Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

حملة الفرنجة ( الصليبية ) الأولى

 The First Crusade

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل 

Home
Up
البابا كيرلس 2 الـ 67
حملة الفرنجة الأولى
البابا ميخائيل 4 الـ 68
البابا مقارة الـ 69
البابا غبريال 2 الـ 70
البابا ميخائيل الـ 71
البابا يوحنا الـ 72
رأس الحسين بالقاهرة
الشهيد بشنونة
البابا مرقس 3 الـ 73
حملة الفرنجة الثانية
حملة الفرنجة الثالثة
الفاطميون يحكمون مصر

Hit Counter

حملة الفرنجة ( الصليبية ) الأولى  The First Crusade

 

كيف أقنع البابا الشعوب المسيحية بإعلان الحرب الدينية المسيحية على الأتراك السلاجقة المسلمين لحماية زوار الأراضى المقدسة

فى  سنة 1074م هاجم الأتراك السلاجقة آسيا الصغرى وأستولوا عليها , وفى 1071م وكان آخر إنتصار لهم فى مانزيكرت Manzikert 

فى 1096 قرر البابا اوربان الثانى The Pope,  Urban II  أن يحل مشكلة عدم الأمان لزوار الأراضى فوضع خطة أدت إلى إلى وحدة الكنيسة اليونانية المقدسة Greek Church فأرسل فى طلب حضور الأمراء والكهنة والأساقفة والرهبان وملك فرنسا فى كليرمونت Clermont, France   وقال : " الطريق الوحيد الذى يستطيع به الأوربيين زيارة الأراضى المقدسة هو الإستيلاء عليها وتخليصها من بد الأتراك السلاجقة , وطلب من المجتمعين أن يتحدوا معاً لقتال الأتراك "  وأطلق البابا عليها الحرب المقدسة Holy ware a Crusade ومساعدة الأمبراطورية البيزنطية فى الحرب  Byzantine Empire ضد الأتراك السلاجقة  Seljuk Turks وأدت هذه الحرب فيما بعد إلى إنشاء الإمارات اللاتينية "Crusader states" فى الأراضى المقدسة وسوريا

ومن الوجهه الحقيقية كانت الدعوه للحرب السياسية هى أملاً  فى وحدة أورباً تحت راية البابا السياسية , وذلك بتجميع القوة العسكرية لأورباً تحت راية البابا أوربان

ولم يذكر أحد عبر التاريخ كلمات هذا المجمع الذى عقد لأجل الحرب فى أول مرة فى تاريخ المسيحية  وكانت الكلمة السائدة التى هيجت الجماهير المتعطشة لهذه الحرب هى هذه مشيئة إلهنا ( "Deus vult! Deus vult!" )

 ("God wills it"). وقدم البابا حماية لأمراء البلاد  حينما يكونون فى الحرب خارج بلادهم وضمان الذهاب إلى الملكوت وتشابه مع الأسلام مع أنه لم يكن عنده سند واحد أو آية واحده فى الأنجيل أو التوراة لهذا العمل العدوانى تماماً كما قال القرآن عن الجنود المسلمين الذين سوف يموتون عن إيمانهمassurances of heaven in the Qur'an for any Muslim warrior who died defending the faith

 .

 ووافق جميع الموجودين وعندما سمع الناس فى أوربا بخبر هذا الإجتماع الباباوى فى فرنسا حدثت هلوسه دينية فأندفع الناس فى تايدهم لهذه الحرب الدينية المسيحة ضد قتلة زوار الأراضى المقدسة ومنهم الفلاحين الفقراء والأغنياء الأمراء والتجار العمال والكتاب حتى الأطفال الكل أستهواهم رفع الظلم عن زوار الأراضى المقدسة والأنتقام من الأتراك المسلمين وقاموا للسير فى رحلة طويلة إلى الأراضى المقدسة ورآهم الناس فى أوربا واضعين علامة صليب أحمر على ملابسهم لهذا أطلق عليهم أسم الصليبين Crusaders

