Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

البابا الأنبا غبريال الثانى البطريرك رقم 70

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البابا كيرلس 2 الـ 67
حملة الفرنجة الأولى
البابا ميخائيل 4 الـ 68
البابا مقارة الـ 69
البابا غبريال 2 الـ 70
البابا ميخائيل الـ 71
البابا يوحنا الـ 72
رأس الحسين بالقاهرة
الشهيد بشنونة
البابا مرقس 3 الـ 73
حملة الفرنجة الثانية
حملة الفرنجة الثالثة
الفاطميون يحكمون مصر

البابا غبريال أبن تريك البطريرك رقم 70                   

ظل الكرسى البطريركى شاغراً لدة سنتين أو أكثر

قتل الكتبة الذين كانوا يجمعون الضرائب

وظل الكتبه الذين كانوا يجمعون الضرائب والجزية لبيت المال (خزية الخليفة)  احدهما مسلم أسمه أبن أبى قيراط والآخر سامرى اسمه إبراهيم .. حتى سعى المسلمين عند الخليفة بشكوى هى : أن المسيحيين الأقباط يأخذون أرباع الريع الداخل للكنائس والتى كانت لا تؤخذ ضرائب عليها ويصرفونها على أنفسهم ولا يصرفوا منها شيئاً على الكنائس , والبقية يهادون بها الفرنجة ( الصليبين ) .. فأمر الخليفة بأخذها إلى بيت المال , ولما كان الجند يبغضون هذين الكاتبين فأخذوهم وقتلوهم وعين الخليفة أبو البركات بن يوحنا بن ابو الليث من الطائفة الملكية وقد كان قبل ذلك كاتب للوزير السابق الذى مات , وكان ابو البركات بالرغم من أنه ملكى إلا أنه كان محباً للأقباط يصلى فى كنائس الأقباط ويتناول فيها .

 

إختيار البابا

وحدث أن كتاب الدولة من الأقباط طلبوا من أبو البركات أن يطلب من الوزير أن يسمح لهم بإختيار بطريرك فقبل طلبهم وامرهم ان يختاروا لهم من يختارونه .

ولما طالت المده جماعة الأراخنة قد إجتمعت لإختيار بطرك ثم مضوا إلى دير الأنبا مقار فأخذوهم الرهبان أولاد القديس العظيم أبو مقار وذهبوا إلى الأنبا يوسف السريانى أحد قديسى دير السريان لكى يشاوروه ويأخذوا بركته وكانت نعمة الرب حاله عليه وعنده موهبة الروح القدس وكان يخبر بالغيب فلما تحدثوا معه فى أمر إختيار شخص للبطريركية ومن يصلح لها لأن بعض الرهبان من هذه الأديره قد أرادوا ان يتقدموا لها .. فقال لهم أبأ يوسف القديس : " قد تعبتم جداً فى الحضور إلى هنا فإن بطركم موجود فى مصر وأشار إليه وناداه بإسمه وقال لهم : ما أدرى إلا شئ فى أذنى يقول :" أبن بتريك إبن تريك "فتغامزوا بعضهم لبعض لمعرفتهم أن الشيخ أنبا يوسف لم يغادر البرية قط ولم يعرف أبن البتريك من يكون فرجعوا وفعلوا كما قال لهم ! وحدث بعد أن أصبح ابن بتريك بابا بأسم الأنبا غبريال بمدة ذهب إلى البرية وطلب أن يرى من هو الأنبا موسى وأقام يوم كامل فى قلايته وحدهم يتحدثون .

وقيل أن الأنبا مقارة البطريرك المتنيح قال عن أبا يوسف قال عنه مثل ذلك , وكذلك راهب حبيس فى صومعة أنه قال نفس الكلام وذكر أنه كانوا أصدقاء فى الصغر وذكر أنه خصص وهو فى الصغر مكاناً للصلاة فى بيت أبيه وزينها بالصور مثل الكنيسة وكان يصلى فى هذا المكان ثم يبارك على بيت أبيه ويلعب معهم كطفل ويقول أنا بطرككم ويلبس مزرة ( ثوب) حرير شبيهه بملابس الكهنة كانت له مثل القصلة , ولما كبر رسم شماساً فى كنيسة ابو مرقورة واسمه ابو العلاء ابن بتريك وكان قد نشأ يعمل فى الدواوين من ديوان الخارج إلى ديوان المكاتبات وعمل أيضاً فى ديوان بيت المال , وكان دقيقاً فى عمله حسن فى طريقة كلامه مع الناس متعلم بكتب الكنيسة وطقوسها , وكان يتصدق كثيراً محباً للفقراء والغريب وكان كل ما يفعله يفعله فى السر , لا يفارق كنيسة أبى سيفين أبو مرقوره ليلاً أو نهاراً  إلا عند العمل          

البابا غبريال أبن تريك من نسل كبار الكتاب ( الكاتب هو الذى يعمل فى الحكومة فى تحصيل الضرائب وغيرها) من عائلة غنية لها سمعتها وصيتها فى المجتمع فى مصر جلس على كرسى مار مرقس 14 سنة وستة أشهر وتنيح فى 10 من برمودة سنة 862 للشهداء الموافقة 11 من شوال سنة 539 هلالية

وكان أسمه العلمانى أبو العلا وكان شماس فى كنيسة القديس مرقوريوس بمصر ويصفه أبن المقفع تاريخ البطاركة لساويرس أبن المقفع ج3 ص 19 إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها الطباعه النعام للتوريدات سنة  1999 فيقول : " وكان رجلا كهلاً عاقل صالح عالم بالكتب المقدسة ذو سيرة جميلة ويتصدق على الفقراء والمساكين وبر معروف محباً للصلوات مواظباً على الخدمة فى القداسات وخدمة الكنائس والغربا والمرضى مفتقداً الأرامل والأيتام والذين أدعوا السجون ومن هم فى الضيق دارساً الكتب المقدسة بل أنه كثيراً ما كان يبحث عن ناسخ يجيد (الناسخ هو الذى يكتب الكتب بخط يده) نسخ الكتب القبطية والعربية ليحتفظ بها لنفسه ليقرأها وإشترى كتب ومجلدات كثيرة من كتب قديمة وحديثة التى تحتاجها الكنيسة والدين المسيحى وكان يعمل فى ديوان المكاتبات ثم إنتقل إلى بيتت المال ومنه أصبح البابا رقم 70 من سلسلة ألاباء البطاركة." وعندما ذهبوا إلى الوزير يطلبون منه أن يأخذوه من عمله فى الديوان قال لهم عنه وعن عمله فى الديوان : " من كان على هذه الطريقة فى العمل وأمانته لا يفرط فيه احد " ولما رأى الأراخنة تمسكه به فى الديوان ذهبوا وعادوا يلحوا عليه , فأذن لهم بأخذه وكان هذا بتاريخ 784 للشهداء .

وكان عمره 47 سنة عندما كرز بطريركا وكان المساعد فى قسمته مع الأراخنة الشيخ ابى البركات إبن ابى الميت الملكى صاحب ديوان التحقيق , وكان قد حضر الإسكندرانيين إلى مصر لأن نوبة إختيار البطريرك كانت لهم وأخذوا الشماس أبو العلا إلى الكنيسة المعلقة فى يوم الثلاثاء 19 أمشير سنة 847 فدهنوه بالزيت وكروزوه وألبسوه ثياب الرهبنة والأسكيم وذهبوا إلى عشارى موكبى من الذى للوزير إلى إسكندرية ( مركب ) وركبوا معه جماعة من الأسكندرية ورسموه بطريركاً هناك كما جرت العادة  , وكان ذلك أيام أحمد إبن ألفضل أبن أمير الجيوش وقد أطلق عليه الخليفة لقب شاهنشاه , وطلب أن يذهب إلى دير ابو مقار يكمل تكريزه به فلم يقدر من كثرة العربان المغربة فذهب إلى مصر وذكر مرقس أبن زرعة كاتب سيرة الأنبا غبريال الأب تاريخ البطاركة لساويرس أبن المقفع ج3 ص 19 إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها الطباعه النعام للتوريدات سنة  1999  : " أنه لم يكن أحد من الأساقفة قد علم بقسمته وكذلك الرهبان , ولم يشرهم أحد فى ذلك والسبب أن كرسى البطريركية ظل خاليا سنين كثيرة بعد وفاة أنبا مقارة البابا رقم 69" 

يبنى كنيسة

كنيسة الملاك ميخائيل وكانت قلاية البطاركة منذ تقدمة أنبا غبريال أبى العلا أبن تريك الكاتب البطريرك الـ 70 وبعده أنبا يوأنس الثانى والسبعين ، وكان تريك هذا قسيساً وترمل وطلب الأسقفية وطلب منه مالاً (سيمونية) فلم يدفع ولم يفعل أن يأخذ رتبه كهنوتية برشوة وكان عنده مالاً فبنى كنيسة الملاك ميخائيل هذه وكف (أى صرف النظر عن الأسقفية) وذلك فى بطريركية أنبا ميخائيل السنجارى (نسبة إلى سنجار قرب البر) فجدد بنائها الشيخ أبو الفضائل المعروف بأبن ستمائة كاتب أمير على ابن أحمد الكردى فى خلافة المستضئ من أولاد العباس ووزارة الناصر يوسف بن أيوب فى شهور 568 هـ (= 1173) وكرزت يوم عيد الملاك ميخائيل فى 7 هاتور وقدس بها سنة 809 ش. [راجع مخطوط تاريخ أبو المكارم - تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن "12" بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها 1999م  ص  46]

وبعد بضعة ايام جاءه راهب يطلب أن يكون أسقفاً على أخميم فرفض البابا , فذهب الراهب إلى إبن الخليفة وأعطاه كثير من الهدايا , فأرسل إبن الخليفة من عنده رسولاً إلى البابا الإسكندرى يطلب فيه نحقيق أمنيه الراهب الكاهن فى ان يصير أسقفاً , فما كان من البابا أن أرسل إلى الخليفة نفسه رساله لا تحتوى غير سطراً واحداً قال فيه : " إن دينى يمنعنى من رسامة كاهن يبغى هذه الكرامة بالمال " وكان هذه الرسالة الموجزة سبباً فى أن يحترم الخليفة وابنه البابا القبطى طول حياة البابا , بل أنه أصدر أمراً إلى المصريين جميعاً بوجوب إحترام الأوامر الصادرة من البابا وتنفيذها بكل دقة وسرعة .

