Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

تحركات أوطاخى لإعادة محاكمته

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
من هو أوطاخى؟
مجمع القسطنطينية المحلى
طلب أوطاخى وتظلمه
ما قبل المجمع
أفسس 2 الجلسة 1
أفسس 2 الجلسة 2
رسالة الشركة
رسائل لاون لأوطيخا وغيره
أحكام وأحداث
مجمع فى مصر

Hit Counter

صدر الحكم بصوره تميل إلى النسطورية منها إلى الأرثوذكسية مما أثار شعب القسطنطينية , ولم يرضخ أوطاخى لحكم المجمع وتمسك برأيه وأصر على نشر فكره ومعتقده وطلب منهم أن يساعدوه فى إعادة النظر فى قضيته وأستئناف الحكم ضده ورفعه إلى درجة أعلى فى مجمع مسكونى ..  أنتهز أوطاخى هياج شعب القسطنطينية وأرسل تظلمات إلى الأمبراطورين الشرقى ثيودوسيوس الصغير  والغربى فالنتنياس الثالث وسائر اساقفة المسكونة  مثل لاون أسقف روما والبابا ديسقوروس الأسكندرى وتسالونيسكا ورافينا ( إيطاليا ) (1) , وكان أوطيخا يتمتع بمكانه مرموقة فى بلاط أمبراطور القسطنطينية ,وكان لأوطاخى شعبية كبيرة وصلت للبلاط الأمبراطورى حيث أن ديره كان قريب من القسطنطينية , وكان رجال البلاط وحاشية الأمبراطور كثيراً ما يترددون على أوطاخى ولهم به معرفة شخصية ,اصبحوا أصدقاء له  وكان الخصى خريسافيوس من أعظم مناصريه فى ذلك البلاط

 (2)

وتميزت خطابات أوطاخى بأنه صور نفسه بصورة البرئ المعتدى عليه ورجا منهما أنصافه حبث أن الذين حكموا عليه نسطوريين , وكان له موهبة عجيبة فى الكتابة , وهذه الموهبة كانت تمكنه من أن يهز قلوب قرائه ومستمعيه وبحرك مشاعرهم لينصروه لنه ضعيف مجنى عليه فيدفعهم للعمل فى مصلحته , وقد بدت مهارته فى التلاعب بالألفاظ من ألعتراف الذى ذيل به خطابه إلى الأسقف الرومانى , إذ جهر فيه بعقيدة أرثوذكسية صميمة دون أن يتعرض لمسألة الطبيعتين (3) 

, , كما كتب أوطاخى يشكوا من الظلم الذى وقع عليه إلى آباء اساقفة كثيرين وإلى ليو الأول ( ليون ) أسقف روما وتودد إليهم ليناصروه فى موقفه ويقفوا إلى جانبه , فلم يجاوبه حتى يسمع الطرف الآخر فكتب ليون إلى فلافيانوس أسقف القسطنطينية أثبت إعتراضه على أنكار أوطاخى ووعده بإجابه طلبه  وقد سر بذلك لشعوره بأنه رئيس الكنيسة العام الذي يرفع رؤساء الكهنة دعاويهم إليه وينصفهم ضد رؤسائهم - فشجعه ووعده بالمساندة., ووعد أنه سيكتب بتوجيهاته إلى أسقف القسطنطينية فى هذا الموضوع كاملة فيما بعد  .

وبعث لاون الأول بالرسالة التالية رداً على أوطيخا :

إلى الإبن الحبيب أوطيخا القس من لاون الأسقف :

لقد فهمنا من خطابكم أن بعض ذوى الأغراض الدنيئة قد أثاروا البدعة النسطورية من جديد وقد فرحنا لغيرتكم ولمقاومتكم إياهم ة, ولسنا نشك فى أن الإله قد منحنا الإله الواحد سيعينك فى جهادك , أما من جهتنا .. فبعد أن وصل إلى مسامعنا رياء المناصرين للبدعة النسطورية , نرى لزاماً علينا بنعمة الرب أن نقضى على هذا الشر والرب ضابط الكل يحفظك يا ابنى (4)

 

فلما شعر فلابيانوس بصدور أمر إنعقاد المجمع وكان له ميول نسطورية وخاصة أنه ايد مذهب نسطور فى المجمع المحلى أن المسيح ذو طبيعتين بعد الإتحاد أرسل وفداً من أتباع نسطور إلى  ليو الأول ( ليون ) أسقف روما يستنجد به (*) .

