Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

هجوم الأنكليز على الأسكندرية سفر نابليون سراً إلى فرنسا وتولية كليبر قيادة الحملة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الفرنسيين يحتلون الأسكندرية
نابليون يحتل القاهرة
نابليون والشيوخ يحكمون مصر
الفرنسيين يحكمون مصر
ثورة القاهرة الأولى
ديوان عمومى يحكم مصر
حصار يافا وتفشى الطاعون
الإنسحاب من عكا
هجوم الإنجليز وسفر نابليون
سيف نابليون بالمزاد
حواس وبونابرت
إعدام محمد كرّيم
نهاية نابليون
الإمبراطورة جوزفين

Hit Counter

 


وفي يوم الأثنين 4 صفر 1214 هـ - 8 بولية 1799 م حضر أيضًا حسن كتخدا الجربان بأمان وكان بصحبته عثمان بك الشرقاوي وفيه أشيع أن مراد بك ذهب الى ناحية البحيرة فرارًا من الفرنسيس الذين بالصعيد‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 5 صفر 1214 هـ - 9 بولية 1799 م قتلوا عبد الله آغا أمير يافا وكان أخذ أسيرًا وحبس ثم قتل‏.‏
وفيه قتل أيضًا يوسف جربجي أبو كلس ورفيقه حسن كاشف‏.‏
وفي يوم الأربعاء 6 صفر 1214 هـ - 10 بولية 1799 م عمل الشيخ محمد المهدي وليمة عرس لزواج أحد أولاده ودعا ساري عسكر وأعيان الفرنساوية فتعشوا عنده وذهبوا‏.‏
وفيه أحضروا أربعة عشر مملوكًا أسرى وأصعدوهم الى القلعة قيل إنهم كانوا لاحقين بمراد بك بالبحيرة فآووا الى قبة يستظلون بها وتركوا خيولهم مع السواس فنزل عليهم طائفة من العرب فأخذوا الخيول فمروا مشاة فدل الفلاحون عليهم عسكر الفرنسيس فمسكوهم وقيل إهم آووا الى بلده وطلبوا منهم غرامة فصالحوهم فلم يرضوا بذلك بدون ما طلبوا فوعدوهم بالدفع من الغد وكانوا أكثر من ذلك وفيهم كاشف من جماعة عثمان بك الطنبرجي فذهب الفلاحون الى الفرنسيس وأعلموهم بمكانهم فحضروا إليهم ليلًا وفر من فر منهم وقتل من قتل وأسر الباقي وأما الكاشف فيسمى عثمان التجأ الى كبير الفرنسيس فحماه وأخذه عنده وأحضروا الأسرى الى مصر وعليهم ثياب زرق وزعابيط وعلى رؤوسهم عراقي من لباد وغيره وأصعدوهم الى القلعة وقتلوا منهم في ثاني ليلة أشخاصًا‏.‏
وفي يوم السبت 9 صفر 1214 هـ - 13 بولية 1799 م أحضروا أيضًا ستة أشخاص من المماليك وأصعدوهم الى القلعة وفي ذلك اليوم قتلوا أيضًا نحو العشرة من الأسرى المحابيسز‏.‏
وفي يوم الأحد 10 صفر 1214 هـ - 14 بولية 1799 مركب في عصريته ساري عسكر وعدى الى بر الجيزة وتبعته العساكر ولم يعلم سبب ذلك ولما صاروا بالجيزة ضربوا نجع البطران ودهشور بسبب نزول مراد بك عندهم وفي هذا اليوم ظهر أن مراد بك رجع ثانيًا الى الصعيد وشاع الخبر أيضًا أن عثمان بك الشرقاوي وسليمان آغا الوالي وآخرين مروا من خلف الجبل وذهبوا الى ناحية الشرق فخرج عليهم جماعة من العسكر وفيهم برطلمين يني الرومي رئيس عسكر الأروام ومعهم عدة وافرة من أخلاط العسكر أروام وقبط والمماليك المنضمة إليهم وبعض فرنساوية‏.‏ فأدركوهم بالقرب من بلبيس وأتوهم من خلاف الطريق المسلوكة فدهموهم على حين غفلة‏.‏
وكان عثمان بك يغتسل فلما أحسوا بهم بادروا للفرار وركبوا وركب عثمان بك بقميص واحد على جسده وطاقية فوق رأسه وهربوا وتركوا ثيابهم ومتاعهم وحملتهم وقدور الطعام على النار ولم يمت منهم إلا مملوكان وأسروا منهم إثنين ووجدوا على فراش عثمان بك مكاتبة من ابراهيم بك يستدعيهم الى الحضور إليه بالشام‏.‏
وفي يوم الأثنين 11 صفر 1214 هـ - 15 بولية 1799 م وردت أخبار ومكاتيب مع السعاة لبعض الناس من الاسكندرية وأبي قير وأخبروا بأنه وردت مراكب فيها عسكر عثمانية الى أبي قير فتبين أن حركة الفرنساوية وتعديتهم الى البر الغربي بسبب ذلك وأخذوا صحبتهم جرجس الجوهري وفي ضحوة اليوم الثاني عدى الكثير من العسكر أيضًا واهتم حنا بينو المتولي على بحر بولاق بجمع المراكب وشحنها بالقومانية والذخيرة وداخل الفرنساوية من ذلك وهم كبير ولما عدى كبيرهم الى بر الجيزة أقام يوم الاثنين عند الأهرام حتى تجمعت العساكر وبعث بالمقدمة‏.‏
وركب هو في يوم الثلاثاء 12 صفر 1214 هـ - 16 بولية 1799 م وأرسل مكتوبًا الى أرباب الديوان بالسلام عليهم والوصية بالمحافظة وضبط البلد والرعية كما فعلوا في غيبته السابقة‏.‏