البابا يضيف جملة فى القداس الإلهى 

ولما رجع البابا غبريال إلى الجيزة قادماً من الإسكندرية ذهب بعد ذلك إلى دير أبى مقار ليكرزوه هناك حسب العادة التى سنها الآباء البطاركة السابقين عليه وأثناء الصلاة فى معنى الإعتراف قبل التناول فقال فى صلاته : " أؤمن وأعترف أن هذا جسد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذى أخذه من والدة الإله مريم العذراء      وصار واحداً مع لاهوته

فثار بعض رهبان دير القديس أنبا مقار لأنه أضاف هذه الجملة وهى " وصار واحدا مع لاهوته " كما أنه لم تجرى العادة ان يصلوا بها .. فإعتذر إلى الرهبان أنه فعل هذا فى يوم تقدمته وفى قداس تكريسه فى الدير .. إلا أن الأساقفة الذين كانوا معه فى يوم تكريزه بالدير قالوا : " أنه لا يصح إهمال هذه الجملة لأنها صحيحة وفى موضعها " .. وبعد مناقشات كثيرة ومفاوضات إتفقوا أن يضيفوا بعدها عبارة : " بغير إمتزاج ولا إختلاط ولا تغيير" فوافقهم على ذلك وقالها وما زالت تستعمل هذه العبارة حتى الآن وصارت كل الكنائس تصلى بهذه الكلمات إلا أن بعض الكنائس من أهل الصعيد إستمروا يصلون بدون هذه العبارة فلم يعارضهم فى ذلك ولا أجبرهم على أن يغيروا عوائدهم  

نياحة أنبا يؤنس أسقف مصر  

  توفى أسقف مصر الأنبا يؤنس فى ربيع الآخر سنة 528 هلالية وقام بالصلاة على جسده الطاهر مجموعة من الكهنة ودفن فى مقابر الحبس ولم يقم البابا بقسمة أحد على أسقفية مصر طول مدة بطريركته  

قانون بطريركى بمنع دفن الموتى فى الكنائس 

أصدر البابا غبريال رقم 70 قرار بمنع دفن الموتى فى الكنائس وقد تعدى قوم من الأقباط أمره وقاموا بدفن بسوس القمص فى كنيسة حارة الروم بالقاهرة فأصدر أمراً بغلق الكنيسة وقامت الكنيسة مغلقة وبعد مدة قام الأراخنة بالذهاب إلى البابا ومناقشتة فى أمر غلق كنيسة ثم امر بفتحها بعد إلحاح الأراخنة .. وقام البابا بتنفيذ الأوامر بأن حمل جسد البطرك السابق الذى كان مدفون فى الكنيسة المعلقة بمصر وقام بتجديد الصلاة عليه ولفه فى ثوب من حرير وحمله إلى دير الأنبا مقار وقد قام بهذا العمل فى السنى الثانية من جلوسه على العرش مار مرقس الرسول – وجعله فى غشا آدم من فوق وكفنه وأمر بأن يأخذ غشا الآدم بعد وصوله إلى الديرويدفن مع أجساد البطاركة وامر بأن يضاف هذا القانون إلى قوانين الكنيسة ويعمل بها  

البابا الأنبا غبريال يصدر مجموعتين من القوانين

وجه البابا غبريال الثانى إلى شعبه هاتين المجموعتين من القوانين فقال : -

غبريال بنعمة الرب وجكته الفائقة وسابق عمله - بطريرك المدينة العظمى الأسكندرية وبابا الكرازة المرقصية - يكتب إلى جميع الخوة المظللين بنعمة الرب - المختارين - ليبارككم الرب , وبذراعة القوية ليخلصهم ويحميهم , وليكن السلام والنعمة معكم , وليسكنا فيكم , وليفيضاعلى بيوتكم من الآن وإلى الأبد آمين ..

عندما تأملت الكرامة التى منحنى إياها الرب الآب ضابط الكل أمتلأت رهبة لعظمتها , وحين أمعنت التأمل خيل إلى أننى أسمع صوت موسى العظيم فى ألنبياء قائلاً : أنا الثقيل الفم واللسان (خروج 4:1) وإلى أرميا وهو يعتذر بقوله : أنى لا أعرف أن أكلم لأنى ولد ( أرميا 1: 6) وتجاوبت مشاعرى مع هذين النبيين وهما يعبران عن عجزهما أمام ما يأمرهما به الرب القدير إذ أحسست بضعفى وعجزى أمام مجد الكرامة الكهنوتية وما يستتبعها من مسئوليات , وعندها رن فى أذنى الأمر الإلهى كما رن فى آذان هذين النبيين وحتم على الطاعة , فلم يسعنى إلا أن أبذل الجهد لتنفيذ أحكام الرب طالباً إليه تعالى أن يسندنى بنعمته ويؤازرنى بحكمته ويقوينى لكى أرعى شعبه وأرشده إلى ميناء السلام , ولما عولت إلى تحقيق وصايا الرب المكتوبة تذكرت كلماته سبحانه إلى حزقيال النبى وهى : إذا لم تنذر الشرير , ولا تكلمت إنذاراً له من طريقة الرديئة لإحيائة فذلك الشرير يموت بأثمه , أما دمه فمن يدك أطلبه (حزقيال 3: 18) ولهذه الأسباب كلها سارعت إلى تدوين هذه القوانين تذكيراً لكم , وإستنهاضاً لهمتكم , رغم أنى متأكد من أنكم تعرفون غرضى الذى أستهدفه من هذا العمل , وأننى على يقين من أننى - بتنفيذى الوصايا الإلهية - أنال وإياكم البركة والسلام فكونوا على ثقة من أنكم حين تسمعون كلامى لا تطيعونى أنا , وإنما تطيعون الآب السمائى الذى اقامنى لرعايتكم وتطيعون الأبن الحبيب الذى قدم حياته فداء عنكم , تطيعون الروح القدس الذى يرشدكم ويعزيكم ويهديكم إلى طريق الحق والإله الواحد - المثلث الأقانيم - يجازيكم خيراً ويعوض أتعابكم بحسب مراحمه الجزيلة .

المجموعة الأولى - خاصة بالباباوات البطاركة

المادة الأولى : نهى الباباوات من الإلتجاء إلى السيمونية .. راجع تفاصيل هذه القوانين فى رسالة عن : " قوانين الأنبا غبريال بن تريك " البابا الأسكندرى السبعين - باللغة الإنجليزية - لأوسولد برمستر - نشرها مع النص العربى فى مجلة " أورنتاليا كريستيانا ببريوديكا" المطبوعة فى رومية سنة 1935م ص 5 - 45

المجموعة الثانية - تهدف تنظيم الأرث

أنه لما كانت المسيحية تهئ للناس الحياة ألبدية , فقد أغفل الرسل والآباء الولين أمر المواريث إغفالاً تاماً , ثم مرت الجيال , وأدرك بعض الباباوات أن الشعب فى حاجة إلى من يرشده فى هذه المور , على أنه لما كانت بعض القوانين التى وضعوها لا تصلح إلا للعصور التى وضعت فيها , فقد قرر أن ينقحها ويبوبها مستعيناً بما جاء فى ألسفار المقدسة وقفى القوانين التى وضعها الآباء الأولون ..  قوانين المواريث راجع تفاصيل هذه القوانين فى رسالة عن : " قوانين الأنبا غبريال بن تريك " البابا الأسكندرى السبعين - باللغة الإنجليزية - لأوسولد برمستر - نشرها مع النص العربى فى مجلة " أورنتاليا كريستيانا ببريوديكا" المطبوعة فى رومية سنة 1935م ص 315 - 317

قرارات خاصة بصوم الأربعين المقدسة الخاصة بعيد القيامة

وفى الجمعة الأولى من الصوم المبارك أصدر البابا مرسوماً

ألا تكون ملابس الكهنة ملونة أو مناديل ملونة

لا ياكل أحد الأطعمة الحيوانية

يحذر فيه من أتخاذ السرارى -

ومن يخالف هذه القوانين يكون تحت المنع فخالف بعض الأقباط العمل بهذه القوانين ويطيعوا البطريرك وكانوا يتكلمون ضدها فى السر خوفاً من الشيخ ابن وهبة الذى كان كاتب ديوان الخليفة , ولما علم البابا النبا غبريال أنهم خالفوا القوانين التى أصدرها دعى عليهم كثيراً فخافوا وأمتنع جميع الأقباط من مخالفة هذه القوانين

أعمال البابا غبريال الأخرى

ولما كان البابا لم يأكل لحماً طول حياته فقد أصدر أمراً باباوياً أن لايشرب الكهنة خمراً ثم رجع وحدد كمية الخمر فلم يطيعوه وإستمروا كما تعودوا حيث أن قسوة القلب تولد عدم الطاعة .

وكان الكهنة المرسومين بيد البطريرك كانوا يتفاخرون على الكهنة المرسومين من الأساقفة , ولم يكن لهم القدرة على التصرف فى شئ فأمر بأنهم متساويين واطلق لهم حرية التصرف نثلهم مثل الاخرين وقد قبل هذا الأمر كل الكهنة ماعد كهنة الإسكندرية وبرية مقار .

وفعل شئ آخر لم يكن يفعله البطاركة الذين قبله وهو أنه كرز الأطفال شمامسة مع أنه يعرف أن ابيه تزوج بأمرأتين أو أن أمه جارية مملوكة وقد تحررت بأكليل الزوجية .