كانت طريقة البابا فى دفعهم للحرب هى : إذا كنت فعلتم جرائم , إذا كان مجتمعكم مريض ومثقل بالخطايا لأنكم بشر ضعاف , وإذا قد وقعتم فى خطيئة الزنا وكسرتم سر الزواج الكنسى , أو أسأتم إلى إخوتكم المسيحيين بإستيلائكم على ممتلكاتهم , وبعد أن غرقتم فى خطاياكم إلا أنه وجد لكم الآن ميناء للأمان , اليوم يجب أن تختار الطريق الصحيح لتغفر لكم كل خطاياكم التى أقترفتموها هذا الطريق هو الحرب ضد الأتراك , ومن يلبى نداء الحرب سيضع علامة الصليب على ملابس الحرب

وبهذا الكلمات أقنع مئات الألوف فى حرب دموية فالكل يريد أن يظهر إيمانه والجميع يريدون غفران خطيتهم ويتطهروا منها هذا بالأضافة أنهم سيزورون قبر السيد المسيح ولن يدفعوا شيئاً وإذا ماتوا سيموتوا على الأراضى التى سار عليها السيد المسيح ينقذون القبر المقدس من ايدى الأشرار الذين قتلوا زواره ولسان حالهم يقول : " على أى حال الخطايا هنا فى الموطن فلنتركها ونذهب إلى أرض جديده ببداية جديده وميلاد جديد , وإذا كانت هذه الحرب للرب إذا فإن متنا فسنموت على أسم الرب فسنذهب إلى السماء هذا " بالأضافة إلى المكاسب الحقيقية التى أجتنوها من إستيلائهم على ممتلكات واموال كل من هو يعيش على الأرض التى أحتلوها

  فلبى نداءه الألوف من المسيحيين جمعت فى جيوش سنة 489 هـ (1096 م) لحماية الطريق إلى القبر المقدس فى أورشليم وحرية العبادة فخرجت من أوربا جيوش بلا عدد بها كثير من الأمراء أوربا وفرسانها وقوادها العظام .

تعليق : لكل أنسان له وجهه نظره فى الحرب وهو يعتقد أن له الحق فى الحرب وبلا شك كانت وجهه نظر الفرنجه قوية بلا جدال فى هذا إلا أنه إستعمال علامة الصليب وإشعال حرب باسم الدين فى الوقت الذى لا يوجد فيه  نص واحد فى الكتاب المقدس يستند عليه بابا روما فى هذا الوقت ماذا نسمى هذا العمل ؟ .

 

 

بطرس الناسك أو بطرس السائح  Peter the Hermet

بدأت حملتين من الفرنجة فى الحال

الأولى : غير رسمية

وسمع بطرس الناسك بما حدث فراح يخطب ويعظ فى كل مكان ويقول المؤرخون أن بيتر الناسك هو المفكر والقائد الحقيقى وراء حروب الفرنجة التى عرفت بالحروب الصليبية وأن المجمع الذى نادى به البابا ما هو إلا تنفيذ لرغبات شعوب الفرنجه لأن بطرس قد أثار الهمم كما صادفت خطبه وكلماته أرضاً خصبة مستعده لتلقى البذور وقد أعلن بيتر نفسه فى خطبه أنه تلقى خطاباً من السيد المسيح وصفه لمستمعيه أنه خطاب حزين عن الحاله المخزية لتردى الأوضاع الأمنية فى الأراضى المقدسة فى الوقت التى أسترجعت فيه الخلافة الفاطمية سلطانها على أورشليم وسائر ولايات الشام من الأتراك إلا أن سجل هذه الخلافة فى اضطهادها للمسيحيين لم يكن مشرفاً أيضاً وكان بيتر إلتف حوله الألاف من الناس ومعهم فارس أسمه والتر بينليسWalter the Penniless ليس له سيد من أمراء اوربا ( كان فرسان ذلك الزمان يتبعون أحد الأمراء ) .