هجوم الأنكليز على الأسكندرية
وفي يوم السبت 16 صفر 1214 هـ - 20 بولية 1799 م ورد الخبر بأن عثمان خجا وصل الى قلعة أبي قير صحبة السيد مصطفى باشا فضربوا على القلعة وقاتلوا من بها من الفرنساوية وملكوها وأسروا من بقي بها وعثمان خجا هذا هو الذي كان متوليًا إمارة رشيد من طرف صالح بك وحج معه ورجع صحبته الى الشام فلما توفي صالح بك سافر الى الديار الرومية وحضر صحبة مصطفى باشا المذكور‏.‏
فلما تحققت هذه الأخبار كثر اللغط في الناس وأظهروا البشر وتجاهروا بلعن النصارى واتفق أنه تشاجر بعض المسلمين بحارة البرابرة بالقرب من كوم الشيخ سلامة مع بعض نصارى الشوام فقال المسلم للنصراني إن شاء الله تعالى بعد أربعة أيام نشتفي منكم وكلام من هذا المعنى فذهب هذا النصراني الى الفرنسيس مع عصبة من جنسه وأخبروهم بالقصة وزادوا وحرفوا وعرفوهم أن قصد المسلمين إثارة فتنة فأرسل قائمقام الى الشيخ المهدي وتكلم معه في شأن ذلك وحاججه وأصبحوا فاجتمعوا بالديوان فقام المهدي خطيبًا وتكلم كثيرًا ونفى الريبة وكذب أقوال الأخصام وشدد في تبرئة المسلمين عما نسب إليهم وبالغ في الحطيطة والانتقاص من جانب النصارى وهذا المقام من مقاماته المحمودة ثم جمعوا مشايخ الأخطاط والحارات‏ وحبسوهم .‏

وفيه حضرت مكاتبة  من الفرنسيس المتوجهين للمحاربة مع العسكر الوارد لجهة أبى قير وصورتها :

لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ... نخبركم

محفل الديوان بمصر , المنتخب  من أحسن الناس , وأكملهم  بالعقل والتدبير ...

علكم سلام  الله تعالى ورحمته وبركاته ... بعد مزيد السلام عليكم , وكثرة الأشواق الزائدة إليكم , نخبركم يا أهل الديوان المكرمين العظام بهذا المكتوب أننا وضعنا جماعات من عسكرنا بجبل الطرانة , وبعد ذلك سرنا إلى أقليم البحيرة  لأجل ما نرد راحة الرعايا المساكين , ونقاصص أعدائنا المحاربين , وقد وصلنا بالسلامة إلى الرحمانيسة , وعفونا عفواُ عمومياً عن كامل أهل البحيرة حتى صار أهل الأقليم فى راحة تامة , ونعمة عامة .

