| Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history بقلم المؤرخ / عزت اندراوس الإحتلال البيزنطى الثانى |
|
وحده بالإكراه هرقل وحمايه الإمبراطوريه: كان حلم هرقل ابن نسطيوس هو قوه الإمبراطوريه وثباتها، فقد كانت الولايات قد تمزقت بسبب الهرطقات والبدع وكانت فى حاله من الفوضى والإضطراب وفى سنه 583، فى الغرب هاجمت قبائل الصحراء الأقاليم الليبيه، وغزو مصر وظلوا يتوغلوا فيها حتى وصلوا الى شاطئ النيل مرورا ببريه شهيت بوادى النطرون وخربوا أثناء زحفهم أديره وادى النطرون ولكنهم إرتدوا هاربين بعد إنهزامهم فى الموقعه الحربيه بقياده القائد ارستوما وفى الشرق كان الفرس ينتظرون الوقت المناسب للإنقضاض على الشام ومصر ، وظلوا يحاولون الإستيلاء عليها منذ القرن الرابع ووضع البيزنطيين خطه تعتمد على إقامه ممالك وإعطاء شعوبها شيئ من الحريه ثم تتحالف معها يعتمد عليها الحكم المركزى بالقسطنطينيه0 تكون هذه الممالك بمثابه حائل يصد هجمات الأمم التى تحاول الإعتداء على الإمبراطوريه المتراميه الأطراف0 فأقاموا الدوله البنطيه على حدود مصر فى زمن حكم أوريليانوس فلم يجسر الفرس على غزو مصر كما طلب أنسطاسيوس وجوستانيان الأول من قبيله بنى حمير قطع الطريق على الغزاه كما أقيمت عده تحصينات فى الفرما وأقام الإمبراطور جوستانيان قلعه حصينه فى جانب جبل سيناء يسد به طريق القوافل الموصل من البنط الى مصر ولكن أستعمل هذا الحصن الحربى بعد ذلك ديرا للرهبان هو الدير الشهير بإسم سانت كاترين0 فرض الوحده بالقوه: أعد هرقل خطه ظاهرها الإتحاد، وباطنها القهر ومحو حق الإنسان المصرى فى حريه الإعتقاد ، فإختار أسقفا من مدينه فاز (فاسيس) بأسيا الصغرى(القوقاز) إسمه كيروس ليعينه بطريركا للملكين وحاكما على مصر كما جرت العاده، لقبه المصريون ٌقوقيوس، يعتقد أنها جائت من كلمه القوقاس، وقد أشار المؤرخ إميلينو الى هاذين الإسمين وذكر هذين الإسمين فى أحد المستندات القبطيه النادره وأصبح كيروس او قورش بطريركا للكنيسه الملكيه (اليونانيين والصرب الذين تزاوجوا مع الأقباط ) وحاكما على مصر وذكر بعض المؤرخين أن إسم المقوقس يوضع دائما قبل الإسم ليعطى معنى عظيم او كبير، بمثابه تفخيم، لهذا أطلق العرب عليه(عظيم القبط) وذكرت مراجع أخرى ان أسمه الحقيقى هو جرجس بن ميناكوبوس ( ويلاحظ ان إسمه يونانيا لوجود حرف (س) فى نهايته ) وذكرته بعض المراجع بإسم قورش، وأصبح هذا الشخص المستبد رمزا لكل مستبد فى الحكم , يفرض فكره وعقيدته الدينيه على أهل البلاد الأقباط بالإتحاد تحت ضغط القوه والإرهاب , ولم يكن المقوقس ملكاً للقبط لأنه لم يكن قبطياً بل والياً عين من قبل الأمبراطور البيزنطى المحتل لمصر . وكانت الخطه التى إختير لتنفيذها هى · أولا عدم ذكر مجمع خلقيدونيه سبب المشكله والخلاف، والذى يقر بوجود طبيعتين، والذى يعد مخالفا لعقيده الأقباط · ثانيا فرض الوحده بإستعال الوسائل