلمات الشنيعة التي لا تدل الا علي زندقة، فلأنني لاأريد ادخال الحزن علي قلوبكم، ولأني لاأود أن أري دموعكم تسيل حزناً علي دينكم وشرف دولتكم . نريد ان نثبت في تاريخ عملنا، أننا لانقبل ابداً أن يتهور متهور علي الدين، تهوراً يحط من كرامته وكرامة الدولة، لانرضي أن يسجل علينا التاريخ اننا قد فتحنا بيننا هذا الباب،ونشر بيننا هذا الكتاب، وقامت عليه الضجة التي قامت، ثم يمر علينا كما يمر السحاب، دون أن ينال المسيء جزاء إساءته . مجلس النواب وقامت ضجة في مجلس النواب الذي انعقد برئاسة سعد زغلول، وأعرب أغلبية الأعضاء عن رغبتهم في وجوب معاقبة طه حسين، ما عدا أقلية ضئيلة كانت تنتمي الي حزب الأحرار الدستوريين، ووقف علي الشمس وزير الأوقاف وقال : نحن نطمع في أن تكون الجامعة معهداً للبحث العلمي الصحيح وليس معني هذا أن نرضي بأن تكون كراسي الأساتذة منابر تلقي منها المطاعن في أي دين من الأديان . وقالك لقد سألت مدير الجامعة عن الواقعة فأخبرني بأن الجامعة، منعت انتشار الكتاب، واشترت نسخة من المكتبات، وحفظتها في المخازن، واتخذت الاجراءات اللازمة لمنع طبع نسخ أخري،وأكد لي حضرته ان الأقوال التي يؤاخذ عليها المؤلف لم يلقها علي طلبته بالجامعة كما ظن،ان المؤلف صرح علي صفحات الصحف بأنه مسلم،ولم يقصد الطعن في دين من الأديان ووقعت مشادة بين سعد زغلول، وبين عبدالخالق ثروت رئيس مجلس الوزراء، وطال الأخذ والرد، ورفعت الجلسة دون الوصول الي قرار معين، لأن رئيس الوزراء هدد بالاستقالة وانتهي الأمر بأن تقدم النائب عبدالحميد البنان ببلاغ الي النيابة العامة ضد الدكتور طه حسين وقدم ايضاً الي النيابة العامة عدة بلاغات من بعض علماء الأزهر . وتوالت البرقيات من مختلف جهات القطر، ومن جميع الهيئات الاسلامية في مصر والعالم الاسلامي وجميعها تطالب بمعاقبة الدكتور طه حسين . وقام طلبة الأزهر بمظاهرة ضخمة وتوجهوا كما نشرت جريدة الأهرام في عددها الصادر في 7 من نوفمبر سنة 1926 وتوجهوا الي بيت الأمة : وخطب احدهم موجهاً القول الي سعد زغلول : ـ نعلن اليك يامولاي، اننا كما اتخذك المصريون سلاحاً يحاربون به المغتصبين، فسنتخذك سلاحاً حارب به الملحدين، فرد سعد زغلول : » إن مسألة كهذه لا يمكن ان تؤثر في هذه الأمة المتمسكة بدينها، هبوا ان رجلاً مجنوناً يهذي في الطريق، فهل يضير العقلاء شيء من ذلك، ان هذا الدين مقيد، وليس الذي شك فيه زعيماً ولا اماماً حتي نخشي من شكه علي العامة، فليشك ماشاء، وماذا علينا اذا لم تفهم البقر !! النيابة العامة وبدأت النيابة التحقيق مع طه حسين، وتقول صحيفة الأهرام : وقد اكتظت الردهة الموصلة لديوان النيابة بكثير من علماء الأزهر وطلابه، وبعض أناس من الريفيين جاءوا ليستطلعوا ما يدور التحقيق عليه . وفي التحقيقات اجاب الدكتور طه حسين بأنه يقرر صدق هجرة اسماعيل عليه السلام اليم كة، ويؤمن بقصة بناء الكعبة كما وردت في القرآن، ويؤمن بتنزيل القراءات بصفته مسلماً معتقداً، ولكنه لا يقرها بصفته عالماً أديباً . وقال : ان عدم اقرارها هو الطريق الوحيد العلمي للوصول الي حقائق الشعر الجاهلي وتاريخه وانه عندما ألف كتابه، قال صراحة انه لن يعرض للدين، وأنه سيقصر بحثه علي العلم والاستدلال بالعلم

************************************

 

 

عباس محمود العقاد فى شبابه

 

 

 

 

 

 

لطفى السيد

 

 

 

 

 

 

 

يعقوب صروف

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أسماعيل صبرى باشا

 

 

 

 

 

 

 

 

أمير الشعراء

 

 

 

جريدة المصرى اليوم  تاريخ العدد الاثنين ٢٤ سبتمبر ٢٠٠٧ عدد ١١٩٨ عن مقالة بعنوان [ معركة الشيخ بخيت وطه حسين مع الأزهر حول جواز إفطار رمضان ] كتب سماح منير 

«صراع الفتاوي الدينية وتضاربها» ليست قضية حديثة العهد إنما تمتد منذ عشرات السنين وكان أشهرها ما حدث خلال شهر رمضان عام ١٩٥٥، إثر فتوي الشيخ «عبدالحميد بخيت» المدرس في الأزهر --------------------------------------------------->