وفى هذا التاريخ نخبركم أنه وصل ثمانون مركباً صغاراً وكباراً , حتى ظهروا بثغر الأسكندرية , وقصدوا أن يدخلوها  فلم يمكنهم الدخول من كثيرة البنب وجلل المدافع النازلة عليهم , فرحلوا عنها وتوجهوا يسون بناحية أبى قير , وإبتدأوا ينزلون إلى البر , وأنا الآن تاركهم , وقصدى أن يتكامل الجميع على البر , وأنزل عليهم أقتل من لا يطيع , وأخلى بالحياة الطائعين وآتيكم بهم محبوسين تحت السيف لأجل أن يكون فى ذلك شأن عظيم فى مدينة مصر , والسبب فى مجئ هذه العمارة إلى هذا الطرف العشم بالإجتماع على المماليك والعربان , لأجل نهب البلاد , وخراب القطر المصرى , وفى هذه العمارة خلق كثير من الموسقو الأفرنج , الذين كراهتهم ظاهرة لكل من كان يوحد الله   , وعداوتهم واضحة لمن كان يعبد الله ويؤمن برسول الله .. يكرهون الإسلام , ولا يحترمون القرآن , وهم - نظراً لكفرهم فى معتقدهم , يجعلون الآلهة ثلاثة , وأن الله ثالث ثلاثة , تعالى الله عن الشركاء ! ولكن عن قريب يظهر لهم أن الثلاثة لا تعطى قوة , وأن كثرة الآلهة لا تنفع .. بل أنه باطل , لأن الله تعالى هو الواحد , الذى يعطى النصرة لمن يوحده , هو الرحمن الرحيم , المساعد المعين , المقوى للعادلين الموحدين , المـــــاحق رأى الفاسدين المشركين , وقد سبق فى علمه القديم , وقضائة العظيم , أنه أعطانى هذا الأقليم ! وقدر وحكم بحضورى عندكم إلى مصر , لأجل ولأجل تغييرى الأمور الفاسدة وأنواع الظلم , وتبديل ذلك بالعدل والراحة , مع صلاح الحكم !

وبرهان قدرته العظيمة ,ووحدانيته المستقيمة , أنه لم يقدر الذين يعتقدون أن الآلهة ثلاثة .. قوة مثل قوتنا , لأنهم ما قدروا يعملوا الذى عملناة , ونحن المعتقدون وحدانية الإله , ونعرف انه العزيز  القادر , القوى  , , القاهر , المدبر للكائنات , والمحيد علمه بالأرضيين , والسماوات , القائم بأمر المخلوقات ! .. هذا ما فى الايات والكتب المنزلات , ونخبركم بالمسلمين .. إن كانوا بصحبتهم   , يكونوا من المغضوب عليهم لمخالفتهم وصية النبى عليه أفضل الصلاة والسلام  , بسبب إتفاقهم مع الكافرين الفجرة اللئام! لأن أعداء الإسلام لا ينصرون الإسلام .

ويا ويل من كانت نصرته بأعداء الله ! وحاشا لله أن يكون المستنصر بالكفار مؤيداً , أو يكون مسلماً .

ساقتهم المقادير للهلاك والتدمير , مع السفالة والرزالة , وكيف لمسلم أن ينزل فى مركب تحت بيرق الصليب , ويسمع فى الحق الواحد الأحد , الفرد الصمد و .. من الكفار كل يوم تخريفاً وإحتقاراًَ ؟ ولا شك أن هذا المسلم - فى هذا الحال _ أقبح من الكافر الأصلى فى الضلال .

نريد منكم يا اهل الديوان أن تخبروا بهذا الخبر لجميع الدولوين والأمصار  , لأجل أن يمتنع أهل الفساد من الفتنة بين الرعية فى سائر القاليم والبلاد .. لأن البلد الذى يحصل فيه الشر  يحصل لهم مزيد من الضرر والقصاص , وأنصحوهم يحفظوا أنفسهم من الهلاك خوفاً عليهم أن نفعل فيهم  مثل ما فعلنا فى أهل دمنهور , وغيرها من بلاد  الشرور , بسبب سلوكهم المسلك القبيحة .. قاصصناهم , والسلام غليكم ورحمة الله وبركاته . ... تحريرياً فى الرحمانية يوم الأحد 15 صفر سنة 1214 هـ