المتاحه وغير المتاحه الترغيب ثم التهديد او إستعمال العنف إذا أدى الأمر الى ذلك ، وبالقول ان المسيح له مشيئه واحده بدلا من طبيعه واحده ، وعرف هذا العرض ب (المونوثيليتيه Monotheletism ) وطبع هرقل مرسوم إدارى عرف بإسم (إكثيسيس Ecthesis ) وصل كيروس الى الإسكندريه وبدأ بتنفيذ الخطه المتفق عليها فعقد إجتماعات وإتصل بمختلف الإتجاهات الفكريه . فوافق بالطبع معظم أعضاء الكنيسه الملكيه ما عدا راهبا إسمه صفرونيوس وكان هذا الراهب صديقا حميما للبطريرك الملكي السابق "يوحنا الرحيم" عارض صفرونيوس البطريرك كيروس وقال :( ان ما يقوله هو بدعه جديده خطط لها الإمبراطور) ولكنه لم يسمع لرأيه فترك الإسكندريه قاصدا القسطنطينيه حتى يمنع الظلم عن أهل البلاد من الأقباط وكذلك لمقاومة ظهور بدعه جديده وقابل هناك الإمبراطور هرقل ثم بطريرك القسطنطينيه ، وعندما فشل فى إقناعهما بخطر خطتهما على الكنيسه، والمسيحيه، والإمبراطوريه وحزن صفرونيس حزنا شديدا على إنقسام الكنيسه نتيجه لتدخل الأباطره ومحبى السلطه ، فغادر القسطنطينيه عن طريق البر وذهب ليتبارك بزياره أورشليم المدينه المقدسه وحدث انه عندما دخل المدينه وكان كرسى بطريركها شاغرا فإعتقد الناس ان وصول صفرونيس فى هذا الوقت الى مدينتهم هو إشاره من السماء لهم فإنتخبوه بطريركا عليهم وبهذا أراد الله ان يطيب خاطره فأعد الله له مكانا ليستعمل فيه حكمته وبالرغم من إهمال الإمبراطور لمشورته وحكمته رفعه الله الى هذا المنصب وفى الغالب أنه كان حاكما على المدينه أيضا وعند هجوم العرب على الشام راقبهم بإهتمام لمده 4 شهور وصبر لعل الإمبراطور يرسل جيشا لحمايه المدينه المقدسه وشعر ان المدينه ستدمر بالحرب رأى انه من الخير أن يتفاوض فى أمر الصلح لكى يحافظ بذلك على سلامه المسيحيين وسلامه المقدسات الدينيه بالمدينه ولكي يتأكد من طاعه العرب لشروط التسليم فيما بعد ( طبقا للنظام القبلى) أشترط مجئ رئيسهم ليوقع المعاهده شخصيا فوافق خليفه العرب عمر بن الخطاب على طلب صفرونيس بالرغم من معارضه مستشاريه وقواده فكان هو أول خليفه يغادر العربيه ليوقع معاهده الصلح فشل مؤامره البيزنطيين عرض المقوقس (كيروس) منشور هرقل على البابا بنيامين فأعلن رأيه قائلا: ( انه لا يقبل قرارا دينيا من سلطه غير دينيه ، الخلافات الدينيه تحل بالمجامع الكنسيه ويتفق عليها من هم على علم بالمسائل اللاهوتيه فالامبراطور رجل حرب يهتم بالقتال فقط ) وكان الإمبراطور هرقل قد أخطأ خطأ فادح ، هو أنه تزوج من أبنه أخيه وأنجب منها ولدا وأوصى بأشراكه فى الحكم مع ابنه الكبير قنسطنطين وهذا أعتبر فحشا وزنى أمام شعب المسيح والكنيسه والله ففقد التأييد الشعبى وفشل قورش فى إقناع البابا القبطى لان هرقل فقد مصداقيته كقائد وامبراطور وكحاكم مسيحى وكان قورش ( المقوقس ) مزودا بتعليمات سريه بإستعمال العنف إذا فشل فى إقناع الأقباط هروب البابا بنيامين : وظهر ملاك