أما الجزية فإنها بصلاتة عادت كما كانت ما عدا القاهرة ومصر حيث ظلت على عدد قليل من المسيحيين من الأغنياء  ظلوا يدفعون اربعة ديناراً

وقام البابا يترميم كنيسة مرقزرة أبى سيفين بمقاطع خشب وكذلك فعل فوق مذبحها وفى المعلقة أيضاً , ولم يكن فى الكنائس مقطع خشب فوق الهيكل إلا فى هيكل كنيسة أبو سرجه فأصبحت كل الكنائس فى عهده عليها مقاطع خشب فوق هياكلها .

وكان بعض الأقباط يحتفلون بذبيحه ميخائيل فقال بعض الأقباط : " يجوز الأحتفال بذبيحة ميخائيل " وآخرين قالوا : " لا يجوز " .. فذهبوا إلى الأنبا غبريال ليحتكموا .. فقال لهم : لا يجوز أن تقدم ذبيحة إلا على أسم المسيح , ومن يعمل غير ذلك لا تقبل صدقته لأن الحيوان كانوا يذبحون بها للشيطان فى مصر فلما آمنا بالسيد المسيح أبطل ذبائح الوثان وصارت ذبائح للصقة لربنا .. فقالوا : هل كان الآباء الذين قبلك ضالين أم قليلى المعرفة .. فقال : لا ولكن لم يقدروا أن يغيروا عوائد الناس , ولقد قلت لكم كل ما عندى , فخرجوا من عنده وقد صمموا أن لا يغيروا من عاداتهم .

ونمى إلى علم البطريرك الأنبا غبريال أن بعض الكهنة عندما تموت نساؤهم كانوا يشترون جوارى يخدمونهم فكتب أمراً ألا يلجأ الكهنة لأستخدام جوارى بتاتاً وإذا كان لا يريد أن ينفذ هذا المر فلا يقترب من المذبح وإن كان لا يطيق ان يعيش بدون أمرأة فليتزوج كما أمر أن يقرأ فى المدينتين اللتان فيهما هؤلاء الكهنة .

وكتب رسالة أخرى  يمنع فيها منعاً قاطعاً كل الذين يستعملون السحر والتنجيم والرقا (الرقى) والأسطرالابات والتعزيم , وأستغرب بعض الناس وقالوا : كيف يكتب بخط يده هذه الأشياء وهو كاتب اعمال روحية وقوانين مقدسة ( أى أن مجرد كتابة كلمه سحر وغيرها يعتبر خطأ )

وجاء على الأرض غلاء عظيم وأغلقت كنائس كثيرة لقلة الدقيق لتقديم القرابين وأمر البطريرك بصناعة القربان ويختم ويوزع على الكنائس

قاضى مسلم يغلق 60 كنيسة فى الصعيد

وكان فى عصر هذا البطريرك قاضى مسلم أسمه فخر الأمنا أبى الحسن على وكان يتولى منطقة أخميم , وكان هذا القاضى يبغض المسيحيين ويكرههم ولما لم يقدر أن يهدم كنائس الصعيد فسعى حتى أصدر أمر بغلق ستين كنيسة فى هذه المنطقة ويقول الأنبا يوساب اسقف فوة : " أن الرب أنتقم منه وفتحت الكنائس التى أغلقها وهو حى ومات مسموماً وفى يوم خرج الأقباط والبطريرك بالصليب المكسى بالحرير والمجامر والشمع إلى القصر ليدعوا للخليفة بالسلام فى أيامه حسب العادة الجارية بالدعوه للخلفاء الفاطميين ثم يتجه بعد ذلك لدار الوزاره فكانت هناك جنازة القاضى فزارهم وعزاهم .

عمليات قتل وإغتيالات يقوم بها الخليفة الآمر بأحكام الله  

قتل أحمد إبن الأفضل وكان يسمى كتيفات وزير مصر وقالت أيريس حبيب المصرى  قصة الكنيسة القبطية الكتاب الثالث د/ أيريس حبيب المصرى الكتاب الثالث ص 131أن الآمر أراد أن يجمع كل السلطات فى يديه فتآمر لقتل الوزير أحمد إبن الأفضل وإزاحته من طريقة .

وقام الامر بتعيين وزيراً جديداً بدلاً من الذى قتله اسمه المأمون , ولم يلبث أن مل منه فقام فأمر بقتله , ونال راهب قبطى أسمه أبو نجاح حظوة كبيرة فى عينى الخليفة , فإتخذه مستشاراً له ولكنه لم يعينه وزيراً , ولكنه بعد مدة تخلص من مستشارة بنفس الطريقة التى تخلص بها من وزيريه السابقين

ولم يمكث الخليفة الآمر بالله سوى سنة واحدة وسئم رجال بلاطه من هذا الشطط والعبث فقرروا إغتياله وقد أختلف المؤرخون فى ( راجع تاريخ مصر فى العصور الوسطى - باللغة الإنجليزية - لستانلى لاين يول ص 166 ) وقال اويرس أبن المقفع فى تاريخ البطاركة : حتى وضع خدامه السم فى ابريق المرحاض ولما استعمل الماء المسمم تقطعت أمعائة فمات على الفور , وقال الأنبا يوساب اسقف فوة تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 143 : اما الخليفة الفاطمى الإمام الآمر فإنه ركب ( مركب) من القاهرة إلى البستان المعروف بالروضة بجزيرة مصر الذى كان الأفضل شاهنشاه أنشأه , فلما وصل إلى جسر مصر خرج عليه قوم من الخوارج وبأيديهم سكاكين فقتلوه وحمل الأمام فى زورق صغير فى الخليج إلى اللؤلؤه قتيلاً "

 

الخليفة الحافظ

 

وقد إحتاروا فيمن سيصير خليفة فقد ترك الخليفة الامر طفلاً رضيعاً وأبنه كفيلة وجلس خليفة إسمه الأمير عبد المجيد واطلق عليه الحافظ  وهو عم الخليفة الآمر المقتول وكان رجلاً شيخاً كبير السن , وقام الخليفة الحافظ بقتل خدام وحراس الخليفة السابق الآمر بأحكام الله لأنهم قتلوه  وبعد أن أختاروا الحافظ  خليفة أرادوا إختيار وزيراً فاشار الخليفة الحافظ عليهم بإختيار هزر مانول وكان اصله ارمنى تربى عند الخليفة هذبه وعلمه فلم يوافقوا على رأى الحافظ وأختاروا رجلاً آخر أسمه أبو القاسم , وهو أبن الأفضل شاهنشناه وأسمه الأمير أحمد ابو على فعينوه وزيراً ولكنه لم يريد وعين وزيراً جديداً إسمه يانس وقتل يانس الكثيبر من الجند ومارس وظيفته فى الوزارة لمدة تسعة شهوراً ومات مسموماً وكانت الكنيسة فى أيامة تعيش فى سلام .

وأدعى أحد أولاد الخليفة الحافظ الخلافة وأسمه الأمير الحسن وكان صبى لم يلتحى بعد وساعده فى ذلك قوم إسمهم صبيان الزرد وبايعوه على الخلافة , و وكان صبيان الزرد خليط من الجند من جميع الطوائف والملل وأصبح قوياً بقوتهم ولما تمكن وقوى خلع الخليفة الحافظ ابوه من خلافته وقبض عليه ووضع فى يده الأغلال ووضعة فى السجن , ثم قبض على أمراء الدولة فى عصر أبيه وأودعهم السجون وكان يحضرهم بالليل ويضرب رقابهم ويعطى صبيان الزرد الذين تحت أمره بيوتهم وأموالهم ويقول أبن المقفع : " وأهلك عالم وخلق (عدد كبير) بالسيف من الأمراء وغيرهم وكان كل يوم  وكان فى كل يوم يجد الناس أجساد بلا رؤوس بين القصريين حتى لا يتعرف عليهم أحد"   

وخرج الوزير الأفضل فى يوم ليلعب فى المبيدان ( ليمارس تدريبه على السيف فى الميدان ) ثم ذهب إلى دير الخندق فوثب عليه أحد الصبية الذين من الحرس الخاص الذى كان الخليفة الحافظ أنشأهم ورباهم لحمايته فضربوا الوزير بالسيوف وقطعوه وقتلوه وقتل الكثير من حرس الخليفة وكان هذا الوزير هو الذى قام يأعتقال الخليفة الحافظ وسجنه فى القصر , ولما مات الوزير أقتحموا القصر وفكوا قيود الخليفة .

 وحدث فى أيامه حرب بين فئة الجند من العبيد السودان وبين الأجناد الأخرى ( صبيان الزرد) حرب شديدة فى مكان يسمى كوم الدرب القبلى بالقرب من أطفيح وقتل الكثير من جنود السودان وإنهزموا

وفى يوم من الأيام كان البابا الأنبا غبريال يصلى فى كنيسة الأنبا مرقورة أبى سيفين وحضر جند من الأمير حسن  وهربوا كل من كان فى الكنيسة ولم يبق إلا البابا غبريال وأنبا بطرس أسقف سرسنا لأنه كان كاتب البطريركية ( متولى شئون المكاتبات والمراسلات والمحاسبات .. ألخ ) وصادر كل ما يملك وسحب ما فى الخزانة من مستندات وملكيات , فقام الكتاب (الموظفين) والتجار بتقسيم المبلغ الذى طلبه على بعضهم البعض وجمعوا 1000 دينار وأخرجوه من السجن , وكان الأمير حسن شريراً ظلم الناس وقتل نفوس كثيرة وإغتصب أموالهم من غير حق

مسيحى أرمنى يصبح وزير مصر 

وتطلع الرب من السماء فوجد أن ظلم الأمير حسن قد فاق طاقة إحتمال البشر فثار بعض الجند على الأمير حسن فذهبوا إلى والى الغربية وإسمه بهرام وكان أسمه الوظيفى تاج الدولة , وكان بهرام والى الغربية قد وصل مع بدر الدين الجمالى عند مجيئة من عكا فى أيام المستنصر بالله ويظهر انه كان صغير فى السن وأستمر فى خدمة الخلافة فترقى حتى أصبح والياً على الغربية وهو باق على مسيحيته لأن المسلمون كانوا يجلونه ويحترمونه وكانوا يوقرونه ويحبونه لما أشتهر به فى حسن الإدارة عادلاً فى حكمه , وعندما وصل الجند الثائرين على ابو الحسن إلى الغربية ترجوه وطلبوا منه أن يحكم عليهم ويدير مصر ويصبح عليها وزيراً وينقذها من التشتت وإجرام الحسن فدخل إلى القاهرة فأخذوه وأعطوه الوزارة ولم يكن راغباً فيها .

