Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

مصر تحتضن الهاربين من الغزو الفارسى - يوحنا الرحيم

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتم

Home
Up
الحرب الفارسية البيزنطية قبل الإسلام
تاريخ الفرس قبل غزو العرب
مصر والحكم البيزنطى
الإحتلال البيزنطى الثانى
الصراع بين الفرس والبيزنطيين
الإحتلال الفارسى لمصر
الغزو الفارسى والهاربين
تفكك الحكم البيزنطى
الأنبا صموئيل المعترف
الإمبراطور البيزنطى هرقل

Hit Counter

مصر تحتضن الهاربين من الغزو الفارسى

الرب يراقب البشرية وحينما تظلم العقول ويتسلط الشيطان على القلوب وتتملك على الأنسان فكرة السيطرة والتسلط وتبهرة قوته البدنية والحربية فتنهار القيم ويتحول العالم إلى غابة حرب , وفى الخروب ينحدر الإنسان إلى مستوى الحيوانات فى غريزتها لحب البقاء , وكل ما يرغبه الإنسان وما يشتهيه يكون متاحاً له من سلب ونهب وأغتصاب وتحويل الأنسان المنهزم إلى عبد هذا غير الفقر والجوع والبلاء والموت والأوبئة ومجازر ... ألخ فى هذا الظلام الحالك الذى ينتشر بواسطة قوة الشر يرسل الرب قلوب رحيمة , فى صورة شمعة مضيئة تمسح دموع المتعبين والحزانى والمساكين تستمد قوتها من مصدر النور من المسيح نور العالم , وكانت الشمعة المضيئة التى نتكلم عنها هو يوحنا الرحيم , فكانت محبته القوية شاهدة على أعماله وتعدت عصره وسجلها التاريخ ليحتذى بها من يريد أن يكتب إسمه فى سفر الحياة .

وفضيلة العطاء للفقير ومساعدة اليتامى والأرامل ومساندة المحتاج وتضميد جراح الأنسانية المعزبة قبل أن تستمد من دين أو عقيدة هى موجودة فى قلب الأنسان وتكوينه الوجدانى , لهذا ظهرت هذه الفضيلة فى سامرياً

 

هروب أهل الشام إلى مصر

فر مسيحو الشام إلى مصر هرباً من الهجوم الفارسى فمصر ملاذ لكل هارب ولكل من هو فى ضيقة .

كان هرقل الأمبراطور قد عين رجلاً أسمه يوحنا ( يعتقد أنه من قبرص ) بطريركاً للكنيسة الملكية التابعة للقسطنطينية طبقاً للنظام المتبع فيها , أما البطريرك القبطى فى ذلك الوقت فكان أسمه أناسطاسيوس , والعجيب أن البطريركين تنافسوا على فعل الخير وتنفيذ وصية السيد المسيح بإضافى الغرباء .

ولما كان يوحنا بطريرك الملكيين وحاكم لمصر فى نفس الوقت , فكان عنده يوم تعيينه بطريركاً 4000 رطلاً من الذهب الأصفر والأحمر , هذا غير الإيراد السنوى الذى يصله من الكنائس التى إستولى عليها الملكيين من الأقباط بما فيها كنيسة قبر مرقس البشير , كما يمكن تتصور المبالغ الطائلة التى تبرع بها أثرياء الروم لمساعدة الهاربين من وجه الفرس .

الكنيسة القبطية كنيسة العطاء

أما الكنيسة القبطية فكانت تعتمد على تبرعات المحسنين وعطياهم الذين تمسكوا بها تحت الإضطهاد الإحتلال البيزنطى وكانوا من الطبقة المتوسطة  والفقراء وكانت تقول مع الرسول بطرس عندما قال للمقعد الذى يريد أحساناً  : " ليس لى ذهب ولا فضة ولكن الذى لى أعطيك .. بإسم يسوع الناصرى لك أقول قم ! " والمعروف تاريخياً أن الكنيسة القبطية سبب غناها هو فقرها لأنها أشتهت الغنى مالك السماوات والأرض , وممن هربوا من أهل الشام إخوتنا فى الإيمان من أعضاء الكنيسة الأنطاكية , وكان من بينهم البطريرك الأنطاكى أثناسيوس , فإستقبله أناسطاسيوس البطريرك القبطى المصرى إستقبالاً حافلاً وأكرمه هو ومن معه وكانت محبة لقاء الأخوة تضغى على كا الألام التى لقيها هؤلاء المهاجرين خوفاً من الغزو التركى . , ونذكر ما قاله المؤرخين : أنه بالإضافة إلى الظروف السابقة فقد كانت مياة النيل وهو منبع خيرات مصر أقل من المعتاد ولم تفى مياهه بإحتياجات الزراعة فى هذه السنة , إلا أن البابا قام بواجبات الضيافة ولم يشعر الضيوف بالضائقة التى تعانى منها البلاد لأن الرب الذى بارك فى السمكتين والخمس خبزات وهو القليل أشبع الكثيرين خيرات .

