Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الشماس أثناسيوس فى مجمع نيقية سنة 325

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
أثناسيوس شماساً
أثناسيوس والأنبا أنطونيوس
الأنبا غريغوريوس والبابا أثناسيوس
أثناسيوس فى مجمع نيقية
إنضمام المليتيين والأريوسيين
أثناسيوس يرسم بابا
بداية تبشير أثيوبيا بالمسيحية
البابا أثناسيوس ورحلة رعوية
الأريوسيين ينظمون صفوفهم
بداية التحرك الأريوسى
بداية التحرك ضد أثناسيوس
الأمبراطور قسطنطين وأثناسيوس
إتهامات وإفتراءات الأريوسيين
أرسانيوس المقتول يظهر حياً
شجاعة أثتاسيوس

Hit Counter

 

أختبر القديس أثناسيوس السيد المسيح الفادى فى حياته وعاش منفذاً أقواله وذهب إلى مجمع نيقية يدافع (1) عن حبيبه المسيح الذى يعرف حقيقته فملك الحق لا فى عقلة ولا فى لسانه فحسب , ولكن فى كل نبضة فى قلبه لأن العامل فيه كان السيد المسيح نفسه , لم يذهب أثناسيوس إلى مجمع نيقية المسكونى العالمى كأسقف , ولكنه ذهب شماساً مرافقاً لأسقفه وأبلى بلاءاً حسناً كما شهد وقال القديس غريغوريوس النزينزى ولقبه بأنه : " أعظم المرافقين للأساقفة " (3) وجاهد ضد الهرطقة الأريوسية " مجاهداً أقصى ما يكون من الجهد لحصر هذه الكارثة وضغطها فى أقل حيز ممكن " (4)

أما عن شكل هذا القديس الشجاع فيصفه غريغوريوس أيضا ً : له وجه كلائكى , وجسم نحيف الذى أصبح مرعباً لدى كل الخارجين عن الحق , وجبهته العريضة وعينية اليقظتين , يراقب حركات الأريوسيين بنباهة وذكاء وحذر فائق , ليقطع عنهم كل طرق اللف والدوران والخداع والمؤامرة فقال : [ وعندما قال الأساقفة ( الأرثوذكس ) إن " الكلمة " يتحتم أن يوصف " بالقوة الحقيقية " و " صورة ألآب فى كل شئ مثله بلا تغيير " , " دائم " , " موجود فيه بلا إنقسام " ولم يكن الكلمة قط غير موجود بل دائم الوجود " , " أزلى مع الآب كشعاع النور للنور " .. , وإذا يوساب ( الذئب النيقوميدى ) وجماعته وأتباعه عندما لم يجدوا مفراً من الإحتمال ( لهذه الأقوال ) إذ لم يكن لديهم الجرأة على الإعتراض لأنهم صاروا فى خذى بسبب الإحتجاج الذى صار ضدهم , أخذوا يتهامسون الواحد مع الآخر ويغمزون بعيونهم ] (5)

صيغة  " وأنه واحد مع الآب فى الجوهــر" 

وعندما أدرك القديس أثناسيوس أن المجتمعين فى نيقية أمكنهم قبول كل الأوصاف السابقة إذ بحثوها ووجدوا أن الأسفار الإلهية قد أستخدمتها فى وصف الإنسان العادى بالرب فى أماكن كثيرة فى الكتاب المقدس , فما كان من الأساقفة الأرثوذكسيين ( بتوجيه من أثناسيوس ) إلا أنهم أعادوا صيغة مرة اخرى وأضافوا إليها صفة كلمة جديدة فى وصف الكلمة " كانت معروفة سابقاً (6) وكانت إضافة هذه الصيغة ضربة قاصمة للأريوسيين وأوقعتهم فى الفخ الذى نصبوة , أما هذه الصيغة فكانت " وأنه واحد مع الآب فى الجوهر" (7)

العودة للإنجيل

وكان لا بد للقديس أثناسيوس للعودة للنصوص الأنجيلية وجعلها الحكم والفيصل فى المناقشات والمجادلات التى دارت فى مجمع نيقية , فكان يورد النصوص الإنجيلية فى وصف لاهوت الكلمة ولا يحيد عنها وأستطاع أن يضفى هذا الطابع بأكمله على كل المجتمعين فى مجمع نيقية حتى الخصوم من الأريوسيين أيضاً ألزمهم بقبول هذه القاعدة , وذلك إيماناً بنظرية هامه وهى أنه : لا يوجد فى لغة البشر خارج عن كلمات الوحى الإلهى فى الأنجيل تستطيع أن تعبر عن لاهوت المسيح تعبيراً كافياً يكون خالياً من الأعتراض عليه .