 وساعده على ذلك أسلوبه القوى وقدرته على الكتابة ومهارته فى التلاعب بالألفاظ  خصوصا فى اللغة اللاتينية وجهر فى خطابه بعقيدة أرثوذكسية دون التعرض للطبيعيتين بل كتب أيضا يستغيث بالإسكندرية ورأفينا " إيطاليا " وتسالونيكى وبإمبراطور الغرب " فالتينيانوس "

وأستغل أوطاخى عطف الإمبراطور عليه وصلته به وكتب عدة خطابات إلى الأمبراطور ثيئودوسيوس الصغير لأعادة محاكمته فى مجمع مسكونى , فناصر الأمبراطور  ثيئودوسيوس الصغير أوطاخى , وطلب من فلافيانوس أسقف القسطنطينية أن يكتب رداً على أوطاخى

وفى ربيع سنة 449 م رد فلافيانوس على الأمبراطور  ثيئودوسيوس الصغير بكتاب يشرح فيه أعتقاده بميلادين للسيد المسيح ويقول : أنه " إله كامل وإنسان كامل ... واحد فى الجوهر مع الآب من حيث لاهوته , وواحد فى الجوهر مع أمه من حيث ناسوته ... لأنه بينما نعتقد فى المسيح أن له طبيعتين بعد التجسد من القديسة العذراء ( مريم ) وأن منها تأنس نعترف بمسيح واحد وأبن واحد ( للإله) ورب واحد فى كيانين وأقنوم واحد , ونحن لا نرفض أن نتحدث عن طبيعة واحده متجسدة ومتأنسة , بما أن ربنا يسوع المسيح هو ألقنوم الواحد بعينه من طبيعتين "

ويلاحظ هنا أن فلافيانوس قد أستخدم عبارة " طبيعة واحدة " مضيفاً إليها ما أضافة البابا كيرلس نفسه بقوله " طبيعة واحدة متجسدة "

فلبى الأمبراطور ثيئودوسيوس الصغير طلب أوطاخى وأمر بعقد مجمع مسكونى فى مدينة أفسس .

وهذا المجمع كان من نتيجة ما كتب أوطاخى للإمبراطور والأساقفة أن اقنعوا الإمبراطور بالدعوة لعقد مجمع يعيد النظر فى حكم فلابيانوس على أوطاخى وحاول أوطاخى إقناع الأساقفة حتى فى مصر إنه برئ ونجح فى جعل الكنيسة كلها فى صفه .

فشعر الغيورين على الإيمان الأرثوذكسى بهذه التحركات النسطورية لجمع أكبر عدد للمجمع فطلبوا من الأمبراطور  ثيئودوسيوس الصغير أن يمنع وجود تاودريتوس الكورشى من الحضور إلى المجمع وعدم إرسال دعوة إليه .   

 ونتيجة لحدوث قلاقل فى القسطنطينية، وقدّم أوطيخا شكوى ضد المجمع المكانى إلى الإمبراطور، اصدر الأمبراطور  ثيئودوسيوس الصغير ( الثانى) أمراً إلى البابا ديسقوروس ليرأس مجمعاً مسكونياً فى أول أغسطس 449م فى أفسس، وطلب من جوفينال أسقف أورشليم، وتالاسيوس أسقف قيصرية كبادوكيا أن يكونا رئيسين مساعدين معه، وأرسل مرسوماً إمبراطورياً إلى ديسقوروس يطلب منه السماح لبارصوماس (وهو أرشمندريت سورى مؤيد للجانب السكندرى) بالمشاركة فى المجمع.