الله للبابا بنيامين وقال له: ( إترك الاسكندريه واذهب الى الصحراء مع االاساقفه لان الذى سيبقى مكانه سيلقى الويلات على أيدى جنود هرقل ) فأعلن البابا الرؤيا على شعبه ثم أخذ اثنين من تلاميذه وخرجوا من الاسكندريه بعد غروب الشمس متخفيين0 وذهبوا الىمريوط سيرا على الاقدام ثم الى بريه شيهيت وشاهدوا أثار التخريب الذى فعله الفرس فى أديره وادى النطرون وكل المدن التى مروا بها قاصدين الصعيد وعاشوا فى الاديره المتناثرة حول منطقه طيبه ( الاقصر ) وسمع قورش ( المقوقس ) بهروب البابا بنيامين فقبض على مينا أخى البابا بنيامين وعذبه كثيرا ليعرف مكان البابا فأشعل هذا المجرم النار فى جانبيه مستعملا المشاعل حتى إنهرى جلده وسال شحم المسكين على الأرض ثم صار يلكمه حتى تكسرت أسنانه قائلا: " قل مجمع خلقيدونيه حق . " فرفض بالرغم من شده الامه وكان هناك أمرا سريا من هرقل بان إذا قال أحد "مجمع خلقيدونيه ضلال إطرحوه فى البحر"0فكرروا قولهم هذا لمينا ثلاث مرات فأمر قورش بوضع مينا داخل زكيبه بها رملا وإلقاءه فى البحر0فكان مينا أول شهيد قتله المقوقس (كيروس) وكان هناك أمرا أخر من هرقل برسم أساقفه ملكيبن فى جميع أنحاء مصر والقبض على الاساقفه الاقباط وإضطهادهم ومطارده الهاربين منهم والاستيلاء على الكنائس المصريه وطارد وقتل الاقباط المتمسكين بإيمانهم الاصيل حتىأصبحت مصر فى حاله يرثى لها فتدهور إقتصادها ورأى المصريين أن أباطره القسطنطينيه لا عمل لهم سوى إرغام المصريين على التمذهب بمذهبهم وأصبحت حريه العقيده فكره منسيه وحريه الفكر هو وهم فتجاهلهم الاقباط وتركوهم يديرون البلاد بدون مساعدتهم أما ظلمهم فقد أصبح من مقومات الحياه اليوميه للاقباط والظالم له يوما مهما طال الزمن والظالم الشرير سوف يأتى من أشر منه أو هو من تقارب فى شره من شر الشيطان . وسوف يحكم عليهم التاريخ بأنهم كانوا وما بقوا . ولم يحدث فى التاريخ ومنذ نشأه الإنسان على الأرض أن إستمر الشيطان فى حربه بلا هوادة وبلا توقف إلا على أقباط مصر المسيحيين فى مصر حتى هذا اليوم فأعجب محبتهم لمسيحهم مؤرخوا العالم- وأعدوه شيئا لا مثيل له فخلدوهم وإعتبروا هذا إضافه جديده لعظمه أجدادهم المصريين القدماء وحرب الشيطان مع الأقباط المسيحين لا بد لها من ضحايا يسقطون فى براثن الشر فقد ضل عدد من الاساقفه الاقباط بالرغم من تحذير البابا للكنيسه القبطيه كلها ومن الذين سقطوا كورش أسقف نقيوس وبقطر أسقف الفيوم وأصبحوت ملكيين , ويعتبر ان شمال مصر أى الوجه البحرى قد وقع كله تقريبا فى يد الكنيسه الملكيه ( ذو الأصل اليونانى ) ما عدا قله من الأديره والقرى المتناثرة فى وسط الغالبية التابعة لكنيسة الأروام . أكتشفت فى الفيوم حديثاً فى جبل النقلون 89 من المغارات من بينها المغارة التى أختبأ فيها الأنبا صموئيل المعترف من وجه الإضطهاد البيزنطى ************************ |
This site was last updated 02/28/17