وهرب الأمير حسن وإختفى وأخرج ابيه الخليفة الحافظ من المعتقل الذى كان مسجون فيه وجلس الحافظ على كرسى الخلافة مرة ثانيى بعد ان اقصاة ابنه وكان ذلك فى سنة 529 هلالية , وكان أخو بهرام تاج الدولة وزير مصر رجل قديس راهب زهد الدنيا رسموه بطركاً للأرمن الذين فى مصر فى بلاده ووصل إلى مصر وهو فى رتبة بطرك وكان مشهور بالتدين الشديد والعفة والقداسة والكرم والصدقة والرحمة وأسموه أنبا أغريغوريس وعندما تنيح أقاموا بطريركا آخر أسمه نانياس . 

وفى ايام الوزير الأرمنى بهرام فتحت جميع الكنائس التى كانت مقفلة , حتى أن المسلمين كانوا يقولون أن الدولة عادت للنصارى , وعمل الكل فى أيامه وزاد الرخاء ولم يخرج أحد من وظيفته لا مسلماً ولا مسيحياً

نهاية الأمير المتمرد الحسن        

تمرد الحسن على أبوه الخليفة الحافظ الذى رجع إلى الحكم ثانية وقرر بعض أمراء الجند أن يقبضوا على الأمير الحسن ويقتلوه وذكروا ذلك للخليفة الحافظ فجمع الأمراء ووعدهم بالنعم وإعطائهم أراضى وهدايا حتى لا يقتلوا أبنه فاغلقوا القصور فى وجههم ولكن كان هناك كثير من الجند والأمراء ورؤساء الدولة وأحضروا حطباً كثيراً صاحوا جميعاً وهم حول القصر وفى فم واحد : " نريد الأمير الحسن ومن الأفضل أن تسلموه لنا وإلا حرقنا القصر وكل من فيه " فطلبه ابيه الخليفة الحافظ من أهل القصر قائلا لهم : " إن تأخرنا ساعة واحدة ولم يظهر الأمير الحسن أحرقونا وأحرقوا جميع قصورنا وهؤلاء جنودنا وأعواننا على من يعادينا وقد قاموا علينا فمن لنا الآن غيرهم يعيننا عليهم "

 فسأل سكان القصر بعضهم البعض حتى وجدوه مختبئ عند أحدهم حتى لا يموتوا بالنار وأحضروه إلى أبيه الخليفة الحافظ الذى لما رآه بكى بكاءاً مراً وقال له : " يا ولدى ماذا فعلت وماذا أفعل وروحى قد أصبحت فى حلقى أرشدنى بفكره أو قول أو شئ أفعله من أجل سلامتك فإن دفعتك إليهم عاقبوك وأهانوك ثم بعد أن يشفوا غليل صدورهم يقتلوك , ولكن من ألفضل لك ولى أن تمص السم الموجود فى هذا الخاتم فتموت بلا عقوبى منهم " ثم رمى له بالخاتم المسموم وقد أعتاد الخلفاء والحكام أن يلبسوا مثل هذا الخاتم لظرف مثل هذا الأمر حيث يرون أن الموت خير من الحياة فى يد أعدائهم أذلاء , فأخذ الأمير الحسن الخاتم ومصة فمات على الفور , فأخرج جثمانه من القصر ووضع جسده على دكة من الخشب وفتح ابواب القصر وأمر أمراء الجند أن يدخلوا وينظروا أبنه فدخلوا ورأوه قد فارق الحياة فلم يصدقوا عيونهم لأنه كان قد تجبر ولم يشفوا غليل صدورهم فيه فكشفوا الغطاء عن وجهه وإعتقدوا انه نائم ودفعوا السكاكين فى جسمه وأسنة الرماح وعندما تحققوا تماماً من موته تركوه وخرجوا , وكان أشد المطالبين برأس الأمير الحسن أمير أسمه رضوان بن ولحشى من أمراء الدولة وكان الخليفة يريد أن يهلكة ولكن كان عند بهرام رأى آخر وهو أن يبعده عن القاهرة فولاه الغربية مكان بهرام الوزير المسيحى  وأطلق عليه الخليفة لقب فحل الأمراء .

تقلد الوزير بهرام المسيحى مقاليد الوزارة وحكم مصر من سنة جماده الأول سنة 529 هلالية حتى ربيع الآخر سنة 531 هلالية وتقول المسلمين على الوزير بهرام لأنه يحكم المسلمون وهو ما زال مسيحياً من ناحية فقرآنهم يقول : " لا ولاية لمشرك "مسيحى" على مسلم "ومن ناحية اخرى أن الخليفة كان يحبة ويثق فيه ثقة مطلقة لأمانته ونجاحه فى تسيير إقتصاد البلاد والأمن فيها , وكان يوجد سبباً ثالثاً أن الأمان جعل النصارى ينجحون فى الأعمال وتمكنوا بامانتهم وتدبيرهم من الحصول على الوظائف الكبرى وكان منهم النظار والمشرفين على جميع الأراضى وتحصيل الخراج وغيرها من الأعمال الحكومية فى صعيد مصر والوجه البحرى , ولما رأى بعض المسلمين ضعف كلمة المسلمين فى البلاد لجأوا إلى المكر وهذا أمر طبيعى حيث أن قرآنهم دعى الله المكار ولجأوالى الخديعة فى إستئصال داء تغلب النصارى عليهم فى إدارة البلاد وطبعا لا يهمهم مصر ولا مصلحة الشعب ولا غيره .

وذهب جماعة من أمراء الجند وخليط من الناس إلى الغربية وصرخوا إلى رضوان أبن والخشى واليها وقالوا له : الخليفة أطلق عليك أسم "فحل الأمراء" ولا يوجد أحد من المسلمين يستطيع أن ينقذ المسلمين من إهانة الأرمن غيرك فإن قويت شوكتهم أكثر من ذلك تنصر كثير من المسلمين وقالوا له بالجهاد فى سبيل الله , فنهض للجهاد ضد الكفار والكافر هو غير المسلم فجمع الرجال وإنضم إليه قبائل العربان من جميع وجه بحرى وجعل الناس تنادى : "الجهاد ضد الكفار يا مسلمين" وعلق المصاحف على أسنة الرماح امام جنده وعساكره وسار بجيش لا يستطيع أحد أن يحصيه ويعده من الكثرة لإعلاء كلمة الإسلام ووصل جيشه إلى مسجد الخضر خارج القاهرة وأمر عساكره ان يركبوا المراكب ليعدوا للضفه الأخرى من نهر النيل وكان بهرام يقول للناس : "

أنه لا يجب ان يكون للإسلام وزير دولتهم رجلاً نصرانياً أغلف ", فوصلت اخبار الجيش إلى بهرام وزير مصر الأرمنى المسيحى وحقناً لدماء الناس قال لأصحابه : إذا مت فسيطالبنى الرب بدم من يقتل منكم ومنهم ومملكة مصر قد جعلها الرب حتى الآن للمسلمين فلا يجوز ولا يحل لى أن أقاتل هؤلاء القوم وليس لى مقدره على مقاتلتهم كما لا يجب أن أنتزع حقهم فى إدارة البلد منهم ولو لم يستعين بى الخليفة على ما جرى عليه من ولده ورضى على بما فعلته فى خدمته وطاعته ما كنت فعلت شيئاً من ذاتى قوموا خذوا أولادكم وأهاليكم وأموالكم ولنذهب إلى قوص وآخذ أخى باساك (والى قوص كان قد ولى أخيه باساك على مدينة قوص) ثم نذهب إلى بلادنا (يذهب إلى القسطنطينية) ونترك للقوم مملكتهم فلماذا نقاتلهم ؟ لا يوجد سبب للقتال معهم " فقال له شجعان الأرمن : " كيف نفعل ما قلته لنا وننسحب ونحن ألف رجل رامى قوس يمكن أن نفتح الدنيا إلى رومية دعنا نقاتلهم وسوف ننتصر عليهم بمعونة الرب" فلم يوافق على قولهم وذهبوا جميعاً إلى قوصية لياخذ أخيه فوجد أن أهل قوصية قد غدروا بأخيه وقتلوه ودفنوه فى الزبل فى إصطبل دوابه (الأحصنة والحمير) فى دار الولاية بمدينة قوصية والسبب فى غدرهم بأخيه أنهم سمعوا أنهم سمعوا بخبر ثورة المسلمين ضد وجود بهرام كوزير لأرض مصر , وعندما عرف بهرام ما فعله المسلمين بأخيه حاصر القوصية بجنوده ولكنه عاد فعفا عنهم فتفرق عسكره وجنده عنه لهذا السبب وذهب وحده إلى أديره يقال لها أديرة البيض وظل مقيماً فى أحداها.