ومع ذلك أضطر الاباء المجتمعين فى نيقية إذاء مكر وخداع الأريوسيين ولوي معانى الآيات الإنجيلية إلى تحديد تعبير لاهوتى جديد لمنعهم من أستخدام حتى الايات الإنجيلية وتحوير معناها فى الإخلال بلاهوت الإبن :

[ والمجلس ( والإشارة هنا خفية لأثناسيوس نفسه ) وهو برغبة فى الإطاحة بأسلوب الأريوسيين فى أستخدامهم الجمل الكفرية , أتخذ عوضاً عن العبارات العادية , نفس كلمات الأسفار المقدسة مؤكداً أن " الأبن مع الآب " وليس من لا شئ ( كما يقولون ) وهو " الكلمة " و " الحكمة " وليس خليقة ولا عملاً وإنما أبن حقيقى للآب .

ولكن يوسابيوس ( أعتنق هرطقة أريوس ) مع أتباعه وهم مساقون مع عنادهم غير المستقيم , أعتبروا أن صفة الأبن " من الرب " هى له كما هى لنا أيضاً ( لأننا من الرب ) , وكأن " كلمة اللإله " لا يختلف شيئاً عنا , كالمكتوب : " يوجد إله واحد الذى منه كل شئ " فإنتبه الاباء لهم وأدركوا خبثهم ودهائهم فى تذكية كفرهم وأضطروا أن يشرحوا بوضوح أكثر معنى القول : إن الكلمة هو " من الإله " فكتبوا " من جوهر الرب ---------" وهذا حتى لا يستطيعوا أن يستخدموا كلمة " من الرب " إستخداماً مشتركاً بين " الإبن " وبين الأشياء المخلوقة ] (8)

وإصطلاح Homoousion كان قد أستخدم سابقاً لكى يعبر عن الإيمان الصحيح بالمسيح كونة " إبن اإله الحقيقى " إختير فى مجمع نيقية ليكون محكاً دقيقاً لمدى إلتزام الأريوسيين بالآيات التى توضح لاهوت المسيح

وكان الفرق بين أثناسيوس وخصومه الأريوسيين فى مجمع نيقية أن خصومه كانوا مماحكين يستخدمون الآيات التى تفيد أكثر من معنى أو التى قيلت فى زمان ومكان تقتضى قولها , أما أثناسيوس فقد أستخدم الآيات ذات المعنى الواحد والتى لا يستطيع أحد الإلتفاف حولها فكل عبارات اثناسيوس اللاهوتية , وبالأخص  Homoousion أى " مساو للآب فى الجوهر " تتعدى الوضع النظرى أو التحديد القانونى لتعبر عن حقيقة يراها أثناسيوس ويوقن بها ويجاهد حتى يراها معه الكل أيضاً ويوقنون بها .

وإيمان أثناسيوس بلاهوت المسيح وحبه وغيرته الملتهبة التى لا يفتر حماسها له , قد  ملك عليه فكره ووجدانه وكرس له حياته غير عابئاً بملوك ذاك الزمان ولا باباطرتهم ولا حتى بالأساقفة الأريوسيين , وكان أساقفة مصر ينتظرون رسائلة التى تشرح لهم أحداث مجمع نيقية فقال فى أحداها : [ إنى أهيب بكم أنتم الذين وضع تحت أيديكم إعتراف قد تحدد فى نيقية بعد أن دافع الآباء بغيرة عظيمة وثقة فى الرب ] (9)

العودة المنتصرة من نيقية ومتاعب تلوح فى الأفق

 ما أحلى حياة النصرة مع المسيح ففى ذهاب أثناسيوس إلى نيقية  لم يكن يعرف إلا المسيح المنتصر القائم من بين الأموات بقوة لاهوته وأن يسوع المسيح هو أبن الإله المتجسد بكل معنى الكلمة الإلهية وقوتها ..

وفى عودته حمل معه قرارات مجمع نيقية والتى كان منها أقوى تعبير عن لاهوت المسيح من الإصطلاح اليونانى  ------------ أى أن " المسيح مساو للآب فى الجوهر " الذى أعتبره أثناسيوس هو الإصطلاح المركز والمختصر الذى يضع المسيحيين فى حالة إلتزام بعبادة لاهوت الكلمة عن إستحقاق كلى وبكل تقوى ووقار .