وطبعوا من ذلك نسخاً وألصقوها بالأسواق , وفرقوا منها على الأعيان
وفي يوم الأثنين 18 صفر 1214 هـ - 22 بولية 1799 م وردت أخبار وعدة مكاتيب لكثير من الأعيان والتجار وكلها على نسق واحد تزيد عن المائة مضمونها بأن المسلمين وعسكر العثمانيين ومن معهم ملكوا الاسكندرية في ثالث ساعة من يوم السبت سادس عشر صفر فصار الناس يحكي بعضهم لبعض ويقول ابعض‏:‏ أنا قرأت المكتوب الواصل الى فلان التاجر ويقول الآخر مثل ذلك ولم يكن لذلك أصل ولا صحة ولم يعلم من فعل هذه الفعلة واختلق هذه النكتة ولعلها من فعل بعض النصارى البلديين ليوقعوا بها فتنة في الناس ينشأ منها القتل فيهم والأذية لهم وسبحان الله علام الغيوب‏.‏
وفي يوم الأربعا ء 20 صفر 1214 هـ - 24 بولية 1799 م أشيع أن الفرنساوية تحاربوا مع العساكر الواردين على أبي قير ( كان هؤلاء الجنود هو الجيش العثمانى المؤلف من خيرة الجنود الإنكشارية بسالة وإقداماً ( راجع حافظ عوض - فتح مصر الحديث ص 382 ) ‏.‏
وأخذوا مصطفى باشا أسيرًا وكذلك عثمان خجا وغيرهم وأخبر الفرنسيس أنه حضرت لهم مكاتبة بذلك من أكابرهم فلما طلع النهار ضربوا مدافع كثيرة من قلعة الجبل وباقي القلاع المحيطة وبصحن الأزبكية وعملوا في ليلتها أعني ليلة الأربعاء حراقة بالأزبكية من نفوط وبارود وسواريخ تصعد في الهواء‏.‏
وفي يوم الخميس 28  صفر 1214 هـ - 1 أغسطس 1799 م وصلت عدة مراكب وبها أسرى وعساكر جرحى وكذلك يوم الجمعة تاسع عشرينه حضرت مكاتبة من الفرنسيس بحكاية الحالة التي وقعت لم أقف على صورتها‏.‏
يوم الأحد 2 ربيع الأول سنة 1214 هـ - 4 أغسطس 1799 م في ثانيه وصلت مراكب من بحري وفيها جرحى من الفرنساوية‏.‏
وفيه قبضوا على الحاج مصطفى البشتيلي الزيات من أعيان أهالي بولاق وحبسوه ببيت قائمقام والسبب في ذلك أن جماعة من جيرانه وشوا عنه بأنه يدخل بعض حواصله الذي في وكالته عدة قدور مملوءة بالبارود فكبسوا على الحواصل فوجدوا بها ذلك أخبر الواشي فأخذوها وقبضوا عليه وحبسوه كما ذكر ثم نقلوه الى القلعة‏.‏
وفي يوم الخميس 6 ربيع الأول سنة 1214 هـ - 8 أغسطس 1799 م حضر أيضًا جملة من العسكر وكثر لغط الناس على عادتهم في رواية الأخبار‏.‏
وفيه حضرت حجاج المغاربة ووصلت صحبة الحج الشامي وأخبروا أنهم حجوا صحبته وأمير الحاج الشامي عبد الله باشا ابن العظم‏.‏