 هدم الكنائس وقتل رهبان الأرمن 

أما رضوان أبن ولشخى فدخل القاهرة بعد إنسحاب بهرام منها وخلع ( أعطى) الخليفة الحافظ الوزارة لرضوان فى سنة 531 هلالية ونهب كنائس القاهرة وكنائس دير الخندق ( الأنبا رويس حاليا) وكان للأرمن كنيسة هناك كما حرق المسلمين دير الأرمن المعروف بالزهرى وقتلوا بطريرك الأرمن وحدثت مذبحة لرهبان ألرمن الآمنين لأنهم قتلوا كل الرهبان الموجودين فى الدير فى هذا الوقت ولم يكن لهم أى ذنب إلا أنهم من الأرمن , ونهبوا دير القصير وقتلوا مطران كان فيه .

 إضطهادات المسلمين لأقباط مصر 

وأمر الوزير الجديد رضوان أبن ولخشى أن : -

· لا يستخدموا النصارى فى الدواوين الحكومية الكبار ولا نظار (مديرين) ولا مشرفين على الدواوين طبقاُ للآيات القرآنية التى تذكر أنه لا ولاية لذمى على مسلم

·  وأن يشد اهل الكتاب الزنانير فى أوساطهم ولا يركبوا الخيل

· ضاعف الجزية على النصارى واليهود وصنفها وجعلها ثلاث درجات فعلى الأغنياء 4 دنانير و سدس دينار وأمر بجمع وأقل منهم 2 دينار وقيراطين أما بقية العامة من النصارى فامر بجمع 1 دينار وثلث وربع وعليه ورقا درهم

وقام بتعيين القاضى المهذب أبن ابى البقا على ديوان الجوالى ( المحصولات العينية التى يقدمها أهل الذمة) وهو من شهود مصر وكان سبب تعينه أن الخليفة إستخدمه لأن أبو زكرى أبن يحي أبن بولس الكاتب النصرانى فى ديوان التحقيق أعطاها له وأخلى له مكان فى قصره فى قاعة باب الذهب وأستخدم 12 نصرانيا من كبار النصارى فى أيام وزارة بهرام

وأستخدم الوزير رضوان أبن ولحشى مع القاضى ابن ابى البقا كاتبان من المسلمين هما القاضى الخطير أبن البواب والآخر القاضى المرتضى ابن الطرابلسى إلا انه غضب على احدهما وأبعده إلى أسيوط لأنه بلده وموطن جدوده وأسلافه وبقيا كاتبين لممارسة جمع الجزية ويقول ابن المقفع تاريخ البطاركة لساويرس أبن المقفع ج3 ص 24 إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها الطباعه النعام للتوريدات سنة  1999  "أنه أستمر يجمع الجوالى من أهل الذمة حتى أنتهيت من كتابة سيرة البابا غبريال"

وحدث إنهيار فى إقتصاد مصر وأنتشرت عمليات  السرقة والنهب والسلب وعدم ألامانة فى الإدارة مما أدى إلى غلاء شديد عم أرض مصرإلى أن إفتقر أكثر الناس وجاعوا وذلك فى سنة 534 هلالية لأن فيضان النيل لم يصل ماؤه ووصل إرتفاعه إلى 14 ذراعاً فأصاب البلاد ضرر شديد بسبب تشريق الأرض وعدم وصول ماء النيل إلى الأرض أما الوزير رضوان أبن ولحش فأخرج الأرز الأحمر والفول المسود والحبوب المسوسة والقمح القديم الذى  ظل مخزناً فى الشون والمخازن والمطامير التابعة للخليفة من أيام أمير الجيوش وباعه بأثمان عالية لعدم وجود الغذاء بالأسواق وأطلق المصريين على القمح المخزون لمدة طويلة أسم القمح الدنوكى ووصل سعر الخبز (رطل مصرى) فى تلك الأيام درهم ثم رحم الرب مصر ورخصت الأسعار       

المسلمون يحولون كنيسة بصهرجت إلى جامع ويدوسون القربان المقدس 

الأنبا ميخائيل أسقف صهرجت قام بتجديد كنيسة فى منية زفتى وكرزها على أسم القديس مار جرجس  إجتمع الأنبا ميخائيل مع الشعب فى كنيستها يرفعون الصلاة للرب شكراً لأنهم أنتهوا من ترميم الكنيسة , فهجم المسلمون عليها لقتل الأقباط المسيحيين بها فهرب جميع القبط بمجرد سماعهم صياح جهاد المسلمين فلم يبقى سوى الأسقف فأخذوا القرابين من على المذبح وداسوه بأقدامهم ونهبوا المذبح وأوانيه والكسوة ونهبوا دار الأسقف وكل محتوياته وطردوا الأسقف من الكنيسة وحولوها جامعاً فذهب الأنبا ميخائيل إلى وزير مصر رضوان ابن ولشخى وقدم شكوى وأوضح له أن هذه الكنيسة قديمة وقدم له سجلات ملكيتها وقدم له رسومات بتجديدها فوقع عليها وإعادتها إلى ما كانت عليه فعمرها وبناها وعندما تم بناؤها وكملت كرزها بعد قابل شدائد كثيرة وقدم غرامات مالية كبيرة  ودمرت كنيسة أطفيح كذلك

استيلاء مسلم على أراضى الكنيسة المعلقة

وحدث أن رجلاً شريراً مسلماً أستولى على أرض تابعة للكنيسة المعلقة من جانبها الشرقى وبناها مسجداً وكان يؤذن على منارتها وكان يشتاق ليأذى الأقباط ويضايقهم ولكن الرب كان يقف فى وجهه , ولما ضاق الأقباط من مضايقاته ذهب البطريرك إلى الكنيسة المعلقة وأرسل يستدعى الكهنة وطلب منهم أن يشتكوا ويطالبوا بحقوق الكنيسة من الخليفة , ويخبروه بأفعال المسلم الشرير فأطاعة الجميع ما عدا واحداً وكان معلم فى الكنيسة فقال : " أنا لى عائلة ومسئول عنها " فقال البطريرك : " الرب لا يجرى فى يديك خير" فوقف المعلم وأفترى على البطريرك وقال : " لعنك الله ولعن الشعب الذى أنت تقوده , فعلى يديك جرت هذه المصائب والشدائد التى نحن فيها " فدفعه الشعب وأخرجه من الكنيسة ..

أما البطريرك فبكى كثيراً وأمر ألا يؤذيه أحد إلا أن بعض الأراخنة ( كان من الأغنياء ورئيس ديوان أراد أن ينتقم من المعلم ) تضايقوا منه وذهبوا ختموا على داره ( أى أغلقوها ) بأمر من الوالى وعندما سأل الوالى البطريرك قال : " ما لى عنه حق , إن كلامه كان مع الكهنة " وبعد ذلك سألوا البابا نه فكتب أعفاء المعلم من أى خطأ قاله وحضر المعلم إلى المعلقة وباركوا وحضر صلاة القداس قدامه.

أسرى الفرنجة

كتب أبو المكارم فى مخطوطه تاريخ ابو المكارم - مخطوط تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن 12 بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها - النعام للطباعة والتوريدات - رقم الإيداع 14986/ 99 ص 12 عن حارة العطوفية وعرفت ايضاً بعطوف الأستاذ الخادم لصناعة السلاح والطواحين المعلقة الخاصة بطحن الدقيق وغيره ومخازن للخشب وأدوات البياض وغيرة من المهمات .

وكان يسكن فيها مجموعة من الفرنجة الأسرى ولأنهم صناع مهرة ابقوا على حياتهم بسبب هذا الأمر وعندهم صناعات لا توجد فى مصر وكان لهم كنيستين أحدهما كبيرة على أسم السيدة العذراء مريم والكنيسة الثانية فى مستوى علو البيوت وعلى أسم القديس جورجيوس وعند صلواتهم وقداساتهم يجتمع إليهم جماعة كبيرة من جنس النصارى والفرنج الذين عندهم صناعة فى مصر (صناعة مصر أى بخارين المراكب) , ويوقدون كثير من الشموع فى كل عيد أو مناسبة , هدمت هاتين الكنيستين ,

وكان هناك شخصاً أسمه أبو الكرم التنيسى وقد وضع فى قلبه الشيطان أذية الناس وكان يتولى العمل فى الديوان فى الخلافة الحافظية وضع فى قلبة أذية هؤلاء الفرنجة المأسورين , وكان هؤلاء المساكين يسترزقون من بيع غزل القطن , ومنهم من يعمل فى الأخفاف الأدم ( جمع خف وهو الحذاء فى العصر الحالى) ويربون الدجاج لينتفعوا بما يجمعوه من بيضهم ويأكلون لحومها ,

 فذهب إليهم أبو الكرم التنيسى وأحضر كبيرهم وقال : " أن مولانا يريد ان يعيدكم إلى بلادكم فإشتروا انفسكم منه وأجمعوا المال وإلا فإسلموا "  .. فرفضوا وقالوا : تسفك دماؤنا بالسيف ولا نجحد دين المسيح " .. فطلب منهم أن يشترى كل واحد منهم دينه ونفسه من القتل " فشكوا له  احوالهم وما آلت أحوالهم من فقر وعوز وحاجة وقصر اليد فلم يرحمهم ولم يرق قلبه لهم ولم يتركهم حتى أحضروا إليه كل منهم ما كان عنده وقدر عليه , فجمع منهم مالاً كثيراً وأعطاه إلى الخليفة الحافظ , فأخذه على سبيل إطلاقهم من اسرهم ولكنه نصب واحتال عليهم ولم يطلق أحداً منهم وظلوا فى الأسر .. إلى أن تمكن نوبه شاور السعدى أمرى ملك الفرنجة هاجم القاهرة بعساكرة ففك اسرهم وأعادهم إلى بلادهم وتمت فيهم النبوة : مبارك الرب الذى رد سبى شعبه وانقذهم من يد العدو ولم يجعلهم فى الضلالة إلى الأبد

المسلمون ينقلبون على رضوان أبن ولخشى   -

 أستمر رضوان أبن ولخشى وزير مصر فى الحكم إلى أن ثار عليه أمراء الجند وأمراء الدولة المسلمون وسمع رضوان بثورتهم عليه فخرج هارباً بسرعه من دار الوزارة بالقاهرة ولم يستطع أخذ ماله ولم يلبس إلا خفاً واحداً ولم يمهله أتباعه بلبس الخف الآخر خوفا عليه من ان يقتله الثوار ورحل وذهب إلى العرب الدرماويين فمضوا به إلى الشام فجمع رجالاً من الغز وسانده العرب الدرماويين وجاء بجيشة ونزل فوق جبل المقطم عند مكان رصد النجوم , وعلم الثوار بوجود جيشة , فهاجمهم الجيش المصرى فهزمهم ثم أعادوا الكرة مرة أخرى وهجموا عليه ولما أنتصر عليه ثوار مصر وغلبوه ولما رأى أنه مغلوب عاد إلى بلاد الشام مرة ثانية .