وكان أثناسيوس فيما يبدوا يرى انه أى معاناه كابدها فى سبيل إرساء قواعد الإيمان الأرثوذكسى جزء لا يتجزأ من العبادة الأمينة الصادقة والحقيقية وهى فى نفس الوقت محبة للمصلوب الذى قام من بين الأموات , وبعد فرحة الأنتضار لم يلبث أن توفى البابا الكسندروس الـ 19 بعد خمسة شهور من ختام جلسات مجمع نيقية ( 22 برمودة - 17 ابريل سنة 328م ), وبدأ أثناسيوس مرحلة أخرى من الجهاد العنيف الممزوج بالأضطهاد والعذاب والألم ضد الهرطقة الأريوسية .

خطة الأريوسيين لتقوية جبهتهم بضم الميليتينين

[ وكان بطرس بيننا قبل الأضطهاد , وفى أثناء الإضطهاد أستشهد , أما ميليتس الذى كان يحمل لقب " أسقف ليكوبوليس " فقد ثبتت عليه جرائم كثيرة ومن ضمنها تقديم ذبائح للأوثان فى زمن الإضطهاد الذى وقع سنة 303 م فأسقطة بطرس عن كرسيه فى مجمع عام .. ذلك الحين , فبدأ يناوئ الأساقفة , ويلقى عليهم الإتهامات الكاذبة وضد بطرس نفسه وضد خليفته أرخيلاوس , وبعد أرخيلاوس ألكسندر ... وبينما ميليتس ( يعمل لحساب الشيطان ) قامت هرطقة أريوس بالأضافة , ولكن بينما فى مجمع نيقية وقعت حروم على البدعة الأريوسية , وأسقط الأريوسيين عن كراسيهم , نجد الميليتيين يعودون ويدخلون ( الكنيسة) مرة أخرى , لست اعلم على أى أساس ولا داعى ألان لذكر السبب - ( أثناسيوس هنا يهاجم بصورة خفية قرار مجمع نيقية بذلك وقبول الكسندروس المليتيين) 

وحدث تحول كبير نياحة البابا ألكسندروس , فإنه بالرغم من قبوله  الميليتيين ( هم أتباع ميليتس السقف الذى بخر للأوثان ) أتباع  فى الكنيسة , وكان ينتظر من الميليتون أن ينضموا بهدوء للكنيسة المصرية ويكونوا شاكرين لقبولهم ضمن المؤمنين المسيحيين , إلا أنهم لم ينتظموا فى العبادة وتحولوا إلى كلاب شرسة التى حنت إلى قيئها فبدأوا يقلقون الكنيسة .

وأما يوسابيوس ( أسقف نيقوديمية وصديق قسطنطنيين ) والذى كان يرأس العراطقة الأريوسيين ويقودهم فقد علم بموت البابا القبطى الكسندروس وتمرد المليتينيين بعد موته فأرسل إليهم وأشتراهم بوعود كثيرة وكبيرة فصاروا أصدقاءه السريين يأتمرون بأمره وينفذون خططه .

[ ولكن يوسابيوس أرسل فى البداية إلى انا ( أثناسيوس ) شخصياً يحضنى على قبول أريوس وأتباعه فى الشركة وهددنى شفهياً مع رسوله , أما فى خطاباته فكان يتوسل !!!

فلما رفضت معلناً أنه ليس من الحق أن الذين أبتدعوا هرطقة ضد الحق ووقعت عليهم حروم من مجمع مسكونى أن يصرح لهم بدخول الشركة , إستعدى على الإمبراطور قسطنطين المطوب الذكر الذى كتب إلى مهدداً أنه فى حالة عدم قبول آريوس وأتباعه سينزل على المحن التى سبق أن غايتها والتى الآن أعانى منها !!! ] (10)

  ===================

المـــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م  ص 60 - 64

(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى

(3) Greg. Naz., Orat. 21.

(4) Ibid.

(5) De Decr. 20.

(6) راجع شرح طوموؤوسيوس فى الجزء الثانى من كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م

(7) De Decr. 20.and ad Afr. 5.

(8) Dr Decr. 19.

(9) Ad Epyscopos Aegypti 21; NPNF, 2nd series, vol. IV, p. 234

(10) Apol. Contr. Arian, 59.

This site was last updated 05/25/08