وأنضم له ألاف من الرجال الغير مدربين من الفلاحين والبسطاء الذين خدعهم راهب أسمه بطرس وشخص آخر أسمه والتر البنليس Peter the Hermet and Walter the Penniless ولم يكن يعرفون شيئاً عن العالم الخارجى وفى اثناء ترحال هذه الألاف فى أراضى أوربا قاصدين الأراضى المقدسة ومن المضحك أنهم كانوا يعتقدون عندما يصلون إلى مدينة كبيرة أنهم وصلوا أورشليم وأصبحوا مقلقين لسكان المدن التى كانت فى طريقهم , فهاجموا القرى الأوربية لتوفير إحتياجاتهم من الطعام بغير رضاء أهلها بالعنف والإكراه فاساءوا إلى قضيتهم فى وسط أوربا , وأخذ بطرس فرقته الغير مدربة ومر فى بلاد المانيا وبلغاريا ينهبون ويسلبون , فثار عليهم أهالى تلك البلاد المسيحية وقتلوا منهم الكثيرين فلم يبلغ منهم إلى القسطنطينية إلا طويل العمر وعاش بطرس ليحكى هذه المأساة وأتحد بعد ذلك بالجيش المنظم للفرنجة .

وحدث مع باقى هذه الفرق المدنية مثلما حدث مع فرقة بطرس , وتقابل من بقى منهم فى القسطنطينية مع إمبراطور القسطنطينية ألكسيوس فقام بنقلهم فى مراكبه إلى سواحل آسيا اوعندما وصلت هذه الألاف التى لم تكن على دراية بالقتال والخطط الحربية وتلاقوا مع جيش الإسلام فإنهزموا أمامهم ونهب المسلمين ذخائرهم فكان مصيرهم الذبح على أيدى الأتراك المسلمين وقليلين منهم عاشوا ليحكوا المأساة .

 بعد فشل العامة والمدروشين من اهل أوربا فى إنجاز شئ ورجع بطرس الناسك خائباً إلى القسطنطينية وراح يشتكى من عدم نظام الجند وعدم وجود قيادة قوية , وجال من جديد فى عواصم أوربا يثير خواطرها وملوكهم وامرائها ليأخذوا بثأر أخوتهم الذين قتلوا وكانت بعض الفرق التى تكونت قبل الحرب لم تغادر أوربا بعد فتألف منهم جيش بقيادة غودا فرولوران ومعه أخواه أوستاس وبودين ودبرتوس أخو فيلبس ملك فرنسا وروبرتوس دوك نورمانديا تحركت هذه القوات المدربة يقدر عددها بـ 50 ألف فارس وجندى ومساعديهم من النجارين وصناع السلاح والطباخين ولم يكن كل هؤلاء من عليه المجتمع ولكن ذهب معهم الأفاقين والمجرمين واللصوص أملاً فى أن يجنوا شيئاً من وراء هذه الحرب التى كانوا يعتقدون أنها حرب دينية وغيرهم من الحرفيين مما تحتاجه الجيوش عامة , وكان قوة وعصبها هذه الحملة منصبة على الفرسان الشرفاء والنبلاء ويطلقون عليهم اسم Knights من فرنسا تحركت هذه الحملة فى  1087 ووصلت اراضى المقدسة يونيو 1097م

وأنقسمت هذه الجيوش إلى عدة فرق وكل فرقة سارت بقيادة امير .

 ذهب هذا الجيش القوى إلى القسطنطينية وكانوا قد عقدوا أتفاق مع الإمبراطور البيزنطى ألكسيس الأول           The Byzantine emperor Alexius I  الذى فقد الكثير من أرضى أمبراطوريتة نتيجة لهجوم الأتراك السلاجقة بقيادة قلج ارسلان بن سليمان

وأنعقد مجلس كليرمنت على أثر سماعه بهذه الأنباء فقرر إدارة رحى الحرب لأستخلاص المدينة المقدسة من أيدى الأستعمار الإسلامى

 وتكون الجيش الحقيقى من رجال لويرين Lorraine  تحت قيادة الأخوين جودفرى أف بويلون Godfrey of Bouillon  .. ورجال وإيستاس وبلدوين من بولوجن فلمنجسEustace and Baldwin of Boulogne; Flemings تحت قيادة الكونت روبرت الثانى  Robert II of Flanders الأخ الأكبر للملك وليام الثانى ملك أنجلترا  William II of England ..