إكرام بهرام الأرمنى

فأرسل الخليفة الحافظ مكتوب ( رسالة) إلي بهرام مع من يثق به من اصحابه وأمنه على حياته فيها وطيب قلبه وأرسل معه بعض المال ويسأله بالحضور هو ومن معه من تابعيه وأصحابه فعاد بصحبة صاحبه الذى أرسله الخليفة إليه فأعطاه الخليفة الحافظ مكاناً عنده فى القصر وأخلى له قاعة كبيرة وحجراتها ومرافقها وسكن فيها هو وجميع بنيه وأولاد أولاده وسكن فيها حراً طليقاً مكرماً .

وأرسل الخليفة الحافظ إلى بهرام الأرمنى الذى كان وزيراً قبل رضوان فى الأديرة البيض وطلب منه العودة إلى القاهرة ولما حضر أسكنه فى قصره وطلب منه العودة لرئاسة وزارة مصر مرة أخرى فقال له : "أنا الآن راهب ولست جندياً" وظل يعيش فى القصر حتى توفى .

وفى شهر ربيع الأول فى سنة 530 هللالية توفى تاج الدولة بهرام الأرمنى فأمر الخليفة بخروجه من القصروأخرجوا نعشه من باب الساياط  بالقراءة والتحليل ويدفن بديره بالزهرى .. فحضر للصلاة البطريرك القبطى وأسقف الملكية ومشى خلف نعشه الأمراء والجند وقرأوا صلاة التجنيز كما يليق بأمير أما اصحابه فقد أجزلوا العطاء إلى الكهنة وخدام الكنيسة بمال كثير فرقوه عليهم .

وبعد هذا توجه البابا غبريال إلى دير أبى مقار وفى يوم الخميس رفع الميرون ( طبخ زيت الميرون المقدس) ثم عاد إلى قلايتة .

حكمة البابا الأنبا غبريال وقداسته 

وحدث أنه كان فى بلدة أطفيح أسقف للأرمن وأختاره الشعب الأرمنى لكى يصبح بطريركاً لهم وعند قسمته طلب حضور الأنبا غبريال لكى يضع يده عليه فلم يذهب إليه وقت كرازته بطريركاً حتى أقام قداساً فى كنيسته ,  وفطر (أكل) الأنبا غبريال حتى لا يجبره أحد بوضع يده عليه لأن هذا غير موافق لقوانين الكنيسة القبطية أن يضع البابا يده ويكرز بطرك غير مؤمن بالإيمان الأورثوذكسى السليم

وكان هذا البابا من البابوات القلائل الذين منعوا الشرطونية وتبع قول الأنجيل المقدس : " مجانا أخذتم مجاناً أعطوا " فنعمة الرب وعطيتة ورياسة الكهنوت لا تباع بمال وكان متشددا فى تنفيذ هذا القول الإلهى وكتب منشوراً بذلك ومنع من يأخذه ومن يدفعه , وقد رشم (أقسم) 53 أسقفاً

وحضر إليه يوماً قس أسمه بقيرة وطلب منه ان يقسمه أسقف على بلاد أخميم وأعطاه مالاً حسب العادة التى كانت جارية قبل عصر الأنبا غبريال فلم يرضى برسامته ليس لأنه رجل فاسد او لانه لا يصلح ولكنه لأنه قدم مالاً للحصول على هذه الرتبة المقدسة فلما لم يأخذ البابا ماله وعرف انه لن يرسمه ذهب إلى ولى العهد ( أبن الخليفة الحافظ) وأعطاه مالاً وهدايا ثمينة وسأله أن يترجى البابا حتى يرسمه أسقفاً فأرسل ولى العهد رساله إلى البابا وأثقل عليه برسامة بقيرة القس أسقفاً فلم يقبل وأعتذر له ورد برسالة أخرى وأرسلها إلى الخليفة الحافظ نفسه يشرح فيها لماذا لا يقدر على تنفيذ طلبه وقال ان هذا القس طلب رسامته أسقفاً بإعطائة رشوة وأن ذلك لا يجوز طبقاً للأقوال الإلهية فى الإنجيل , فلما قرأ الخليفة الحافظ رسالة البابا شكره على تمسكه بعقيدته وتنفيذه لما جاء فى الإنجيل , وعظمت منزلته عند الخليفة الحافظ وكتب له تعهداً بألا يعترض أو يتدخل فى طريقة إدارته للكنيسه , وعدم إلزامه بما لا يجوز طبقاً للشريعه والقوانين المسيحية , ولما بلغ البابا أن هذا القس عنده مال كثير لا يحصى وخاف أيضاً أن يفسده المال ويدفعه تشدده معه فى عدم رسامته أسقف أن يعتنق الديانه الإسلامية فقام البابا برسامة القس بقيرة أسقفاً ولكن ليس على أسقفية أخميم المكان الذى طلبه من قبل , وكانت هذه حكمه لم أقرأها فى سيرة أحد من الباباوات الذين من قبله , فما كان من بقيره أن حمل إلى البابا المال كله فلم يراه البابا بعينه وقال له: قدم تقدمتك وأعطيها إلى الوكيل المتصرف فى إيرادات الكنيسة وصرفها وقال أصرفها على تكملة بناء الجوسق (القصر) فى دير السمع وغيره

هل أخطأ الأنبا غبريال الثانى ؟

وحدث أن رجلاً من أولاد الكتاب ( متعلم الكتابى والقراءة يستخدم فى الحكومة) وكان مشهوراً يقدم للكنائس هبات وكان رئيساً أحدى المصالح الحكومية وأسمه أبو اليمن أبن العميدى فترك خدمة الخلافة والعمل فى إداراتها ولزم كنيسة القديس أبو جرج بدير الطين والخدمة بها وكان لها بساتين وحدائق وكان يخدمها ويسرج القناديل لأن أبيه أوصاة بذلك قبل أن يموت, وكان يحضر لها القسوس للخدمة والصلاة فيها وبعد ذلك إلتهبت فيها نفسه فصار قساً ولم يكن يعرف اللغة القبطية فإجتهد لتعلم القداس فحفظة بالتلقين ولكن لم يكن يعرف قرائته وحدث أنه أحضر أحد المسلمين ليعجن العجين للقربان فذهب بعض الناس إلى البابا وقالوا كلاماً شريراً عنه لكى يخرجوه من الكنيسة فلما ذكروا هذا الكلام لم يحقق البابا فى شكاويهم وأمر بطرده من الكنيسة , وأحضر البابا قساً آخر وسلمه هذه الكنيسة , ولما كان أبو اليمن وعائلته هم الذين بنوا هذه الكنيسة وأوقفوا عليها الأراضى عز عليه ما فعله البطريرك فأتى فى جهة من ارض الكنيسة وبنى عليها قبه وكتب عليها أسم نبى المسلمين , وذهب بشكوى للوزير أن هذه الكنيسة لى ولأبى فلم يقبل أحد دعوته , فصعب ذلك فى نفس ابو اليمن أبن العميدى فترك المسيحية واعتنق الدين الإسلامى , وأنتهى الأمر به أنه أخذ هو المسلمين أملاك الكنيسة وبنوا مسجد كبير فى ارضها وكان يطلع ويؤذن عليها وقت القرابين والصلاة ويضايق المصليين , ثم اخذ أوانى الكنيسة الفضية وباعها , فقبضوا عليه وفوضوا أمر عقوبته إلى البطريرك فقال البابا : اوانى الكنيسة عندى فأعفوا عنه ولما وجد هذه المحبة من البطريرك عاد مسيحياً , ولكن لما مات الوزير الذى لم يسمع له واراد أن يجدد إسلامه وزاد من فعل الشر واخذ أمرأة كما أفترى على أحد الفقهاء فضربه ضرباً شديداً وذهب الفقيه إلى الوزير وأخرجوه من جوار الكنيسة وإستراح منه الشعب ولما عرف البابا ما حدث كان وقيعة الناس شعر بالندم الشديد لقسوته ولم يتشدد بعد هذا على أحد خوفا من ان يخرج أحد من المسيحية

تقول أيريس حبيب المصرى ( قصة الكنيسة القبطية - أيريس حبيب المصرى - الكتاب الثالث ص 134 ): على أن الأنبا غبريال أختط طريقاً أدى فى النهاية إلى القضاء على اللغة القبطية , فقد وجد هذا البابا أن غالبية الشعب فى عصره لم تعد تفهم اللغة القبطية فأصدر أمره بقراءة الأناجيل والخطب الكنسية وغيرها من القراءات باللغة العربية بعد قراءتها بالقبطية حتى يتسنى لجمهور المصلين فهم ما يسمعونه , وهذا المر سليم من حيث التعليم الروحى لأن المصلين يجب أن يفهموا الشعائر فهماً صحيحاً لكى يستطيعوا تركيز أنتباههم على ما يسمعون وإلا تشتت أفكارهم ونقصت قيمة الصلوات .. دون إدراكهم إياها . على أن الأستعاضة بالعربية عن القبطية فى الشعائر نفسها ضاعفت من إستهانة القبط بلغتهم الصلية إذ لم تعد لها ايه ضرورة إطلاقاً , وقد أدرك خلفاؤه خطورة هذا المر ولكنهم عملوا به ( تاريخ التربية القبطية - سليمان نسيم - ص 97 - وراجع ايضاً مرشد المتحف القبطى لوديع شنودة ص 74 - 75 )

وأجرى الرب على يدى الأنبا غبريال عجائب كثيرة

الرب ينزل صاعقة تهدم منارة جامع عمرو بن العاص

حدث أن رجلاً مسلماً أسمه مهدت من أهل تنيس ذهب إلى الخليفة وقال له : " أن النصارى أغنياء ضيقوا عليهم " فكان المسلمين يضايقون الأقباط وقت الصلاة فى القداسات بألقاء الحجارة عليهم وعلى الكنائس فى طول البلاد وعرضها

وكان الأقباط قد جددوا ( رمموا ) فى كنيسة ابو قير فتناقل المسلمين الخبر بأن المسيحيين رمموا كنيسة ابى قير وعرف الخليفة فندب القاضى بن عثمان الذى قام بالكشف عن الحقيقة عما تجدد فهدموا المبانى الجديدة وقاموا بتغريمهم غرامات مالية ثقيلة .