يـــوحنا الرحيم

لقب المؤرخين يوحنا البطريرك الملكى بــ " يوحنا الرحين " وترجع هذه التسمية إلى تنفيذه لوصية المسيح له المجد القائلة : " لأنى جعت فأطعمتمونى .. عطشت فسقيتمونى .. كنت غريباً فآويتمونى .. عرياناً فكسوتمونى .. مريضاً فزرتمونى .. محبوساً فأتيتم إلى ( متى 25 : 35 )

أظهر يوحنا محبة خقيقية للهاربين من وجه الفرس سد جميع إحتياجاتهم أنشأ أماكن للمتعبين منهم وأماكن أخرى للعجزة , وملاجئ للأيتام , وكان فى داره مائدة لكل جائع وبابه مقصد لكل محتاج , أما القائمين على خدمة الناس فقد تزمروا وقالوا له وقالوا له : " إن هؤلاء الهاربين يلبسون حلياً من ذهب وحجارة كريمة , ولا يصح الإحسان إليهم , لأنهم يمكنهم أن يبيعوا حليهم ويأكلون بثمنها وبعد ذلك يأتون إلينا " وبخ يوحنا وكلاؤه قائلاً : " الكتاب يقول : كل من سألك أعطه ... ولو إجتمع على بابى جميع أهالى العالم بأسره الهاربين , فسوف أط

عمهم "

وكان من طبيعة هذا السخاء المفرط أنه صرف كل ما عنده من ذهب وقلت الأموال التى لديه  وقاربت مخازنه من الغلال على النفاذ , فوقع فى ضيقة مادية شديدة , ورأى ثرياً من أتباع الكنيسة الملكية شدة حاجتع فوعده بإعطائه مقداراً وافراً من القمح و 180 رطلاً من الذهب بشرط أن يرشمع (يعطيه وظيفة ) شماساً { وكان إعطائه هذه الوظيفة مخالفاً للقوانين الكنسية لمجمع نيقية التى تنص ( يجب أن يكون الشماس تزوج مرة واحدة فقط ) وكان هذا الغنى ماتت زوجته وتزوج مرة ثانية وبهذا تزوج مرتين  } وإحتار يوحنا الرحيم , فالعرض المقدم فى ظاهرة لخدمة المحتاجين وسد جوعهم , وفى نفس الوقت الغرض الخفى هو رسامته كان مخالفاً للقوانين الكنسية .

ولما كان العرض المقدم مبنى على أساس فاسد فكان عرضه مثل القبور المزينة من الخارج (أى أسباب قوية ومقنعة ) أما فى الداخل مملوء بالعفونة ( كان تعتبر هذه الوظيفة هى الخطوة الأولى للوصول إلى الكرسى البطريركى للكنيسة الملكية)

فرفض يوحنا عرضه قائلاً : إن الرب الذى أعال هؤلاء المسكين كل سنيهم السابقة قبل أن يعرفونى قادر أن يقوتهمفى ما بقى لهم من أيام , والذى بارك فى الخمسة أرغفة والسمكتين فأشبعت الجموع هو وحده القادر فى أن يبارك كيلتى القمح الباقيتين فى مخازنى .. " فمضى الغنى حزيناً "

وبعد وقت قصير وردت أنباء من الميناء أن سفينتين من السفن الخاصة بالكنيسة الملكية عادتا من جزيرة سيسيليا (قرب إيطاليا) محملتين بالقمح , فجثا يوحنا على ركبيتيه وشكر الرب يسوح على نعمته لسد إحتياجات الفقراء , ولم يسمح له ببيع رتب الكنيسة والمواهب الروحية مقابل دراهم الأغنياء .