ستيفن من بلويز و هوف من فيرةشىندوز Stephen of Blois, and Hugh of Vermandois الأخ الأصغر للملك فيليب الأول ملك فرنسا Philip I of France

بروفينساليسProvencals تحت قيادة ريموند الرابع من تولوز Raymond IV of Toulouse

النورمانزNormans من إيطاليا تحت قيادة بوهاماند Bohemund  من تشرانتفو و تانسربد Tancred  من هايتفثلل Hauteville

.

ومما يعرف أنه بعد هجوم الفرنجة حدود المنطقة الإسلامية التى إحتلها المسلمين السنة الأتراك السلاجقة إنكمشت بعد هجوم الفرنجة إلى حوالى نصف الأراضى التى استولوا عليها سابقاً لمنطقة البحر البيض المتوسط وحصروهم فى منطقة خلفها البحر , وهاجمهم الفرنجه حتى فى مورس  Moors  , أما المغامر النورامانى روجر جوسكيورد  فقد أستولىRoger Guiscard على رجل القدم الإيطالية , كالابريا Calabria  فى سنة 1060 م , وأصبح هو المسيطر على المنطقة التى كان البيزنطيين يهاجمون من سيسلى Sicily على الأراضى التى أستولى عليها المسلمين بيزان جينوز وكتالانس نشطوا على المناطق القروية المحيطة بـ ماجوركا وساردينيا Majorca and Sardinia  والتى كانت مناطق تحت الإحتلال أسلامي القوي

وفقد من الفرنجة الكثيرين أثناء السفر من تأثير الجوع والمرض , ولما بلغوا نيقية بساحل آسيا واجههم جيش الإسلام الذى كان تحت قيادة قلج أرسلان بن سليمان مؤسس الدولة السلجوقية التركية فكان الإنتصار فى جانب الصليبين وأستولوا على نيقيا وتقدموا لمحاصرة أنطاكية التى كانت فى هذا الوقت أمنع الحصون وأقواها وحاصرها الصليبيون وطال حصارها حتى كمل سبعة شهور , وكاد الفرنجة ييأسون من الإستيلاء عليها , وحدث أنهم أسروا ولداً عزيزا على والده من أهالى المدينة فدفع عنه أبوه مبلغاً وافراً لرئيس العسكر فرد له الولد والمبلغ معاً فشكر الرجل معروف قائد الفرنجة ودله على طريق سهل للهجوم على المدينة فهجم عليها من ذلك المكان وأستولى عليها رايموند كونت طرسوس , ورحل عنها الصليبين ليواصلوا زحفهم وتركوا بها حامية قوية من عساكرهم فعاد إليها المسلمين فى جيش جرار فبادر الفرنجة لنجدة أخوتهم المحاصرين فى داخل المدينة فهجم الفرنجة على المسلمين خارج المدينة وخرج الذين فى داخل المدينة وإنحصر المسلمين بين القوتين وكانت حصيلة هذه الحرب ان قتل الصليبين مائة ألف جندى مسلم وهزمو الباقيين واسروهم

وفى هذا الوقت كان إمتداد وتوسع الأتراك السبب فى ضعفهم وتفككهم وضعفت أمرائهم فأنقضت جيوش الصليبيين على " مملكة الروم " فهزموا سلطانها وردوا إلى قيصر الروم ما يقرب من نصف آسيا الصغرى , وعندئذ نقل سلطان الروم السلجوقى ( التركى المسلم ) مقر سلطنته إلى " قونية " وترك الصليبيون قيصر الروم البيزنطى يفصل لنفسه مع سلطان الروم التركى , ومضوا إلى سوريا فوصلوا إليها بعد أن مات عدد كبير منهم ونفق الكثير من دوابهم

ومما يذكر أن أستولى جلق أرسلان الأول Kilij Arslan I على نيقيه فى سنة 1097م وجعلها عاصمة الأتراك السلوجوقيين ودعى نفسه سلطان الروم  "Sultan of Rum" وكانت قريبة من القسطنطينية مما ضايق أمبراطور القسطنطينية الكس الأول

الأوربين يؤسسون الإمارات اللاتينية

أستولى الأوربيين على كثير من مدن آسيا الصغرى والشام , وكونوا لهم فيها امارات سموها المسلمون " الإمارات الصليبية وسموها الأوربيين  "الإمارات اللاتينية" نسبة إلى اللاتين من الغالبية العظمة من جيوش أوربا .