وحدث نفس الأمر فى الكنيسة المعلقة وكانت أمرأة قد بنت هيكل فى الكنيسة المعلقة .

وحدث ايضاً أن راهبة أنفقت 500 دينار لتبنى كنيسة فى دير الراهبات ولم يبقى إلا تكريسها فوشى الوشاة إلى الخليفة

فأمر الخليفة بهدمهما وقام المسلمين بهدم الكنيستين فى يوم واحد وحملوا أخشابهما وأحجارهما ورخامهما الثمين إلى جامع عمرو بن العاص 

ويقول الأنبا يوساب اسقف فوة فى تاريخ الآباء البطاركة : " وفى سنة 858 للشهداء نزلت صواعق من السماء لم يرى لها مثيل فى ساعتين من الليل ونزلت صاعقة على منارة جامع عمرو بن العاص فهدمتها وغاصت إلى الأرض , ودارت مناقشات حادة بين المسلمين وبعضهم البعض ويقولوا : " كيف نزلت هذه الصاعقة على جامع عمرو بن العاص دون غيرة من الأماكن فى مصر .. " أما المسيحيين الأقباط فلم يجسروا أن يتحدثوا بعظائم الرب .

أما الرجل المسلم اصل هذا البلاء فقد جازاه الرب عما فعله , عندما أشتكى قاضى القضاة فقبضوا عليه وسلموه لقاضى القضاة فضربه ضرباً مبرحاً وأعتقله ومات فى السجن .

 أثيوبيا والعلاقة السياسية والدينية 

وحدث أن طلب ملك أثيوبيا طلب رسامة راهب أسمه حبيب ورسم بأسم الأنبا ميخائيل مطران على الحبشة وطلب الملك من البابا القبطى رسامة مزيد من الأساقفة عن العدد المفروض ان يرسم هناك طبقا للعادة المتبعة والعدد المقرر رسمه منذ القديم فى أثيوبيا فأرسل كتابين (رسالتين) واحده للبابا بالمعنى السابق وأخرى للخليفة وعندما وصلت الرسالة للخليفة فامر الخليفة البابا بتنفيذ طلب ملك أثيوبيا فأعتذر عن تنفيذ أمر الخليفة وقال للخليفة : " يا مولاى إذا حدث ورسمت وزودت عدد الأساقفة فى أثيوبيا تجاسروا على قسمة بطريرك فتطغى نفوسهم ويخرجوا عن طاعة بطاركة مصر وينفصلوا عنهم وبهذا يقدروا على رسامة بطريرك من أنفسهم ولا يحتاجوا لرسامته من بابا مصر القبطى وطاعتهم , وعدم طاعتهم يجعلهم يخرجون للحرب والعداء فأنهم شعب قوى محارب فيعتدون على الدول المجاورة لمن جاورهم من المسلمين كما كانوا يفعلون منذ قديم الزمان فى ايام موسى وفراعنة مصر فتكثر الحروب وتسيل الدماء فقد كان الأثيوبيين يعتدون هذه الأمم من البر والبحر وجميع أخبارهم وتاريخهم مدون فى تواريخ الأمم القديمة , ةكتب البابا كتابا (رسالة) وأرسلها إلى ملك أثيوبيا يردعه ويأمره ألا يفكر فى هذا الأمر مرة أخرى , وعندما رجع حامل الرسالة من أثيوبيا قال أن : ناراً نزلت من السماء على قصر الملك فأحرقت جزء منه ثم أصاب بلاد أثيوبيا غلاء عظيم فى تلك السنه وصاحب الغلاء وباء ومجاعة وأنقطع المطر وقاسى الناس طويلاً من شده الوباء والمجاعة وعندما تقبل الملك كلام البابا القبطى بصدر رحب وأرسل رساله إلى البابا أن يسامحه ويحلله عما فكر فيه ويطلب بركته لأهل بيته ولبلاده بمجرد إستلام البابا خطاب الملك رد البابا بخطاب بالبركه فرفع الرب المعاناه عن شعب أثيوبيا فى الحال عندما أستلم ملك أثيوبيا خطاب البابا القبطى فنزل المطر وزرغوا بلادهم ورخصت الأسعار وزال الوباء

الجزية

فى سنة 585 للشهداء أرسل الوزير إلى البابا البطريرك الأنبا غبريال وإلى بطريرك الروم ان يحضروا إلى بيت المال بسبب أنه قد امر بجمع جزية مقدارها أربعة دنانير وسدس على كل اسم .. ولم يقدر على ذلك إلا الأغتياء فإتفقوا أن يجعلوها طبقات طبقاً لقدرة فئات المجتمع .. الطبقة الأولى أربعة دنانير وسدس , الطبقة الثانية دينارين , والطبقة الثالثة التى كانت تجمع فعلاً من الجميع غنى وفقير قبل هذا التقسيم ومقدارها دينار وثلث وربع .. وقال البطريرك للوزير : " أنت تعرف أحوال شعبك فتقسط الجزية على أحوالهم من حيث فقرهم وغناهم حيث لا يحدث ضرر على أحد " ومن الظاهر أنه طالبه بجمع الجزية من الأقباط فقال له : أنى رجل لا اعمل وقد أنقطعت للرب تعالى ولبست الصوف , وهم لا يسمعوا منى " فأراد أن يصنع له جريدة بالجزية وخرج من عنده على هذا الوضع .. أما البابا فقد أخذ الجريده ثم أعادها إليه , وكان بعض الناس الأقباط يناقشون البطريرك بغضب شديد لأنه كتب اسماؤهم لدفع الجزية فلم يوزنوها ويعطونها لأنهم يحسبوا من الجند , والجند لا يدفعون الجزية , فوقفوا عند مرور الوزير بشكوى فقال لهم الوزير : " هذا حق من حقوق الله " ومن الأمور التى تعاهد العرب المسلمين مع المقوقس وكذلك فى المعاهدة العمرية أن الرهبان والقساوسة وغيرهم من الرتب الكهنوتية معافون من الجزية ولكن الوزير أمر بأخذ من جميع رتب الكهنة جزية , وحنن الرب قلب الوزير وأعفاه من جمع الجزية وأمر المستخدمين بجمعها .

القس الصائم هو راهب قديس

وذكر بعض الأقباط للبابا غبريال أنهم يعرفون كاهناً ( قساً ) عفيف طاهر يصلح أن يكون أسقفاً إلا أن عنده عيباً أنه كلما أبتدأ فى الصلاة ويقدس على المذبح تأخذه رعدة وخوف فيسقط فيكمل الصلاة كاهن آخر , وأن الكاهن الآخر تضايق فقال : " أنه يعمل هذا عن قصد " فأوقفه البابا البطريرك عن الصلاة ولكنه احتفظ بزيه الكهنوتى تحت رعاية الكاهن الاخر الذى تضايق منه , فأكتشف الكاهن أن هذه الرعدة وسقوطه كان من شدة النسك والصوم وإذلال الجسد لأنه كان يصوم من الجمعة للجمعة , ثم أختير القس الصائم أسقفاً على تل بسطة محافظة ( مديرية الشرقية )

وحدث ان تنيح يؤنس أبن شنهوت أسقف مصر فرضى الأراخنة أن يراعيهم الأب البطريرك لأنه من أولاد مصر ويعرفهم وقد رباهم

الرسالة الأخوية بين أنطاكية والأسكندرية

لم يكتب الأنبا غبريال الثانى الرسالة الأخوية التى تعود البطاركة أن يرسلوها فى حالة جلوسهم على الكرسى البطريركى , كما لم يكتب البطريركين الذين قبله هذه الرسالة لأن الطرق كانت مقطوعة لوجود الفرنجة , وكل ما فعل انه كان يكتب أسم بطريرك أنطاكية على المذبح , كما أن كاتب البطريرك لم يعرف أن يكتب باللغة العربية ولكن بالقبطية , أما البطريرك فكان يجيد الكتابة بالعربية وخطة جميل لأنه كان يعمل كاتباً فى الديوان .