يوحنـــا الرحيم خلــد محبته على مدى قرون

يعتقد ان يوحنا الرحيم قد قدم محبته للجميع بدون أستثناء وقد ذكرت المؤرخة أيريس حبيب المصرى (3) على لسان أصبيرو جبور الذى كتب قائلاً ليست الديانة المسيحية ديانة كتاب , أو ديانة أقوال , أو وصايا , وإنما ديانة العمل والحق أيضاً ليست ديانة الشاب الغنى القائل : " هذه كلها حفظتها منذ صباى ( متى 20 : 19 ) بل هى ديانة السامرى الذى يشفق (لوقا 10 : 33 -37 ) الذى أنكب على تضميد جراحات الإنسانية الشقية المعذبة والساقطة يصب عليها زيت رحمته وخمر تعزيته .. والقديس يوحنا الرحيم هو إحدى الشخصيات المسيحية البارزة التى نفذت إلى صميم المسيحية البارزة التى نفذت إلى صميم المسيحية الحقيقية فأدرك كنة شخصية الرب يسوع , وبعد أن سرد الكاتب سيرة هذا القديس قال عنه أنه طفق يسكب نفسه فى خدمة المساكين مبدداً أمواله الموروثة الطائلة حتى هنئ بتنازله إلى صفهم فقيراً معدماً لا يملك شروى نقير ... وختم الكاتب مقاله الشيق بقوله : ولقد لقبته الكنيسة بحق الرحيم وتعيد له فى 13 تشرين الثانى .

يوحنــــا والأسرى :

خصص يوحنا جزءاً من إيراد الكنائس لدفع فدية لإطلاق سراح الأسرى المسيحيين الذين أسرهم الفرس , ونما إلى سمعه أن الموظفين القائمين بهذا العمل يأخذون رشوة من أهالى الأسرى ليطلقون سراح ذويهم قبل أسرى آخرين فيسرع الموظفين بدفع فدية لواحد عن الآخر , فجمع يوحنا وكلاؤه ووبخهم على سوء فعلهم , فإشتكوا له من قلة رواتبهم فزادها لهم حتى لا يمدون أيديهم لأخذ رشوة , فما كان من بعض هؤلاء الوكلاء بأن تبرعوا بهذه الزيادة لأطلاق عدد أكبر من الأسرى .

وذكر أيضاً عن أعماله فى خدمته فى الكنيسة أنه لاحظ أن شباب الأروام ( اليونانيين) يخرجون من الكنيسة بعد قراءة الأنجيل ويقفون فى الخارج ويتجازبون أطراف الحديث , وذلك لأنهم لم يصوموا قبل الصلاة كما هو معتاد , ولما رأى يوحنا هذه العادة الجديدة ترك الصلاة فىالكنيسة وخرج وراء الشعب وأوقف الصلاة , فتعجب الشعب مندهشاً فقال لهم : " أنه لا بد للراعى أن يكون حيث تكون رعيته , وما دمتم خارج الكنيسة التى شيدتموها لتعبدوا الرب فلا حاجة لى بالبقاء فيها بعدكم , لأنى أحضر إليها لأجلكم أصلى فيها للرب معكم وأننى أستطيع أن أصلى فى بيتى بمفردى أو فى أى مكان آخر بعيداً عن الكنيسة التى خرجتم منها وأصبحت شبه خالية )

 

وحدث أن راهباً وإسمه مودسطوس وهو رئيس دير مارى تداوس الملكى بإورشليم (1) واصبح بطريرك أورشليم فيما بعد ذهب هذا الراهب إلى الرملة وطبرية وصور ودمشق وفيه غيرة الإيمان وطلب من المسيحيين فى تلك البلاد أن يعينوه ليبنى ما دمره الفرس من المقدسات الدينية والمسيحية وهى كنيسة القيامة والمقبرة والأقرانيون وكنيسة مارى قسطنطين بأورشليم - فساعدة يوحنا الرحوم بألف دينار ( عملة ذهبية ) وألف كيس قمح وألف جرة شراب , وألف رطل حديد وألف رجل من الأقباط من العمال المهرة , وألف تليس فارغ معمول من القطن (2)

=================

المـــــــــــراجع

(1) يعرف هذا الدير بإسم الدواكس أو الدواكيس - أنظر مسالك الأبصار للعمرى ص 341

(2) تاريخ أبو المكارك عن الكنائس والأديرة فى القرن 12 بآسيا وأوربا طبع بمصر سنة1999 ج3 ص 36

(3)  أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الجزء الثانى ص 190 - 191 ذكرت : " نشرت مجلة النور التى تصدرها حركة الشبيبة الأرثوذكسية المعترف بها فى المجمع الأنطاكى المقدس فى العدد العاشر للسنة السابقة سنة 1951 مقالاً للأستاذ أصبيرو جبور عن يوحنا الرحيم ص 215 - 216 "

This site was last updated 08/30/08