وأول الإمارات التى أسست إمارة "أذاسا" أى الرها مكانها الآن أرقة فى وادى الفرات سنة 490 هـ (1097 م) ثم أسسوا بعدها إمارة أنطاكية 491 هـ (1098 م)

وحدث ان الوزير الأفضل أبن بدر الجمالى وزير مصرعندما شعر بقوة الاتينين ( الصليبيين) وضعف الأتراك آمل خيراً وأتحد مع اللاتينين ليفوز على أعدائة الأتراك فسار فى جبش عظيم إلى أورشليم (بيت المقدس) وأستولى عليها من الأتراك السلجوقيين سنة 491 هـ ( سبتمبر سنة 1098م)

ولكن  الاتينين ( الصليبيين)  زحفوا نحو المدينة المقدسة أورشليم التى هى اساس هدفهم فحاصروا المدينة خمسة أسابيع وفى نهايتها ضيقوا عليهم الحصار وهاجموها من كل جانب وأستولوا على المدينة وقتلوا حين دخلوا كل من صادفوه فى طريقهم من الأعداء وهزموه وقتلوا 70000 جندى من عساكره ً وأتوا معهم من المنكرات والفظائع الوحشية مالا ينساه التاريخ وصارت الجثث متراكمة فوق بعضها أكواما وبهذا أستطاعوا أن يستولوا على أورشليم بأقل خسائر ممكنه وأسسوا بأمارة عرفت بأسم مملكة أو إمارة أورشليم ( بيت المقدس) سنة 492 هـ (1099 م) ,

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

روى ابن الاثير في تاريخه 8/189-190 عن دخول الصليبين للقدس في الحروب الصليبية فقال : ( ملك الفرنج القدس نهار يوم الجمعة لسبع بقين من شعبان وركب الناس السيف ولبث الفرنج في البلدة اسبوعا يقتلون فيه المسلمين واحتمى جماعة من المسلمين بمحراب داود فاعتصموا به و قاتلوا فيه ثلاثة ايام و قتل الفرنج بالمسجد الاقصى ما يزيد على سبعين الفا منهم جماعة كبيرة من ائمة المسلمين وعلمائهم وعبادهم وزهادهم ممن فارق الاوطان و جاور بذلك الموضع الشريف )
كما وصف ستيفن رنسيمان في كتابه تاريخ الحروب الصليبية ما حدث في القدس يوم دخلها الصليبيون فقال : ( و في الصباح الباكر من اليوم التالي اقتحم باب المسجد ثلة من الصليبيين فأجهزت على جميع اللاجئين اليه وحينما توجه قائد القوة ريموند اجيل في الضحى لزيارة ساحة المعبد اخذ يتلمس طريقه بين الجثث والدماء التي بلغت ركبتيه وتركت مذبحة بيت المقدس اثرا عميقا في جميع العالم وليس معروفا بالضبط عدد ضحاياها غير انها ادت الى خلو المدينة من سكانها المسلمين واليهود بل ان كثير من المسيحيين اشتد جزعهم لما حدث) 1/404/406

وكان الأفضل أبن امير الجيوش عندما استرجع مدينة اورشليم من ايدى الإرتقيين ترك فيها جيشاً قوياً لحمايتها من أى هجمات قادمة فإلتقى جيش الفاطميين مع جيش الفرنجة وأستحر القتال بين الفريقين اياماً متوالية وفى النهاية حاصر الفرنجة أورشليم ( القدس ) أربعين يوماً وغزوها بالمنجانيق وهلك فيها من جيش المسلمين وحدهم سبعين الفاً وكانت اشلاء القتلى تلقى مكدسة فى الجامع الأقصى حتى  أنتن الهواء وأنتشرت الروائح الكريهة .