 راهب واشى

  وكان هناك راهب من دير يحنس كاما ( أبو كاما) أسمه حلوش من أولاد بنات بسطية الذى كان يتولى إستخراج دهن البلسان بالمطرية ( كان يضاف إلى زيت الميرون) وشى بالرهبان عند الخليفة الحافظ قائلاً : أن الرهبان عندهم علوم ومعارف يعرفوا ما يجرى للملوك وكيف تغلب الدول , كما أنه يجمعون بها الدنانير وغيرها من مقتنيات الذهب والفضة والمصاغ , وبالغنى يخالفون مذهبهم وكلام أنجيلهم ووصيه المسيح لهم أن المال أصل كل الشرور , وعندهم أيضاً كره بلور صافية لا يوجد مثلها عند أحد من ملوك الدنيا " فأرسل الخليفة الحراس والجند مع الراهب وذهبوا إلى وادى هبيب ( وادى النطرون) وسلطهم على الرهبان فأهانوهم وحرقوا أجزاء من جسمهم حتى يسلموا ما قال عنه الراهب الواشى ودمروا مصانعهم وصاروا فى شدة وكرب ودخل حلوش بالجند إلى دير أبى مقار حرق هيكل بنيامين ودخلوا الأسكنا ومساكن الرهبان والقصر الموجود هناك وقال بعض الناس أنه ضرب الهيكل برجله تكبراً وإستهزاءاً , وأخذ الجند وحلوش شيوخ الرهبان ودخلوا بهم القاهرة , ولما ظهر أن حلوش كاذباً وأن قصصه محض أفتراء وأخيراً خلص إلهنا شيوخ الرهبان وأحسن الخليفة أستقبالهم , أما حلوش فقد حدث أنه لما رجع إلى القاهرة ضربه الرب فى رجله وتقرحت وكان الدود يأكل لحمه وأنتنت رجله وصارت رائحتها عفنة ويتألم ليلاً ونهاراً وأعترف إعترافاً جهرياً وكان يقول : " هذه مكافأة الرجل الذى تعدى المقدسات ودخلتها بغير وقار " وظل يردد هذه الكلمات حتى مات .  

 

مرض البابا ليس للموت

                            

 فى شهر بشنس نزل من السماء كرات من برد (ثلج) وصقيع أدى إلى هلاك كثير من المواشى والقمح وباقى المزروعات وحدث غلاء شديد وجوع وبلغ سعر أردب القمح 42 درهم وجاء فيضان النيل ناقصاً وتفشى مرض غريب كان الأنسان يمرض لمدة اسبوع ثم يموت وأمتلأت الطرقات بالموتى ولا يوجد من يدفنهم أما الأقباط فقد كانوا فى ضيق عظيم فهرب الكثير إلى الأديرة ليترهبنوا والبعض أسلم حتى يجد القوت والطعام وفى الأحد الثالث من صيام قبل عيد القيامة كان البابا غبريال يكثر من الصوم والصلاة حتى يقصر الرب الضيقة على شعبه وبعد أن اوصى بما يحتاجه مرض البابا غبريال 70 مرضاً شديداً أشرف به إلى الموت وبكى شعب الكنيسة وطلبوا أن يهبه الرب أيام أخرى ,  وأختلف المؤرخون عن منام حلمه الأنبا غبريال فقال الأنبا يوساب أسقف فوة : أنه رأى فى المنام السيدة العذراء مريم تقول له : الرب قد وهبك لى أيام اخرى وقام البابا من مرضه كأن لم يمرض قط وفرح الشعب به كثيراً" وقال الأنبا ساويرس الشهير بابن المقفع ويقول ابن المقفع تاريخ البطاركة لساويرس أبن المقفع ج3 ص 25 إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها الطباعه النعام للتوريدات سنة  1999 فرأى فى نومه حلماً : أن جماعة من الكهنة والرهبان ومعهم أناجيل وصلبان ومجامر يصلون ويبخرون وقالوا له : " جئنا نزورك اليوم وسوف تبرأ من مرضك هذا ولكننا سنعود إليك العام المقبل فى مثل هذا الوقت ونأخذك معنا " وحدث أنه شفى من مرضه فى الحال

راهب ساحر وصنعة جابر

 

وترهبن أخ فى دير يوكاما أسمه خيرون , وبدأ هذا الراهب فى أعمال السحر والشعوذة وترك ديره ورفض أن يتبع سيرة الرهبانية العطرة فى الصوم والصلاة , أرسل هذا الراهب الماكر إلى الخليفة الحافظ رقعة ( خطاب) وقال أن الرهبان تتنبأ بسيرته الحسنة ومن يأتى بعده وان الرهبان عرفوا ذلك من كتب عندهم فيها كيمياء وتحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب فأنتدب جنديين ذهبوا إلى دير أبو مقار دخلوا الكنيسة فقبضوا على الرهبان وسجنوهم هناك وأخذوا منهم مفاتيح قلاليهم  ووجدوا كتبة ينسخون الكتب فيها الحساب الأبقطى وتركيبة الأصباغ (ألوان للأقمشة) فقال الراهب الساحر : " هذه كتب الكيمياء " وكان الرهبان معظمهم كتبة ومنهم مرقس الناسخ من أشهر النساخ المعروفين فى عصره , وذهب إلى دير الأنبا يحنس ونهب الأوانى المقدسة وكذلك دير ابو شيبة , وقبض على رئيس دير ( بدرجة قمص ) أبو مقار وابو يحنس ولما مثلوا أمام الوزير أعتقل مرقس الناسخ قمص دير ابو يحنس وأطلق قمص دير ابو مقار .

وحدث أن وقف الرهبان طويلاً أمام باب الخليفة وعرفوه بالقضية وقصة هذا الراهب والكتب فأنكر معرفته بهذا الأمر وامر بالأفراج عن من قبضوا عليهم وأطلاق رسومهم حسب ما كان متفق عليه وخرج بذلك أمر كتابى ووقع المر وختمه بعلامته .

الراهب المارق

وحدث أن اتفق راهب صغير السن مع بعض جند المسلمين أن يعطيهم دنانير وينهبوا الأديرة وسهل لهم الطريق فسرقوا أشياء كثيرة فتقدم الرهبان بالشكوى لأصحاب السلطان فهرب الجند أما الراهب فحكم عليه قاضى القضاة وقدمه للخليفة فطالبة بكل الأموال التى سرقت فلم يقدر على ردها فاودعة دار الراحة .

الأثيوبيين يرسمون اساقفة ويحاولوا الإستقلال عن الكنيسة القبطية

تسائل الأثيوبيين وقالوا .. لماذا نتكلف هذا العناء ونذهب إلى البطريرك بمصر ليرسم لنا مطران ونحن لا يكفينا واحداً ؟ ولماذا لا نرسم مطراناً أثيوبياً ؟ وكان المطران القبطى مريضاً وقال لهم : "لا تفعلوا هذا " ولكنهم لم يسمعوا لقوله ورسموا أثنا عشر اسقفاً ورسموا مطراناً لهم , فأرسل المطران القبطى رسالة إلى البابا ألنبا غبريال الـ 70 ليطلعه على ما حدث فكتب البابا القبطى رسالة إلى ملك اثيوبيا يعاتبه على ما فعله فى مملكته وحرم الذى فكر فى هذه البدعة ومن ساعد عليها ومن صار أيضاً مطراناً بدون رسامة ووضع اليد من الذى تسلم الكهنوت حسب التقليد الكنسى .

فقلق الملك وارسل وأحضر المطران والأساقفة وقرأ عليهم حروم البطريرك فقالوا : " الأمر لك " فقال : " تكتبوا بخط ايديكم رجوعكم عن رأيكم " فقالوا : " نعم " ولكنهم لم يوافقوا على هذا من كل قلوبهم فخرجوا ولم يفعلوا ما قاله الملك وبعد ايام مات الملك ومات المطران الجديد الأثيوبى فعرفوا أنهم أخطاوا وأرسلوا إلى البابا يستعطفوه فرضى عليهم وكتب رسالة إليهم يباركهم فيها وعاد الحال كما هو عليه

نياحة البابا غبريال البطريرك الـ 70

وفى اليوم 25 من شهر هاتور عيد الهشهيد مرقورة أبى سيفين أجتمع الشعب والبطريرك لصلاة القداس فأحس البابا بتوعك وبعد إنتهاء القداس لحقة حمى شديدة وظل البابا صائما ولم يفطر فتزايد المرض عليه فأعلموا الأطباء وكان أشهرهم طبيب أسمه إبن شيريه , فقال : " هذه الرقة قد تفرجت وتعيد إلى عافيتها" أى أن الحمى قد وصلت إلى ذروتها وسوف يستعيد عافيته  ولكن زاد المرض عليه حتى التاسع من شهر برمودة وأحس بالموت فأرسل إلى الكهنة فى جميع الكنائس يسلم عليهم وسلم إليهم أوانى الكنائس من ذهب وقماشها , وكتب للأنبا بطرس كاتب البطريركية أسقف سرسنا يسألة هل عليه شيئاً لأحد اقترضه ؟ وفى ليلة الجمعة جلس بنفسه وشعر أن اطرافة قد بردت فطلب من تلميذه أن يسقيه كوب من الماء ثم نام على ظهرة وقال : " أخرجى أيتها النفس المباركة إلى ربك " ورى تلميذه ليضع وسادة تحت رأسه فلم يلحق لأنه كان قد تنيح .. فبكى عليه كل الحاضرين , وسمع كل الحاضرين فى تلك الليلة فى الهيكل بقداس وتراتيل فلما كان صباح اليوم التالى كتبوا غلى القاضى الذى كان يطلق عليه فى ذلك العصر وزير العلم فذهب وأخبر الأمام الحافظ فأخرج امراً ان يحتفظوا على مقتنياته وختموا عليها وعلى قلايتة ثم انزلوا جثمانه غلى الكنيسة وحضر جميع الشعب يبكون راعيهم وأستمروا فى صلاة الجناز يوم بليلة وأدخلوه هيكل مرقورة وطافوا بجثمانه حوله سبع مرات ودفن جثمانه فى جانب الكنيسة وكانت مدة بطريركته أربعة عشر سنة وكرس ثلاثة وخمسين اسقفاً فى حياته

مطاونة من البابا للرهبان

وقد استجد البطريرك تقليداً فى دير أبى مقار أنه أخذ الغشاء الادم الذى على جسد ابى مقار وضرب مطاونة للرهبان وبدأت هذه العادة منذ ذلك الوقت يفعلها البطاركة  

This site was last updated 12/30/11