وفي ليلة الأحد 9 ربيع الأول سنة 1214 هـ - 11 أغسطس 1799 م حضر ساري عسكر الفرنساوية بونابارته ودخل الى داره بالأزبكية وحضر صحبته عدة أناس من أسرى المسلمين وشاع الخبر بحضوره فذهب كثير من الناس الى الأزبكية ليتحققوا الخبر على جليته فشاهدوا الأسرى وهم وقوف في وسط البركة ليراهم الناس ثم أنهم صرفوهم بعد حصة من النهار فأرسلوا بعضهم الى جامع الظاهر خارج الحسينية وأصعدوا باقيهم الى القلعة وأما مصطفى باشا ساري عسكر ( الصورة المقابلة : مصطفى باشا بعد معركة أبو قير ) فإنهم لم يقدموا به لمصر بل أرسلوه الى الجيزة مكرمًا وأبقوا عثمان خجا بالاسكندرية ولما استقر بونابارته في منزله ذهب للسلام عليه المشايخ والأعيان وسلموا عليه فلما استقر بهم المجلس قال لهم على لسان الترجمان إن ساري عسكر يقول لكم إنه لما سافر الى الشام كانت حالتكم طيبة في غيابه وأما في هذه المرة فليس كذلك لأنكم كنتم تظنون أن الفرنسيس لا يرجعون بل يموتون عن آخرهم فكنتم فرحانين ومستبشرين وكنتم تعارضون الآغا في أحكامه وإن المهدي والصاوي ما هم بونو أي ليسوا بطيبين ونحو ذلك وسبب كلامه هذا الحكاية المتقدمة التي حبسوا بسببها مشايخ الحارات فإن الآغا الخبيث كان يريد أن يقتل في كل يوم أناسًا بأدنى سبب فكان المهدي والصاوي يعارضانه ويتكلمان معه في الديوان ويوبخانه ويخوفانه سوء العاقبة وهو يرسل الى ساري عسكر فيطالعه بالأخبار ويشكو منهما فلما حضر عاتبهم في شأن ذلك فلاطفوه حتى انجلى خاطره وأخذ يحدثهم على ما وقع له من القادمين الى أبي قير والنصر عليهم وغير ذلك‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 11 ربيع الأول سنة 1214 هـ - 13 أغسطس 1799 م عمل المولد النبوي بالأزبكية ودعا الشيخ خليل البكري ساري عسكر الكبير مع جماعة من أعيانهم وتعشوا عنده وضربوا ببركة الأزبكية مدافع وعملوا حراقة وسواريخ ونادوا في ذلك اليوم بالزينة وفتح الأسواق والدكاكين ليلًا وإسراج قناديل واصطناع مهرجان وورد الخبر بأن الفرنسيس أحضروا عثمان خجا ونقلوه من الاسكندرية الى رشيد فدخلوا به البلد وهو مكشوف الرأس حافي القدمين وطافوا به البلد يزفونه بطبولهم حتى وصلوا به الى داره فقطعوا رأسه تحتها ثم رفعوا رأسه وعلقوها من شباك داره ليراها من يمر بالسوق‏.‏
هل غادر نابليون بونابرته مصر إلى فرنسا فى هذا التاريخ ؟
وفي يوم الخميس 13  ربيع الأول سنة 1214 هـ - 15 أغسطس 1799 م أشيع بأن كبير الفرنسيس سافر الى جهة بحري ولم يعلم أحد أي جهد يريد وسئل بعض أكابرهم فأخبر أن ساري عسكر المنوفية دعاه لضيافته بمنوف حين كان متوجهًا الى ناحية أبي قير ووعده بالعود إليه بعد وصوله الى مصر وراج ذلك على الناس وظنوا صحته‏.‏
ولما كان يوم الاثنين 16  ربيع الأول سنة 1214 هـ - 19 أغسطس 1799 م خرج مسافرًا من آخر الليل وخفي أمره على الناس‏.‏