حول ما نشره في جريدة «الأخبار» حول «حديث الصيام»، وأصبحت واحدة من أهم قضايا الرأي العام في هذا العام، وأثارت صراعاً بين العلماء الكتاب،
من أشهرهم عميد الأدب العربي الدكتور «طه حسين» وتداولت وقائعها صفحات جريدة «الجمهورية» وقد أعاد صلاح عطية نشر هذه الوقائع في كتابه «معركة الشيخ بخيت» وقد بدأت وقائع القضية عندما نشر الشيخ «عبدالحميد بخيت» المدرس في الأزهر مقالاً بعنوان «إباحة إفطار رمضان وشروطه»
بجريدة «الأخبار» بعد أن رفضته جريدة «الجمهورية» وأباح فيه إفطار رمضان لمن يشعر بأي مشقة، من باب أن الله لم يخلق البشر ليعذبهم بل لتعويدهم الصبر علي المكاره وقوة الاحتمال في النوازل ويريد بهم اليسر والبساطة والسهولة ولا يطلب منهم شيئاً يضايقهم ويعقد الحياة لديهم لأنه «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها» و«لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها».
ومن هنا رخص الشيخ بخيت الإفطار لمن يؤذيهم الصوم ولو قليلاً من الأذي وقال: من يشق عليه الصوم أو يضايقه فإن له أن يفطر ويطعم كل يوم مسكيناً، ومن لم يجد فلا جناح عليه أن يفطر ولا يطعم، ثم نشر الأزهر بياناً يقول فيه إن ما نشره الشيخ «بخيت» مخالفة صريحة لأحكام الصوم وكل ما أتي بالمقال لا يستند إلي دليل أو شبه دليل وهو مخالف مخالفة صريحة لقوله تعالي «فمن شهد منكم الشهر فليصمه» ويجب أن تقتصر الرخص في الإفطار علي ما أتت به الشريعة فقط وهما المريض والمسافر؟وأعلنوا إجراء التحقيق معه تمهيداً لنقله لوظيفة أخري غير التدريس.. وبدأت سلسلة المقالات والمقالات المضادة عن موضوع الشيخ بخيت وكتب عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين مدافعاً عن الشيخ بخيت من منطلق «حق الخطأ» في أمرين، أولهما محاكمة شيوخ الأزهر علي إبداء رأيهم في بعض القضايا الاجتهادية وثانيهما حرية الرأي، وأشعلت كلمة عميد الأدب العربي النقاش حول قضية الشيخ بخيت،
ورد البعض هجوماً علي الدكتور طه حسين ودافع عنه البعض. ففي يوم ٦ يونيو ١٩٥٥ تحت عنوان «رأي في محاكمة علماء الأزهر: حق الخطأ» كتب طه حسين يعارض في محاكمة علماء الأزهر علي ما يبدونه من آراء وينعي علي الأزهر جموده وثباته علي القديم وعدم قدرته علي فتح الباب أمام الاجتهاد وقال من حق الناس أن تخطئ ، وويل لأمة يعاقب الناس فيها علي الخطأ..
وويل لأمة لا تعرف الحرية ولا تقدر ولا تقيم أمرها علي القصد والاعتدال، وإنما تقيمه علي الغرور

المـراجع

(1) مى إختصار لأسمها ".. أمضي مي بالعربية وهو اختصار إسمي، ومكون من من الحرفين الأول والأخير من اسمي الحقيقي الذي هو ماري. الخ.. " وتفتح مي أبواب غرفة الاستقبال "مساء كل ثلاثاء  في منزل والديها رقم 28 شارع المغربي (شارع عدلي اليوم) في القاهرة , لأستقبال صفوة القوم من المفكريين والأدباء والشعراء 

جريدة المصرى اليوم تاريخ العدد الجمعة ١٩ اكتوبر ٢٠٠٧ عدد ١٢٢٣ عن مقالة بعنوان [ وفاة مي زيادة ] كتب ماهر حسن

في عام ١٨٨٦م، وفي مدينة الناصرة بفلسطين ولدت (ماري زيادة)، والتي نعرفها باسم «مي زيادة»، وهي الابنة الوحيدة لأب لبناني وأم سورية. تلقت (ماري) أو «مي» تعليمها الابتدائي في الناصرة، أما تعليمها الثانوي فقد تلقته في (عينطورة)، في لبنان.
وفي العام ١٩٠٧م انتقلت «مي» مع أسرتها للإقامة في القاهرة، حيث عملت مدرسة للغتين الإنجليزية والفرنسية، وعكفت علي دراسة آداب اللغة العربية، والفلسفة والتاريخ الإسلامي في جامعة القاهرة، وفي القاهرة أيضاً كان لـ«مي» شبكة علاقات واسعة مع رموز وأقطاب الأدب والفكر والفن.
وأخذ نجمها في الصعود بعدما تألقت ككاتبة مقال اجتماعي وأدبي ونقدي، وكباحثة وخطيبة ومحاضرة، ثم أسست لندوة أدبية أسبوعية، عرفت باسم «ندوة الثلاثاء»، واستمر صالونها هذا طيلة عشرين عاماً يؤمه كبار الكتاب والمفكرين والشعراء والأدباء وظل قلبها وروحها مأخوذين ومتواصلين مع شاعر المهجر جبران خليل جبران، رغم أنهما لم يلتقيا طيلة حياتهما سوي مرة واحدة، غير أن رسائلهما ظلت متواصلة ومتبادلة طيلة عشرين عاماً حتي وفاة جبران في نيويورك عام ١٩٣١.
وفي أعقاب رحيل والديها ووفاة جبران تجهمت لها الحياة، وتعرضت لمحنة عام ١٩٣٨، وحيكت ضدها مؤامرة فأوقعت إحدي المحاكم عليها الحجز، وأودعت مصحة الأمراض العقلية في بيروت، وهبَّ (أمين الريحاني) مع شخصيات عربية كبيرة لرفع الحجز عنها وعادت إلي مصر فى ١٩ اكتوبر من عام ١٩٥٤م رحلت «مي» عن عالمنا.
 

 

 

This site was last updated 05/22/14