ولم يبرد لظى غيظ الفرنجة بذلك النصر الباهر بل فكروا فى غزو مصر لأنهم سكروا بخمرة النصر ولكنهم انقسموا على أنفسهم ودبت عقارب الحسد فيما بين قوادهم فأضمروا السوء والضغينة فيما بينهم ولم يخلصهم من هذا الإنقسام إلا أنهم اقاموا جود فرى ملكاً عليهم لأنه كان يتحلى بالأخلاق الكريمة الفاضلة ولو كان الفرنجة أستولوا على مصر بعد إنهيار قوتها المتقدمة فى أورشليم لتغيرت خريطة الشرق الأوسط كما أنهم وقعوا فى خطأ كبير هو أنهم أعتبروا القباط والنوبيين هراطقة وحلفاء المسلمين 

ولما رأى الأفضل أمير الجيوش خاف أن يحل بمصر ما حل بأورشليم ( بيت المقدس) وزاده خوفاً من إتحاد المسيحيين والنوبيين بالفرنجة إذا هاجموا مصر , وهكذا ترى أخى القارئ موقف الأقباط الغير آمن داخلياً فى مصر وخارجياً .

وكان من حظ الأفضل أن الفرنجة تراجعوا عن غزو مصر فأعطاه هذا فسحة من الوقت ليعد جيشاً آخر عظيماً وذلك بمساعدة رجل أسمه سعد الدولة جعله قائداً لجيشة فألتقى بالفرنجة تحت أسوار عسقلان فحاربهم حرب ضروس وأنتصر عليهم بعد جهد شديد فكسرهم وجعلهم يفكرون كثيراً قبل الإستيلاء على مصر ففرح فرحا لا يوصف واطمان باله على مصر من الخطر الذى كان يتهدد

 

وأجتمع قواد الحملة من الأمراء ليختاروا لأورشليم ملكاً فوقع الإختيار على غودوفرو الذى أظهر شجاعة متناهية النظير فى القتال , ولما ذهبوا غلى كنيسة القيامة قدموا له تاج من ذهب ليضعوه فوق راسه فرفض قبوله وقال : " لا أضع فوق راسى أكليلاً بهذا المقدار فى المكان الذى توج فيه رب المجد بأكليل من شوك .

وأعد سلطان مصر جيش كثيف العدد والعدة فلاقاه غودوفرو عند مدينة عسقلان فهزمهم الفرنجة وإنكسر جيش المسلمين وتشتت عساكره وأستولى الفرنجة على مدن السواحل وترك حمص وحماة وحلب والشام فى أيدى المسلمين .

وظل الوزير الأفضل فى حروب مستمرة مع الصليبيين ووقعت بينهم عدة وقائع صغيرة إنتهت بإنسحاب المصريين وتراجعهم أمام قوة  الاتينين ( الصليبيين) ولم يبق لهم سوى "عسقلان" وفى سنة 511 هـ ( 1117 م)

وحدث أن قاد "بلدوين" او "بقدوين" أو بالعربية "بغدوين" ملك أو أمير أورشليم ( بيت المقدس) على مصر فأستولى على الفرما وحرقها ووصل إلى تانيس ثم أصيب بمرض فأرجعوه ومات هناك وأكتفى الفاطميون بخطة الدفاع عن مصر . 

فى عهد الخليفة الظافر الفاطمى ( أبو منصور أبن إسماعيل ) دخل عباس والى الشرقية بجنوده القاهرة قادماً من بلبيس واخلع عليه بالوزارة وأطلقوا عليه السيد الأفضل .. وفى عصرة أستولى الفرنجه على عسقلان وهى كانت آخر بلد يحكمها المسلمين فى الشام وكان ذلك فى سنة 584 هلالية .

 

.

==================================================================

 

 

 

 

 

Home | البابا كيرلس 2 الـ 67 | حملة الفرنجة الأولى | البابا ميخائيل 4 الـ 68 | البابا مقارة الـ 69 | البابا غبريال 2 الـ 70 | البابا ميخائيل الـ 71 | البابا يوحنا الـ 72 | رأس الحسين بالقاهرة | الشهيد بشنونة | البابا مرقس 3 الـ 73 | حملة الفرنجة الثانية | حملة الفرنجة الثالثة | الفاطميون يحكمون مصر

This site was last updated 03/29/07