وفي يوم الاثنين 24  ربيع الأول سنة 1214 هـ - 24 أغسطس 1799 م - 9 مسرى القبطى  كان وفاء النيل المبارك فنودي بوفائه على العادة وخرج النصارى من القبطة والشوام والأروام وتأهبوا للخلاعة والقصف والتفرج واللهو والطرب وذهبوا تلك الليلة الى بولاق ومصر العتيقة والروضة واكتروا المراكب ونزلوا فيها وصحبتهم الآلات والمغاني وخرجوا في تلك الليلة عن طورهم ورفضوا الحشمة وسلكوا مسلك الأمراء سابقًا من النزول في المراكب الكثيرة المقاذيف وصحبتهم نساؤهم وقحابهم وشرابهم وتجاهروا بكل قبيح من الضحك والسخرية والكفريات ومحاكاة المسلمين وبعضهم تزيا بزي أمراء مصر وليس سلاحًا وتشبه بهم وحاكى ألفاظهم على سبيل الاستهزاء والسخرية وغير ذلك وأجرى الفرنساوية المراكب المزينة وعليها البيارق وفيها أنواع الطبول والمزامير في البحر

ووقع في تلك الليلة بالبحر وسواحله من الفواحش والتجاهر بالمعاصي والفسوق ما لا يكيف ولا يوصف وسلك بعض غوغاء العامة وأسافل العالم ورعاعهم مسالك تسفل الخلاعة ورذالة الرقاعة بدون أن ينكر أحد على أحد من الحكام أو غيرهم بل كل إنسان يفعل ما تشتهيه نفسه وما يخطر بباله وإن لم يكن من أمثاله‏.‏
وأكثر الفرنسيس في تلك الليلة وصباحها من رمي المدافع والسواريخ من المراكب والسواحل وباتوا يضربون أنواع الطبول والمزامير وفي الصباح ركب دوجا قائمقام وصحبته أكابر الفرنسيس وأكابر أهل مصر وحضروا الى قصر السد وجلسوا به واصطفت العساكر ببر الروضة وبر مصر القديمة بأسلحتهم وطبولهم وبعضهم في المراكب لضرب المدافع المتتالية الى أن انكسر السد وجرى الماء في الخليج فانصرف‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 26  ربيع الأول سنة 1214 هـ - 26 أغسطس 1799 م طلبوا من كل طاحون من الطواحين فرسًا‏.‏
وفي يوم ألأربعاء 26  ربيع الأول سنة 1214 هـ - 28 أغسطس 1799 م كتبوا أوراقًا وألصقوها بالأسواق مضمونها أن الناس يذهبون الى بولاق يوم التاسع والعشرين ليحضروا سوق الخيل ويشتروا ما أحبوا من الخيل‏.‏
وفيه ألصقوا أوراقًا أيضًا مضمونها بأن من كان عليه مال ميري ملزوم بغلاقه ومن لم يغلق ما عليه بعد مضي عشرين يومًا عوقب بما يليق به ونادوا بموجب ذلك بالأسواق‏.‏
وفي يوم الخميس 27  ربيع الأول سنة 1214 هـ - 29 أغسطس 1799 م كتبوا أوراقًا أيضًا مضمونها انقضاء سنة مؤاجرات أقلام المكوس ومن أراد استثمار شيء من ذلك فليحضر الى الديوان ويأخذ ما يريد بالمزاد‏.‏
وفيه أفرج عن الأنفار التي قدم بها الفرنساوية من غزة وحبست بالقلعة على مصلحة خمسة وسبعين كيسًا دفعوا بعضها وضمنهم أهل وكالة الصابون في البعض الباقي فأنزلوهم من القلعة على هذا الاتفاق بشرط أن لا يسافر منهم أحد إلا بعد غلاق ما عليه‏.‏

سفر نابليون سراً إلى فرنسا وتولية كليبر قيادة الحملة فى مصر
وفي يوم الجمعة 28  ربيع الأول سنة 1214 هـ - 30 أغسطس 1799 م  تشفع أرباب الديوان في أهل يافا المسجونين بالقلعة أيضًا فوقع التوافق معهم على الإفراج عنهم بمصلحة مائة كيس فاجتمع الرؤساء والتجار وترووا واشتوروا في مجلس خاص بينهم فاتفق الحال على تقسيطها وتأجيلها في كل عشرين يومًا خمسة وعشرين كيسًا فدفع التجار خمسة وعشرين كيسًا وأفرج عنهم من القلعة وأجلوا الباقي على الشرح المذكور‏.‏
وفيه ورد من بونابارته ساري عسكر الفرنساوية كتاب من الاسكندرية خطابًا لأهل مصر وسكانها فأحضر قائمقام دوجا الرؤساء المصرية وقرأ عليهم الكتاب مضمونه أنه سافر يوم الجمعة حادي عشرين الشهر (23 أغسطس 1799م ) المذكور الى بلاد الفرنساوية لأجل راحة أهل مصر وتسليك البحر فيغيب نحو ثلاثة أشهر ويقدم مع عساكره فإنه بلغه خروج عمارتهم ليصفوا له ملك مصر ويقطع دابر المفسدين وأن المولى على أهل مصر وعلى رياسة الفرنساوية جميعًا كهلبر ساري عسكر دمياط فتحير الناس وتعجبوا في كيفية سفره ونزوله البحر مع وجود مراكب الانكليز ووقوفهم بالثغر ورصدهم الفرنساوية من وقت قدومهم الديار المصرية صيفًا وشتاء ولكيفية خلوصه وذهابه أنباء وحيل لم أقف على حقيقتها‏.‏

ج2/ 65

This site was last updated 11/06/09