وتقول المؤرخة مسز بتشر (5) : " فعندما سمع بطريرك روما لاون بهذا الخبر إحتدمت نار الغيرة والغيظ فى صدره وكشر عن ناب العداء والخصام نحو ديسقوروس و تابعه يوطيخا

ولم يكتف ليو بذلك بل ارسل نواباً يحملون خطاباً إلى فلافيان يشرح فيه رأيه فى هذه المشكلة ، ووصم لاون أسقف روما مجمع أفسس الذى رأسه البابا ديسقوروس بوصمة الإختلاس (لأنه تعدى مشورته فى عقد المجمع) والتدليس (الكذب والخداع) وأظهر لاون إحتقاراً لحكمه وإزدرى بعباراته التى كانت تضمن شيئاً من المغامز وقوارص الكلام .

==================

المـــــــــــــراجع

(1) مجمع خلقيدون ترجمه إلى العربية عن الأصل اللاتينى المحفوظ فى مكتبة الفاتيكان الراهب فرانسيس ماريا وصادق عليه ثلاثة كرادلة مطبوع فى رومية سنة 1694 ص 144

(2) تاريخ الكنيسة السريانية الأنطاكية لـ  مار ساويرس يعقوب توما ج2 ص 104 

(3) راجع أيضاً تاريخ الكنيسة باللغة الفرنسية للأرشيمندريت جيتى ج4 ص 49

 

(4) مجمع خلقيدون ترجمه إلى العربية عن الأصل اللاتينى المحفوظ فى مكتبة الفاتيكان الراهب فرانسيس ماريا وصادق عليه ثلاثة كرادلة مطبوع فى رومية سنة 1694 ص 34 ويلاحظ كان لاون يذكر عن نفسه أنه اسقف فى كل الخطابات التى كتبها فى هذا الموضوع وهذه التسمية وردت فى ص 35 , 36 , 39 , 40 , 43 , 62 , 67 , 70 , 71 , 72 , 73 , 75 , 76,  77 , 163 , 163 , 211 , ويدل هذا التكرار على ان كلمة "بابا" لم تكن لقباً فى روما حتى القرن الخامس الميلادى على الأقل .  

(*) عندما أرسل البابا كيرلس عامود الدين إلى البابا كليستين أسقف روما (الذى نعتبره قديس) رسالة يشرح فيها العقيدة، رد البابا كليستين على البابا كيرلس برسالة قال فيها: لقد غَسَلَت نقاوة تعاليمك كل الأقذار والأوساخ وظلمة العقل التى جلبتها علينا النسطورية. وفى نفس الرسالة قال له اعقد مجمعاً مسكونياً، ولو لم يرجع نسطور عن أفكاره الخاطئة فى خلال عشرة أيام ، وقِّع عليه الحرم عن كنيستك وكنيستى أيضاً..
كما قال البابا كلستين أنه موافق على كل ما سيقوله البابا كيرلس وعلى أن البابا كيرلس يمثِّل كنيسة روما والإسكندرية معاً. وأعطى تعليمات لمندوبيه الذين حضروا مجمع أفسس بأن يوافقوا فى المجمع على كل ما يقوله البابا كيرلس. وفى اتضاعه كتب إلى البابا كيرلس قائلاً إن نهر تعاليمك النقية قد غسل أقذار تعاليم نسطور وأزاح الظلمات عن عقولنا وأذهاننا. وكأنه يعترف أن البابا كيرلس غسل له عقله من ظلمة هرطقة نسطور أو من الضباب الذى أصاب العقول بسببها، فكانت كلمات البابا كيرلس نوراً مضيئاً أزاح الظلمة.
كان هذا هو الحال وقت انعقاد مجمع أفسس، ولكن للأسف الشديد أن لاون الأول الذى كان شماس البابا كليستين سلك سلوكاً مغايراً , لمسلك معلمه البابا السابق لروما. . فبمقدار وفاء البابا ديسقورس للعقيدة المستقيمة لباباه بمقدار خيانة لاون لباباه، لذلك يستحق ديسقورس أن يلقب بطل الأرثوذكسية

(5) كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء 2 ص 40 - 41

This site was last updated 12/03/09